محاور إدارة الـذات.
إن موضوع إدارة الذات أخذ كثير من إهتمام العلماء في السنوات الأخيرة، حيث أدركوا القوة الهائلة الموجودة داخل الفرد، وأهمية إستخدام هذه القوة من أجل التغيير، كل هذا دفعهم للبحث عن موضوع إدارة الذات أكثر، وهناك محاور عديدة يمكن للمرء من خلالها أن يصل إلى التغيير الإيجابي، وينجح في إدارة ذاته وفهم نفسه وتوجيه قدراته، هذه المحاور تتمثل فيما يلي:
(1) التخطيط للذات وتحديد الأهداف:
الأعمال المشهود لها بالنجاح، لم تأتي إلا بعد تخطيط، وأي عمل يسير دون تخطيط مسبق مشكوك في إستمرار تنفيذه ومشكوك في وصوله للنجاح.
حيث يعرف التخطيط على أنه العملية الإدارية لتحقيق الأهداف بإستخدام أمثل أو أفضل الموارد المتاحة لذلك في إطار القدرة الإستبصارية لما سيكون عليه المستقبل (ونعني بالقوة الإستبصارية هي التنبؤ). والتخطيط الجيد هو الذي يضع عنصر المستقبل في حسباته، ويحاول التنبؤ به.
والتخطيط كما أنه مهم للدول وللشركات فإنه مهم لذات الإنسان أيضا لتنمية النفس البشرية, وذلك لبناء مستقبل يعود بالنفع على الفرد والمجتمع, فهو من أهم مسببات النجاح في جميع نواحي الحياة العملية والعلمية والدينية, إلا أن مشكلة الكثير من الناس أنهم لا يخططون لمستقبل حياتهم, ولا يفكرون إلا في اللحظة الراهنة ولا ينظرون إلى فرص وتحديات المستقبل.
(2) التنظـيم للذات وإدارة الوقت:
يعتبر الوقت من أهم عناصر الحياة ومقوماتها على مستوى الأفراد والمجتمعات والمؤسسات، وهو نقطة الإنطلاق الحقيقية للعمل والإنتاج، والوقت مورد من أهم الموارد وما يميزه عن غيره من الموارد أنه يمر وينتهي من نفسه، لا يمكن إيقافه، و لا يمكن إسترداده، ولكن المسلم به لدى الكثير من خبراء الموارد البشرية أن الوقت كغيره من الموارد يمكن إستخدامه وإستغلاله بعقل أو دون عقل.
(3) التحكم بالذات وتحمل المسئولية:
القدرة على تحمل المسؤولية تختلف من شخص وآخر، يجدها خبراء التنمية بنسب مختلفة بين الأشخاص، وتظهر بوضوح فى العمل أو تحمل الرجل أعباء بيته، فبعضهم يفتقر إلى الشجاعة والجرأة لمواجهة الأزمات، بل أن الأمر يتحول أحياناً إلى خوف مرضي وينسحب دون إتخاذ أي قرار .
(4) الثقة بالنفس والتفكير الإيجابي:
إن الثقة بالنفس من أهم مقومات نجاح الإنسان في حياته، سواء كانت الإجتماعية أو الأسرية أو حتى النفسية، فبدونها يفقد الإنسان كل شيء، ومن أهم ما سيفقده ذاته وهويته.
ويصعب على الفرد إكتشاف ذاته بكل ما تحويه من مهارات وطموحات, ما لم تكن لديه في الأساس الثقة في شخصيته وفي قدراته, وتكمن أهمية هذه الثقة وتنمية شخصية الإنسان في الواقع العملي الصعب الذي فرض نفسه على الجميع وأصبح يحتم عليهم تنمية وتطوير قدراتهم لتتوافق مع الواقع العملي في ظل التطورات الكبيرة التي يشهدها العالم.
وأيضا تكمن أهمية الإلتفات إلى الذات في أن الإنسان أصبح معزولا عن نفسه وعن التفكير فيها, وعما إذا كان عليه تغييرها وذلك بسبب الإنغراق في مشكلات الحياة اليومية.