السيدة  ايمان العبيدي  ( صورة نقلا عن bbc)

لابد وأن يتأثر صاحب النخوة والمروءة حال يسمع ويشاهد ما  حدث مع السيدة  الليبية   ايمان العبيدي في العاصمة الليبية  طرابلس جراء اغتصاب جنود الطاغية القذافي لها , صورة لايجوز وصفها إلا بمدى ما يجتمع في قلب طاغية من كافة شرور الأعمال والصفات إن جاز التعبير

وكالعادة يلجأ الطاغية الى تبرير أفعاله بمبررات الهوس والجنون والعته الذي أصاب الشاكي أو الشاكية في حالتنا هذه, وهذه الواقعة إن دلت على شيئ فإنما  تدل على التخبط الواضح بل والعصبية في رد الفعل عما وصل اليه الطاغية القذافي من جنون خاصة بعدما استحكمت حلقات الخناق حوله , حيث يكاد المرء أن  يجزم التأييد لتدخل الغرب في عملية الغوث لشعب ليبي مستكين بحق ضعيف بحق لاحول له ولاقوة مثل ما أصاب شعوبا  أخرى في أطراف الأرض لم تقوى على التعبير رغم أنفها و ظلت ترزح تحت جبروت السلطة وصلفها سنوات طوال , حتى جاء أمر الله وحانت ساعة الخلاص

ولا أذهب الى تأييد قول التآمر والمؤامرة  سياسة أمريكا وحلفائها وهو قول مردود الى أصحابه الذين لايثقون في نصرة الله للمستضعفين في الأرض ثم في إرادة الشعوب الراغبة في الحياة فما كان للقدر إلا أن يستجيب دعاء المظلومين وهي سنته سبحانه وتعالى ولكن أكثر الناس يجهلون , وقد يهتف قائل وكيف بك وما حدث في العراق فأقول على الفور أن حال العراق  يختلف تماما فهي كانت بالفعل عين التآمر والمؤامرة لما نعلمه من عنت الغرب وقتها مع سياسة العراق وصدام حسين الذي كان واقفا بقوة امام تيار الشيعة وأهوائها ولا نريد أن يطول المقام في المقارنة

ونعود الى مآساة ايمان العبيدي الليبية التي أعطت نموذجا حيا وصارخا لجبروت الطاغية ومثالا لايمكن تكراره يصور  تصرفات الطواغيت في مقدرات الشعوب قالمثال إمرأة والمرأة تمثل جانب الضعف عند البشر  وبالتالي مثال الشعب المقهور والمغلوب على أمره وفي ذلك يقول مالكولم سمارت، مدير شعبة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في  منظمة العفو الدولية إن "الادعاءات التي دفعت بها ايمان العبيدي مثيرة للتقزز والاشمئزاز، وعلى السلطات الليبية اجراء تحقيق مستقل وحيادي في هذه الادعاءات فورا كما عليها سوق المسؤولين عن الحادث الى العدالة في حال ثبوت اقوال الضحية."

ومضى سمارت للقول: "كان تصرف المسؤولين الامنيين الليبيين الذين جروا العبيدي عنوة عندما كانت تحاول التحدث للصحفيين مثيرا للقلق فعلا. على السلطات الليبية الافصاح عن مكانها، وضمان سلامتها. واذا كانت رهن الاعتقال، يجب اطلاق سراحها فورا." ونحن من هنا ندعو الله أن يفرج كرب هذه السيدة المسكينة ويطهر شعب ليبيا الطيب من هذا الفاجر