ثورة علي ضفاف النيل (1)
(خواطر مواطن مصري)
في الخامس والعشرين من يناير عام 2011 قام الشعب المصري بثورة عظيمة لم يشهد العالم علي مدي التاريخ ثورة مماثلة في نقائها وطهرها وعظمتها، راح وقودا لهذه الثورة العظيمة ما يقرب من ألف شهيد من خيرة الشباب المصري وعدة آلا ف من الجرحي. قاد هذه الثورة شباب وبنات مصر ودعمها غالبية الشعب المصري، وقد ظن الكثيرين خيرا، وأن مصر سوف تتحول إلي عهد جديد من الحرية والعدالة الاجتماعية والديموقراطية بعد أن تنحي الرئيس حسني مبارك عن الحكم وأوكل إدارة شئون البلاد إلي المجلس العسكري يوم 11 فباير 2011.
بدأ المجلس العسكري إدارة شئون البلاد وقام بعمل إعلان دستوري يوم 19 مارس 2012 وأتبعه بإعلان آخر لينظم شئون البلاد، وبدأ الجدل حول هل تجري اتخابات مجلس الشعب أولا أو عمل دستور للبلاد، وانقسم الشعب بين مؤيد لعمل انتخابات مجلس الشعب أولا وبين عمل الدستور أولا. وللأسف أجريت انتخابات مجلس الشعب أولا، وتم بناء البيت قبل وضع الأساس، وبدأت الكوارث والانقسامات تتوالي علي مصر، فلا استقرار وصلنا ولا حرية ولا عدالة رأينا، وبدأ الكثيرون يهرولون تجاه السلطة والقليلون يهرولون نحو الوطن.
تم حل مجلس الشعب بناءا علي حكم المحكمة الدستورية العليا بسب خطأ دستوري في طريقة إجراء الانتخابات، ورغم ذلك في هرولة لم يسبق لها مثيل تم تشكيل حمعية لإعداد الدستور من بعض أعضاء مجلسي الشعب والشوري المنتخبين وكان غالبية أعضائها من تيار واحد أو من محبي هذا التيار ومريديه، وتم الانتهاء من إعداد الدستور بطرية لم نري مثيلا لها في أي دولة من دول العالم، وجميع المصريون يعرفون كيف تم الانتهاء من هذا الدستور الذي ولد بليل.
بدأ بعض المجموعات في محاصرة المحكمة الدستورية العليا حتي لا تتمكن من مزاولة عملها وإصدار حكم ببطلان مجلس الشوري والجمعية التأسيسية للدستور، رغم أن رئيس الجمهورية أصدر إعلانا دستوريا ليحصن مجلس الشوري والجمعبة التأسيسية لإعداد الدستور من أي طعن أو حكم قضائي،،، وهذا يعني بداية تصدع دولة القانون، وهذا أخطر ما يواجه مصر في الفترة الأخيرة. هذا بالإضافة إلي تعيين نائبا عاما جديدا لم يرضي عنه زملائه وتلاميذه في النيابات العامة حيث أضرب معظمهم في مظاهرات احتجاجية حتي تقدم النائب العام الجديد باستقالته ثم تراجع عنها مبررا أنها قد تمت تحت ضغط المتظاهرين من رجال النيابة.
أضف إلي ذلك أحداث الاتحادية الأخيرة وخلع خيام المتظاهرين السلميين وفض وقفتهم السلمية بالعنف والقتل حيث استشهد عشرة من المصريين،،، لك الله يا مصر،،،. هذا بالإضافة إلي محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي لفترة طويلة من بعض العناصر التابعة للشيخ حازم أبو اسماعيل المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، والاعتداء علي بعض الإعلاميين وسبهم في لافتات، وتقديم العديد من الصحفيين والإعلاميين إلي النيابة في بلاغات تتهمهم بتهم متفاوته.
في 15 ديسمبر و 22 ديسمبر 2012 أجري الاستفتاء علي الدستور علي مرحلتين رغم مابه من عوار كبير فلا توافق علي نصوصه ولا رضاء شعبي عليه رغم نتيجة الاستفتاء الذي صاحبه تاعديد من الخروقات، ورغم مايشوب جمعيته التأسيسية من عوار قانوني، وظهرت نتيجة الاستفتاء لتوضح الانقسام الواضح بين المصريين، إنقسام بين الشعب وانقسام بين الأسر وانقسام بين الأخوة الأشقاء، وأن مصر وصلت إلي أسوأ أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
هذه هي خواطري بمناسبة مرور عامين علي ثورة الشعب المصري العظيم، فلا استقرار تحقق، ولا عدالة اجتماعية ولا حرية ولا شفافية تحققت، وساد الإرتباك في معظم الأمور. من يحب مصر؟ من يريد لمصر خيرا وتقدما؟ من يجمع المصريين علي كلمة سواء ويأخذ بيدهم إلي مستقبل أفضل؟ من يؤثر مصلحة الوطن علي ما سواه، أتمني أن يهرول الكثيرون نحو الوطن ولا يهرولون نحو السلطة. إما أن نتعلم كيف نعيش معا في أمن وسلام أو نضيع جميعا كما يضيع الحمقي
شعب مصر
شعبــك الحر أبى … رافع الرأس وفى
يفتديـــك بالفــــــؤاد
نطعم الخـير مريا … ننشر النور سنيا
بين أرجــاء البلاد
نزرع الحب سويا ..نرفع الرأس عليا
بين أجناس العباد
نحن شعب عربى ... نرفع الصوت جليا
عشت حرة يابلادى
ساحة النقاش