" بر الوالدين "
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} .
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
* روى أحمد والنسائي وابن حبان عن ثوبان أن النبي قال : " لا يزيد في العمر إلا البر ، ولا يرد القدر إلا الدعاء ، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " ، وروى البخاري ومسلم عن ابن مسعود قال : سألت النبي أي العمل أحب إلي الله ؟ فقال : الصلاة علي وقتها ، قلت : ثم أي ؟ قال : بر الوالدين ، قلت : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله " .
أحب الأعمال إلي الله الصلاة فهي صلة العبد بمولاه ، وبر العبد بوالديه فهما أقرب الناس إليه ، والجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله في الأرض وإيصال الحق إلي الخلق .
لا خير في حياة تخلو من البر و الخير والمعروف ، والإيمان هو الذي تَطِيب به الحياة لأنه يعلمنا حب الخير والبر والمعروف ، فإذا ذاق الناس طعم الإيمان تري في الحياة المودة والرحمة والإحسان ، بمعرفة الله تُحفظ حقوق العباد ، فالإسلام هو الذي يحفظ الحقوق لأصحاب الحقوق ، فهو يحفظ حق الآباء وحق الأبناء ، يحفظ حق الزوج وحق الزوجة ، يحفظ حق الصغير وحق الكبير ، فإذا ضاع الإسلام من حياة الأمة ضاعت معه كل الحقوق .
* " وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " ، أَمَر أمرا مقضيا أن نعبده وحده لا شريك له ، فلا نرجو إلا رحمته ولا نخشى إلا عذابه ، ولا يشغلنا عنه مال ولا ولد ، نتعلم أمره حتي نقوم عليه ، نفر من معاصيه حتي نصون أنفسنا من غضبه وعقابه ، فالله أهْل لأن يُحب وأهل لأن يُطاع ، هل وجدنا من ربنا غير الإحسان ؟ فهل جزاء الإحسان يكون الجحود والعصيان ؟ أم جزاء الإحسان هو الإحسان ؟
الحياة بلا نور الإيمان عذاب وحيرة وضياع ، والمؤمن وحده هو الذي يفهم معني البر والإحسان ، وكثيرا ما يأتي في مواضع من القرآن الأمر بالإحسان إلي الوالدين بعد توحيد الله والعبودية له وحده لا شريك له ، فالله هو خالقنا ورازقنا وولي نعمتنا ، إلها حكيما وربا واسعا عليما ، والوالدان هما سبب وجودنا في هذه الحياة ، فالحياة بصراعها تجعل أبصار الناس مشدودة إلي الأمام وقلما يلتفتوا إلي الأجيال السابقة المولية ، هذا الجيل الذي أعطي كل ما عنده حتي جفَّ وذبل وأصابته الشيخوخة يجب أن يُعرف له حقه ولا يُنكر له جميل إحسانه وعظيم تضحياته .
فقد أعطي الآباء زهرة حياتهم وثمرة أموالهم وكدهم لأبنائهم ، كم من السهر والتعب والنصب تحملوه ، وهم مدفوعون إلي هذا بالفطرة ، وأصبحوا كالبذرة التي أعطت غذاءها للنبتة الصاعدة .
فهذا الذي أعطي رحيق حياته ليري أولاده في أحسن حال ، هل يكون جزاؤه الرحمة والإحسان أم الجحود والكفران ؟ والإحسان إلي الوالدين ليس من قبيل المنّ والتفضل بل هو حق واجب فرضه الله رب العالمين وفاءا وعرفانا لأصحاب الحق والمعروف .
* والوصية بالأم خاصة لأنها ذاقت من الألم ما لم يعرفه أحد إلا الأمهات ، وكانت بين الحياة والموت ليخرج الوليد إلي الحياة ، " ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير " ، رأي عبد الله بن عمر رجلا من أهل اليمن يحمل أمه في الطواف ، فقال يا ابن عمر: هذه أمي أحملها فوق ظهري أطوف بها وأطعمها وأسقيها وأقضي لها حوائجها فهل وفيت حقها ؟ قال : لا ، ولا بزفرة واحدة من آلام وضعها ، قال : ولم ؟ قال : لأنها تحملت الألم ترجو حياتك وأنت تحملها تنتظر موتها .
تسعة أشهر تحمل جنينها في أحشائها كم نغَّص عليها نومها وراحتها ؟ تزداد ضعفا ووهنا ليزداد الجنين قوة وبناءا ، وإذا خرج إلي الحياة لا قدرة له علي إطعام نفسه ولا قدماه تحملاه ليخط خطوة واحدة علي الأرض بقدميه ولا قدرة له علي الكلام ليفصح عما يريده ، وإذا مرض أو تألم عكفت عليه ساهرة دموعها علي خدها ترجو شفاءه .
والسؤال : هل رأي أحد منا أمه كم عانت بسببه وهو صغير ؟ هذه مرحلة من الحياة لا يعيها ولا يتذكرها الإنسان ، فإذا بدأ يعقل ويفهم ربما رأي إحسان أبيه في النفقة والطعام ، أما حين كان صغيرا فلم ير اليد التي كانت تحمله وتحن عليه ، لم ير اليد التي كانت تطعمه وتسقيه ، لهذا عظَّم الإسلام شأن الأم وأعطاها ثلاثة أضعاف البر عن الأب ، فالحمد لله علي نعمة الإسلام الذي علمنا كيف نعرف الحقوق لأصحاب الحقوق ، قل الحمد لله علي نعمة القرآن الذي علمنا كيف نحفظ الفضل لأهل الفضل ، حتي أن الحسن بن علي بن الحسين كان من سادات التابعين، وكان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها.
* أحلك فترات حياة الإنسان حين يبلغ من الكبر عتيا ، فتضعف حواسه وتذهب قواه وهذا ما صوره القرآن في شأن الوالدين للبر بهما في تلك الفترة فقال سبحانه :
" إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما " عندك : أي التجأ إليك عند الكبر حينما يبيض الشعر وينحني الظهر وتبدو علامات المرض والضعف فانظر إلي هذا الكيان الذي تحمل من أجلك وأنفق عليك ، فحقه الآن عليك رد الجميل وحسن المعاملة . " وقل لهما قولا كريما " لا غلظة فيه ولا نهر ولا قسوة ، بل تلطف معهما في هذه السن وتذكر أن إحسانك لوالديك سيكون سببا في بر أولادك بك عند كبرك ، فمن بَرَّ أبويه بره أبناؤه والجزاء من جنس العمل .
* شكا رجل أباه إلي النبي أنه يريد أخذ ماله ، فدعا به ، فإذا شيخ كبير يتوكأ علي عصا فسأله : لماذا تريد أخذ ماله ؟ فقال : يارسول الله إنه كان ضعيفا وأنا قوي وفقيرا وأنا غني فكنت لا أمنعه شيئا من مالي ، واليوم أنا ضعيف وهو قوي وأنا فقير وهو غني ويبخل عليَّ بماله ، فبكي رسول الله وقال : ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى " ثم قال للولد : " أنت ومالك لبيك " رواه الطبراني وابن ماجه عن جابر وأبو يعلى عن ابن عمر بألفاظ متقاربة ، نعم فالولد هو كسب أبيه .
وإذا أراد الوالدان من ولدهما شيئا لا يستطيعه فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، ورحم الله والدا أعان ولده علي بره ، ولكن كيف يكون الرد عند العجز وعدم الاستطاعة ، انظر إلي أدب القرآن في الرد : " وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا " ، فلا يرد بالمنع والرفض بل بالكلمة الطيبة والوعد الصادق أملا في فضل الله وفرجه القريب فإن مع العسر يسرا .
* التواضع ولين الجانب وخفض الصوت والمسارعة إلي الخدمة وعدم إظهار الضجر والسخط والطاعة والتوقير هذه كلها من حسن البر والأدب حال حياتهما ، فكيف هو البر بهما بعد موتهما ؟؟
أخرج أحمد وأبو داود وابن ماجة عن أبي أسيد قال: كنا عند النبي فقال رجل: يا رسول الله، هل بقي عليَّ من بِرِّ أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به ؟ قال : " نعم . الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ". وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن ابن عمر عن رسول الله قال : " إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه " .
الإنسان يدعو بخير إلي من أحسن إليه أو أسدي إليه معروفا ، فكيف بالدعاء للوالدين ؟ " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " ، أخرج البيهقي، عن أنس قال : قال رسول الله : " إن العبد يموت والداه أو أحدهما، وإنه لهما عاق فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله بارا " .
* يعلمنا ربنا في قصص القرآن أن البر من أخلاق الأنبياء ، كما يُتقرب إلي الله بالصلاة والذكر والعلم والدعاء والصدقة فإنه يُتقرب إليه ببر الوالدين ، فمن أثقل ما يوضع في الموازين يوم القيامة حسن الخلق وهو مع الوالدين أشد وأهم ، قال يحي : " وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا " وفي شأن عيسي قال : " وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا " وهنا فرق بين قول يحي في قوله بوالديه لأنه جاء من أب وأم وفي شأن عيسي في قوله " وبرا بوالدتي " لأنه جاء من أم دون أب .
* ومن أعجب صور البر والطاعة والأدب بين والد وولده ما كان من شأن إبراهيم مع إسماعيل عليهما السلام ، فهاجر كانت مع ولدها وحدها ولا يأتيها إبراهيم من الشام إلا زائرا ، وقد جاءه الولد علي كبر من السن ، فلما بلغ معه السعي وفرح به وتعلق قلبه برؤيته يري إبراهيم فيما يري النائم أنه يذبح ولده ، ورؤيا الأنبياء حق وصدق ، تنام عيونهم ولا تنام قلوبهم ، ولماذا جاء الأمر مناما لا يقظة ؟؟ ليكون أرفق به وأيسر ، وهذه من مظاهر اللطف في التكليف ، والوحي في المنام مجرد إشارة وليس وحيا صريحا وهكذا المؤمن تكفيه إشارة ولمحة لينفذ أمر ربه . وكيف سيبلغ الأمر للولد ويعرضه عليه ؟ ولماذا شاوره فيه ؟ وكيف سيقوم بالتنفيذ ؟ وما هو وقع الخبر علي أمه وهي في غربتها ليس معها إلا ولدها فزوجها إبراهيم مقيم بالشام ولا يأتيها إلا زائرا ؟ كل ذلك يعلمنا عظمة الإيمان في الصدور ، وأن صلاح الآباء له أبلغ الأثر في صلاح الأبناء : " فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تري قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين " .
1- شاوره ليرفعه إلي مستوي قبول الأمر بطواعية واختيار لا بجبر وإكراه فلا مشورة مع نص ، وليحظي الولد بأجر الطاعة لله وامتثال أمره وهكذا يجب أن تكون مع ولدك وأن تأمره بالصلاة والعلم وحسن الخلق بالمعروف والحسني ، كن صبورا حكيما رؤوفا رحيما " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها "
2- وقال الولد لأبيه : " يا أبت افعل ما تؤمر " فهذا أمر الله لا أمرك أنت .
3- وتأتي اللحظات الأخيرة فيقول إسماعيل لأبيه : يا أبت اشدد رباطي كي لا أضطرب . واكفف عني ثيابك لا ينتضح عليها شيء من دمي فتراه أمي فتحزن ، واستحدَّ شفرتك وأسرع إمرارها علي حلقي ليكون أهون فإن الموت شديد ، وضعني علي وجهي فإنك إذا نظرت إلى وجهي رحمتني و أدركتك رقة وقد تحول بينك وبين أمر الله سبحانه .
أيها الأبناء تعلموا درس البر من إسماعيل الصغير ، ما قال لأبيه تركتني رضيعا صغيرا وحيدا مع أمتي في غربتي ، فلما كبرت جئتني بالذبح ؟؟!! فالأسرار كلها في العيون وإذا التقت العين بالعين ربما أخذته رقة فامتنع .
وتهيأ الاثنان لتنفيذ الأمر ، واستعلي إيمانهما علي كل ضعف ، ويصور القرآن هذا المشهد الفريد من عظمة التضحية وحسن البر والطاعة من الولد لربه ولوالده ومن الوالد الكريم لربه سبحانه فلا مزاحمة في قلبه لمحبة أحد سواه : " فلما أسلما وتله للجبين . و ناديناه أن يا إبراهيم . قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين " .
والولد الصالح نِعْم المعين لأبيه علي طاعة ربه ، فبيت الله الحرام بناه إبراهيم وولده البار إسماعيل : " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " .
بر الآباء هو الرصيد المدخر للإنسان عند الكبر ، فمن كان صالحا مستقيما بارا بوالديه رزقه الله ذرية صالحة بارة به عند كبره ، والمعروف عند الله لا يضيع ، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا .
روى الترمذي والحاكم عن عائشة قالت: قال رسول الله : "دخلت الجنة فسمعتُ فيها قراءة، فقلت: من هذا ؟ قالوا : حارثة بن النعمان ، فقال : كذلكم البر . كذلكم البر " ، قالت عائشة : وكان باراً بأمه . كيف وصل حارثة إلي هذه الدرجة من البر ليبشره النبي بالجنة ؟؟ إن الإيمان هو الذي يصنع النفوس الطاهرة ويربي فيها التقوي والإحسان .
وهذا أبو هريرة إذا أراد أن يخرج من دار أمه وقف علي بابها فقال : السلام عليك يا أمي ورحمة الله وبركاته فتقول : وعليك يا بني السلام ورحمة الله وبركاته ، فيقول : رحمك الله كما ربيتني صغيرا ، فتقول : ورحمك الله كما سررتني كبيرا .
هذا هو بر الصالحين بآبائهم يتقربون به إلي الله رغبة في رضاه ، فرضا الله من رضا الوالدين ، وليس هناك من ذنب تُعجل عقوبته في الدنيا كالعقوق وقطيعة الرحم .
لولا الرحمة التي وضعها الله في قلوب الآباء لهلك الأطفال ، وكل مظاهر الرحمة للأمومة في عالم الإنسان والحيوان ما هي إلا قطرة من رحمة التي وسعت كل شيء ، ذكر القرطبي في تفسيره عن ابن عباس قال : رأى رسول الله يوم أوطاس امرأة تعدو وتصيح ولا تستقر، فسأل عنها فقيل: فقدت بنيا لها. ثم رآها وقد وجدت ابنها وهي تقبله وتدنيه، فدعاها وقال لأصحابه : " أطارحة هذه ولدها في النار ؟ " قالوا : لا . قال : " لم ؟ " قالوا : لشفقتها. قال : " الله أرحم بكم منها " .
ويقول ابن مسعود قال: كنّا مع رسول الله في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حمرةً معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تعرّش وتصيح ، فجاء النبي فقال : " من فجع هذه بولدها ؟ فقلنا : نحن ، فقال : " ردوا ولدها إليها " رواه أبو داود . ما هذه الرحمة العجيبة في قلوب الأمهات حتي في عالم الحيوان ! ألا يا ليت الإنسان يتعلم مما حوله ، فالراحمون يرحمهم الرحمن .