جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ذبذبة الأبدية
وجهها أحجيه..
قد تجن العبارة في فكّ طلسمها، أو تخورْ..
قد تخر التراكيب في صوغ بنيانها..
تتمادى على حدّها في الكلام النضيد الخريرْ ..
و المجاز البليغ عيي البلوغ إلى رتبة السحر في وجهها ..
المجاز حبيس..
والقوافي قوافٍ لإيقاع إيحائها المتغلغل
في وجهها الأغنيهْ..
والرموز مضمّخةً بالسّـؤال، مؤرّجة بالدّلالة..
ذاك دليل الولوج الكـثيف إلى غابة التيه في الضوء والعنفوان ،
إذا ما تشوشَ نظم الحواس الشريدة و استغلقتْ دون كشف الرؤى
ظلمة الأقبيه..
***
وجهها فلسفهْ..
لاستبار الحقيقة بازغةً خلف مبسمها
كيف لي أن أقشِّرَ عن سرِّ أحداقها الأغلفهْ!؟
كم أنا سغِـبٌ للمآدب من سحرها !؟
عطِشٌ للندى يتموسق لألاؤه
ما بين أجفانها الوارفهْ..
يسأل العاشق الفذّ من ظمأ قلبَه المرتبكْ:
صبْـوتي وصِباي..دمي طيّـبُ الاتقاد بنعناع أشواقِـه... أينها !؟
أين حلمي الفَراش المُرنِّقُ في المَـرْج!؟
أين مستقبلي ، حينما كان يمتدّ نحو الرؤى راشحًا بالتلاوين و الرفرفهْ !؟
كلها الآن_ نائية تحت وزر الفجيعة_ في مطلق الوجه راتعـة في خـشوعْ..
يصمت القلب مغتبطا بالشعاع الختاميّ من ومضة العمر.
ذاك البصيصِ الهُـلاميّ ..
مغتبقـًا بالعـمَى المتراكم..
مقترفا نَـزْعَ أنْـفاسِه و النّـُـزوعْ..
يخنُسُ القلب مستفرغا في النّـَوَى مِن جـَوًى شَـغَـفَــهْ..
***
وجهها لست أشرحه .ُ
به أضدادها شبَهُ
به بَـــلـهٌ به نـَبَــهُ..
به صبر به ولـَهُ..
***
ستقول الحلوة للأتراب:
ببابي- باب القلب قصدتُ- صريعُ هَـوى و هَـيام
أفْـتينني فيهْ.. أأمْـطل وعده أم أغويهْ؟
وهِنٌ عاشقي مثل سائر العُشّاق..
يذوب الشاعرُ مَعْـنًى.. يقْـطف أكمام الكلماتْ. يُرتِّـبُ روحَه بَـوْحًا أفْـصحَ في باقاتْ.
و يُـشَـبِّـبُ بي حتى لــيـشُـبَّ بقلب المرأة فِـيَّ نشيــدُ النّـيـرانْ..
ماذا قد تصنع امرأة ولْهَـى بصريع مُـتـّـله ٍ صَديانْ!؟
أفْـتــيـنـني فــيه..
أأرومه أم أرْميهْ!؟
***
محكوم هذا الكائن بالخلل البشريّ، بفوضى فحولة عالمِه العنّين . و نرجسه الشرقي المأزوم..
ليس غريبا أن تتناظر فيه الأضداد .. ( تطرح ذات الوجه / الزخرف من أعماها العاشق، موقفها)..
(هذا ما أورد عاشقها ردا):
يقتات خياله يوميّا وهمَ الفرضيّات الكبرى_ الحظوةَ بالأحلام العذراء،قُبيْل الطمث.
و بالأوطان العذراء قبيل السّلخ. و بالفردوس الأرضيّ جرت من تحتها أنهار الألفة،
يُـطْرد منها زناة العالم والفُـساق وكلّ القُطعان .
طوباوي غِـرٌّ أحيانا هذا العاشق يؤمن بالشعْـر المتحرّر من أصفاد الزمن اللغويّ. وبالأخلاق العارجة نحو المطلق و الغيب. و تحرير الألوانْ.
ونور الباطن واللغة المطمورة في النسيانْ.
من كلّ أحابيل الظلمات المنسوجة في الروح ...
محكوم هذا الشاعر بالقبح الكونيّ، بأعلى أنظمة الحزن الموتور الفاحش.
( أ نُـذكِّـرُ بالقـُبْـحيّـاتِ السّـوداء و نـَزْف العالـم قـَيْحًا و رُعاف الأشياء!؟)
لا داعي للذكر العكِــر الآنْ..
تأتي الأوجاع على مهل ..
***
وجهها مـَنْـحَى.. وجهُها مَـنْـجَى
كصلاة! _ يهرع فيها هروبا من وخزات الإثم
" أرحنا بها يا بلال"..
لِــتُــنَـرْ أضواءُ الربّ الآن بكلّ زوايا الروح .. فندخل في الملكوت الأعمق والأصفى.. في أيّ محطّات الإيمان ترى تتصافى النفس من الشَّوْبات؟
في أي حقول الظلمة أبزغ فجرا أخضر .. أغرس مشتلة الرحمات!؟
وجهها ملكوت يُرْجَى
مَوْئل طُلاب الحلم الشاهق وهْـجَا..
ملاذ المذعورين المنذورين لفتنة هذا الدهر الأعمى. الدهر المُهْدَر فيه الجوهر بالأعراض. الطافح بالحُمّى..
وجهها لغة فوق المعنى تتأهب كي ترسم أو تُكتب .. و نشيد توقَدُ موسيقاه بثلج الباطن كي تتماحى حدود غبار الروح...
وجهها نوراني الهالة، مندفقا فيه السر الأعلى، فلك الكوكب..
***
سأفر إليه..
هنالك وطواط يترصدني منذ نعومة أوجاعي
يكسر بيض الضوء بعش رماد.. يشهر منقار الظلمة منقوعا في جيفة هذا العالم ، ينشب في القلب نصال الخيبة تحمى دامية...
تتوهم أنثى الوجه / الفكرة
أني آخر عشاق العصر العدميّ ،أذوب كصبّ غزال بحثا عن ودّ صرف و وصال..
لا تفهم أنثى الوجه / الهجرة
أني أجوس بلحظة إمعان ملامحها، آلاف الأحلام الضوئية. أصقاع مجرّات الكون النّائي. أرتاد خيام الحور بمخيالي، و أسافرُ في طيّات لآلِـئِها المزروعة بَرْقًا، إشراقاتٍ، أو رؤيَا..
وأنّي ،إذْ أتفرّسُ لمْعةَ عينيْها، جَوّابٌ ، تُفْنيه إجاباتٌ عَجْفاءُ و يُحْييه خَصيبُ التّسْآل..
أستبدل تاريخ القلق الموطوء بأحزان لم تُـطرَقْ بعدُ مسالكُها..( في وجه الأنثى أيضا، حزن ليس متاحا للبسطاء المكسورين ببهَجتهم. حزن يقرأ في علم التهيام جمالا أجمل من أحزان الكون، يُلخِّصُ نبضَ الكوْنِ الباكي )..
سأفرّ إليها..
من عطش التّوق إلى الذكرى، تُؤكَلُ كلُّ عناقيدِ المعنى المعصورِ بعينيْها..
من جوع القلب إلى زخات الوصل الأولى
وجهها زادي . و وليمة روحي
من عبق الأشواق ..
الحبلى..
***
لست أحبك أيتها الأنثى..
ليست أنثاك سوى تصميمِ الفكرةِ في الذّهْن و إيشاكْ شُروعْ..
ليستْ إلّا
منفايَ الفزدوسيّ الحالم يَـفْـتَح بوّـابات سُكوني
ليقيني من منفاي الآخر في الطين..
أو تعلم تلك الأنثى ذاك الصنف من المنفى!؟
أقصى آفاق الكائن في هذا المنفى أنه منذورٌ للمَحْوِ.
و مقدودٌ لسباقات الهذيان وشوط جُنون..
أدنى ما يوصف في وطن المنفى به إنسان
هو أحمق منكسر مهزوم و أسير الأعماق المخذوله:
يصنع للأشياء العمياء بدائل عمياء
ويوسع تخم الحلكة طيعة
كي يفتح للأنوار كوى..
فيدشن للوهم سبيله..
لا شيء سوي يا ذات الوجه / الذكرى
لا شيء عدا هذا الوجه المعطار
كشذرة طيب يعلق في جسد الأشياء العذراء
وشظايا بهاء يبزغ خلف سمائي
على مرمى شهقات الموت المتمهل في الطرقات...
وجهها في مختصر التعبير و إيجاز ات اللفظة
ذبذبةُ الأنوار بفَجْرِ الكوْن .. وأنفاسُ الأبديّة..
_______
سيف الدين العلوي
2016