علاج مشكلة الغيرة عند الأطفال ..


مفهوم مشكلة الغيـرة :
هي العامل المشترك في الكثير من المشاكل النفسية عند الأطفال ويقصد بذلك الغيرة المرضية التي تكون مدمرة للطفل والتي قد تكون سبباً في إحباطه وتعرضه للكثير من المشاكل النفسية.


فالغيرة تعد حالة انفعالية يشعر بها الطفل ، ويحاول إخفاءها ، ولا تظهر إلا من خلال أفعال سلوكية يقوم بها ؛ و الغيرة عند الأطفال هي مزيج من الإحساس بالفشل وانفعال الغضب ؛ وتعد الغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب ، ولذلك يجب على الوالدين تقبل سلوك الغيرة عند الطفل كحقيقة واقعة ، وفى نفس الوقت لا تسمح بزيادتها ، فالقليل من الغيرة عند الطفل حافز على المنافسة والتفوق ، أما الكثير من الغيرة عند الطفل يضر بشخصية ونمو الطفل.


والغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب... ويجب أن تقبلها الأسرة كحقيقة واقعة ولا تسمع في نفس الوقت بنموها... فالقليل من الغيرة يفيد الإنسان، فهي حافز على التفوق، ولكن الكثير منها يفسد الحياة، ويصيب الشخصية بضرر بالغ، وما السلوك العدائي والأنانية والارتباك والانزواء إلا أثراً من آثار الغيرة على سلوك الأطفال. ولا يخلو تصرف طفل من إظهار الغيرة بين الحين والحين.... وهذا لا يسبب إشكالا إذا فهمنا الموقف وعالجناه علاجاً سليماً.
أما إذا أصبحت الغيرة عادة من عادات السلوك وتظهر بصورة متكررة فى الأسرة، تصبح مشكلة، ولاسيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة والغيرة من أهم العوامل التي تؤدى إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه، أو إلى نزوعه للعدوان والتخريب والغضب.


والغيرة شعور مؤلم يظهر في حالات كثيرة مثل ميلاد طفل جديد للأسرة ، أو شعور الطفل بخيبة أمل في الحصول على رغباته ، ونجاح طفل آخر في الحصول على تلك الرغبات ، أو الشعور بالنقص الناتج عن الإخفاق والفشل.


والواقع أن انفعال الغيرة انفعال مركب، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب، وقد يصاحب الشعور بالغيرة إحساس الشخص بالغضب من نفسه ومن إخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم التي لم يستطع هو تحقيقها. وقد يصحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان، وقد يصاحبها مظاهر تشبه تلك التي تصحب انفعال الغضب في حالة كبته ، كاللامبالاة أو الشعور بالخجل ، أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز ، أو فقد الشهية أو فقد الرغبة في الكلام.


الغيرة والحسد:
ومع أن هاتين الكلمتين تستخدمان غالبا بصورة متبادلة، فهما لا يعنيان الشيء نفسه على الإطلاق، فالحسد هو أمر بسيط يميل نسبياً إلى التطلع إلى الخارج، يتمنى فيه المرء أن يمتلك ما يملكه غيره، فقد يحسد الطفل صديقه على دراجته وتحسد الفتاة المراهقة صديقتها على طلعتها البهية.


فالغيرة هي ليست الرغبة في الحصول على شيء يملكه الشخص الأخر، بل هي أن ينتاب المرء القلق بسبب عدم حصوله على شيء ما... فإذا كان ذلك الطفل يغار من صديقه الذي يملك الدراجة، فذلك لا يعود فقط إلى كونه يريد دراجة كتلك لنفسه بل وإلى شعوره بأن تلك الدراجة توفر الحب... رمزاً لنوع من الحب والطمأنينة اللذين يتمتع بهما الطفل الأخر بينما هو محروم منهما، وإذا كانت تلك الفتاة تغار من صديقتها تلك ذات الطلعة البهية فيعود ذلك إلى أن قوام هذه الصديقة يمثل الشعور بالسعادة والقبول الذاتي اللذين يتمتع بهما المراهق والتي حرمت منه تلك الفتاة.
فالغيرة تدور إذا حول عدم القدرة على أن نمنح الآخرين حبنا ويحبنا الآخرون بما فيه الكفاية، وبالتالي فهي تدور حول الشعور بعدم الطمأنينة والقلق تجاه العلاقة القائمة مع الأشخاص الذين يهمنا أمرهم.

* أسباب مشكلة الغيرة عند الأطفال :

 


- الحرمان من العطف والحنان من الوالدين الى الأبناء - المقارنة الهدامة بين الأطفال سواء كان بالصراحة أو السلوك0
- المشاجرات المستمرة بين الوالدين 0
- خوف الطفل إذا فقد بعض امتيازاته او احتياجاته الأساسية كالحب والعطف مثلا0- تحدث الغيرة عند الطفل إذا ظهر آخر ولقي معاملة حسنة0
- المقارنة بين طفل وأخر والتفريق في المعاملة بين الأطفال وبعضهم البعض سبب في حدوث مشكلة الغيرة
- إضعاف ثقة الطفل بنفسه تشعره بالإحباط ومن ثم بالغيرة
- الشعور بالنقص لدي الطفل يدفعه للغيرة خاصة ً إذا كانت جوانب النقص ترجع لعيوب جسمية أو عقلية
- عدم سماح الأهل للطفل بإظهار مشاعر الغيرة على نحو سليم يساهم في كبت هذه المشاعر مما يعزز لدى الطفل الإحساس بأنه منبوذ وغير مرغوب فيه فيزداد لديه الإحباط وعدم الثقة بالنفس
- عقاب الطفل الجسدي بالضرب إذا أظهر غيرته نحو أخيه يزيد لدى الطفل مشاعر الغيرة السلبية والتي تظهر على شكل عداء نحو أخيه .



 أعراض ومظاهر-المشكلة- تعبير الطفل عن الغيرة :

 


- وتحدث أما خارجة عن طريق التحطيم واتلاف الأشياء أو عن طريق الصمت وتظهر في قضم الأظافر أو مص الأصابع أو التبول اللا ارادي أو عن طريق الحصول على ما فقده بطريقة التودد والتقرب .لذا فانه يجب على الوالدين التعرف على طبيعة كل من أولادهما على حده والأيمان بأن لكل إنسان منا صفات مميزة قد يكون ضعيف في ناحية ولكن قوي في ناحية اخرى ويقول الله تعالى في كتابه العزيز " وجعلنا بعضكم فوق بعض درجات" .

- صراخ الطفل والعبث بأغراض الآخرين أو سرقتها أو تدميرها .
- الاعتداء الجسدي بالضرب أو القرص .
- الإزعاج وإلقاء الطفل للشتائم وإقلاق الراحة .
- عندما يتقدم الطفل بالعمر ( بعد العاشرة ) تأخذ الغيرة شكل التجسس والوشاية والإيقاع بالآخرين .
- وتظهر الغيرة عند الأطفال الصغار بالقيام بتصنع الحب الزائد نحو الطفل الجديد وذلك لإخفاء مشاعر الغيرة الدفينة.
- وإذا أتيحت الفرصة للطفل الغيور حتى يقوم بإيذاء أخيه بالضرب أو بالعض فسيقوم بها .

 تأثير مشكلة الغيرة على النمو لدى الأطفال وباقي المراحل العمرية:
والغيرة في الطفولة المبكرة تعتبر شيئاً طبيعيا حيث يتصف صغار الأطفال بالأنانية وحب التملك وحب الظهور، لرغبتهم في إشباع حاجاتهم، دون مبالاة بغيرهم، أو بالظروف الخارجية، وقمة الشعور بالغيرة تحدث فيما بين 3 – 4 سنوات، وتكثر نسبتها بين البنات عنها بين البنين.
والشعور بالغيرة أمر خطير يؤثر على حياة الفرد ويسبب له صراعات نفسية متعددة، وهى تمثل خطراً داهما على توافقه الشخصي والاجتماعي، بمظاهر سلوكية مختلفة منها التبول اللاإرادي أو مص الأصابع أو قضم الأظافر، أو الرغبة في شد انتباه الآخرين، وجلب عطفهم بشتى الطرق، أو التظاهر بالمرض، أو الخوف والقلق، أو بمظاهر العدوان السافر.

