موقع أخوان أون لاين
لقد تضمنت الشريعة الإسلامية القواعد التي تضبط النفقات والاستهلاك بصفة عامة، وهي التي يجب أن يلتزم بها المسلم ولا يجب أن يحيد عنها سواء أكان ذلك في رمضان أم في غير رمضان، ولكن للأسف الشديد نجد أن معظم الناس في شهر رمضان يخالفون تلك القواعد الإسلامية في مجال الإنفاق والاستهلاك وهذا يسبب الكثير من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وغيرها. فنجد أنه في شهر رمضان يزداد الإسراف والتبذير ويتجه الإنفاق نحو الترف والمظهرية، ويوجه المال أحيانًا إلى الإنفاق في معصية الله في الملاهي وتقليد الشرق والغرب وفي إحياء البدع والضلالات، وهذا يقود إلى سلسلة من الآثار السيئة مما يسبب المشاكل الاجتماعية بين المرء وزوجه وأولاده وبين الراعى والرعية.
وفي الصفحات التالية سوف تبين الضوابط التى تحكم الإنفاق والاستهلاك بصفة عامة وفي رمضان بصفة خاصة وبيان آثارها على ميزانية الأسرة وميزانية الدولة لنعطي القارئ نموذجًا من النماذج الإسلامية لحل مشاكلنا الاقتصادية في شهر رمضان.
الضوابط الشرعية للإنفاق في رمضان:
يأمرنا الإسلام بالإنفاق في طاعة الله وفي مجال الطيبات دون إسراف أو تبذير أو ترف أو مخيلة، وأن يكون الإنفاق معتدلاً وسطًا، فيقول الله تبارك وتعالى في وصف عباد الرحمن: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا(67)) (الفرقان) ويقــول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا، ما لم يخالطه إسراف أو مخيلة" (رواه ابن ماجه) وفي رواية أخرى عن عبد الله بن عمرو: أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: "كلوا واشربوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا ترف، فإن الله يحب أن يرى نعمته على عبده" (رواه أحمد والنسائي).
ومن أهم الضوابط الشرعية للإنفاق والتى يجب أن يلتزم بها المسلم سواء في رمضان أو غيره ما يلي:
أولاً- الإنفاق في طاعة الله:
يستشعر المسلم التقي الورع الصائم أن المال الذي بيده ملك لله سبحانه وتعالى وأن ملكية حيازته تنتهي بموته، ولقد ورد بالقرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد هذا المعنى منها قول الله تبارك وتعالى: "آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ(7)" (الحديد) ويقول الله عز وجل في آية أخرى (وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ(33)) (النور).
تؤكد هذه الآيات أن على المسلم أن ينفق المال طبقًا لأوامر شريعة مالكه الحقيقي، أي في طاعة الله سبحانه وتعالى، وعليه قبل أن يهم بإنفاق درهم أو دينار يجب أن يعرف هل ذلك في طاعة الله أم لا، فإذا كان في طاعة الله فليسرع بالإنفاق وإن كان في غير طاعة الله فليمتنع عن ذلك، وأساس ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته؛ فإن كان خيرًا فامضه وإن كان غيًّا فانته عنه" (متفق عليه).
كما يجب على المسلم أن يؤمن أن له وقفة مع الله سبحانه وتعالى يحاسبه عن هذا المال من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وأساس ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع منها عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه...." (عن عبادة بن الصامت )، وإن كان هذا هو الواجب أن يكون، فيجب أن تحرص عليه كل الحرص في شهر رمضان.
أما واقعنا في هذه الأيام متناقض لما يأمرنا الله به؛ حيث يقوم بعض الناس بإنفاق جزء كبير من الأموال في السهرات والحفلات يشاهدون الأجسام العارية ويسمعون الأغانى الخليعة، وكثيرًا ما نقرأ في الجرائد والمجلات عن إعلانات لدور اللهو وتعلن عن قضاء سهرات رمضان في كازينو(.......)، وأوبرج (......) على أنغام (.......) وموسيقى (........)، وتناول سحورك في ملهى (......) على أنغام (.......).
" أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ" (الحديد)، ألم يأن لحكومتنا أن تمنع ذلك حتى يفوزوا برضاء الله سبحانه وتعالى جميعًا.
* ثانيًا- الإنفاق في الطيبات:
لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى أن يكون الإنفاق في مجال الطيبات فقد قال الله عز وجل: "وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ" (الأعراف: 157) وقال عز وجل: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ) (الأعراف: 32)
فعلى المسلم ولا سيما في شهر رمضان أن ينفق ماله في شراء السلع والخدمات الطيبة والتي تعود عليه وعلى المجتمع الإسلامي بالنفع وأن يمتنع عن الإنفاق في مجال الخبائث حتى لا يضيع صيامه وصلاته وقيامه وقرآنه هباءً منثورًا.
ومما نلاحظه في هذه الأيام في شهر البركات أن فريقًا من الناس ينفقون أموالهم في شراء السلع الخبيثة مثل الدخان ومشتقاته والخمور ومشتقاتها وفي شراء شرائط الفيديو المنافية للقيم والمثل والأخلاق وفي شراء تذاكر السينما والمسارح لمشاهدة ما يغضب الله. أليس هذا هو واقعنا ويبرر هذا العمل المحرم بأن في ذلك تسلية للصيام!!.
وعلى مستوى الإنفاق الحكومى، نجد أن الدولة تنفق من الأموال في شراء أو إنتاج المسلسلات التليفزيونية والتى تعد خصيصًا لشهر رمضان لنشر الفساد وتزينها بزينة فوازير رمضان، بل هناك تخطيط لبثها في وقت الصلاة لمنع الشباب والفتيات عن صلاة العشاء والقيام !! ألم يأن لأولى أمر المسلمين أن يستشعروا ان الله سبحانه وتعالى سوف يحاسبهم عن أموال المسلمين وكيف أنها تنفق في مجال الفساد والخبائث؟.
ولا يعني ما سبق أن الإسلام يحرم السينما والمسرح والفيديو والتلفاز، لا، بل يجب أن يسخر هذا كله في نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة وتقوية العقيدة ونشر الفضيلة وتزكية الحماس وبيان سير الأنبياء والصحابة ولا سيما في رمضان، حتى نستطيع أن نحافظ على الصيام ونبنى جيل النصر المنشود لإنقاذ الأمة الإسلامية من أزماتها.
ثالثًا- الاعتدال في الإنفاق:
من قواعد الإنفاق في الإسلام "الوسطية" دون إسراف أو تقتير، لإن في الإسراف مفسدة للمال والنفس والمجتمع، وكذلك الوضع في التقتير ففيه حبس وتجميد للمال وكلاهما يسبب خللاً في النظام الاقتصادي، وأصل هذه القاعدة من القرآن الكريم هو قول الله تبارك وتعالى في وصف عباده المؤمنين: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا 67" (الفرقان)، وقوله عز وجل كذلك: "وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا 29" (الإسراء).
ويجب على المسلم أن يلتزم بهذه القاعدة في شهر رمضان، فلا يجب أن تجرفه السعة في الرزق إلى التقليد الأعمى للعادات السيئة في رمضان إلى الإسراف، كما لا يجب أن يضيق على أسرته أو أولاده إلى المدى الذي يبدل نعمة الله تقتيرًا.
رابعًا- تجنب الإسراف والتبذير:
تحرم الشريعة الإسلامية الإسراف والتبذير، ومدلولهما في الإسلام ما يجاوز حد الاعتدال والوسط في الإنفاق والسلوك وغير ذلك، وأصل ذلك من القرآن الكريم قول الحق تبارك وتعالى: "كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ 141" (الأنعام)، وقوله جل شأنه محذرًا المسلمين من التبذير؛ "وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا 26 إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا 27" (الإسراء).
ويستنبط من مضمون هذه الآيات أن الإسراف والتبذير محرم في الإسلام، ويشبه الله المسرف والمبذر بأنهم من رفقاء الشياطين لأنهم ينفقون المال في غير طاعة الله ومخالفًا لشريعته.
وإذا كان الإسراف والتبذير محرم في الإسلام بصفة عامة، فيجب على الصائم التقي الورع أن يحرص ألا يضيع صيامه وقيامه بالإسراف والتبذير، ويستشعر أنه محاسب يوم القيامة عن ذلك، وأساس ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع..... منها ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه" (رواه الطبراني والترمذي)، ولقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسراف والمخيلة في كثير من الأحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم: " كلوا وأشربوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا سرف" (رواه أحمد والنسائي).
كما يجب على المسلم الصائم أن يسأل نفسه هل يريد أن يكون من قرناء الشياطين في شهر رمضان في الوقت الذى تقيد فيه الشياطين من قبل الله سبحانه وتعالى. هل يرضي الصائم أن يعصي الله ورسوله بأن يكون من المسرفين علمًا بأن الله سبحانه وتعالى يقول: "وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ 43" (غافر)، هل يرضي الصائم أن يكون شبيهًا لفرعون الذي كان من المسرفين، مصداقًا لقول الله تبارك وتعالى: " وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ 30 مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ 31 " (الدخان)، ولقد ذكر في الأثر عن يوسف عليه السلام: انه لما صار أمينًا على خزائن الأرض، ما كان يشبع أبدًا، فلما سئل عن ذلك قال: " أخاف إن شبعت أن أنسى الجياع"
ومظاهر الإسراف والتبذير في شهر رمضان كثيرة نذكر منها على سبيل المثال ما يلي:
الإسراف والتبذير في المأكل والمشرب وفي الولائم التي يعدها الناس لأقاربهم وأصدقائهم وأصحابهم، بل ويتنافسون في ذلك، ابتغاء الشهرة والتباهي.
كثرة أنواع المأكل والمشرب، حتى إن الفرد عند الإفطار يضع أمامه من المأكولات والمشروبات ما يكفيه أيامًا كثيرة، كما أن نسبه كبيرة مما يوضع على الموائد في رمضان يلقى في سلة المهملات في الوقت الذي نجد فيه الكثير من الصائمين لا يجدون لقيمات يقمن بها أصلابهم.
الإسراف في ملء البطون موقنين أن المأكل والمشرب غاية وليست وسيلة لإعانة الإنسان على العبادة.
ألم يأن للصائمين أن يسيروا في طريق الاقتصاد في النفقات وأن يتجنبوا السير في طريق الإسراف والتبذير المحفوف بالشياطين والمفسدين، وأن يفهموا ويؤمنوا إيمانًا راسخًا بأن الغاية من الطعام والشراب: التقوية على طاعة الله والفوز برضاه في الدنيا والآخرة، وليست المسألة ملأ البطون والتفاخر والتعاظم ونسيان الفقراء والمساكين والمجاهدين في سبيل الله.
خامسًا- تجنب النفقات الترفيهية والمظهرية:
تحرم الشريعة الإسلامية النفقات الترفيهية بصفة قطعية لأنها تؤدي إلى الفساد والهلاك وهذا التحريم يخص الفرد في ماله والدولة في الأموال العامة، وأصل هذا من القرآن الكريم قول الله تبارك وتعالى: "وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا 16" (الإسراء) وقوله جل شــــأنه: " وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ 34" (سبأ)، يصف القرآن هؤلاء المترفين بصفة الكافرين والكاذبين فيقول جل شأنه " الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا " (المؤمنون: 33).
والسنة النبوية حافلة بالأحاديث التي تحذر الناس من حياة الترف وإنفاق المال في الملذات والتفاخر والخيلاء، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا، ما لم يخالطه إسراف أو مخيله" (رواه ابن ماجه). ويقول صلى الله عليه وسلم: "إياك والمخيلة ولاتلام على كفاف" (رواه ابن ماجه)، ويقول صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان همهم بطونهم، وشرفهم متاعهم، وقبلتهم نساؤهم، ودينهم دراهمهم ودنانيرهم، أولئك شر الخلق لا خلاق لهم عند الله" (رواه الديلمي)، وعن حذيفة بن اليمان قال: "نهى رسول الله أن نشرب في آنية الذهب والفضة، وأن نأكل فيها، وعن لبس الحرير والديباج، وأن نجلس عليه" (رواه البخاري).
أما واقعنا الآن في رمضان: فقد ابتعدنا عن شريعة الإسلام، وأصبح الترف والمظهر والتباهى والتفاخر هو الأساس حتى اعتاده الناس وظنوا أنه العرف والمعتاد، فتهتم المرأة عند إعداد ولائم رمضان بالمحمر والمجمر والمشمر والمكسرات والعصائر وغيرها، وربما وهي على يقين تام بأن زوجها قد اقترض مالاً من الغير، بل والأدهى والأمر أن هناك من شركات القطاع العام والخاص تنفق الأموال لإعداد ولائم الإفطار لموظفيها في فندق كذا (...) وكازينو كذا (....) وربما هذه الشركات تكون خاسرة وعليها ديون أثقل من الصخور.
لذلك يجب على المسلم الصائم أن يبتعد عن كل سبل الترف حتى لا يكون ذلك إحباطًا لعمله وخسراناً له في الدنيا والآخرة.
ألم يأن للأخت المسلمة أن تعلم أن الترف والمظهرية يؤديان إلى الاستدانة والاستدانة تسبب الهم والغم والحزن كما أن الإستدانة أحياناً تقود إلى الكسب الحرام.
وكما قالت إحدى الصالحات لزوجها: إن حمل الصخور أخف من حمل الديون، كما يجب على الأخت المسلمة أن تقتدى بأسرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ تحكي عائشة رضي الله عنها قالت لعروة بن الزبير ابن أختها فتقول "إنا كنا لننظر إلى الهلال: ثلاثة أهله في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار"، فيقول لها عروة: "وما يعشيكم؟ قالت الأسودان، التمر والماء....) (أخرجه البخاري).
سادسًا- تجنب نفقات التقليد والبدع:
لقد أمرنا الإسلام أن نتجنب تقليد غير المسلمين في سننهم وعاداتهم وتقاليدهم، ولقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: " لتتبعن سنة من كان قبلكم باعاً بباع وذراعاً بذراع، وشبراً بشبر حتى لو دخلو في جحر دب لدخلتم فيه، قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى، قال فمن إذاً غيرهم "(رواه ابن ماجه) كما حذرنا من البدع فقال " … عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهدين، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " (رواه الترمذى).
بدع وعادات وسلوكيات سيئة في رمضان يجب تجنبها:
وإذا نظرنا إلى سلوكيات الناس في رمضان نجد أن كثيرًا من الأموال تنفق في تقليد الغرب والشرق في عاداتهم وتقاليدهم وبدعهم والتي لا يقرها الإسلام من قريب أو من بعيد ومن أمثلة ذلك: صنع الكعك ومشتقاته وحواشيه في رمضان والسهرات والحفلات التي يتغنى فيها الناس بالقرآن والسنة، وكأن القرآن والسنة وسيلة لضياع الأوقات والمظهرية وإقامة الحفلات في الفنادق ونحوها.
وهناك من الناس من يحاول تشويه الإسلام في شهر رمضان بهذه العادات السيئة والبدع الضالة ويبعدوا المسلمين عن إسلامهم الحقيقي، ومما يؤسف له أن هناك من الحكومات ممن تساعد الناس في هذا السلوك، والله سبحانه مسائل فقهاء المسلمين ودعاه الإسلام عن التقصير في تبصير الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ففي الوقت الذي تعانى منه الأسرة من عجز في ميزانية المنزل نجد أنها تقترض لشراء السمن والدقيق والسكر والزيت والمكسرات حتى تقلد الجاره والصديق والقريبة، وفي الوقت التي تعانى منه الدولة من ثقل الديون نجدها تنفق الكثير من الأموال في المظهريات والترفيهات.
لا بد أن يفقه كل فرد وكل مسئول أمور دينه ويستشعر أنه مسئول ومحاسب أمام الله، لا بد وأن يعي تمامًا قول صلى الله عليه وسلم: "ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم".