يمكن الحديث عن عناصر السلوك التنظيمي وأهميتها في سياق العمل الحديث من خلال عدة جوانب وهي:

عناصر السلوك التنظيمي.

1- على مستوى الفرد:

<!--الإدراك: هو العملية التي يقوم بها الفرد لاستقبال وتفسير المعلومات والأحداث من محيطه، حيث يعتمد الإدراك على تجاربه السابقة، وقيمه الشخصية، ومعتقداته السابقة، وحتى عوامل نفسية وعقلية تؤثر في كيفية استقباله وتفسيره للواقع والمواقف، هذا العنصر يلعب دورًا كبيرًا في تشكيل النظرة الشخصية للفرد للعالم من حوله وكيفية تفسيره للأوضاع والأحداث المحيطة به، ويمكن أن يختلف الإدراك من شخص لآخر بناءً على خلفياتهم وتجاربهم الفردية، وهو ما يؤثر في تشكيل سلوكه وتفاعله مع محيطه والآخرين.

<!--التعلم: هو العملية التي يقوم بها الفرد لاكتساب المعرفة والمهارات والخبرات من خلال التفاعل مع محيطه والتجارب التي يخوضها، حيث يعمل التعلم على تأثير سلوك الفرد وتشكيله، حيث يمكن للخبرات والمعلومات المكتسبة أن تؤثر على كيفية تصرفه وتطويره. ويمكن للمديرين أن يستغلوا هذه العملية من خلال استخدام استراتيجيات التعلم المناسبة لتحفيز وتطوير مهارات وأداء العاملين في المنظمة.

<!--الدافعية: هي القوة الداخلية التي تحفز الفرد وتدفعه نحو تحقيق أهدافه والقيام بأعماله، وتعتمد الدافعية على مجموعة من العوامل التي تؤثر في تحفيز الفرد وتشجيعه للعمل بجهد وتفانٍ. هذه العوامل تشمل الاحتياجات الشخصية للفرد، مثل الحاجة إلى الإنجاز والاعتراف والانتماء، وكذلك التحديات والأهداف التي يضعها لنفسه، والمكافآت والمزايا التي يتلقاها عند تحقيق نتائج جيدة، والتقدير والثناء الذي يتلقاه من الزملاء والمديرين. إن فهم الدوافع لدى الفرد يمكن أن يساعد المديرين في توجيه جهود العاملين بشكل أفضل نحو تحقيق أهداف المنظمة. ومن خلال تحليل وفهم ما يحفز الفرد ويجعله ملتزمًا ومتحمسًا للعمل، يمكن للمديرين توظيف استراتيجيات ملائمة لزيادة مشاركتهم وإنتاجيتهم. ويمكن أن تشمل هذه الاستراتيجيات تقديم تحفيزات ملائمة مثل المكافآت والترقيات، وتوفير فرص للتطوير الشخصي.

<!--الشخصية: تُعبِّر عن مجموعة فريدة من الخصائص والصفات التي تميز كل فرد من الآخرين. تُؤثِّر الشخصية على كيفية تفاعل الفرد مع محيطه وكيفية توجيه تصرفاته واستجاباته. هذه الخصائص والصفات تنبع من مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الوراثة التي تؤثر في تمايز الصفات الفردية، والبيئة التي ينشأ فيها الشخص والتي تلعب دورًا في تشكيل سماته وقيمه، بالإضافة إلى التجارب الشخصية التي تشكل جزءًا هامًا في تطوير وتشكيل الشخصية على مر الزمن. كما أن الشخصية تتأثر بالعوامل الداخلية والخارجية، وتعكس هوية الفرد ونظرته للعالم من حوله، وهي تلعب دورًا حاسمًا في تحديد كيفية تفاعله مع الآخرين وتصرفاته في مختلف المواقف والظروف.

<!--الاتجاهات النفسية: الاتجاهات النفسية تمثل جوانب مختلفة من الجوانب النفسية التي تؤثر في سلوك الفرد وتوجهاته نحو الأمور والمواقف. تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

<!--العنصر المعرفي (المعرفة والمعلومات): هذا العنصر يشمل المعرفة والمعلومات التي يمتلكها الفرد والتي تشمل التعلم والخبرات والثقافة، هذه المعرفة والمعلومات تساعد في بناء معارف ومعتقدات الفرد حول موضوعات معينة، وهي تلعب دورًا في تشكيل ردود الفعل والتفاعلات النفسية للفرد تجاه هذه الموضوعات.

<!--العنصر العاطفي (الوحدات والمشاعر): يشمل هذا العنصر الجوانب العاطفية والمشاعر التي يشعر بها الفرد تجاه موضوعات معينة، تتضمن هذه المشاعر التفضيل وعدم التفضيل، والحب والكراهية، والإعجاب وعدم الإعجاب، والراحة وعدم الراحة، هذه المشاعر تؤثر في توجهات الفرد وتشكل جزءًا مهمًا من اتخاذه للقرارات وتصرفاته.

<!--العنصر السلوكي (الميل السلوكي): يعبر عن ميل الفرد لاتخاذ تصرفات محددة في البيئة المحيطة به، هذا الميل يعكس انحياز الفرد نحو أنواع معينة من السلوك أو الاستجابة. ويمكن أن يتشكل الميل السلوكي استنادًا إلى التجارب السابقة والمعرفة والمشاعر.

بشكل عام، تؤثر هذه العناصر النفسية المختلفة في تكوين نمط السلوك للفرد، تعمل معًا لتشكيل انطباعاته وتفاعلاته مع البيئة والأمور المحيطة به، وبالتالي تسهم في تحديد كيفية تصرفه واستجابته في مختلف السياقات.

        2- بالنسبة للجماعة:

وهي تلك المتغيرات والعناصر المؤثرة والمكونة للسلوك الجماعي للأفراد والجماعات، ولمعرفة وفهم هذا السلوك والتنبؤ به وتوجيهه يتم من خلال:

<!--جماعات العمل: تمثل تجمعًا من الأفراد داخل المنظمة يعملون معًا لتحقيق أهداف مشتركة، تكون هذه الجماعات بنية تنظيمية تتأثر بتفاعلات الأفراد وتشكل بيئة تفاعلية تؤثر على سلوكهم. ويؤدي التواصل وتبادل الأفكار بين أعضاء الجماعة إلى تطوير التماسك الجماعي، حيث يتم تشجيع الروح الجماعية والانتماء، مما يؤثر إيجابيًا على الأداء والتحفيز، تشمل جماعات العمل عمليات اتخاذ القرارات التي تؤثر في توجيه السلوك التنظيمي، حيث يمكن لقرارات الجماعة أن تسهم في تشجيع التفاعل والتحفيز أو تؤدي إلى توجيهات مختلفة.

<!--القيادة تمثل العملية التي يستخدمها الفرد لتوجيه وتحفيز الآخرين نحو تحقيق الأهداف المشتركة، وتهدف إلى فهم أساليب وأنماط القيادة التي تؤثر في سلوك الفرد والجماعة. ويشمل ذلك دراسة كيفية اكتساب القيادة من خلال اكتساب المهارات والخبرات اللازمة لتحفيز الفريق. على سبيل المثال يمكن أن تتضمن القيادة الديمقراطية تشجيع المشاركة والاستماع للآراء المختلفة من الفريق، مما يساهم في تعزيز التماسك وزيادة التفاعلات الإيجابية. من ناحية أخرى، يمكن أن تتضمن القيادة التحويلية تحفيز الفريق لتحقيق تطور وتغيير مستدام من خلال توجيههم نحو الرؤية المستقبلية.

<!--الاتصال: يمثل عنصرًا مهمًا في السلوك التنظيمي، حيث يشير إلى تبادل المعلومات والأفكار بين الأفراد داخل المنظمة، ويهدف إلى فهم كيفية التفاعل والتواصل بين الأفراد والجماعات، وكيفية التعامل مع التحديات والعقبات التي قد تواجه عملية الاتصال، يشمل الموضوع أساليب الاتصال المختلفة مثل الاستماع الفعال، حيث يمكن للأفراد تحسين مهاراتهم في الاستماع للآخرين وفهم وجهات نظرهم. كما يتناول المقابلات الشخصية والاجتماعات، حيث يتعلم الأفراد كيفية التفاعل مع الآخرين بشكل فعّال وكيفية تبادل الأفكار والمعلومات بوضوح ودقة.

مما تقدم أعلاه يتضح لنا أن السلوك التنظيمي يعتمد على عدد من عناصر منهــا ما يتعلق بالفرد ومنها ما يتعلق بالجماعة فإن اطلاع الإدارة على مستوى إدراك العاملين أو شخصياتهم أو مدى ثقافاتهم أو اتجاهاتهم النفسية سيدفع المنظمة الى التنبؤ المسبق بـسلوك الفــرد ومحاوله توجيه هذا السـلوك نحو تحقيق أهدافها هذا من جهة ومن جهة أخرى ما يتعلق بالجماعة فإن اطلاع الإدارة على التنظيمات الرسمية أو الغير رسميه للجماعات والصراع الذي يدور فيما بينها كل ذلك يمّكن الإدارة من توجيه هذا الصراع وتحويله الى منافسه وتحفيــزهم لزياده عمليه الإنتاج وخلق روح التعاون لما يخدم مصلحه التنظيم.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 21 مشاهدة
نشرت فى 5 إبريل 2024 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,885,920

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters