السلوك الإقتصادى من علوم القرآن ..
ما نعنيه بعلم الاقتصاد في القرءان هو ذلك السلوك الاقتصادي الذي يجب أن يتبعه الفرد المسلم في تعاملاته تبعا لنصوص قرءانية واضحة، حريصة وشديدة الدقة، والقرآن الكريم لا يمكن اعتباره كتابا علميا أو اقتصاديا، بل هو منهج عام تطرق للكثير من الأمور الاقتصادية، ولذلك فدراستنا هذه لا تهدف الى ابراز النظريات العلمية وانما الى ابراز السلوكات العامة للفرد المسلم وأخلاقياته الاقتصادية المتممة لهذه النظريات، ومن الأمور الاقتصادية العامة تحريم العادات والممارسات السيئة والتي لها ضرر بليغ على الإنسان كالربا و البخل والرشوة و أكل أموال الناس بالباطل وغيرها.
كما أن النصوص القرآنية جاءت شاملة في معالجة الفساد الاقتصادي عن طريق ربطها بالله (رقيبا على الناس)، و بضمير الإنسان و أخلاقياته (الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها) وجعله رقيبا على نفسه؛ ويهدف العلاج الى:
• تطهير الناس وتخليصهم من المعاملات السيئة أو التي فيها ضرر عليهم.
• تنمية المال وتزكيته.
• تحقيق العدالة الاجتماعية لكل أفراد المجتمع من خلال سدّ العوز والحاجة،
• حماية الناس من مذلة السؤال وردئها.
وجاء القرآن صريحا ومباشرا في النهي والتحذير من ارتكاب الجرائم الاقتصادية. فأوضح كل الجرائم الاقتصادية، وعرض وسائل العلاج والتخلص منها، هذه الجرائم مثل:
• جريمة أكل أموال الناس بالباطل
• جريمة اكل أموال اليتامى
• جريمة أكل الربا
• جرائم الاحتكار والغش
• جريمة اكتناز الأموال وعدم استثمارها
• جريمة الرشوة
• جريمة السرقة
• جرائم القمار والميسر والرهان
• جرائم التجارة المحرمة أو التجارة الفاسدة
الأسلوب القرءاني في تقويم السلوك الاقتصادي:
لقد دأب الاقتصاد المعاصر على تعريف السلوك الاقتصادي بأنه ذلك النشاط الذي يمارسه الفرد عبر علاقاته المتعددة في السوق أو المنشأة أو الوحدات الإنتاجية المختلفة.
ويقسم علماء الاقتصاد السلوك الاقتصادي إلى ثلاثة أنواع، هي:
· السلوك الرشيد (Rational Behavior)،
· والسلوك غير الرشيد (Irrational Behavior)،
· والسلوك العشوائي (Random Behavior).
وتختلف هذه الأنواع فيما بينها حسب معيار التوافق والانسجام بين طريقة النشاط الذي يمارسه الفرد وبين الأهداف الاقتصادية المراد تحقيقها، فالسلوك الرشيد هو توافق الأهداف مع حركة النشاط الاقتصادي، والسلوك غير الرشيد هو عدم التوافق بين الأهداف وحركة النشاط الاقتصادي، والسلوك العشوائي هو افتقاد العملية الاقتصادية للأداء السليم للنشاط أو افتقاد الأهداف المرجوة.
ويعني ذلك بوضوح أن السلوك الرشيد لا يتضمن بالضرورة عنصر الأخلاق أو عنصر العقيدة أو أي شكل من أشكال النشاط المرغوب فيه، ولا يعني أن الفرد الرشيد لا تصدر عنه أخطاء صريحة، خصوصا تلك التي تعارض النص القرءاني.
وتبعاً لهذه الاتجاهات التي يطرحها الاقتصاد المعاصر فإن المتغيرات الاقتصادية (الادخار، الملكية، المنفعة ،،،،،،،،) تقع ضمن دلالات الرشد والعقلانية بشرط تلازمها مع الأهداف، بصرف النظر عن الجوانب القيمية أوالإنسانية. وللمثال على ذلك فالسلوك الادخاري للمنتج هو سلوك رشيد إذا استهدفه المنتج، ولو كان لأغراض احتكارية أو منع السلع وحبسها عن التداول بن الأفراد. وكذلك ظاهرة الملكية هي ظاهرة عقلانية إذا قصدها واستهدفها الفرد ولو تضمنت صور الاعتداء على حقوق الآخرين، ويلحق بذلك المنفعة المشتقة من قبل المستهلك ولو أراد بذلك الإضرار بمصالح الجماعة أو تحقيق الإشباع (اللذة) من الخبائث.
1.1 مبدأ الثواب والعقاب في التعاملات الاقتصادية:
اهتم القرآن الكريم بالسلوك الاقتصادي وأعطى له قيمة كبيرة، ولمعرفة منزلة الاقتصاد في القرءان، نجد أن الله سبحانه وتعالى وهو يعدد صفات المتقين يذكر السلوك الاقتصادي القويم للفرد المسلم، سواء كان التصرف فرديا (جزئي ) أو جماعيا (كلي) ، وفيما يلي بعض الآيات الدالة على ذلك:
ففي فاتحة سورة البقرة بيّن الله إن السلوك الاقتصادي الرشيد سبب أساسي من مقومات سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، حيث قال الله تعالى:
· (ألمõ ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقينõ الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقونõ والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنونõ أولئك على هدىً من ربهم وأولئك هم المفلحونõ)
أنظر كيف ربط الله أوجه الإنفاق بالتقوى (الثواب)، أي أن الدخل الذي يتحصل عليه الإنسان من جراء عمله لابد وأن يكون منه نصيب للمحتاجين، فالدخل (الذي وصفه الله بالرزق في القرءان) هو في علم الاقتصاد ينقسم إلى استهلاك و ادخار، والاستهلاك هو إشباع الرغبات، والادخار نعرفه جميعا، وهو ما ندخره من المال لاستعماله البعدي (عكس الآني)، فعلى الأقل لابد أن يكون منه جزء موجه للخير، ولقد ربطه الله بالثواب وبالاختيار في الإنفاق من عدمه وترك الجزاء عليه للأخرة.
· وقال تعالى: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) البقرة الآية 177
لنقم بتحليل الآية تحليلا اقتصاديا، وسأكتفي بما تحته خط لأنه هو الذي يهمنا في هذه الدراسة:
وأتى المال على حبه: فالله يعرف مدى حب الإنسان للمال وتعلقه به، وهي صفة إنسانية لا يستطيع أحد إنكارها، وهي من حب التملك للأشياء والزيادة، ولكن البر من أعطاه لعمل الخير، ثم أنه سبحانه لم يترك الأمر مفتوحا (أنفق وكفى) بل بين أوجه إنفاقه، حتى لا يتم في غير وجه الله، ويفقد تقويم السلوك منهجه، وهم ذوي الحاجة من الذين استحالت أمامهم الطرق لسد حاجاتهم.
وكما قلنا في المبحث الأول أنّ الحاجة تستوجب ثلاثة شروط هي: الوعي والتّصوّر –بنقصها- والإرادة –بسدها-.. فاليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب يمكن أن يكون لديهم وعي وتصور بما يحتاجونه ولكن ليس لديهم الإرادة أو القدرة بالعمل لسد تلك الحاجة، وبالتالي فالمسلم ذو السلوك الاقتصادي القويم يجب أن يقوم بتلك الإرادة أو القدرة التي أعطاها الله إياه أو جعله مستخلفا فيها بسد حاجاتهم.
· وقال : (إن المتقين في جنات وعيون õ آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين õ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون õ وبالأسحار هم يستغفرون õ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم õ) الذاريات الآيات 15-19
انه وجه أخر من أوجه الثواب، ففي هذه الأية كان المثال أقرب، فبين الله الجزاء وهو الجنة، وليس كما في المثالين السابقين (بين فقط أن الانفاق في الخير هو صفة الانسان المتقي) : أمظر هنا الى: جنات وعيون و آخذين ما آتاهم ربهم فهما صورتان من صور الترغيب.
ثم أن الله بين لنا أن المال لا يذهب كله في الانفاق في الخير فقال:
في أموالهم حق للسائل والمحروم (في هنا أتت لتبين أنه بعض المال وليس كله)، للسائل الذي دفعته الحاجة للسؤال و المحروم الذي حرم من الارادة لسد حاجته.
· وقال: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما õ والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما õ والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما õ إنها ساءت مستقرا ومقاما õ والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماõ) الفرقان الآيات 63-67
أنظر إلى الآية الأخيرة، تدرك أن القرءان تبيان لكل شيء، اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا، ولم يضع الله مقياسا للعطاء أو المنع، ولكل انسان عتبة اسراف وعتبة مسك، وهو بعبارة اقتصادية ذلك الانفاق الزائد عن الحاجة الاستهلاكية المتوقعة في المدى القريب.
على نفس النسق، نجد القرآن الكريم وهو يذكر صفات المجرمين و المكذبين و المفسدين و البخلاء و المستغنين و الأشقياء، فلا يتجاهل السلوك الاقتصادي السيئ. تدبر قوله تعالى:
· (ما سلككم في سقرõ قالوا لم نك من المصلينõ ولم نك نطعم المسكين õ وكنا نخوض مع الخائضينõ وكنا نكذب بيوم الدينõ) المدثر الآيات 42-46
· ( أرأيت الذي يكذب بالدينõ فذلك الذي يدع اليتيمõ ولا يحض على طعام المسكينõ فويل للمصلين õ الذين هم عن صلاتهم ساهونõ الذين هم يراءونõ ويمنعون الماعونõ الماعون
أتدري أخي وأنت من أهل القرءان أن حرمان المسكين وعدم إعطاءه من مالك يجعلك من المكذبين بالدين و يسلكك ''سقر''؟ فابدأ من اليوم بالبحث عن مساكين و اعطيهم من مالك ولو القليل منه.
· و قال تعالى: (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد õ) البقرة الآية 205
سعى في الأرض (عمل و أنتج)، فالعمل من وجهة نظر اقتصادية عامل من عوامل الإنتاج، فالله يدعونا ونحن ننتج ألا نفسد في الأرض وهي لفتة بيئية جميلة من القرءان الكريم، بالمحافظة على البيئة النظيفة لاستمرارها للأجيال التي بعدنا، و ألا يفكر الإنسان في تعظيم ربحه فحسب.
ثم ذكر لنا الله بعض أوجه الفساد البيئي وهو هلاك الحرث ( ومن أمثلتها التلوث البيئي ) و هلاك النسل ( والنسل يمكن أن يكون حيوانيا أو إنسانيا ) و من أمثلتها صيد الحيوانات المنقرضة وكذا القسوة المطبقة على العمالة الإنسانية في شتى أنحاء العالم والتي لا تراعي المبادئ الإنسانية في مخاطر العمل التي تؤدي الى الموت في أحيان عدة.
· قال تعالى : (والليل إذا يغشى õ والنهار إذا تجلى õ وما خلق الذكر والأنثى õ إن سعيكم لشتى õ فأما من أعطى واتقى õ وصدق بالحسنى õ فسنيسره لليسرى õ وأما من بخل واستغنى õ وكذب بالحسنى õ فسنيسره للعسرىõ وما يغني عنه ماله إذا تردى õ إن علينا للهدى õ وإن لنا للآخرة والأولى õ فأنذرتكم نارا تلظى õ لا يصلاها إلا الأشقى õ الذي كذب وتولى õ وسيجنبها الأتقى õ الذي يؤتي ماله يتزكى õ وما لأحد عنده من نعمة تجزى õ إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى õ ولسوف يرضى õ) الليل.
انظر الى ربط الانفاق لتحقيق العدالة بالتقوى و الصدق والحسنى، وربط المسك و البخل لتحقيق الفساد والطبقية بالشقاء والكذب و التولي.
1.2 مبدأ الأخلاق و القيم:
إن الإسلام هو نظام للحياة التطبيقية والأخلاق المثالية الرفيعة معًا وهاتان الجهتان مرتبطتان ارتباطا وثيقا معا، فالاقتصاد توجهه وتضبطه أحكام القرءان الشرعية، لأن من مبادئه فكرة الاستخلاف والتي تعني أن الإنسان مستخلف في مال الله، فالأرض أرض الله، والقدرات هبةٌ من الله، والأدوات نعمة من الله، ويعمل وفقًا لسننٍ هي من صُنع الله أصلا.
وهو بعد ذلك اقتصاد إنساني، حيث أن غايته وهدفه تحقيق الحياة الطيبة بكل مقوماتها وعناصرها المادية والمعنوية للإنسان، وتتمثل إنسانية الاقتصاد في مجموعة القيم التي هدَانا الله إليها بالقرءان، مثل قيم الحرية والكرامة والعدل والرحمة والتعاون، ومقاومة القيم السيئة مثل الحسد والبغضاء.
و قد جاء القرءان بتوجيه حركة الإنسان وضبط التوازن عن طريق نظام أخلاقي يرقى إلى مستوى الفطرة الإنسانية المعتدلة التي فطر الله الناس عليها، لأن الافتقاد إلى نظام أخلاقي ضابط، يقود حتما إلى انتشار الظلم في المجتمع، و إلى تصادم الغرائز الإنسانية، فيأكل القوي الضعيف، ولا تتحقق العدالة، وتختل الموازين، وينهار النظام بأكمله، قال تعالى:{وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً}، و قال تعالى: {وَتِلْكَ القُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا}.
إن الله عز وجل و من خلال الخطاب القرءاني أو النص القرءاني يريد أن يوصلنا إلى حالة الاستقامة و التوازن الكامل بين طرفي التكوين الإنساني، كي لا ينجرف الإنسان وراء غرائزه فيكون عبدًا لها، فتوجهه إلى الدرك الأسفل من الحياة الحيوانية، التي تخرجه من الفطرة السليمة.
وقد امتدح الله تعالى هذه الاستقامة، وجعلها درجة عالية في السلوك الإنساني يستحق عليها صاحبها الدرجة الأوفى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وابشروا بِالْجَنَّةِ الَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلَيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}.
و بالنسبة للارتباط بين علم الاقتصاد وبين منظومة القيم والأخلاق، فإننا نعلم أن علم الاقتصاد الوضعي في حد ذاته وصفه بعض الاقتصاديين من الرأسماليين والشيوعيين والماركسيين بأنه علم موضوعي غير معياري ولا أخلاقي، ولا تربطه صلة بالمنظومة القيمية، لذا فليس للاقتصادي ولا للمحلل أن يدخل أي بُعدٍ أخلاقي أو معياري في تحليله، سواء في تحليله لسلوك المستهلك أو سلوك المنتج أو غير ذلك. و ممن نادى بذلك جملة من المفكرين الذين رأوا أن الحاجات والرغبات الإنسانية تتزايد بمعدلات أسّيَّة، و أن الفساد يعم العالم، ما يعني أن الحياة ستنعدم يوماً ما.
1.3 علاقة الايمان بالدخل أو الايراد:
لقد وردت آيات كثيرة في القرءان ، ربطت ربطا مباشرا بين الإيمان بالله وعبادته حق العبادة أو الإعراض عن ذكر الله وتطبيق أحكامه وبين كثرة الرزق أو قلته ( أو ما يسمى الايراد في الاقتصاد). فتدبر معي أخي الكريم هذه الايات:
قال الله تعالى:
• (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكذبون ) الأعراف 96
• وقال: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراõ يرسل السماء عليكم مدراراõ ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) نوح 10-12
• وقال: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور õ فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ) سبأ 15-16
· وقال: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق:3،2
· وقال: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) إبراهيم:7
·
ولنرجع قليلا الى الوراء وبالتحديد الى أساس المشكلة الاقتصادية وهي الندرة، نجد أن الله ينزل كل شيء بميزان و بعدل منه سبحانه و تعالى، اذ يقول في كتابه الكريم:
(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ * وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)
وقد جعل الله لنا الارض كفاية لنا في كل شيء قال تعالى:
(ألم نجعل الأرض كفاتا*أحياءا و أمواتا)
ولذلك فالسلوك الاقتصادي للفرد المسلم، والمحدد وفق نصوص القرءان، يختلف عن الفرد غير المسلم في أنه يضع في اعتباره أثناء ممارسة سلوكه الاقتصادي، واشباع رغباته وحاجاته، تلك النصوص القرءانية كميزان، حتى وان لم يصل بعد إلى وضع التوازن الاقتصادي، ويضع المسلم في حسابه أيضا أوجه الإنفاق الأخرى (الإنفاق في الخير) لتحقيق التكافل الاجتماعي في المجتمع