التحول من إدارة الأفراد إلى إدارة الموارد البشرية يمثل تغييرًا هامًا في نهج إدارة الموظفين في المؤسسات. هذا التحول يعكس تطورًا في النظرة الشاملة لدور وأهمية العاملين كمورد أساسي للمؤسسات، وكيفية تعاملهم وتطويرهم بما يتوافق مع التحديات الحديثة والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية.

في السابق، كان مصطلح "إدارة الأفراد" يُستخدم للدلالة على الجوانب الإدارية الأساسية المتعلقة بالموظفين مثل التوظيف والتقييم والرواتب والإجازات. وكانت هذه النظرة تعتبر العاملين على أنهم مجرد أدوات تستخدم لتحقيق أهداف المؤسسة دون أخذ في الاعتبار احتياجاتهم وطموحاتهم.

مع تطور مفهوم إدارة الموارد البشرية، تغير هذا النهج تمامًا. بدأت المؤسسات تفهم أهمية العاملين كمورد بشري قيم يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف المؤسسة. إدارة الموارد البشرية تعمل على تطوير استراتيجيات وسياسات تجعل الموظفين شركاء في النجاح وتساهم في تحقيق التميز والتفوق التنظيمي.

هذا التحول يرجع الى أربعة أسباب هي:

1- الأسباب الحقوقية:

 التشريعات الاجتماعية والقوانين المتعلقة بحقوق العاملين قد تغيرت وتطورت مع مرور الوقت. تمركز إدارة الموارد البشرية الحديثة على ضمان حقوق الموظفين في مجالات مثل عقود العمل والأجور وظروف العمل والصحة والسلامة المهنية. هذا يتطلب تطوير سياسات تواكب التطورات التشريعية وتحمي حقوق العاملين.

2- الأسباب الاقتصادية

 التغيرات الاقتصادية مثل التحولات العالمية والسباق النقدي يجعلان من الضروري تحسين كفاءة وإنتاجية الموارد البشرية. إدارة الموارد البشرية تهدف إلى تطوير استراتيجيات تواجه تحديات السوق وتزيد من تنافسية المؤسسة من خلال تطوير وتدريب العاملين والاستفادة الأمثل من مهاراتهم.

التحول إلى إدارة الموارد البشرية يشير إلى تغير في المنظور من التركيز على الأفراد فقط إلى تحقيق التكامل بين احتياجات المؤسسة واحتياجات وإمكانيات الموظفين. يعكس هذا التغيير تطورًا هامًا في الفهم الشامل للعلاقة بين الإدارة والعنصر البشري، وكيفية تحقيق النجاح المشترك.

 

3- الأسباب التقنية

 تشير هذه النقطة إلى دور التقنية والابتكار في تحسين الأداء والإنتاجية في المؤسسات. تمثل التقنيات الحديثة مثل الأتمتة وتكنولوجيا المعلومات تطوراً كبيراً في عمليات الإنتاج. على سبيل المثال، باستخدام الأتمتة والروبوتات في الإنتاج، يمكن تحسين كفاءة العمليات وتقليل الأخطاء البشرية. هذا ينعكس بشكل إيجابي على الإنتاجية والجودة وزمن التسليم.

4- الأسباب المجتمعية

 تُظهِر هذه النقطة تأثير تطور توجهات الموظفين واحتياجاتهم في المجتمع على الأعمال. يُشير النص إلى أهمية تلبية رغبات الموظفين في تحقيق الرضا والنجاح في العمل. تسعى المؤسسات إلى خلق بيئة عمل تشجع على التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية للموظفين. وتشمل هذه الاحتياجات الرغبة في الاعتراف بالأداء، وتحقيق توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية، وتحفيز الإبداع والمشاركة في تطوير الأعمال.

التشابه والاختلاف بين إدارة الأفراد وإدارة الموارد البشرية:

  • التشابه: يُشابه الاثنان في أنهما يتعاملان مع العاملين في المؤسسة. وتهدف كلاهما إلى تحقيق أداء فعال وتحسين أوضاع العاملين.
  • الاختلاف: يتجلى في تركيز إدارة الموارد البشرية على تطوير استراتيجيات متقدمة لإدارة وتنمية الموظفين بشكل أوسع. في المقابل، كانت إدارة الأفراد تركز بشكل أكبر على الإشراف والتنظيم الإداري الأساسي.

ويمكن توضيح الاختلاف بين إدارة الأفراد وإدارة الموارد البشرية كما يوضح الجدول التالي:

الجانب

إدارة الأفراد

إدارة الموارد البشرية

التركيز

تركز على التنظيم والإشراف وتطبيق السياسات

يركز على تطوير العلاقات وتحقيق توافق بين أهداف المؤسسة واحتياجات الموظفين

الهدف

الهدف هو ضمان أداء المهام والواجبات وفقًا للإجراءات المحددة

الهدف هو تحسين بيئة العمل وتطوير الموظفين بشكل شامل

العلاقة بين الإدارة والموظفين

العلاقة غالبًا ما تكون توجيهات من الإدارة العليا دون تفاعل كبير مع احتياجات الموظفين

العلاقة تتسم بالتفاعل والتواصل الفعّال بين الإدارة والموظفين

النهج

يتبع نهجًا تقليديًا وميكانيكي في الإدارة والتنظيم

يتبع نهجًا شموليًا واستراتيجيًا يشجع على تطوير العلاقات وتحقيق توافق بين أهداف المؤسسة واحتياجات الموظفين

التطوير الشخصي والمهني

يكون التطوير الشخصي والمهني غالبًا محدودًا أو غير موجود

يشجع على تطوير القدرات الشخصية والمهنية للموظفين

توجيه الأداء وتقييم الأداء

يعتبر توجيه وتقييم الأداء وظيفة رئيسية في الإدارة

جزء من عملية أوسع لتطوير الموظفين وتحسين أدائهم

الإشراف على الأعمال اليومية

يشمل الإشراف والتنظيم للأعمال اليومية بشكل رئيسي

يُركز أقل على الإشراف وأكثر على تطوير القدرات وتحقيق الأهداف الاستراتيجية

التعامل مع العاملين بصورة عامة

يتم التعامل بطريقة روتينية وقواعدية مع العاملين

يشجع على التواصل والتفاعل المستمر مع العاملين

التواصل مع العاملين والاستماع لهم

يكون التواصل مع العاملين غالبًا ما قليلًا أو محدودًا

يشجع على التواصل المستمر وسماع آراء واحتياجات الموظفين

الرؤية الإدارية للموظفين

غالبًا ما يُنظر إلى الموظفين كأدوات لتحقيق أهداف المؤسسة

يُنظَر إلى الموظفين كموردين مهمين وشركاء في تحقيق النجاح

المصدر: د. أحمد السيد كردي
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 163 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,876,168

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters