**عناصر هذا الحُلْم
*العربية: عُمْرا - معايشة - مساحة - عطاء وأخذا - الترجمة والشاعرية
*العربية ثقة والتزاما - تذوقا - جهودا منشودة
*ثورة فى مجال العربية: فنية وذوقية - قومية - رُخَصا - هيئة جامعة – هدفا - فى أقسام تدريس العربية - فى الأقسام الأخرى - فى كليات صناعة مدرس العربية - فى التعليم العام - المجمع اللغوى - القواميس - الطباعة والنشر
*الثقافة- الإعلام - الفنون- العامية والفصحى - تعريب غير المعرب الإسلامى
**العَرْض:
1- أ) يبلغ عمر لغتنا القومية الآن ألفى سنة تقريبا(سنة كتابة المقال فى الستينيات)..وهو عمر طويل لم يكتب لأى لغة فى العالم أن تعيشه . ولقد كانت تلك اللغة دائما من أقوى اللغات شخصية وأقدرها على استيعاب كل جديد يأتى به الزمن من المعانى المبتكرة والعلوم المدنية.
ب) عايشت العربية فى القرنين الأول والثانى ..(الهجريين)، وقبل ذلك بقرون ، لغات شتى كالفارسية واليونانية واللاتينية وبعض لغات الهند: احتكت بها جميعا: أخذت منها وأعطت ؛ ولكنه لم يمض وقت طويل حتى وجدنا العربية تبتلع ما فى هذه اللغات من زاد فكرى، تهضمه وتضيفه إلى حصيلتها ، تكتسب به طاقة جديدة وزادا يقوِّى من بنيانها ويعمق من فكرها ويوسع مدارك الناطقين بها.
ج) ولما يكد ينتصف القرن الثانى الهجرى حتى صار مفروغا منه أن اللغة العربية هى لغة الحياة والعلم والثقافة فى ثلثى العالم القديم الممتد من جنوب آسيا الشرقى حتى شمال أفريقيا الغربى وأسبانيا.
د) ثم كانت المرحلة الهامة فى تاريخ الفكر الإنسانى. تلك المرحلة التى حملت العربية فيها لواء المعرفة والعلم فى العالم: يتعلمها الأوربيون ويتباهون بتتلمذهم على أيدى الأساتذة العرب فى جامعات "قرطبة" و "غرناطة" وفى القاهرة وبغداد وصقلية وجنوب إيطاليا ....
هـ) حتى إذا استنارت أوروبا بفضل العلم العربى وخرجت من ظلمات العصور الوسطى لم تتسع لغتها اللاتينية للتنور الجديد وظهرت اللغات الأوروبية الحديثة ينافس بعضها فى التمدن الجديد الذى خطا بالعلم والفلسفة خطا فساحا أخرى بعد معلميهما الأول يونان وهنود وعرب وصينيين ؛ مما أتاح للعربية أن تسترد وأن تضيف إلى حيويتها التقليديدية شبابا جديدا من المعانى المبتكرة والعلوم المدنية والإدارية.
و) الترجمة والشاعرية: وتعتبر الترجمة مقياسا لمرونة اللغة واتساعها صرفا ومفردات لأى منقول جديد ، وقد تأكد لى هذا من واقع الممارسة العملية لنقل النصوص الأدبية الشعرية حية(ترجمتها) من الإنجليزية إلى العربية بشحنها الفكرية والعاطفية كاملة على ما أرجو وإلباسها الثوب العربى اللائق وإخضاعها للوزن والقافية العربيين بحيث لا تضيع المسحة الدرامية والرنة الرومنتية من النص بعد ترجمته إلى العربية.
2- أ) وأعتقد أن هذا الأمر جدير بتقوية ثقتنا بلغتنا القومية وبمضاعفة الجهد للتأليف فيها والترجمة إليها والتزامها فيما نكتب أو نقرأ؛ فضلا عن الأخذ بأنفع الطرق فى درسها وتدريسها: لا على أنها نحو وصرف بحت وإنما على أنها نصوص معبرة عن فكر وانفعال: على أنها وسيلة لنقل الفكر- أو بمعنى أصح على أنها تفكير بصوت عربى مسموع ، يلتزم بها الدارسون والمدرسون فى قاعات الدرس مضبوطة فصيحة حتى يتكون الحس اللغوى وتتكون الحساسية باللغة لدى من يعتبرونها لغتهم القومية وعقلهم المفكر أو فكرهم المسموع ووجدانهم المنفعل.
ب) وليس المهم هنا أن يحفظ الإنسان العربى قواعدها كالببغاء ويصم تقسيماتها النحوية واصطلاحاتها الصرفية... مثل جهاز التسجيل؛ إذ المهم فى المحل الأول هو تذوق اللغة والإحساس بها: تذوق السليقة وإحساس الفطرة الذى يأتى عن طريق التمرس بالنصوص الجيدة المضبوطة والعرض المؤثر الذى يعمد إلى إحساس الدارسين وذوقهم وهم بإزاء التعلم فى جميع مراحل التعليم عندنا.
*يتطلب هذا جهودا ثورية منشودة فى الإطار السياسى الإدارى نشدان حاجة حضارية وعملية ملحة كالحاجة لمحكمة فدرالية ولو فى نطاق الجامعة العربية المتاحة كما قلنا. جهود تستطيع أن تحقق أمل الأمة ودولها مجتمعة، طالما كان كل من يعمل فى هذه الخدمة مؤمنا حقا بواجبه غيورا على اللغة غيرته على زوجته وأمه وأهل بيته ، وطالما أفلح الوزير المنشود فى اختيار جنوده الأَكْفاء البسلاء فى معركته القادمة.
3- أ) وإنى لأرى أن الوقت قد حان لقيام ثورة فى مجال تعليم اللغة االقومية عندنا تلتزم بالفنية فى تعليم اللغة وتبتعد عن الإحصاء القواعدى الكمى ما أمكن- طريقة تحفيظ النحو مجردا فى حصص معظم حديث المدرس فيها والطالب كذلك بالعامية- الأمر الذى كان يثير نفور التلميذ من النحو والصرف بل من اللغة ذاتها ومن مدرسيها جميعا، ويوقع العقل العربى فى الازدواج والتناقض - الأمر الذى له خطورته على القضية القومية ذاتها: قضية الوحدة العربية التى نرى ضرورتها وندرك حتميتها ولا نستطيع أن نجعلها دستورية لأسباب يمكن أن يضاف إليها فى المستقبل سيادة العاميات فى أقطار الأمة العربية على نحو يهدد اللغة القومية بالانزواء والضياع؛ الأمر الذى لا ينبغى له أن يحدث لأنه لو حدث فسوف يحرمنا شرف الاتصال المباشر بلغة القرآن وحتى فقه النصوص المقدسة السامية الأخرى توراة وإنجيلا ، فضلا عن أنه يضيع أملنا الأكبر فى الوحدة وسنفقد شخصيتنا العربية إلى الأبد.
ب) وفى مجال النهوض باللغة القومية وسد الفجوة بين العامية والفصحى أو حتى الفصيحة الآخذة برخص التسكين والإمالات وتعدد النبور وما إلى ذلك- فى هذا المجال ينبغى:
ج) إقامة هيئة جامعة خاصة لشئون اللغة القومية تعنى بأوجه التطبيق والاستعمال المتوافق فى سائر الأقطار العربية وتضم سائر المجامع والمؤسسات الخادمة . وأعتقد أن أمتنا التى أنشأت جامعة الدول العربية تستطيع أن تتصور قيام آلية أو وزارة لشئون اللغة القومية يكون لها هدفها وأمامها خطة عمل ومعاملة واضحة. هذه االخطة فى الإطار السياسى الإدارى المنشود حاجة حضارية وعملية ملحة كالحاجة لمحكمة فدرالية ولو فى نطاق الجامعة العربية المتاحة.
د) أما الهدف فهو رفع مستوى الذوق اللغوى سماعا وحديثا خلال مرحلة تسد فيها الفجوة بين العاميات والفصيح بالتدريج (خطة خمسية أو عشرية). من مهمات هذه الخطة الضرب بعدة أسهم فى آن واحد فى المجالات التالية:
هـ) الجامعة وبها كليات تدرس اللغات ، وأقسام متخصصة فى تدريس اللغة القومية وأدبها . هذه الأقسام بصراحة ترتكب جرائم فى حق هذه اللغة بتكاسل الأساتذة والمدرسين فيها عن المحاضرة بالفصحى فضلا عن الفصيح اليسر المسهل والمسكن، مع أن هذا من صميم واجبهم، ولأن مقياس الجامعة لكفاءة الطالب واستحقاقه النجاح – بدون مقياس السَّماع - لا يمكن أن يكون صوابا فى أقسام تدرس لغة من اللغات . فالأساس فى اللغة السماع ؛ وهم يدرسونها فى الغالب بالعامية ويطالعونها فى الكتب والمذكرات فى صمت ويصححون أوراق الامتحانات (يقيمونها) آخر العام فى صمت أيضا . والكلمة المكتوبة غير المضبوطة لا يعرف منها- إلا فى حالات قليلة- ما إذا كان كاتبها على وعى بمكانها فى الجملة وبضبطها التام أم لا. وهكذا يتساوى مَن يقول :
و
فى جملة مثل رأيتُ الرجل يقرأ الميثاقَ. وقُصارى القول فى طرائق تدريس اللغة القومية فى جامعاتنا أنها عقيمة وضارة. وهى لكى تنجح وتصحح نفسها على نحو ثورى تقدمى جديد ينبغى لها ما يأتى:
♦ توخى الحديث والمناقشة باللغة فصيحة وفصحى مقاما ومقالا
♦ جعل امتحاناتها فى معظمها شفويا
♦ تعطى الدرجة على أسس ثلاثة:
▪ قدرة الطالب على المناقشة فيها بلغة سليمة وحسب لباقته وسليقته فيها
▪ ذكائه الخاص ومواهبه العالية التى تميزه وتعكس اطلاعه العام
▪ مدى تحصيله الكمى لمقرراته فى عامه الذى هو فيه.
وبهذا الشكل يكون ثلث الدرجة مُعْطَى لكل ناحية من هذه النواحى الثلاث.. والجامعة بوضعها الحالى تمتحن الطالب فى اللغة امتحانا تحريريا فى معظمه لا يكشف عن شىء إلا تحصيله الكمى من المعلومات، مع أن أقدر الطلبة على الحفظ الكمى فى الغالب هم أكثرهم غباء وانعداما للشخصية. وكثيرون من أساتذة الجامعة غير متنبهين لهذه النقطة ، وقلة منهم مَن يغار على اللغة ويتوخاها فى حديثه العادى إلى طلابه وطالباته ، ثم تخذل الجامعة مساعيه بطريقتها فى الامتحان . وهى إذ تفعل ذلك لا تثق فى نزاهة أساتذتها فتجعل الأرقام سرية ؛ وفى هذا نفسه دليل مبين عن أنها فى حاجة إلى إصلاح.
و) وفق ينبغيات هذا المخطط التقييمى البسيط تستطيع الجامعة بهذه الطريقة المازجة أن تزود الدولة كل عام بدفعة من المشتغلين اللبقين باللغة فيكونون شرطة اتصال بين الجماهير عن طريق المذياع أو التليفزيون أو المسرح أو السينما أو المدرسة فضلا عن الجامعة ذاتها.
و) فى الجامعة أيضا ينبغى أن يوجه السهم نفسه - خلال فترة انتقال واعية وكافية - إلى سائر الأقسام والكليات التى تصنع المدرس . ففى كلية الآداب مثلا ينبغى تقرير مساقات وظائفية معينة للغة العربية ألصق بالممارسة وفق المخطط المذكور فى أقسام اللغات الأخرى: الإنجليزية والفرنسية والكلاسية ، وكذا أقسام الفلسفة والاجتماع والجغرافيا والتاريخ والإعلام وهكذا .
*بهذا يستطيع جهاز التخطيط اللبق المنوه به أو الوزارة المنوه بها أن تحدد أكثر النصوص ملاءمة وأنجح الوسائل للإفادة فى صناعة هذه الأجيال الممارسة للغة فى كافة المواد والمناشط والإبداعات.
- والتدريس بعد فن وموهبة ودافعية – لهذا أيضا ينبغى توجيه سهم آخر إلى كليات التربية بحيث يؤمَن نوط إعداد المدرسين بها فى كافة المواد والتخصصات: الرياضية والمادية والاجتماعية فضلا عن اللغوية والأدبية والفلسفية الخ.وأعتقد أن حافزا ماديا وتأمينات إضافية للطلاب أثناء الدراسة يمكن أن يحفز الشباب والشابات بالتقدم إليها وفيها. وعلى هذه الكلية أيضا أن تكون حذرة غاية الحذر فى اختيار طلابها؛ فليس كل طالب – وإن كان متقدما- بمتكامل الشخصية أو قابلا للتكامل وصلاحية المبدأ والمهنية.
ز) التعليم العام: سهم آخر نستطيع أن توجهه هذه الهيئة أو الوزارة الحُلْم إلى التعليم الابتدائى أو الأساسى ؛ بحيث لا يكون مدرس الإبتدائى أيضيا مدرس فصل من بابه يقع فى اللحن والتصحيف وخطأ الإملاء وما إلى ذلك؛ ولاسيما أن التلميذ فى هذه المرحلة يكون أقدر فيها منه فى أى مرحلة أخرى على اكتساب العادات ، والعادات الأسلوبية واللغوية بالذات. وأعتقد أيضا أن جهاز التخطيط للتعليم الابتدائى نفسه يستطيع أن يفكِّر كيف يصنع مدرس لغة ابتدائى يكون مؤهلا ماهرا يدرب التلاميذ على أداء اللغة سليمة والمحادثة بها بطلاقة أداء حس مدرب أو سليقة مكتسبة.
ح) سهم آخر لابد من توجيهه فى اتجاه التعليم الإعدادى والثانوى بإعادة تقييم كفاءة الطالب وأحقيته النجاح على نفس الأسس التى يستحق بها الطالب فى الجامعة النجاح فى اللغة القومية مع وضع اعتبار خاص لمستوى المرحلة الأفقى والرأسى ؛ أى قدرته على المخاطبة بلغة سلسة مطاوعة مضبوطة فى نطاق الخطة الخمسية أو العشرية التى تحددها الوزارة المقترحة.
ط) المجمع اللغوى: سهم آخر لابد من توجيهه للمجمع اللغوى؛ إذ ليس يعقل أن يظل فى برج عاجى بعيد عن الجماهير المثقفة، يطلع علينا بترجمة للكلمة بعد أت تشيع وتنتشر وتحفظ، فلابد أن تتسق جهوده فى إطار الوزارة المقترحة مع الخضوع لفلسفتها القائلة بضرورة البعد عن التزمت مع عدم التهاون والإسفاف أيضا.
*من موافقات هذا سنة 2010م اقتراح بالمؤتمر السادس عشر لتعريب العلوم بتوحيد جمعيات اللغة العربية المتباينة وربطها بالمجمع اللغوى- الاقتراح الذى صادف مبادرة المجمع الجليل بأمانة الأستاذ فاروق شوشة باستقبال المهتمين فى رحابه والاستماع إليهم.
ى) ولقد وصل علم الدلالة وعلم أصول الاشتقاق فى العالم المتمدين اليوم إلى مرحلة متقدمة جدا بحيث يجعل الفائدة مؤكدة وموثوقا بها وميسورة أيضا. ...؛ (لكن القواميس العربية كانت إلى وقت قريب متوقفة على مبسطات المعاجم العظيمة القديمة كمختار الصحاح والمصباح المنير وقطر المحيط إلى أن قفز الجهد الجمعى المجمعى بالمعاجم علميها ولغويها جميعا على تفاوت : مشروعات ومتجددات فى العلوم وفى اللغة فى المعجم الوجيز والوسيط وإلى حرف الدال فقط فى المعجم الكبير فى اللغة، وهذا مؤسف، وما زالت صلة الجمهور العربى ضعيفة أو شبه منبتة بهذه الكنوز القيمة) ؛ مع أن القاموس الإنجليزى: أنواعا وأشكالا وصنوفا وألوانا فى متناول يد كل طالب فى الإعدادية وهو يعلم كيف يكشف فيه ويستفيد منه ويباهى أيضا.
ك) (ومن حسن الحظ أن معاجم المجمع الحديثة هى بالتنوع الذى ألمحنا له كما أنها تأخذ بالمعرَّب والدخيل الضرورى . ومع ضرورة التحفظ فى قبول الدخيل فلا يسمح إلا فى حالات يخشى فيها من الوقوع فى تزمت مميت ، فمن الثابت أنه ليس ثمة لغة فى العالم تخلو من الدخيل. العربية نفسها فى العصر الجاهلى عرفت كلمات مثل "القلم" اللاتينية الأصل والمناخ التى ترى عربية وسلافية ويونانية فى نفس الوقت، وكلمة "نهر" مثلا هى الكلمة فى كل فروع السامية القديمة: عربية وعبرية وبابلية وآشورية وسريانية. ودراسة هذه اللغات ضرورية فى حل كثير من مشكلات الدرس اللغوى العربى والفهم الكامل للظروف التاريخية الفاعلة فى وقتنا الحاضر وهى ذات وجود كامن فينا منذ العصور القديمة.
ل) إلى جانب هذا كله لابد من تيسير مهمة القراءة الجادة عبر النشر بأنواعه بخفض سعر الكتاب إلى أبعد حد وإلى حد الإغراق، وكذا المجلة العامة والجريدة ، مع عمل طبعات بحروف واضحة مضبوطة فى معظمها وفى كلها أحيانا وبأناقة وجاذبية دائما.
4- أ) تقوم وزارات عدة بجهودها الكبيرة فى نطاق النظم السياسية الخاصة بكل قطر عربى على حدة ، وحدود التعاون بينها مضيقة ، ولكن وزارتنا اللغوية المقرحة لن تكون متحيزة لهذا النظام أو ذاك . إنها تلك وزارة القاسم المشترك الأعظم لخير ما فى هذه الوزارات على الصعيد العربى الإسلامى العام.
ب) والفنون والآداب التى نتعاطاها اليوم لا تخلو من آثار خافية لا توائم كما ينبغى بين حاجات الإنسان الجسمية والروحية . إن آفاق القيمة فى الفنون هى تلك الآفاق التى اتسعت للفكر البكر غير المشوب، وإن كان الوصول الى المعادل الفلسفى المتوازن لذلك فى الغرب قد جاء متأخرافى إطار تحليل القيم إلى حق وخير وجمال وما إلى ذلك . وهو تطور قمين أن يشير إلى لقاء فيه بين الشرق والغرب فى إبداع الفنون والبلاغة الراقية التى لا تقع فى التجسيدية أو السوقية أو الغريزية.
ج) وسوف يتاح لحركة التأليف والنشر فى ذلك معوان صادق يدفع بها إلى كل قلب وعقل فى كل قطر . ومع ثقتى بأن كثيرا من الفنانين : مغنين وممثلين وملحنين يخدمون اللغة القومية مثل أو أكثر من عديد من أساتذة اللغة فإن منظورا مستقبليا ينبغى أن يستهدف رفع مستوى الأداء اللغوى فى الوسائط الفنية والمحطات الإذاعية ، وصولا إلى جعل العربية الصحيحة (فصيحة أو فصحى) هى لغة الحديث العادية بين الطبقة المثقفة على الأقل؛ ولا أشير بشىء إلى بائع الطماطم أو مؤلف كتاب فى الفلسفة ولكننى أقول: إن تلميذ الإعدادى والثانوى والفنى والجامعى هو مقياسنا ، وهو يستطيع أن يتقن اللغة بالطريقة الذوقية السمعية مطالعة وحوارا حتى تصبح بالمنهج المحسوب علميا سليقة تجرى فيه من تلقاء نفسها تجد غذاءها فيما نقدمه لها من علوم وفنون وآداب ذات قيمة .
د) يدخل فى نطاق الوزارة أو الهيئة المعنية إحياء اللغة العربية فى الأقطار الإسلامية التى جنبت أو نبذت العربية من حياتها اليومية مثل تركيا وإيران واقعتين وغيرهما فى مناقضة ؛ إذ الإسلام أو القرآن على الأقل ليس كذلك فى غير اللسان العربى، وانحسار اللسان العربى فى هذه البلاد انحسار للإسلام فى جوهره . وكون هذه الدول علمانية أو أيديولوجية لا يمنعها من اصطناع كافة الأساليب الحكيمة والفنية لتعريب اللسان فيها.
هـ) ويمكن أن تخطط الوزارة الجامعة المذكورة لأهدافها بحيث تحقق مرحليا ضمان تدريس العربية إلى جانب اللغات المحلية بطريقة أساسية فى مراحل التعليم المختلفة فى تلك الأقطار؛ إضافة إلى دور المؤسسات الدينية فى المعاونة فى افتتاح مدارس دينية أو كتاتيب وما إلى ذلك . وسوف يجد غير المسلمين فى تللك الأقطار نفسها ما يعوضهم عن أمجاد صلاتهم بالتعليم الحى المستفاد منه أصلا فى جامعات العرب والمسلمين فى قرطبة والقيروان وصقلية ؛ حيث منها بدأت العلمنة العربية الأسبق فى ضوء مبدأ "لا إكراه فى الدين" و"اقرأ باسم ربك الذى خلق".
<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"Table Normal";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:"Calibri","sans-serif";
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-theme-font:minor-fareast;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;
mso-bidi-font-family:Arial;
mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}
table.MsoTableGrid
{mso-style-name:"Table Grid";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-priority:59;
mso-style-unhide:no;
border:solid windowtext 1.0pt;
mso-border-alt:solid windowtext .5pt;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-border-insideh:.5pt solid windowtext;
mso-border-insidev:.5pt solid windowtext;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
text-align:right;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman","serif";}
</style>
<![endif]--><!--<!--
[1] من أحلام شَبابى الأَوَّل (1962 – 1970) مع تحديثات واجبة.