–   مفهوم الذكاء العاطفي ..

أن وعي الفرد بمشاعره في وقت حدوثها قد تبدو في الوهلة الأولى واضحة وجليه له, ولكن بعد مرور فترة من الوقت على تلك اللحظة وعلى الحدث وبالتفكير والتأمل نحو الأشياء والأشخاص وتلك الانفعالات التي مرة بنا, نجد وندرك أننا لم ننتبه لتلك المشاعر بصورة إيجابية أو بصورة تمكننا من حسن استغلال الموقف لصالحنا.

فالوعي بالذات هو الوعي بمشاعرنا وانفعالاتنا وعواطفنا تجاه الآخرين والمواقف التي تمر بنا بين حين وآخر, ويختلف من فرد لآخر ومن موقف لآخر, وأحياناً يمر الوعي بالذات بدون أن يكون هناك استجابة للحدث أو الموقف ولا يصدر عنه تقييم أو حكم أو قرار, وأحياناً يتضمن استجابة و تقييم أو حكم للموقف الذي يمر به الفرد, كالوعي بشعور غير مرغوب فيه يصاحبه الرغبة في التخلص من هذا الشعور فتكون الاستجابة بطلب التخلص من هذا الشعور والبعد عن مسبباته, ولقد وجد أن الأفراد يمرون أو ينقسمون إلى ثلاث نماذج بالنسبة للوعي بالذات, وهي كمالي:

§   الفرد الواعي بالذات: فالفرد يكون لديه وعي بحالته المزاجية كما تحدث, وهؤلاء لديهم ثراء فيما يختص بحياتهم العاطفية, ووضوح رؤية بالنسبة لانفعالاتهم يمكن أن يكون الأساس لسمات شخصية أخرى, وهم على يقين بحدودهم ويتمتعون بصحة نفسية جيدة ولديهم رؤية إيجابية للحياة, وحين يصابون بحالة مرضية سلبية فإنهم لا يتوقفون عندها, بل يكونون قادرين على الخروج منها بسرعة وقادرين على معالجة مشاعرهم وعواطفهم بشكل جيد.

§   الفرد المنجرف: وهذا تطغى عليه عواطفه وانفعالاته وتبتلعه, وهو عاجزون عن تفاديها وتمتلكهم حالات مزاجية قد تكون سلبية أو إيجابية, وليس لديهم وعي بمشاعرهم فهم مستغرقون في مشاعرهم أكثر من أن يكونوا مدركين لها, وقد لا يبذلون جهد أو محاولات للخروج من المزاج السيئ, فليس لديهم تحكم في حياتهم العاطفية ومشاعرهم.

§   الفرد المتقبل: وهنا يكون لدى الفرد رؤية واضحة عن مشاعره, ويتقبل هذه المشاعر بشكل جيد, وينقسم هؤلاء إلى صنفين: ذوي المزاج المعتدل وبالتالي ليس لديهم دافع لتغييره, وآخرون على الرغم من وضوح رؤيتهم عن حالتهم المزاجية ألا أنهم معرضون للمزاج السيئ ولكنهم يتقبلونه ولا يقومون بأي شيء لتغييره على الرغم من انزعاجهم ( حسين,2007: 38-39).

وهذا يتفق مع خوالدة (2004: 34-35) الذي أشار إلى أن الناس تتوزع إلى نماذج متنوعة فيما يتعلق بالانتباه لمشاعرهم والتعامل معها, وهذه النماذج كما ذكرها تشمل:

§   الواعون بالذات أو النفس: إي إدراك الأشخاص لحالتهم المزاجية أثناء معايشتها وحدوثها في نفس الوقت, وهؤلاء لديهم ثراء فيما يختص بحياتهم الانفعالية, ويمثل إدراكهم الواضح لانفعالاتهم أساساً لسماتهم الشخصية, وينظرون إلى الحياة نظرة إيجابية, ولهم شخصية استقلالية واثقة من إمكانياتها ويتمتعون بصحة نفسيه جيدة.

§   الغارقون في انفعالاتهم أو المنجرفون: وهؤلاء الأشخاص ليس لديهم وعي بمشاعرهم وانفعالاتهم, فهم يشعرون بأنهم غارقون في انفعالاتهم وعاجزون عن الخروج منها وبأن الحالة أو الانفعال الذي يمرون به قد تمكن منهم ولا يستطيعون الخروج منه, وهم متقلبو المزاج ومستغرقون في مشاعرهم أكثر من أن يكون مدركين لها.

§   المتقبلون لمشاعرهم: وهؤلاء لديهم رؤية واضحة وإدراك لمشاعرهم ويميلون إلى تقبل حالتهم النفسية ومشاعرهم دون محاولة لتغييرها, وهناك مجموعتين من المتقبلون لمشاعرهم:

الأولى: تشمل من هم في حالة مزاجية جيدة وليس لديهم دافع لتغييرها.

الثانية: تشمل من لهم رؤية واضحة لحالتهم النفسية ومع ذلك حين يتعرضون لحالة نفسية سيئة يتقبلون ذلك ولا يحالون الخروج من هذه الحالة أو تغيير الشعور.

إن قدرة الفرد على التعبير عن مشاعره تعد مفتاحا للكفاءة الاجتماعية, ومعرفة مشاعر الغير والتصرف بما يشكل هذه المشاعر يعد استعداً عاطفياً مهماً للفرد لمواجهة أعباء الحياة, فالقدرة على التعامل مع مشاعر الغير تعتبر فناً رفيع المستوى يمارسه الإفراد في إقامة جسور العلاقات الاجتماعية وهذا يتطلب مهارات خاصة لدى الفرد تشمل إدارة الذات والتعاطف أو تفهم مشاعر الآخرين ( وهو ما يعرف بالذكاء العاطفي) (حسين, 2007: 26-27).

وتزايد الاهتمام بمصطلح الذكاء العاطفي في الآونة الأخيرة خاصة بعد صدور كتاب جولمان الذي رأي ان هذا النوع من الذكاء يتضمن خمسة نطاقات, و هي:

§        معرفة المشاعر الداخلية بما فيها من الوعي بالذات وإدراك المشاعر كما هي.

§        إدراك المشاعر والتعامل معها بشكل مناسب.

§        الدافعية الذاتية بما فيها من السيطرة الداخلية على المشاعر.

§        التعاطف مع الآخرين ومشاعرهم.

§        تنظيم العلاقات بما فيها إدارة التعامل العاطفي والمشاعر مع الآخرين (عبدالهادي, 2006: 11).

ولقد اختلف العالم العربي في ترجمتهم لمصطلح (Emotional Intelligence) فظهرت عدة كلمات أو معاني له, فنجد أن أحدهم ترجمها على الذكاء الوجداني, وآخر ترجمها إلى الذكاء الانفعالي, وثالث إلى ذكاء المشاعر, ورابع ترجمها إلى الذكاء العاطفي (عبد الخالق, 2004: 31 : ناصف,2003: 318) ولعلنا نشير هنا إلى استخدامنا معنى الذكاء العاطفي ليشير إلى مصطلح (Emotional Intelligence) في هذه الدراسة.

هذا ويعتبر مفهوم الذكاء العاطفي في مراحله الأولى من التمحيص والتدقيق بين أوساط الباحثين والمهتمين, ومازالت خريطة ارتباطه وتمايزه عن المفاهيم النفسية الشقيقة موضع تمحيص وتدقيق من الباحثين والمهتمين. فلقد ذكر سالوفي و ماير(Salovey & Mayer) أنه لكي نثبت وجود الذكاء العاطفي (كنوع من أنواع الذكاء الجديد) بجانب انواع الذكاء الأخرى المعروفة والتي ثبت للباحثين عبر الدراسات والأبحاث وجودها وتمييزها عن بعضها البعض واستقلالها, فأننا يجب أن ندرس العلاقة بين الذكاء العاطفي (كنوع من أنواع الذكاء الجديد) وبين أنواع الذكاء الأخرى المعروفة للباحثين والمهتمين (Salovey & Mayer,1997: 5-8).

فشعور الفرد بأنه قادر على السيطرة على نفسه وعلى انفعالاته, والقدرة على تحمل تلك الانفعالات العاطفية التي تأتي مع الحياة وقد تتكرر من حين لآخر, يكون دال على الكفاءة والذكاء لدى هذا الفرد في تناول أمور الحياة وتحقيق التوازن بين المشاعر والعواطف فكل المشاعر والعواطف لها قيمتها وأهميتها, فدون عاطفة تصبح الحياة راكدة ومملة ومقطوعة الصلة ومنعزلة عن ثراء الحياة, وإذا تجاوزت العواطف الحدود ولم تخضع لسيطرة او تحكم أصبح الفرد في حالة متطرفة وملحة قد تصل للمرض والقلق والاكتئاب أحياناً بل والانتحار, إن مراقبتنا لمشاعرنا السلبية هو مفتاح الصحة العاطفية, فالتطرف العاطفي الذي يصبغ بعنف وتهيج يؤدي إلى فقدان الاتزان الشخصي وبالتالي تنتقل الحياة من مذاقها الحلو إلى المذاق المر, فالاهتمام بموازنة مشاعرنا يعتبر مهمة أساسية في حياتنا ويعد مهارة أساسية في الحياة يجب على الجميع تعلمها ( حسين, 2007: 45-47).

وكما نلاحظ أن مفهوم الذكاء العاطفي يعتبر حديثاً نسبياً مقارنتاً بأنواع الذكاء الأخرى المعروفة منذ فترة طويلة (الذكاء اللغوي, الذكاء المنطقي الرياضي, الذكاء المكاني, الذكاء الجسمي أو الحركي, الذكاء الموسيقي, الذكاء الاجتماعي, الذكاء الشخصي, ذكاء الطبيعة ) والتي تم تمحيصها وتدقيقها من قبل الباحثين والمهتمين, ولقد جاء هذا المفهوم كمكل للنظرة التقليدية للذكاء من خلال تركيز هذا المفهوم على الخصائص الوجدانية والشخصية والاجتماعية للسلوك الذكي للفرد( Dawda & Hart , 2000 : 797).

تعريف الذكاء العاطفي:

استخدم سالوفي وماير عام (1990) مفهوم الذكاء العاطفي لوصف الخصائص العاطفية للأفراد لتحقيق النجاح ( وكانت هذه الخصائص العاطفية تشمل: التقمص العاطفي, وضبط النزاعات أوالمزاج, وتحقيق محبة الآخرين, والمثابرة والتعاطف,  والتعبير عن الأحاسيس, والاستقلالية, والقابلية للتكيف, وحل المشاكل بين الأشخاص, والمودة, والاحترام), وكان ذلك أول استخدام لهذا المفهوم الذي بدء ينتشر تباعاً بعد ذلك بين أوساط المهتمين, ولقد عرف سالوفي وماير الذكاء العاطفي بأنه: يمثل مجموعة من عناصر الذكاء الاجتماعي تتضمن القدرة على قيام الفرد بالتحكم في عواطفه وأحاسيسه هو والآخرين والتمييز بينها واستخدام هذه المعلومات لتوجيه تفكيره وأعماله و تصرفاته. (شابيرو,2007: 6-12).

وعرف سالوفي وماير الذكاء العاطفي بأنه: قدرة الفرد على رصد مشاعره وانفعالاته الخاصة ومشاعر الآخرين وانفعالاتهم, وان يميز الفرد بينهم وان يستخدم هذه المعلومات في توجيه سلوكه وانفعالاته ((Salovey & Mayer, 1990:189.

وحين بدْ الاهتمام بمفهوم الذكاء العاطفي والمضمون المتعلق به في بداية نشأته تم توجيهه نحو تنشئة وتربية الأطفال وتعليمهم كمفهوم مقصور على ذلك المجال, ولكنه بدء بعد ذلك يمتد إلى أماكن العمل والعلاقات البشرية لما وجد له من تأثير على العاملين والأفراد في بيئات العمل المختلفة, حيث يسهم بفهم المشكلات بصورة أعمق, وفهم العلاقات الاجتماعية الناشئة بسبب العمل وكيفية إدارتها وتحسينها بصورة أفضل(شابيرو,2007: 7).

أما جولمان فعرف الذكاء العاطفي بأنه مجموعة من المهارات العاطفية التي يتمتع بها الفرد, واللازمة للنجاح في التفاعلات المهنية وفي مواقف الحياة المختلفة (Goleman,1995: 271).

وعرف بار-أون الذكاء العاطفي بأنه تنظيم مكون من المهارات والكفاءات الشخصية والعاطفية والاجتماعية التي تؤثر في قدرة الفرد للتعامل بنجاح مع المتطلبات البيئية والضغوط (Bar-on,1997:14).

وفي مرحلة أخرى عرف سالوفي وماير الذكاء العاطفي بأنه القدرة على إدراك الانفعالات بدقة, وتقويمها والتعبير عنها وكذلك القدرة على توليدها والوصول إليها عندما تسير عملية التفكير والقدرة على فهم الانفعال والمعرفة العاطفية, والقدرة على تنظيم الانفعالات بما يعزز النمو العاطفي والعقلي للفرد ((Mayer & Salovey, 1997: 3-31.

وعرف إبراهام الذكاء العاطفي بأنه مجموعة من المهارات التي تعزى إليها الدقة في تقدير وتصحيح مشاعر الذات واكتشاف الملامح العاطفية للآخرين واستخدامها لأجل الدافعية والانجاز في حياة الفرد (Abraham,2000: 169).

وعُرف الذكاء العاطفي بأنه القدرة على:

-          فهم مشاعرك و مشاعر الآخرين.

-          القدرة على التعامل مع الآخرين.

-          القدرة على تكوين العلاقات.

-          القدرة على التعبير عن العواطف المختلفة.

-          القدرة على الانضباط الذاتي والسيطرة على العواطف.

-          الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرارات.

-          المثابرة والعمل الجاد. (www.khayma.com).

في حين عرف جاردنر الذكاء العاطفي على النحو التالي:

-القدرة على حث النفس على الاستمرار في مواجهة الإحاطات والتحكم في النزوات وتأصيل الإحساس بإشباع النفس وإرضائها.

- القدرة على تنظيم الحالة النفسية مع الألم والأحزان.

-القدرة على التعاطف والشعور بالأمل ( عبدالهادي,2006: 11).

وعرف سالوفي الذكاء العاطفي بخمس قدرات, وهي:

- أن يعرف الشخص عواطفه ومشاعره.

- أن يتدبر الفرد أمر هذه المشاعر أو العواطف.

- أن يدفع الفرد نفسه بنفسه وتكون الدافعية ذاتية.

- أن يتعرف الفرد على مشاعر الآخرين.

-أن يدير الفرد علاقاته مع الآخرين ( أبو رياش وآخرون,2006: 237).

وعرف فورنهام (Furnham) الذكاء العاطفي بأنه القدرة على إدراك وفهم وتناول العواطف والانفعالات وتنظيم المشاعر بحيث يستطيع الفرد أن يؤثر في مشاعر الآخرين(Furnham,2006:819 ).

في حين ميز جورج الذكاء العاطفي من خلال التفكير وعرف الذكاء العاطفي بأنه القدرة على إدراك المشاعر من خلال التفكير وفهم المعرفة الانفعالية والعاطفية وتنظيم المشاعر بحيث يستطيع الفرد أن يؤثر في مشاعر الآخرين (George,2000:1033-1047).

ولقد عرف أبو العلا (2004: 275) الذكاء العاطفي بأنه قدرة الفرد على الانتباه والإدراك والوعي الجيد للمشاعر والانفعالات الذاتية والقدرة على التحكم في مشاعره وانفعالاته السلبية وتحويلها إلى مشاعر إيجابية وتنظيمها وتوجيهها نحو تحقيق أهدافه, والقدرة على إدراك مشاعر الآخرين وانفعالاتهم وفهمها, والتأثير الإيجابي في الآخرين وتطوير مشاعرهم وانفعالاتهم للدخول معهم في علاقات انفعاليه اجتماعية إيجابية تساعدهم على الرقي العقلي والمهني وتعلم المزيد من المهارات الإيجابية للحياة.

وعرف علي عبد الرحيم صالح الذكاء العاطفي : بأنه مجموعة من الصفات الشخصية و المهارات الاجتماعية و الوجدانية التي تمكن الشخص من تفهم مشاعر و انفعالات الآخرين ، و من ثم يكون أكثر قدرة على ترشيد حياته النفسية و الاجتماعية انطلاقا ً من هذه المهارات (http://www.bmhh.med.sa).

نظرة تاريخيه:

بعد مراجعة أدبيات الذكاء والباحثين في هذا المجال (الأحمدي,2007: 65-66؛ حسين, 2007: 30-31؛ خوالدة,2004: 28-29؛ بدر, 2002: 8؛ راضي,2002: 40؛ محمود,2002: 237؛ حسين, 2003: 44-45؛ الأعسر وآخرون, 2000: 77-78) سنحاول التطرق لذكاء العاطفي من خلال النظرة التاريخية لهذا المفهوم بدءاً من نشأته مروراً بمراحل تطوره خلال عدة فترات زمنية مهم, فمن خلال تتبع نظريات الذكاء وعلاقتها بالعاطفة نستطيع أن نستنتج أن الباحثين ربطوا الذكاء بالعاطفة باعتبارهما مفهومين متكاملين وليس متضادين, فخلال الفترة (1920-1930م) أشار ثورنديك إلى أن الذكاء الاجتماعي والذي يعني القدرة على فهم الآخرين والسلوك الحكيم في العلاقات الإنسانية يعد مظهراً من مظاهر الذكاء ونشر هذه الفكرة في مجلةHarper's Magazine) ) وأطلق عليه الذكاء الإجتماعي, ولقد فسر السيكولوجيين خلال تلك الفترة الذكاء بأنه القدرة على جعل الآخرين يتصرفون كما تريده.

وفي عام (1940م) أعتبر وكسلر أن الذكاء عبارة عن حاصل جمع الجوانب العقلية مع الجوانب غير العقلية, وأكد تلك النظرة في عام (1943م) بأن الجوانب الانفعالية والشخصية والاجتماعية ضرورية للتنبؤ بقدرة الفرد على النجاح في الحياة.

 وفي عام (1960م) صدر كتاب عن الذكاء ومقاييسه, وصور مفهوم الذكاء الاجتماعي بهذا الكتاب بأنه لا فائدة منه.

وفي عام (1983م) كتب جارندر عن الذكاءات المتعددة, وأفترض وجود سبعة أنماط أو أنواع مختلفة للذكاء.

 وفي عام (1985م) تناول سترنبرج في كتابه (ما بعد الذكاء) مفهوم الذكاء الاجتماعي فذكر أنه مستقل عن القدرات الأكاديمية وأنه مفتاح أساسي للأداء الناجح في الحياة, وفي نفس العام (1985م) أكد جاردنر في كتابه عن الذكاءات المتعددة أن فهم الإنسان لنفسه وللآخرين وقدرته على استخدام وتوظيف هذا الفهم يعد أحد نماذج الذكاء الشخصي والذكاء في العلاقات بالآخرين وكلاهما مهارات ذات قيمة في الحياة, وكان لبار-أون مساهمته الكبيرة حين أطلق مصطلح الذكاء العاطفي واقترح معامل الانفعالية وقام كذلك بتصميم اختبار لقياس الذكاء العاطفي.

 وكانت النقلة الكبيرة لمفهوم الذكاء العاطفي  وظهوره بشكل جلي للباحثين والعامة على حد سواء في عام (1990م) حينما قدم سالوفي وماير نموذجهما للذكاء العاطفي في كتاب (الخيال, المعرفة, الشخصية) والذي سلط الضوء على هذا المفهوم ووضح كثير من خفاياه والغموض الذي اعتراه.

 وفي عام (1995م) أصدر جولمان كتابه (الذكاء العاطفي لماذا يعني أكثر مما تعني نسبة الذكاء), وفي نفس العام قام جاك بلوك الباحث في جامعة كاليفورنيا بدراسة بعض المتغيرات الشخصية المرتبطة بالذكاء بشكل مستقل عن الذكاء العاطفي, وعلاقتها بالذكاء العاطفي بشكل مستقل عن الذكاء, واشارة نتائج الدراسة إلى أن ذوي الذكاء المرتفع مستقلا عن الذكاء العاطفي كانوا أكثر تميزاً في الجوانب العقلية وأقل تميزاً في الجوانب الشخصية, أما المتميزون في الذكاء العاطفي مستقلا عن الذكاء فكانوا أكثر تميزاً في الجوانب الاجتماعية ولديهم اتجاهات إيجابية نحو أنفسهم ونحو الآخرين.

 

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 119/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
40 تصويتات / 4418 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,834,272

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters