مقدمة

عضلة القلب هى الجزء الفعال في عمل القلب وهى التي تضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم وتبعاً لذلك فإن إعتلال العضلة يؤدي إلى تدهور هذه الوظيفة للعضلة والتي يصاحبها الأعراض المرضية الخاصة بذلك وإذا ماتوقف عمل هذه العضلة حدثت الوفاة .
إن اعتلال العضلة المصاحب للحمل والولادة يمكن تعريفه بأنه اعتلال عضلة القلب التوسعي غير معروف السبب والذي يحدث مابين الشهر الأخير في الحمل والشهر الخامس بعد الولادة .
وبالعودة إلى التاريخ الطبي في هذا المجال نجد أن هذا المرض تم معرفة خصائصه كمرض قائم بذاته في العام 1937م لكنه قد تم التعرف على بعض خصائص هذا المرض منذ القرن الثامن عشر الميلادي .
يعتبر هذا المرض نادراً جداً ويحصل بنسبة حالة واحدة من كل 1300 إلى 1500 حالة حمل ، ولكنه يحدث بصورة أكثر أنتشاراً في بعض قبائل نيجيريا حتى وصل إلى نسبة حالة واحدة من كل مائة حالة حمل . ويرجع ذلك إلى عادات هذه القبائل بإستعمال ملح الطعام بكمية كبيرة مع أستخدام مواقد تحت الأسرّة المصنوعة من الطين وذلك يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية مع زيادة شرب الماء والذي بدوره يؤدي إلى حدوث الهبوط في القلب .

الأعـراض

إن معظم أمراض القلب الخلقية أو المكتسبة عند النساء تتأثر سلباً بالحمل ولذلك ينصح بعض هؤلاء النسوة بعدم الحمل نتيجة مضاعفات متوقعة ناتجة عن تأثير الحمل على حالة القلب التي قد تكون مستقرة ولكن معظم هذه التأثيرات السلبية للحمل تحدث في الأسابيع والشهور الأولى للحمل نتيجة التغيرات الفسيولوجية والهرمونية والعضوية والتي تؤدي أيضاً إلى مزيد من السوائل في الجسم وبالتالي تظهر أعراض مرض القلب وهذا عكس حالة الإعتلال المصاحب للحمل والذي يحدث في نهاية الحمل وبعد الولادة .
إن أعراض المرض لاتختلف عن أعراض هبوط القلب عموماً بغض النظر عن السبب ماعدا كونها تحدث في الشهر الأخير من الحمل أو بعد الولادة أو أنها تبدأ قبل الولادة وتستمر تصاعدياً حتى نهاية الشهر الخامس بعد الولادة ونجمل الأعراض بحدوث صعوبة بالتنفس عند معظم المصابين وتمثل 91% من الحالات ، وجود سعال جاف مع ضيق في التنفس عند الإستلقاء يدفع بالمريضة أستخدام أكثر من وسادة عند النوم ، تسارع ضربات القلب وآلام في الصدر والبطن ومصاحبة إرتفاع ضغط الدم عند نسبة 60% من الحالات
عند الكثير من المرضى تحدث هذه الأعراض في الأيام الأولى بعد الولادة وهذه قد لاتكون بالضرورة هى أعراض هبوط القلب حيث أن هناك أسباباً عدة تتشابه في مثل هذه الأمراض وخاصة بعد الولادة ولكن يبقى الفحص السريري ورأي الطبيب والفحوصات الإشعاعية والمخبرية هى الفيصل لتحديد التشخيص .

العوامل التي تساعد على حدوث المرض

أثبتت الأبحاث أن هناك عوامل عديدة تزيد من فرصة حدوث إعتلال عضلة القلب ولكن ليست أسباب بحد ذاتها ومن هذه العوامل تقدم سن المرأة عند الحمل ، المرأة ذات الحمل المتكرر ، الأصول الأفريقية للمرأة ، سوء التغذية ، حمل التوائم ، إرتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل . كذلك إستعمال بعض العقاقير الطبية المانعة للإجهاض قد تكون مساهمة في حدوث هذه الحالة .

فرص تكرار المرض

تكرار الحالة تحكمها عدة ضوابط من أهمها إذا حصل أعتلال العضلة ولم تسترد المرأة عافيتها فيما بعد فإن الحمل اللاحق قد يكون مصحوباً بأعراض هبوط القلب . إما إذا إستعادت عضلة القلب حالتها الطبيعية بعد الحمل السابق فإن فرصة حدوث الهبوط أقل وقد أتضح من الأبحاث أن نسبة تكرار الحالة يصل إلى نسبة 26% .

مصير الأم والطفل

إن مصير هؤلاء الأمهات مرتبط بشدة بتأثر عضلة القلب وقد كان في الماضي يعتبر هذا المرض قاتلاً ولكن بعد التقدم العلمي في هذا المضمار تحسن مصير الأمهات ولكن يبقى لنا أن نقسم هؤلاء الأمهات الى ثلاثة مجموعات بناءاً على نتيجة بحث أجرى مؤخراً في كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي في جامعة الملك سعود وهو بحث يعد الأول في المملكة العربية السعودية وربما في الوطن العربي هذا البحث قام به كل من أ . د / منصور النزهة والدكتور / محمد عرفة والدكتور/ مصطفى الشميري . تضمن دراسة جميع حالات أعتلال عضلة القلب المصاحب للحمل اللاتي تم معالجتهن في مستشفى الملك خالد الجامعي للفترة ما بين عام 1984 – 1999م وسوف ينشر بمجلة جمعية القلب السعودية التي تصدر باللغة الإنجليزية في عدد سبتمبر 2001م . وكان عددهن 14 إمرأة تتراوح أعمارهن بين 22 – 40 عاماً . وتم متابعة حالتهن لمدة تتراوح بين 4 أشهر إلى 108 شهراً .
- المجموعة الأولى : مصيرهن التحسن التام والعودة للوضع الطبيعي وعددهن 7 نساء .
- المجموعة الثانية : أستمر هبوط القلب ولكنه تحت التحكم بالعلاج وعددهن 5 نساء .
- المجموعة الثالثة : هبوط في القلب أدى إلى الوفاة لإمرائتين .

أما مصير الأطفال نتاج ذلك الحمل فإن بعضهم يولدون قبل موعد ولادتهم وناقصي النمو والبعض يولد ميتاً ، أما الذين ولدوا أحياء فإنهم يعيشون طبيعيين حتى لو كانو ناقصي النمو فإن نموهم بعد ذلك يكون طبيعياً .

الفحوصات التشخيصية

الفحوصات تشمل فحوصات الدم لمعرفة وظائف الأعضاء كالكبد والقلب كون لها علاقة بهبوط القلب . دراسة غازات الدم والأشعة الصوتية للقلب لمعرفة مدى الإصابة وخطورتها بالإضافة إلى الفحوص التكميلية لإستبعاد الأسباب الأخرى لإعتلال عضلة القلب . وقد يصل الأمر إلى أخذ عينات من عضلة القلب المصابة عن طريق عمل قسطرة قلبية .

العـلاج

إن العلاج لايختلف كثيراً عن هبوط القلب ذي الأسباب المختلفة ولكنه يراعى إختيار الأدوية التي لاتتعارض مع الحمل عند المصابات أثناء الشهور الأخيرة من الحمل .
ومعظم هذه الأدوية هى مدرات البول ومنشطات لعضلة القلب وقد يحتاج البعض مميع للدم كوقاية من جلطات محتملة . هؤلاء المرضى يحتاجون الدخول للمستشفى وربما للعناية المركزة للمعالجة لفترة قد تطول وقد تقصر بعدها يحولون لقسم التنويم لتكملة علاجهم ثم يخرجون للمنزل عندما لايكون هناك داعٍ لبقائهم بالمستشفى لاستكمال علاجهم بالمنزل .
ومما يجدر الإشارة إليه هو أن أحد وسائل العلاج الناجحة وقد تكون منقذة للحياة هى زراعة القلب – ولايفوتنا الإشارة هنا إلى أهمية التبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة كثيراً من المرضى الذين هم على قائمة الإنتظار لزراعة الكلى والقلب والكبد وقرنية العين .

الخلاصة والتوصيات

إن مرضى إعتلال القلب المصاحب للحمل هو نادر الحدوث وفي بعض الحاالات ينتهي بـهبوط قلب دائم أو بوفاة المريض . وعليه يجب التنبه لتلك الأعراض مبكراً ومراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص وأبتداء المعالجة قبل الإستفحال .
أي حمل بعد الإصابة بالمرض يجب أن يتم التخطيط له قبل حدوث الحمل مع إستشارة الطبيب المعالج لمعرفة إمكانية إستمرار الحمل وأثره على الأم والطفل . وهذا ينطبق أيضاً على الأمهات المصابات بأمراض القلب الأخرى

المصدر: دكتور / مصطفى قايد الشميري أستشاري أمراض القلب مركز الملك فهد لطب وجراحة القلب - وحدة طب القلب كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 1439 مشاهدة
نشرت فى 10 إبريل 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,864,887

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters