_ تفاصيل جسد _
------------
حبات المطر تلهو مع زجاج نافذة مهشم ، عصافير الدوري تأوي إلى أعشاشها ، وميض برق يطل من خلف جبل بعيد المنال ، صوت أغنية قديمة تطرق مسامعه من مكان قريب ، النافذة المقابلة مفتوحة على مصراعيها ، وربما لم يكن هناك زجاج يأويها ، شعر أشقر اللون يترنح مع نسمات خفيفة ، مد رأسه أكثر ، اتسعت حدقتا عينيه لتوها ، القميص الأصفر الشفاف يلوح على قارعة حدقة ، أطل الوجه الآخر ، خصر لا يشبه إلا عود بيلسانة عاشقة ، سواد ما لاح من بين ثنايا الثوب الأصفر ، لم تعد العينان تتسعان أكثر ، فما كان فوق جفون القمر يختصر جمال الكون بلمحة ، تعرجات جبل تداعب آهات رجل ، استدارة بطيئة كما سلحفاة هرمة ، تطل بعدها رابية خضراء اتشحت بالسواد ، الرجل يفرك عينيه بقسوة ، في تلك اللحظة اختفى الثوب الأصفر الشفاف ، بياض الثلج البلوري يعانق شغاف السماء ( يا للهول ) قالها بصوت متقطع الأوصال ، الأغنية مازالت مشتعلة قريبا من نافذته المهشمة ، الأسود أمسى عاريا ، التلال تلج تاريخ الأساطير ( إنها حورية المساء ... بل ربما آلهة !!! ) عاود الحديث مع نفسه ، عيناه مازالتا تتشبثان بتلك النافذة المفتوحة ، لم يسأل عن السبب ، فما كان يهمه إلا المشهد العاري ، المطر يزداد اشتعالا ، بينما تحضر مراسم الرعد الغائب ، الأنوار تخفت رويدا رويدا ، خلع الرجل نظارته الرمادية ، غسل عينيه برذاذ المطر ، عندما عاود النظر إلى النافذة ، كانت الشجرة العارية تبتسم بخجل أنثى ...
-------------
وليد.ع.العايش
-------------
♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠
♠
♠ ♠ ♠ هل يرجع الزمان ♠ ♠ ♠
♠ ♠
كنت أعتقد ومازال هذا إعتقادي ، أن المرأة لا يقهرها الزمن ، فمهما مرت بها من سنوات العمر ، فمازالت دماء الأنوثة تجري في عروقها ، حتى إصتدمت بهذه القصة ، وهب قصة شديدة الخصوصية لسيدة جميلة وأنيقة ويبدو الذكاء في كلامها واضح ، وقد كتبت سابقاً أن أكثر ما يبهرني في النساء الأناقة ورائحة عطرهن والذكاء ، ونبدأ قصتنا من بدايتها ، فقد جلست في سيارتها تنظر إلي الشمس وهي تغرب وراء الأفق وقالت لنفسها حقاً لكل شئ في هذا الوجود نهاية ، حتى الضياء يعقبه ظلام ، ثم بكت وهي تسترجع شريط حياتها ، يوم تخرجت من الجامعة والزغاريد حولها ، ويوم زفت الي عريسها وصوت الزغاريد مازال يرن في أذنها ، وكانت حريصة على بناء حياة جميلة ومستقرة ، ودخلت بيتاً كبيراً وجدت أن مملكتها بإتساع أحلامها ورغم أن زوجها لا يجيد كلمات الحب ولا يحمل مشاعر الحب في عيناه ، فقط يعتقد أن الحب أداء جيد وليس من الضرورة أن يمر بالمشاعر وصبرت لكونها أصبحت بسرعة مرور الأيام أماً لأبناء صغار عددهم خمسة ، وعانت في حياتها مع رجل يشرب دائماً الخمر ويلعب القمار ، وزاد الطين بله أنه عندما يصطحبها معه في الحفلات ، يقول لأصدفائه عند يسكر ، جائزة مني لمن يُقنعها أن تشرب كأس خمر ، وكانت ترفض ومع الأيام كان يضربها بقسوة رجل يعتدي على شريكة حياته بدون وعي ، ويأتي الليل يطلب منها أن تكون له كما يريد دون أن تقول شئ إلا الخضوع لرغباته الشاذه ، وكانت تفعل مضطرة فهي لا تملك الإعتراض ، وينطلق من سخافات الي سخفات أكثر مع الأيام ، حتى الغير معقول عند من يملك أنصاف عقل ، فقد كان يتسلل ليلاً لغرفة الشغالة ويراوضها عن نفسها ، بلا حياء منه مع أن زوجته من الجمال ما لا يقارن مع تلك الشغالة التي لا تملك ما تملكه زوجته من أناقة الي جانب النظافة ، وشكت لها الإبنه الكبرى التى أخبرت أمها بما رأته مرة ليلاً وهي تخرج من غرفتها لبعض شأنها ، فكانت هذه السيدة تتأكد في الليل أن الخادمه قد نامت وأغلقت باب غرفتها بالمفتاح ، ولا تترك الخادمه وحدها أبداً في البيت بل تأخذها معها إذا هي خرجت خوفاً من إعتداء هذا الرجل على الخادمه ، وعرف أصدقائه عنه أنه إنسان كما يقال فلاتي لذلك كانوا يحاولون التحرش بزوجته التي كانت ترفض هذه السلوكيات ، ولا شئ بيدها غير أن تبكي وتسأل العون من الله وحده سبحانه وتعالى ، حتى عندما يدق جرس باب المنزل ليلاً تسأل من خوفها من بالباب ، ظناً أن زوجها قد يراهن على زوجته ويخسر الرهان في لعب القمار ، فيأتي من كسب الرهان ليواقع زوجته ، عاشت في خوف وفي صراع بين زوجة ملتزمه تخشى الله ، وزوج لا يعرف شئياً عن الضمير والرجوله ، نسيت أنوثتها وإن كانت لم تنسى أناقتها ، وسخرت كل حياتها لتربية الأبناء والعناية بهم ، وكانت تسأل نفسها وهي ترى من حولها من الأقارب متزوجون وسعداء في بيوتهم ، ما الذي لا يجده زوجها في بيته فهي زوجة بإعتراف من حولها جميله وليست حلوه فقط ، ونجحت رغم هذا الصراع في جعل الأبناء جميعاً أبناء صالحين تعلموا وتخرجوا من الجامعة وعملوا في وظائف محترمه ، والغريب أنها ما كانت تشكوا لأهلها لذلك عُرفَ عن بيتها الإستقرار ، والأغرب أن أهله هو كانوا يعلمون كم هو صاحب سلوكه معوج ، وكانوا يقولون لها أنه ما كان يستحق مثلك ، وفجأة تزوج إمرأة كانت زوجة لصديق له لعب عليها حتى طلقت من صديقه وتزوجها وعاش معها ، وزوجته ما كانت تشكو بل طلبت أن يفترقا بالمعروف أقسم أنه لا يستطيع الإستغناء عنها ، ورضيت بطيبة الأم التي تريد المحافظة على بيتها ، ألا تطلب منه أن يطلقها خصوصاً لحرصها على أبنائها ، وإن كان قد سقط تماماً من حساباتها كزوج ، ورغم أنها إعتبرت نفسها بلا زوج حقيقي إلا أنها لم تفرط يوماً في الإهتمام بنفسها وأناقتها ، وكل ليلة تلبس أفخر ما عندها وتضع عطرها رغم أنها تنام وحدها ، وإذا رأيتها تحسب أنها سعيدة في ليلها ولا تعاني من وحدة قد تقتل غيرها ، وفجأة طلق بعد قليل الزوجة الثانية ، هي لا تعرف لماذا هو تزوجها ولا تعرف لماذا هو طلقها بعد أيام من زواجه ، والحقيقة أنها قد أسقطت هذا الأمر من تفكيرها ، وفي الحقيقة هي عانت كزوجة من هجر زوجها وإن كان دائماً أمامها ، وعاد اليها فرحبت به أيضاً حتى لا يعاني الأبناء من اليتم والب موجود ، وفي الليل وبعد سنوات هجر ، إقترب منها وأسر لها أنكِ سيدة النساء بحق ، فرح قلبها ولكن لم تستمر فرحتها كثير ، وفجأة تزوج بثالثه هنا لم تتحمل ومرضت وكادت تشرف على الهلاك ، لولا أنها تعلقت بالمحافظة على الأولاد خصوصاً أن إحدى بناتها معوقه وتحتاج الي رعاية خاصة ، وهنا تدخل حكماء الأسرتين وأتفقا على ضرورة مغادرته البيت حتى تتعافى وتربي الأبناء ، وغادر البيت وكل يوم تأتي أخبار عن هذا الذي لا يعرف الحرام من الحلال ، ورغم كل هذا كانت دائماً ما تطلب من الأبناء السؤال عن أبيهم ، لأن الله أوصى الأبناء بود الأباء رغم أنها في كل صلاة وهي ساجدة تدعو الله ألا يجمعها معه في الدنيا ، ولا في الأخرة ، حتى كلما جاء من أهله الذين لم ينقطعوا عن زيارتها الكلام عنه كانت تقول الله يسامحه ، ويتعجب كل من يعرف حكايتها معه من قولها هذا ، ولكن هكذا أبناء الأصول ، ولما تزوج الأباء وذهب كل منهم الي بيته ، وفجأة طلق الثالثة ، وأراد العودة للحضن الدافئ له كما يقول ، إن ردها لمن جاء للوساطة من أهلها أن أسمعته هذه الأغنية ، ( عايزنا نرجع زي زمان قول للزمان إرجع يا زمان وهتلي قلب لا داب ولا حب ولا إنجرح ولا داق حرمان ) ، فهم الوسيط ردها وأنصرف أما هي فقد عشقت غروب الشمس فكانت تذهب بسيارتها الي مكان مرتفع تترقب الغروب ، وتقول لكل شئ ﻻبد من نهاية.
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى
22- الطير والزهرة
هجرة الطيور من قارة الى قارة وراء الرزق والتزاوج والانجاب هذه هي معضلة الطيور جميعا فهى تهاجر منفردة او بأمداد كبير بحثا عن متطلبات الحياة وتحقيقها لرغبة الطبيعة ايضا . واثناء تحليق هذا الطائر في الجو وهو في طريقه الى قارة اخرى لوحظ ان طيرانه بدأ بالأنخفاض التدريجي دون معرفة الاسباب وكأن هناك ارادة خارجة عن نطاق سيطرته تجبره على هذا الانخفاض دون ارادته الحقيقية ... اذا ماجرى وماذا يفعل استجاب لتلك الأرادة الخارجة عن ارادته ولوحظ ان طيرانه وصل الى حد الانخفاض بحيث لوحظ أخيرا وجود عطر فواح .. يفوح من زهرة نابعة في وسط حديقة المدينة . فاأثنى عليها وقبلها بصورة غير شعورية وشكرها لهذا العطر العظيم الذي تفوح به واعتبر تلك القبلة بمثابة هدية رمزية ذات طابع معنوي وتقبلت الزهرة تلك القبلة بأرتياح وشكرت هذا الطائر الغريب الذي تحمل عناء السفر لكي يشم تلك الرائحة الزكية الا أن اهل المدينة ثارت ثاءرتهم من جراء تصرف هذا الغريب وكيف دخل الاجواء والحدود دون أذن سابق ودون تأشير دخول . وطالبت تلك الجماهير المحتشدة حول الحديقة بالقصاص من الطير الغريب وكذلك من الزهرة التي باعت شرفها واخلاقها واخلاق مدينتها وعاداتها وتقاليدها لهذا الطير الغريب وباالمقابل هناك فريق من المدينة اعتبر ان هذا الحدث بمثابة سلوك او شهادة سلوك تقدم الى تلك المدينة عن طريق زهرتها التي تفوح بهذا العطر والتي اضافت جمالية اخرى لتنقل المدينة واعتبرت الحدث سعادة وسرور وثناء للزهرة وللمدينة من هذا الطائر الغريب . الا أن الصراع بدأ يأخذ ابعادا اخرى حتى وصل الى الاقتتال بين الفرقين مما سيجلب الى هذه المدينة الدمار من جراء هذا الاقتتال وبالتالي ستفقد جمالها وعذوبة سقيها وستحجب عنها السياحة والزوار وسيضع الاقتصاد في مأزق وستعم البطالة وستتكدس البضائع وسوف تهلك المواد الغذائية مما تعرض المدينة الى خسارة كبيرة فنهض شيخ كبير تحترمه اوسط تلك المدينة وبدأ بتهدئة الفريقين والانصياع اليه لكي يجد حل يقنع به الاطراف المتنازعة . وقال لهم ماذا برأيكم بالا حتكام الى قاضيكم قاض المدينة فهو اولى من غيره بحل مثل هذه النزاعات وقراره سينطبق على الجميع دون أستثناء مادام هو القاضي المعين والمقبول من قبل هذه المدينة وافق الطرفين على ماعرضه الشيخ الكبير وتقدم المتظاهرون حول قصر العدالة وخرج القاضي اليهم وقال لهم ماهذا الضجيج أني لااستطيع ان استمع الى شكواكم مالم يتم انتخاب ممثل من كل فريق متنازع للتحدث عن هذا الفريق ويطرح رأيه لي ... وافق الجميع وانتخبوا بأسلوب ديمقراطي ممثل عن كل فريق متنازع وبحضور الشيخ الكبير واطراف القضية الطائر الغريب والزهرة بنت الحديقة العامة ودخلوا جميعا الى قاعة المحكمة وطلب القاضي من كل فريق ان يطرح رأيه . فقال الفريق (أ) الفريق االرافض ان هذا المجرم أي الطير وهذه المجرمة أي الزهرة قاما بعمل يخالف تقاليد وعادات تلك المدينة بالأضافة الى كون هذا الطائر الغريب تجاوز الحدود ودخل المدينة وقبل الزهرة دون أذن مسبق وعليه يستحق الموت حسب القوانين السارية في تلك المدينة وانزال أشد العقوبات على الزهرة لخروجها عن لمألوف ثم أستمع الى الفريق (ب) المؤيد للحدث واعتبرها ظاهرة حضارية وشهادة حسن سلوك من هذا الطير الغريب واعلى قمة الشرف الزاهد والاخلاص لهذه الزهرة التي تفوح بهذا العطر واعتبر ان الموضوع لايستحق كل هذا الضجيج وهذا الاقتتال والأخذ به من منظار حضاري والثناء والمكافئة للطير والزهرة ثم تحدث الطير وقال ياسيادة القاضي اني طائر مهاجر من قارة الى قارة طلبا للرزق والتزواج ولم يكن في ذهني ولافي مسار رحلتي ان انزل في هذه المدينة ولكن وجدت شيء يخالف ارادتي بالانخفاض التدريجي الى الارض بعد شمي لذلك العطر العظيم فلم اجد امامي سوى هذه الزهرة الجميلة التي تفوح بهذا العطر ولكوني لا أمتلك ولا أحمل معي أي هدية فكان قرارا في نفسي ان اقبل هذه الزهرة واعتبرها شهادة حسن سلوك مني لها وعلى كل حال أنني لازلت متمسك ومنفذ لقوانين مدينتكم واحترمها وأوافق عليها واحترم أي قرار يصدر منكم سلبا او إيجابا تجاهي مع الشكر والتقدير والثناء لعدالة محكمتكم والسلام عليكم .ثم جاء دور الزهرة بنت الحديقة العامة وقالت ياسيادة القاضي منذ ولادتي واصبح عمري عشرين سنة وانا افوح بهذا العطر وكل شعب هذه المدينة لم يثنوا علي بكلمة شكر على الاقل وهم يشمون عطري حتى سيادتكم عندما تأتي انت والعائلة الكريمة وتجوب المدينة وتشم تلك الرائحة دون ان تثني علي بشكر كذلك زوجتك واطفالك وعلى كل حال أنني تقبلت هذه القبلة من هذا الطائر الغريب ليس انقاسا لعاداتنا ومبادئنا وقيمنا وانما شهادة حسن سلوك منحت لي من الغريب قبل القريب . وأني على استعداد لقبول أي قرار يتخذه سيادتكم بحقي سلبا او ايجابا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
طلب القاضي من الحضور الانصراف ومنحه مدة ثلاثة ايام لاصدار القرار .. وفجأة تمرض القاضي واصبحت المدينة في قلق وأقتتال ثانية حتى خرج الشيخ الكبير عليهم وقال علينا ان نحترم القاضي ونعاونه على مرضه بألتزام جانب الهدوء . لا لضجيج يؤثر على صحته فاأمتثلت الفرق المتصارعة للشيخ الكربير وبعد مرور ثلاثة أيام توفي القاضي وثانية ضجت المدينة بالفوضى والاقتتال واخيرا خرج الشيخ الكبير وقال لابد من الوقوف صمتا على القاضي والعمل على غسله وتكفينه ثم دفنه والوقوف حدادا عليه لمدة ثلاثة ايام لاغراض الفاتحة امتثل المتصارعون لطلب الشيخ الكبير وبعد أنقضاء الثلاثة ايام خرجت زوجة القاضي وفي يدها مغلف مختوم بالشمع الاحمر . وقالت علي ان اسلم هذا المغلف الى الفرق المتصارعة أ ، ب وبحضور الزهرة والطائر الغريب وشيخنا الكريم . وتم فتح المغلف من قبل الشيخ الكبير ولوحظ وجود معادلة مكتوبة بخط القاضي وموقعة من قبله ومختومة بختمه تقول . الاندفاع التلقائي + الرغبة = المحبة ضج الطرف المعارض وبدأ يتكلم بشكل عنفواني ماذا نستفاد من هذه المعادلة واين قرار القاضي ثم قال الشيخ لكبير .. بماذا يحكم القاضي قالوا بالعدل وماهو شعار العدل قالوا الميزان . قال الشيخ الكبير إذن ضعوا الاندفاع التلقائي والرغبة أي الطير والزهرة في كفة والمحبة في كفة اخرى فاذا تعادلت فأن القضية سليمة وليس عليها غبار واذا أختل الميزان كفة على كفة والتي تفوز كفته فهو صاحب الحق . والسؤال المطروح هل تعادلت الكفتان ولماذا
_ حسناء الجريدة _
---------------
تحركت العجلة تاركة خلفها بضع آهات وذكريات ، كان الفجر قد خرج من غرفة المخاض منذ فترة قصيرة ، نسائم تشرين تداعب شغف كانون ، الركاب تسعة ، بينما السائق واحد فقط ، وضعت حقيبتي جانبا ، ثم انزويت على طرف كرسي منفرد ، سيجارة داعبت ثغري للحظات ، مالبثت أن رميت بها إلى هاوية الخراب ، تبدل الجو بشكل مفاجئ ، الشمس توارت وراء غيوم قادمة من جهة الجنوب ، إحساس برعشة محببة سرت في شراييني ...
_ هل أمسى الطريق زلقا ...
سألت السائق المتجهم
_ لا لاتخش لم يصبح زلقا بعد ...
أحسست بأنه يتحاشى الحديث ، فعدت أدراجي إلى مقعدي الأحمق ، تصفحت جريدة الصباح ، لاشيء جديد ، الأخبار تكرر نفسها ، سوى صورة الحسناء التي زينت الصفحة الأخيرة ، أطلقت العنان لعيني لتأمل مفاتن ذاك الجسد المترامي الأطراف ، غصت إلى ما خلفه ، قرأت تفاصيله بعين نسر ثاقبة ، ربما اكتشفت شيئا ما في تلك اللحظة ، كل شيء يسير على مايرام ، كانت ثقتي كبيرة بالسائق المتجهم ، السيارة تنحرف عن مسارها ، سقطت الجريدة من يدي ، دوار غريب ، ارتطام مفاجئ ، صمت المحرك ، علا الضجيج المكان ...
_ الحمد لله على السلامة ... الجميع بخير إلا السائق ، فقد امتلأ وجهه باللون الأحمر ...
_ لا شيء ... لا شيء ... مجرد جرح في جبينه ...
قال أحدهم ، الضماد كان حاضرا لتوه ، لم يفقد السائق وعيه ...
_ لا بد من متابعة الرحلة ...
_ سنتابع ... سنتابع ... ساعدوني لتصحيح المسار .
عاود السائق القبض على مقوده ، المحرك يعاود ضجيجه .
وأخيرا حطت الرحلة خطاياها ، تبعثر الركاب كل صوب جهة ما ، حملت حقيبتي الرمادية متجها إلى الفندق الذي لا أعرف سوى اسمه .
يومان ، ثلاثة ، أربعة ... تمضي كما سلحفاة ، في مساء كان الغسق الأحمر يعلن انسحابه من سباق الليل ، سيارة حمراء تعج بصوت أغنية قديمة ، البحر يعانق آخر خيوط الصيادين ، بينما كانت الشفاه تعلن بداية رحلة جديدة ، عاودت صورة حسناء الجريدة الحضور ، ( جلسة واحدة تكفي ) قالتها ثم توارت بين أزقة مدينة هادئة ...
-------------
وليد.ع.العايش
٢٤/١٠/٢٠١٧
♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠
♠
♠ ♠ ♠ متحف اللوفر ♠ ♠ ♠
♠ ♠
متحف اللوفر واحد من أجمل الأماكن عند الكثيرين من مثقفي البشر فى العالم ، وبطل قصتنا واحد من الذين يمكن القول عنهم أنهم مثقفون ، درس في أكبر جامعات العالم ، وحصل على أعلى الشهادات العلمية ، وتعود على التعرف على الثقافات المختلفة لدول العالم عن طريق زيارة المتاحف ، الي جانب السماع إلي الموسيقى في الأوبرا لهذه البلاد ، وعشق الموسيقى الكلاسيكية وأصبح خبيراً في أعظم المؤلفين العالمين لهذه الموسيقى مثل بيتهوفن وشوبان وموتسارت وكلما جاء الي فرنسا أول ما يفعلة زيارة متحف اللوفر والذي سبق أن زاره بالدقة خمسة عشر مرة ، وكما تعلق بأعظم مؤلفي كلاسيكيات العالم ، تعلق كذلك بالمدارس المختلفة للرسم وأصبح بيكاسو إلي جانب العديد من فناني عصر النهضة في أوربا مثل ليوناردودافنشي وروفائيل وغيرهم من الذين يجد السعادة عند مُطالعة لوحاتهم ، وبطل قصتنا تعرف على واحد من أشهر رسامين الدنيا عندما تعرف على المدارس الفنية فى العالم وهو مازال صغيراً ، إنه بولو بيكاسو صاحب أجمل اللوحات الفنية فى العالم ، من وجهة نظر بطلنا ، ففي مرة من المرات وأمام لوحة الرحيل تقابل بطلنا وبطلة قصتنا ، وهي إمرأة فرنسية غربية بملامح جميلة للعين ، وتتعطر بأجمل العطور الفرنسية الهادئة والتى تريح ولا تثير من حولها ، تضع بعض المساحيق الرقيقة فتضيف الي جمالها الغربي بعداً ثالث للجمال ، يحتاج الي فنان ليعبر عنه ، وتتكلم الفرنسية برقة وجمال وفجأة وجد نفسه وهي يتناقشان فى هذه اللوحة بدون سابق معرفة ، ويعترف هو في نفسه بسعادته بالحديث معها فهي سيدة مثقفة ، وتجيد التعبير عما ترى ، وبطل قصتنا أول ما يلفت نظره الي أي سيدة الثقافة ويكتب دائماً أن الباب الملكي للنساء عبر العيون أما عند أغلب الرجال فهو مقدار الثقافة ، وكما قال الفيلسوف اليوناني أَرِسْطُوطَالِيس أو أرسطاطاليس تكلم حتى أراك فلا يكفي المظهر الأنيق أو الجميل عند المثقفين ليكون جواز المرور الي القلوب والعقول ، وأنطلقا معاً من لوحة الي أخرى وهو سعيد بالتفسير الأنيق لجمال اللوحات والتي هي تقوله ، وقفا طويلاً أمام الجوكندا أو كما تعرف بالموناليزا ، تناقشنا معاً في عبقرية الرسام ليوناردو دي سير بيرو دا فينشي ، أو كما إشتهر ليوناردو دا فينشي وأعطى كل منهما تفسيراً لهذه الإبتسامة الهادئة وكيف إختلف المعنى في كلتا نصفي الوجه ، ثم جلسا معاً في الكافيتريا الموجودة بالمتحف أما الهرم الزجاجي الموجود ، ودار بينهما حديث عن الحضارة الفرعونية والتفسير العلمي والهندسي للشكل الهرمي ، وزاده إنبهار بها عندما قالت له أن الحضارة الفرعونية مازالت مصدر الهام لكل سكان الأرض حتى في العصر الحديث ، ويؤكد هذا ما قامت به فرنسا من تشيد هذا الهرم الذي يعانق الحضارة الحديثة والأصالة القديمة ، ثم تفرقنا على أمل أن يتم التواصل بينهما ، بعد أن تبادلا أرقام الهواتف والبريد الإلكتروني لكل منهما ، وهذا ما حدث تواصلا لمدة خمسة عشر عاماً بدون إنقطاع ، تواصلا بكل الطرق ، وفي كل مرة يكون بطل قصتنا في أوربا لابد أن يحضر الي فرنسا ولو لمدة ساعات يتقابلان فيها ، فقد حدث بينهما ما يمكن أن نسميه الحب ، وهنا بطل قصتنا قد إستطَع أن يحل أكثر الامور الإنسانية تعقيداً ، وهي أن تحب إمرأة غربية بطريقة شرقية ، فحب الرجل الشرقي جزء منه إمتلاك ، والمرأة الغربية في هذا الأمر تختلف عن المرأة الشرقية ، ولكن بطلنا إقترب من إيجاد معادلة تَمكنْ بها من الإحتفاظ بهذه المرأة ، كانت تقول له لقد أحببتني بطريقتك الشرقية وأنا أحبك بطريقتي الغربية ، إذن لقد نجحنا في إيجاد صيغة للتعايش الإنساني بلا صدام ، كانا يتقابلا كلما سمحت لهما الظروف ، مرة في باريس وأخرى في القاهرة ، وكان هو يقول لها إننا مثل سيمون دي بوفوار وجان بول سارتر تحابا هذه تعيش في إيطاليا وهذا يعيش في فرنسا ويتقابلان مرة في إيطاليا ومرة في فرنسا ، وبطل قصتنا العربي جمعه ببطلة قصتنا الفرنسية الفن أول مرة ، لذلك دائماً ما يقولا شكراً متحف اللوفر.
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى
رحلة تحت المطر
غزارة المطر الشتوي كتمت نفسي ، ركبت دراجتي الهوائية ، وحلمت بحمام سماوي يغسل جسدي ، أحسست بلسعات حبات المطر المستفزة على وجهي ، دائما كان السير تحت المطر حلما من أحلامي ، وكأن ماء السماء يطهر النفس من قذارة الأرض ،عصفت ريح قوية فتطايرت أوراق الشجر وحطت على الأرض ، وكانت الطريق خالية من البشر ومليئة بالوحل ،منظر هذه الأشياء يجعلني أشعر أني خيال ، شبح، إن لم أكن قادر على تلقى المطر دفعة واحدة ، فيجب أن لا أفقد الصلة معه .
بدوت وكأني أغرق في عالم آخر،والبعض ينظر إلي بدهشة ، هل صحيح أن المرأة ذات الشعر الأسود ، قالت وهي تتابعني من وراء النافذة :
-اه .. لو كنت معه... إنه منظر وكأنه في بلد آخر
أنصت إليها تهامسني بلهجة ريفية محلية :
- أتأخذني معك
ودون أن أفهم ولو جزء يسير مما حدث ،جلست على المقعد ربما هي نفس المرأة ،وأرتفع صوت من ورائي :
_ أنا أعرفك ...ولدي صورة معك منذ كنت طفلة
تقدمت إلى الأمام بسرعة أكبر ، والتفت حولي محاولا تفسير الأمر ، فلم أجد أحدا ، وجهت لها كلاما عبر ضجة قطرات المطر ،تبدد في الهواء :
- عرفيني عن نفسك
حادثة مهيبة تحرك عالمي الصغير ،لقد وجدت نفسي آذان صاغية ،شيء ليس تافها أن تكون امرأة مع رجل ،تابعت بانتباه متى ستبدأ بالكلام ،امتدت يداها الناحلتان وأحاطتا بخصري ، وأرخت رأسها على كتفي ،فبدأت أشعر بضغط صدرها على ظهري ، في نهاية أحد الممرات ،بحثت عنها ورائي فلم أجد أحدا ،كانت قد اختفت .
دخلت في صراع مع حيرتي ، ففي كثير من الأحيان تمر بخيالي تهيئات أسميهم بالضحايا ، أرسلهم برمشة عين إلى الخفاء ، بل أكثر من ذلك أحطمهم قبل أن يصيروا حقيقة .
كانت أمطار تشرين قد همت منذ ساعة ،فكرت في لحظة هل نشأت تلك المرأة من شعور خفي بالذنب ، أوقفت الدراجة على طرف الجسر ، فاستطعت أن أرى حبات المطر ترسم دوائر صغيرة على صفحة النهر ،عصفت ريح قوية وعادت السماء تنثر الماء بغزارة ، لم تكن العين تقع إلا على الماء ، أنا أسمع كيف يبدأ الجنون قرب الماء ،لحظة يختلط صوت المطر برائحة التراب ، ويتدفق هذا كله في أزيز جهنمي في دهليز أذني ،عندئذ لا شيء إلا الرهاب ،وارتعاش في الرؤيا .
ثمة رأي يقول أن الحلم عقد حلفا مع الشيطان ،وأنه يوسوس للإنسان زخرف القول ،فيظهر لهم بشكل امرأة جميلة .
المطر يعصف وجهي بقوة ، دسست يدي في جيبي سروالي ،وحيدين أنا والمطر ،لا أحد هنا يستطيع أن يحرمني هذا الاغتسال ،ومغادرة حلمي هذا الجسد ليسكن في الأماكن الطاهرة ،ربما أن الله خلق المطر ليتيح للعاشق أن يكمل ما نقص من حلمه ،جمعت بكل صعوبة كل تفاصيل امرأتي وبدأت أجسدها في روح المطر .
سرت ، خطوتين ...ثلاثة كنت أصغي إلى صوت الريح ،شعرت بشيء يتحرك ورائي ، نظرت ، فرأيت ذبذبة خيال أنثى يتماوج مع حبال المطر الملتوية ،أحيانا تظهر وأحيانا تختفي فجأة وتذوب في حبات المطر ، مع ذلك صوتها المغناج لا يترك رأسي :
- تعال إلمس طرف شفاهي
ينسل صوتها كجرثومة في مسامات القلب ،رنوت إلى وجهها المجلل باللهيب ،الذي غمر كل شيء ، واظبت على التحديق كمن أصابه مس من البلاهة ،هتفت لي بصوت خفيض :
- أحمد
تدحرجت بين حبات المطر مستأنفا النظر إلى قميصها المبلل الملتصق بشده على ثدييها ،وتخيلت يديَّ تحل الأزرار ببط ء لتكشف عن الكنز الخبيئ قرب لعنة الشهوة ، قالت كمن تقر أفكاري :
- أنا خرجت من المطر لأطفئ عطشك
نظرت إلى تفاصيل جسدها ، أصبت بالخيبة من جمالها، وأدركت أني حالم ولدي تصورات أجمل عن المرأة ، وأن حلمي أكثر أهمية من تحقيقه ،قلت لها :
- العاشقون يعيشون أحلامهم ويفتخرون أنها لا تتحقق ؟؟؟!!
ثم أدرت دراجتي الهوائية ، وغادرت .
فؤاد حسن محمد – جبلة- سوريا
21- الواوي والدجاجة
الواوي بلغتنا العامية تعني الثعلب ويقال ايضا ابن اوى تسميات تدل كلها على المكر والحيلة لما يتمتع به هذا الثعلب او الواوي او ابن اوى في كيفية الانقضاض على فريسة او ايقاعها بفخه يمتلك قدرة على المناورة وينتظر ويخطط ويعتبر حتى الهزيمة بالنسبة له انتصار لكي يضيف لهذه الهزيمة واسبابها حيلة اخرى تصله بالمستقبل بشكل اسرع واضمن من التي قبلها هذا هو الواوي شاهد يوم من الايام في احد الحقول دجاجتين لاتفارق بعضهما البعض وهذا الحقل قد حصنه صاحبه من كل النواحي خوفا على ممتلاكته من الحيوانات الاليفة . راقب الواوي هذا الحقل بدقة متناهية ولف حول الحقل اكثر من مرة ولم يلاحظ اي ثغرة او فتحة توصله الى تلك الدجاجتين استقر في مكان بعيد عن الحقل لاتفصله سوى امتار ولكن في موقع لاتستطيع اي قوى مراقبته واخذ يفكر ويفكر وهو في حيلة من امره كيف الوصول كيف الدخول كيف الحصول على الدجاجتين هذه هي شغله الشاغل وهو يراقب هذا الحقل اخذه التعب والنعاس فنام قليلا او غفى كما يقولون بالعامية وحتى في نومه كان يحلم بالدجاجتين ومتى يحصل عليهما وهو يلعب ويلهوا معهم كأنهما اصدقائه من زمن بعيد وفيهما علاقة متينة تمتد من يوم ولادته وبالقرب من الحقل استيقظ الواوي من نومه وهو نادم على الطريقة التي اراد بها ان يأكل الدجاجتين فقرر مع نفسه ان يذهب اليهما ومن خارج السياج ينادي ايها الدجاجة بأسمها الاول وانتي ايها الدجاجة بأسمها الثاني فردت الدجاجتين بالتحية وقالت اين انت ياعزيزنا لقد فارقتنا منذو زمن بعيد ونحن في اشتياق اليك كلما تذكرنا تلك الايام تلك الطفولة النادرة بالمحبة والعلاقة الطيبة خذ هذه بيضتين طازجتين لعلك جائع وسوف نتحدث مع صاحب الحقل حتى تكون حارسنا الشخصي استغرب الواوي اشد الاستغارب كيف هو يفكر وكيف هن يفكرن قال لامانع اني موافق لكي نعود الى سابق صداقتنا واحفظكما من كل مكروه كذلك سأحمي فراخكم على المدى المستقبلي استطاعت الدجاجتين ان تقنعا صاحب الحقل بفكرة حراستهم من قبل الواوي ولكن قال صاحب الحقل شرط ان يبقى الكلب في مراقبة ابن اوى وهو عمل احترازي واني سأبلغ الكلب بعدم الاعتداء على الواوي وان يتأخذه صديقا له .طيلة وجود الواوي في الحقل اخبرت الدجاجتين الواوي بقرار صاحب الحقل وكذلك موضوع الكلب ومرافقته للواوي طيلة وجوده في الحقل . امتعض الواوي لفكرة الطلب ولكن قال وماذا وليكن الكلب معي اني صادق مع نفسي ان اكون حارسا لتلك الدجاجتين ولن اقوم بأي عمل مخالف لذلك ولو كنت واوي . بدأ الكلب ينقل الى صاحب الحقل كل حركات الواوي واعماله في الحقل ووصل الى نتيجة اي الكلب ان الواوي فعلا مخلص للدجاجتين ولايمكن ايذائهما او ايذاء اي حيوان اخر في الحقل وصدق صاحب الحقل كلبه وطلب منه ان يتابع ايضا والحذر قد يصل لربما الواوي بعد مرور زمن الى نزعة شريرة قد يخلق مصاعب للدجاجتين او لبقية الحيوانات الاخرى لكن الكلب اصر ان الواوي تحول الى نموذج اخر غير النموذج المألوف . السؤال المطروح هل حقا الواوي تغير وهل للدجاجتين اثر على ذلك ام ان الدجاجتين كانتا اذكى من الواوي ؟
♠ ♠ ♠♠ القِصَّةُ القَصِيرَةَ ♠♠ ♠ ♠
♠ ♠ ♠ صحيح الهوى غلاب ♠ ♠ ♠
♠ ♠ مِنْ شُرْفَةِ مَنْزِلِهِ فِي بُوسْطُن بأميريكا ، حَيْثُ كَانَ يَدْرُسُ الدُّكْتُورَاه ، وهذه الشرفه مُطِلَّةَ عَلَى جَامِعَةِ هارفاد وَبَيْنَهِمَا نَهْرُ أَلْبِرْت وَالمِسَاحَاتُ الخَضْرَاءَ المُمْتَدَّةُ ، أغمض عيناه وَتُذُكِّرَ مَسَاءَ ذَلِكَ الشِّتَاءِ ، عِنْدَمَا كَانَا يُجْلِسَانِ مَعاً عَلَى شاطىء بُحَيْرَةَ سربنتاين دَاخِلَ جديقة الهايد بَارَكَ فِي لُنْدُنَ ، الَّتِي أتى إِلَيْهَا مَنْ ويلز ، عِنْدَمَا كَانَ يَدْرُسُ فِي إِنْجِلْترَا المَاجِسْتِيرُ، وَكَانَ الجَوُّ أَكْثَرَ مِنْ رَائِع فِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ ، وَأَخَذَهَا بَيْنَ يديه ، والسنو يتساقط عليهما ، فما أجمل من شتاء لندن ، ولا يتفوق عليه إلا شتاء بلاده ، وَقَبْلَهَا وَنَظَرَتْ هِيَ طَوِيلًا فِي عَيْنَيْهِ ، وَقَالَتْ: تَمَنَّيْتُ أَنْ يخَلْقُ اللهِ فِي صَدْرِي قَلْبَبين ، أَضَعُكَ فِي أَحَدِهُمَا وَحَدَّكَ وَأَغْلَقَهُ ، والثانى أُحْيَا بِهِ بين الناس ، كَانَتْ رَائِعَةً وَتَعْرِفُ عَنْ الحُبِّ الكَثِيرِ رَغْمَ صِغرٍ سِنَّهَا ، وَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُعَبِّرَ عَنْ الحُبِّ بِقُدْرَةِ عَاشِقٍ يُحِبُّ عِشْقَهِ ويخلص له ، وَيَتَمَنَّى أَلَّا يُفَارِقَهُ هَذَا الحُبُّ ، وَفَجْأَةً سَأَلَتْهُ كَيْفَ أَنَا عِنْدَكَ ، ضَحِكَ وَقَالَ مُبْتَسِماً أنتِ يا حَبِيبَتِي عَنَدًى كملحُ الطَّعَامُ ، تَعَجَّبَتْ هي ، وَضَحِكَتْ وَقَالَتْ ملح الطعام وليس السكر كَيْفَ.؟. قُال لَهَا هَلْ يَسْتَطِيعُ الإِنْسَانُ العَيْشَ بِلَا طَعَامٍ ؟. قَالَتْ : لَا ، قَالَ: وَهَلْ يَسْتَقِيمُ أَيٌّ طَعْماً لِطَعَامٍ بِدُونِ ضَبْطِهِ بِالمِلْحِ ؟ قَالَتْ: لَا ، قَالَ: وَمَاذَا لَوْ زَادَ المِلْحُ فِي الطَّعَامِ ، قَالَتْ: سَوْفَ لَا يُصْبِحُ طَعَامًا مُسْتَسَاغًا ، قَالَ: لِذَلِكَ أَنْتِ عَنَدًى مُلِّحَ حياتىِ ، ولَا تَنْضَبِطْ حياتىِ إِلَّا بِكِ وَحَدَّكَ ، وَلَا أُفَكِّرْ أَنْ أَزِيدَ بِاِمْرَأَةٍ أُخْرَى ، حَتَّى تَنْضَبِطَ مَشَاعِرُي ، وَأَعِيشُ السَّعَادَةَ ، أما السكر فإن أذواق الناس تختلف فيه فالبعض يحب الأشياء سكر زيادة وأنا لا أريد أي زيادة ، هُنَا تَعَلَّقَتْ هي بزراعيه ، وَقَالَتْ: مَعَكَ أَشْعَرَ دَائِماً بِالأَمَانِ ، وَأَلَانَ أَنَامُ وَأَسْتَرِيحُ ، فَنَامَتْ نوماً لَيْسَ كَنَوْمٍ الأَحْياءَ نَامَتْ نَوْماً أبدياً طَوِيلًاً ، وَاِسْتَرَاحَتْ هِيَ ، أَمّا هُوَ فلم ولَنْ يَسْتَرِيحَ إِلَّا إِذَا لِحَقٍّ هُوَ بِهَا ، وأعيدت الحياة مرة أخرى معها ، وهذا سيكون عند ربٍ كريم .
