لا تقتصر التحديات التي تواجه الإعلام الإلكتروني العربي على بروز دور المواقع الإعلامية الشخصية أو الشعبية، بل تتعداها إلى تحديات خارجية، ربما لسبب أساسي، هو أن الإعلام العربي، موجود ضمن بيئة عالمية، ليس بالضرورة أن يعني أن هذا الإعلام "عالمي" بل يعني أنه يستخدم وسيلة عالمية.
وطالما أن هذا ما يميز الإعلام الإلكتروني بشكل عام، فإن الإعلام الإلكتروني العربي يواجه تحدياً بوجود إعلام عالمي متاح على الإنترنت أيضاً، من كل مكان. وإن كانت ميزة "اللغة العربية" تضيّق مساحة المنافسة على الذين لا يتقنون غير العربية قراءة وفهماً، إلا أن العديد من الوسائل الإعلامية العالمية، أطلقت مواقع إعلامية باللغة العربية، كموقع شبكة الـ (BBC) البريطانية العريقة، وشبكة الـ (CNN) الأمريكية الشهيرة، ووكالات الأنباء العالمية، كرويترز وفرانس برس ووكالة الأنباء الألمانية والإيطالية وغيرها.
أما محلياً، فإن أهم تحدي يواجهه الإعلام العربي، هو وجود إعلام شعبي وفردي.
على المستوى الشعبي، تشكل المنتديات الإخبارية والسياسية بيئة هامة للمنافسة، خاصة التي تتمتع بشهرة واسعة وكبيرة. أما على المستوى الفردي، فهناك المدونات الشخصية، التي يصل عدد زوار بعضها في اليوم الواحد، إلى أكثر من 250 ألف. كالمدونات المشهورة، وبعض المواقع الشخصية الناجحة.
تأخر الصحافة العربية الإلكترونية عن العالمية:
تقدم الدراسة العلمية المتخصصة، التي أعدها الدكتور فايز الشهري بمشاركة الباحث البريطاني باري قنتر من جامعة شيفيلد في لندن، دليلاً علمياً، على تأخر الإعلام العربي الإلكتروني، عن الإعلام العالمي الإلكتروني. إذ تشير الدراسة إلى أن الصحافة العربية على شبكة الإنترنت وبرغم حضورها الكبير، إلا أنها لا توازي النمو الهائل للمطبوعات الإلكترونية عالميا، خاصة فيما يتعلق بتناسب هذه الأرقام مع أعداد الصحف العربية وعدد سكان الوطن العربي.
وأكدت الدراسة إلى تواضع نسبة عدد مستخدمي الإنترنت العرب قياسا إلى العدد الإجمالي للسكان في الوطن العربي، مشيرة إلى وجود ضعف في البنية الأساسية لشبكات الاتصالات إضافة إلى بعض العوائق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ما أدى إلى تأخير في الاستفادة من خدمات شبكة الإنترنت، وأثرت بشكل رئيسي على سوق الصحافة الإلكترونية.
وبينت الدراسة أنه وفي ظل التحدي الذي جلبته شبكة الإنترنت، وظهور الأجيال الجديدة التي لا تقبل على الصحف المطبوعة، فإن الصحف العربية وجدت أنه من غير الممكن تجاهل شبكة الإنترنت برغم غياب التخطيط ودراسات الجدوى، وعدم وضوح مستقبل الصحافة الإلكترونية أمام الناشرين العرب.
مصادر قوّة الإعلام الإلكتروني:
تحتاج الصحافة الإلكترونية العربية، الكثير من الدعم والعديد من العوامل لتنهض بشكل كبيرة، خاصة وأنها تعتبر مشروعاً جديداً، ونموذجاً فريداً لم يسبق لنا أن تعاملنا معه.
وأهم مسألة يحتاجها هذا الإعلام، هو الحصول على "مصداقية" كبيرة، تجعل منه مصدراً حقيقياً للأنباء.
فالكثير من الناس يرون الإنترنت مكاناً لنشر الشائعات، ونشر الكثير من الأخبار الغير دقيقة، على حساب عدد أقل من الأخبار الحقيقية. حتى بالنسبة للمعلومات التي يستقيها البعض من الإنترنت، والمتعلقة ببعض المسائل العامة، كالصحة والعناية بالأطفال أو الشعر أو طرق إعداد بعض الأغذية، وغيرها، يخشى الناس من أن لا تكون حقيقية، وبالتالي يدخل المرء بمتاهة.
حتى الإحصاءات التي تنشر بين الحين والآخر في المنتديات والمواقع الأخرى، ينظر الناس إليها بعين "الشك" طالما أنها لم تنبع عن مصدر موثوق.
ورغم ذلك، تتمتع المواقع الإعلامية "الحقيقية" بالعديد من المزايا، التي تسبق فيها الإعلام المطبوع، ومنها
- السرعة في تلقي الأخبار العاجلة وتضمين الصور وأفلام الفيديو مما يدعم مصداقية الخبر.
- سرعة وسهولة تداول البيانات على الإنترنت بفارق كبير عن الصحافة الورقية التي يجب أن تقوم بانتظارها حتى صباح اليوم التالي.
- حدوث تفاعل مباشر بين القارئ والكاتب حيث يمكنهما أن يلتقيا في التو واللحظة معاً.
- أتاحت الصحافة الإلكترونية إمكانية مشاركة مباشرة للقارئ في عملية التحرير من خلال التعليقات التي توفرها الكثير من الصحف الإلكترونية للقراء بحيث يمكن للمشارك أن يكتب تعليقه على أي مقال أو موضوع ويقوم بالنشر لنفسه في نفس اللحظة.
- التكاليف المالية الضخمة عند الرغبة في إصدار صحيفة ورقية بدءاً من الحصول على ترخيص مروراً بالإجراءات الرسمية والتنظيمية. بينما الوضع في الصحافة الإلكترونية مختلف تماماً حيث لا يستلزم الأمر سوى مبالغ مالية قليلة لتصدر الصحيفة الإلكترونية بعدها بكل سهولة.
- عدم حاجة الصحف الإلكترونية إلى مقر موحد لجميع العاملين إنما يمكن إصدار الصحف الإلكترونية بفريق عمل متفرق في أنحاء العالم.
وأهم من ذلك، أن الإعلام الإلكتروني استطاع تجاوز مقص الرقيب، الذي يحدد سياسة العمل الإعلامي، وخطوطه الحمراء، وحدوده الوهمية.. فبات الإنترنت مرتعاً خصباً لجميع الأفكار والتوجهات والتيارات السياسية والفكرية والاجتماعية، وغيرها.
أهم العقبات أمام الإعلام الإلكتروني عربياً:
1- عدم وجود الإعلاميين الإلكترونيين المتخصصين بهذا المجال.
2- فقدان المصداقية لدى الكثير من الناس بهذا الإعلام، بسبب النقل الغير أخلاقي.
3- خدمات الإنترنت السيئة التي لا تزال منتشرة في العالم العربي على نطاق واسع، ما يعني البطء والملل لدى المتلقين.
4- التكاليف المرتفعة التي يدفعها الناس للوصول إلى الإنترنت، مقارنة بدول العالم.
5- الإعلام الإلكتروني يتطلب من الشخص الجلوس خلف حاسب آلي، مربوط بالإنترنت، وهو ما يفقد الشخص حرية الحركة والقراءة في الأوضاع الأخرى، على نقيض الصحيفة والمجلة وغيرها.
6- التكلفة المالية البسيطة التي يتم فيها إنشاء مواقع إعلامية عربية، فيما تراهن شركات أجنبية بملايين الدولارات التي تدفعها، على نجاح مواقعها التي تعتبر مؤسسات إعلامية حقيقية على الإنترنت.
7- الأمية الإلكترونية المنتشرة حتى الآن في المجتمع. حيث يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الدول العربية حوالي 7.5% من إجمالي عدد السكان في الشرق الأوسط في حين يصل في بعض المناطق مثل أمريكا الشمالية إلى 67.4% وأوروبا إلى 35.5% طبقا لأحدث الإحصائيات.
مع دخول عصر الانترنت و الكمبيوتر دخل نمط اعلامي جديد يمكننا ان نسميه الصحافة الالكترونية أو الاعلام الالكتروني ومن الواضح أنه يزداد شعبية فهل لهذا الاعلام ايجابيات.
في الحقيقة يمكننا القول أن للاعلام الالكتروني ميزة على الاعلام المرئي (التلفزيون) أو الاعلام المطبوع (الجرائد والمجلات) هذه الميزة تتمثل في امكانية أن يضع القارئ تعليقه أو وجهة نظره على اي موضوع مطروح, ونتيجة سرعة عرض التعليقات فقد تتحول هذه التعليقات لما يشبه النقاش بين اصحاب الآراء المختلفة. ان عرض الآراء و تبادل التعليقات له فوائد عظيمة وكبيرة على المجتمع, ولا أدري ان كانت هناك جهة مختصة أو باحثين يتابعون هذه النقاشات فيدرسونها ويحللونها للوصول الى تحديد اتجاهات الراي وميول الناس ومن ثم تعيد صياغتها بشكل مختصر ومفيد الى الجهات المختصة وبخاصة الى الجهاز القضائي و التشريعي في بلدنا للعمل على تعديل القوانين بما يتناسب مع المزاج الاجتماعي العام.
ولا تتوقف فائدة هذه التعليقات في تبادل الآراء انما تساهم هذه المناقشات في تقليص الفجوة بين اصحاب الآراء المختلفة وذلك من خلال عرض حجج كل طرف, وبمرور الوقت تتقلص الفجوة ويصبح المجتمع أكثر انسجامآ.
ومما يزيد من اهمية هذا الاعلام الشريحة التي تتعاطى مع هذا الاعلام والتي اعتقد ان أغلبها من جيل الشباب,هذا الجيل الذي لم تسمح له ظروف العصر بأن يتعلم ويتطور فكريآ من خلال قراءة الكتب كما كان عليه الوضع في الجيل الذي سبقنا, وبالتالي فان الحوارات والنقاشات سيكون لها دور كبير في تقريب الأفكار وازالة الشاذ منها.
نتمى من كل قلبنا أن توسع من دائرة المواضيع التي تطرحها للنقاش فتطرح مواضيع جديدة مثل موضوع المحافظة على النظافة والمحافظة على المنشآت العامة وطريقة تعاملنا مع البيئة من شجر وماء وسلوكياتنا عند خروجنا للمناطق الخضراء والشواطئ, والوقوف على الدور...الخ, فبالرغم من أهمية هذه المواضيع الا انني لا ارى اي اهتمام بطرح ومعالجة هذه المواضيع بالرغم من اهميتها و تأثيرها على حياتنا.
<!-- / message -->