مشكلة الاحباط في الطفولة .

 

فمشكلة الاحباط في الطفولة .. صراع بعد البلوغ , اذا ما اتفقنا جدلا ان مفهوم الصحة النفسية هو حل الصراع بتغليب جانب على آخر بشكل مقبول وعقلاني ولكي لا نترك للاحباط الفرصة المؤاتية لاستخدام الطفل او البالغ حيلة (ميكانيزم) الاسقاط بحيث يصبح التوافق اعرجا مما يكون الواقع خدعة مع علم العقل به إن آجلا او عاجلا ، وهو ما نراه في سلوك اطفالنا وهم كبار .. لذا عد الاحباط النفسي بأنه حجر عثرة في طريق مبدأ اللذة حتى الطفولة البريئة منها .

 

ان الطفولة العسيرة تترك اثارا عسيرة في المراحل التالية لها ومنها المراهقة وعواصفها ، والبلوغ وابتلاءته ، ويمكننا القول ان كل احباط لم يمر بسلام ولم ينتهي إلا الى الصراع الخفي لدى الطفل الذي سوف يعمق في ذاته اما النرجسية كرد فعل قوي ضد التحقير في الطفولة و النرجسية قلما تفتقر الى معنى خالٍ من التحقير ، هذه تتشكل في مراحل الطفولة الاولى من حياة الانسان ، او ما نراه في التعامل مع الاطفال باساليب العقوبة او التأديب المتسلط من ابوين متسلطين فيترك في نفس الطفل بثورا لن تندمل حتى وان ملك المال والجاه والوظائف والمناصب وقول علماء التحليل النفسي ان الاحباط يظل متصلا بالموضوعات في تخييلات ولكنه ينسحب إلى الانا ، وكثيرا ما نجد العديد من الرجال وهم يملكون شخصيات مهزوزة ، متقلبة ، كثيرة الاراء في الوقت نفسه وربما تحركه اية وجهة نظر بالاتجاه المعاكس لشخصيته على عكس ممن يملكون قوة الانا والتأثير على الاخرين .

 

تترك الاحباطات في الطفولة العديد من الشحنات النفسية غير المنصرفة تترك اثارها كاضطراب في علاقة الفرد ببيئته ، انه في البلوغ لا يشعر بالألم ولا يشعر باللذة ، وهي انعدام الصحة النفسية ، لأن من اساسيات الصحة النفسية هي قدرة الفرد على التوافق المرن الذي يناسب الموقف الذي يمر به او يخبره .

 

الكثير من الاباء او الامهات يرجعون هذا الوضع الذي يمر به الابن- البنت الى عوامل بيئية او عوامل ذاتية ، فالظروف البيئية كما يقول الاباء لاتساعد على اجابة رغبات الطفل ، وهو خطأ كبير يقدم عليه الاباء ، لانهم الغوا بذلك تلك التساؤلات التي لم يجد لها الطفل اجابات ، فلجأ لابيه او لامه فكان الصد العنيف منهم كاستجابة تنفيرية ، هذه التساؤلات هي في الحقيقة تسمى مرحلة الاستطلاع عند الطفل ، وهي مرحلة غنية جدا في تكوين مسار شخصية الطفل ، وتدور هذه التساؤلات : كيف تكونت؟ من هو الله ؟ كيف خرجت لهذه الدنيا ؟ ومن اين؟ وغيرها من تساؤلات الاستطلاعية التي تصد عنها الاسر وربما تعاقب الاطفال عند السؤال عنها.

 

اما العوامل الذاتية فهي موجودة اساسا في الطفل ولكن لا يدركها الاباء او الامهات فتصادر تلقائية الطفولة دون ان يعلموا انها مخاوف مجهولة غير معروفة وتقول (أنا فرويد) إن الاطفال لايعطون معلومات عن الماضي ، انهم يتحدثون من تلقاء أنفسهم عن حوادث الايام والاسابيع القليلة الماضية وعن عطلاتهم التي امضوها وفي عيد ميلادهم السابق او عيد ميلاد قد يأتي ، فعندما لا يستمع لهم احد سيعيش حالة الفشل ، هذا الفشل يقود الطفل الى الانعزال ومنه تتشكل الشخصية الانطوائية في الكبر وهي من اساسيات سمات الشخصية الاكتئابية .

 

اما القسوة والاهمال مع الطفل في الاسرة المفرطة في العقاب فبدلا من الاكتفاء بغرس الكمال في سلوكهم وطلب ما لا يستطاع منهم فإن هذه الاسرة تبالغ في هذا الطلب وتمارس قهرها للطفل بطريقة مباشرة تختلف في الدرجة ، فربما تبدأ بالشدة على المستوى المعنوي فتعاقب الطفل عند كل مخالفة بأن تحرمه من الحب والعطف ثم تتدرج بأن تمارس تجاهه الحرمان من اللعب او الالتقاء بمن يحبهم ثم العقاب الجسدي بطريقة مباشرة في صورة الضرب المقنن في اجزاء مختلفة من الجسم ثم الضرب العشوائي على كل اجزاء جسده الذي يسبب اذى كبير له .

 

 هذا العقاب الذي يمارسه الاباء مع ابنائهم ينم في حقيقة الامر عن رغبة جنسية مكبوتة او قد يكون فعلا مشابها لها من رغبات الاباء المكبوته ولم تجد طريقها للتفريغ ولكن وجدت التنفيس في القسوة والتأديب العنيف ضد الابناء. هذه المواقف تعبر اساسا عن التكوين النفسي للاباء بالظاهر منه تأديب قسري وعنف ولكن المخفي هو كبت كامل بأنواعه أخذ مظهر العدوان على الابناء وهو عدوان مزاح من موضوعه الاصلي الى الاطفال وهم الاضعف وهذا السلوك ايضا عند المدرسين والمدرسات في مدارس التعليم الابتدائي اوالمتوسط او التعليم الثانوي يأخذ نفس التفسيرات السابقة ، عنف ظاهر مقابل كبت كامن سواءا اخذ مظهر الحماية او طلب التربية والكمال فيها . خلاصة القول ان العقاب الذي يؤدي الى الاحباط عند الطفل بسبب سلوك الاباء او الامهات او من يقوم بالعملية التربوية هو كبت مزاح اخذ صور مقبولة ذات مسميات متنوعة تترك اثارها المستقبلية عند الابناء فالبعض يتجه الى الجماعات المتطرفة فيجد فيها نفسه عضوا قويا ومؤثرا وهي الابوة المنقولة بالقسوة ، او عند البعض ذوي الشخصيات القلقة ، غير المستقرة او عند الشخصية المنعزلة او عند الشخصيات النمامة (من النميمة) او المنافقة ( النفاق) او الكذب او المباهاة والاستعراضية او ممن يقومون بالنصب والاحتيال ، فكلما توغل الاحباط في الشخصية وهي في مرحلة الطفولة ، كلما ترك عاهات نفسية عميقة وبالتالي ان شخصية الاطفال هم انعكاس لشخصيات اسرهم ويبقى القول ان شخصية الطفل وسلوكه هو من اسرة الاصل.

 

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 169/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
56 تصويتات / 1904 مشاهدة
نشرت فى 14 مايو 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,876,382

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters