جماعات العـمل
إعداد
أحمد السيد كردي
2013 م.
أولا: مفهوم الجماعات.
ثانيا: خصائص الجماعات.
ثالثا: أسباب تكوين الجماعات.
رابعا: أنواع جماعات العمل.
خامسا: مراحل تكوين الجماعات.
ينبغي على المدراء في المنظمات الإهتمام بموضوع الجماعات لما لها من مقدرة على التأثير في سلوك الأفراد والمنظمات, ومحاولة تحليل سلوك الجماعة وخلق التعاون بين أفرادها بشكل إيجابي الذي يضمن تحقيق الأهداف للجميع سواء كان فردا أم جماعة أم منظمة.
أولا: مفهوم الجماعات.
الجماعة هي جمع من إثنين أو أكثر من الأفراد لديهم هدف يحاولون تحقيقه عن طريق دورهم المتداخل والمتفاعل مع بعضهم البعض خلال فترة معينة من الزمن دون الخروج عن القواعد التي تحكم هذه الجماعة.
فالجماعة تضم مجموعة من الأفراد يكون لديهم هدف واحد يحاولون الوصول إليه من خلال تفاعلهم مع بعضهم البعض وهذا التفاعل يتم عن طريق ترابط أدوارهم معا وأيا كان عدد الجماعة فيجب أن يتم كل ذلك عن طريق التأثير فيما بينهم ومع الآخرين حتى يتحقق الصالح العام من وراء تكوين هذه الجماعة.
ثانيا: خصائص الجماعات.
إن للجماعات مجموعة من الخصائص يمكن إيجازها على النحو التالي:
1- حجم الجماعة:
حيث يتضمن عدد الأفراد الذين يتكون منهم الجماعة, وحجم الجماعة يؤثر على مستوى أدائها, فالجماعة التي تضم العديد من الأعضاء والمزيد من الموارد المتاحة ربما تكون قادرة على سرعة إكمال عدد كبير من المهام المستقلة نسبيا.
2- التفاعل الإجتماعي:
من الضروي حدوث تفاعلا بين أفراد الجماعة جيث أنه يؤدي إلى تقوية الترابط بين أعضائها ويزيد من تلاحمهم معا نحو الهدف الذي من أجله تم تكوين هذه الجماعة.
3- الأهداف المشتركة:
يجب أن تكون هذه الأهداف ذات إهتمام مشترك بين أعضائها, لأن هذا يكون جاذبا للأفراد ويجعلهم متماسكون حول تحقيق الأهداف.
4- القواعد التي تتبعها الجماعة:
يجب أن تكون هناك قواعد ومعايير تنظم وتحكم سلوك أعضاء الجماعة حيث لا يستطيع أحد الأعضاء الخروج عنها, بل على الجميع الإلتزام بها والعمل تحت نطاقها, وهذه القواعد يمكن كتابتها وهي تأخذ صفة الإتفاق بين جميع أعضاء الجماعة.
5- هيكل مستقر للجماعة:
للجماعات هيكل تنظيمي يوضح العلاقات بين أعضاء الجماعة وتكون هذه العلاقات مستقرة حتى يتمكنوا من الأداء كوحدة واحدة, مع ضرورة وجود قيادة لهذه الجماعة تضمن تماسكها وتفاعلها.
6- الإدراك:
بحيث يدرك كل عضو بوجوده في الجماعة وينظر إلى نفسه بإعتباره عضوا في هذه الجماعة, ويمكنه التعرف على باقي الأعضاء ويميزهم عن غيرهم من الأفراد.
ثالثا: أسباب تكوين الجماعات.
هناك بعض الأسباب التي تجعل الفرد ينضم للجماعة, تتمثل فيما يلي:
1- مساعدة الفرد في أداء المهام:
فالمهام والأعمال إذا تمت بشكل جماعي تصبح أكثر فاعلية ويتم إنجازها بدقة وسرعة, فالعمل الجماعي يشجع الفرد على الأداء ويرفع من مستوى قدرته وكفائته على الأداء.
2- إشباع حاجات الفرد:
من الطبيعي أن يكون للفرد حاجات مختلفة يرغب في إشباعها سواء كانت هذه الحاجات نفسية أو إجتماعية أو مادية, فالفرد يعتبر عضويته في جماعة ما مؤثرا بشكل أقوى على تحقيقه وإشباعه لهذه الحاجات.
3- إحساس الفرد بالوجود أو التطابق الذاتي:
وهو شعور نفسي للفرد بوجوده كعضو في جماعة معينة يجعله يشعر بالدور الذي يقدمه لهذه الجماعة وهذا يؤثر على قيم ومعتقدات الفرد نحو نفسه مما يحقق له ما يعرف بالتطابق الذاتي, حيث أنه يلتزم بالقيم التي توضح سلوك الجماعة وتجعله متطابقا مع أعضائها وتصرفاتهم وسلوكياتهم, فالفرد داخليا يشعر بأنه متماثل مع الآخرين.
4- الجاعة وسيلة للفرد لتحقيق أهداف خاصة:
فمن خلال عضوية الفرد لجماعة ما تجعله يحقق مكانه ما في البيئة المحيطة به ويفتخر بكونه عضوا في هذه الجماعة مما يحقق له أهداف أخرى يختص بها بعيدا عن هدف الجماعة.
5- الدفاع عن المصالح:
يرغب الأفراد في الإنضمام للجماعات حتى يشعروا بالآمان, فالجماعة تساعد على حماية أعضائها من أية ضغوط يتعرضون لها من الإدارة في المنظمة.
رابعا: أنواع جماعات العمل.
1- الجماعات الرسمية:
يتم إنشاؤها بواسطة التنظيم الرسمي بهدف تحقيق أهداف معينة للمنظمة, ويكون لها سلطات ومسئوليات وواجبات تخضع للهيكل التنظيمي الموجود, ومن هنا فإن العلاقات بين أعضاء هذه الجماعات تحددها الخريطة التنظيمية, حيث يقوم الرئيس في هذه الجماعة بممارسة السلطة والقيادة على باقي أعضاء الجماعة, والجماعات الرسمية تتمثل في الأنواع التالية:
أ- جماعات الآوامر (السيطرة):
حيث تتكون بشكل دائم داخل المنظمة للقيام بالأعمال المطلوبة حسب خط السلطة والتنظيم الرسمي في المنظمة, ولهذا النوع قيادة تعطي الآوامر وتسيطر على الآخرين داخل الجماعة, ومن أمثلتها: قسم تأكيد الجودة.
بـ- جماعات المهمة:
تشكل من أجل القيام بمهمة معينة وعمل محدد وتكون مؤقته بشكل نسبي, وهذا النوع قد يضم أعضاء لهم خبرات في مجال معين بغض النظر عن مستواهم وموقعهم الوظيفي, مثل: جماعة جودة المنتج الجديد.
ج – الجماعات المتقاربة:
يتم تحديدها بشكل رسمي عن طريق المنظمة, وهي ليست جزءا من التسلسل الهرمي للتنظيم, وتتكون من مجموعة من الموظفين يتميزون بصفات وخصائص متشابهة جدا, ومن أمثلتها: جماعة التطوير.
2- الجماعات غير الرسمية:
تنشأ خارج التنظيم الرسمي وتتم بشكل إختياري من الأفراد حيث يجمعهم التشابه والتماثل في القيم والعقائد أو الإنتماء لموطن واحد, ومن أنماطها:
أ- جماعات الصداقة:
وهي تتكون من أفراد متماثلون في بعض الصفات, حيث تتكون صداقات بينهم خارج التنظيم الرسمي, ولا تشترط تشابه وظائف أعضاء هذه الجماعة, وتمتد هذه الجماعة خارج مكان العمل لتحقيق أهدافهم, ومن الطبيعي أن تؤثر سلوكياتهم على السلوك التنظيمي للمنظمة ككل, ومن أمثلتها: قيام الجماعات للسفر معا أو للعب مباريات معينة.
ب- جماعات المصالح (الإهتمام):
تتكون عن طريق وجود إهتمامات ومصالح مشتركة بين الأعضاء تجمعهم معا رغبة في تحقيق هدف مشترك بينهم, ويمكن للفرد أن ينضم بإختيارة أو ينسحب بإختيارة من هذه الجماعات, فالهدف المشترك هو الذي يؤثر في الجميع لتكوين هذه الجماعة, مثل: جماعة البولينج حيث تجمعهم هواية واحدة.
خامسا: مراحل تكوين الجماعات.
من الواجب على المديرين أن يحاولوا التعرف على المرحلة التي تمر بها جماعة العمل حتى يستطيع أن يتنبأ بسلوك الجماعة, لأن كل مرحلة تتميز بسلوك يختلف عن المرحلة الأخرى, ومن ثم يمكن التعامل مع هذا السلوك ومن ثم رفع مستوى الأداء وتحقيق الأهداف, وهذه المراحل على النحو التالي:
1- مرحلة بداية التكوين:
حيث يقوم الأفراد الراغبون في الإشتراك بالجماعة بالتعرف على بعضهم البعض, ويقومون بوضع القواعد المقبولة من الجماعة وما هي الواجبات التي عليهم القيام بها, والمسئوليات الملقاه على عاتقهم ضمن إطار الجماعة, وما الفوائد التي ستعود عليهم من الإنضمام إليها.
وتكوين الجماعة يتم غالبا على التجانس والتشابه أو التماثل في واحدة أو أكثر من صفة, مثل: العمر, التعليم, الخبرة, التجربة, الخلفية الثقافية.., والجماعات المتجانسة تقلل من دوران الأعضاء بالنسبة لها,.
2- مرحلة الإضطراب والنزاع:
حيث تحدث مجموعة من الصراعات والإضطرابات داخل الجماعة, تخلق الخوف والشك بين الأعضاء والتناقض فيما بينهم لأن شخصيات الأعضاء قد تختلف, لذلك قد يرفض بعض الأعضاء في الجماعة سيطرة قائد الجماعة, وإذا إستمر هذا الصراع قد يؤدي إلى حل الجماعة, أما إذا تم التوافق بينهم وحل هذا الخلاف وقل الصراع وتم قبول القيادة فإن هذه المرحلة تصل إلى نهايتها.
3- مرحلة وضع المعايير:
حيث يحدث تماسك للجماعة, وأعضائها يهتمون بالوصول إلى حلول للمشكلات التي تواجههم في الجماعة, ويكون كل عضو في الجماعة يكون قد تنازل عن بعض رغباته الشخصية, ويكونون أكثر تأثيرا من خلال شعورهم بالتقارب والإتفاق على قواعد مقبولة للأداء داخل الجماعة وإعتبار ذلك كمعايير لا يخرجون عنها, وهذه القواعد تنتج من التركيبة الشخصية للأعضاء وخصائصهم والمواقف والمهمة وأيضا التقاليد التاريخية للجماعة.
4- مرحلة الأداء:
هنا تصبح الجماعة مستعدة للعمل والأداء وتعمل على التوفيق بين إحتياجات الأعضاء ومتطلبات المهام المطلوب إنجازها وأدائها, وفي هذه المرحلة تكون الجماعة قد وصلت إلى مرحلة النضج الكامل وهذا يساعد على إنجاز المهام الصعبة التي تواجهها.
وخلال هذه المرحلة يتحول التركيز بعيدا عن الإهتمامات الشخصية حيث يتم التركيز على الأنشطة التي ستعود بالنفع على الجماعة, ومن الملاحظ أن الأعضاء عندما تكون دوافعهم عالية فإن هذا يؤدي إلى قيامهم بالمهام بشكل إبداعي وترتفع الإنتاجية داخل الجماعة إلى أقصى حد ممكن ومن ثم يتحركون نحو التطوير والتنمية في النهاية.
5- مرحلة حل الجماعة:
وهي مرحلة الإنتهاء أو الإنفضاض, حيث تكون الجماعة قد حققت الأهداف التي من شأنها تكونت, مثل الجماعات المؤقته التي تشكلت لإنجاز مهمة ما وفور إنتهاء هذه المهمة تنتهي الجماعة, وقد يختلف رد فعل الأعضاء نحو هذه المرحلة فمنهم من يكون لديه سعادة عن طريق وصوله إلى إنجازات معينة مع الجماعة, ومنهم من يكون رد فعلة يشوبه الحزن بسبب فقدانه لبعض الأصدقاء الذي تعامل معهم نتيجة لوجوده في الجماعة, او يكون سبب حل الجماعة أن أعداد أعضاء الجماعة أصبح في تناقص مستمر.