استمر الإنسان في حياته الاجتماعية منذ بداية الخليقة يتساءل ماذا أتناول من طعام حتى أحافظ على حيويتي الجسمية؟ وأيهما أفضل لصحتي كثرة الطعام أم كفاية الغذاء؟ ولو ترك الأمر للناس في اختيار نوعية الطعام على أساس انه شهي أو على أساس انه نافع، لاختار الناس الطعام الشهي على الطعام النافع لأن الرغبة الشخصية للفرد هي التي تحدد نوعية الطعام الذي يأكل. فإذا أصبحت شهوة الفرد الحكم في اختيار الطعام أضحى الفرد عبداً لشهوته. ولا يختلف الحيوان في ذلك عن الإنسان. فيخضع الحيوان لنفس المنهج المذكور لأن شهوته هي التي تحدد كمية الطعام التي يستهلكها حتى لو كان ذلك مضراً لجسمه. فلا غرابة ـ إذن ـ أن يشبه القرآن الكريم بعض الأفراد بالدواب: ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ﴾1، ولا شك أن وصفهم بالدواب هو وصفٌ لسلوكهم، مع أنهم بشر بالتأكيد. ولكن العلم الحديث والنظام الرأسمالي أخضعا الحيوان لطعام مصنع يحتوي على نسبة محددة من الكاربوهيدرات والبروتينات والدهنيات، حتى يستطيع المستثمر الذي يمتلك قطيعاً من الأغنام مثلاً، جني أقصى الأرباح عند بيعه تلك الحيوانات الصحيحة المتعافية، على عكس النتيجة فيما لو باع الحيوانات المريضة، أو الحيوانات التي تستهلك علفاً لا ينفع جسمها، فتقل ـ عندئذٍ ـ الأرباح التي يفترض جنيها من تلك الثروة الحيوانية.

ولكن هنا يبرز سؤال مهم، وهو كيف يستطيع الإنسان اختيار طعامه الصحيح وهو جاهل بمحتويات المواد الغذائية التي يتناولها؟ وللجواب على هذا السؤال نقول أن للإنسان طريقين، وهما: إما أن يختار العلم التجريبي ليدلّه على المواد الغذائية التي تنفع الجسم، وهذا ما لم يحصل في تاريخ البشرية إلا في القرن الأخير.

وإما أن يفتش عن نظام غيبي يدلّه على أسرار الوقاية والغذاء حتى يتجنب الأمراض النازلة بالأفراد. ولاشك أن النظام الغيبي الذي نقصده هو الإسلام، حيث جاء بنظام وقائي ونظام غذائي في غاية الدقة والكمال. ولو أن المائة سنة الأخيرة التي بحث العلم التجريبي فيها عن أسرار الطعام ومحتويات المواد الغذائية وعلاقتها بصحة الإنسان، صرفت على أحكام الأطعمة والأشربة في الإسلام لدفعت العلم البشري أشواطا عديدة إلى الإمام، ولاستغنى العالم عن ملايين الأطنان من الأدوية والحقن والأمصال التي أريد لها أن تشفي الأمراض، ولكنها لم تحقق الشفاء التام إلى اليوم.

ولو استطرد السائل الآنف الذكر مستفسراً عما يعمله الغذاء الجيد بجسم الإنسان؟ لأجبناه بأن الفرد الذي يتبع النظام الوقائي والغذائي الذي دعا إليه القرآن سيكون فرداً سليماً من الناحية الصحية. حيث ان المفترض ـ طبياً ـ أن يتمتع الفرد السليم بالصفات التالية:

1 ـ إن ظهوره العام ظهور صحي مصحوب بحيوية فائقة. وان تعبيرات الوجه، ووضوح العينين، وسرعة حركتهما، وقوة ملاحظتهما، تعكس الحالة الصحية الطبيعية لذلك الفرد.
2 ـ تركيبة العظام تركيبة جيدة. فيلاحظ أن السواعد والسيقان مستقيمة، وان الرأس والصدر والأسنان ذات بناء قوي في المادة واعتدال في الاتجاه.
3 ـ إن عضلات الجسم قوية ونامية بشكل صحيح. ويظهر ذلك في القيام والجلوس والمشي، والحركة الرياضية.
4 ـ إن الأنسجة الشحمية تحت الجلد تغطي العظام والعضلات بشكل كافٍ بحيث يكون مظهر جسم الإنسان مظهراً طبيعياً.
5 ـ إن وظائف الجسم تعمل بكفاءة. فيؤدي الجهاز الهضمي وظيفته في الهضم وامتصاص المواد الغذائية وإخراج الفضلات. وكذلك الجهاز التنفسي. وان الفرد ينام باطمئنان ويستيقظ بنشاط.

وإنسان بهذه الصفات يعتبر من الناحية الطبية كائناً طبيعياً وصحياً. فالفرد لا يحتاج إلى كمية كبيرة من الطعام حتى يكون قادراً على تأدية دوره الحياتي. بل انه ـ إذا وضع الشهوة الجامحة بأكل اللذيذ من الطعام جانباً ـ يحتاج إلى الأساسيات فقط حتى يستطيع القيام بدوره الفعال في الحياة الاجتماعية. فهو يحتاج إلى كمية كافية من البروتينات لإصلاح أنسجة الجسم، وكمية كافية من المعادن والأملاح لتنمية العظام والأسنان، وكمية كافية من الكاربوهيدرات للطاقة، وكمية كافية من الفيتامينات لإعطاء حيوية للأعصاب والدماغ وحفظ بقية الأنسجة، وكمية قليلة من الدهنيات للحفاظ على ظاهر الجسم. وعندما يتم اكتمال بناء الجسم في العشرينيات من عمر الإنسان، تصبح كثرة تناول الطعام من هذه المواد بمثابة حقن الجسم بالسموم. ولذلك فان الرسل صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام كانوا يكتفون بالخبز والتمر واللبن أحياناً في وجباتهم الغذائية لأن الخبز ـ وهو يحتوي على الكاربوهيدرات ـ يمنح الجسم الطاقة، والتمر ـ وهو يحتوي على سكر وأملاح وفيتامينات ـ يحفظ حيوية الدماغ والأعصاب، واللبن ـ وهو يحتوي على بروتينات وفيتامينات ـ يصلح الأنسجة ويحافظ على حيويتها. أما بقية الحبوب والفاكهة والخضار فقد ورد استحباب أكلها لأنها تحتوي على كل هذه المواد النافعة لجسم الإنسان. وورد التأكيد على الاعتدال في أكل اللحوم. وهذه المواد الغذائية البسيطة، هي الأساس في تقوية وتحريك الجسم، وما عداها زائد ليست له قيمة حقيقية في بناء جسم الفرد صحياً.

1- النظام الوقائي: ويعالج النظام الوقائي الحالة المرضية قبل وقوعها. فإذا كانت كثرة الطعام تسبب آلاماً في الجهاز الهضمي مثلاً، فمن الوقاية أن يجتنب الفرد كثرة الأكل. وهذه القاعدة الصحية البسيطة لها تأثير فعال على صحة الأفراد، لأن كمية الطعام ونوعيته مرتبطة بعدد كبير من الأمراض التي تصيب الإنسان. وإذا نظرنا من وجهة نظر طبية ونفسية للتحريم الذي أوجبه الشارع على المأكولات تبين لنا أن للتحريم ـ إضافة إلى معناه التعبدي ـ نتائج وقائية على مستوى عظيم من الأهمية. ويمكن


ترتيب النقاط التالية حول النظام الوقائي في القرآن الكريم
أولاً: لما كان الفم الطريق الرئيسي لدخول الطعام إلى جسم الإنسان حيث تجري عليه مختلف العمليات الكيميائية من هضم وامتصاص وتمثيل وبناء خلايا، فان نوعية الطعام الداخل لابد وان تؤثر على سير عمليات الجسم البيولوجية. ولاشك أن بعض المأكولات قد تسبب ـ بشكل مباشر أو غير مباشر ـ أمراضاً تختلف شدتها وقوة تأثيرها على الأجهزة المختلفة التي تتضافر على تسيير دفة حركة الجسم. وعلى ضوء ذلك فقد نظم الإسلام نوعية المواد الغذائية المأكولة فحرم تناول لحوم الخنازير، والدماء، والميتة، وما أهل لغير الله، كما قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾2. وحرمت الكلاب والسباع3، والمسوخ4، والطيور المخلبية على تفصيلٍ5. والحيوانات البحرية والأسماك التي ليس لها قشور6. وحرمت الخمرة ـ وهو مطلق ما يسكر ـ لقوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ﴾7، ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ﴾8، ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾9. والإثم ـ في عرف المفسرين ـ هو الخمر. و"تحريم الخمر من ضروريات الدين حتى ورد أنه أكبر الكبائر وانه لو صب في أصل شجرة ما أكل من ثمرها، ولو وقع في بئر قد بنيت عليه منارة ما أذن عليها، ونحو ذلك من الأخبار الدالة على المبالغة في تحريمها لكثرة مفاسدها"10. وحرمت أيضا كل الأعيان النجسة، والسوائل المتنجسة، وألبان الحيوانات المحرمة. والمدار في التحريم قاعدة "لا ضرر ولا ضرار في الإسلام"11، بمعنى ان أي طعام ينزل ضرراً معتداً به على الفرد يحرم تناوله إلا في حالة الاضطرار، كما ورد في قوله تعالى: ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾12.

ثانياً: ولم يتوقف الإسلام على تحديد الأطعمة المحرمة، بل أشار إلى حلية الأطعمة المباحة كلحوم البهائم الأهلية مثل البقر والغنم والماعز والإبل، ولحوم البهائم البرية كالغزلان والأبقار والحمير المتوحشة، كما ورد في قوله تعالى: ﴿أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ﴾13، ﴿وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ﴾14. والأسماك ذات القشور وبيوضها، كما في قوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ﴾15. والطيور بمختلف أنواعها شرط أن لا تكون مخلبية، وان يكون دفيفها أكثر من صفيفها، وان تكون لها حواصل وقوانص وصيص: ﴿قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ﴾16. ولما كانت اللحوم من أهم مصادر البروتينات التي لها علاقة عظيمة ببناء الخلايا الجسمية، فان حليتها لابد أن يكون أمراً حتمياً، لأن الفرد يصعب عليه أن يحيا على النباتات فقط دون مصدر بروتيني غني كاللحوم. ولاشك أن حلية تناول الخضار والثمار وكل ما ينفع الجسم الإنساني من مواد غذائية، واضحة ولا تحتاج إلى مزيد من التفصيل، ولعل إطلاق الآية الكريمة التالية يشملها، وهو قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً...﴾17.

ثالثاً: الاعتدال في تناول الأطعمة المحللة، وضرورة التركيز على نوعية الطعام لا كميته، كما هو الظاهر من قوله تعالى: ﴿وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾18. وقد أوصت الروايات بتقليل كمية الأطعمة الداخلة إلى جسم الإنسان والاقتصار منها على ما يقيم صلب الإنسان. وأوصت بالاعتدال في تناول اللحوم، وضرورة طبخها جيداً، ويدل على ذلك قوله تعالى في ضيف إبراهيم: ﴿فما ل ﴿َبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴾19، أي محنوذ وهو الذي أجيد طبخه ونضجه. وقال تعالى في وصف الطيبات: ﴿وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى﴾20 والمن هو العسل، والسلوى يعني اللحم، سمي سلوى لأنه يسلى به على جميع الادام ولا يقوم غيره مقامه، والى ذلك أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيد الادام اللحم"21. ثم قال تعالى بعد ذكر المن والسلوى: ﴿كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾22، فاعتبر اللحم والعسل من طيبات ما رزقهم.

وقد وردت أهمية الخبز باعتباره أساس الوجبة الغذائية، ومادته الكاربوهيدراتية هي التي تمنح الجسم الطاقة التي يتحرك بها. فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اللهم بارك لنا في الخبز ولا تفرق بيننا وبينه، فلولا الخبز ما صلينا ولأصمنا ولا أدينا فرائض ربنا"23. ووردت أيضاً أهمية الخضار المطبوخة، والفاكهة وخصوصاً التمور، ومنتوجات الألبان بكافة أنواعها وأشكالها. وكل هذه المواد الغذائية ـ إذا تناولها الفرد باعتدال ـ تساعد الجسم على القيام بوظائفه الطبيعية وتساهم في تنظيم الجهاز الهضمي وتنشيط الدورة الدموية وتجنب الفرد أمراض المعدة والأمعاء وتصلب الشرايين وأمراض الكلية والجهاز البولي.

رابعاً: إن الأصل في القاعدة الوقائية الإسلامية، إن كل ما يعد فعله في العرف الاجتماعي ضرراً فهو حرام. فالمخدرات الطبيعية والصناعية التي تسبب ضرراً جسيماً بعقل الإنسان، والسموم الطبيعية، وما يقطع العلم بكونه سماً يحرم تناوله بأي شكل من الأشكال إلا في حالة الضرورة.

خامساً: إن قاعدة الاضطرار ـ وهي أن الضرورات تبيح المحظورات ـ تعتبر من أكمل القواعد الصحية التي استهدفت التيسير والسعة وعدم الضرر ونفي الحرج على الفرد المضطر. فقد أعلن الإسلام أن الأصل في أحكام الشريعة هو اليسر والسعة وعدم الضرر، لقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾24، ﴿يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾25، ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾26. والمشهور من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا ضرر ولا ضرار في الإسلام"27. والرواية الواردة عن الإمام أبي الحسن العسكري عليه السلام قال: "... وكلما غلب الله عليه فهو أولى بالعذر"28.

والمضطر ـ حسب تعبير الفقهاء ـ هو "الذي يخاف التلف على نفسه لو لم يتناول المحرم أو يخشى حدوث المرض أو زيادته، أو انه يؤدي إلى الضعف والانهيار، أو يخاف الضرر والأذى على نفس أخرى محترمة، كالحامل تخاف على حملها، والمرضعة على رضيعها"29. وقد اشتهر بين الفقهاء بأن (الضرورة تقدر بقدرها) ويدل عليه قوله تعالى: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾30. ولاشك أن الخوف على تلف نفس الإنسان أو زيادة المرض أو الخشية عليه من الضعف والانهيار، هو الذي دعا إلى تشريع هذه القاعدة العظيمة. ومعنى (أن الضرورة تقدر بقدرها)، هو أن على الفرد وقت الاضطرار تناول المواد الغذائية المحرمة بشكل يؤدي إلى اجتناب الضرر فقط ولا يتعدى إلى مادون ذلك لأن الأصل في الاضطرار هو إصلاح الضرر أو الفساد المحتمل حدوثه على جسم الفرد، وليس بناء الجسم على المادة الغذائية الفاسدة المحرمة شرعاً.

سادساً: ومن الواضح أن تأكيد الإسلام على السواك والتخلل ينسجم منطقياً مع دعوته الصحية في الوقاية من الأمراض، خصوصاً فيما يتعلق بالفم كأمراض اللثة وتسوس الأسنان. ويمتاز خشب الاراك المنصوص على استحبابه في السواك، باحتوائه على رائحة طيبة تطهر الفم من النكهة المتغيرة بالنوم أو بالطعام. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أفواهكم طرق القرآن فطيبوها بالسواك"31. وفي الرواية عن ابن عباس قال: (بت عند النبي صلى اله عليه وآله وسلم فاستن). وقوله: "فاستن من الاستنان وهو الاستياك، وهو دلك الأسنان وحكها بما يجلوها. مأخوذ من السن وهو امرار الشيء الذي فيه خشونة على شيء آخر ومنه المسن الذي يشحذ به الحديد ونحوه"32. ولاشك أن السواك والتخلل وتأثيرهما على الأسنان واللثة يعتبران أساس طب الأسنان الوقائي الإسلامي وما عداهما أساس طب الأسنان العلاجي.

سابعاً: ومن المسلم به أن الأرق والقلق النفسي يعتبران في النظام الصحي الغربي مشكلة طبية تستدعي علاجاً يقوم على أساس الدواء الكيميائي33. ولما كانت الحياة المبنية على التنافس الاقتصادي مصحوبة دائماً بالصراع النفسي والصخب والكدح المستند على حيازة أكبر قدر ممكن من المادة، فان الأرق يصبح داء الفرد الرأسمالي، لأن الإثارة التي تجلبها الحياة الرأسمالية لبعض الأفراد تسلب عن أعينهم النوم. وإذا أدخلنا عملية تطبيب النظام الاجتماعي التي يسعى النظام الصحي الغربي إلى فرضها على المجتمع، أصبح واضحاً لدينا أن الأرق في الحضارة الغربية يعتبر اليوم مرضاً توليه المؤسسة الطبية الغربية اهتماماً واسعاً، وتزعم أن علاجه لا يتم إلا عن الطريق الكيميائي.

إلا أن النوم وآدابه في الإسلام يعتبران شكلاً من أشكال التكامل النفسي الذي ينعم به الفرد في المجتمع الإسلامي، كما يقول تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا﴾34. فبالإضافة إلى اطمئنان الفرد على حياته وعرضه وماله بسبب قانون العقوبات الإسلامي، فان الإسلام يتحدث عن النوم باعتباره قضية من القضايا التعبدية. فالطهارة الشخصية وذكر الله تعتبران من أهم ميزات خلود الفرد للنوم 35، دون الحاجة إلى المواد الكيميائية التي يتناولها الفرد في الأنظمة الأخرى.

ثامناً: وتعتبر الطهارة المائية وغيرها من الطهارات ـ بالإضافة إلى صورها التعبدية ـ من وسائل الوقاية الصحية أيضاً. حيث توجب الشريعة في الطهارة من الخبث إزالة البول والغائط والدم والمني بواسطة الماء المطلق ـ حكمية كانت النجاسة أو عينية ـ كما يقول تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ﴾36، ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا﴾37. وفي الطهارة من الحدث يجب الوضوء أو الغسل أو التيمم، كما ورد في الذكر الحكيم فيما يخص الوضوء: ﴿...فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ...﴾38، ﴿وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ﴾39، ﴿فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ﴾40، وفي التيمم: ﴿فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ﴾41. وتعتبر الشمس من المطهرات أيضاً للأرض وما عليها. ولاشك أن تأكيد الإسلام على نظافة الشعر والأذنين والأنف والأسنان والأظافر، وآداب دخول الحمام ونحوه، والكثير من المستحبات الخاصة بالتنظيف تعتبر من أهم أشكال الطب الوقائي التي تجنب الفرد الكثير من الأمراض المنقولة في الأوساط التي تفتقد إلى النظافة والتطهير. ولعل حثه تبارك وتعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في أوائل الدعوة بتطهير الثياب، رمزٌ لطهارة الفرد في الإسلام على الأصعدة الروحية والجسدية والمعنوية، كما قال: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾42.

تاسعاً: وبطبيعة الحال، فان صيام شهر كامل من أشهر السنة القمرية من طلوع الفجر وحتى الغروب يومياً يعتبر ـ بالإضافة إلى صورته التعبدية ـ شكلاً من أشكال الطب الوقائي في معالجة الأمراض المختصة بالجهاز الهضمي والدورة الدموية، وشكلاً من أشكال الطب النفسي في الصبر وتقوية العزيمة والإرادة. وقد وردت في ذلك جملة من الآيات القرآنية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾43، ﴿وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾44، ﴿فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾45، ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ﴾46. ويتضافر الشكل الطبي للصيام بالشكل الاجتماعي الذي يشجع الأفراد على المؤازرة والمؤاخاة والتعاون على إطعام الآخرين، فيضيف بعداً آخر للاطمئنان الاجتماعي بين الأفراد في المجتمع الإسلامي.

2 ـ النظام الغذائي: ولا يمكن المواظبة على العمل والإنتاج وطلب العلم ما لم يقم الفرد بإتباع نظام غذائي يبعث فيه كل ألوان الطاقة والنشاط والتفكير، وعليه نبه رب العزة بقوله: ﴿كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾47، ﴿كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾48. ومع أن تناول الطعام في نفسه يعد أمراً ضرورياً، إلا أن الأحاديث الواردة في أهمية تناوله، أكدت جميعاً على ضرورة تقليل كمية المتناول منه، وأشارت إلى أهمية اقتصاره على الأساسيات التي تقوي صلب الفرد وتمنحه النشاط المطلوب. ومن أجل توضيح المنهج الإسلامي في التغذية، لابد من ترتيب النقاط التالية:

