تذوق حلاوة الإيمان فى تنمية الإحسان .

 

                    أحمد الكردى .

 

الإحسان هو مراقبة الله في السر والعلن، وفي القول والعمل، وهو فعل الخيرات على أكمل وجه، وابتغاء مرضات الله .

 

والله سبحانه وتعالى يحب المحسنين , و أمرنا بالإحسان , فقال تعالى " إن الله يأمر بالعدل و الإحسان "

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول لله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا حكمتم فاعدلوا ، وإذا قلتم فأحسنوا ، فإن الله يحب المحسنين " ،


و عن شداد بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله محسن يحب الإحسان ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " .

 

:
الأول : إحسان في عبادة الله ، وهو كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فى حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه , عندما سأله جبريل وما الإحسان قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" .  متفق عليه

وهو أن يستشعر الإنسان وجود الله معه في كل وقت


والنوع الثاني : إحسان إلى عباد الله ، وذلك بإيصال جميع أنواع الخير لهم ، بالقول أو بالفعل , قال تعالى: {وقولوا للناس حسنًا} [البقرة: 83]. وقال تعالى " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " وقد وعد سبحانه بالثواب لكلا النوعين فقال  " إن الله لا يضيع أجر المحسنين " .

 

ومنه الإحسان إلى الوالدين: فالحق سبحانه وتعالى يحب المسلم دائم الإحسان والبر لوالديه، يطيعهما، ويقوم بحقهما، ويبتعد عن الإساءة إليهما، قال تعالى: { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23].


قال ابن القيم في بيان أسباب انشراح الصدر : ( ومنها الإحسان إلى الخلق بما يمكنه من المال والجاه والنفع بالبدن ، وأنواع الإحسان ، فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدرا ، وأطيبهم نفسا ، وأنعمهم قلبا ، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدرا ، وأنكدهم عيشا ، وأعظمهم هما وغما )  .

 

والثالث : الإحسان إلى النفس , المسلم الذى يحب الله ويحبه الله يحسن إلى نفسه؛ فهو يعلم أن نفسه ملك لربه وأن عليه نحوها حق " إن لنفسك عليك حق "فيبعدها عن الحرام، ولا يفعل إلا ما يرضي الله ، وهو بذلك يطهِّر نفسه ويزكيها، ويريحها من الضلال والحيرة في الدنيا، ومن الشقاء والعذاب في الآخرة، قال تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} [الإسراء: 7].

 

 أن تحميل النفوس فوق طاقتها من الأعمال والالتزامات والمشاكل ونحو ذلك يجعل الإنسان متوتر الأعصاب يثور في اليد يشاجر نسمة الريح يغضب بلا سبب، ويغضب مما لا يغضب منه أحد.. والسبب أنه متعب ومتوتر قد استهلك طاقته العصبية وصارت أعصابه كأسلاك الكهرباء العارية تصعق كل من يقترب.. لابد من راحة الجسد والنفس.. والترفيه البريء.. والغذاء المتوازن.. والرياضة في الهواء الطلق.. والصحبة الطيبة مع النفس. أيضاً فإن القاسي على نفسه قاس على غيره.. متوتر.. منرفز.. وكذلك من يطلب الكمال في الأمور والناس.. فإنه طلب المستحيل.. وأحرق أعصابه بلا معنى.. لأنه لا كمال في هذه الدنيا.. فالكمال لله عز وجل.. وكل الناس يخطئون وينسون ويهملون أحياناً.. أعرف طباعهم واصحب التسامح والتماس الأعذار لهم   .. [1]

 

فلم يكن من جزاء الإحسان من العبد المحسن إلا الإحسان والحب من الله سبحانه وتعالى ,  حيث قال : {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} [الرحمن: 60]. وقال: {إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً} [الكهف: 30]. وقال: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} [البقرة: 195].

 

أعجبني كلام الحافظ إبن رجب الحنبلي رحمه الله في سياق تفسيره للحديث النووي الثاني حيث وضع فصلا عن الإحسان فقال رحمه الله:


""وأما الإحسان فقد جاء ذكره في القرآن في مواضع تارة مقرونا بالإيمان وتارة مقرونا بالإسلام وتارة مقرونا بالتقوى أو بالعمل الصالح فالمقرون بالإيمان كقوله تعالى ‏{‏لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ‏}‏ المائدة وكقوله تعالى ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً‏}‏ الكهف والمقرون بالإسلام كقوله تعالى ‏{‏بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ‏}‏ البقرة وكقوله تعالى ‏{‏وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ‏}‏ لقمان الآية والمقرون بالتقوى كقوله تعالى ‏{‏لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ‏}‏ يونس‏.‏


قد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله تعالى في الجنة وهذا مناسب لجعله جزاء لأهل الإحسان ولأن الإحسان هو أن يعبد المؤمن ربه في الدنيا على وجه الحضور والمراقبة كأنه يراه بقلبه وينظر إليه في حال عبادته فكان جزاء ذلك النظر إلى وجه الله عيانًا في الآخرة وعكس هذا ما أخبر الله تعالى به عن جزاء الله الكفار في الآخرة إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون المطففين وجعل ذلك جزاء لحالهم في الدنيا وهو تراكم الران على قلوبهم حتى حجبت عن معرفته ومراقبته في الدنيا فكان جزاؤهم على ذلك أن حجبوا عن رؤيته في الآخرة، وقوله صلى الله عليه وسلم في تفسير الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه الخ .

 يشير إلى أن العبد يعبد الله تعالى على هذه الصفة وهو استحضار قربه وأنه بين يديه كأنه يراه وذلك يوجب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم كما جاء في رواية أبي هريرة رضي الله عنه أن تخشى الله كأنك تراه ويوجب أيضًا النصح في العبادة وبذل الجهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها وقد وصى النبي جماعة من الصحابة بهذه الوصية كما روى إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن أبي ذر رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن أخشى الله كأني أراه فإن لم أكن أراه فإنه يراني وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال اعبد الله كأنك تراه وخرجه النسائي من حديث زيد ابن أرقم مرفوعًا وموقوفا كن كأنك ترى الله فإن لم تكن تراه فإنه يراك‏.‏


وخرج الطبراني من حديث أنس رضي الله عنه أن رجلًا قال يا رسول الله حدثني بحديث واجعله موجزا فقال صل صلاة مودع فإنك إن كنت لا تراه فإنه يراك‏.‏


وفي حديث حارثة المشهور وقد روي من وجوه مرسلة وروي متصلا والمرسل أصح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا حارثة كيف أصبحت قال أصبحت مؤمنا حقا قال انظر ما تقول فإن لكل قول حقيقة قال يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وكأني أنظر أهل الجنة في الجنة كيف يتزاورون فيها وكأني أنظر إلى أهل النار كيف يتعاوون فيها قال أبصرت فالزم عبدٌ نور الله الإيمان في قلبه‏.‏


وروي من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وصى رجلًا فقال له استحي من الله استحياءك من رجلين من صالحي عشيرتك لا يفارقانك‏.‏


ويروى من وجه آخر مرسلًا استحي من ربك ويروى عن معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم وصاه لما بعثه إلى اليمن فقال استحي من الله كما تستحي من رجل ذي هيبة من أهلك وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن كشف العورة خاليا فقال الله أحق أن يستحيا منه‏.‏
ووصى أبو الدرداء رجلًا فقال له اعبد الله كأنك تراه وخطب عروة بن الزبير إلى ابن عمر ابنته وهما في الطواف فلم يجبه ثم لقيه بعد ذلك فاعتذر إليه وقال كنا في الطواف نتخايل الله بين أعيننا أخرجه أبو نعيم وغيره‏.‏


قوله صلى الله عليه وسلم فإن لم تكن تراه فإنه يراك قيل إنه تعليل للأول فإنك العبد إذا أمر بمراقبة الله تعالى في العبادة واستحضار قربه من عبده حتى كأن العبد يراه فإنه قد يشق ذلك عليه فيستعين على ذلك بإيمانه بأن الله يراه ويطلع على سره وعلانيته وباطنه وظاهره ولا يخفى عليه شيء من أمره فإذا تحقق هذا المقام سهل عليه الانتقال إلى المقام الثاني وهو دوام التحقيق بالبصيرة إلى قرب الله من عبده ومعيته حتى كأنه يراه‏.‏


وقيل بل هو إشارة إلى أن من شق عليه أن يعبد الله تعالى كأنه يراه فليعبد الله على أن الله يراه ويطلع عليه فليستحي من نظره إليه‏.‏


كما قال بعض العارفين اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك‏.‏


وقال بعضهم خف الله على قدر قدرته عليك واستحي من الله على قدر قربه منك‏.‏


وقال بعض العارفين من السلف من عمل لله على المشاهدة فهو عارف ومن عمل على مشاهدة الله إياه فهو مخلص فيه إشارة إلى المقامين اللذين تقدم ذكرهما‏.‏


أحدهما‏:‏ مقام الإخلاص وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه وقربه منه فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله وإرادته بالعمل‏.‏


والثاني‏:‏ مقام المشاهدة وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه وهو أن يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصبر الغيب كالعبادة وهذا هو حقيقة مقام الإحسان المشار إليه في حديث جبريل عليه السلام ويتفاوت أهل هذه المقامات فيه بحسب قوة نفوذ البصائر‏.‏


وقد فسر طائفة من العماء المثل الأعلى المذكور في قوله تعالى ‏{‏وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ‏}‏ الروم بهذا المعنى ومثل قوله تعالى ‏{‏اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ‏}‏ النور‏.‏


والمراد مثل نوره في قلب المؤمن كذا قال أبي بن كعب وغيره من السلف وقد سبق حديث أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث كنت، وحديث ما تزكية المرء نفسه قال أن يعلم أن الله معه حيث كان‏.‏


وخرج الطبراني من حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة في ظل الله تعالى يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله رجل حيث توجه علم أن الله معه وذكر الحديث وقد دل القرآن على هذا المعنى في مواضع متعددة كقوله تعالى ‏{‏وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ‏}‏ الحديد، وقوله وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، وقوله ‏{‏مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا‏}‏ المجادلة، وقوله ‏{‏وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ‏}‏ يونس، وقوله ‏{‏وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ‏}‏ ق، وقوله ‏{‏وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ‏}‏ النساء‏.‏


وقد وردت الأحاديث الصحيحة بالندب إلى استحضار هذا القرب في حال العبادات كقوله صلى الله عليه وسلم إن أحدكم إذا قام يصلي فإنما يناجي ربه أو ربه بينه وبين القبلة‏.‏


وقوله إن الله قِبل وجهه إذا صلى، وقوله إن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت، وقوله للذين رفعوا أصواتهم بالذكر إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا إنكم تدعون سميعًا قريبًا وفي رواية وهو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته‏.‏


وفي رواية هو أقرب إلى أحدكم من حبل الوريد، وقوله كما يقول الله عز وجل أنا مع عبدي إذا ذكرني وتحركت بي شفتاه، وقوله يقول الله عز وجل أنا مع ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وإن تقرب منى شبرًا تقربت منه ذراعًا وإن تقرب منى ذراعًا تقربت منه باعًا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة‏.‏


ومن فهم شيئًا من هذه النصوص تشبيهًا أو حلولًا أو اتحادًا فإنما أُتى من جهله وسوء فهمه عن الله عز وجل وعن رسوله‏.‏


والله ورسوله بريئان من ذلك كله فسبحان من ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ‏}‏‏.‏


قال بكر المزني‏:‏ من مثلك يا ابن آدم خلي بينك وبين المحراب وبين الماء كلما شئت دخلت على الله عز وجل ليس بينك وبينه ترجمان‏.‏


ومن وصل إلى استحضار هذا في حال ذكر الله وعبادته أستأنس بالله واستوحش من خلقه ضرورة‏.‏


قال ثور ابن يزيد‏:‏ قرأت في بعض الكتب أن عيسى عليه السلام قال يا معشر الحواريين كلموا الله عز وجل كثيرًا وكلموا الناس قليلًا قالوا كيف نكلم الله كثيرًا قال ادخلوا بمناجاته اخلوا بدعائه خرجه أبو نعيم‏.‏


وخرج أيضًا بإسناده عن رباح قال كان رجل يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة حتى أقعد من رجليه فكان يصلي جالسًا كل ليلة ألف ركعة فإذا صلى العصر احتبى واستقبل القبلة ويقول عجبت للخليقة كيف أنست بسواك بل عجبت للخليقة كيف أستأنست قلوبها بذكر سواك‏.‏


وقال أبو أسامة‏:‏ دخلت على محمد بن النضر الحارثي فرأيته كأنه ينقبض فقلت‏:‏ كأنك تكره أن تؤتى قال أجل فقلت أو ما تستوحش قال كيف أستوحش وهو يقول أنا جليس من ذكرني‏.‏


وقيل لمالك بن مغفل وهو جالس في بيته وحده ألا تستوحش قال أو يستوحش مع الله أحد‏.‏


وكان حبيب أبو محمد يخلو في بيته ويقول من لم تقر عينه بك فلا قرت عينه ومن لم يأنس بك فلا أنس‏.‏


وقال غزوان إنى أصبت راحة قلبي في مجالسة من لديه حاجتي‏.‏


وقال مسلم بن يسار ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله عز وجل‏.‏


وقال مسلم بن عابد لولا الجماعة ما خرجت من بابي أبدًا حتى أموت‏.‏


وقال ما يجد المطيعون لله لذة في الدنيا أحلى من الخلوة بمناجاة سيدهم ولا أحسب لهم في الآخرة من عظيم الثواب أكبر في صدورهم وألذ في قلوبهم من النظر إليه ثم غشي عليه‏.‏


وعن إبراهيم بن أدهم قال أعلى الدرجات أن تنقطع إلى ربك وتستأنس إليه بقلبك وعقلك وجميع جوارحك حتى لا ترجوا إلا ربك ولا تخاف إلا ذنبك وترسخ محبته في قلبك حتى لا تؤثر عليها شيئًا فإذا كنت كذلك لم تنل في بر كنت أو في بحر أو في سهل أو في جبل، وكان شوقك إلى لقاء الحبيب شوق الظمآن إلى الماء البارد وشوق الجائع إلى الطعام الطيب ويكون ذكر الله عندك أحلى من العسل وأحلى من الماء العذب عند العطشان في اليوم الصائف‏.‏


وقال الفضيل‏:‏ طوبى لمن استوحش من الناس، وكان الله جليسه‏.‏


وقال أبو سليمان لا آنسني الله إلا به أبدًا وقال معروف لرجل توكل على الله حتى يكون جليسك وأنيسك وموضع شكواك‏.‏


وقال ذو النون من علامات المحبين لله أن لا يأنسوا بسواه ولا يستوحشوا معه ثم قال إذا سكن القلب حب الله تعالى أنس بالله لأن الله أجل في صدور العارفين أن يحبوا سواه‏.‏





المصدر: 1- أحمد السيد الكردى , " هؤلاء يحبهم الرحمن فأيهم تحب أن تكون " . تحت الطبع 2010 م. 2- سلمان بن فهد العودة , محاضرة بعنوان ( إن الله يحب المحسنين ) .. 3- صيد الفوائد .
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 131/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 2426 مشاهدة
نشرت فى 4 مايو 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,771,240

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters