الملخص :
تسعى جمهورية مصر العربية في الآونة الأخيرة إلى انتهاج سياسة غذائية من شأنها رفع مستوى التغذية الروتينية من المصادر الحيوانية، كأحد المقاييس الهامة لمستوى تقدم ورفاهية الشعوب، وتستهدف خطط الدولة تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية بقدر الإمكان، وزيادة معدلات الإنتاج لمواجهة الفجوة المتزايدة فيما بين الإنتاج والاستهلاك، ومع زيادة معدلات النمو السكاني تعتبر تنمية الإنتاج السمكي أحد المحاور الأساسية لمواجهة الفجوة الغذائية والحد من زيادة الواردات ، وعلى الرغم من أتساع المسطحات المائية في مصر إلا أن الطاقة الإنتاجية لا تتناسب مع هذه المسطحات الهائلة من المياه، مما أدى إلى عدم وفاء الإنتاج باحتياجات الاستهلاك المحلى من الأسماك وانخفاض نسبة الاكتفاء الذاتي وزيادة الاعتماد على الواردات السمكية، ولقد أستهدف البحث إلقاء الضوء على الوضع الراهن لإنتاج وتسويق واستهلاك الأسماك في مصر والعوامل المؤثرة عليها والموقف الخارجي للصادرات والواردات.
وقد تناول البحث العوامل التي تؤثر على إنتاج الأسماك في مصر، حيث تبين أن أهم هذه العوامل هي أعداد المراكب وأعداد الصيادين، وقدرت المساحة المائية لمصادر الإنتاج السمكي في مصر بنحو 13.8 مليون فدان، وتأتى مصايد البحيرات المصرية في المرتبة الأولى بين باقي المصادر السمكية المصرية الأخرى من حيث إنتاج الأسماك وأعداد المراكب وأعداد الصيادين ،يليها في الترتيب المصايد البحرية. بينما أخذت مصايد المياه العذبة الترتيب الثالث، أما المزارع السمكية فأخذت الترتيب الرابع، وقد تبين أيضاً من دراسة العوامل المؤثرة على إنتاج الأسماك أن أعداد مراكب الصيد الآلية تعمل جميعها في المصايد البحرية، والباقي مراكب غبر آلية وتعمل في مختلف مصايد الجمهورية، أما بالنسبة للقوى العاملة بحرفة الصيد فقد تبين أن العمالة في مجال صيد الأسماك عمالة تقليدية تتميز بانخفاض مستوى التعليم خاصة مع زيادة متوسط العمر. هذا وقد تباينت الكفاءة الإنتاجية لوحدات الصيد العاملة في المصايد المصرية المختلفة.
ثم تناول البحث تقديرات التقلبات الموسمية للإنتاج السمكي الشهري من مصايد المياه البحرية والبحيرات والمياه العذبة وإجمالي تلك المصايد الثلاثة مجتمعة
وأخيراً فقد تناول البحث المشاكل والمعوقات التي تعترض طريق تنمية القطاع السمكي إضافة لوسائل النهوض بتا والبرامج الطموحة لتنمية مصادر الإنتاج ومعدلات النمو المتوقعة لكل مصدر من مصادر الإنتاج على حدة.