أولاً: وجوب التذكية الشرعية، وهو دليل قوي على ارتباط حلية المأكولات اللحمية بالقضايا التعبدية من جهة والصحية من جهة أخرى لثبوت المصلحة الشرعية التي تخص الفرد والنظام الاجتماعي. فلا يؤكل من الحيوانات إلا ما كان قابلاً للتذكية الشرعية، فتتحقق تلك التذكية بالذبح للحيوانات الأهلية: ﴿وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ﴾49، والصيد للحيوانات المتوحشة: ﴿وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ﴾50، والنحر للإبل:

﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾51، والإخراج حياً من الماء للأسماك: ﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا﴾52، ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا﴾53.

ومن نافلة القول أن نقول: إن أخطر ما يواجه النظام الطبي اليوم من مشاكل صحية هي مشكلة اللحوم وما يتبعها من تذكية وحفظ وطهي، فهي مصدر الكثير من الأمراض المنتشرة في العالم المتحضر كأمراض القلب والدورة الدموية والجهاز الهضمي والبولي. ولاشك أن استبدال الأجهزة الحديثة في التبريد لحفظ اللحوم عن الطريقة القديمة السابقة التي كانت تستعمل التوابل، لم يساعد على تقليل عدد الأمراض التي تنتشر عادة عن طريق تناول تلك اللحوم , بل غير من نوعها وشدتها فقط. فبدل تعرض الفرد للتسمم بتناوله لحماً متفسخاً ـ بالطريقة القديمة ـ أصبح نفس الفرد يتعرض لأمراض القلب وتصلب الشرايين جراء تناوله لحماً محفوظاً في الأجهزة الحديثة.

وليس لدينا أدنى شك من أن مشكلة اللحوم ستبقى من أخطر المشاكل التي يواجهها النظام الطبي في تعامله مع أسباب نشوء المرض، لأن الحيوانات بكافة أشكالها وأنواعها تعتبر من أهم عناصر نقل الأمراض إلى خلايا الجسم البشري. ولكن الإنسان يصعب عليه الاستغناء عن اللحوم المطبوخة في وجباته الغذائية. ولعل الطريقة الإسلامية في التذكية الشرعية، تعتبر من أنشط العوامل في تجنب الأمراض الناشئة عن تناول اللحوم.

ثانياً: اشرنا عند حديثنا عن النظام الوقائي إلى أن الإسلام تناول بإسهاب حلية الأطعمة المباحة. ونزيد هنا بذكر الآيات القرآنية الكريمة التي أشارت إلى ذلك. ففي اللحوم قال تعالى: ﴿وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾54، وفي الأسماك: ﴿وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا﴾55، وفي الفواكه: ﴿لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾56، وفي الجواب: ﴿كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾57، وبالإجمال في أكل الطيبات: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً﴾58.

ثالثاً: التأكيد على النظام الشفائي الغذائي المتمثل بالعسل، وقد ورد في النص المجيد: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾59 و"هنا فوائد منها ان في الآية دلالة على إباحة العسل وإباحة التداوي به، إما بنفسه واما مع التركيب مع غيره كالحمضيات ونحوها"60. وورد في الاثر انه "ما استشفى مريض بمثل العسل فان لعقة منه شفاء من كل داء. وكان يعجب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأكله حكمة. قال تعالى: ﴿فيه شفاء للناس﴾61"62.

وبسبب احتوائه على نسبة كبيرة من الكلوكوز والفركتوز، وهما نتاج آخر مراحل هضم المواد النشوية والسكرية التي تمتص في الدم، فان العسل يعتبر طبياً من أفضل المواد الغذائية التي تساهم في شفاء الأمراض الخاصة بالأمعاء والمفاصل والعضلات ونحوها. ولما كان سكر الفاكهة (الفركتوز) أحد أهم نسب المواد السكرية في العسل، أصبح تناول الفرد السليم أو المريض لهذا الغذاء القرآني امراً شفائياً، لأنه لا يزيد من نسبة السكر في الدورة الدموية للإنسان.

رابعاً: ان تأكيد الروايات على آداب الطعام وتناوله، واخلاقية النظام الغذائي في الاسلام، والافكار التي تحملها هذه الروايات مساندة تماماً لما جاء في القرآن الكريم. وأهمها التأكيد على آداب الشيء المأكول خصوصاً تقليل كمية الطعام الذي يتناوله الفرد، واعتدال درجة حرارته وقت التناول، وتقديم الملح على الطعام، ومص الماء مصاً، والاعتدال في أكل اللحوم المطبوخة جيداً، والاهتمام بتناول الفاكهة والخضروات والخبز ومنتوجات الالبان بكافة انواعها. وكذلك التأكيد على ادآب المائدة ـ كاستحباب غسل اليدين قبل تناول الطعام وبعده، والأكل بثلاث أصابع، وإطالة الجلوس على المائدة، والمضغ الشديد، وتصغير اللقمة المأكولة، والأكل مجتمعاً مع الآخرين. وأخيراً: التأكيد على آداب الأكل كاستحباب تناول الطعام وقت الإحساس بالجوع، وإكماله قبل الشبع، وتفريغ البدن من الفضلات قبل النوم.

وهذا التأكيد الشديد على ضرورة التدقيق في نوعية المادة الغذائية التي يتناولها الفرد وآداب تناولها، يؤدي ـ دون شك ـ إلى تقليل عدد الأمراض التي تصيب أفراد المجتمع، والى تبديل شكل وتوجهات المؤسسة الصحية. ومن أجل تفصيل ذلك، نورد هذه الإشارات في فوائد النظام الغذائي الإسلامي:

1-  إن تطبيق النظام الغذائي الإسلامي يساهم في تقليل عدد وشدة الأمراض التي تصيب الأفراد، وهي الأمراض الناتجة من سوء العادات الغذائية، خصوصاً فيما يتعلق بالمضغ، وحجم اللقمة، والسرعة في تناول الوجبة الغذائية، أو كمية الطعام المتناولة ونحوها.

2- إن اهتمام المؤسسة الطبية بنوعية الغذاء الذي يتناوله الأفراد أنفع للنظام الاجتماعي ـ على الصعيد الإنتاجي ـ وأكثر اقتصاداً من علاج الأفراد عن طريق الأدوية والمعاجين الكيميائية المصنعة.

3- إن الاهتمام بالمواد الغذائية يشجع الاقتصاد الزراعي على النمو والتطور مما يفتح فرصاً أخرى لإشباع حاجات الأفراد الغذائية، فبدلاً منتطبيب النظام الاجتماعي كما هو الحاصل اليوم في النظام الغربي63، يحاول النظام الإسلامي تقوية صحة الافرد من خلال اتباع اسلوب غذائي سليم يتمثل في وجبات غذائية معتدلة كاملة يتناولها الأفراد من سن الطفولة وحتى الشيخوخة والهرم.

4 ـ إن تقليل كمية الطعام المستهلك من قبل الفرد سيوفر للأفراد الآخرين طعاماً يشبع حاجاتهم الأساسية. فبدلاً من تخمة البعض وجوع البعض الآخر، يحاول النظام الغذائي الإسلامي إشباع جميع الأفراد بكمية معقولة من الطعام تساعدهم على العمل والإنتاج، وفي الوقت نفسه تحافظ على حيوية أجسامهم ونشاطها الطبيعي.

5 ـ إن ارتباط العادات الغذائية بالجانب العبادي، يهذب الفرد ويجعله أكثر استعداداً لاحترام النظام الصحي والتعاون مع المؤسسة الطبية لإيجاد نظام غذائي متكامل لجميع الأفراد. والدافع الأساسي في هذا التوجه هو الدافع العبادي المتجسد بالامتثال للأوامر الشرعية.

3 ـ النظام العلاجي: ولاشك أن نجاح النظرية التجريبية في علاج الأمراض يرجع فضله الى تراكم الخبرة الإنسانية لآلاف السنين. فقد حاول الإنسان ـ منذ القدم ـ معرفة فسلجة الجسم الإنساني بأعضائه الدقيقة، والمعت في افق الطب التجريبي أسماء متميزة من مختلف شعوب العالم أمثال: (هپوكراتيس) و(كيلن) الاغريقيين، والرازي (ت 923 م) وابن سينا (ت 1037 م) الإسلاميين، وأطباء أوروبا أمثال: (اندرياس فيساليوس) 1538 م، و( وليم هارفي) 1602 م. و(لويس پاستور) و(روبرت كوخ) 1876 م. وقد تطور الطب الحديث بعد اكتشاف النظرية الجرثومية، وما اتبعها من اكتشاف أسباب المرض، والعدوى، واستخدام أساليب التعقيم، والتخدير في العمليات الجراحية. وقد جلب القرن العشرون تطورين مهمين على صعيد الطب العلاجي، وهما: استخدام المضادات الحيوية، وعملية نقل الأعضاء، من فرد لآخر كالكلية والقلب. ولاشك أن اكتشاف البنسلين كان من أهم الاكتشافات التي حصلت في هذا القرن ايضاً64. وكل الأدوية التي اكتشفت لاحقاً وساعدت أما على شفاء الأمراض أو على إجراء العمليات الجراحية، ساهمت في تطوير النظام الطبي العلاجي للامراض65. ولاشك ان الإسلام شجع الطب الحديث على معالجة الأمراض لسببين: الأول: الارتكاز العقلائي الذي أمضاه الشارع المقدس، والثاني: احترام القرآن للحياة الإنسانية، كما ورد في إطلاق قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًاً﴾66.

*النظرية الاجتماعية في القران الكريم،د:زهير الاعرجي،أمير_قم،ص131-150.


 

1- الانفال:22.
2- الأنعام: 145.
3- الكافي ج 6 ص 245.
4- الخصال ج 2 ص 88.
5- الجواهر ج 36 ص 304.
6- اللمعة الدمشقية للشهيد الاول ج 7 ص 300.
7- البقرة: 219.
8- المائدة:90.
9- الاعراف: 33.
10- قلائد الدرر للشيخ الجزائري ص 300.
11- من لايحضره الفقيه ج 4 ص 243.
12- البقرة: 195.
13- المائدة: 1.
14- الحج: 30.
15- المائدة:96.
16- المائدة:4.
17- البقرة:168.
18- الأعراف:31.
19- هود:69.
20- البقرة: 57.
21- الكافي ج 6 ص 308.
22- البقرة: 57.
23- الكافي ج 6 ص 287.
24- الحج: 78.
25- البقرة: 185.
26- الأنعام: 145.
27- من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 243.
28- من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 120.
29- المسالك للشهيد الثاني ـ باب الأطعمة الاشربة.
30- البقرة: 173.
31- المحاسن للبرقي ص 588.32- عمدة القاري في شرح صحيح البخاري للعيني الحنفي ج 1 ص 953.
33- ( نافارو فايسنت ). الطب تحت ظل الرأسمالية. نيويورك: بروديست، 1976 م.
34- النبأ: 9 ـ 10.
35- من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 123. ومصباح المتهجد ص 114.
36- الأنفال: 11.
37- الفرقان: 48.
38- المائدة: 6.
39- النساء: 43.
40- البقرة: 222.
41- المائدة:6.
42- المدثر: 4 ـ 5.
43- البقرة: 183.
44- البقرة: 184.
45- البقرة: 196.
46- البقرة: 187.
47- المؤمنون: 51.
48- البقرة: 172.
49- الإنعام: 121.
50- المائدة: 2.
51- الكوثر: 2.
52- النحل: 14.
53- فاطر: 12.
54- النحل: 5.
55- فاطر: 12.
56- المؤمنون: 19.
57- الانعام: 141.
58- البقرة: 168.
59- النحل: 68 ـ 69.
60- قلائد الدرر ص 314.
61- النحل: 69.
62- الجواهر ج 36 ص 503.
63- (صموئيل ايبشتاين). سياسة السرطان. سان فرانسسكو: كتب نادي سييرا، 1978 م.
64- ( البرت ليونز) و(جوزيف بيتروسيلي). الطب: تاريخ مصور. سانت لويس: موزبي |تايمز مرر، 1978 م.
65- (مارك زبورويسكي). الناس في ألم. سان فرانسسكو: جوسي ـ باس، 1969 م.
66- المائدة: 32.

المصدر: شبكة المعارف الاسلامية
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 1473 مشاهدة
نشرت فى 7 مارس 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,760,671

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters