إذا كنت على يقين ومؤمن بما تفعل، فسر فى طريقك ولا تجعل أحد يعرقل مسيرتك، سر ولا تبالى بكلام التافهين وحسد المتربصين، سر فى طريقك فسوف ترى ما لم تره من أعدائك حتى ولو لم يكن لك أعداء فسوف يظهر لك أعداء، وكلما تقدمت خطوة للأمام فيزداد حقدهم الدفين تجاهك.
سر فى طريقك ولا تهتم بكلام الناس، لأنك ببساطة لن تستطيع أن تُلجم ألسنتهم، ولكن تستطيع أن تخطو خطوة ناجحة للأمام، فهذه الخطوة كفيلة بالرد عليهم، فهم يحترقون من الداخل، ردك عليهم يزيد الأمر صعوبة وتعقيداً، فالتزم الصمت فكثير من الناس لا يعرف أصل القضية، وردك عليهم يجعلها حدوته على كثير من الألسن، ويرسخها لديهم، ويأخذ حيزا كبيرا من تفكيرك ووقتك وقد يؤثر عليك، لذلك سر فى طريقك ولا تفكر فيما يقال عنك لأن هذا شىء لا تملكه، فهؤلاء الناس مهمومون بمشاكلهم التى لا حصر لها، وكل يوم هم فى شأن آخر، لذلك فتراهم يهتمون ويتلصصون على أخبار الآخرين بمكر وخبث ودهاء وتجد معظم اهتماماتهم أمور سطحية، وأفكارهم وهمية، فليس عندهم ما يشغلهم من أمور هامة أو أهداف سامية، فيذهب ليبحث عن فريسة يبخ فيها سمومه تكون عوضاً له ومتنفس له.
ولذلك قد تظلم نفسك بالتصدى لهم وإعطاء الأمر أكبر من حجمه فيأخذوا من وقتك وجهدك وراحتك وتفكيرك فلا تبالى بهذه التوافه، وسر فى طريقك واتركهم فهو يحترقون من الداخل قبل أن يحرقوا الآخرين.
وإذا انسقت لكلامهم فقد وقعت فى الفخ، فلا تلومن إلا نفسك، فهم يبحثون كل يوم على ضحية جديدة، فهم لا يعرفون شىء غير ذلك، سر فى طريقك وثق ثقة عمياء أن الله معك والله كفيل أن يخرس الألسن التى أسأت لك، وسوف ينصرك الله، وإن طال الوقت، سر فى طريقك وتذكر أن الله يمهل ولا يهمل.
فاختلاف النفوس يأتى من المواقف التى تتعرض لها، فهناك من يعلو ويصبر ويزداد قوة وتماسكا، وهناك نفوس ضعفت وتشردت فى متاهة الحقد والحسد فحجبت عن نفسها كل أنواع التصالح مع النفس والناس، فكانت وباء للآخرين وخسارة لنفوسهم.
يقول جون وودن: "اهتم بشخصيتك أكثر من سمعتك، لأن شخصيتك هى حقيقتك، أما سمعتك فهى ما يعتقده الآخرون فيك!".
ساحة النقاش