( ٦)
تطورات
احيانا نهدر انسانيتنا انتظارا للهدف، و نؤجل الرضا، حتى ينتهي الألم فلا ينتهي، تبدو المسافات بعيدة في اتجاه الأهداف البسيطة، و اذا لم تكن المتعة في الطريق يتأخر الهدف، و قد لا يأتي،
آمال ما زالت تقرأ لتتعلم، تأخرت، و لا شيء يفيد،
تفكر في يوم فرح مي و كيف تعجبت من سلوكيات هشام، تساءلت؛ متى ترى فيلم الفرح، و هل تضمن رؤية كل اللقطات، بعد تردد طلبت رقم تليفون نيرفانا من مي بحجة انها ستتفق معها على حفل لإحدى صديقاتها، تقرأ مي الموقف جيدا، و بوضوح، تعطيها الرقم لتترك الأيام تفعل ما تريد، و تتواصل مع نيرفانا لتخبرها ببعض التفاصيل عن مشكلة امال مع هشام و تنبهها حين تتصل بها امال الا تدعها ترى ما يضايقها،
تمسك امال بالموبايل، تتردد جدا ، نيرفانا تعرفهم جميعا جيدا، فكيف تخبرها انها تريد ان ترى الفيديوهات لتشاهد زوجها بدقة، ستصبح هي و زوجها حكاية يرددها الجميع ، و قد لا تسمح لها نيرفانا برؤية كل شيء، فهل تصارحها بشكوكها و آلامها و بحثها عن طوق نجاة و اين طوق النجاة في الاطلاع على المزيد من التفاصيل، هل تعطيها التفاصيل الامان، هي تبحث عن السكينة و المودة والرحمة، ليست تبحث عن التفاصيل التي يستشعرها قلبها منذ فترة،
ما هذه العلاقة، هل هذا هو الزواج، اين شريك الحياة، هو شريك الفراش فقط ، هو سبب اساسي للألم و القلق، لا الأمان،
تتصل بعمها الذي يقضي شهرا في القاهرة، في اجازة من عمله كأستاذ في الجامعة في الإمارات، كان عمها وليها في زواجها، و تعتبره في مكانة والدها ، تقرر ان تنتهز فرصة اجازته لتخبره بقرارها و رغبتها في الانفصال،
، تحكي له تفاصيل وضعها مع هشام ، طباعه المتناقضة بين ما يعيشه معها و مع اسرتها، و ما يعيشه مع مجتمعه، ازماته المالية، اسرافه خارج البيت ، فتور علاقته بابنته،
تفاجأ العم بالتفاصيل الكثيرة قبل اتمام الثلاث سنوات زواج،
تناقش العم مع الام فأكدت انها تسمع شكوى ابنتها بعد شهرين من الزواج، و تراهن على مرور الوقت حتى يستقر الوضع الأسري، كل البيوت بها الكثير من المشاكل، و انها تنصح ابنتها بالصبر،
اتصل العم بهشام الذي أجل المقابلة اكثر من مرة، فأخبره العم بقرب اجازته على الانتهاء و انه يريده في امر مهم،،
قابل عمها هشام، تبادل معه حوارا هادئا يوصيه بالبيت و الأسرة، يسأله عن وضعه المالي، و اسباب الازمة التي يمر بها رغم وظيفته المستقرة، يعرض عليه استعداده للوقوف بجانبه، يستمع هشام بأدب شديد، و يوضح ان هذه هي ظروفه و عليها ان تتكيف معها اذا ارادت الاستمرار معه،
انهى المقابلة بأدب ظاهر و غضب باطن كبير، ثم ذهب لمقابلة صديقه تامر ، و قد سافر شهير لعمله في السويس، و طلب منهما الذهاب إلى ستوديو نيرفانا لاستلام افلام الفرح،
طلبت منهما نيرفانا البقاء في الاستوديو بعض الوقت، لانها ما زالت تعمل على بعض الإضافات النهائية، و هي ابلغت مي انها على وشك الانتهاء من العمل، لكن مي دائما متعجلة،
يستمتع هشام بجو العمل في الاستوديو و الطقوس الخاصة بنيرفانا، فنانة، واثقة، مبدعة في كل اختياراتها، يعبر عن اعجابه بالمكان و يوضح انه كان يتمنى العمل في مجال السينما، تضحك و تخبره انها اختارت سينما الحياة و تركت الهندسة لانها وجدت نفسها في التفاصيل الإنسانية الواقعية،
يسألها ان كان يمكنها تصوير حفلات العمل، و انتاج مواد فيلمية للمؤسسات، تجيبه بالموافقة بشرط ابلاغها بالموعد قبل اسبوعين على الأقل للتنسيق،
يستلم هشام و تامر الافلام، و يذهبان لبيت شهير لتسليم الافلام إلى مي التي اتصلت بهما اكثر من مرة،
تصر مي على دخولهما البيت، فمعها والدتها و صديقتها سهيلة، يدخلان بعد إلحاح كبير من أم مي،
تسارع الام بتقديم الطعام المميز و ام عزيزة معها، بينما مي تغرق في مشاهدة السي دي على اللابتوب، و سهيلة تحاول الاندماج معها لكن تركيزها مع هشام يطغى على تصرفاتها، و الجميع يلاحظ بوضوح و فقط،
عاد هشام إلى بيته بعد يوم حافل، دخل غرفته صامتا، وجد آمال مستيقظة مع ابنتهما، لم ينطق، قامت لتعد الطعام، نادته لم يرد، دخلت له الغرفة لتجده قد نام،
تساءلت؛ متى تخرج من ظلمة سجن روحها داخل آلام هشام إلى النور ، متى ترى مستقبلها أفضل و اوضح، لن يتغير العالم من حولها الا اذا تغيرت هي، نعم، تعلم لكن كيف تتغير، لا سبيل، و هي محاصرة في سجنه، بل سجن ذاتها، احيانا يكون عدم وجود الشخص بحياتك ارحم من عدم الاطمئنان معه في الحياة، و أي حياة؟