مراحل تطور نظم المعلومات التسويقية الدولية هي عملية دينامية تتأثر بالتطور التكنولوجي والتغيرات في بيئة الأعمال واحتياجات المؤسسات. ومن الجدير بالذكر أنه يمكن تحديد المراحل اعتمادًا على السياق الزمني والمتغيرات الفردية لكل مؤسسة. وبالتالي مرت عملية تطور نظام المعلومات التسويقية الدولية بعدة مراحل هي:

1- أوائل الثمانينات:

في أوائل الثمانينيات، شهدت نظم المعلومات التسويقية تطورًا هامًا يعزز من قدرتها على دعم عمليات التسويق واتخاذ القرارات. وفي هذه المرحلة، ظهرت وحدات البحوث التسويقية كمكون أساسي لنظام المعلومات التسويقية. وتلعب هذه الوحدات دورًا حيويًا في جمع وتحليل المعلومات الضرورية لفهم السوق وتلبية احتياجات الشركة في مجال التسويق.

وتمثل وحدات البحوث التسويقية المحرك الرئيسي وراء تطور نظام المعلومات التسويقية في هذا الوقت. وتعتمد هذه الوحدات على أساليب البحث التقليدية مثل استطلاعات الرأي وتحليلات السوق لفهم سلوك المستهلكين واحتياجاتهم. كانت تجمع المعلومات من مصادر متنوعة مثل تقارير السوق ودراسات الجدوى وبيانات المبيعات لإنتاج تحليل شامل للبيئة التسويقية. وفي هذه الفترة، كان التركيز على تحسين فعالية البحث التسويقي وتوجيهه نحو تلبية احتياجات إدارة التسويق. تكونت مهارات الباحثين التسويقيين في تحليل البيانات وفهم السلوكيات الاستهلاكية، مما أهلهم لتزويد الإدارة بالمعلومات الحيوية لاتخاذ قرارات استراتيجية.

2- أعلى النموذج

2- 222222منتصف الثمانينات:

في هذه المرحلة، شهدت التغيرات الكبيرة في البيئة التسويقية تحولًا في رؤية وفهم الشركات لأهمية جمع واستخدام المعلومات. كما كانت الفكرة الرئيسية هي التحول من الرد على احتياجات الحالة الحالية إلى التفكير الاستباقي والتوقع لاحتياجات المستقبل. وتمثل هذه المرحلة نقطة تحول هامة حيث أصبح الاهتمام أكبر بفهم السوق وتوقع اتجاهاتها المستقبلية بدلاً من التركيز على التحليل الراجع. ظهرت الاستخبارات التسويقية كمفهوم يساعد في التنبؤ بالتحديات والفرص المستقبلية وتحقيق تكامل أكبر في نظام المعلومات التسويقية.

بدأت الشركات في الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات لتعزيز فهمها للسوق. وتوسعت استخدامات الحوسبة وتطورت قواعد البيانات، مما ساعد على تحسين جودة المعلومات المتاحة وتسارع عمليات التحليل واتخاذ القرارات. وبالتالي ظهرت أهمية استخدام الاستخبارات التسويقية لتحليل سلوك المنافسين وتوقع الاتجاهات السوقية. كما بدأت الشركات في فهم أهمية التواصل والتفاعل مع العملاء على مستوى عالمي، وتكوين صورة شاملة لتوقعاتهم واحتياجاتهم.

لذلك، يمكن اعتبار هذه المرحلة جزءًا من تطور نظام التسويق الدولي حيث تغيرت الرؤى والأساليب لتلبية احتياجات السوق العالمية المتغيرة.

3- أعلى النموذج

أوائل التسعينات:

في أوائل التسعينات، شهد نظام معلومات التسويق الدولي تطورًا ملحوظًا، حيث أصبح يشكل كيانًا مستقلاً يحتل مكانة هامة في هيكل المؤسسة. وظهرت وحدة متخصصة معنية بنظام معلومات التسويق الدولي، وتم تكوينها لتلبية احتياجات وتحديات التسويق في السوق الدولية المتنوعة.

هذه الوحدة الخاصة بنظام معلومات التسويق الدولي تعمل كجسر فعّال بين النشاط التسويقي للمؤسسة والظروف الفريدة المتعلقة بالتسويق عبر الحدود. يتعين على هذه الوحدة تحقيق التواصل الفعّال وتحفيز تبادل المعلومات بين أقسام المؤسسة المختلفة. وبشكل أكثر تحديدًا، تسهم وحدة نظام معلومات التسويق الدولي في:

<!--تكامل البيانات العالمية: تجميع وتنظيم المعلومات من مصادر عديدة ومتنوعة في السوق الدولية.

<!--تحليل السوق العالمية: استخدام تقنيات التحليل البياني لفهم سلوك العملاء والتوجهات العالمية.

<!--تقديم تقارير استراتيجية: تحليل البيانات لتوليد تقارير قادرة على توجيه استراتيجيات التسويق الدولي.

<!--مواكبة التكنولوجيا: استخدام أحدث التكنولوجيات لتحسين جودة وكفاءة نظام معلومات التسويق الدولي.

<!--توجيه القرارات الدولية: توفير البيانات اللازمة لاتخاذ قرارات فعّالة في سياق التسويق الدولي.

باختصار، في هذه المرحلة، أصبح نظام معلومات التسويق الدولي عنصرًا حيويًا يلعب دورًا محوريًا في تفاعل المؤسسة مع التحديات والفرص الفريدة للتسويق في سوق دولية تتسم بالتعقيد والتنوع.

4- منتصف التسعينات حتى الوقت الحالي.

منتصف التسعينات حتى الوقت الحالي شهد تطورات هامة في مجال التسويق الدولي، حيث أثرت عدة عوامل على هذا المجال. أحد الجوانب البارزة خلال هذه الفترة هو التطور التكنولوجي، الذي سهم بشكل كبير في تغيير أساليب التسويق على الصعيدين الوطني والدولي.

مع استمرار التقدم التكنولوجي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ونظم المعلومات الرقمية أدوات حيوية في استراتيجيات التسويق الدولي. زادت قدرة الشركات على الوصول إلى جمهور عالمي وبناء علاقات مع العملاء عبر الحدود. توفر هذه التقنيات وسائل فعّالة لتسويق المنتجات والخدمات على مستوى عالمي. ومن خلال العولمة والسلاسل اللوجستية العابرة للحدود، أصبح التسويق الدولي أكثر تكاملًا. توسعت فرص الوصول إلى الأسواق الدولية، وتحسنت وسائل النقل والشحن، مما جعل التوزيع الدولي أكثر كفاءة.

تزايد التنافسية على الساحة الدولية استدعى من الشركات تطوير استراتيجيات تسويق مستدامة. تحديات مثل تكنولوجيا المعلومات وسرعة التغيير في اتجاهات المستهلكين دفعت الشركات إلى تكنين عملياتها التسويقية لتكون أكثر استجابة للاحتياجات الدولية.

في هذا السياق، أصبح تفهم الثقافات المحلية والاحتياجات الفردية للعملاء عاملاً أساسيًا في نجاح استراتيجيات التسويق الدولي. القدرة على تخصيص العروض والرسائل التسويقية لتناسب التنوع الثقافي أصبحت جوهرية للشركات التي تسعى للنجاح على المستوى العالمي.

بشكل عام، يمثل هذا الفترة تحولًا نوعيًا في تطور نظم المعلومات التسويقية الدولية، حيث اندمجت التكنولوجيا والاستراتيجيات الدولية لتشكل مشهدًا تسويقيًا أكثر تطورًا وتعقيدًا.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 108 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,757,000

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters