عبدالمنعم جابر البلوي
- شبكة الوتين 27 /06 / 2010م
كثيرا ماتحدث الصراعات في حياتنا اليومية وهي ظاهرة طبيعية تحدث دائما في أي جماعة نتيجةاختلاف وجهات النظر أو اختلاف المصالح أو البحث عن السلطة والسيطرة وسوف نتظرق في هذا المقال إلى مفهوم الصراع التنظيمي
مفهوم الصراع التنظيمي:
الصراع لغة : هو النزاع والخصام أو الخلاف والشقاق.الصراع اصطلاحا:" مأخوذ من الكلمة اللاتينية Conflicyus والتي تعني النظامين معا باستخدام القوة وهي تدل على عدم الاتفاق. "(الصيرفي ،2008م، ص6)
المعنى اللفظي : "يشير إلى التفاعل الذي تتعارض فيه الكلمات والعواطف والتصرفات مع بعضها البعض مما يؤدي إلى آثار تمزقية ."(راشد ، 1994م)تعريف كيلي Kelly : حيث يرى أن الصراع هو " نتيجة جانبية للتغير وانه من الممكن أن تتم الاستفادة منه ووضعه تحت سيطرة المنظمة ويمكن أن يكون الصراع هادفا وفعالا بحيث أنه يؤدي إلى تفجير الطاقات والمواهب والكفاءات الفردية والجماعية الكامنة . (Kelly ,1969,p501)تعريف سميث Smith : بأنه " الموقف الذي تتعارض فيه بشكل أساسي الظروف والممارسات والأهداف المختلفة. "(الصيرفي ،2008م، ص8)
يشير مفهوم الصراع التنظيمي إلى عملية الخلاف أو النزاع التي تتكون كرد فعل لممارسة ضغط كبير من جانب فرد معين أو مجموعة أفراد ، أو منظمة على فرد آخر أو مجموعة أ فراد ، سواء من داخل ميدان العمل أو في ميدان مجتمعي آخر ، وذلك بهدف إحداث تغيير ( إيجابي أو سلبي ) في بنية أو معايير ، أو قيم ذلك الفرد ، أو تلك المجموعة ، أو المنظمة . ( الجندي ، 1423هـ ، ص64) ، ويشير (باركر ، 1988م) : أن الصراع يحدث في تلك المواقف التنظيمية التي تتطلب أداء أنشطة غير متوافقة ، أي تلك المواقف التي يمكن أن يؤدي تصرف أحد العاملين إلى الأضرار بالأنشطة الوظيفية لبقية العاملين أو التدخل معها ، أو تعارضها ، بما يفضي إلى انخفاض المردود من تلك الأنشطة . . ( الجندي ، 1423هـ ، ص64).ويعرف روبنز (Robbins) الصراع " بأنه النشاط المعتمد ، الذي يقوم به الشخص بغية إفساد جهود شخص آخر ، بواسطة شكل من أشكال الإعاقة التي يمكن أن تؤدي إلى إحباط الشخص ، وتتسبب في عدم تمكنه من تحقيق أهدافه أو مصالحه.
ويمكن تناول مفهوم الصراع التنظيمي من خلال وجهتي نظر محددتين هما:
1- النظرة الكلاسيكية (التقليدية):
يرى أصحاب هذه النظرة الكلاسيكية أن الصراع شيء غير مرغوب فيه ، ويجب تقليله أدنى حد ممكن ، أو إزالته من خلال الاختيار السليم للأفراد ، والتدريب ، وتوصيف الوظائف ، وإعادة التنظيم وغالبا ما تساعد هذه المبادئ على تقليل أو احتمال منع بعض أشكال الصراع غير المرغوب فيه .
ولقد أوضح ( الشرقاوي 1992م ) أن أصحاب تلك النظرة يتناولون الصراع على أنه نوع من النقص ، والقصور الناتج عن الهيكل التنظيمي ، وغالبا ما يؤدي هذا الصراع إلى التأثير على كفاية وفعالية المنظمة ، وبصفة عامة ، فإن أصحاب هذه النظرة يرون أن علاج النتائج السلبية للصراع يكمن في معالجة جوانب القصور في الهيكل التنظيمي بالدرجة الأولى ويتضح من هذا الافتراض أن الجهود الإدارية لمعالجة الصراع التنظيمي يجب أن توجه إلى تحسين العديد من الأبعاد التنظيمية مثل : تحسين قنوات الاتصال ، وتحديد المهام ،والاختصاصات الوظيفية ، والاهتمام بصياغة القوانين والإجراءات التنظيمية ، كوسائل أساسية لعلاج الصراع .وكذلك يتضح أن عدم قدرة الإدارة على تكوين الهيكل التنظيمي المناسب يمكن أن يؤدي إلى تزايد حدة النتائج السلبية للصراع التنظيمي .
2- النظرة الوظيفية (السلوكية) :
يتناولونه بحسبانه ظاهرة طبيعية ، حتمية تنظيمية ، تصاحب التفاعلات الإنسانية داخل أي منظمة ، ولا يمكن التخلص منه ، بل ينبغي إدارته ، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة منه ،