 دور الأخصائي النفسي في حل أو علاج مشكلة الغيرة عند الأطفال:
1- إشعار الطفل بقيمته ومكانته في الأسرة والمدرسة وبين الزملاء .
2 - تعليم الطفل أن الحياة أخذ وعطاء منذ الصغر وأنه يجب على الإنسان أن يحترم حقوق الآخرين.
3 - تعويد الطفل على المنافسة الشريفة بروح رياضية تجاه الآخرين .
4 - بعث الثقة في نفس الطفل وتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده .
5 - أن تكون العلاقات بين الطفل وأقرانه قائمة علي أساس المساواة والعدل ، دون تميز أو تفضيل على آخر، مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته .
6 - على الآباء الحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل ، فلا يجوز إظهار القلق والاهتمام الزائد بتلك المشاعر، كما أنه لا ينبغي إغفال الطفل الذي لا ينفعل ولا تظهر عليه مشاعر الغيرة مطلقا .ً
7 - في حالة ولادة طفل جديد لا يجوز إهمال الطفل الكبير وإعطاء الطفل الصغير عناية أكثر مما يلزمه ، فلا يعط المولود من العناية إلا بقدر حاجته ، وهو لا يحتاج إلى الكثير ، والذي يضايق الطفل الأكبر عادة كثرة حمل المولود وكثرة الالتصاق الجسمي الذي يضر المولود أكثر مما يفيده.


*دور المعلم في علاج مشكلة الغيرة أو الوقاية من آثارها السلبية على نمو الأطفال
· التعرف على الأسباب وعلاجها.
· إشعار الطفل بقيمته ومكانته في الأسرة والمدرسة وبين الزملاء.
· تعويد الطفل على أن يشاركه غيره في حب الآخرين.
· تعليم الطفل على أن الحياة أخذ وعطاء منذ الصغر وأنه يجب على الإنسان أن يحترم حقوق الآخرين.
· تعويد الطفل على المنافسة الشريفة بروح رياضية تجاه الآخرين.
· بعث الثقة في نفس الطفل وتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده.
· توفير العلاقات القائمة على أساس المساواة والعدل، دون تميز أو تفضيل على آخر، مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته، فلا تحيز ولا امتيازات بل معاملة على قدم المساواة
· تعويد الطفل على تقبل التفوق، وتقبل الهزيمة، بحيث يعمل على تحقيق النجاح ببذل الجهد المناسب، دون غيرة من تفوق الآخرين عليه، بالصورة التي تدفعه لفقد الثقة بنفسه.
· تعويد الطفل الأناني على احترام وتقدير الجماعة، ومشاطرتها الوجدانية، ومشاركة الأطفال في اللعب وفيما يملكه من أدوات.
· يجب على الآباء الحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل، فلا يجوز إظهار القلق والاهتمام الزائد بتلك المشاعر، كما أنه لا ينبغي إغفال الطفل الذي لا ينفعل، ولا تظهر عليه مشاعر الغيرة مطلقاً.
· في حالة ولادة طفل جديد لا يجوز إهمال الطفل الكبير وإعطاء الصغير عناية أكثر مما يلزمه، فلا يعط المولود من العناية إلا بقدر حاجته، وهو لا يحتاج إلى الكثير، والذي يضايق الطفل الأكبر عادة كثرة حمل المولود وكثرة الالتصاق الجسمي الذي يضر المولود أكثر مما يفيده. وواجب الآباء كذلك أن يهيئوا الطفل إلى حادث الولادة مع مراعاة فطامه وجدانياً تدريجياً بقدر الإمكان، فلا يحرم حرماناً مفاجئاً من الامتياز الذي كان يتمتع به.
· يجب على الآباء والأمهات أن يقلعوا عن المقارنة الصريحة واعتبار كل طفل شخصية مستقلة لها استعداداتها ومزاياها الخاصة بها.
مدى الإستفادة النفسية والتربوية بعد دراسة هذه المشكلة :
· تنمية الهوايات المختلفة بين الأطفال كالموسيقى والتصوير وجمع الطوابع والقراءة وألعاب الكمبيوتر وغير ذلك..... وبذلك يتفوق كل في ناحيته، ويصبح تقيمه وتقديره بلا مقارنة مع الآخرين.
· المساواة في المعاملة بين الابن والاالمريض، التفرقة في المعاملة تؤدى إلى شعور الأولاد بالغرور وتنمو عند البنات غيرة تكبت وتظهر أعراضها في صور أخرى في مستقبل حياتهن مثل كراهية الرجال وعدم الثقة بهم وغير ذلك من المظاهر الضارة لحياتهن.
· عدم إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض ، فأن هذا يثير الغيرة بين الأخوة الأصحاء ، وتبدو مظاهرها في تمنى وكراهية الطفل المريض أو غير ذلك من مظاهر الغيرة الظاهرة أو المستترة.


