الصوم صيانة للكبد وتجديد لخلاياه .

 

يعتقد الكثيرون أن نسبة كبيرة من مرضى الجهاز الهضمى لا يستطيعون الصوم , وأنه من الأفضل لهم الإفطار فى رمضان , إلا أن ذلك قول يجانبه الصواب , فبجانب كون الصوم عبادة بإعتبارة أحد الفرائض الخمسة الأساسية فى الإسلام , فهو يمنح الراحة اللازمة للجهاز الهضمى والكبد من العمل المتواصل طوال إحدى عشر شهرا فى السنة فى عمليات الهضم والإمتصاص والتفاعلات الكيميائية والحرق والتخزين وغيرها .

 

وبداية يقول الدكتور عبدالرحمن الزيادى أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب عين شمس , أن الصوم يساعد الجسم فى التخلص من الشوائب والسموم المتراكمة بداخلة بسبب التفاعلات الكيميائية المصاحبة للتمثيل الغذائى , وإذا ما التزم الصائم بتناول الطعام مرتين فقط فى أوقات الإفطار والسحور , فإن ذلك يمثل فرصة حقيقية لخفض الوزن وتحسين حالة الكبد الدهنى وإراحة للغدد الهضمية المفرزة لإنزيمات الهضم وضبط مستوى السكر , وتخفيف آلام المفاصل , مما يكون له مردود إيجابى على كافة أجزاء الجسم , نتيجة للعمل فى مواعيد ثابتة يتخللها راحة طويلة , لأن وزن الجسم يتحدد بناء على التوازن بين الطاقة المكتسبة من الطعام والطاقة المفقودة فى أنشطة الجسم .

 

فعندما يتوقف الإنسان عن تناول الطعام لعدة ساعات فى اليوم يلجإ الجسم للإعتماد على التغذية الداخلية أو ما يسمى بإحتياطى التغذية فى الجسم والذى يمثل نحو 40% من وزن الجسم , مما يفيد فى مرضى السمنة والراغبين فى إنقاص الوزن , حيث وجد أن الجسم ينقص حوالى 12% بسبب الصوم فى شهر رمضان , شريطة الإلتزام بالقواعد الغذائية السليمة عند الإفطار وزيادة المجهود العضلى با؟لإستمرار فى العمل اليومى وعدم اللجوء للنوم معظم ساعات النهار .

 

ويعد الصوم ذا أهمية كبرى بالنسبة لمرضى الحامض المعدى للمرىء , لأنه يقلل من إفراز الحامض المعدى , ومن ثم التقليل من التهابات المرىء , ولذا ينصح هؤلاء المرضى بعدم ملء المعدة بالطعام أثناء الإفطار أو السحور , وعدم النوم قبل مضى ساعتين على الأقل بعد تناول الطعام وهى الفترة اللازمة لإفراغ محتويات المعدة , وتفادى تناول الأطعمة الرمضانية الغنية بالزيوت مثل المكسرات أو الأكلات الغنية بالدهون تؤجل إفراغ المعدة وتؤدى إلى زيادة إفراز الحامض المعدى وبالتالى زيادة إلتهاب المرىء .

وبالنسبة لأمراض الكبد , فإن للصوم تأثير مباشر وارتباط وثيق بالوظائف التى يؤديها الكبد . فمن المعروف أن الكبد يلعب دورا حيويا فى الحفاظ على ثبات البيئة الداخلية للجسم " التكييف المركزى " بتقليل التغييرات التى يمكن أن تحدث فى الجسم نتيجة الصيام مثل الحفاظ على مستوى السكر فى الدم وغيرها , والصيام لفترة تقل عن 24 ساعة ليس له تأثير ضار على الكبد بل أنه يتيح للكبد فترة راحة من التفاعلات الكيميائية وعمليات الإحتراق والتخزين التى تحدث بعد كل وجبة مما يتيح لخلايا الكبد فرصة للتجديد .

 

أما عن تأثير الصوم على مرضى الكبد , فيختلف تأثيرة تبعا لشدة مرحلة المرض , فمن الممكن لمرضى السمنة والكبد المتشحم أن يستفيدوا أن يستفيدوا من الصيام وذلك بحرق الدهون وحمايتهم من مضاعفات السمنة ومرض السكر وضغط الدم , يستطيع مرضى الإلتهاب الكبدى المزمن والتليف المتكافىء أن يصوموا ويتناولوا العلاج مع الإفطار والسحور .

 

 أما بالنسبة لمرضى الكبد الحاد أو المصابون بتليف كبدى مصحوبا بإستسقاء أو غيبوبة كبدية فمن غير الممكن لهؤلاء أن يصوموا لحاجة أجسامهم إلى تناول الأدوية والعلاجات اللازمة بصفة منتظمة ولاتباعهم نظاما غذائيا يصعب عليهم معه إستعادة ما فقدوه من البروتينيات المخزونه فى الكبد . وبصفة عامة تختلف حالات التليف الكبدى المصاحبة لمرض السكر من مريض لأخر حسب شدة مرض السكر .

 

نصائح عامة .

-   إن الصائم مثل لاعب الكرة يجب عليه قبل نزوله إلى الملعب أن يقوم بعملية إحماء حتى لا يحدث له شد عضلى , كذلك تكون معدة الصائم فى حالة فى حالة هدوء طوال اليوم ويجب عليه ألا يجهدها ويملأها فجأة بالطعام , وإلا أصيب الصائم بتقلصات معدية واضطرابات فى عملية الهضم , لذا يجب على الصائم فى البداية أن يتناول شيئا دافئا , ثم يقوم لصلاة المغرب وبعدها يبدأ فى تناول إفطارة , ثم يتناول الحلوى بعد الإفطار بمدة كافية وعليه أن يحاول الإعتدال وترشيد كمية الطعام والعمل بالحديث الشريف " ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك " .

 

-   وينصح الدكتور هشام عبدالقادر أستاذ أمراض الكبد بجامعة نيويورك بالإكثار من أكل السلطة فى الإفطار وفيها الخس  والخيا الذى ثبت حديثا أن فيه مضادات للتأكسد . وقد أثبتت الدراسات أن قدماء المصريين كانوا يستخدمون عصير الخيار منذ أكثر من خمسة آلاف سنة فى علاج أمراض الكبد عن طريق التنقيط فى الأنف , ويفضل أيضا أن تشمل وجبة الإفطار على خضار سوتية ومشويات مع السلطة والإبتعاد عن الدهون لأنها تترسب فى الكبد فترتفع الإنزيمات ومثل الدهون المشروبات التى تحتوى على مادة الكافيين كالشاى والقهوة والكولا وبالنسبة للحلويات التى يحتاجها الصائم لتعويض النقص فى السكر فعليها أن تتناولها مريضة السكر بحساب , وعليها أن تبتعد عموما عن الأغذية التى تسبب السمنة حتى لا تترسب الدهون فى الكبد فتصاب بالفشل الكبدى , وبالنسبة للمشروبات التى تتناولها مريضة الكبد الصائمة فيفضل أن تكون العصائر , كما ينصح أن يتناول اتلفطار على مراحل وليس على دفعة واحدة .

 

-   وفى السحور يفضل أن يكون الغذاء خفيفا جدا كالزبادى والسلطة وإذا تضمنت الوجبة لحوما تكون مسلوقة خالية تماما من الدهون وبكميات قليلة .

 

-   وأخيرا يؤكد د.هشام أن مريضة الكبد لابد أن تبتعد أو تقلل قدر بقدر الإمكان من تناول الأملاح لأن الملح فى هذه الحالة المرضية يترسب فى الجسم ويؤدى إلى الإنتفاخ وتخزين المياة بالجسم مما يكون له أثر سلبى على صحتها .

 

المصدر: حاتم صدقى وسعادة حسين , جريدة الأهرام , العدد 45175 لسنة 2010م .
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 228/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
75 تصويتات / 2169 مشاهدة
نشرت فى 15 أغسطس 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,875,431

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters