تعتبر شبه جزيرة سيناء إحدي بوابات مصر الشرقية علي قارة آسيا, وهي تحتل مكانة غالية في قلوب المصريين جميعا وأن أمنها جزء لا يتجزأ من أمن بقية أجزاء مصر, وهي تمثل الدرع الواقية لبقية أجزاء الوطن ضد الاطماع الخارجية علي مر العصور, خاصة في عصرنا الحديث. وفي اعتقادي أن أعظم شيء لضمان أمن سيناء هي تنميتها, وذلك بانشاء مراكز تنمية صناعية علي طرقها ومحاورها الرئيسية. وهذا يتطلب من علماء مصر وخبرائها دراسة أفضل الطرق المناسبة لتنمية سيناء وما هي المدخلات اللازمة لهذه التنمية. ومن المعروف أن سيناء تغطي مساحة تقدر بنحو62000 كيلومتر مربع يحدها شمالا البحر الأبيض المتوسط, وغربا خليج وقناة السويس, وشرقا خليج العقبة, وجنوبا البحر الأحمر. تغطي أرض سيناء منكشفات من الصخور والرسوبيات التي تنتمي إلي عصور جيولوجية مختلفة من عصر ما قبل الحياة حتي العصر الرباعي والحديث. أي أن سيناء كلها تقريبا عبارة عن أراض صحراوية وجبلية. ولما كانت هناك مشكلة وهي نقص المياه في سيناء فإن تنميتها عن طريق المشروعات الزراعية لا يمكن تنفيذه إلا في أضيق الحدود. وتجدر الاشارة إلي أن الدولة قد بذلت ولاتزال الجهود الكبيرة لتنمية سيناء, لكن ذلك ركز بقدر كبير علي النواحي السياحية, وفي اعتقادي أن هذا مهم وقد حصلت خزينة الدولة منه علي موارد كبيرة, لكنه لا يمثل التنمية المستقبلية التي تضمن أمن سيناء, وتدر علي الاقتصاد المصري أموالا طائلة أو تغير من خريطة جغرافية السكان في سيناء الحبيبة. لذلك فكرت في طرح هذا المشروع المهم لتنمية سيناء الذي يعتمد اساسا علي المصادر الطبيعية خاصة الثروات المعدنية والصخرية والبنية التحتية المتاحة. ويتلخص هذا المقترح في دراسة انشاء مراكز تنمية علي الطرق الرئيسية في سيناء التي تمتد من الغرب إلي الشرق, ويمكن تقسيم تلك الطرق إلي أربعة محاور رئيسية لتنمية سيناء, وهي(1) الطريق الساحلي,(2) طريق القنطرة شرق ـ بئر جفجافة ـ العريش,(3) الشط ـ نخل ـ طابا,(4) طريق وادي فيران ـ نويبع. هذا وتتم دراسة المصادر الطبيعية من المعادن والصخور القريبة من كل محور من تلك المحاور, ثم يتم تحديد مراكز تنمية صناعية مناسبة تعتمد علي تلك المصادر الطبيعية المحيطة بكل محور, مع الأخذ في الاعتبار النواحي الجغرافية والبيئية المحيطة. وفي اعتقادي أن هذا المشروع سوف يمثل دفعة كبيرة علي طريق التنمية في سيناء, حيث إنه سوف يجذب العديد من المستثمرين, وسوف يغير من خريطتها السكانية لأنه سوف يمثل مناطق جذب للعديد من شباب مصر الذين يحلمون بمستقبل أفضل ويريدون أن يسهموا في بناء مستقبل مصر الاقتصادي ومستقبلهم, كذلك سوف يمثل هذا المشروع درعا واقية لأمن مصر القومي, كما أنه سوف يرفع من معدلات النمو الاقتصادي.
|
ساحة النقاش