الملخص :
     يعد دراسة وتحليل الاستهلاك الفردى من القمح في مصر ومقارنته بنظيره العالمى امر في  غاية الاهميه وذلك لانعكاسه على الاستهلاك القومى من هذا المحصول باعتباره أحد أهم السلع الغذائية الاستراتيجية في مصر ، وما يمثله زيادة الاستهلاك منه من عبء على ميزانية الدوله . وقد بلغ متوسط الاستهلاك الفردى من القمح في  فترة الدراسه (2001 - 2010) حوالى 168,40 كجم بينما بلغ نظيره العالمى حوالى 71.22 كجم لنفس الفتره . والقمح هو المحصول الغذائي الاستراتيجي الأول  وأهم محاصيل الحبوب الغذائية إنتاجاً واستهلاكاً وتجارة التى تحاول الدوله توفيرها مهما ارتفعت تكلفة استيراده . ومن المعروف أن الأنتاج المحلي من القمح لا يكفي الاحتياجات الاستهلاكيه منه ، ولذا فإن الأمر يستلزم بالضروره استيراد كميات متباينة سنويا منه لسد هذه الفجوة مما يثقل كاهل الموازنة العامة للدولة بأعباء مالية ضخمة من العملات الأجنبية . وقد بلغ متوسط الاكتفاء الذاتى حوالى 59.03% من الاحتياجات الاستهلاكيه، كما بلغ متوسط الواردات المصريه من القمح خلال فترة الدراسه حوالى 5.19 مليون طن بقيمه تبلغ حوالى 1291.05مليون دولار تمثل حوالى 29.51% من قيمة الواردات الغذائيه المصريه لنفس الفتره.
    وتتعدد صور فقد القمح في  مصر فهناك الفقد في  القمح نفسه وهناك الفقد في  دقيقه كما ان هناك فقد في  القمح بعد تصنيعه اى في  رغيف الخبز .  وقد تم حساب كمية الفقد في  القمح خلال مراحل النقل والتخزين على اساس ان نسبة الفقد هى 11% من اجمالى القمح المستهلك وفقا لبعض الدراسات ووجد انه بلغ  حوالى 1.39 مليون طن كمتوسط لفترة الدراسه . ويتم الفقد في  دقيق القمح اثناء عملية الطحن ، التعبئه ، الشحن ، النقل للمخابز وشركات تجارة الجمله ، والإصابة بالحشرات أثناء التخزين ، ويقدر فاقد  الدقيق حسب احدى الدراسات ب8.18% ، وعليه فقد بلغ متوسط كمية الدقيق المفقوده حوالى 1.03 مليون طن . والفاقد الاخير في  القمح يحدث نتيجة الفقد في  الخبز بسبب سوء تصنيعه وانخفاض سعره ، وقد قدرت احدى الدراسات فاقد الخبز ب 11.71% من اجمالى كمية القمح المستهلك ، وعليه فان متوسط كمية القمح المفقوده نتيجه للفقد في  الخبز خلال فترة الدراسه تبلغ حوالى 1.39 مليون طن . ويبلغ متوسط اجمالى الفاقد في  القمح في  البنود الثلاثه السابقه الذكر حوالى 3.81 مليون طن . وبطرح اجمالى الفاقد من اجمالى الاستهلاك الحالى فاننا نحصل على الاستهلاك الفعلى في  مصر من القمح ، وقد بلغ متوسط الاستهلاك الفعلى من القمح حوالى 8.82 مليون طن بينما بلغ متوسط الانتاج منه حوالى 7.44 مليون طن وعليه فان نسبة الاكتفاء الذاتى بلغت حوالى 84.35 % كمتوسط لفترة الدراسه . وبناء عليه فقد تم حساب متوسط الاستهلاك الفردى الفعلى من القمح  والذى بلغ حوالى 116.21 كجم والذى يقل كثيرا عن نظيره الحالى والذى بلغ حوالى 171.35 كجم بنقص بلغ حوالى 52.02 كجم تمثل حوالى 30.92% من المتوسط الحالى  لفتره الدراسه .  ويمكن زيادة نسبة الاكتفاء الذاتى من القمح عن طريق زيادة نسبة الدقيق المستخرج من القمح من 82% الى حوالى 93% وفقا لدراسات متخصصه .
      ولدراسة العوامل المؤثره على الاستهلاك القومى من القمح خلال فترة الدراسه ( 2001 – 2010) تم استخدام نموذج الانحدار المتعدد . وتفترض الدراسه ان الاستهلاك القومى من القمح ( Y ) كمتغير تابع  يؤثر عليه عدة عوامل هى قيمة دعم الخبز ( X1 ) ، عدد السكان (  ( X2، ومتوسط الدخل الفردى ( X3)  .  ويتضح من نتائج تحليل النموذج ان معادلة الانحدار المقدره معنويه عند 1%  (**F = 1624.07) وان قيمة معامل التحديد المتعدد ( R-2 ( بلغت حوالى 99.8% وهذا يعنى ان 99.8% من التغير في  ( Y ) يرجع الى التغير في  المتغيرات المستقله المذكوره . ويتضح ايضا ان تخفيض الدعم لرغيف الخبز بنسبة 10% يؤدى الى انخفاض الاستهلاك منه بنسبه تبلغ حوالى 7.93% ، كما يتضح ايضا ان قيمة الميل الحدى للاستهلاك قد بلغت 0.617 ، فزياده قدرها 10% في  متوسط الدخل الفردى يؤدى الى انخفاض استهلاك الخبز بحوالى 6.17% ، وهذا مايفسر جزئيا زيادة متوسط الاستهلاك الفردى في  مصر من الخبز عند مقارنته بنظيره العالمى حيث ان متوسط الدخل الفردى في  مصر منخفض عند مقارنته بنظيره العالمى .
التوصيات :
1- العمل على تقليل الفقد في  القمح الى اقل حد ممكن لانه من ناحيه ثروه قوميه هامه ولرفع نسبة الاكتفاء الذاتى منه الى اعلى حد ممكن من ناحيه اخرى وذلك كالاتى :
أ- بالنسبه للفقد خلال مراحل النقل والتخزين يجب توفير وسائل النقل المناسبه لنقل القمح من اماكن الانتاج الى اماكن التخزين لمنع فقد القمح سواء على الطرق او غيرها ، كما يجب توفير وسائل التخزين المناسبه سواء صوامع معدنيه او غيرها للسيطره على الفقد في  القمح الناتج عن تعرضه للطيور ، الحشرات ، القوارض ، ومياه الامطار وغيرها .
ب - بالنسبه للفقد في  الدقيق يجب ايجاد السبل الكفيله بتقليل الفقد في  الدقيق سواء اثناء الطحن او الشحن او النقل او التخزين او الاصابة بالحشرات بشكل خاص وذلك لخطورة ذلك على الصحه العامه للمواطنين.
ج - تقليل الفاقد في  الخبز اثناء التصنيع ، وانتاج خبز بمواصفات جيده مع توعية المواطنين باهمية رغيف الخبز واهمية المحافظه عليه .
2 – زيادة نسبة الاكتفاء الذاتى من القمح عن طريق رفع نسبة الاستخراج من 82% الى 93,3% خاصة بعدما اثبتت تجارب معهد تكنولوجيا الاغذيه صحة ذلك ، وقبل ذلك اتباع هدى رسولنا الكريم في  هذا الشأن خاصة اذا ما علمنا اهمية ذلك للوقايه من الكثير من الامراض المرتبطه بنسبة الاستخراج المنخفضه والمسماه بامراض التمدن الغذائى .
3- يؤدى زيادة الدعم لرغيف الخبز الى زيادة الاستهلاك منه والعكس صحيح بطبيعة الحال لذلك يجب تقليل الدعم تدريجيا مع ايجاد السبل الكفيله بالتغلب على السلبيات المترتبه على ذلك ، كما ان انخفاض سعر الرغيف يشجع على شراء كميه منه اكبر من الاحتياجات الفعليه الامر الذى يؤدى الى زيادة الفاقد  .
4- زيادة متوسط الدخل الفردى يقلل من استهلاك الخبز خاصة للطبقات الفقيره لان ذلك يزيد من استهلاك الاطعمه الاخرى البديله ومن ثم الاقلال من استهلاك الخبز .

المصدر: د. محمد احمد بخيت باحث بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 267 مشاهدة

الجمعية المصرية للاقتصاد الزراعى

EAAEco
جمعية علمية متخصصة في مجالات الاقتصاد الزراعي والتنمية الزراعية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

28,519

أ.د/ أحمد جويلي مؤسس الجمعية