إن العاطفة الدينية القوية لدى المصري هي سمت تاريخي أصيل ضارب في العمق من وقت أن بدأت الانسانية تعلم كنهه الحضارة او ماهية الحضارة و الأمثلة قاطعة وحية بلغت الى علو قيمة الأثر متمثلا في المعابد الفرعونية على اختلافها والنقوش على الحجر الى أن بلغت قمة الهرم
فإذا سلمنا أن هرم خوفو هو أعلى قمم الأهرامات الثلاث وأول عجائب الدنيا السبع وأنه كان يمثل التقدير المصري السامي لعبودية الاله وقدسية الدين الهائلة في نفس المصري والمصريين , لما أنخرط المتفيهقون وأصحاب النظر الفكري الضيق والمغرور في جدل وهدف ما هم بالغوه من محو ذلك السمت التاريخي العتيد والذي نحن بصدده : الدين
والشاهد أن ما لجأ اليه النظام السابق خلال حقبة حكمه الثلاثينية وإرهاب الناس من الدين حتى خلق داخلهم كما يتردد آلان الفزع من الأخوان والجماعات الى أن بلغ أثر هذا الحقن المستمر طيلة ثلاث عقود مضت ولازال كما نلاحظ من ندوات تعقد وتصريحات تقال ومقالات تكتب , وليس بمقدور أحد الغاء هذا الأثر خلاف حب البعض على ما جبل عليه من سلوك يتعارض مع توجيهات الدين وقيمه الأمر الذي يتبعه أن يقف أمام كل ما هو ديني حتى لايحرم من قضاء شهوته في المأكل والملبس والسفور فما بالك لو أن الدين نفسه سوف يحكمه سياسيا واقتصاديا , وهنا مناط الخوف والصراع الفكري الدائر على الساحة آلان
ولعلي استعير مدللا على ما ذكر قول كاتبة بالاهرام في مقال لها تحت عنوان ( لماذا فزاعة الأخوان آلان ) ما نصه :
"فجميعنا ضد أن نحكم بالدين لكننا مع أن يحكمنا الدين فالدين لدى المصريين جميعا سواء مسلمين أو مسيحيين لابد أن يظل بعيدا عن السياسة بكل مساوئها .. يحكم علاقتنا ببعضنا البعض ويحكم سلوكياتنا اليومية لكن لا نحكم به فيقول حكامنا قال الله وقال الرسول فنجد أنفسنا كما قال الإمام على ابن أبو طالب أمام حق يراد به باطل.. وهذا الباطل هو ما يجب أن يكون معركتنا القادمة حيث لا يجب أن نسمح لأي فصيل أو تيار سياسي يرتدى عباءة الدين أن يصل لمقاعد مجلسي الشعب والشورى إلا إذا تعامل بمنطق سياسي واضح لا لغة دينية فيه داخل منظومة الدولة المدنية المنشودة"
انتهى كلامها , الذي ينبئ عن غياب ثقافي كبيرفي فهم دور الدين في الحياة وأن هناك أناس لازالت تدعو لجعله حبيس جدران المعابد ! في حين أن كاتبا عملاقا مثل محمد حسنين هيكل يرى خلاف ذلك ففي سؤال موجه اليه من أحد العلمانيين في هذا الصدد كان رده :
"ليس كل ما هو دينى غير حضارى .. ولكننا للاسف الشديد نركز عن الجانب الضيق فقط."
وفيما نراه فان الدعوة الى مزيد من الحوار وبذل الجهد التوعوي والتربوي هي دعوة أصيلة وبالغة الأهمية خاصة ونحن في مرحلة إعادة البناء وأن الدين ليس مجرد شعائر تقام وأذان يؤذن , فان حاجتنا الى البناء الأشد منها هو إعادة ترميم الاخلاقيات والسلوكيات فرفاهية العيش محققة في الآية الكريمة :
{ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} الاعراف 96
إن الدور التوعوي لهو أهم الأدوار المطلوب القيام بها , في هذه اللحظة في هذه الفترة وليعلم الجميع أن قيمة التربية الدينية وإعادة ترميم سلوكيات المجتمع هي دستور العمل المنتج والحقيقي والأمثل , ثم ليقف المتفيهقون في زيارة جماعية اما أهرامات مصر الثلاثة تلك العجيبة التي أبهرت العالم كله ويتأملوا معا قمة الهرم الأكبر خوفو فسوف يجدوا أن نزعة الدين والتدين عند المصريين شامخة أعلى قمته , وستظل أبد الدهر فكيف ولماذا الخوف من خوفو ؟؟ !!
قمة الهرم خوفو
ساحة النقاش