♠ ♠ ♠ أَ. د/ مُحَمَّدٌ مُوسَى.
&&قصه قصيرة &&
يحكى ان فتاه احبت شابا يافعا ...بهرها بحلو الكلم وعذب الحوار...اقتحم قلبها بتنهيدة عشق غارقه بالامنيات...قاومت وعافرت فى البعد عنه ....فهى زوجه وام لرجل لا يعرف الاطراء والثناء عليها بحلو الكلم مثله....كل ما كانت تحتاجه كلمة حلوة واسلوب ...فقط اسلوب حوار للاستحواز على قلبها وقعت بالصدفه فى طريق هذا الشاب هو معتاد على حلو الكلم وعذوبة الحوار فهو مثقف متعلم واسع الأفق لكنه اعتاد على صداقتها مناقشات وحوارات الاعتياد نصف العشق ... وتطرق الحديث بينهم إلى السؤال كيف تعيشين ...ماذا تفعلين ...متى تنامين...متى تستيقظين....بجانب من تنامين ...وكانت من جانبها ترد السؤال بكل صراحه ...علم كل جوانبها وخصوصيتها.....بدأ يظهر لها خوفه عليها ...وغيرته حتى من أولادها.....هى مفتقدة هذا الاحساس انجرفت معه صدقت احساسه....حقا فإن العشق الهوائي كذبه ....عاشت معه وهو ليس موجود فى دائرتها ...رويدا رويدا اسلمت له ذاتها ....ولتعلموا ان الاستسلام ليس باللمس فقط ....بل يأتى أيضا عن طريق الرؤيا الضوئيه....وبدأت تمارس معه كل شئ عن بعد تبادل صور لقطات وضعيه ....ممارسه ... كادت أن تؤمن به كأنه اله ...والعياذ بالله تخطت كل الخطوط الحمراء والخضراء. ... فقد أعطاها كل ما كانت تفتقده....وهى اعتطه متعه زائله باهته ....ولكن لم تفقه شئ ولم تستفق الا حين بدأ زوجها يهتم.... ويعطى .....ويثنى ... فعادت الى رشدها واعلنت توبتها....وخضعت ليد الرحمن وعادت الى طريق النور لكن ...!!!وحدها لم يعد معها استفاق ولم يجدها فهاج وماج وثار غضبا .....استشاط منها ..... حدثها لكنها ابتعدت بكل قوة ابت ان تهدم بيتها وتضيع أولادها .... لم يفهم ذلك حدثها بأسرار على اللقاء حقا فغريزته لم تشبع منها. ...وحين ابت بدأ يهددها ويتوعدها ..... أتعلمين ان لكى معى مايهدم قلعتك ومدينتك .....بيدى ان أخبر زوجك وأولادك..... فهل علمتم أن الخروج عن المألوف تحتطيم الموجود..... فبدأت تناشد فيه رجولته ونخوة شرقيته...وحثته على تفهم الخطأ الذى وقعوا فيه .... ونادت رجولته وشهامته ...وترجته بعدم هدم حياتها وعدم كشف سترها .... وهنا انتهت من حكايتها التى قطعت أوصال قلبى وانا استمع .... ولكنى انا اقول له الا يحق لك ان تستفيق من غفلتك وتعود إلى ربك ايعقل ان تكون رجلا وتتصف بالرجوله .....واين هى منك معنى الرجوله الاتعرف ان من كشف ستر إمرأه أخطأت وتابت قادر ربك على صفعك بمثل هذا الصفعة.... ان ربك يهمل ولايهمل الا يجدر أن تنظر ان كانت لك اختا ... او بنتا. ...او زوجه.... او قريبه الا يمكن ان يرد الله لك مزلتها وهى إمرأه بمزلتك وانت تنتمى اسما الى الرجال اين نخوتك ورجولتك ادعوا الله اإن تتعظ وتستفيق من غفلة شيطانك وتعود إلى رشدك وربك وأعلم أن انتقام ربك بالمرصاد قائم ايابشر الشهوات والملذات استفيقوا قبل ان تاتى ساعه الموت فى لحظة شهوة تبعثون عليها واسغفروا ربكم كثيرا أنه يحب التوابين
بقلمى سهام اسامه
Seham Osama
ق ق ج __ مصير __
كادت تلدغه أفعى سوداء، شاهدها خروف العائلة الابيض، هشم رأسها بقدمه المباركة، قفز يحتضن الخروف فرحا للنجاة، دعا الاحبة لوليمة النجاة، لحم خروفا مشوي.
^^^^^^^^^
الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي
في الصباحات القديمة
كنا نجوب شوارع الهدوء
الحدائق كانت مفعمة بنا
والحروف كانت فيما بيننا مسك انشراح
حتى ملابسنا القديمة كنا نحبها حبا جما
نشم فيها عطور تراب
في المساءات القديمة
كنا نحمل سلات الحلم
نشتعل بليل
يصافحنا سماء سموح
يترك للنجوم فسحة لتوزيع حلوى التآنس
فتزيدنا غبطة التراب نكهة في التشهي الكبير
الذين ودعوا ذالك القطار الأخضر ماتوا رغم استفزاز نحيب من بين الساقطين ومن خلال شظايا حنين
الذين استقلوا قطارهم
لم يتركوا لنا خمر رذيلة ولا أمر هزيمة
فتلعثم لسان الحال من محاله
شهداء ابتسموا في قرص الغروب
وكتب قديمة محتشمة في رفوف نسيانها الرمادي
وصحف مشنوقة على فراغ باك
رحلات كثيرة
لم تترك آثارا للكلام
والشعر مغلوب على أمره لا يلام
والصبح ليس مخير فيما احتدم من أوهام
محمد محجوبي
الجزائر
أصوات تكعيبية
تخلخلت ذرات الهواء ،فتشرد السمع على تخوم الجهات :
- تراك...تراك ...تراك
هو وقت لفوضى تكعيبية الأسئلة ،من أين ؟؟ وكيف ؟؟؟ وإلى أين ؟؟؟ دوي ثلاث دقات كريهة الوقع ،أشعرته بفرقعة في قفاه ،و بوقوف شعر رأسه ، وإذ دارت عيناه في صفوف الفراغ المرتبة بصبيانية ، ترك فرصة لأذنيه لتحديد بؤرة الصوت ، استدار بنوع من الدهشة المغمورة بالصمت إلى الإيقاعات الماكرة ،فتح النافذة ، ما بعد مسافة أمتار تسمر جاره بعد أن توقف عن إرغاء معجون الحلاقة ،مَوهَ الصوت أعصابه الباردة ،ففتح ملايين التخمينات المبهّرة بالخوف واللامبالاة.
الرجل مندهش، تتخطفه الارتجاجات الهوائية التي هي الآن مركز العالم،البصر والسمع والشم ممغنطة بهذه البؤرة.
بإيقاع طفولي صاخب دخلت زوجته رافعة يديها ،ولمعت في صيحتها مايشبه الضراعة :
- لقد وصلوا ...لنهرب بسرعة
كان ضخم القامة بارز الصدر ، خشن الملامح ،رجولة وهمية، انبعثت من حنجرته حشرجة كالإسهال :
- حسنا لنهرب
دون أن تجيب تسرع بروحٍ تتسع لخوفها إلى الخزانة ،تأخذ كل ما لديها من ثياب والقليل من المال ، وقد زحفت إليها أفكار جعلتها ضعيفة مثل عصفور ، تداهمها أسئلة :
- ماذا سيفعلوا بنا إن لم نرحل
لم يكن زوجها من النمط الذي يحمي زوجته،زوج بلا قلب ، تنهد تنهيدة بائسة مخنوقة من شدة الحيرة ،ثم صاح كمن وجد لقية أو خلاصا :
- أعطني صرة النقود
قذف الصرة مرتين في الهواء ثم دسها في جيبه،ابتسم :
- ستكفينا لسنتين
نهض دون أن يتكلم كلمة واحدة ، وحتى دون أن يسأل أو ينظر إلى وجهها ، وعلى الفور خرج من الباب تاركا زوجته وراءه ، التي انسحبت وراءه كقطة مريضة ،فتحت الباب ، وخطت خارجا ،في الساحة انطلق حديث ما يشبه الدوي ، قال أحدهم :
- لا مثيل لهذا الصوت ...أعلموني هل سمع أحدكم مثله من قبل
اندفع الحشد بالكلام ، فتداخلت الأصوات ، ثم عم الصمت .
- هو لغز
من جديد بدأ الجميع يتحدث معا ،تحول الصوت إلى هاجس له شكل وحدود يستشعرونه دون أن يروه ،كان الصوت يختفي تم يعاود الظهور :
- تراك...تلااك...تراك
اقترح عليهم أن يأخذوا نفسا عميقا ويحبسوا الغازات في صدورهم ، ويصيخوا السمع بشكل أدق ،فاكتشفوا أن الصوت يأتي من جهات مختلفة ، يتعقبون الصوت والصوت يتعقبهم ،بدأ يفكر في الغرايب السود ،من السهل أن يكون السوء أول ما يخطر بباللك ،أن هذا الصوت يعزف بمفرده في الفراغ الهائل،ليلتقطه مجموع معلق بأحبال الحيرة .
قال أحدهم :
- هراء
كرر الكلمة مدحرجا حرف الراء كما لو كان يريد الاستمتاع بلثغته وأردف:
- هل تريدون أن نرحل من أجل صوت
حملق فيه رجل آخر وأجابه :
- أنت على حق ..أين نذهب بأطفالنا
ساد صمت مطبق ، بيد أن رجل ثالث رد بقوة:
- حقا ...حقا ... أليس الهروب أفضل
أصغت المرأة وتخيلت أن قدمها زلت في عالم مرعب ، وأن الغرايب السود تمزق جسدها النحيل ، فصرخت وسط حيرة الجميع :
انظروا لقد وصلو ا
ركضت ، فسمعت وراءها وقع حوافر ، وأصوت تتزاحم :
- اهربو ..لقد وصلوا
رحلوا جميعا ،وبقي صوت سطل تعزف الريح على معدنه لحن الخواء:
- تراك ..تراك ...تراك
فؤاد حسن محمد _ جبلة _ سوريا
الرجل مندهش، تتخطفه الارتجاجات الهوائية التي هي الآن مركز العالم،البصر والسمع والشم ممغنطة بهذه البؤرة.
بإيقاع طفولي صاخب دخلت زوجته رافعة يديها ،ولمعت في صيحتها مايشبه الضراعة :
- لقد وصلوا ...لنهرب بسرعة
كان ضخم القامة بارز الصدر ، خشن الملامح ،رجولة وهمية، انبعثت من حنجرته حشرجة كالإسهال :
- حسنا لنهرب
دون أن تجيب تسرع بروحٍ تتسع لخوفها إلى الخزانة ،تأخذ كل ما لديها من ثياب والقليل من المال ، وقد زحفت إليها أفكار جعلتها ضعيفة مثل عصفور ، تداهمها أسئلة :
- ماذا سيفعلوا بنا إن لم نرحل
لم يكن زوجها من النمط الذي يحمي زوجته،زوج بلا قلب ، تنهد تنهيدة بائسة مخنوقة من شدة الحيرة ،ثم صاح كمن وجد لقية أو خلاصا :
- أعطني صرة النقود
قذف الصرة مرتين في الهواء ثم دسها في جيبه،ابتسم :
- ستكفينا لسنتين
نهض دون أن يتكلم كلمة واحدة ، وحتى دون أن يسأل أو ينظر إلى وجهها ، وعلى الفور خرج من الباب تاركا زوجته وراءه ، التي انسحبت وراءه كقطة مريضة ،فتحت الباب ، وخطت خارجا ،في الساحة انطلق حديث ما يشبه الدوي ، قال أحدهم :
- لا مثيل لهذا الصوت ...أعلموني هل سمع أحدكم مثله من قبل
اندفع الحشد بالكلام ، فتداخلت الأصوات ، ثم عم الصمت .
- هو لغز
من جديد بدأ الجميع يتحدث معا ،تحول الصوت إلى هاجس له شكل وحدود يستشعرونه دون أن يروه ،كان الصوت يختفي تم يعاود الظهور :
- تراك...تلااك...تراك
اقترح عليهم أن يأخذوا نفسا عميقا ويحبسوا الغازات في صدورهم ، ويصيخوا السمع بشكل أدق ،فاكتشفوا أن الصوت يأتي من جهات مختلفة ، يتعقبون الصوت والصوت يتعقبهم ،بدأ يفكر في الغرايب السود ،من السهل أن يكون السوء أول ما يخطر بباللك ،أن هذا الصوت يعزف بمفرده في الفراغ الهائل،ليلتقطه مجموع معلق بأحبال الحيرة .
قال أحدهم :
- هراء
كرر الكلمة مدحرجا حرف الراء كما لو كان يريد الاستمتاع بلثغته وأردف:
- هل تريدون أن نرحل من أجل صوت
حملق فيه رجل آخر وأجابه :
- أنت على حق ..أين نذهب بأطفالنا
ساد صمت مطبق ، بيد أن رجل ثالث رد بقوة:
- حقا ...حقا ... أليس الهروب أفضل
أصغت المرأة وتخيلت أن قدمها زلت في عالم مرعب ، وأن الغرايب السود تمزق جسدها النحيل ، فصرخت وسط حيرة الجميع :
انظروا لقد وصلو ا
ركضت ، فسمعت وراءها وقع حوافر ، وأصوت تتزاحم :
- اهربو ..لقد وصلوا
رحلوا جميعا ،وبقي صوت سطل تعزف الريح على معدنه لحن الخواء:
- تراك ..تراك ...تراك
فؤاد حسن محمد _ جبلة _ سوريا
♠
♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠
♠
♠ ♠ ♠ شارع محمد علي ♠ ♠ ♠
♠ ♠
يعتبر شارع محمد علي من أشعر شوارع القاهرة ، بل هو الشارع الأشهر في عالمنا العربي ، الذي تَجمع فيه أهل الطرب والعوالم ، والذين تخصصوا في إقامة الأفراح والليالي الملاح ، ويبدء هذا الشارع العريق من ناحية ميدان العتبة الخضراء ، وهو الميدان الأشهر في مصر ، حيث إجتمع فيه أهم معالم القاهرة فعلى بعد خطوات كانت الأوبرا المصرية التى لا يوجد لها مثيل إلا في أوربا ، والتي كان يقام عليها أرقى العروض المسرحية العالمية ، والتي بنيت في بدايات القرن العشرين (و في عام 1972 تعرضت الي حريق بفعل فاعل ومكانها الأن جراج متعدد الطوابق ) ، كذلك يوجد المسرح القومي المصري الذي كان يقام عليه أرقى العروض المسرحية المصرية ، وكان مدرسة لتكوين الوجدان المصري ، كذلك توجد إدارة البوسطة المصرية العريقة ( مبنى البريد المصري ) ، والمركز الرئيسي لإدارة مطافئ القاهرة وبجوراه المبنى العتيق لقسم شرطة الموسكي ، ثم شارع عبد العزيز الشهير بتجارة السلع الكهربية (هو الأن أشهر شارع في القاهرة لوجود محلات تجارة الهواتف المحمولة ( بيعاً وشراء وتصليح) ثم شارع محمد علي والذي يمتد حتى باب الخلق ، ويقطع هذا الإمتداد شارع بورسيد الأشهر في القاهرة حيث يمينه الي مسجد السيد زينب رضى الله عنها التى يلقبها المصريين ( بأم العواجز ) وشماله مدرية أمن القاهرة وأمامها دار الكتب ( الكتب خانه ) وبجوارها المتحف الإسلامي وبعد خطوات شارع المناصرة حيث تجارة الخشب والموبيليا ، ثم شارع الأزهر الذي ينتهي بمسجد الحسين رضى الله عنه ويمتد شارع محمد علي حتى القلعة ، وكان يتميز الشارع وأمتداده بأنه كان مبلط ببلاط من البازلت الأسود ، والذي يصنع مع خطوات حدو خيول الحناطير ، وهو وسيلة المواصلات الراقية ذلك الوقت ، صوتاً وكأنه نغم شجي ، وفي شارع محمد على مقاهي يجلس عليها في الأغلب الألاتية والفنانين الذين يجلسون في النهار للتعاقد مع زبائن الأفراح والحفلات ، وفي الليل يجتمعون لكي يتم الحساب بينهم ، وكذلك بيوت الفنانين من راقصات وعوالم هذا الزمان ، ( هذه الصور إنتهت الأن وأصبح للشارع نشاطات إخرى من تجارة الأختام وعمل الكروت وبعض محلات الموبليا ) ، وفي منتصف الشارع تقريباً وعندما تنعطف شمالاً تجد سلالم تصعد بها فإذا البيوت يميناً وشملاً ، يتصدرها بيتاً مكتوب على البلكون يافته طويلة بخط كبير وتضاء ليلاً ( سماسم العالمه للأفراح والليالي الملاح ) ، والأسطى سماسم كما تلقب تدير فرقة من عدد من الراقصات ومجموعة من الآلاتية ، وتجري البروفات للفرقة في بيتها في الأيام التي لا يكون فيها شغل ، ولا يتضرر الجيران من الأصوات التي تنبعث من البيت فكل البيوت هكذا ، وكل أسطى عندها صبي هو نصف رجل يقوم بمهمة إطلاق البخور حتى يبعد العين والحسد عن الأسطى والفرقة ، ويصاحبها في الأفراح ، ولا مانع في مساعدتها عندما ترتدي لباس الشغل ، وكذلك لكل أسطى على المقهى مندوب يقوم بالتعاقدات مع الزبائن ، ويأتي لها بالشغل ، وبيت الأسطى هو دائما بيت لكل الراقصات طعامهم ونومهم ، وفي يوم من الأيام جاء مندوب الأسطى ليبلغها بوجود شغل في فيلا لكبير في العباسية الشرقية ، فرحت الأسطى بهذا العرض حيث سيتم أخذ ثمن جيد ، وكذلك عشاء محترم ، وذهبت الفرقة الي العباسية الشرقية في الميعاد ، وفي الحفل رأت الأسطى سماسم رجل كان منذ 20 عام قد تعرف عليها عندما كانت راقصة صغيرة في فرقة سماسم الأم ، نظرت له طويلاً وبادلها ذات النظرات ، وتذكرته عندما أغراها بالزواج وطاوعته ، ثم عندما أخبرته أنها حامل هرب منها وقال لها القوله المأثورة للأندال من الرجال إتصرفي ، ورمى لها بضع جنيهات ، فهذا لحم رخيص ، وذهبت بها أمها يومئذ الي الداية التي عملت اللأزم وأسقطتها ، تذكرت هذه الأيام وكم أسودت الدنيا في عينيها ولازمها البكاء فيها ، ومن يومها أصبحت تحذر كل بنات الكار من الأعيب بعض الرجال ، وحتى لا يقعن ضحايا لمن يعتقد أن الأعراض ثمنها بعض الجنيهات ، وإنتهت الليلة ، وبينما هم عائدون تحرك أمام عينيها شريط هذه الأيام ونزلت من عينها دمعة وعلت شفتيها إبتسامه سخرية .
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى
ق ق ج __^^ جنون ^^ __
في الصباح، قرر ان يكتب رواية فلم يجد ورقا، حيث قرر الرئيس منع تداول الاوراق والاقلام لاسباب امنية.
في العصر، ذهل من مشاهدة القمر وهو يكبر ليكون قريبا يكاد يمس الارض، هرب الناس لبيوتهم من هول ما يرون.
في المساء، سمع تهامس الناس عن هجوم كبير للقوارض والافاعي على بغداد، سد الابواب والنوافذ باحكام هو الحل.
عند الفجر، شاهد بأم عينيه هتلر وصدام والقذافي يزرعون الارض بصلا.
^^^^^^^^^^^^^^
الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي
مدينة الموتى
الشارع فارغ مليء بفتنة عاجزة و باستيحاش مفزع ،رغم ذلك هو في غاية الجمال ، أيكون كل الذين مروا فيه ماتوا ، هذا ما أعدت تكراره وأنا أمشي وكأني شاهد على جريمة ، أنا أيضا أعرف شيئا دقيقا أني مكبل بالتخمينات ، وفيما يتعلق بالتخمينات فقد وجدت أنها كثيرة ،حيث قيل أنه حدث ذلك في ظروف غامضة ، و قيل أنه شارع مرعب ومن الممكن أن يموت المرء فيه ، فكل شيء هنا خطير ربما هذا ما جعل إحساسي مضطربا ،حاولت أن أبتسم :
- هل أنا هنا بمحض الصدفة
هي ثرثرة خائف ،والرواية الحقيقية لا أحد يعرفها ،فالأسلاف مجرمون والأحفاد ضحايا ،والناس العاديون ماتوا.
هذه التزامنيات تخصني وحدي ،لقد أذهلتني أن الأموات يتحركون بين الأحياء ،مفارقة مربكة ،هي خليط بين لونين لمنظر واحد ،شيء يشعرك أنك ضئيل ومحاط بوحشة الأموات .
قال لي الطبيب بعد أن كشفت له عن سري :
- أنت لديك ارتعاشات في الرؤيا ....واختلاطات عقلية ، وأن ما تراه وهم؟؟؟
- لا ...ما أراه ليس وهم فأنا أشعر بهم ...هم موجودون بيننا ...ويؤثرون على تفكيرنا
- لا تكلمهم
- يجب أن نتحاور معهم ...ونقنعهم بأن يغيروا تفكيرهم ، كي لا نكون نسخة عنهم
مر أمامي قليل من الناس ،عندما يكون المرء هنا هذا يعني أنه يبحث عن شيء ثمين ،ربما كان الوقت العاشرة ،الضوء تكوم ركام... جثث متفحمة... صفائح ،والأسوأ من ذلك أن أشياء كثيرة اختفت دون أي وصية أو صورة تذكاربة ،لكن وعلى ما أعتقد وبطريقة خاطئة يكتنفها الغموض،أن صوتا انزلق من الماضي :
-هل أستطيع مساعدتك
أضفى الصوت طابعا باردا على المكان الصاخب بالهدوء ،أردت أن أحرك قدمي بعض الشيء ، وأمشي ، وفي الواقع انتابني شعور بالعجز فتوقفت ،بدا لي وكأني في رحلة إلى حقبة سحيقة ،مصير أشخاصها شاهد على العصر التي عاشت فيه .
-ما اسم هذه المدينة ؟؟؟
- متحف مدينة الموتى
خدعت نفسي وصدقت ،وبدأت جولتي بالتنقل من مكان إلى مكان،هذه التحف يقدرها الأمريكيون بالملايين ،كدت أن أنسى الأمر ، الصوت الذي كلمني كان صوت لأحد الموتى ، توفي في عام في2015 ، ونحن الآن في عام 2050 ، ذلك المتحف العجيب هو بقايا مدينة في بلاد الشام ، أعترف أن ذلك المشهد جذبني فسألته :
- أنا أبحث عن عائلتي ؟؟وأردفت
-على خلاف ما تظن أنا حريصا على التمسك بأصولي ولكن ليس هذا سبب مجيئي إلى هنا ، ويجب أن تسجل أن رؤية مدينتي الأم هي في الأساس للسياحة فقط .
كنت أتكلم العربية بلهجتهم ،ونجحت من خلال ذلك أن يعتبروني واحد منهم ،قال لي :
-على كل حال ليس سببا تافها مجيئك إلى هنا، قل لي أين تود أن تذهب .
- دعني أتجول وحدي...
في مدينة أعرفها وأعرف ساكنيها ، هي ذكرى فاسدة لحياتي الماضية ،دخلت إلى مقهى شعبي ، كانت طلبات الشاي المقدمة مع ورق الشدة أو طاولة الزهر هي رغبة الجميع ، جلس بالقرب من شاب يشبهني تماما في مثل سني :
- هل تظن أن هذا غير معقول ؟؟
- بالطبع لا
لا بد أن هناك اختلاف في الزمن الذي يدور فيه الحديث الآن ، جلست وكأني قذفت إلى يوم من أيام آذار عام 2012 ، وكما ذكر لي هذا الشاب :
- أنا جدك
لم أسمح أن أناديه بلفظة جدي ،لأني شعرت بالقشعريرة أن أكون لست أنا ،فبعد أن هاجر والدي إلى أمريكا أصبحت أشعر أني مواطنا أمريكيا ،وكان والدي يصف أسلافه بالقذارة ،مر أمامنا عدد قليل من الناس ،لكن الأغرب كان يقول لي أن في عقولهم حشرات تاريخية مؤذية ،كنت أشعر بأن ثمة حركة خفية خلف المقهى ،كان الشاب يتحدث معي بولع ، لدرجة دعاني إلى حضور وجبة الغذاء،قلت له بولع:
- ولم لا
في مدن الموتى يمكن أن تسأل المتوفى :
- كيف لفظت أنفاسك الأخيرة
وعادة وبحكم مهنتي لا أتلمس ما يأتي على الألسنة ،بل أركز بعمق على ما تنم عليه تعابير وجهه ويديه :
- لن أنسى الأمر ،موت يكتنفه الغموض ، كنت أقف في الشارع حاملا كيسا من الفواكه ،فجأة خرقت رصاصة رأسي ،هذا ما أتذكره.
-هل تظن أن أحد ما سخركم كألاعيب؟؟؟
- لم أشاهد أحد منهم فالعديد من الأشخاص ماتوا بنفس الطريقة
- لماذا تم القتل في عرض مسرحي أمام حشد من الجمهور
صنف الحادثة على أنها عادية،وكأنة يريد أن يجعل من هذه الحادثة سببا وجيها لإدانة الوطن ، لمرات عديدة حاولت أن أسأله عن السبب ،وهو يكرر نفس الإجابة لإقناعي :
- كنا نريد الحرية
- الحرية ممن؟؟؟
- من الاستبداد
على أي حال لا يموت الإنسان لسبب تافه من أجل شعار الحرية والديمقراطية ،فلقد كنت على يقين أنه مراوغ ،وفهمت أن ما يعنيه بالاستبداد تلك الطائفة ، تخيلت نفسي وأنا واقف أمامه ،أني غير محظوظ ومحرج خاصة بعد أن سألني عن تفاهة :
- لدي إحساس غريب بأني لم أقنعك
ابتسمت وأنا أقول له:
- هذه ثرثرة مساكين وليس قصة الشيء الذي يدعى دمار مدينة.
كان في المقهى رائحة غريبة ، رائحة حمض الزبدة ، لم يكن مجيئي لمشاهدة أوهام مخلوقات تاريخية،الاضطراب الذي خالجني وأنا أخرج من المقهى ،جعل إحساسي بأن كل شيء ثانوي ،وبأن الماضي هو حلم كل إنسان .
فؤاد حسن محمد- جبلة - سوريا
♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠
♠
♠ ♠ ♠ زمان يا حب ♠ ♠ ♠
♠ ♠
فجأة أغلقت بيتها عليها ، لتكتشف لأول مرة أنها أصبحت وحيدة ، وبعد 36 سنة رفقة ، والأن هي وحيدة ، بعد أن رحل شريك حياتها الذي عرفت معه لأول مرة ، الشوق للحبيب وإنتظار الرفيق ، والذي عَرفها على أنُوثتها التي كانت تخشى الإقتراب منها قبل زواجها ، هكذا تربت على منطق العيب والحرام ، وأول شئ فعلته بعد أن أغلقت عليها البيت ، أن أسرعت الي صورته المعلقة ، وتزين المكان وقفت أمامها وأخذت تتذكر ، أول يومٍ دخل بيت أبيها يطلبها للزواج ، كانت لا تعرفه ولكنها لما رأته دق في صدرها قلبها بسرعة خائفة أو عاشقة أو حتى متلهفه ، كان عمرها قد تعدى الثلاثين بأربعة سنوات ، ولم تتزوج بل ولم تدخل دنيا العشاق بعد ، كانت تعرف عن الحب كما يعرف الجائع الفقيرعن الجميل من الطعام ، وفجأة وجدت نفسها أمام رجل ذات شكل ومركز إجتماعي رائع ، مثقف ومنصق في ثيابه وألوانه ، عمره يقترب من عمرها وقد تكبره بشهور ، لم يستغرق الأمر إلا أياماً وزُفت اليه ، كان أول شئ فعله معها يوم أن دخلت بيته عروس ، هو أن يصليا معاً لله شكراً وطلباً للبركة لهذا الزواج ، وبعد الصلاة جلسا معاً ولم يبدلا ثيابهم بعد ، ودار هذا الحوار منه لها ، قال نحن لم نمر بمرحلة حب وخطوبه كما نسمع في العادة ، لذلك لابد من الإتفاق على ثوابت في بداية حياتنا أن الزواج بيننا هو شركة ، لكل منا له 50% من أسمها ، ولكن حق الإدارة لي أنا وحدي ، أي في القرارات المصيرية لحياتنا نتناقش بهدوء ولكن في النهاية يكون القرار لي أنا ، إتفقا معاً بعد أن رأت هي أن حياتها تبدأ الأن مع رجل ليست من مفردات لغته الظلم ، إبتسمت له وبدأت حياتهما ، حقق لها ما تتمناه كل أنثى وأصبحت أماً ، وعاشت معه حياة مثل حياة كل الأسر المصرية ، وكبر الأبناء وتزوجا بعد أن تعلما أحسن تعليم وتقلد كل منهما مركزاً إجتماعياً مرموقاً ، وأنجبا وتعلما من أبيهما أن الظلم ظلمات ، والكريم هو من يكرم زوجته ، وكانت سعادته عندما يأتيا بأبنائهما كل أسبوع ليقضيا اليوم هما وزوجاتهما مع الأبوين ، ومضت الأيام ومرض الزوج فجمع أبناءه وأوصاهما على زوجته أمهما وأن يأخذها الإبن الأكبر لتعيش معه في فيلته ، والتى إشتراها له الأب ليتزوج فيها كما إشترى للإبن الأصغر أيضاً فيلا وتزوج فيها ، حتى يتساويان وطلب منهما بعد أن يرحل أن يظل البيت مفتوح ، وإذا أرادت الأم العودة الي البيت لا تترك وحدها ، بل يأتي أحدهما وأولاده وزوجته ليظلوا معها طالمة هي تريد البقاء في بيتها ، ورحل بلا ضجيج كما عاش معها بلا ضجيج ، وترك لهما ثروة بعد أن عاشوا في بحبوحة ، وفجأة بكت عندما كان في السرير وقليل الحركة، ، وتقول له أنا وحدي لماذا لا تأتي معي الي النادي فهناك الرجال في نفس سنك ، يعتذر لها ويقول سعادتي أن أظل في السرير ، فتغضب في نفسها بدون أن تظر له ، وتتصل بصديقة لها ويذهبا الي النادي ، وكانت تظن أن بعد رحيله ستكون أكثر حرية في الدخول والخروج ، ولكن لا تعرف ما الذي حدث لها ، رحل هو ورحلت معه كل ما يربطها بالحياة ، أصبحت قليلة التحدث في التليفون بعد أن كان هو وسيلة إتصالها بالناس ، حتى النادي لم تعد تشتاق الذهاب إليه كما كانت قبلاً ، والأبناء يرجونها أن تأتي لتمكث مع أيهما ولو يومين ، إلا أنها كانت ترجوهما أن يتركونها وحدها ، فإذا قال أحدهما لها هذه وصية بابا كانت تقول بابا معي في كل مكان في البيت هو يؤنس وحدتي ، ولا أريد البعد عنه وعن أنفاسه التي تتردد في البيت ، وظلت تقول لنفسها كم أنتَ وحشتني وأشتاق لصوتك ، حتى إني أشتاق لظلك ، لو أعلم أن برحيلة سوف ترحل الدنيا عني ، لتمنيت منه ألا يرحل قبل رحيلي ، ثم تستغفر الله ، وتواصل قراءة القرأن الكريم لتهب لروحه ما تقرأ.
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى
قصة قصيرة __ طالبة جامعية__
شعرت بجوع شديد فالوقت قارب الظهيرة، هي لا تملك دنانير تسعفها، انطلقت في ممرات الكلية تبحث عن صيد، شاهدت شابا متأنقا، اقتربت منه وقفت وقالت:
- صباح الخير
رد بتعجب وسرور شديد:
-صباح الورد
وقفت وهي تطيل النظر في عينيه محاولة ان تسحره، وقالت:
-الحقيقة اجدك مميزا، تختلف عن الاخرين، لك اطلالة الفرسان.
اندهش الشاب وقال:
-شكرا ، بل انت جميلة جدا.
سكتت قليلا تنظر في عينيه' ثم تشجعت وقالت:
-اتمنى ان نجلس معا ونتحدث.
احس الشاب بفوضى الاحاسيس،ثم قال:
-هل نجلس هنا في الحديقة؟
لكنها قاطعته بصرامة:
-كلا بل في الكفتريا.
ذهبا معا وجلسا في طرف الكفتريا، جلس بجانبها، اقتربت منه بل التصقت به، فرح فرحا شديدا، عندها ابتسمت وقالت له:
- هيا اجلب لنا طبق كباب مع ببسي.
قفز ملبيا .
^^^^^^
اسعد عبدالله عبدعلي
اصرار
___
لا يمكنني تغيير الزاوية التي أهداها لي طائر رمادي ' كان ينقر حبات نسيمه تحت ظلال مساء مستكين في رعشة ماء يحلم بانتظام
الزوايا جميعها مشغولة بدوني
وهي مرتابة من أنفاس الصبيان وهم يستذكرون أغنيتهم القديمة ذات مشيميات من ظل ساكن في الفرح المهدى
هنا وعلى جدران الزاوية
تصبح اللغة عملاقة مثل الحلم حين كنا نتداوى من شرور حراس لا يغيبون عن بهارج الزحف المتكتم
وهنا تجوع كتبي القديمة
وتظمأ الدفاتر التي وظبتها خواطر مترفة بعناوين وسرديات لا حصر لها في تعداد الذهول الكبير
وأنا على اصرار صخري
لا يمكنني أن أتحامل على تلك النافذة الصغيرة وهي الجوادة تستظيف الفصول كلها وتمازح بعض عصافير الصباح بشعاع رتيب ينفذ أعماق الذاكرة لكي تجتر المسميات ببعض غبار وجوه ' وببعض قطرات من العرق تجهدني يقظات متوارثة أثقالا على ظهر العمر
ولذالك تظل الزاوية
مزيج تصوف يخلد الى طيع احساس غامض ربما يشربه هذا العالم المتعطش لمثل الايقاع
فهي زاوية بطيئة الحركة
مغمورة الأشكال
مغلفة بالبوح يسليها رذاذ الشعور
يغازلها وجدان عشق يقفز من خميلة الى أخرى في وثبة المجانين
زاوية يمشط شعرها فيض من السكون
يناعس عيونها ربيع يتوسم أشعارا فاتنة بتشويق الليل وأنهاره الجاريات ' وهي زاوية من مشكاة التوهج الدائم
تنفرد يتيه عبير خافت ' يخطف ترانيم الزهور المحملقة
كما لا تجيئ خيوط غريبة من خارج طقس الزاوية السحرية في حيرة الطفل الولهان
محمد محجوبي
الجزائر
ق ق ج -- تعود --
كان ابي يصحبني يوميا الى مقهى الحي،
الساعة السابعة مساءا موعدنا الذي لا نخلفه.
يطلب الشاي ، ثم يحدثني عن الحياة وعن ضرورة العيش بكرامة.
مات ابي...وكل يوم اذهب للمقهى في السابعة مساءا، اطلب الشاي واحدث من معي عن الحياة، وعن ضرورة العيش بكرامة.
^^^^^
اسعد عبدالله عبدعلي
مجلة عشتار الإلكترونية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع