التوكل على الله من سمات القائد المسلم .

 

فالتوكل هو صِدقُ اعتماد القلب على الله سبحانه وتعالى في استجلاب المصالح ودفع المضارّ من أمور الدنيا والآخرة كلها , وكِلَةُ الأمور كلها إليه , وتحقيق الإيمان بأنه لا يُعطي ولا يمنع ولا يضرّ ولا ينفع سواه ..

والتوكل عمل القلب وعُبوديته اعتمادًا على الله وثِقَةً به والتجاة  إليه وتفويضً كل عمل  إليه  , ورضًا بما يقضيه ؛ لِعِلم العبد بكفاية الربّ i وحُسن اختياره له إذا فوّض إليه , مع قيامه بالأسباب المأمور بها واجتهاده في تحصيلها ..

فالله سبحانه وتعالى هو المتوكل , وهو يحب المتوكلين

قال تعالى " فاعف عنهم واستغفرلهم و شاورهم فى الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين " .... فهل تحب أن تكون من المتوكلين حتى تنال حب الرحمن , فى البداية أحب أن أخذ بيدك فى نزهة للمحب مع التوكل على الله ..

 

( ..كما ذكر  ابن القيم في مدارج السالكين فى التوكل على الله  :  - الأولى:  معرفة الرب وصفاته من قدرته وكفايته وقيوميته وانتهاء الأمور إلى علمه وصدورها عن مشيئته وقدرته واليقين بكفاية وكيله وأنَّ غيره لايقوم مقامه في ذلك   ..  - الثانية : إثبات الأسباب ورعايتها والأخذ بها.     - الثالثة: رسوخ القلب في مقام التوحيد.   - الرابعة: اعتماد القلب على الله واستناده إليه وسكونه إليه بحيث لا يبقى فيه اضطراب من تشويش الأسباب ولا سكون إليها ، وطمأنينته بالله والثقة بتدبيره.    - الخامسة: حسن الظن بالله عز وجل.    - السادسة : استسلام القلب لله وانجذاب دواعيه كلها إليه وقطع منازعته.     - السابعة : التفويض: هو إلقاء العبدِ أمورَه كلها إلى الله ، وإنزالها به طلباً واختياراً ، لا كرهاً واضطراراً. والتفويض هو روح التوكل ولبّه وحقيقته  .  – الثامنة  : الرضا .


--------

  ولا تنسى في خضم كل ذلك أنك إنما تسير بفضل الله وحوله وقوته ورعايته وعنايته، فإذا أخذت بكل الأسباب والمقومات السابقة فأنت متوكل فاستحضر توكلك وهنا نلاحظ أن الآية ختمت بقوله: "إن الله يحب المتوكلين"

     وصفة التوكل من الصفات أو الأخلاق الإيمانية، أي التي لا تكون إلا للمؤمن وهي صفة جامعة، فإذا أردت أن تعرف المعنى الحقيقي والمختصر للتوكل فهو أن تعمل على أخذ كافة الأسباب الموصلة إلى النجاح في أمر ما كأنه ليس هناك أي احتمال للنجاح إلا باتباع هذه الأسباب فقط، ثم تتوكل على الله في كل ذلك وبعد بقلبك وتفوض الأمر إليه ابتداء من توفيقه لك لهذه الأسباب وتوفيقه لك في النتائج المرضية، وأن يكون يقينك في التوكل على الله والثقة في عونه لك وأنه معك، كأن ليس هناك أدنى اعتماد أو ركون للأسباب.

     وليس معنى التوكل أن يأنس المرء إلى الكسل والدعة والتخلف عن ركب العمل الجاد الموصل للنجاح والفلاح فهذا لا يحبه الله ولا يرضاه، وإنما يحب فقط المتوكلين عليه حق التوكل وبهذه الكيفية التي كان عليها الرسول ، وأصحابه والتي أرشدنا إليها هذه الآية بشكل عملي ومحدد، ما الذي يجب أن يكون عليه القائد من مقومات حتى يظفر بحب الله وتأييده ومن ثم النجاح والفعالية والفوز أو بلفظ جامع الفلاح في الدنيا والآخرة.

      فانظر يا أخي لم تتغير أحوالنا ومنظماتنا إن نحن غيرنا أنفسنا ونمط قيادتنا ليكون على هذا المستوى الرائع الذي يدعو إليه القرآن العظيم، لكن وقبل أن نتركك قد يرد الذهن سؤال وكيف كان نمط الرسول القيادي؟ وما هي الصفات القيادية التي حرص القرآن على ذكره فيه ؟

  وكيف يمكن لنا أن نتعلم منها ونقتدي بها؟وما هي النتيجة المتوخاة من وراء ذلك؟

لذا أيها المحب الراغب فى حب الإله ينبغى عليك أن تربى نفسك على التوكل على الله والإستعانه بالله وتفويض أمرك لله عندما تريد أن تتخذ قرارا فى حياتك , إن كثيراً منا يضطربُ عندما يريد أن يتخذ قراراً ، فيصيبُه القلقُ والحيرةُ والإرباكُ والشكُّ ، فيبقى في ألمٍ مستمرٍ وفي صداعٍ دائمٍ . إن على العبدِ أن يشاور وأن يستخير اللهَ ، وأن يتأمَّل قليلاً ، فإذا غلب على ظنه الرأيُ الأصوبُ والمسلكُ الأحسنُ أقدم بلا إحجام ، وانتهى وقتُ المشاورةِ والاستخارةِ ، وَعَزَم وتوكَّل ، وصمَّم وَجَزَم ، لينهي حياة التردُّد والاضطرابِ .

 

إن التردٌّد فسادٌ في الرأيِ ، وبرودٌ في الهمَّةِ ، وَخَورٌ في التصميمِ وشَتاتٌ للجهدِ ، وإخفاقٌ في السَّيْرِ . وهذا التردُّدُ مرضٌ لا دواء له إلا العزمُ والجزمُ والثباتُ . أعرفُ أناساً من سنواتٍ وهم يُقدِمون ويُحجمون في قراراتِ صغيرةٍ ، وفي مسائل حقيرةٍ ، وما أعرفُ عنهم إلا روح الشكِّ والاضطرابِ ، في أنفسِهم وفي من حولهم .

إنهم سمحوا للإخفاقِ أن يصل إلى أرواحِهم فَوَصَلَ ، وسمحُوا للتشتُّتِ ليزور أذهانهم فزار .

 إنه يجب عليك بعد أن تدرس الواقعة ، وتتأمَّل المسألة ، وتستشير أهل الرأي، وتستخير ربَّ السماواتِ والأرضِ ، أن تُقدِم ولا تُحجِم ، وأن تُنْفِذ ما ظهر لك عاجلاً غير آجلٍ .

 

ومما أحب التنبيه إليه هنا أن ضعف التوكل لدى الإنسان إنما ينتج عن ضعف الإيمان بالقضاء والقدر، ذلك لأن من وكل أموره إلى الله ورضي بما يقضيه له ويختاره، فقد حقق التوكل عليه، وأما من وكل أموره لغير الله ، وتعلق قلبه به، فهو مخذول غافل عن ربه جل وعلا .

 

بعد ذلك .. ليس هناك من بديل للتوكل على الله .. فاللهم ارزقنا التوكل عليك و اجعلنا من المتوكلين ..

 

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 163/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
54 تصويتات / 1305 مشاهدة
نشرت فى 10 مايو 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,770,996

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters