،

انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ، وطغيانها على حياتنا ، استخدام المستحدثات التكنولوجية ، انتشار الأدوية ، انتشار فكرة تعلم قيادة السيارات ، انتشار الاَلات بين يدي افراد القبائل البدائية ، كلها افكار ومبتكرات ،،
يرى الباحثون انه من بين كل مائة فكرة جديدة في كل المجالات تنتشر عشر افكار وتندثر تسعون ، مهما بلغت أهميتها ،،
رغم التطور الكبير خاصة في المجال التكنولوجي الا ان كل فكرة او مبتكر تستغرق زمنا حتى تصل ويعتنقها الناس 
المبتكرون للافكار المستحدثة فئة منحرفة ، نعم منحرفة عن عموم الناس ، 
 وقد بحث ايفرت روجرز Everett rogers الذي تخصص في دراسة الزراعة ، وبحث  في علم الاجتماع الريفي  ، وألف كتابا حول نظريته في  انتشار الابتكارات diffusion of innovations  بعد ان اعتمد على 508 دراسة , وتشرح نظرية المبتكرات ونشر الافكار المستحدثة ،  كيف ولماذا وبأي سرعة تنتشر الابتكارات والتطورات العلمية و الاجتماعية في المجتمعات ,  , وركزت نظرية روجرز على اربعة عناصر تساهم في انتشار النظرية في المجتمع وهي :-1-    الابتكار : هي فكرة او ممارسة او هدف يتقبلها الشخص او اي كيان على انها جديدة .2-    قنوات التواصل : هي اي طريقة تنتقل بها المعلومة من شخص الى اخر.3-    الوقت : هي الفترة الزمنية التي يحتاجها هذا الابتكار للانتشار في المجتمع .4-    النظام الاجتماعي : هو مجموعة وحدات مترابطة تساهم في حل مشكلة مشتركة للوصول لهدف مشترك .
والابتكار وفق هذه النظرية هو أي فكرة جديدة أو أسلوب  أو نمط جديد يتم استخدامه في الحياة ففكرة تنظيم الأسرة أو إدخال أساليب جديدة في الزراعة أو استحداث وسيلة اتصال كالهاتف المحمول أو غير ذلك يعتبر ابتكارا.
      تقوم هذه النظرية على افتراض أن قنوات ووسائل الإعلام تكون أكثر فعالية في زيادة المعرفة حول المبتكرات ،  و  تكون قنوات الاتصال الشخصي أكثر فعالية في تشكيل المواقف حول المبتكرات الجديدة.
،،
 - مراحل تبني الأفكار والأساليب المستحدثة:  
    عرف روجرز عملية تبني الأفكار الجديدة والمستحدثة بوجه عام أنها "العملية العقلية التي يمر خلالها الفرد من وقت سماعه أو علمه بالفكرة أو الابتكار حتى ينتهي به الأمر إلى أن يتبناها " وتمر هذه العملية بخمس مراحل هي: 
      1- مرحلة الوعي بالفكرة: وفي هذه المرحلة يسمع الفرد أو يعلم بالفكرة الجديدة لأول مرة ولا يمكن الجزم أن كان هذا الوعي عفويا أو مقصودا , ويتفق العلماء على أن الهمية هذه المرحلة تتركز في كونها مفتاح الطريق إلى سلسلة المراحل التالية في عملية التبني .

2- مرحلة الاهتمام: تتولد في هذه المرحلة رغبة لدى الفرد في التعرف على واقع الفكرة وجمع المزيد من المعلومات عنها ليصبح الفرد أكثر ارتباطا من الناحية النفسية بالفكرة والابتكار لهذا يصبح سلوكه هادفا بشكل كبير.

3- مرحلة التقييم: في هذه المرحلة يجري الفرد عملية موازنة ومطابقة بين ما جمعه من معلومات عن الفكرة المبتكرة في ضوء موقفه وسلوكه والأحوال السائدة في الحاضر وما يتوقعه مستقبلا لينتهي به الأمر إلى اتخاذ قرار يرفض الفكرة أو إخضاعها للتجريب العملي.

4-مرحلة التجريب: وفيما يستخدم الفرد المستحدثة على نطاق ضيق على سبيل التجربة كي يحدد فائدتها وفق ظروف خاصة , فإذا اقتنع  بفائدتها فانه يقرر تبنيها وتطبيقها على نطاق أوسع أوالعكس في حالة عدم جدواها.

5-مرحلة التبني: تتميز هذه المرحلة بالثبات النسبي , فالفرد قد انتهى إلى قرار تبني الفكرة المستحدثة بعد إقناعه بجدواها , غير انه يجب تذكر انه في بعض الحالات قد يتملص الفرد من التنفيذ تاركا الفكرة المستحدثة لأسباب عديدة ومتنوعة.
وعرف روجرز مجموعة مستخدمي الاختراع كتصنيف شخصي في النظام الاجتماعي , وقسم هذا التصنيف الى خمسة اقسام كي يوحد اقسام المستخدمين في ابحاث انتشار الابتكارات , وهذه الاقسام هي :-

1-    المخترعون او المبادرون  : يشكلون غالبا ٢.٥٪‏ وهي الفئة الاولى التي تستخدم الابتكار , وغالبا تتكون هذه المجموعة من اشخاص صغار في السن ولا يخافون المخاطر , ولديهم اعلى مراتب اجتماعية و ولديهم معارف مع المصادر العلمية و متفاعلين مع المخترعين الاخرين .

2-    المستخدمون الاوائل : يشكلون حوالي ١٣.٥٪‏ من المجتمع ، ويعتبر المستخدمون الاوائل ثاني اسرع فئة في استخدام الابتكار , وعادتا ما يكونون ذو شخصية قيادية مقارنة بالمستخدمون الاخرون وهم صغار في السن ولديهم مراتب اجتماعية.

3-    الغالبية الاولى : يشكلون حوالي ٣٤٪‏ من المجتمع يستخدم الاشخاص في هذه الفئة الابتكار بعد فترة من الزمن منذ ظهور هذا الاختراع وعادتا ما تكون فترة استخدام الاختراع لديهم طويلة مقارنة بفئة المخترعين والمستخدمين الاوائل , وتكون لديهم مراكز اجتماعية اكثر من المعدل الطبيعي ولديهم علاقات مع المستخدمين  الاوائل ونادرا ما تكون لديهم مناصب قيادية في المجتمع.

4-    الغالبية المتأخرة : ايضا  يشكلون حوالي ٣٤٪‏ من المجتمع ، يستخدم الاشخاص في هذه الفئة الابتكار بعد ان استخدم معظم المجتمع هذا الابتكار ويقترب هؤلاء الاشخاص من الاختراع بدرجة عالية من الشك و حالتهم الاجتماعية ضئيلة بالنسبة للفئات التي سبقتها ولديهم علاقات مع الغالبية الاولى والمستخدمون الاوائل .

5- المتلكئون ويشكلون حوالي ١٦٪ من مستخدمي المبتكرات . ‏

تستطيع ان تختبر نفسك لتعرف الى اي فئة تنتمي ، وتستطيع ان تستفيد من النظرية في معرفة طرق إقناع من أمامك بافكار جديدة ، فقد استثمرت هذه النظرية الدول الكبرى لتمرير الافكار ، وترويج السلع المستحدثة ، فحين تعرف  الخصائص التي تؤثر في قبول وانتشار المبتكرات :
الميزة النسبية : درجة تفوق الخدمة أو السلعة أو الفكرة عن غيرها . 
الملائمة : درجة اتفاق الفكرة مع القيم والمعتقدات السائدة . 
درجة التعقيد : مدي صعوبة الفكرة أو الابتكار فيما يتعلق بالفهم أو الاستخدام . 
القابلية للتقسيم أو التجزئة : كلما نجح الفرد في تجربة الابتكار بشكل مجزأ فإنه ينتقل بسهولة إلي تجربة الأجزاء الأخرى . 
القابلية للتداول أو الانتشار : يقصد بها سهولة نشر الفكرة أو الإسلوب المستحدث ، كلما كانت النتائج واضحة كلما سهل ذلك علي الآخرين قبول وتبني الابتكار أو الإسلوب الجديد .يمكنك ان تعرض الميزة النسبية للفكرة ، وتوضح الملائمة ، واتفاق الفكرة مع القيم والمعتقدات في مجتمعك ، وتشرحها ببساطة ويسر ، وإمكانية تقسيمها لسهولة تجربتها تكون حققت هدفا في سبيل نشر الفكرة او السلعة ، و حين تعرف خصائص من تتحدث معه تستطيع ان تصنفه و في اي فئة تضعه هل هو مبادر ، مغامر ، ام متردد ، ام مقاوم ، ولكل فئة توقيت وأسلوب للحديث معها •

بعض الدراسات تختصر فئات المستخدمين ، لتقسم  ﺍﻟﻨﺎﺱ الي  ثلاثة انماط :-

1 ﺻُﻨّﺎﻉ ﺍﻟﺤﺪﺙ ( Proactive ) المبادرون ، و هم يقضون وقتهم في تفكير و تخطيط و تطوير و توظيف و البحث عن السلطة و الامتلاك و التأثير و الفاعلية ، صناع الحدث

2 ﺍﻟﻔﺎﻋﻠون  ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﺙ (Active ) الفاعلون يعملون يتدربون يدربون يسعون للنجاح بلا مغامرات و لا مبادرات  ، يعملون على احداث مصنوعة من قبل اخرين ، في فئة المبادرين ، اي ان المبادرين يصنعون الحدث ، و الفاعلون يشتغلون عليه . 

3 ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ( Reactive )  المشاهدون المستهلكون المجادلون و هم اكثر اعداد البشر ، يشاهدون الاحداث و ينتقدون أو يشيدون .