الإعلام و التحديات المعاصرةالمعروف إن مهمة الإعلام توجيه الرأي العام والتأثير على عقلية ونفسية و فكر المتلقي.

لهذا فإن أغلب وسائل الإعلام الموجهة تستخدم أسلوب الإثارة والتشويق من أجل تسويق الفكرة والوصول للأهداف والغايات التي تسعى لها .
ومنهجية الخطاب الإعلامي الذي يسود عالم اليوم يتعامل ببديهيات الغزو الثقافي والحرب النفسية .
ولو ألقينا نظرة عابرة على ما يجري من محاولات مدروسة وبرامج مركزة لتغيير العقلية العربية والإسلامية ،،، وإستغلال حالة الجهل والتخلف التي تعيشها أغلب شعوبنا نتيجة السياسيات الخاطئة للأنظمة السياسية القائمة والتدني في المستوى الثقافي والفكري،، لوجدنا إن المواجهة الحضارية تحتاج الى الكثير من الوقت والجهد لغرض مواجهة الأخطار المحدقة بأمتنا والوقوف بوجه هذا السيل الهادر من الثقافات والأفكار التغريبية التي جعلت الفكر مشوهاً بل. ممسوخا من جراء هذا الغزوالذي  وصلنا باشكال متعددة يراد من خلالها الدخول الى العوالم المغلقة والتي اصبحت في عصرنا الحديث ليست الغاية النيل منها فقط بل تدميرها وتخريب بنائها الاساسي وتكثيف النشاط السلبي تجاهها حتى يمكن الوصول الى نقطة الانعزال التام عن الحضارة الاسلامية العريقة.
ولو القينا نظرة حقيقة تجاه وسائل الاعلام الحديثة لتوصلنا الى كثافة الافكار التخريبية للعقل العربي والاسلامي على السواء ومحاولة تلك الوسائل الدخول الى حيثيات الشعور القلق الذي لم يجد في حضارتنا الماضية غير تراث واهن لا يمكن ان يتجدد او يتطور بفعل وجود اليات لا تريد لهذا الانسان التقدم او ايجاد وسيلة التحديث المرتقبة فكان لهذه الوسائل الاعلامية الدور المميز في ادخال عمليات الهدم لهذا العقل من خلال مغازلته بخطاب انفتاحي جديد يتماشى مع المناخ التقليدي الذي يشهد هيمنة واضحة لتوجيه الراي العام باتجاه القضايا التي تفرضها تيارا ت  الفكر المعاصر. من هنا يجب ان نعرف ان هذا التوجه الذي تتلاعب فيه اقلام ماجورة وفضائيات تعمل على انتاج برامج خاصة لتشويه نقاء المفردات الاعلامية المهنية وتوجيهها الى مضامين وانشطة ذات دلالات استباقية للتعميم على الحقيقة التي لايمكن لاحد ان ينكرها او يتغافل  عنها لانها الجزء الاكبر من حياة الشعوب .
ومن البديهي ان تكون تلك الاساسيات مقترنة بنظام متداخل يعمل على توجيه الرسائل الى المتلقي باشكال واساليب مختلفة ترافقها حالات من الاستحضارات الهائلة لوضع الدراسة المناسبة لكل اشكال الوسيلة التي يراد منها الدخول الى مقومات الفكر والعقل الانساني اينما وجد

ونحن ايضا لا نريد ان نصادر مقومات الفكر العالمي الايجابي وما حصل من تقدم هائل في النهضة الصناعية والتقنية في عالمنا المعاصر الذي يشهد تطورا كبيرا في كافة المجالات ولا نريد ايضا ان نكون بعيدين عن هذه الحضارة وخاصة فيما يتعلق بتلاقح الافكار واندماجها من اجل خلق انسان حضاري يمكن الوصول به لى الاشراقات المتطورة القادرة على استيعاب افكار الاخر ومجاراتها وهضم النماذج البنائية منها

وبعد هذه السياقات نتوقف عند مفردات اعلامية مثيرة تنطلق من خلال النظرة الى الاعلام العراقي ودوره البارز في الوقت الحاضر هذا الاعلام الذي تربى منذ زمن بعيد على مفاهيم السلطة والعيش تحت اكتارها لم يعد قادرا على تلبية حاجات المواطن لكونه اصبح اسير القرار الحكومي فلم يعد بمقدوره ممارسة النقد او حتى معرفة الفطام عن توجيهات السلطة

وبعد ان انتهى النظام العشائري المقيت وتفتت اجهزة الامن القمعية اصبح لدى المواطن حرية التعبير من خلال الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى الباب المفتوح للتعبير عن ارائه من دون رقيب لينال حريته في اختيار الخبر او الوسيلة التي يدخل من خلالها الى عالم النهضة والبحث عن ضالته المفقودة اينما كانت. والشيء البديهي الذي يجب علينا الوقوف عنده هو ضعف الاعلام الشيعي في الوقت الحاضر وذلك يعود الى اسباب عديدة منها قلة الكادر المتميز في هذا الجانب وضعف الدعم المالي سوء الادارة وعدم تفهمها لما يجر ي حولها .

بيد ان المفارقة التي تبرز في هذا الوقت بالذات ونريد الاهتمام بها لانها مسالة خطرة تحتاج الى معالجة سريعة للرد على كل التقولات والتصريحات المغرضة التي تريد تشويه الافكار وتحتاج الى معالجة سريعة ضمن خانات تستحضرها في كل مرحلة تحتاج الى تاجيج قضية معينة وفي الحقيقة ان هذه المفارقة مبينة كما يصورها الاعلام العربي والعالمي بظلامة اهل السنة ان صح التعبير ولانهم طيلة العصور الماضية كانوا مهمشين وان الشيعة هم اصحاب القرار الاول وان الحكم كان بيد الشيعة وهؤلاء يجب ان ينالوا حقوقهم المغتصبة على ايدي الشيعة وان الشيعة هم من يقتل ويهجر ويذبح هؤلاء.

واخذوا يقلبون الحقائق متبعين قول ( غوبلز) ( اكذب اكذب حتى يصدقك الناس )  وهم يعلمون جيدا ان الكثير من الشرفاء في العالم لايصدقون هذا الكلام وهم يعرفون ايضا ان التوصيات الاعلامية غير الدقيقة لا تتناسب وحجم التاؤيلات المفترضة وهي تغاير انماط الحقيقة وتجافيها وتقف معها بالضد ايضا

ولو اجرينا مسحا ميدانيا لو جدنا كم جامع ومسجد وحسينية شيعية دمرت وكم ذبح من ابناء الشيعة لوجدنا تلك الاحصائيات الدقيقة  تشير الى عكس ما يروج له الاعلام العربي المضاد للعملية السياسية برمتها بل يحاول جاهدا على وضع العقبات امامها فيختار المانشيتات المناسبة لكل موضوع يحتاج الى دعاية كبيرة تناسب حجم المناسبة او كما نسميها الماساة التي يطرب لها بعض اعداء الشعب العراقي .

كما دأبت بعض انشطة الفكر العربي والعالمي ربط غير متوازن وغير مدروس بين شيعة العراق وايران وكان الشيعة في العراق هم امتداد للشيعة في ايران وان هؤلاء هاجروامن المدن الايراينة ليعيشوا في العراق ضمن فرضيات  تعسفية تقودها الافكار الشوفينية التي لاتمت الى الفكر المعاصر ولا الى الافكار الاسلامية الهادفة  النبيلة التي  تجعل الانسان هو مصدر الالهام لكل شي من دون النظر الى عرقه او لونه ( لافرق بين عربي او اعجمي الا بالتقوى)و( ان كرمكم عند الله اتقاكم ، وهكذا )

ولم يكتف هذا الاعلام  المناويء والمجافي للحقيقة بان يتخذ هذا الموقف المبني على التبعية واجندة خارجية معروفة تريد نزع الصفة الوطنية للشيعة وكأن الشيعة هم من قبل بالاحتلال وارتظى وهم السبب الرئيس في مساعدة المحتل لدخول العراق .

هذه النظرة التخويفية تحتاج الى مناقشة مطولة تبين مدى قبول الاخر فكرة الاحتلال التي تظهر في معظم الدول العربية من وجود قواعد وعلاقات بالكيان الصهيوني على عكس ما يرمون اليه تماما كما انهم يريدون عزل الشيعة في اماكن محدودة من خلال استخدام ابشع انواع الجرائم التي حصلت في الاونة الاخيرة والتي تحتاج الى بيان كامل لكل مفردات الجريمة .

المصدر: قناة المسار .
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 132/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
44 تصويتات / 876 مشاهدة
نشرت فى 9 يوليو 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,934,334

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters