معوقات التفكير الإبداعي:
إن أهمية التفكير الإبداعي لا تتمثل فقط بالقدرة على إنجاز المهام الصعبة بفعالية، بل تتعداها إلى ضرورة كونه نهجا فكريا يسوق جميع العمليات داخل نطاق المؤسسة التربوية. إن هذا النوع من العمليات العقلية يدخل أيضا في مواضيع التغيير المطلوبة، حيث أن المؤسسات التربوية ينبغي أن تواكب التطورات الأكاديمية والإدارية الحاصلة. وبذلك فإن وجود كادر عمل مساعد للمدير يتمتع بتفكير مبتكر بناء، هو أمر ضروري لتسهيل سير عملية التحول والتغيير وضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
إن تشجيع أساليب الإبداع في المنظمة معناه التعرف على معوقاته التي تقلل من اندفاع الفرد نحو التفكير الجديد أو تعطل بعض القدرات الفكرية لديه. وتتراكم المعوقات التنظيمية للابتكار نتيجة ميل المنظمات إلى وجود وعي جماعي يتقبل بعض الأفكار المعينة دون غيرها، ومن معوقات الإبداع: «الاقوال السلبية مثل: جربنا هذه الفكرة من قبل، هذه فكرة غبية ...، التأخر في تنفيذ الأفكار، عدم تشجيع المبدع، التقيد بالقوانين والقواعد، الخوف من الفشل».
كما تتمثل صعوبات الإبداع « التي تزيد نسبة مساهمتها عن 50% في صعوبات التمويل الخارجي 80%، مقاومة التغيير من العمال و النقابات 70%، تكاليف مرتفعة 60%، اخطار التقليد و ضعف الحماية القانونية 50%.
كما أن اتباع أسلوب المشاركة في جميع المستويات الإدارية، يشجع الأفراد على إظهار ما لديهم من قدرات إبداعية. في حين أن عدم إشراك العاملين في بحث مشكلات العمل، وكيفية حلها يعد حائلا دون الاستفادة من القدرات الإبداعية والإبداعية للعاملين. كما أن الإبداع على مستوى المنظمة قد يعاني من الإعاقة للأسباب التالية:
<!--المحافظة على الوضع الاجتماعي وعدم الرغبة في خلق صراع سلبي ناشئ عن الاختلافات بين الثقافة السائدة في المنظمة وبين الثقافة التي يستلزمها التغيير.
<!--الرغبة في المحافظة على أساليب وطرق الأداء المعروفة ،حيث أن الإبداع في المنظمة يستلزم في بدايته نفقات إضافية على المنظمة أن تتحملها.
<!--عدم الرغبة في تخفيض قيمة الاستثمار الرأسمالي في سلعة أو خدمة حالية.
<!--عدم الرغبة في تغيير الوضع الحالي بسبب التكاليف التي يفرضها مثل هذا التغيير.
<!--وجود الهيكل البيروقراطي لمدة طويلة وترسخ الثقافة البيروقراطية وما يصاحب ذلك من رغبة أصحاب السلطة في المحافظة عليها وعلى طاعة وولاء المرؤوسين لهم أو رغبة أصحاب الامتيازات في المحافظة على امتيازاتهم.
وعموما يمكن أن تصنف معوقات الإبداع لمعوقات داخلية وأخرى خارجية، إذ تتمثل المعوقات الداخلية في الآتي:
1- المعوقات الداخلية:
تشمل المعوقات الداخلية المعوقات الشخصية، ومعوقات حل المشكلات، ومعوقات البيئة، والتي قد تتمثل في ضعف الثقة بالنفس، ومقاومة استخدام الخيال والعجز عن تحمل الغموض، والعجز عن تقبل أفكار جديدة، والافتقار والأفكار والتقاليد الجامدة والخوف المبالغ فيه من الفشل، ونقص المعلومات وضعف الإمكانيات وعدم بذل الجهد والاعتماد على الخبراء.
<!--عدم ملائمة أسلوب القيادة: ومن أمثلة ذلك القيادة الاستبدادية، التي لا تهتم إلا بأفكارها فقط، ولا تلقي بالا للآخرين.
<!--افتقار السلوك المناسب: ومن أمثلته عدم الاستماع الجيد أو سلوك الشك والريبة، الذي يعرقل تطوير أكثر الأفكار إبداعا.
<!--سياسة الترهيب: فعلى سبيل المثال من الممكن أن يكون هناك ضغوط قوية لإثناء شخص ما يعمل في إحدى شركات الحاسوب عن الإعلان عن وجود نظام يدوي أفضل من نظام الحاسوب الخاص بالمنظمة.
<!--القيم التي تشجع على نمطية التفكير: فعلى سبيل المثال إذا كان يتم التشجيع على استخدام العقل والمنطق والتطبيق العملي، فإنه من الناحية الاخرى لا يتم تشجيع الحدس، والأحكام الكيفية، وروح المرح.
<!--الجدية المفرطة: هناك ثلاث مكونات للابتكار: الإبداع الفني، والاكتشاف العلمي، والإلهام الكوميدي. فإذا تم استبعاد المزاح والدعابة من جو العمل فسيعاني الإبداع كثيرا.
<!--التفكير الجماعي، وهو يسبب مشكلة للأفراد الذين لا يرغبون في أن يكونوا «أول» من يبدي آراءه في أثناء مناقشة بعض الأفكار الجديدة، وذلك خوفا من التعرض للسخرية.
2- المعوقات الخارجية:
هناك العديد من المعوقات الخارجية، والتي تتمثل في عدم الشعور بالأمن والمستوى الاقتصادي المنخفض للأسرة، والمجتمع الذي يسوده التسلط وعدم الديمقراطية، والمنهج الدراسي المحكوم بقضية الزمن والامتحان والنتيجة، وتعسف إدارة المدرسة، والعلاقات المتوترة بين المعلم والمتعلم وأساليب التدريس التلقينية.
ومعوقات الإبداع الخارجية فيمكن تحديدها في:
<!--العجز عن الحصول على التمويل اللازم لطرح الاقتراحات في السوق، ويتمثل ذلك في عدم القدرة على إقناع المساهمين في عملية تمويل المنظمة.
<!--[if !supportLists]-->- عدم ملاءمة المنتج، ويتعلق ذلك بطرح المنتج أو الخدمة في المكان غير الملائم.
<!--[if !supportLists]-->- الوقت غير المناسب حيث يطرح المنتج أو الخدمة في وقت مبكر للغاية، أو في وقت متأخر للغاية.
وهكذا, تسعى المنظمة إلى القضاء على مصادر المعوقات حتى يتمكن الإبداع من الظهور، وذلك بتنمية شعور المنظمة بالحاجة إلى مهارات استماع عالية، وتعيين مديرين مبدعين يتمتعون بأساليب ملائمة للمجموعات، التي سيعملون معها، وتحدى الأفكار البالية، والأساليب التعسفية، وانتشار الطقوس، التي تشيع روح المرح لتخفيف حدة الضغط في العمل، ومكافأة السلوك الذي يساعد على إثارة «الفكر الجماعي» ويضفي روح التعاون بين المنظمات.