النشر الإلكتروني والطفل .. بين الحاضر والمستقبل

طفل يستخدم الكمبيوتر يعتبر القرن العشرون بمثابة نهاية الحلقة الوسطى من تاريخ الحضارة الإنسانية، فمنذ خمسة آلاف سنة كانت نهاية مرحلة وبداية أخرى.. حيث عرف الإنسان ضرورة الاستقرار على ضفاف الأنهار وعرف الزراعة وما استتبعها من تغييرات جوهرية في الحياة اليومية والاجتماعية. إلا أن بشائر القرن الجديد (مرحلة ما بعد الحضارة) تشير إلى الكثير من المتغيرات المتوقعة،، ومن الواجب أن ننتبه لها في عالمنا العربي لوضع أطفالنا على الطريق الجديدة، ونسلحهم بالمعرفة المناسبة التي تتلاءم مع معطيات القرن الجديد.

هل أدب الطفل هو ما نكتبه لهم أم هو ما يقرأونه؟
السؤال طريف وذكي، بل مثير للعديد من الأسئلة.. البعض يكتب للطفل وما هو للطفل!، الأطفال يقرأون للكبار أحيانا!!
لا يوجد في مواقع الانترنت العربية الموجهة للأطفال ما يشير إلى المرحلة العمرية التي تخاطبها.. وكأن الموقع يرى وضع كل الأطفال في سلة واحدة.
سهولة النشر، والرغبة في الحضور على شبكة الانترنت، شجّعتا البعض على اقتحام عالم الطفل، دون دراسة حقيقية لاحتياجات الطفل، وبلا وعي بخصائص الطفل النفسية والتربوية والسلوكية.
ليس أمامنا سوى أن نرمي بالحلم المرتكز على المعطيات العلمية.. ثم نعدو خلفه حتى نلحق بما فاتنا ونصنع مستقبلنا ولو من خلال خطوات قصيرة ثابتة ومتتالية.. ولتكن هذه المرة من خلال "النشر الالكتروني والطفل".
لقد أصبحت الثقافة علماً والعلمُ ثقافةً (د.نبيل علي).. كما أن تناول ثقافة العصر يحتاج إلى خلفية معرفية وتكنولوجية مغايرة، عما كان شائعا من قبل. كذا أصبحت الثقافة هي "محور" عملية التنمية الاجتماعية الشاملة، وأصبحت التكنولوجيا محور التنمية العلمية، حتى إنه لم تعد العقلانية من الأفكار العصرية كما يقول الفيلسوف "كارل بوبر". وفيما تبدو بعض المفاهيم قابلة لإعادة الفهم والدلالة.. أين "الإنسانية" بينما يسعى الإنسان إلى "أنسنة" الروبوت أو الإنسان الآلي.. يسعى هؤلاء إلى "روبتة" الإنسان نفسه؟
الجميع على قناعة الآن بأن صناعة الثقافة أهم صناعات العصر الجديد. فكرة "الإنترنت" أو المعلومات فائقة السرعة، أصبحت ضمن البرامج السياسة للحكومات والأحزاب في أغلب دول العالم. كما أصبحت "التربية" مفهوما في مقابل "التنمية"، وهو ما عبر عنه قلق رجال التربية في الولايات المتحدة من تخلف الطفل الأمريكي في التحصيل، مقارنة بالطفل الياباني وغيره. ثم ماذا عن ذاك المسمى بفيروس الكمبيوتر وأضراره العالمية ؟ وحروب الانترنت التي تولدت داخل الغرف المغلقة، مع بعض الصراعات والحروب في الواقع السياسي!
ومع عدم الانتباه لمتغيرات القرن الجديد، قد تعجز مؤسسات التربية عن تحقيق أغراضها الكبرى، لزيادة تكلفة التربية والتعليم، ونقص آليات التكنولوجيا المعرفية الجديدة. كما سيواجه إبداعنا المقروء والمسموع، والمشاهد وحتى التشكيلي، صعوبات في عملية التسويق العالمية، ونصبح خارج السوق بل خارج العالم الجديد.
وفى المقابل على المثقف العربي مواجهة التحديات التي يتعرض لها لمواجهة الخصم الثقافي المباشر وغير المباشر، المتمثل في التحديات التكنولوجية الجديدة، وليس أمامنا أفضل من التوجه إلى الطفل، الذي هو المستقبل المأمول. مع التمهيد ببعض الضرورات التكنولوجية والتربوية: توفير وسائل التقنيات الحديثة المعلوماتية، توفير سبل الاشتراك في شبكة الانترنت، تلقين الصغار سبل التعلم وكسر حاجز الرهبة مع التكنولوجيا الحديثة.. مع الاهتمام بالمرأة والطفل.. توطين التكنولوجيا الحديثة في مفاهيم الأجيال الجديدة.. الاهتمام بصناعة المعلومات.. والاهتمام بالتراث كمورد ثقافي.
أما مواجهة تحديات الخارج فذلك يكون بتهيئة الشعوب العربية للصراع الثقافي- المعلوماتي مع الخصم.
ويبدو أن خاتمة القول الفصل تبدأ مع السؤال:

"من أين نبدأ؟"


البداية في التربية.. والمدخل إليها هو الطفل، وركيزة كلتيهما هي الثقافة، لغة وثقافة الطفل التي تتكامل مع المعارف والتكنولوجيا الجديدة.

وقفة مع تاريخ أدب الطفل..

لقد وجد "الطفل" العربي الموقع المناسب من الاهتمام في فكر وعمل رجال الفكر والعقيدة إبان ذروة ونضج الحضارة العربية الإسلامية. وربما يعود ذلك إلى عدة عوامل: الشعور الإنساني للمجتمع والفرد الناضج بالبنوة والأمومة، وهو ما أشار إليهما القرآن والسنة في أكثر من موضع - اهتمام الشريعة الإسلامية بوضوح بشئون الطفل، وفى أحكام محددة، ومازالت مرجعا للعديد من القوانين المدنية حتى الآن - لقي الطفل اهتمام المؤسسة الدينية، منذ بداية الدعوة حتى رسخت وانتشرت. انعكس ذاك الاهتمام في العديد من السلوكيات والظواهر التربوية والاجتماعية، كما أن الفعل الحضاري انعكس أوضح وبجلاء مع العديد من المنجزات منها.. ما ألفه "ابن الجزار" الذي يعد أول منجز علمي في مجال الثقافة الصحية للطفل "سياسة الصبيان وتدبيرهم"، الذي قال فيه:"إن معرفة سياسة الصبيان وتدبير صحتهم باب عظيم الخطر جليل القدر، ولم أر لأحد من الأوائل المتقدمين المتطببين كتابا كاملا فيه".
أما الطبيب الفيلسوف "ابن سينا"، فقد أنجز للطفل جزءا هاما في كتابه الشهير في الطب المسمى "القانون".. وكتب "الرازي" رسالة علمية مفصلة في أمراض الأطفال والعناية بهم.. ثم كتب "القرطبي" في موضوع "خلق الجنين وتدبير الحبالى والمولودين".. أما "الطبري" فقد أفرد في كتابه "كناشة المعالجة البقراطية" مقالا في طب الأطفال.. يكفي أن نشير إلى أن الاهتمام بطب الطفل في أوروبا، واستخدام مصطلح طب الطفل فيها لم يستخدم إلا في القرن التاسع عشر فقط!
وفي مجال التربية والرعاية الاجتماعية للطفل في أكثر من كتاب، مثل "فاتحة العلوم"، و"أيها الولد"، و"إحياء علوم الدين".. من أقوال الغزالي: "اعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها، والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قالب لكل ما يملأ به، فإنْ عُوِّدَ الخيرَ وعُلّمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبوه وكل معلم له ومؤدب، وإنْ عُوّدَ الشرَّ وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له (إحياء علوم الدين: 783).
قد اعتبر الغزالي الطفل جزءاً من نفس أبيه، يحفظ ويصان كما اعتبره أمانة ومسئولية أمام الله تعالى. وقرر أن النفس تخلق ناقصة وإنما تكمل بالتزكية وتهذيب الأخلاق والتغذية بالعلم، حيث انه يقرر أن سلوك الخلق قابل للتغيير والتعديل.
كما لم يتوقف اهتمام "ابن سينا" بالطفل في مجال الطب (كما أشرنا)، بل لقي حفاوة وتحرصا منه في الجانب التربوي. يتركز رأي ابن سينا في تثقيف الطفل وتهذيبه يتركز على العقل الذي يعتبر أساس ثقافة الطفل وتربيته، وهو ما وضح في رسالته المسماة "في المعقول"، وفيها قسم ابن سينا العقل إلى عقل نظري وعقل عملي (كما جاء عند "كانط" فيما بعد).. ثم انتقل إلى أن ثقافة الطفل وتربيته وتهذيبه، لابد أن تأخذ في اعتبارها طابع الطفل وتكوينه، وأن الأطفال يختلفون في طباعهم وعقولهم وهذا الاختلاف والتفاضل بينهم هو من عطف الله وفضله.
ويحدد ابن سينا بعداً آخر لتثقيف الطفل وتربيته وتهذيبه وهو الاستعداد والرغبة. ويتوسع ابن سينا في تحديد بدايات تثقيف وتربية وتهذيب الطفل ويتبعها بحسب مراحل نمو الطفل من الطفولة المبكرة والوسطى والمتأخرة. وتتعدد الزوايا والرؤى التي تناول ابن سينا فيها جوانب الطفل.
كما بدا الاهتمام بالطفل في أوروبا مع دعوة المفكر "جون لوك" بالاهتمام برغبات الطفل، واعتبار ما كتبه "أيسوب" نموذجا جيدا للكتابة للطفل، ثم "جان جاك روسو" الذي كتب للطفل بالفعل كتابه الشهير "إميل"، بالرغم من أنه لم يكتب في الأدب بل في الفلسفة.. وهو ما تزامن مع محاولات الكتابة للطفل، خصوصا من السيدات أو من خلال نشاط الجمعيات النسائية. وقد اتسمت تلك الكتابات بقدر غير فني، كانت أقرب إلى المواعظ والأحكام الأخلاقية. وهو ما راج بفعل اكتشاف "آلة الطباعة"، مما دفع البعض إلى القول بأن اكتشاف آلة الطباعة أعطى دفعا جديدا وجادا في مجال أدب الطفل عموما، وزادت الصيحة بضرورة طباعة الكتاب الخاص بالطفل. ووجدت الدعوة صداها، فكانت كتب الطفل الحافلة بقيم الوعظ والإرشاد، كما اعتمدت على الأصول الشعبية، فحفلت بمواضيع الشيطان والجن والسحر. ومن المعروف أن أول مجلات الأطفال في العصر الحديث صدرت في فرنسا عام 1830م، بينما أول مطبوعة عربية في مجلة كانت عام 1870م (روضة المدارس - مصر).
وشهد القرن التاسع عشر مولد واحد من أهم من كتبوا في أدب الطفل في العالم، وهو الروائي الدينماركى "هانز أندرسون" (أشهر أعماله: البطة القبيحة- عسكري الصفيح الشجاع- عروس البحر الصغير- الحذاء الأحمر...). وربما راج أدب الطفل من بعده وبسببه.. ولم يوجد أدب الطفل في أمريكا إلا من بعده، وعلى يد "جون نيوبري" الذي خصص مساحة خاصة من محله التجاري لبيع الكتب، وقد زينه وبدأ يكتب للطفل وآخرين، ويعد رائد أدب الطفل في أمريكا، وخصصت باسمه أكبر جائزة في مجال أدب الطفل.

قواعد تربوية ونتائج بحوث في مجال مخاطبة الطفل (القرن العشرين)..

بدأت البحوث التربوية في مجال "الطفل"، خلال القرن العشرين، وانتهت في مجال قواعد الكتابة للطفل: معرفة الأصول والقواعد التربوية والنفسية للطفل.. فهم أصول فنية ملزمة لمخاطبة الطفل.. الحرص على مواصفات خاصة للكتاب الورقى المقدم للطفل، كما أن الشعر أو أي جنس فني أو أدبي يقدم للطفل له نفس الخصائص والأهمية. وفى الشعر للطفل قسمه البعض إلى "الشعر الملحمي" الذي يحكى قصص الملاحم والبطولات القومية، و"الشعر الغنائي" وهو الغالب على شعرنا العربي، و"الشعر الدرامي" وهو الذي يكتب وفق الأسس الدرامية (مسرح وغيره)، ثم "الشعر التعليمي" وهو الذي يصور الحقائق جماليا ولا يقدم تلك الحقائق تقريريا.
غالبا ما يتصف الطفل بصفات خاصة لكل مرحلة سنية: "قبل السادسة".. "حتى التاسعة".. "حتى الثانية عشرة".. "حتى الخامسة عشرة".. "حتى الثامنة عشرة". لكل مرحلة خصائصها النفسية والتربوية. وعلى كاتب الطفل مراعاة ذلك، حيث الطفل قبل السادسة يتصف بالأنانية واستخدام كلمة "أنا" مع ضمير المتكلم غالبا..وهكذا لكل مرحلة خصائصها.
يجب أن تتسم لغة الكتابة للطفل بالبساطة والوضوح، وإيصال الفكرة بأقل عدد من الكلمات، ثم التكرار غير المباشر.. ويمكن مراعاة مفردات الطفل الخاصة، التي قد تختلف من طفل في بيئة ما عن آخر.
وتأتي معاملة الآباء والأمهات، بل كل المتعاملين مع الصغار، خطوة عملية وإيجابية لتحقيق الهدف.. ألاّ نعامل الصغير على أنه رجل أو سيدة (صغار) بل على قدر عقولهم، حتى يعيش الطفل طفولته، ولكل مرحلة طفولة خصائصها.. أن تظل معاملة البنت أكثر رقة وأقل خشونة من معاملة الولد، مع بقاء تحميلهما نفس القدر من المسئولية.. مبدأ الثواب والعقاب هو المفتاح السحري للتعامل الإيجابي مع الطفل، وهو ما وافقته الأديان السماوية.. القدوة العملية من الوالدين هي البديل العملي عن التلقين المباشر لمفاهيم القيم العليا التي نرجو غلبتها في السلوك الخاص والعام، وهى وسيلة تنمية الوازع الضميري عند الصغار.. إذا كانت الملكات الخاصة والمواهب هبة سماوية يُوْدِعها الخالق في الإنسان، فلا يبقى سوى التنقيب عنها باعتبارها جوهر "التربية" وهدفها..

وماذا عن القرن الحادي والعشرين.. والطفل؟

شهد الوطن العربي منذ أواخر القرن الميلادي السابق (القرن العشرين) طفرة غير مسبوقة في مجال الاهتمام بالطفل على المستوى المؤسسي العام، والجمعيات الثقافية الخاصة، وحتى المجهودات الفردية المخلصة.
كما تعددت وسائل التعامل مع الطفل العربي مؤخرا، وهو ما ارتبط بالتقدم التكنولوجي لوسائل الاتصال والإعلام، وبالتالي لم تعد الجدة ثم الأم والمدرس أو المعلم وحدهم مصدر التلقين والمعرفة، مثلما لم تعد المدرسة كمؤسسة تربوية تعليمية (وحدها). ها هو ذا التليفزيون، الإنترنت وشبكته السحرية، الفيديو، الإذاعة، السينما، المسرح، الفنون الشعبية (من أقنعة وحكايات وأهازيج، بل وكل المعطيات الشعبية في قالب جديد، لكنه محتفظ بجوهره) ولن نغفل الدوريات والكتاب والمدرسة والمكتبة.
بعدما كانت "الكلمة" في المقدمة، أصبحت بعد الصورة، الصوت، الرسم، التلوين، ثم الكلمة. وبعدما كان "التلقين" هو الوسيلة لاكتساب المهارة، أصبح "البحث عن المعلومة" هو الوسيلة. لم يعد "ماذا تعرف عن؟" أصبح التوجه "كيف تعرف عن؟" أو "ماذا تفعل إذا؟".
بداية لا يمكن إلا أن نعترف بالممكن ونخاطب الصغير كإنسان قادر على "الاختيار" وليس تابعا لأفكار الكبار جبرا، فحبس بعض الوسائل الإعلامية الجديدة عن الصغار (كما يتبع بعض الآباء) لا يزيد الطفل إلا عنادا.
كان ظهور الكمبيوتر أو الحاسبات خلال الثلاثين سنة الماضية هو بداية لعصر جديد، وهو ما أطلق عليه "عصر الانفوميديا". تسللت أجهزة الحواسب إلى معظم الأجهزة المنزلية والصناعية حتى في ألعاب الأطفال. ودعنا من مشاركة الحاسوب كوسيط إعلامي وحافظ للمعلومات بل ومشارك في الأعمال الفنية (كما في أفلام الكرتون للأطفال).
سوف يتغير أسلوب استخدامنا للأجهزة المنزلية، وفى المصانع بل في الشارع وأماكن اللهو والتسلية. سوف يصبح هذا الجهاز هو الرابط الفعلي بين الفرد والعالم.. هنا الوقفة والسؤال:
وهل من فهم خاص يلزم الانتباه له ونحن في مجال الاهتمام بالطفل؟
جوهر الكتاب بات له منافس على شكل "الديسكات" أو الاسطوانات الحافظة، عوضا عن الشكل القديم للكتاب مطروحا. فالأسطوانة الواحدة تستوعب الكثير من الكتب وحتى الموسوعة البريطانية الآن حفظت في حوالي عشرين أسطوانة بينما عند حفظها على شكلها التقليدي في كتاب نكون في حاجة إلى حوائط غرفة كاملة لحفظها.. فضلا عن ميزة البحث السريع عن المعلومات المرغوبة وقت استعادتها.. كما أن تكلفة الكتاب الالكتروني تمثل 25% من تكلفة الكتاب الورقي.
ولا يبقى سوى أن يكون الطفل العربي الوليد مجهزا ومسلحا بمعارف التكنولوجيات الجديدة، ومعطيات التراث الثقافي التقني والمعرفي (القديم).
وقد حذرنا العلماء من إدمان الفيديو والتليفزيون والجلوس أمام شاشة الكمبيوتر، خصوصا عند الأطفال.. ولا عوض عن المشاركة والمعايشة الإنسانية للطفل. إن الخلط بين التكنولوجيا والأخلاقيات قضية متجددة ويجب إغفالها مطلقا. رصدت العيادات الطبية نسبة ممن أدمنوا الأجهزة لإصابتهم بالاكتئاب. هذا من جانب، وعلى الجانب الآخر تخوف البعض من واقع السماء المفتوحة، على الثقافات الأخرى التي قد تصل إلى حد التناقض مع ثقافتنا الإسلامية العربية. إلا أن الإرادة البشرية هي وحدها القادرة على السيطرة وتوجيه أي أنواع التكنولوجيا أفضل، وهى الفيصل الأخير في تطبيق مبدأ "الاختيار"، وهو ما يجب أن يكون ضمن معطيات تنشئة الصغار.

ملامح جديدة مع التكنولوجيا الجديدة

إن التقاط بعض السلبيات الفعلية والمتوقعة للتقنيات التكنولوجية المعاصرة في القرن الحادي والعشرين، يجعل الحديث حول "طفل القرن21" أكثر وضوحا وأهمية؛ فالتعرف على تلك السلبيات، ثم تعريف الطفل بها، من أهم الواجبات على كاهل المتعاملين مع الطفل. ومع ذلك فتلك المجالات الجديدة، التي بدأت تفرض تحققها، تحمل في طياتها بعض السلبيات:
*"الإبداع والنشر على شبكة الانترنت":
يبدو أن قدر الكتّاب والمبدعين أن بترصدهم البعض فتتحول الأفكار والأعمال إلى مشاع مباح ومتاح لغيرهم عن غير وجه حق. إن كانت الظاهرة قديمة، إلا أنها مع شبكة "الإنترنت" أصبحت المواد الإبداعية وغيرها على المشاع. هذا بالرغم من تلك المقولة الرائجة "حقوق الملكية الفكرية"!
والآن... ماذا لو تعدى هذا السطو وتم من جماعات إرهابية على أسرار ومعلومات خطيرة؟، لن نناقش الإرهاب وهويته، فقط نتساءل، أما وتلك التقنيات العلمية أصبحت مشاعا للجميع، يجيد استخدامها من الدول الفقيرة والغنية، من البلدان الضعيفة والقوية.. الكثير، أليس من المحتمل إساءة توظيف إمكانية فك الشفرات، وغزو البرامج وبث المعلومات الكاذبة وغيرها من الإمكانيات التي تلغي الأسوار وتحطم المغاليق؟!
*مجال التعامل مع شبكة الانترنت والملكية الفكرية:
يعد مجال الملكية الفكرية في الإبداع وغيره مثل مجالات التجارة الدولية، من التي يحاول بها إنسان القرن 21 تلافي بعض عيوب التكنولوجيا الجديدة.. والواجب توعية الطفل بها. وقد مر بعدد من المراحل والاتفاقيات، أولها: حماية المصنفات الفنية والأدبية في ظل اتفاقية "برن". كما أشار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى أهمية حقوق الملكية الفكرية (1948م). وتتمثل الحقوق في دفع مقابل مادي أو مالي لصاحب المنتج الفكري، بالإضافة إلى بعض الحقوق الأخرى مثل وضع اسم المؤلف، وشطب أو إضافة إلى جزء من المنتج. وغالبا يظل هذا الحق مدة خمسين سنة، إلا أن بعض الدول تحدده بسبعين سنة. (عدد الدول الموقعة على اتفاقية برن 112 دولة، منها: مصر-لبنان- تونس-ليبيا-المغرب-موريتانيا).
ثم كانت المنظمة العالمية للملكية الفكرية وبدأت أعمالها فعليا عام 1970م. (ثم أصبحت منظمة من منظمات الأمم المتحدة)، حيث تقوم بالإشراف على تنفيذ 21 اتفاقية متعلقة بالملكية الفكرية..(منها 6 اتفاقيات متعلقة بالملكية الفنية والأدبية). وهذه المنظمة لها مهام كثيرة، في مجال الأدب والفكر.. تشجيع مواطني الدول النامية على الابتكار الفني والأدبي، مع المحافظة على الخصوصية الثقافية الوطنية، وتحسين شروط اكتساب حق استعمال المصنفات الأجنبية.
كما برز الجانب التجاري المتصل بحقوق الملكية الفكرية من تداعيات اتفاقية "الجات" التي أبرمت عام 1947م (بدأت ب:22 دولة ثم وقع عليها عدد آخر حتى بلغت الدولة الموقعة 118 دولة)، بدأت باتفاقات ثنائية بين الدول خلال الاتفاقات التجارية العادية، حتى أصبحت بصورة جماعية لحماية الحقوق الفكرية باتفاقية "تربس" عام 1994م (وهى الاتفاقية المعنية بالجوانب التجارية المتصلة بالحقوق الفكرية).
تلتزم الدول، بناء على تلك الاتفاقية، بما يتعلق بالملكية الفكرية بوجه العموم، ثم الالتزام بكل فرع من الملكية الفكرية.. مثل حقوق المؤلف، العلامات التجارية، المؤشرات الجغرافية، التصميمات الصناعية، وبراءات الاختراع.. الخ. وتنص الاتفاقية على اللجوء إلى القضاء، مع توقيع العقوبات الجنائية والمالية..الخ.
أليس من المجدي البحث عن "ثقافة أخرى" ل: "صراع آخر"، سوف يتكفل به الطفل العربي مستقبلا؟! ليس إلا الطفل (رجل وسيدة المستقبل) كي يؤهل بوعي لمواجهة تلك القفزة في تعامل الأفراد والأمم تحت شعار "حقوق الملكية الفكرية".

وقفة مع مصطلح "أدب الطفل"

تساءل الكاتب "بيتر بروك": هل أدب الطفل هو ما نكتبه لهم أم هو ما يقرأونه؟
السؤال طريف وذكي، بل مثير للعديد من الأسئلة.. البعض يكتب للطفل وما هو للطفل!، الأطفال يقرأون للكبار أحيانا!!، أما وقد تعددت وسائل الاتصال ووسائط المعرفة والفن والأدب بحيث تداخلت معا في أوعية جديدة يصعب وصفها أدبا فقط أو معرفة فقط، أو حتى فنا من الفنون المحددة... ونظرا لانتشار وشيوع تلك الوسائط الآن مثل: الاسطوانات الرقمية، وشرائط الفيديو، بل مواقع الطفل بالشبكة الالكترونية (الانترنت).. كلها وغيرها امتزج مع مفاهيم المعلوماتية في التعليم المستديم والمعرفة المتجددة والمعلومات التي يلزم معها البحث عن طريقة-طرق للحصول عليها واستخلاص المعارف منها وبها، بعيدا عن الأوعية الجاهزة والتلقين المباشر.
الطريف المدهش أنه حتى عام 1975م لم يكن لأدب الطفل تعريف، بل لم يكن الطفل العربي قد نال الاعتراف بأحقيته في أدب يخصه ويخاطبه، وهو ما اتضح في مؤتمر اتحاد الكتاب العرب في الجزائر في 1975م، وقد أقر بعضهم أن ما يكتب للطفل ليس أكثر من "تعليم" و"تربية". وربما شاع لفترة (السبعينيات من القرن العشرين) استخدام مصطلح "أدب الأجيال الحديثة" وكأن "أدب الطفل" نقيصة أو إقلال من شأن ما كتب ومن كتب!
وقد قدم ثلاثة فرسان في الأدب العربي ثلاث محاولات لتعريف أدب الأطفال:
يقول الكاتب أحمد نجيب-مصر:
".. يجب أن تخضع الكتابة للطفل لثلاث مجموعات من الاعتبارات الرئيسية: الاعتبار التربوي، الاعتبار الفني العام الخاص بجنس الوسيط الأدبي، والفني الخاص بفنية المنتج الفني نفسه.. شعرا أو قصة.. الخ."
وهى مقولات عامة، فالاعتبار التربوي لم ينتبه إلى بيئة الطفل وثقافة مجتمعه، والاعتبار الفني بدا كنوع من تبسيط الجنس الأدبي المعروف عند الكبار حتى يكتب للصغار، كما اهتم في كتابه بشرح أوزان الشعر وتفضيل البحر "الكامل"، بينما من الأجدى تعريف كاتب الطفل بتلك الأوزان من خلال ملاءمتها للطفل من حيث الخيال والإيقاع والتراكيب، وهى العناصر المؤثرة في الطفل عند سماع الشعر.
ويقول الكاتب "هادي نعمان الهيثي-العراق":
".. أن أدب الطفل فرعا من فروع الأدب، وذو خصائص تميزه عن أدب "الكبار". أما موضوعه فهو عرض للحياة من خلال تصوير وتعبير متميزين".
واضح أنه سار على طريق سابقه "أحمد نجيب"، ثم اعتبر الجانب التربوي هو جوهر موضوع أدب الأطفال.
أما الكاتب "عبدالرزاق جعفر-سوريا" فقال: ".. الأدب هو تعبير عن الأفكار والأخيلة والعواطف بكلام فصيح وأسلوب متين جميل ويخضع لسنن الذوق السليم".
تعريف معجمي وتعليمي، وربما يصلح لأي أدب، وقد اكتفى بالوصف اللغوي فقط.
وقد ناقش الكاتب "عبدالتواب يوسف-مصر" هذه القضية في إحدى دراساته، إلا أنه طلب من القارئ الرجوع إلى أعمال كتاب كبار في مجال أدب الطفل، ممن حصلوا على جائزة "أندرسون العالمية" (مثلا) للتعرف على قامتهم التي يطالون بها "بلزاك ونجيب محفوظ".
كما نكرر ما رددته الكاتبة الأمريكية "مادلين لنجل" رئيسة اتحاد الكتاب والحاصلة على جائزة "نيوبري" الخاصة بأدب الطفل (أثناء زيارة لها لمصر منذ حوالي ثلاثة عقود): "أنا أكتب أدبا فقط، من يريد قراءته أهلا به، ومن لم يرد، فلا مشاكل"!!
الآن وبالنظر إلى المحاولات التنظيرية السابقة، ثم بالنظر إلى الوسائط المعلوماتية والتكنولوجية الجديدة، فلا حيلة لنا إلا الاعتراف بأن أدب الأطفال له محاوره وأهدافه (التي يبدو أنه غير مختلف حولها)، وكل ما يقدم للطفل فهو في جعبة "ثقافة الطفل"، تلك التي تتضمن "العلم والمعرفة- الثوابت العقائدية الدينية- العادات والتقاليد- الفنون الأدبية والتشكيلية والموسيقية والحركية والفنون الشعبية).. أليس "الكتاب الالكتروني" الآن في جملة خصائصه، يحمل مجمل ما يمكن أن يقال ويكتب للطفل على أنه أدب ويزيد (حيث الكتاب الالكتروني يتضمن، بالإضافة إلى المضمون والمحتوى، تلك المؤثرات الصوتية والصورة المتحركة والتداخل بينها وفنون التشكيل والإخراج الفني وغيره)؟!
أما بعد: فقد يكون مصطلح "ثقافة الطفل" أجدى للحديث ونحن نقصد الحديث عن "أدب الطفل"، نظرا لتعدد المعارف والوسائط والاحتياجات الجديدة للطفل بما يتناسب ومرحلته السنية والبيئة الثقافية الجديدة في العالم كله.

رؤية نقدية للواقع..

إذا كان الطفل الصغير من الأهمية بحيث يجب أن نعتبره مؤسسة كبيرة، فإننا في الحقيقة نحتاج إلى رؤية موضوعية على حال مكتسبات الطفل حاليا في الوطن العربي، خصوصا في جانب "النشر الالكتروني"..
نلاحظ أن الطفل في تقنية النشر الالكتروني يوجد مبعثرا على عدد من الأشكال داخل المواقع المختلفة على شبكة الانترنت:
الطفل في مواقع المرأة، الطفل في مواقع الأسرة، الطفل في مواقع عامة وجامعة، الطفل في مواقع تسلية وترفيه، الطفل في مواقع دينية عقائدية، الطفل في مواقع تعليمية، الطفل في مواقع خاصة بالطفل..
يلاحظ المتابع أن الطفل العربي حاضر في النشر الالكتروني مبعثرا بين مواقع ذات اهتمامات متعددة ومختلفة.. منها التي تتناول من جانب صحة الأم مع العرض للعديد من الجوانب المعلوماتية الطبية الخاصة بالأم ثم بالطفل في المرحلة الجنينية (فترة الحمل).. ومنها ما يعرض للحديث عن الطفل، من حيث هو عضو إضافي في الأسرة، مع الإشارة إلى معلومات تربوية يجب التزام الأبوين بها.. ثم هناك من المواقع العقائدية-الدينية التي تخاطب الطفل، من مفهوم كونه النبتة الأصيلة لإنسان ملتزم دينيا وأخلاقيا.. كما توجد المواقع التعليمية التي تخاطب الطفل من خلال المناهج الدراسية والمعلومات المدرسية.. وأخيرا هناك المواقع التي تقدم الألعاب والتسالي للترفيه بعامة.
أما الحديث عن طبيعة وخصائص المواقع المختلفة التي تتعامل مع الطفل.. فهي إما مواقع ذات اهتمام ثقافي عام، ويمكن نشر ما يخص "الطفل" عليها، باعتباره ثقافة عامة.. مثل موقع "ميدل ايست أون لاين"، ومواقع ثقافية-أدبية بالدرجة الأولى، ترعى الأدب والكلمة وتضع من جوانب اهتمامها، نشر ما يخص الطفل إبداعا ومقالات أدبية.. مثل موقع "القصة السورية". كما توجد مواقع مخصصة للطفل ولا تخاطبه بالدرجة الأولى، بل تسعى لنشر كل ما يتعلق بالطفل: أخبار- إبداع- دراسات- وغيره.. مثل موقع "أدب الأطفال". وأخيرا هناك المواقع التي تعيد نشر منتج ورقيّ سبق نشره، مثل مواقع المجلات والدوريات الخاصة بالطفل.. وهى عديدة، مثل مجلات: "علاء الدين- العربي الصغير- ماجد- براعم الإيمان...وغيرها".

لعل مجمل سلبيات تلك المواقع في مجملها:

- عدم الالتزام الدقيق بخصائص المرحلة العمرية للطفل، وحتى الآن لا يوجد في مواقع الانترنت العربية الموجهة للأطفال ما يشير إلى المرحلة العمرية التي تخاطبها.. وكأن الموقع يرى وضع كل الأطفال في سلة واحدة.
- مخاطبة الطفل الأنثى والذكر على قدر واحد من التناول.. سواء في الموضوع أو المعالجة، على الرغم من أهمية التمييز بين الجنسين، خصوصا بعد الثانية عشرة.
- تقديم المفاهيم الغربية للأعمال المترجمة للطفل بشخصياته، ومفاهيمه وكأنه الشخصية النموذج الذي يجب على الطفل الاقتداء به.. فشاعت شخصيات "السوبرمان"، الرجل الأخضر".. وغيرهما بكل ما تحمله من مفاهيم أقل ما يقال فيها إنها في حاجة تدجين ومواءمة، وتلك المواقع لم تختلف عن بعض المجلات المترجمة للطفل ويتم تداولها في الأسواق.
- سهولة النشر، والرغبة في الحضور على شبكة الانترنت، شجّعتا البعض على اقتحام عالم الطفل، دون دراسة حقيقية لاحتياجات الطفل، وبلا وعي بخصائص الطفل النفسية والتربوية والسلوكية.
- أما عن مضامين الموضوعات التي تقدم للطفل، فهي على شقين: إما البعد عن روح الطفل في التناول مع تقديم المعلومة قبل التناول الفني.. أو الاهتمام بالمعلومة البعيدة دون القريبة، وربما أنسب مثال على ذلك، تناول وتقديم الشرائع الإسلامية قبل الاهتمام بالسلوك الإسلامي والدلالة القيمية، وهى التي يحتاجها الطفل أكثر.

والسؤال هو: من أين نبدأ؟

البداية في التربية، ولا يمكن إغفال التعليم، وليس التعليم التقليدي فقط، بل التعليم عن بعد، بتوظيف التقنيات الحديثة لتسهيل العملية التعليمية داخل دور الدراسة، ثم مع توظيفها للحصول على الدرجات العلمية المعتمدة، فمن المعروف أن مرحلة الطفولة (حتى 18سنة) هي أهم مراحل التحصيل العلمي، وربما بعدها قد يتجه المرء للحياة العملية.
لذا فالبدء في تصميم البرامج الثقافية والتربوية والتعليمية للطفل، يعد الخطوة الأعلى لإنجاز تلك المهمة.. مع ضرورة توافر ملامح عامة وهامة:
*أن يوفر للطفل المعلومة.. وإبراز السلوك القويم والقيم العليا، كل ذلك في إطار جذاب ومشيوِّق، معتمدا على مراعاة المرحلة العمرية للطفل، مع إعمال التفكير الابتكاري لدى الطفل.
*كما أن توفير الأسطوانات أو الأقراص الإلكترونية (الديسكات) بات شائعا، ويجب عدم إغفال أهميته كخامة وكوسيلة قادرة على احتواء كم هائل من المعرفة.
*أن يضم الديسك أو الاسطوانة على التتابع والتوازي: المادة اللغوية والمادة الفنية أو الرسومات المكملة التوضيحية. وقد وجد المختصون أن الألوان "الأصفر- الأحمر- الأزرق" هي أهم الألوان للطفل حتى سن التاسعة.
*كما يجب أن يكون الخط واضحا وكبيرا.
*يجب أن تكون الرسوم مكملة للمعنى، بل يمكن الاستغناء عن المفردات الكثيرة، مقابل التوضيح بالرسم مع الجمل القصيرة.. هذا بالإضافة إلى إبراز الصورة المقربة، وإهمال الخلفية في الرسوم التوضيحية، وتوظيف تقنيات الكمبيوتر فى ابراز الصورة من أكثر من جانب أو بأبعادها الطبيعية.
*هذا مع استخدام التقنيات الحديثة في إطار من الإخراج الفني الملائم الجذاب.
*البعد عن النصح والإرشاد وبالعموم عن المباشرة وإصدار الأوامر للطفل، حتى يعتاد الطفل على استنتاج الحقائق.
*أن تغلب روح الطفولة على المادة المنشورة (الملائمة لسن الطفل ولجنس الطفل).
*تقديم المادة الثقافية- العلمية- التعليمية في إطار يحث الطفل على المشاركة، وتأهيله للتفكير الابتكاري، بعيدا عن التلقين.
*أن يصبح التعامل مع جهاز الكمبيوتر ومعطياته (في النهاية) لعبة بين يدي الطفل.
أخيرا.. لم يفقد الكتاب التقليدي مكانته (ولن!!)، أما القضية فهي ضرورة الاستفادة من المنجزات التقنية الحديثة، فالإرادة البشرية وحدها هي القادرة على توجيه أي أنواع تكنولوجية تستجدّ في ساحة المعرفة.. ولا خيار أمامنا إلا الهرولة نحو إنجاز الطفل العربي القادر على التعامل مع التقنيات الجديدة.

المصدر: السيد عبدالعزيز علي نجم
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 110/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 2144 مشاهدة
نشرت فى 2 يناير 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,764,947

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters