؛ نموذج الإشراف بالأهداف .

 

تمهيد:

الإشراف التربوي كما يشير عدد من التربويين ومنهم مرسي (1993،ص326) والخطيب والفرح(1407هـ،ص184) عمليّة تشاركيّة، تكاملية ،تعاونية ، بين المشرف التربوي والمعلم، بقصد تحسين وتطوير العملية التربوية ومساعدة المعلمين على النمو المهني وتحسين مستوى أدائهم وتدريسهم ، مما يؤدي إلى تكامل بناء شخصية الطالب من جميع جوانبها .

ومن هنا يمكن القول بأن  "الإشراف التربوي عملية فنية شورية قيادية إنسانية شاملة غايتها تقويم وتطوير العملية التعليمية والتربوية بكافة محاورها ". (الإدارة العامة للإشراف التربوي،1428هـ،ص13)

 ولكي تتحقّق الأهداف المرجوّة ، لا بد من التعاون القائم على الثقة والتفاعل الإيجابي بين الطرفين ، وبناء على ذلك ظهرت النماذج الحديثة للإشراف التربوي ومن ضمنها الإشراف بالأهداف .

وقد أوصت عدد من الدراسات مثل دراسة البريكان (1422هـ)ودراسة نشوان (1407هـ) وغيرهما بضرورة الأخذ بأهم الاتجاهات الحديثة في الإشراف التربوي، ومن ضمنها الإشراف بالأهداف الذي  يعنى  باشتراك المعلمين مع المشرف التربوي في صياغة الخطة الإشرافية وتوزيع العمل فيما بينهم بروح الفريق، الأمر الذي يزيد من حماسهم لتنفيذ الخطة وتحقيق أهدافها .

و يعد نمط الإشراف بالأهداف امتداداً طبيعياً للإدارة بالأهداف ، حيث دأبت المؤسسات التربوية على الاستفادة مما لدى المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والصناعية ، وغيرها من أفكار واتجاهات مفيدة ، وتوظيفها في خدمة أهداف التربية والتعليم من مثل استفادتها من الإدارة العلمية والعلاقات الإنسانية وإدارة الجودة الشاملة ومهارات التعليم الأساسية ( الحاسوب،تنمية التفكير،عمليات الاتصال)وغيرها (البابطين،1425هـ،ص162).

ويرى بعض الباحثين أنه على الرغم من أن أدوار المشرف التربوي بالمفهوم الشامل تتضمن مجالات عدة ( مناهج وطرق التدريس ،الاتصال التربوي،القيادة التربوية،التقويم التربوي، الإدارة التربوية)  إلاّ أن دوره الإداري واضح من خلال استخدام العمليات الإدارية الأساسية الآتية :التخطيط،التنظيم، الإشراف،التنسيق ،التقويم ، وفي ضوء الدور الإداري للمشرف التربوي تم تطبيق مبادئ الإدارة بالأهداف على الإشراف التربوي وفق ما ذكره نشوان (1413هـ،ص253).

 

فلسفة أسلوب الإشراف بالأهداف :

 

لا ينطلق أسلوب المشرف التربوي من فراغ ولكنه يتأثر بالبيئة المحيطة به ، ولا يمكن للمشرف التربوي تطبيق أسلوب الإشراف بالأهداف قبل معرفة اتجاهه نحو تفسير السلوك الإنساني ، فإن كانت نظرته إلى المعلمين  من زاوية نظرة الإدارة التقليدية المتمثلة في نظرية X الإدارية التي تنظر إلى الإنسان نظرة سلبية ، فإن تطبيق أسلوب الإشراف بالأهداف لا يصلح حينئذ ، في حين يصلح تطبيق أسلوب الإشراف بالأهداف مع المشرف التربوي الذي ينظر إلى الإنسان من زاوية نظرة الإدارة الحديثة المتمثلة في نظرية Yالإدارية التي تنظر إلى الإنسان نظرة إيجابية متفائلة.

 

مفهوم الإشراف :

هو عملية التوجيه والرقابة لكل ما يدور في مجال العمل من أنشطة إدارية وتنفيذية بغرض تحقيق أكبر قدر من الإنتاجية ،كماً وكيفاً وباقل تكلفة في الموارد .

 

مفهوم الإشراف بالأهداف :

يعرف الإشراف بالأهداف على أنه "عملية مشاركة جميع الأفراد المعنيين بالعملية الإشرافية في وضع الأهداف المراد تحقيقها بغرض زيادة فاعلية العملية الإشرافية وتتضمن هذه العملية تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس والتطبيق ، ونتائج محددة بدقة وبرامج واقعية ، وتقييماً للأداء في ضوء النتائج المتوقعة" . (البابطين،1425هـ،ص164).

 

وهو أن يحدد كل من الرئيس والمرؤوس الأهداف معا ، ويتم تحديد أنماط المسؤولية لكل شخص سواء كان المعلم أو المشرف أو المدير ، بحيث تؤخذ هذه الأهداف كمعايير للحكم على أداء المعلم .

 

1- عقد لقاءات دورية بين المشرف والمعلمين لإجراء تحليل موضوعي وعلمي للأهداف ، ويتضمن ذلك توحيد الفكر بين المعلمين وتحديد مصادر إشتقاق الأهداف .

2- صياغة وتحديد الأهداف من قبل المشرف والمعلمين معا ،ثم كتابتها .

3- تدارس الإمكانات المادية والبشرية الكفيلة بمساعدة المعلم على تحقيق الأهداف ، ومعرفة ملائمتها للأهداف .

4- تحديد مستويات التمكن التي تعد معايير تستخدم في الحكم على أداء كل معلم .

5- التخطيط الجيد لأساليب الملاحظة ،ويقتضي ذلك معرفة دور كل من المعلم والمشرف وجمع معلومات اللازمة لتحقيق الأهداف.

6- تقويم عمليات التخطيط والتوجيه للمشرف .

7- متابعة وملاحظة المعلم بعدد من اللقاءات .

8- مراجعة الأهداف في حالة عدم تحقق الأهداف ،بحيث يتم التأكد من مستويات التمكن ومدى شمولية الأهداف ثم إدخال تعديلات عليها ومن ثم تكرار ما سبق.

 

إيجابيات هذا الأسلوب :

1- يكفل رفع مستوى المعلم مهنيا وعلميا .

2- يجعل الأهداف أكثر واقعية .

3- يؤدي إلى تحسين عملية التغذية الراجعة .

 

الافتراضات الأساسية لنموذج الإشراف بالأهداف:

 

يقوم نموذج الإشراف بالأهداف في فلسفته على افتراضات أساسية توجه حركته وكيفية تطبيقه ، وهذه الافتراضات وفق ما يذكره عدد من التربويين ومنهم السعود( 1423هـ،ص220) ونشوان (1413هـ، ص65) وغيرهم ، هي :

 

1- يميل المعلمون في المؤسسات التربوية إلى معرفة وفهم النواحي المتوقع منهم أن يقوموا بها.

2- أن لدى المعلمين رغبة قوية في الاشتراك في عملية اتخاذ القرارات التي تؤثر على عملهم .

3- يرغب المعلمون في الوقوف على أدائهم، وهل كان أداءً مرضياً أم أداء رديئاً.

 

 

وقد أدت هذه الافتراضات الثلاثة إلى بلورة أسس تفصيلية يقوم عليها نموذج الإشراف بالأهداف تتمثل فيما يأتي:

 

1- يميل أداء المعلمون إلى التحسن عندما يفهمون جيداً  أهداف المؤسسة التربوية التي يعملون فيها.

2- يتجه أداء المؤسسة التربوية إلى التحسن عندما يكون هناك اتفاق بين المشرفين والمعلمين على الأمور التي سينجزها المعلمون.

3- يتجه أداء المعلمين إلى التحسن عندما يعطون تغذيه راجعة تعينهم على رؤية ما أنجزوا وما لم ينجزوا.

4- يتجه أداء المعلمين إلى التحسن عندما يعطون الفرصة للتعلم والنمو وإذا ما أقر رؤساؤهم لهم بما أنجزوا من أعمال .

 

 

 

 

مبادئ الإشراف بالأهداف:

 

 

يقوم الإشراف بالأهداف على مبدأين أساسين هما : مبدأ المشاركة و مبدأ تحديد الأهداف، وذلك وفق ما يذكره البابطين (1425هـ،ص164) وأبو الوفا وعبدالعظيم (2000م، ص 179)ونشوان (1413هـ، ص43) وغيرهم ، و ذلك على النحو الآتي :

 

 

أولاً : مبدأ المشاركة:

 

ضرورة المشاركة بين المشرفين والمعلمين في تحديد الأهداف ، وضرورة صياغتها وتحديدها على نحو يساعد على تحديد الوسائل والطرق المتعلقة بالتنفيذ ومن ثم طرق التقويم المناسبة لأن المشاركة فيها بين المشرفين والمعلمين تساعدهم جميعاً على زيادة فعاليتهم من أجل تحقيق الأهداف ، كم أنها تحقق النتائج الآتية :

 

 

  1-  الالتزام:

 

يساعد الإشراف بالأهداف على إيجاد نوع من الالتزام لدى جميع المشرفين والمعلمين نحو تحقيق الأهداف الموكلة إليهم، وهذه فائدة كبيرة يحققها الإشراف بالأهداف، و يتميز بها عن الإشراف التقليدي الذي يفرض الأهداف على المعلمين دون أن يكون لهم علاقة بصياغتها.

 

 

2-تحمل المسؤولية:

 

يساعد الإشراف بالأهداف على تحمل المسؤولية وذلك عندما يشارك المعلمون  مشرفهم في صياغة الأهداف وتحديدها وحينما يتفقون  على الأهداف ، ويوزعون الأدوار بينهم بحيث يتولى كل منهم أهدافاً محددة خاصة ويتولون إنجازها.

 

 

 

3-رفع الروح المعنوية:

 

فعندما يشترك المشرفون والمعلمون  في التخطيط لعملهم ، يساعد ذلك على أن يحققوا  ذواتهم، بالإضافة إلى إكسابهم الشعور بأهمية ما يقومون به من عمل مما يرفع من روحهم المعنوية .

 

ثانياً: مبدأ تحديد الأهداف:

 

 يقوم الإشراف بالأهداف على وضع الأهداف على شكل النتائج المرجو تحقيقها ،والأهداف غاية في الأهمية في الإشراف بالأهداف، ولذا فلابد أن تكون هذه  الأهداف واضحة لدى جميع المشرفين والمعلمين المعنيين بتحقيقها ومحددة بفترة زمنية معينة، يتم خلالها مراجعة ما ينجز من هذه الأهداف باستمرار وعلى فترات زمنية معينة . (نشوان  1413هـ ، ص 46)

 

مراحل تطبيق نموذج الإشراف بالأهداف :

 

يمر تطبيق نموذج الإشراف بالأهداف بأربع  مراحل هي : مرحلة وضع الأهداف، و مرحلة وضع الخطة ، و مرحلة التنفيذ والمتابعة ، و مرحلة قياس الإنجاز ،  وذلك على النحو الآتي :

 

المرحلة الأولى : وضع الأهداف :

 

تعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل والخطوات، وذلك لأن الأهداف جزء أساس وهام جداً في الإشراف بالأهداف  وقد أشار إلى هذه المرحلة (أوديورن ) بقوله: إن الخطوة الأولى في الإدارة بالأهداف هي تحديد الأهداف ومن ثم اقتراح الأنشطة أو النشاطات اللازمة لتنفيذها، فإذا كانت صياغة الهدف مناسبة، فإن الأنشطة الأخرى توجه نحو الهدف . (نشوان   1413هـ ، ص 54) .

 

 

 

وللأهداف شروط وخواص من أهمها وفق ما يذكره الهواري (1999م،ص106) ومطاوع وحسن (1402هـ،ص139) ما يأتي  :

 

1- أن تتم صياغة الأهداف بشكل واضح ودقيق، وهذا يعني أنه يجب الابتعاد عن العبارات العامة والألفاظ الغامضة أو الكلمات التي لها معان متعددة وتحتمل التفسير بعدة وجوه.

2- أن تكون الأهداف واقعية ومعقولة، أي ممكنة التحقق، ويترتب على هذا دراسة إمكانات المدرسة والمعلمين وقدراتهم الفعلية على تحقيق الأهداف الموضوعة، وبشكل خاص الموارد المالية المتاحة والطاقات البشرية المطلوبة والزمن اللازم لتحقق الأهداف، وأن لا تكون مثاليه لدرجة يستحيل تحقيقها.

3- أن يشترك المشرفون والمعلمون  في صياغة الأهداف و أن يتم ذلك بأسلوب شوري .

4- أن تتسم الأهداف بالمرونة التي تجعلها ممكنة التحقيق فيما لو تغير الموقف التربوي لأي سبب طارئ .

 

المرحلة الثانية : وضع الخطة :

 

الخطة برنامج عمل لتحقيق هدف أو أهداف معينة ، والخطة جزء هام للإشراف الفعال ، إذ أن الهدف بدون خطة لتحقيقه ما هو إلاّ حلم أو توقع .ولذا يجب أن يكون لكل هدف خطة وجدول زمني ، تبين ما يجب القيام به لتحقيق الهدف . (نشوان   1413هـ ، ص 57) .

 

ويتوقف تحقيق الأهداف والنتائج المتوقعة على تحديد النشاطات التي ينبغي ممارستها لتحقيق هذه الأهداف، وكذلك تحديد الموارد المالية والبشرية والفنية اللازمة، ويتطلب ذلك دراسة احتياجات المدرسة والمعلمين الفعلية من الأموال المطلوب توفرها، والمواد والمعدات والأجهزة المطلوبة،  ولذا فإنه يجب وضع خطة عمل لتأمين هذه الموارد بالكميات المطلوبة والنوعيات اللازمة في الوقت المناسب كي لا تقف حجر عثرة في وجه التنفيذ  .

 

المرحلة الثالثة : التنفيذ والمتابعة :

 

بعد اكتمال المرحلة السابقة يبدأ التطبيق، ويعتمد التنفيذ على تحفيز المعلمين  لإشباع دوافعهم المختلفة والعمل على تحقيق التوازن بين مصالحهم ومصالح المدرسة .ومن الضروري متابعة التنفيذ استناداً إلى المعايير المحددة مسبقاً .

 

و متابعة التنفيذ في غاية الأهمية للتأكد من أن عمليات التنفيذ تسير وفقاً للخطة المرسومة وأن الانحرافات لا تتجاوز الحدود المقبولة ،  ولذا فإن  الهدف من المتابعة  اكتشاف الأخطاء- أثناء التنفيذ- والتعرف على العقبات لتذليلها ولتصحيح المسار المؤدي إلى الهدف الأصلي.

 

المرحلة الرابعة: قياس الإنجاز:

 

بما أن نموذج الإشراف بالأهداف يركز على تحقيق الأهداف بفعالية فإن الأمر يستوجب بل ويحتم وجود وسيلة لقياس الإنجاز، فبدون هذا العنصر يصعب الحكم عما إذا كانت الأهداف قد تحققت أم لا؟.

 

وفي هذا الشأن يقول ( دركر) "لن تكون هناك نتائج بدون تقديرها بموضوعية، فمن الضروري معرفة النتائج المرغوبة، وتحديد ما إذا كانت هذه النتائج المرغوبة قد تم تحقيقها وإنجازها، والقياس هنا يجب أن يكون قياساً للإنجاز أكثر من كونه قياساً للجهد" .

 

ولا يتم قياس الإنجاز في نهاية الخطة فقط، بل يجب أن تكون عملية القياس مستمرة. وتتم عن طريق التغذية الراجعة المستمرة. فالمشرفون والمعلمون  يقّومون مدى تحقيقهم للأهداف باستمرار أثناء تقدمهم في العمل، والتغذية الراجعة تتم على فترات زمنية جنباً إلي جنب مع تنفيذ الخطة، وتفيد التغذية الراجعة في إجراء التعديل سواء في الخطة نفسها أو في الأهداف. (نشوان،  1413هـ ، ص 58) .

 

ولذا فإن وجود معايير تقيس مدى تحقق الأهداف من الضرورة بمكان لأن دقة القياس ومصداقيته تعكس وبشكل جلي قدرة المؤسسة التربوية على تحقيق الأهداف المنشودة، وتوضح الانحرافات التي قد تحدث أثناء التنفيذ، وبالتالي يمكن تلافيها والتقليل من آثارها السيئة على المؤسسة التربوية بخلاف ما إذا أهملت واستفحلت فإن الأمر فيما بعد يكون أكثر صعوبة وأشد تعقيداً عند محاولة الخلاص أو العلاج لهذه الانحرافات. (السعود ، 1423هـ ،ص221)

 

ويفصل  بعض التربويين مراحل عملية الإشراف بالأهداف إلى خطوات عدة ، وذلك على النحو التالي : (نشوان   1413هـ ، ص 254) .

 

 

1- يقوم المشرف التربوي بتحديد الأهداف ذات الأولوية مع المعلمين على أن تكون الأهداف المختارة واضحة ومحددة وقابلة للتحقيق في فترة زمنية معقولة.

2- يقدم المشرف التربوي مؤشرات ومعايير الأداء (الطرائق والوسائل )التي تلبي الأهداف الواردة في الخطوة رقم(1).

3- اشتقاق أهداف جزئية تنبثق  عن الأهداف الواردة في الخطوة رقم(1).

 4-وضع أهداف إجرائية (عملية) لكل جانب من جوانب الإشراف المنوي العمل فيها .

5- اشتراك المشرف والمعلمين في وضع معايير لقياس الأهداف الجزئية من أجل تقويمها .

6- تقدير مشترك من جانب المشرف التربوي والمعلمين لجدوى الأهداف الجزئية .

7- صياغة أهداف جزئية بديلة ، تستخدم عند فشل تحقيق الأهداف الأولى.

8-اشتراك المشرف والمعلمين في اختيار الاستراتيجيات التي ستتبع في تحقيق الأهداف .

9- تنقيح المهام الموكلة لكل فرد من أفراد الفريق .ومراجعة الخطط التفصيلية وأدوار كل مشترك .

10- دراسة أثر الأنظمة الفرعية الأخرى ذات الصلة بنظام الإشراف التربوي .

11- مراقبة العمليات وضبطها . وهذه عملية مستمرة يجب أن تسير مع العملية الإشرافية .

12- تقويم الأداء وتحليل النتائج .

13- إعادة الدورة مرة أخرى .

 

أثر تطبيق نموذج الإشراف بالأهداف على الوظائف الإدارية :

 

يؤثر تطبيق  نموذج الإشراف بالأهداف على عدد من الوظائف الإدارية ومنها  من السلطة والمسؤولية و القيادة و الرقابة والتقييم و وصف الوظائف وذلك على النحو الآتي :

 

1-                  السلطة والمسؤولية :

 

إن مفهوم السلطة في ظل الإدارة التقليدية مفهوم قانوني ورسمي، فسلطة أي منصب مستمدة من القوانين والأنظمة واللوائح المعمول بها ومرتبطة- إلى حد كبير- بموقع المنصب في الهيكل التنظيمي بغض النظر عن مدى إسهام المنصب في تحقيق أهداف التنظيم ،وكذلك الحال بالنسبة للمسؤولية، فهي تعني محاسبة الموظف بالنسبة لمدى تقيده بالقوانين والأنظمة، ومدى شرعية تصرفاته مع عدم ارتباط ذلك بصورة مباشرة بمدى إنجازه للنتائج المتوقعة منه.

 

أما في ظل نموذج  الإشراف  بالأهداف فإن الصورة تختلف، فسلطة المنصب يتم تحديدها على أساس حاجة شاغل المنصب الفعلية إلى الصلاحيات التي تمكنه من إنجاز أهداف محددة، فالمشرف أو المدير أو المعلم  يمنح سلطات كبيرة ومرنه في اتخاذ القرارات ولكنه وفي نفس الوقت يحاسب على ما أنجزه من نتائج وفقاً للمعايير المتفق عليها مسبقاً، أي أن المسؤولية في ظل نموذج الإشراف بالأهداف تتمثل في محاسبة المشرف أو المدير أو المعلم  على مدى مساهمته في تحقيق أهداف المؤسسة التربوية  أكثر من محاسبته على كيفية ممارسته لصلاحيات وظيفته .

 

2-                  القيادة:

 

يجب على المشرف التربوي  أن يكون أسلوبه في الإشراف بالأهداف أسلوباً شورياً يسمح بمشاركة المعلمين  في تحديد الأهداف والنتائج التي يتوقع منهم  تحقيقها ، ولذا فاشتراك المشرف مع المعلمين في وضع الأهداف يعد شرطاً أساساً لنجاح نموذج الإشراف بالأهداف، ولا يُقصد بالاشتراك المشاركة الشكلية، بل لابد من المشاركة الحقيقية المتمثلة في قبول المشرف أراء ومقترحات المعلمين حتى ولو كانت مخالفة لآرائه، إذا كانت تؤدي إلى زيادة إسهام المعلمين  في تحقيق أهداف المؤسسة التربوية ، وهذا يتطلب منه أن يجتمع مع المعلمين ويناقش معهم أهداف المؤسسة التربوية ودورهم في تحقيق تلك الأهداف والعقبات التي تعترض سبيل تحقيقها وتشجيعهم على وضعها في حيز التنفيذ لتنبع الأنشطة منهم .(الحقيل ،1414هـ،ص178)

 

إن اشتراك المعلمين في وضع الأهداف مبني على نظرية أن الفرد إذا اشترك اشتركاً حقيقياً في وضع هدف معين فإنه ينمو لديه الدافع القوي لتحقيقه.

 

 

3-                  الرقابة والتقييم:

 

الرقابة بالمفهوم التقليدي تعني الرقابة المشددة على موارد المنظمة وكيفية استخدامها، وهي تهتم بالتدقيق على مخصصات التنظيم المالية والمعدات والأجهزة المستخدمة والمعلمين، وكيفية إنفاق المخصصات المالية واستخدام المعدات وطريقة أداء المعلمين للمهام الموكلة لهم، وهي تهتم بشكل رئيس بمحاولة تحديد الأخطاء وإيقاع العقوبة على المعلم الذي يخالف القوانين والأنظمة واللوائح المعمول بها ، أما في ظل نموذج الإشراف بالأهداف فإن الرقابة تتمثل في متابعة الإنجاز لمعرفة مدى إسهام المعلم  في تحقيق الأهداف والوصول إلى النتائج المتوقعة والكشف عن جوانب القصور والانحرافات للتغلب عليها وتلافيها وتعديل المسار إذا لزم الأمر .

 

وعليه فإن الرقابة على مدى إنجاز الأهداف تفوق الرقابة على المدخلات والنشاطات من حيث الأهمية، لأن غاية النشاط الإداري أهم من الوسيلة، والنتائج أيضاً أهم من الممارسات الإدارية.

 

4-                  وصف الوظائف:

 

يتم وصف الوظائف في ظل الإدارة التقليدية بتحديد مهام واختصاصات كل منصب إداري ،  ومظاهر السلوك التي يجب على شاغلي المنصب أن يتقيد بها والحد الأدنى من المؤهلات العلمية والخبرات العملية، أي أن الاهتمام يتركز بالدرجة الأولى على مدخلات الوظيفة وواجباتها ومسؤولياتها ومهامها. أما في نموذج الإشراف بالأهداف فيتم وصف وظيفة المعلم على أساس تحديد درجة مساهمتها في تحقيق أهداف المؤسسة التربوية، وكل منصب إداري يستمد منطقه ومبرره من النتائج المتوقع تحقيقها. (نشوان،  1413هـ ، ص 63) .

 

ايجابيات و سلبيات نموذج الإشراف بالأهداف :

 

لاشك أن لكل نموذج  مزايا كما أن له سلبيات، وتظهر قدرة الإداري الناجح في محاولة تعزيز الايجابيات ومحاولة تلافي أو تقليل أثر السلبيات على العملية الإدارية.

 

أولاً : ايجابيات نموذج الإشراف بالأهداف :

 

لعل من أبرز ايجابيات نموذج الإشراف بالأهداف ما يأتي  : (نشوان 1986م  ص 5).

1- يجعل الأهداف واضحة ومحددة لجميع العاملين في المؤسسة التربوية ،ويعني بذلك صياغة الأهداف على نحو يساعد على قياسها وتقويمها.

2-  يساعد الإشراف بالأهداف على تحديد أدوار ومسؤوليات وسلطات المشرفين والمعلمين في المؤسسة التربوية .

3- يلمس المعلم ثمرة جهوده بوضوح فتتحسن معنوياته وترتفع بالتالي إنتاجيته بفضل إنجاز الهدف الذي يضعه نصب عينيه فتتحسن تبعاً لذلك الإنتاجية .

 

4- يساعد الإشراف بالأهداف على زيادة فعالية تنفيذ الخطط ومتابعتها فهو يركز اهتمام العاملين على الأعمال التي تساهم فعلاً في بلوغ الأهداف المحددة مما يؤدي إلى عدم ضياع الجهد والوقت في أعمال غير مفيدة.

 

5- يساعد في تقييم الأداء وتحديد المسؤولية وتحقيق فعالية الرقابة، فالمعلمون يكونون مسؤولين عن تحقيق أهداف معينة والوصول إلى نتائج محددة ضمن إطار زمني واضح، وبالتالي يمكن تقييم أدائهم بنسبة ما يسهمون به في تحقيق هذه الأهداف والنتائج.

6- لنظام الإشراف بالأهداف تأثير فعال على نظام التعويضات والمكافآت والترقيات، فقد كان نظام المكافآت مبني على مبدأ الجدارة وهو تعبير فضفاض، وأصبح مرتبطاً بالأقدمية، أما نموذج الإشراف بالأهداف فيرى ضرورة ربط المكافأة والتعويض بدرجة إنجاز الأهداف، ودفع المكافآت بما يتناسب مع درجة تحقيقها .

 

7- تحسين عملية اتخاذ القرارات، حيث تتاح للمعلمين فرص المشاركة فيها وتبادل المعلومات وذلك وصولاً إلى قرارات أفضل.

8-  يهيئ الإشراف بالأهداف الفرصة للمعلمين  في المؤسسة التربوية للتطوير والنمو الذاتي.

9-  يتحسن التنسيق والعمل الجماعي بين أفراد المؤسسة التربوية و تقل ازدواجية العمل.

10-                       عناية  الإشراف بالأهداف بنوعي التغذية الراجعة الأمامية والمرتدة . ويقصد بالأمامية أو القبلية ما يقوم به المشرف التربوي من الاجتماع  بالمعلم قبل الزيارة الصفية وإخباره  بما يتوقع منه ، والاتفاق معه على الأهداف المراد تحقيقها ، أما التغذية الراجعة أو المرتدة أو البعدية  فيقصد  بها ما يقوم به المشرف التربوي من الاجتماع  بالمعلم بعد الزيارة الصفية لإخبار المعلم بنواحي القوة والضعف لديه ومدى تحقيقه للأهداف .

ويفصل البعض مزايا  الإشراف بالأهداف وفق الآتي :(ابو الوفا و عبدالعظيم،2000م ،ص 185)

 

·             مزايا  الإشراف بالأهداف بالنسبة للمدرسة .

·             مزايا الإشراف بالأهداف بالنسبة للمشرفين  .

·             مزايا الإشراف بالأهداف بالنسبة للمعلمين  .

 

أ -  مزايا  الإشراف بالأهداف بالنسبة للمدرسة :

   

ينتج عن تطبيق نموذج  الإشراف بالأهداف مزايا عديدة للمدرسة من أهمها :

·             يؤدي إلى زيادة الإنتاج وتحسين الأداء .

·             معرفة جميع أعمال المدرسة ومتابعتها في ضوء الأهداف المحددة .

·     يبين الأفراد الذين لا يستطيعون الوصول إلى معايير الإنجاز المطلوبة مما يساعد المدرسة على تحديد الأفراد المطلوب  تدريبهم أو نقلهم إلى أعمال أخرى أو الاستغناء عنهم .

·             تؤدي المشاركة في تحديد الأهداف إلى انخفاض معدل دوران العمل ومعدل الغياب وانخفاض الشكوى .

·     كما تؤدي المشاركة في تحديد الأهداف إلى ارتفاع الروح المعنوية وتحمل المسؤولية والعمل الجماعي وزيادة درجة الرضا الوظيفي  .

·             يؤدي إلى العدالة في توزيع الحوافز حيث أن ما يتقاضاه أي فرد يكون بناء على النتائج التي يحققها .

·             تزويد المدرسة بأسس موضوعية لتقييم الأداء .

 

ب – مزايا الإشراف بالأهداف بالنسبة للمشرفين  : و من أهمها ما يأتي :

·             يمكن من تحقيق الاتصال الفعال بصورة أفضل نظراً لأن المشرف والمعلم  قد اتفقا على النتائج المتوقعة في العمل .

·     يؤدي إلى توفير الوقت للقيام بعمليات الإدارة نفسها بسبب تشجيع تفويض السلطة للمعلمين في بعض المهام نظراً لتحديدها .

·     يساعد المشرف التربوي على حسن التقدير لاستغلال الموارد المتاحة في ضوء ما هو مطلوب منه وعمل  ما هو ضروري لإنجاز أهداف المدرسة .

·             يؤدي إلى تركيز المشرفين التربويي�

المصدر: د.عبدالكريم بن عبدالعزيز المحرج, نمودج الإشراف بالأهداف , ورقة عمل مقدمة لبرنامج تطوير المفاهيم والأساليب والأدوات الإشرافية في الميدان المنعقد في إدارة التعليم في الإحساء في المدة 30/2-2/3/1429هـ
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 84/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
28 تصويتات / 4197 مشاهدة
نشرت فى 16 نوفمبر 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,884,499

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters