تنقسم البحوث العلمية إلى أقسام مختلفة باعتبارات مختلفة :
فباعتبار الكمال والنقص تنقسم إلى : (أ) أبحاث كاملة (ب) أبحاث تمهيدية غير كاملة .
وباعتبار منهج البحث تنقسم إلى :
(أ) أبحاث نظرية
(ب) أبحاث علمية تجريبية .
وهناك تقسيمات أخرى غير هذا . لكنها متداخلة يشملها التقسيم الذي اخترناه .

فالنوع الأول : الأبحاث الكاملة :

وهي التي تضيف إلى رصيد المعرفة الإنسانية معرفة جديدة , مثل أبحاث الماجستير والدكتوراة وأبحاث تخصصية مختلفة .
والأبحاث الكاملة لها خصائصها وشروطها لابد من الالتزام بها لكي تستحق التسمية بهذا الاسم وتندرج تحت هذا النوع من الأبحاث .
وتتلخص خصائص الأبحاث الكاملة في كونها ذات موضوع جديد من حيث الأصل والنتيجة , أو اشتمالها على التمحيص النقدي للبراهين والأدلة , كذلك كونها تستخدم الحقائق الجديدة في حل قضايا ومشكلات المجتمع .
أما شروطها فتتلخص في الالتزام بالأسس والمبادئ والطرق العلمية التي وضعها أصحاب مناهج البحث .

الفرق بين الماجستير والدكتوراة :
من المعروف أن الماجستير مرحلة بين الليسانس والدكتوراة . والدكتوراة هي آخر درجة علمية تمنحها الجامعات . فالفرق بين الماجستير والدكتوراة واضح أن الأخير أكثر خبرة وعمقاً ونضجاً من الأول , وذلك كاختلاف كل مرحلة دراسية عن مرحلة سابقة لها .

أقسام الأبحاث الكاملة :

من حيث طبيعة البحث تنقسم الأبحاث الكاملة إلى قسمين :
1- أبحاث الموضوع .
2- أبحاث التحقيق .
أما أبحاث الموضوع فهي ما يبحث فيها الباحث عن حل مشكلة ما على طريقتة الخاصة ومن إنشائه للموضوع , معتمدا على قدراتة العلمية والتعبيرية .
أما أبحاث التحقيق فهي محاولة إحياء كتب التراث المخزونة في دور الكتب بخطوطها الأصلية أو المنقولة ويشترط في القائم بالتحقيق الإتصاف بصفات الباحث العامة التي سيأتي ذكرها إلى جانب معرفة قواعد تحقيق المخطوطات وأصولها .
ويعتمد منهج التحقيق على الخطوات التالية :
أولاً _ التحقيق من أن الكتاب لم يحقق من قبل .
ثانياً _ جمع النسخ المختلفة للمخطوط .
ثالثاً _ الموازنة بينها لتعيين الأصل والفرع .
رابعاً _ تحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه .
خامساً _ ضبط عنوان الكتاب .
سادساً _ مقابلة النسخ لحصر وجوه الاختلاف ووجوه الاتفاق .
سابعاً _ تخريج الآيات والأحاديث والنصوص الأخرى .
ثامناً _ ترجمة الأعلام الواردة بالمخطوط .
تاسعاً _ شرح الكلمات الصعبة والأفكار الغامضة .
عاشراً _ التقديم بكتابة مقدمة عامة تشمل على فكرة موجزة عن كل ما يتعلق بالكتاب والموضوع والمؤلف .

قيمة أبحاث التحقيق :

يرى بعض الباحثين أن التحقيق عمل ليس شأنه كبير يمكن اختيارة موضوعاً للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراة , ويرى البعض أن يقوم بأعمال التحقيق وإحياء التراث اللجان المختصة بهذا العمل .
ومن ناحية أخرى يرى البعض الآخر أن التحقيق شأنه شأن البحث الموضوعي في بذل الوقت والجهد والتعب والصبر والمثابرة ألخ
ومع ذلك كله تبقى الأبحاث الموضوعية هي الأولى والأنفع من أبحاث التحقيق , وأكثر استحقاق للحصول على مؤهل علمي , نظراً لما تتسم بالأصالة , وإخراج شيء جديد من العدم إغلى الوجود ومعالجة قضايا ومشكلات المجتمع .

أنواع الأبحاث الكاملة باعتبار منهج البحث :

تنقسم الأبحاث الكاملة باعتبار منهج البحث إلى نوعين :
1_ أبحاث نظرية .
2_ أبحاث علمية تجريبية .
( أ ) الأبحاث النظرية : هي أبحاث تعالج مشكلات فكرية واجتماعية وعقدية , وتجرى غالبا في مجالات الأديان والفلسفات والآداب والتاريخ وسائر الدراسات الإنسانية, ولها أنواع كثيرة , نكتفي بذكر هذه الأنواع الرئيسية :
1_ أبحاث في مجال الدراسات الإسلامية مثل : التفسير والحديث والعقيدة والفقة وأصوله … ألخ .
2_ أبحاث في مجال الأديان بصفة عامة .
3_ الأبحاث الفلسفية والفكرية .
4_ الأبحاث اللغوية والأدبية .
5_ الأابحاث المتعلقة بالظواهر الشائعة في المجتمعات .
6_ الأبحاث الاقتصادية والإدارية .
7_ الأبحاث التاريخية .
8_ الأبحاث التربوية والنفسية .
9_ المباحث الجغرافية والفلكية وكل ما يتعلق باالظواهر الطبيعية والجوية .

مميزات الأبحاث النظرية :

تتميز الأبحاث النظرية بتعدد النظريات بسبب تدخل الرأي الشخصي فيها , وكذلك تتميز هذه الأبحاث بالتفرع السريع لها أيضاً , كما هو في علم النفس وعلم الاجتماع وغيرهما من العلوم .

منهج البحث في العلوم النظرية :

تعتمد هذه الأبحاث على المنهج العقلي المنطقي الاستنباطي , والمنطق هو العلم الذي ينظم التفكير البشري , ويضع القوانين التي تعصم الأذهان من الوقوع في الخطأ . فالباحث الذي يريد أن يكون بحثه سليماً لا تناقض فيه ولا تضارب يجب أن يلم بقوانين هذا العلم ويسلم بها , وهي أربعة :
قانون الذاتية : ويعني ثبوت ذاتية الأشياء وعذم تغييرها واختلاطها .
قانون عدم التناقض : ويعني عدم اجتماع الشيء وذده في شيء واحد , في آن واحد , ومن جهة واحدة . وباتباع هذا القانون يتجنب الباحث من الاضطراب في بحثه , بإثبات فكرة ما في موضع ونفيها في موضع آخر , مثلاً .
قانون الثالث المرفوع : ويعني أن الشيء إما صواب وإما خطأ , لا يخلو من أحدهما , وليس هناك وجه ثالث .
قانون التعليل : وهو تفسير أسباب الحوادث والظواهر

الأبحاث العلمية التجريبية :

وهي الأبحاث التي تجري في المجال الذي تحكمه الظواهر المحسوسة . مثل : العلوم الطبيعية , والكيمياء , والفلك وغيرها . وتعتمد هذه الأبحاث في الغالب على المنهج التجريبي الذي يعتمد على الملاحظة الحسية وعلى المعمل والتجربة والمختبر , ولكن ينبغي أن يعلم أن التجربة المعملية ليست الأساس الوحيد للمعرفة العلمية , بل المنهج العقلي الاستنباطي والرياضي أيضاً معتمد كثير من هذه العلوم وفروعها . فينبغي للباحث في مثل هذه المجالات أن لا يقصر نظره على المعمل والمختبر والتجربة في كل ما يشكل عليه . وعليه أن يعلم أن لكل حقيقة منهج بحثها الملائم , وأن المنهج التجريبي دائرته ضيقة , وذلك أن هناك مناهج عامة ومناهج خاصة .
فالمنهج العام هو الذي يصلح للحقائق المادية والامادية معاً , وهو المنهج العقلي المنطقي .
أما المناهج الخاصة فهي كثيرة , منها : منهج البحث التجريبي , الذي لا يصلح إلاّ لدراسة الماديات , ومنها : منهج المسح ودراسة الحالة , ومنهج البحث التاريخي , والمنهج الإحصائي , وغيرها من المناهج الكثيرة .
وخلاصة القول أنه لا ينبغي الاقتصار على المنهج التجريبي والاستغناء عن المنهج النظري الاستنباطي , لأن الجانب النظري الروحي هو أحد الجوانب الأساسية التي لا يستطيع أن يعيش الإنسان سعيداً بدونه مهما بلغ من التطور والتقدم في الجانب المادي , والمجتمعات الأوربية المنهارة خير دليل على ذلك .

النوع الثاني : البحوث الناقصة والتمهيدية :

وهي عبارة عن المقالات والتقارير والبحوث الدراسية , وإنما اعتبرت من البحوث الناقصة , لأنها لا تصل إلى مستوى الأبحاث الكاملة , بل يتميز عنها من نواحي عديدة :
أولاً : لا تضيف البحوث الناقصة جديداً للمعرفة الإنسانية , وإنما هي مجرد دراسة أو تلخيص لموضوع أو مشكلة قام ببحثها عالم معين , بينما البحث الكامل يجب أن يكون أكثر من اقتطاع بعض أفكار الآخرين .
ثانياً : لا يلتزم كاتب المقالة بقواعد وإجراءات البحث التي يلتزم بها الباحث عند كتابة بحثه .
ثالثاً : الغرض من المقال هو التيسير على القراء وإطلاعهم على النتائج بطريقة مباشرة ومختصرة. أما الأبحاث الكاملة فهي موجهة لطبقة خاصة ولها أسلوبها الخاص .
رابعاً : تحتاج البحوث الكاملة إلى قدرات واستعدادات خاصة لا تتوفر في الغالب في كاتب المقال والبحوث الناقصة .

الأبحاث الصفية :

من أبرز مظاهر البحوث التمهيدية : الأبحاث الصفية التي يقوم بإعدادها الطلاب في سنوات الدراسة الجامعية . والقصد من ذلك : تدريب الطالب الجامعي على كيفية إعداد البحوث توطئة لإعداد بحوث الماجستير والدكتوراة , ولذلك تنمية مواهبه وتوسيع مداركه, وتنظيم أفكاره , والتعبير عما يجول في خاطره بأسلوب لغوي جيد .

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 9260 مشاهدة
نشرت فى 25 يونيو 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,719,776

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters