تحديد الأولويات والترشيد وتعظيم الموارد المالية والسعي في خدمة المتبرعين والاحتفاظ بهم مدى الحياة وتجنب أخطاء جمع التبرعات

يمر العمل الخيري ومؤسساته اليوم بمنعطف خطير في ظل تنامي الهجمة الغربية على الاسلام واهله تحت شعار مكافحة الارهاب، والتي طالت كل ما له صلة بالاسلام ضمن استراتيجية مخططة ومدروسة.

وقد كان العمل الخيري ومؤسساته أوفر النصيب من هذا العداء السافر الذي تمثل في التضييق عليه وتجفيف منابعه ومحاصرة رموزه والقائمين عليه، وتشويه الدور الذي تقوم به، بل وصل الحال إلى تجميد ارصدة  العديد منها وايقاف بعضها من التي بلغ خيرها ارجاء المعمورة، واخذها بمجرد الشبهة او بمجرد التعاون معها في الوقت الذي فتح الباب على مصراعيه لكافة انواع واشكال المنظمات الغربية والتي تنخر في قلب الامة المسلمة ومعتقداتها، ولها اجندات كثيرة.

وفي هذا الخضم يواجه العمل الخيري ومؤسساته اليوم كثيرا من العقبات والصعاب اشهرها، تلك التي تتعلق بتمويل ودعم مناشطه واستمرار برامجه.

وللتغلب على هذه العقبات ينبغي للقائمين على المنظمات الخيرية اعادة النظر في اعمالها وهياكلها واعادة  ترتيب اولوياتها في ضوء المعطيات المعاصرة، ونجمل هذه الحلول في العناصر التالية:

- تحديد اولويات العمل الخيري.

- ترشيد العمل الخيري، نظرة اقتصادية.

- اتجاهات مهمة لتعظيم الموارد المالية.

- فن خدمة المتبرعين والاهتمام بهم.

- نصائح للاحتفاظ بالمتبرع مدى الحياة.

- تجنب الاخطاء القاتلة في جمع التبرعات.

 

أولاً: تحديد اولويات العمل الخيري:

- تحرير مفهوم العمل الخيري وهيئاته في عقول العاملين في هذا القطاع وفصلها عن غيرها من المفاهيم الاخرى التي تؤثر عليه او تمكن المتربصين من الولوج اليه من خلال تلك الاجتهادات، مثل الربط بين  عمليات الجهاد والمقاومة وبين العمل الخيري.

- تثبيت عامة الناس والمتربعين لئلا تهتز ثقتهم بالمؤسسات الخيرية، وعدم الصمت عن دعاوي الاعداء والمنافقين من خلال اعلى استخدام لوسائل الاعلام والمؤتمرات والندوات والاتصالات الفردية وغيرها والاتصال بالمسؤولين.

- تقوية العلاقة بالمتبرعين والداعمين والمحافظة عليهم، وتزويدهم بالتقارير الدورية التي من شأنها اثبات مصير تبرعاتهم، والافادة من ذلك في غرس المزيد من الثقة لديهم.

- السعي الحثيث لاعتماد المنظمات الخيرية - بشكل رئيس - على تمويل نفسها من خلال وجود الاوقاف والاستثمار، لانها حينئذ، ستجد مناخاً من الحرية لرسم استراتيجياتها واهدافها وسياساتها.

- مراجعة الوضع المؤسسي للمنظمات الخيرية وتفعيل مجالس الادارات بما يحقق لها الديمومة بعون الله تعالى.

- الخروج من نطاق المحلية إلى نطاق العالمية الواسع، والتعاون مع الهيئات الاسلامية والعالمية في مجالات البرامج والنشاطات  والمشاركة في المؤتمرات والندوات الاقليمية والمحلية، وعمل التحالفات الاستراتيجية مع المنظمات الموثوقة.

- الحرص على التخصص والتنسيق مع المنظمات الاخرى وتبادل توزيع المناشط بحسب التخصص، حتى تتميز كل منظمة أو مجموعة منظمات في مجال من المجالات.

- بذل عناية خاصة لرفع كفاءة  العاملين  في القطاع الخيري والمشرفين في تنفيذ برامجه ومناشطه. منها، أو التفكير بالبدائل المناسبة لذلك.

- العمل الحثيث على تغيير نظرة الناس إلى العمل الخيري وصيانته عن اعتباره عملية استجداء وشحاذه للمتبرعين، والنظر اليه على انه خدمة تقدمها هذه المنظمات للمتبرعين مع تحملها لمسؤولية وضع التبرعات، حيث ينبغي ان توضع مقابل مشاركة المتبرع في الاجر والثواب.

 

ثانياً: ترشيد العمل الخيري:

والمقصود الا تنفق المنظمة الخيرية ما تحت يدها من الاموال الا في يعود عليها باعلى منفعة ممكنه، وباقل مايمكن من خسارة في الموارد التي بين يديها.

ومن مظاهر الترشيد الذي ينبغي اتباعه، ما يلي:

- تبنى مشاريع تعليم وتدريب المستفيد وتحويله من مستهلك وعالة إلى منتج لنفسه واهله عن طريق دعم وتمويل المشاريع الانتاجية الصغيرة.

- تفادي التذبذب في التبرعات المالية عن طريق تخفيف الاعتماد الكلي المباشر على المتبرعين وتبني المشاريع الاستثمارية.

- النطرة الاجتماعية إلى العاملين في القطاع الخيري، وان توظيفهم اصلاً يعتبر جزءا من اداء الرسالة الخيرية لهذه المنظمات، بدلا من اعتبارهم وتاهيلهم والعناية بهم من وجهة نظر العائد الاقتصادي على انها اموال مستردة بالمنفعة المتحققة منهم على المدى البعيد.

- الاقتصاد في الانفاق الاداري على المصروفات التشغيلية بالقدر الذي لا يعيق اعمال المنظمة بحجة الترشيد، بل ان من ضوابط الترشيد الانفاق بحسب الحاجة في العسر واليسر، مع مراعاة تصنيف المصروفات إلى، ضروريات وحاجيات وكماليات.

 

ثالثاً: اتجاهات مهمة لتعظيم الموارد الخيرية:

الامة فيها خير كثير، لكنها تحتاج إلى جهود مكثفة في ثلاثة اتجاهات اساسية لاستثارة كوامن الخير فيها والغيرة على دينها والتي تدفعها إلى زيادة دعمها للعمل الخيري، وهي:

- تصميم البرامج الدعوية من اجل استثارة الايمان بالله، و الذي يدفع الانسان إلى ان يؤدي ما عليه من واجبات مالية، أو ان يجود بنفسه بما يزيد عن الواجب حينما تسري في روح الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.

- التخطيط لجهد اعلامي حقيقي وموثق، يصاحب الجهد الدعوي، ويكشف حجم الحاجة ويسلط الضوء على مواطن الألم.

- زرع الثقة في المنظمات الخيرية عن طريق الافعال قبل الاقوال، ومنها الثقة في مصارف الاموال، والثقة في حسن الادارة، والثقة في العاملين وحسن اختيارهم وتاهيلهم.

رابعاً: فن خدمة المتبرعين:

لا يستغني العمل الخيري الاسلامي عن المتبرع مهما بلغ هذا العمل  من القوة، والمطالبة انما تكون بعدم الاعتماد الكلي وليس الجزئي، المرحلي وليس الاستراتيجي، ويعود ذلك إلى ان التبرع قد يكون واجباً  شرعياً على الموسرين، وان المنظمات الخيرية تقدم لهم خدمة حين تقبل تبرعاتهم وتصرفها في مصارفها الصحيحة، مقابل الاجر والثواب من الله تعالى.

لكن توجد طرق واساليب في التعامل مع هؤلاء المتبرعين لابد ان تتبعها هذه المنظمات حتى تجوز ثقتهم ورضاهم وبالتالي زيادة واستمرار دعمهم وتبرعاتهم، ومن هذه الاساليب:

 

- معاملتهم بكرامة واحترام، من دون تبذل واهانة للنفس، والانطلاق من مبدأ الثواب المشترك، والمنافع المتبادلة بين المتبرع والمنظمة الخيرية.

- ان تفي المنظمات بتوقعاتهم في الاداء وفي تحقيق رغباتهم  وتنفيذ وصاياهم.

- الحرص على شعورهم بالنجاح والارتياح اثناء تعاملهم مع المنظمة.

- احترام اوقاتهم وقدراتهم وخبراتهم.

- تقديم مساعدة المنظمة عند حاجتهم وتقدر جهودهم.

- الالتزام بالمواعيد في تنفيذ الاعمال، وتجنب تحديد المواعيد التي لا تستطيع الوفاء بها.

- ضمان ان اموالهم لا تستخدم الا في الاهداف المتفق معهم عليها.

- ضمان ان المعلومات الخاصة بتبرعاتهم تعامل بسرية تامة، بالقدر المسموح به قانوناً.

- تجنب تهميشهم من خلال اتباع الشفافية والوضوح في اطلاعهم  على تبرعاتهم  ونتائجها، مهما بلغ مقدار الثقة، حتى تحصل المنظمة على المزيد من الثقة والامان.

- تبشيرهم بالانجازات التي تسببوا فيها لادخال السرور على قلوبهم، وبما ساعدوا في تفريج كروب الكثير من الناس.

- الوقوف عند شروطهم المتفق عليها، وعدم الاجتهاد في تجاوزها الا برضاهم، ولا تحول للمشاريع الا بموافقتهم  ومن غير الحاح واحراج لهم لتغيير قناعتهم.

 

خامساً: كيف تحافظ على المتبرع مدى الحياة:

لكي تحافظ المنظمة على ثقة داعميها من المتبرعين، مدى الحياة، تتبع النصائح العشر التالية:

- ارسال خطاب شكر فور استلام التبرع.

- ارسال وصل تسلم التبرع قبل ان يطلبه.

- بلغه بالانجازات التي ستنفذ نتيجة تبرعه.

- رد على اسئلته بطريقة موضوعية وسريعة.

- التزم بالوفاء بالوعود التي قطعتها المنظمة على نفسها امامه، ولو صدرت من اي مسؤول فيها.

-  عدم تاخير حل مشكلاتهم ابدا.

- دعوته مع غيره للاتصال بالمنظمة والزيارة الميدانية وافتتاح المشاريع المنفذة.

- اشراك المتبرع في مناسبات المنظمة.

- مشاركة المتبرع في مناسباته الخاصة.

- استشارتهم في بعض مشاريع المنظمة.

 

سادساً: تجنب الاخطاء القاتلة في عملية جمع التبرعات:

قد يقع العاملون في المنظمات الخيرية ببعض الاخطاء بقصد او ربما بغير قصد، اثناء  التعامل مع المتبرعين، وقد تتكرر وتتراكم الاخطاء مما يؤثر سلبا على سمعتها واستمرار الداعمين في الحماس لدعمها ومساندتها.

فيجب على المنظمات الخيرية تفادي ما تستطيع من الوقوع في هذه الاخطاء والحذر من تكرارها، ومن تلك الاخطاء ما يلي:

- عدم تحديد اهداف واضحة، وابراز فوائد جلية من وراء جمع التبرعات.

- جمع التبرعات لقضايا لا تهم ولا تثير اهتمام الناس أو قضايا منتهية.

- المبالغة وعدم الواقعية في ما تطلبه المنظمة من المتبرع.

- عدم تحري واختيار الوقت المناسب عند طلب التبرعات.

- ظهور المنظمة بمظهر غير المتخصص والمدرك لابعاد عملها.

- ان تكون قيادة جمع التبرعات ضعيفة وهزيلة.

- ان تغير المنظمة خطتها واستراتيجيها اثناء حملة جمع التبرعات.

- اعتماد المنظمة على شريحة واحدة في تبرعاتها.

- عدم التغلغل في اسواق جديدة والاكتفاء بما وصلت اليه المنظمة.

- عدم الاستفادة الفعلية من المتطوعين في جمع التبرعات.

- عدم مشاركة اعضاء مجلس الادارة مشاركة فعلية في كل ما يتعلق بالمنظمة.

- عدم مراعاة اعراف وتقاليد البيئة والمجتمع.

- عدم القيام بالدراسات المستفيضة لعملية جمع التبرعات وابعاده وخطط عمله.

المصدر: بقلم محمد ناجى عطية
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 40/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 1247 مشاهدة
نشرت فى 21 يوليو 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,776,903

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters