نعيش الآن في عصر المعلومات وثورة تكنولوجيا المعلومات الهائلة . فقد تحقق تطورا كبيرا في التقدم العلمي والتكنولوجي مما يشجعنا على القول إن ذلك يعتبر قفزة لم تحققها البشرية من قبل، فبينما استغرقت البشرية مئات السنين للانتقال من عصر الزراعة إلى العصر الصناعي، فقد انتقلت البشرية إلى عصر الذرة في عشرات السنين ثم إلى عصر الفضاء خلال سنوات, ثم نرى الآن تطورا تكنولوجيا هائلا كل ساعة تقريبا في كل أنحاء الكرة الأرضية. ويتسم هذا العصر بسمات عديدة نذكر منها:
1) سقوط الحواجز المكانية بين الدول حيث أصبح العالم الآن قرية واحدة.
2) تدفق هائل للمعلومات.
3) إتاحة مصادر المعلومات المختلفة لكل البشرية دون تفرقة.
4) التواصل بين كل المستويات ( الدول والمؤسسات والمنظمات والأفراد) ببعضها البعض.
5) توفر الاتصال على مدى الأسبوع وعلى مدار الساعة . فلا انقطاع للاتصال.
6) سقوط الحواجز الزمانية.
7) لا احتكار لوسائل الاتصال وشبكات الاتصال.
8) توفر و انتشار الأجهزة الإلكترونية مثل الحاسبات والمعدات الإلكترونية.
9) سهولة وبساطة استخدام الأجهزة الإلكترونية .
كل هذه السمات أو بعضها تساهم كثيرا في التغلب على بعض المشكلات التي تواجهها الدول النامية في مواجهة مشكلة التعليم فيها. فبينما تفتقر الدول النامية إلى شبكات الاتصال التي تحقق التواصل بين المناطق المختلفة في الدولة وفي الوقت نفسه تحتاج إلى مليارات الدولارات، و سنوات طوال لبناء تلك الشبكات فقد يمكن تحقيق الاتصال من خلال استخدام الأنواع الحديثة من الاتصالات من الأقمار الصناعية والمركبات المتحركة المجهزة القادرة على الاستقبال من هذه الأقمار في أي مكان من أماكن الدولة.
وتعد الوسائل التعليمية التي وفرتها التكنولوجيا الآن مثل الاتصال التفاعلي والفصول التخيلية وشبكات الإنترنت والمدارس المحوسبة والحقائب التعليمية الإلكترونية وغيرها الكثير والتي تعطي ميزة نسبية للتعليم الإلكتروني عن التعليم التقليدي.
ومن هنا يتضح لنا أن التكنولوجيا الحالية قد تساهم بنسبة معقولة في نشر التعليم في الدول النامية وتكسر الكثير من الحواجز الزمانية والمكانية التي تعترض العملية التعليمية في البلدان النامية، كما تدعم هذه التكنولوجيا وتعزز كفاءة المعلم والتي سوف تسهم في النهوض الوطني.
سمات التعلم الإلكتروني
يتسم التعليم الإلكتروني بسمات عديدة , وتختلف تلك السمات طبقا لما توفره كل وسيلة من الوسائل التكنولوجية المستخدمة فبينما يوفر التلفزيون انتشارا كبيرا ولا يحتاج إلى أي مجهود من المتلقي للعلمية التعليمية، قد يكون حاجز الزمن عائقا لدى المتعلم فقد لا يتناسب وقت المتعلم وتوقيت إذاعة البرامج التعليمية، نجد أن جهاز الحاسوب يوفر مشاركة المتعلم في العملية التعليمية وتحديد توقيت التعلم طبقا لرغبة المتعلم .
أيضا يوفر جهاز الحاسوب المتصل بشبكة الإنترنت أو الإنترانيت إمكانية الحوار التفاعلي بين المتعلم والمعلم مما يساعد على استكمال عناصر العملية التعليمية ،كما يمكن من خلال استخدام التلفاز أو الإذاعة مثلا تعليم عدد كبير جدا من المستمعين وفي أوقات متعددة تناسب معظم الفئات بغض النظر عن وجودهم ووقته وهي وسيلة رخيصة وزهيدة لا تحتاج إلى تكلفة عالية. كما أن استخدام أجهزة الحاسوب وشبكات المعلومات والتي قد تحتاج إلى تكلفة أعلى وجهد أكبر لتعلم استخدام الأجهزة فهي تتسم بمميزات أكثر من الإذاعة والتلفاز وسنتعرض لها فيما بعد ولكن نحن الآن بصدد عرض تلك السمات التي يتميز بها التعليم الإلكتروني منها ما يلي:
1) تعليم عدد كبير من الطلاب دون قيود الزمان أو المكان.
2) تعليم أعداد كبيرة في وقت قصير.
3) التعامل مع آلاف المواقع.
4) إمكانية تبادل الحوار والنقاش.
5) استخدام العديد من مساعدات التعليم والوسائل التعليمية والتي قد لا تتوافر لدى العديد من المتعلمين كالوسائل السمعية والبصرية.
6) تشجيع التعلم الذاتي.
7) التقييم الفوري والسريع والتعرف على النتائج وتصحيح الأخطاء.
8) مشاركة أهل المتعلم.
9) مراعاة الفروق الفردية لكل متعلم نتيجة لتحقيق الذاتية في الاستخدام.(جهاز واحد أمام كل متعلم).
10) تعدد مصادر المعرفة نتيجة الاتصال بالمواقع المختلفة على الإنترنت
11) سهولة استخدام الأدوات والمعدات.
12) استخدام الفصول التخيلية.
13) تبادل الخبرات بين المدارس.
14) سهولة وسرعة تحديث المحتوي المعلوماتي.
15) نشر الاتصال بالطلاب بعضهم ببعض مما يحقق التوافق بين الفئات المختلفة ذات المستويات المتماثلة والمتوافقة.
16) تحسين استخدام المهارات التكنولوجية.
17) تحسين وتطوير مهارات الاطلاع والبحث.
18) إمكانية التوسع المستقبلي.
19) دعم الابتكار والإبداع للمتعلمين.
20) إمكانية الاستعانة بالخبراء النادرين .
محاور التعلم الإلكتروني
سنعرض بالذكر لبعض محاور التعليم الإلكتروني عرضا بسيطا حيث لا يحتمل حجم البحث التعرض التفصيلي لتلك المحاور، والتي تميز التعليم الإلكتروني عن التعليم العادي التقليدي المتعارف عليه وتلك المحاور يمكن أن تساهم في التخطيط للتعليم الإلكتروني نذكر منها:
ý الفصول التخيلية.Virtual classes
ý الندوات التعليمية. Video Conferences
ý التعليم الذاتي. E-learning
ý المواقع التعليمية على الإنترنت والإنترانيت. Internet Sites
ý التقييم الذاتي للطالب.Self Evaluation
ý الإدارة والمتابعة وإعداد النتائج.
ý التفاعل بين المدرسة والطالب والمعلم.Interactive Relation Ship
ý الخلط بين التعليم والترفيه.Entertainment & Education
دور المعلم في عصر الانترنت والتعلم عن بعد
تعد شبكة الإنترنت ، نظام لتبادل الاتصال والمعلومات اعتمادا على الحاسوب ، حيث تحتوي هذه الشبكة على ملايين الصفحات المترابطة عالميا والتي يمكن من خلالها الحصول على المعلومات والأخبار والأصوات وأفلام الفيديو التعليمية بالإضافة إلى الأبحاث ورسائل الماجستير .
ان الاستخدام الواسع للتكنولوجيا وشبكة المعلومات العالمية أدى الى تطور مذهل وسريع في العملية التعليمية ، كما أثر في طريقة أداء المعلم والمتعلم وانجازاتها في غرفة الصف حيث صنعت طريقة جديدة للتعليم ، الا وهي طريقة التعليم عن بعد ، والذي يعتبر تعليم جماهيري يقوم على أساس فلسفة تؤكد حق الأفراد في الوصول الى الفرص التعليمية ، بمعنى انه تعليم مفتوح لجميع الفئات لا يتقيد بوقت او فئة من المتعلمين ولا يقتصر على مستوى او نوع معين من التعليم ، فهو يتناسب وطبيعة حاجات المجتمع وأفراده وطموحاته ولا يعتمد على المواجه بين المعلم والمتعلم وانما على نقل المعرفة والمهارات التعليمية الى المتعلم بوسائط تقنية متطورة ومتنوعة مكتوبه ومسموعة ومرئية ، تغني عن حضوره الى داخل غرفة الصف وبذلك ابتعد المعلم عن دوره التقليدي في العملية التعليمية.
عناصر التعلم الإلكتروني
يمكن تحديد العناصر الرئيسية التي تكون التعليم الإلكتروني كالآتي:
ý الطلاب بفئاتهم المختلفة.
ý المدرسة والمعلمون.
ý أولياء الأمور.
ý المناهج التعليمية.
ý شبكات الاتصال.
ý التوجيه الفني.
ý نظام التحكم والإدارة والتسجيل.
ý التعلم الذاتي.
ý التقييم.
ý القنوات التعليمية.
ý الأجهزة والمعدات (أجهزة الإرسال بأنواعها وأجهزة الاستقبال بأنواعها)
ý البريد الإلكتروني. E-Mail
ý الفصول التخيلية.
ý الندوات الإلكترونية.
ý غرف المحادثة ( الدردشة) Chatting Rooms
ý المحاكاة.Simulation
ý التسجيلات. Video and Audio Records
ý المستندات .
مشاركة المدارس والجامعات في التعلم الإلكتروني
يعتمد التعليم الإلكتروني على مشاركة فاعلة من الجهات التعليمية المتوفرة في الدولة وتقوم المدارس والجامعات الحالية – لا نركز هنا علي المدارس والجامعات الحكومية فقط- بدور هام في تنفيذ التعليم الإلكتروني من خلال تنفيذ بعض الأنشطة التالية:
ý تحديد المحتوي التعليمي.
ý تحديد خطة المحاضرات .
ý تحديد مجموعات الطلاب المتلقية للتعليم الإلكتروني.
ý متابعة أداء الفصل التخيلي.
ý تحديد كيفية استخدام البريد الإلكتروني في تنظيم وإدارة الفصول الدراسية التخيلية.
ý متابعة وملاحظة ومراجعة مهام الطلاب.
ý تقويم الطلاب.
ý إعداد التقارير والإحصائيات.
أثر تكنولوجيا المعلومات على كفاءة المعلم
مما لاشك فيه أن التكنولوجيا الحديثة أسهمت بشكل فاعل في تطوير الكثير من المفاهيم التربوية وعززت قدرات المعلمين والطلاب على حد سواء ، وبالرغم من التحديات التي صنعتها هذه التكنولوجيا والمتمثلة في ضرورة تدريب الكوادر التعليمية كافة على استخدامها ، مع ضرورة مواكبة كل جديد ، إلا أن نتائجها في الواقع كانت إيجابية للغاية ، بل وحققت الكثير من القفزات العلمية والمعرفية ويمكن القول إن التكنولوجيا الحديثة تسهم في صقل شخصية المعلم وتجعله أكثر انفتاحا على العالم الخارجي ، كما تشكل له رافدا حقيقيا للوصول إلى المعرفة بشكل سهل ويسير كما تساهم في زيادة الانتماء والولاء للوطن من خلال التعامل الواعي مع المقدرات التكنولوجية والصناعية والعلمية للبلد ومحاولة الاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة والوصول بالتالي إلى مخرجات تعليمية متميزة للغاية تكون حلقة الوصل بيننا وبين العالم الخارجي.