*******

الطفل منذ ولادته مخلوق بيولوجي وتدريجيا حتى يعي كل ما حوله ويتفاعل معه ويتطور نموه الجسدي والعقلي والانفعالي ثم يتحول الى كائن اجتماعي يتفاعل مع كل المحيطين به ويكون الطفل لديه احتياجات كثيرة عليه يشبعها من خلال المحيطين به سواء كان والديه أو اخوته أو المقربين اليه ولكن إذا لم يتم إشباع تلك الاحتياجات فان الطفل يصاب بحالة من الإحباط وللأسرة دور ريادي ورئيسي حيث ان الأسرة هي المسئولة عن توفير كل هذه الاحتياجات وخاصة الأولية منها مثل الطعام والشراب والراحة ومن السهل الحصول على تلك الاحتياجات البيولوجية ولكن من الصعب توفير الحاجات النفسية وعلى رأسها (الحب) فمن خلال الحب تكون الشخصية الناضجة الناجحة ويحتاج أيضا إلى الأمن والاستقرار النفسي

الأطفال أحباب الله وفلذات الأكباد, يولدون في كنف الآباء والأمهات ويعيشون تحت أجنحتهم, يتنسمون روائح حنانهم وعطفهم, ويتنعمون برعايتهم وعنايتهم, فينشؤون وهم لا يعرفون من مشاكل الحياة شيئاً, فإذا كبروا قليلاً نشأت بينهم بوادر الغيرة, خاصة إذا كانوا كثراً في بيت واحد, فلماذا يغارون؟ ومن أي شيء يغارون؟ وكيف نشأت هذه الغيرة بينهم؟ وكيف نعالج هذه الغيرة ونجد لها حلاٍ مناسباً حتى لا تتطور وتصبح مؤذية إذا كبروا وخطرة عليهم وعلى حياتهم في المستقبل؟ فالأطفال الصغار يتشاجرون على الثياب ويتشاجرون على نصيبهم من الحنان والنقود وكلمات التشجيع أو التأنيب, وينظر أحدهم إلى الآخر نظرة غيرة كلما وجد عند أخيه شيئاً لم يجده عنده, وإذا سمع من أبيه كلمة ثناء لأخيه ولم يسمع مثلها له, وإذا زاد له جمعيته من النقود في كل أسبوع, وإذا ضمت الأم هذا الطفل وتركت أخاه, وإذا مدحته ولم تمدح اخاه, وإذا حنت عليه في مرضه وساعدته ولم تساعد أخاه,وإذا ُنودي عليها باسم أخيه (أم فلان) ولم ُينادى عليها باسمه, وإذا دعت له بالنجاح والتوفيق ولم تدعُ لأخيه.

فهل تتطور مثل هذه العلاقات الاجتماعيه الصغيرة في صغرهم لتكبر معهم في كبرهم وتتضخم امور وتستفحل...؟ ماهي مسبباتها ونتائجها...؟

أحياناً يغار الابن الأكبر من أخيه الصغير لأنه ُيُحمّل من الواجبات ما لم ُيحمل أخوه الصغير, وُيطلب منه أشياء لا ُتطلب من الصغير. فيحس بالغيرة الشديد ة لأنه تحمل عبئاً كان في غنىٍ عنه لوكان هو الصغير ونحن نرى ذلك من ردة الفعل التي يقابلنا بها، ونسمع كلمات التذمر منه,ولكننا لا نعيرها أهمية ولا نجد لها ضرورة في توجيهه، لأنه مازال في سن الأربع سنوات أو الخمس مثلاً، وأخوه في سن السنتين. وتقول أنه مازال صغيراً ولا يتحمل التوجيه بل لا يتحمل التأنيب بل لا فائدة منه في مثل هذه السن أحياناً ونرى الفتاة الصغيره أيضاً في مثل هذه السن تقوم بدفع أختها أثناء خروجها من البيت لأنها لبست فستاناً أجمل من فستانها ولا ندري سبب هذا الدفع لأنها حبست رأيها ومشاعرها في مكنون صدرها ولم تظهره لنا من قبل ذلك ويظل الآباء يوبخون الكبير لأنه كبير و يتركون الصغير لأنه أكل نصيب أخيه من الطعام ولم يترك له شيئاً, لأنه تأخر في الجلوس إلى المائدة في الوقت المحدد. ويظل إحساسهم بأن هذه الكبير هو الأكبر مهما كان صغيراً ومن واجبه حراسة أخيه والخوف عليه من الخطر, ولا يحاسب الصغير مهما وقعت منه من الاخطاء لمجرد أنه صغير ولا يتحمل العقاب وتمر الايام والشهور ونحن مازلنا على هذا الاعتقاد الخاطىء والتربية الخاطئة وتكبر مع أطفالنا حساسيتهم نحو إخواتهم الصغار. ونحن لا ندري أو نحن غافلون عنها بمشاغل الحياة ومتطلباتها. ولا نعير اهتماماً لمثل هذه الأمور التي تنشأ مع مرور الأيام وتمد جذورها عبر مشاعرهم وأحساسيهم، وتتفرع وتتفرع وتأخذ مكانها على سطح حياتهم. فلو فكر الآباء والأمهات بمدى خطورة هذه المعاملة ومضار هذه التربية المتهاونة, وفداحة الخطأ الذي ارتكبوه بحق أطفالنا الصغار لما استفحلت الأمور وتأزمت المشاكل فيما بعد, ولماَ أراد الطفل إيذاء أخيه ولما ألحق به الضرر عندما تسنح له الفرصه في غياب الأهل في الكبر, فجذور المشكلة تكبر وتتضخم وتكبر أخطارها في المستقبل ونحن لا ندري عواقبها الوخيمة على أطفالنا فيكبرهم ونتائجها على مستقبلهم. وقد يلجأ أحدنا أحياناً إلى تمييز هذا الطفل عن ذاك الطفل لمجرد شكله ومظهره الخارجي الذي خلقه الله عليه وتنشأ الغيره بينهما, أو بمجرد أن أحدهم نجح في صف من الصفوف ومرحلة من المراحل ورسب الآخر لسبب من الأسباب, فنلقي المدائح على الأول ونلقي بالشتائم على الثاني دون اعتبار لمشاعرهم الذاتية والتأثيرات الجانبية لكل من الطفلين.

بل قد تحمّل الأم الأخت الكبيرة مسؤولية رعاية البيت وإخوتها الصغار وتغيب عن البيت ساعات طويلة فإذا حصل طارىء ما أثناء غيابها تؤنب هذه الطفلة وتوبخها لأنها لم تقم بالواجب حق القيام وتتحمل الطفلة النتائج السلبية لأخطائها, ويؤخد على محمل التدريب للمستقبل مع أن الأم يجب أن لا تقوم بهذا التدريب إلا تحت إشرافها ورعايتها وتدريجياً لكل خطوه تقوم بها الطفلة حتى تتمكن من محاكاة أمها فيما بعد وبمثل ذلك يقوم الأب فيحمل ابنه عملاً كبيراً يفوق امكانياته ثم يلومه على النتائج بدون رقابة أو توجيه فكيف لا يحس الكبير بالغيرة من الصغير, وهو لا يحمل من الأعباء شيئاً, وأخوه الكبير يقوم بكل شيء وكيف لا يغار الكبير وهو يتلقى من الجزاء بمثل ما يحصل أخوه في النهاية, وأحياناً يلقى التأنيب مع قيامه بالعمل وجهود هذا العمل وأعبائه.

لكي لا يشعر الإخوه بالغيرة يجب علينا نحن الآباء أن نكون عادلين في معاملاتنا لأبنائنا نهتم بهم جميعاً في جميع مراحل تنشئتهم فلا نخطىء في التربية, لأن الخطأ الذي يقع سواء كان من الصغير أم من الكبير سيان، ويجب العقاب عليه في حينه بدرجته ويحسب سن الطفل, وحسب فداحة هذا الخطأ, فلا نقول أن هذا الطفل كبير وينال العقاب، ونقول هذا صغير ولا يتحمل العقاب. وتصحيح المشاعر قبل تأزمها عند الأطفال يكون منذ الصغر وإشعار هؤلاء الأطفال أنهم أحباؤنا لا نريد لهم إلا الخير والسعادة والحياة الهانئة، ونربيهم على محبة بعضهم بعضاً ونبذ الكراهية والبغضاء من نفوسهم, وأن لكل طفل مكاناً هاماً في نفس أمه وأبيه، وأنه يستحق الثناء والمدح إذا أحسن التصرف كما يستحق التأنيب أو التوبيخ إذا أخطأ, ونشجع الأعمال الايجابية ونمنع الأعمال السلبية مهما كانت تافهة وبسيطة, وذلك لنقطع جذور الغيرة ونجتثها من جذورها مهما كان منشؤها

الغيرة شئ طبيعي عند الأطفال ولو لم يغير الطفل لأنزعجت الأم لأن هذا سلوك غير طبيعي .
* الفصل الكامل بين الطفلين خوفا على الطفل الجديد يعطي نتائج عكسية ويكون لدى الطفل الكبير فضول شديد تجاه الطفل الصغير مم قد يجعله يتحين الفرص لأكتشاف هذا المخلوق الجديد بعيدا عن إشراف الوالدين .....لذلك شاركي طفلك في أكتشاف أخوه الجديد ....دعيه يمسك يده ....دعيه يحمله تحت إشرافك .....دعيه يساعدك في إحضار أغراض الطفل من غيارات و حفاظات ....
* لا تعاقبي الطفل أبدا إذا أعتدى على أخوه الصغير فالعقاب سيزيد من كراهيته له و سيزيد الطين بله خصوصا إذا شعر الطفل أنك عاقبتية بسبب هذا الطفل الجديد ...
* أكثري من أحتضان الطفل و أشبعيه من الحنان ....خصوصا إذا أقبل عليك وأنت منشغلة بالطفل الجديد لا بأس أن تضعي الطفل جانبا و تحمليه و تضميه و تخبرينه أنك تحبينه أكثر لأنه يساعدك و لا يتعبك كما يفعل الصغير.

* نصائح للأم ..


لا تعطي الفرصة بشعور الطفل بذلك ان الطفل بطبيعته ذكي جدا و يشعر بالحمل ربما قبل امه انتي لا تصدقي و لكن اذا وضعتي اهمية لهذا بالمتابعة سوف تتاكدي
ولكن موضوعنا هو معالجة الغيرة.
1 -قبل الانجاب احضري عروسة لعبة و دربي ابنك او بنتك علي انها مثل المولد الذي في انتظارة .
2 -لمزيد من التقرب اوصفي الفرق بين اللعبة و المولود حتي يذيد اشتياق ابنك لها .
3 -بمرور الوقت سيدرك ان هناك طفل منتظر مثلة سيلعب معة .
4 -بعد اتمام الولادة ان شاء الله لن تعاني من الغيرة .
5 -اذا كان ابنك او بنتك مزالوا علي الغيرة لا تياسي فالامر اصبح اسهل بسسب التمهيد المسبق منكي .
6- من اهم الامور تقرب الطفل من اخوة لا تصرخي او تضربيه .
7- اتركي ابنك يكتشف المولود و لكن وانتي منتبها في النهايه اذا فعلتي ذلك علي الاقل لن تجدي سوي الحب بين الاطفال.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 174/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
59 تصويتات / 6075 مشاهدة
نشرت فى 16 مايو 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,832,842

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters