أهمية القيادة الاستراتيجية:
تقوم القيادة الاستراتيجية بوظائف متعددة، إذ تتضمن الإدارة عبر الآخرين، مساعدة المنظمات على التوافق مع التغيير الذى يتزايد اليوم في بيئة العمل المعلومة، كذلك تتضمن القيادة الاستراتيجية القدرة على إحداث تكيف وتكامل المنظمة مع كلا من بيئتها الداخلية والخارجية، والاندماج في معالجة المعلومات المعقدة وبالتالي من خلال هذه القيادة تستطيع الحفاظ على المواهب والاستثمار فيهم لتحقيق أهداف المنظمة.
يمكن إجمال أهمية القيادة الاستراتيجية بالنسبة للمؤسسات، في النقاط الآتية:
تحديد التوجه والرؤية المستقبلية:
باعتماد منهجية استراتيجية في تشخيص عوامل البيئة الداخلية والخارجية والمتمثلة بتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، والمساهمة في بناء رؤية ورسالة الشركة وخلق وعي استراتيجي وعمليات متجددة وحيوية من أجل ضمان الاتساق الاستراتيجي في أعمال الشركة, وذلك لأن القيادة الاستراتيجية تعتمد على التخطيط المستند إلى الرؤية المستقبلية.
تشجيع العمل الجماعي:
فالقيادة الاستراتيجية تعزز الالتزام والمشاركة وتؤكد النموذج الأخلاقي في علاقات العمل, ولا سيما في حالة تمكن القائد الاستراتيجي من خلق قبول مشترك بين العاملين، للرؤية التي يمتلكها ومن ثم سعيهم المشترك لتحقيقها.
تهيئة الاستجابة السريعة للتغييرات:
والتغيرات هي الحاصلة في بيئة العمل التنافسية ولا سيما في ظل العولمة والتقلبات المتلاحقة في بيئة العمل, وتعزيز الميزة التنافسية المتواصلة ومواكبة المتغيرات المحيطة وتوظيفها لخدمة المؤسسة.
صناعة عملية التعليم التي تتميز بالكفاءة:
والتي تشمل الأفراد والفرق والمجموعات والشركات ككل, وكذلك تنمية وتدريب ورعاية الأفراد باعتبارهم أهم مردود للشركة, وتدبير وإدارة الموارد البشرية (المالية, المادية, والبشرية), وزيادة وترقية رأس المال البشري والمعرفي والاجتماعي داخل الشركة, تساهم في تنفيذ الخطط واستراتيجيات الشركة الموضوعة وفقا للمعايير المتفق عليها, وبناء ثقافة تنظيمية فعالة تتميز بالمرونة والقدرة على مواجهة التغيير وإدارته لتحقيق أهداف الشركة.
- توجيه سلوك العاملين نحو تحقيق الأهداف:
ولا شك أن المهارات القيادية تؤثر على مستوى الأداء العام في التنظيم, لكون القائد هو الذي يحرك الجهود ويوجه الطاقات لتحقيق أفضل المستويات للإنجاز, وتتميز القيادة الإدارية بفعاليتها واستمراريتها في العلاقة بين الرئيس والمرؤوس وبهذه العملية يمكن للمرؤوسين أن يتصرفوا حسب درجة تأثرهم بالنمط القيادي الذي يمارسه الرئيس وهذا بدوره يعتبر تغذية مرتدة يستفيد منها القائد في تحسين قراراته مستقبلا.
إعادة تنظيم الوضع الذي تعيشه المنظمة:
وذلك بشكل يجعل المشكلات التي ستظهر فيها في الوقت الحالي والمستقبل قابلة للحل, والتخلص من الأدوار التقليدية, والرصد والفهم الواعي والمستنير لبيئة الشركة الداخلية والخارجية, المحلية والعالمية من أجل اتخاذ قرارات فطنة ورشيدة, وتطوير أداء الشركة ولا سيما في تحقيق الأسبقيات التنافسية وفي ظل متطلبات البيئة الداخلية والبيئة الخارجية, وذلك لأن البيئة تتسم في الوقت الحالي بالديناميكية العالية.
مصدر الابتكارات وكسر الجمود التنظيمي:
وهذا يتوقف إلى حد كبير على القدرات المعرفية والإبداعية للقيادة الاستراتيجية وما تمتلكه من رؤية مستقبلية، في ضوء المحركات الداخلية للابتكارات التنظيمية التي تتضمن نمط القيادة والممارسات الإدارية والثقافة التنظيمية والإبداع الفردي, فكلما زادت القدرات الإبداعية لدى القيادة الاستراتيجية بالشركة، زاد احتمال احتواء التغيير التنظيمي على كل من الجوانب المتعلقة بتصميم الشركة، مثل الأهداف والأداء وتنمية الأفراد والتأثير في اتجاهاتهم.
ويمكن القول أن القيادة الاستراتيجية تعتبر نظام فعال في تطوير المنظمات بشكل مستمر وتتضمن عدة أنشطة منها: تحديد الاتجاه، وضع الرؤية، وضع الاستراتيجية موضع التنفيذ، تمكين الموهوبين لاستلام وتطوير الاستراتيجية، تحديد النقاط الفعالة.
وعليه فإن أهمية القيادة الاستراتيجية تكمن في أنها حلقة الوصل بين العاملين وبين خطط الشركة وتصوراتها المستقبلية, وتعمل على تدعيم القوى الإيجابية في الشركة وتقليص الجوانب السلبية قدر الإمكان, والسيطرة على مشكلات العمل وحلها, وحسم الخلافات والترجيح بين الآراء. كما أن أهمية القيادة الاستراتيجية بالمؤسسات تكمن في كونها تساهم في بناء استراتيجية منظمة تحقق النجاح والازدهار على المدى الطويل, القدرة على التعامل مع نوعيات مختلفة من الأفراد داخل وخارج الشركة والتنسيق مع جهات لم يكن بينها تفاعل من قبل.