اسلاميات

edit

كتبت: الداعية ألفت مهنا

سَوَابِقُ الهِمَمِ لا تَخْرِقُ أَسْوارَ الأَقْدارِ.

سَوابِق الهمم: السوابق جمع سابقة وهي المتقدمة. والهمم جمع هِمّة. والهمة: قوة انبعاث القلب في طلب الشيء والاهتمام به فإن كان ذلك الأمر رفيعاً كمعرفة الله وطلب رضاه سميت: همة عالية. وإن أمراً خسيساً كطلب الدنيا وحظوظها سميت: همة دنية.

والأقدار: خروج الممكنات من العدم إلى الوجود واحد بعد واحد مطابقا للقضاء.

الشيخ المربي يأخذ بيد مريده فيجيب السؤال قبل أن يسأله و هكذا سيدي ابن عطاء الله - يأخذ بيد المريد يشرح له أهم قضية في حياته و هي علاقته بالقدر مع سعيه في الحياة . من خلال الآية الكريمة
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }الملك15
فالسعي في الأرض عبادة و تنفيذا للأمر الإلهي و الرزق في السماء
ولذلك قال وكلوا من رزقه و لم يقل من رزقها.
فيقول سيدي ابن عطاء الله : ممثلا الأقدار بأنها مصانة بسور عالي
لا يخترقه مخلوق لأنه من الله حتى من تسابقوا و تنافسوا في الأخذ بالأسباب حتى فازوا بكل الأسباب لا يمكنهم اختراق و تغير الأقدار
مصداقا لقول الحبيب سيدنا النبي : رفعت الأقلام و جفت الصحف
ومهما تسابق المتسابقون و اجتهد المجتهدون و فاز الفائزون فإنما
يساقون إلي أقدارهم التي كتبها الله سبحانه قبل خلق الخلق .
وإذا كان هذا يصدق علي الأخذ بالأسباب المادية للوصول إلي الأهداف المادية فهو أيضا يصدق في الأسباب المعنوية للوصول إلي الغايات المعنوية . فكل من أجتهد للوصول إلي مقام من مقامات القرب من الله دون التعلق بالتوفيق الإلهي ظنا أن طاعته كافية فقد أخطاء في فهم أركان الطريق إلي الله فهذا الطريق
أوله صدق و تصديق و آخرة مقام التحقيق تحتاج فيه إلي الذكر وشيخ رفيق تحت مظلة التوفيق
هذا و الله أعلم.

كتبت: الداعية ألفت مهنا

أَرِحْ نَفْسَكَ مِنَ التَّدْبيرِ. فَما قامَ بِهِ غَيرُكَ عَنْكَ لا تَقُمْ بهِ لِنَفْسِكَ.

معاني الكلمات :

. والمقصود بالتدبير في الحكم العطائية التدبير المذموم وليس التدبير المحمود. فالتدبير المذموم هو تدبير الدنيا للدنيا، ومعنى ذلك: أن يدبر الإنسان في أسباب جمعها افتخارا بها واستكثارا، وكلما ازداد فيها شيئا ازداد غفلة واغترارا. أما التدبير المحمود فهو تدبير الدنيا للآخرة: كأن يدبر الإنسان المتاجر والمكاسب ، ليأكل منها حلالا ولينعم بها على ذوي الفاقة أفضالا وليصون بها وجهه عن الناس إجمالا فذلك هو التدبير المحمود الذي يحبه الله ورسوله، وحث عليه ابن عطاء الله في كتابه التنوير في إسقاط التدبير.

شرح الحكمة :

خلق الله سبحانه الإنسان و سخر له كل شيء فقال :
{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ }
وضمن له رزقه وعمره فلن تموت نفس حتي تستوفي رزقها وعمرها
قال رسول الله صل الله عليه و سلم :
" أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا ، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ " .

إذا الله خلقنا وضمن لنا الرزق وطلب منا أن نتفرغ له ولا ننشغل عنه وفي ذلك راحة لنا  لأرواحنا فما شغل إنسان إلا بتدبير معاش مقدر فيتعب ولا يكون له إلا ما قدر له  لو أنه أراح نفسه من ذلك لتفرغ لما طلب منه وهو معرفة الله سبحانه حيث قال : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
خلقك لتعبده أي لتعرفه  وضمن لك ما تحتاجه فتركت ما طلبه منك وشغلت بما ضمنه لك فيصلك ما هو مضمون وتعاقب علي ترك المطلوب فتشقى والعياذ بالله في الدنيا والآخرة ، فلو قادك شيخ جليل مثل سيدي أبن عطاء لدلك علي طريق الراحة والنجاة .
الراحة في الدنيا بعدم الشغل بها والنجاة في الآخرة بالعمل والإنشغال بمراد الله في خلقه والفوز برضاه فى الدارين .
وما أجمل كلام الشاعر العارف :

ما ثم إلا مــــــــا أراد     فاترك هموك وانطرح
واترك شواغلك التي     شغلت بها تستــــــــرح

فلو شاغلتك نفسك بهموم الغد فشاغلها بحسن الظن في رب ما خذلك بالأمس .

اللهم لا تشغلنا عنك إلا بك ولا تشغلنا بما تكفلت لنا به وأفردنا لما خلقتنا له بجاه سيدنا المصطفي وصلى اللهم عليه صلاة تعيننا بها على أنفسنا أمين.

 

كتبت: الداعية ألفت مهنا

اجْتِهادُكَ فيما ضُمِنَ لَكَ وَتَقصيرُكَ فيما طُلِبَ مِنْكَ دَليلٌ عَلى انْطِماسِ البَصيرَةِ مِنْكَ.

معاني الكلمات :
الدليل (ج. أدلة): هو الشيء الذي يلزم مِنَ العلم به العلم بشيء آخر.
البَصيرة: القوة المهيئة لإدراك المعاني.

شرح الحكمة :
الله خلق فسبحان الخالق الذي أحسن كل شيء خلقه ، ولأنه هو الظاهر والباطن فقد خلق خليفته له ظاهر وباطن ولا يكمل أداء المهمة إلا إذا أستوي الظاهر  والباطن  ومثال بسيط علي هذه الحقيقة البصر .. فظاهر عملية الإبصار وجود جارحة أو عضو هو العين ولكن لكي تتم عملية البصر لابد من وجود نور خارجي وهو ما نطلق عليه الإضاءة و كذلك لابد من وجود نور داخلي .
فنجد أن في حياتنا من لديه نور البصر ولكن لا يوجد نور خارجي .. فلن يري الإنسان.

وكذلك من يعيش في نور خارجي  وإضاءة كاملة ولكن يفقد نور البصر الداخلي فلن يري أيضا ولا تتم عملية الإبصار إلا باستواء النور الداخلي والخارجي وكذلك كل وظائف الإنسان لابد من نور داخلي وخارجي ولهذا يوضح سيدي أحمد بن عطاء الله وذلك ربطا بالحكمة السابقة  أن الإنسان خلقه الله وطلب منه
1- أن يعرفه فقال : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات56
2- و يكون خليفة له فقال : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً .... } البقرة30
3- يزكي نفسه لتكون صالحة للقاءه سبحانه فقال: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } الشعراء89

وضمن له الرزق و العمر فقال سبحانه : {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } التوبة51
فلو أجتهد الإنسان فيما ضمن الله له وقصر وأهمل فيما طلب منه
كان ذلك دليل علي خلل في البصيرة وهي نور الفؤاد قال تعالي :
{...فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } الحج46 هذا الخلل في نور الفؤاد الداخلي وهي فطرة الإنسان التي خلق الله عليها وذلك بإتباع الطاغوت الذي يطمس هذا النور كما قال سبحانه : {.... وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } البقرة257
أو بسبب خلل في النور الخارجي للبصيرة وهو إتباع الحبيب المصطفي والشرع الذي جاء به قال سبحانه :{....قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ } المائدة15
فمن عصى  وهجر نور الحبيب فقد دخل في الظلمات
إذ يقول لك سيدي أحمد إذا كنت تريد أن تعرف قوة بصيرتك فانظر فيما توجه طاقتك فإن كانت فيما طلب منك فهذا دليل علي قوة البصيرة وإن كان فيما ضمن لك و تقصير فيما طلب منك فان بصيرتك مطموسة و في حاجة إلي أعادة شحن  (نسأل الله العافية.)
أسأل الله أن ينور بصائرنا حتى نري الحق حقا وأن يلهمنا أتباعه و أن نري الباطل باطلا و يلهمنا اجتنابه أمين.

كتبت: الداعية ألفت مهنا

الجنة: تلك الكلمة التي تنقل الإنسان من الواقع إلي الخيال ومن الحاضر  - بكل ما فيه – إلي المستقبل  الجميل و إلي الماضي البعيد المخزون في باطن كل ذرية سيدنا آدم عليه السلام الذي عاش في الجنة ليعرفها و يختزن تلك المعارف في داخله حيث كانت كل ذريته في ظهره عليه السلام ثم عاش الشوق في العودة إليها فطرة في كل إنسان.

الجنة: تلك الكلمة التي تمثل الوعد الصادق الذي ينتظره  المؤمنين مكافأة علي الإيمان والتصديق والالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالي  فقد  وعد الله بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر وهو سبحانه إذا وعد وفى.

ولكننا في هذه المقالات – إن شاء الله – لن نتحدث عن هذه الجنة لتبقي فى داخلنا بكل الجمال والخيال والجلال والشوق إليها والأمل فيما عند الله؛ قال الله تعالي   {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ }الرحمن46

ومن أقوال العلماء    جنة الزخارف وهي جزاء الآخرة للعاملين لله

                         جنة المعارف وهي في الحياة الدنيا للعارفين بالله

فسوف نعيش – إن شاء الله – مع العارفين بالله في جنة المعارف في طريق أوله تصديق بوجود هذه الجنة وأخره تحقق بالحياة في هذه الجنة  ومتخذين التذكر والتفكر مطية الطريق وسألين الله التوفيق.                                                                     

قلب يعرفه ولسان يذكره

 جنة المعارف ... لن ترها بعينك  أو تسمعها بأذنك أو تشمها هي ليست للحواس ولكنها إحساس. خلق الله سبحانه و تعالي الخلق أنس وجان وعالم مشــاهد قـال لـه كــن فكان فسمى كون ولكن هناك عوالم أخرى منها عالم الملكوت وهو غيــب لا يري بالحواس لكن بالقلوب،  قال تعالي  {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46. ولذلك قال العارفون أن الله القريب لا يحجبه شيء ولكن الإنسان هو الذى يحجب نفسه برؤية الدنيا والنفس والهوى فيتبع الشيطان فيصاب بعمي القلب، وما خلق الله الخلق لهذا ولكن خلقهم وخلق لهم كل شيء وسخر لهم كل شيء لكي يسخروا هم أنفسهم له قال تعالي {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56.

قال العارفون: أي ليعرفوه، قال ابن عطاء: لا يعرفون ولا يعرفه حقيقةً من وصفه بما لا يليق به سمعت أبا بكر الرازى يقول، سمعت محمد بن موسى الواسطى رحمة الله عليه يقول: إن الله تعالى خلق الدنيا إظهاراً لقدرته وخلق الآخرة جزاء لخلقه ورفع السماء تبياناً لملكه ونصب الجبال تعظيماً لجبروته ومدّ الأرض إعلاماً ببطشه وأجرى الأنهار إخباراً برأفته وخلق الجنة لأوليائه بياناً لفضله وخلق النار لأعدائه إظهاراً لعدله وخلق الأنبياء تأكيداً لحجته وخلق ما فى الدنيا إظهاراً لبره ولطفه واستشهاداً لربوبيته وكبريائه ثم قال: { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }.

وقال الجنيد رحمة الله عليه: ألزمهم دوام العبادة وضمن لهم عليها فى العاجل الكفاية وفى الآخرة جزيل الثواب.

وقد ورد ان احد العارفين مر علي رجل في البادية وقد فقد بصره ويعيش فى كوخ وليس له زوجة ولا ولد  قد اصيب بالبرص وليس معه من المال شيء و يعيش بما يرزقه الله علي يد المحسنين، فسمعه يذكر الله ويقول " الحمد لله الذي عافاني مما ابتلي به كثيرا من خلقه، فقال له : (يختبره)  يارجل يرحمك الله  مما عافاك وقد ابتليت بفقد البصر ولا مال ولا ولد ولا زوجة ولا بيت وزادك البرص فمما عافاك، فأجاب بثقة العارف بالله : انصرف عني يا بطال، ألم يرزقني لسان يذكره و قلب يعرفه.

كتبت: الداعية ألفت مهنا

خلق الله الخلق وأرسل إليهم الرسل لبيان مراده في الخلق  فأجمع العلماء  والعارفين أن مراد الله في الخلق ثلاث:

 أولا: العبادة  لقوله سبحانه
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات 56

 ثانيا: عمارة الأرض واستخلافه فيها  لقوله سبحانه
{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ }هود61. وقوله عز من قائل: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30

ثالثا:  تزكية النفس
قال سبحانه : {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا }الشمس9

ولا يدخل جنة المعارف ولا جنة الزخارف إلا من تزكي وأصلح، فالعبادة بالمفهوم الشرعى هى أفعل ولا تفعل وقد يفعل الإنسان ما يؤمر به وقلبه لاه، وقد يسير في الأرض ويعمرها وقلبه مريض ولكن لا يفلح عند الله إلا من زكى نفسه وقابل ربه بقلب سليم لقوله تعالي : {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الشعراء89.

وهذا هو مرادنا من هذه المقالات -إن شاء الله - كيف نطهر القلوب ونعيش في هذه الدنيا مع الله فنذوق لذة القرب منه ومعرفته وصفاء القلب السليم فتتزكى أنفسنا ونحقق مراد الله فينا ونكون ممن قال الله فيهم { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا .} نعم خلق الله الإنسان من طين الأرض ونفخ فيه من روحه فالجسد من الأرض قال تعالي {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } طه55

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ }الأنعام2

 والروح من الله قال تعالي: { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }الحجر29. والنفس مختارة  إما أن تعيش - وهي مزيج ومحصلة وأثر من أثار هذه النفخة - فهل تعيش وتجتهد أن تخدم الجسد ومطالبه من المتع والأكــل والشـــــراب وملذات لا حصر لها وتتبع هواها وتكون بذلك سخرت الروح التي هي من الله لخدمة الجسد الذي هو من الارض وتكون ممن خاب وأضاع أمانة حفظ هذه الروح وحفظ مقامها باعتبارها قائد مطاع من الجسد مخدوم  منه لا خادم له فقد خلق الله كل شيء و سخره لهذه النفس حتى تتفرغ هي لخدمته سبحانه وتعالي.  

أم تعيش تخدم الروح التي هي من أمر الله وهي الباقية  ؟؟؟ فهذه الروح التي هي من أمر الله لا تتغذى إلا بذكره ولا تنمو إلا بطاعته ولا تشتاق إلا إليه ولا تري لا هو ولا ترتوى إلا بشراب المعرفة ولا تستكين إلا بقربه ولا ترضى إلا برضاه سبحانه، لا ترضى به بديلا ولا بسواه قريبا ولا تركن إلا اليه ولا تري إلا اياه .

ويبدأ الصراع أو الجهاد الحقيقي جهاد لا يعلم حقيقته إلا من مارسه وعاشه وتبدأ النفس تتربي وترتقي من نفس أمارة بالسوء  تريد إشباع رغباتها الطينية إلي نفس لوامة متأرجحة بين الخير والشر إلي نفس ملهمة ينور الله لها الطريق إليه ثم نفس راضية ومرضية حتى تصل إلى النفس المطمئنة ثم النفس الكاملة . ويتحقق النصر في هذا الصراع بقانون إلهي يذكره سبحانه في قوله تعالي : { اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} الشورى13

نسأل الله أن يرقينا ويعيننا علي شرور أنفسنا حتى نكون عبيدا له وحده نخدمه ونعبده ونحبه فنكون عبادا ربانيين خالصين مخلصين له  وحده وينقلنا بنظرة منه إلي قلوبنا تمحق الأغيار وتشرق بها الأنوار، آمين آمين أمين.

كتبت: الداعية ألفت مهنا

إنتهينا في المقال السابق إلي أن أول مجلس علم في تاريخ البشرية كان واضحا المعالم في قول الله عز وجل : {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة31،

فبعد أن تبين لنا من الأية الكريمة:{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30، أن المقصد الشرعي لخلق سيدنا آدم كان الخلافة في الارض عن الله سبحانه تبين لنا الآيات بقية أدوات إدارة العملية التعليمية

أولا: المعلم
وما أدراك من المعلم إنه الله – الواحد – الأحد – العليمالخبير ...  بكل أسمائه الحسنى وصفاته العلي الله الذي يعلم ما كان وما يكون وما سيكون وما يستحيل أن يكون لو كان كيف يكون، الله الذي يعلم السر وأخفى بل أكثر من ذلك أنه الله الذي خلق كل شىء{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }الملك14، بلى .. انه العليم وهو اللطيف الخبير.

قال أحد العلماء: إن العالم في أمر من أمور السنن الكونية لا يطلق عليه خبير ألا إذا علم كل دقائق هذا الأمر .. ويظل يتخصص في جزئياته ثم جزئيات الجزئيات حتي يكون خبيرا في أدق الأشياء – أي خبير فيما لا يعد شيئا (لا شيء)

وإذا أراد أن يتعلم شيئا أو معلومة عن كل شيء فستكون المعلومة بمقدار ( لا شيء)

بمعني أنه إما أن تعلم كل شيء  عن  لا شيء

                     أو تعلم لا شيء عن كل شيء

أما أن تعلم كل شيء عن كل شيء  فهذا لا يكون إلا لخالق كل شيء  الواحد الأحد، هذا هو المعلم – سبحانه، فمن المتعلم ؟ إنه سيدنا آدم – الذي خلقه الله سبحانه بيديه (أي بعطائين) عطاء الجسد وعطاء الروح؛

عطاء الجسد – من الأرض ومدده وإمداده للبقاء غذاء  وكساء من الأرض،

وعطاء الروح – من الله سبحانه ومدده وإمداده للبقاء ذكر وتقوي لله سبحانه وتعالي.

سوى الله سيدنا آدم وقال له كن، فكان بشرا سويا  ونفخ فيه من روحه فأصبح إنسانا  قادرا علي حمل الأمانة والحياة علي الأرض التي خلق ليعمرها. وأصبح سيدنا آدم بعد النفخة قادرا علي تحمل  العلم الإلهي الذي علمه اياه، فما هو هذا العلم  ؟؟

قال سبحانه أنه علمه الأسماء – أسماء ماذا؟  وهنا إجتهد المفسرون فقالوا :  أسماء الأشياء كلها (شجر – حجر – بحر- جبال  ...........الخ ) وقالوا:أسماء ذريته لأنه سأل عنهم بقول " هَـؤُلاء "-  وهذا لا يستقيم إلا للسؤال عن العاقل  .

وقالوا:إن تفسير القرآن يكون بالقرآن ولم ترد كلمة "الأسماء" معرفة في كتاب الله إلا في هذا الموضوع وفي قوله سبحانه:{وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأعراف180

{قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً }الإسراء110

{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى }طه8

{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الحشر24

إذا تكون الأسماء التي تعلمها سيدنا آدم  هي أسماء الله الحسني التي سوف يحيا بها في الأرض فكل حياة آدم وذريته من بعده ما هي إلا تجليات لأسمائه  سبحانه عليهم وعلي المخلوقات جميعا.

و الخلاصة كما يقول العلماء من أهل الله العارفين إذا كان المعلم هو الله  والمتعلم  فيه نفخة الروح من الله

فلماذا لا يكون العلم هو كل هذا؛ أسماء الأشياء وأسماء ذريته وعلوم ومعارف وتجليات الأسماء الحسنى والصفات العلي لله الواحد الأحد، لأنه سيكون خليفة فيجب أن يحمل كل هذه العلوم والفهوم قبل توليه مسئولية الخلافة هذا والله أعلم.

ولكن مما لا شك فيه ان سيدنا آدم لم يكن إنسانا بدائيا جاهلا – حاشا لله – ولكنه كان عالما تلقي العلم من العليم الخبير قال تعالي : {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }التين4،  وحاشا لله أن يكون الإحسان في ظاهره دون باطنه وعلمه

ولكنه – أي انسان – شغل بالأرض عن العلم فأهمل الروح وغذي الجسد فخان الأمانة التي حملها ولذلك ضيع كثيرا من العلم قال تعالى : {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }الروم7 فكان الجزاء {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ }التين5

اللهم إنا نعوذ بك من الجهل بعد العلم ومن السلب بعد العطاء {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }آل عمران 8.

كتبت: الداعية ألفت مهنا

أقول وبالله التوفيق وإستكمالا لباقي عناصر إدارة العملية التعليمية، إنطلاقا من دراسة لأول مجلس علم في تاريخ البشرية وبعد أن أوضحنا أن الهدف والمقصد من التعليم  هو الإعداد للخلافة في الأرض  وأن المعلم هو الله الخالق العليم سبحانه وأن المتعلم الذي سيقوم بالمهمة سيدنا آدم عليه السلام  وأن العلم هو أسماء الأشياء وأسماء ذريته عليه السلام وأسماء الله الحسني وصفاته العلي.

ثم نوضح العنصر التالي بعد تلقي العلم وهو عرض هذا العلم فيما يمكن أن يسمي إختبار للتأكد من إستيعاب المتعلم للعلم الذي تلقاه، ويتضح ذلك في قوله سبحانه وتعالي :{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

{قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }

{قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ }

بيان واضح أن الله قدأذن للملائكة أن تتسائل عن سر خلق آدم وهو سؤال إستفهامي يسمح به في مجالس العلم ويوضح أن الأصل في الملائكة أنهم لا يعصون الله ما أمرهم ولكن في مجالس العلم يسمح بما لا يسمح به في خارج مجلس العلم .

ثم يتضح لنا السؤال الموجه للملائكة الذين اعترفوا بعدم العلم ثم نقف وقفة إجلال لكرم العليم الجليل الرب ففي قوله سبحانه إني أعلم ما لا تعلمون  - لم ينفي عنهم العلم ولكنه أثبت لهم العلم وأوضح أن علمهم لا يقارن بعلمه سبحانه ثم يتضح لنا الأدب في إقرار الملائكة بقولهم  سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا .

نعم الله يعطي ثم ينسب الملكية لمن أعطي ثم يوفقه لحسن الإستخدام ثم يجازيه علي ذلك، سبحانك ربي فكم أعطيتنا من نعم، ثم أثبت لنا ملكيتها ثم إستقرضتنا إياها ثم توفقنا ثم تجازينا – ما أكرمك من إله سبحانك ما عبدناك حق عبادتك .  

وهكذا شهدت الملائكة بعلم سيدنا آدم وأنه إجتاز الإختبار فيأتي العنصر التالي وهو بعد نجاح سيدنا آدم فيعطيه سبحانه المقام ويأمر الملائكة أن تسجد لآدم في موقف مهيب، أمر بالسجود في حضرة من لا يستحق السجود إلا له ولكنها الطاعة فيما أمر وهذه هي حقيقة العبودية فلولا علم الملائكة أن حقيقة الطاعة هي إلتزام الأمر لا الحكم علي الامر، لما حق لهم السجود لغير الله ولكن هذه هي حقيقة العبودية في إفعل ولا تفعل وإلا ما كانت طاعة سيدنا إبراهيم بذبح سيدنا إسماعيل وهو يدرك أن القتل جريمة ولكن إذا كانت أمر من الله تتحول لطاعة .

ولكن  ليس دائما وضوح الحق يكون كافيا للطاعة ولكن لابد من صفاء قلب من يتلقي الحق لكي ينصاع للأمر فها هو إبليس يرفض السجود ويظن أن عبادته التي كان يتقرب بها إلي الله كافية وتصوغ له التكبر علي آدم بل علي أمر الله سبحانه ويستفسر ولكن في هذه المرة لم يكن سؤاله أو إعتراضه للرغبة في العلم ولكن استكبارا وحقدا وإستعلاء ولهذا كانت النتيجة طردا ولعنا ويأس من رحمة الله سبحانه.

وحتي يكتمل الدرس بصورة عملية يدخل آدم الجنة ويأمره الله أمرا واحدا  - الا يأكل من الشجرة – ولكن إبليس يوسوس له ويجعله يقع في مخالفة الأمر، وإن كان الله سبحانه قد أوضح أنه نسى ولم تكن المخالفة عن إصرار ولكن خطأ، فقد أورد العلماء أن آدم لم يأكل من عين الشجرة ولكن من نوعها ظنا أن الأمر ينصب علي عين الشجرة، وهكذا توضع القواعد ويعاملنا الله جميعا هكذا، فمن أخطأ في فهم مراد الله ولكنه إجتهد فله أجر ومن أصاب فله أجران .

لطيفة : قد يسأل سائل كيف يطيع آدم عدوه الذي رفض أن يسجد له ويأكل من الشجرة مهما كانت الأسباب؟ يقول أهل المعرفة: ومن منا يتصور ذلك؟ إن ذلك يستحيل علي من خلقه الله وعلمه من علمه .. فماذا حدث؟

يقولون لقد ثبت بما لا يدع مجال للشك أن من رأي الله بقلبه لا يري السوي مهما كان .. فهل تتصور أن من يقف في حضرة الله قد التفت وراقب هذه الاحداث .. أكاد اجزم أن سيدنا آدم لم يلتفت لكل هذه الأحداث ولذلك كان دخوله للجنة وكيد إبليس له ضرورة لكي يدرك بما لا يدع مجال للشك إنه عدوه فيحذره وذريته من بعده، فلم يكن نزول سيدنا آدم للأرض إلا مرحلة ترقيه فبعد أن إستكمل كل الدرس أصبح الأن مؤهلا للقيام بالمهمة.

ولكن بقي شيء وهو الأدوات التي سيعمل بها ولذلك كانت أولها هي بعد العلم - التوبة – حيث لو عاش الإنسان الضعيف في معركة الحياة وأمامه أعدائه؛ النفس والهوى والدنيا والشيطان بدون سلاح العلم والتوبة وهي باب الرجوع إلي الله مهما كانت المعوقات أمام آدم وذريته. ولذلك  قال سبحانه : {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة37.

وحشي لله أن يعاقبه بعد أن تاب عليه – ولكنه قال بعدها {قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة38. وهذه الأيات تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن التوبة التي تعلمها آدم هي له ولذريته منهج سيعيش به في الأرض من التخلية ثم التحلية، ومن الفرار إلي الله كلما إنتصر عليه أعدائه وكلما فر إليه أعطاه المكافأة منهج يعيش به، فان إتبع المنهج نجا وعاد للجنة التي دخلها ليشتاق إليها كلما ضعف أمام أعدائه حيث وعده الله الذي لا يخلف الميعاد بالعودة إليها إذا إتبع الهدي  وكذلك ذريته من بعده.

ويؤكد هذه المعاني ما ورد في صحيح البخاري: حآج موسى آدم، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم، قال آدم: يا موسى أنت الذي إصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدره علي قبل أن يخلقني؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى. اللهم علمنا كيف نتأدب معك ومع رسلك وأولياءك وعبادك أجمعين، أمين أمين أمين.

كتبت: الداعية ألفت مهنا

قال تعالي :  بسم الله الرحمن الرحيم {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30

 سبحانك ربي هكذا تعلمنا وفى أول مجلس علم على وجه الأرض حيث تمت فى هذا المجلس كل  عناصر إدارة العملية التعليمية وهى:

  • رؤية أو مقصد وهدف  
  • معلم ومتعلم ومادة علمية
  • تلقى للعلم  ثم عرض من المتعلم فى حضرة المعلم
  • توثيق أو شهود 
  • مكافأة أو اعطاء للدرجة
  • بيان لمعوقات أداء المهمة
  • تجربة عملية بعد التلقي النظري لتأكيد المفاهيم
  • إعطاء للأدوات ونزول لميدان العمل

هذا هو التصور العلمى لما حدث فى هذا المجلس العظيم المهاب  أو نقول النموذج والقدوة للسلوك العلمى الصحيح. ولنبدأ مع أول ركن وهو الرؤية أو الهدف والمقصد الواضح لهذا التعليم وهو أن يصلح هذا المخلوق  الجديد – الإنسان - لخلافة الله في الارض.

وهنا وقبل ان ننطلق في ظل من ظلال جنة المعارف وهو العلم كخطوة أولى فى مدارج الصعود إلى أعلى درجات المعرفة أو كباب للدخول إلى هذه الجنة الوارفة، أقول وبالله وحده التوفيق ان بعض المفكرين إعترض علي أن يكون الانسان خليفة لله في الأرض وقد جعل مرجعيته في ذلك الإجلال لله سبحانه لأنه لا يكون الشخص خليفة إلا إذا غاب المستخلف بمعني ان سيدنا ابو بكر ما كان خليفة لسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا بعد غياب الرسول عليه السلام وإنتقاله إلي الرفيق الأعلي، وحيث انه بداهة يستحيل أن يغيب الله  إذا  يستحيل أن يوجد خليفة لله !!!

وفي الواقع ان هذا التفكير هو نموذج لإعمال العقل بدون تلقي للعلم من العلماء فلو كان هذا المفكر – كما وصف نفسه – تلقي العلم من علماء عاملين متصلين بأنوار القرآن والفهـــم عن الله لعــــلم أن المفاهيــــــم والمصطلحات التي وضعت للبشر لا تستقيم عند الحديث عن مقام الألوهية. بمعني أن الله  سبحانه قد تعبدنا بمفهوم أساسي وهو أن الرب رب  والعبد عبد، فكل ما اتصف به العبد يستحيل أن ينطبق بكل مقتضياته علي الله الرب سبحانه.

ولهذا فان مفهوم الخلافة عن الله لا يستقيم - بأنه إذا غاب المستخلف حضر الخليفة – والعياذ بالله من الضلال. ولكن مفهوم الخلافة عن الله  هو  اذا حضر المستخلف – أي إذا حضر الله سبحانه وتعالي في قلب وعقل ووجدان الخليفة كأنه يراه  - هنا يستحق أن يكون خليفة لأنه عندها فقط يستطيع أن يحقق مراد الله منه وهو أن يعمر الأرض ويزكى النفس ويعبد الله سبحانه بطاعته فيما أمر والبعد  عما نهي.

فان الانسان الذي لا يراقب الله ولا يستحضر عظمته سبحانه في قلبه لا يصلح للخلافة ولكنه يفسد في الأرض ويتحقق فيه قول الملائكة " قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء" لأنه سيكون في هذه الحالة والعياذ بالله خليفة لإبليس  وسيكون صوتا له في الأرض يتبع الهوي  يضل عن سبيل الله  تحقيقا لقوله سبحانه :

{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }الإسراء64

وتأكيدا لهذا المعني نقرأ  قوله تعالي : {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26

إذا الخليفة لله سبحانه يحقق عمارة الأرض بالحق والعدل ويعبد الله سبحانه وتعالي لانه يراقبه (فإنه يراك) ويزكي نفسه لتكون أهلا للحضرة الالهية ( كأنك تراه)

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا خلفاء له فإن لم نكن أهلا لذلك فهو القادر علي أن يصلح أحوالنا لنكون أهلا لذلك،  آمين آمين آمين.

كتبت: الداعية ألفت مهنا

لا يَكُنْ تأَخُّرُ أَمَدِ العَطاءِ مَعَ الإلْحاحِ في الدُّعاءِ مُوْجِباً لِيأْسِكَ. فَهُوَ ضَمِنَ لَكَ الإِجابةَ فيما يَخْتارُهُ لَكَ لا فيما تَخْتارُهُ لِنَفْسِكَ. وَفي الوَقْتِ الَّذي يُريدُ لا فِي الوَقْتِ الَّذي تُرْيدُ.

معاني الكلمات :
الآماد (م. الأمد): الغايات. والأمد والأبد متقاربان لكن الأبد عبارة عن مدة الزمان التي لا حد لها ولا تتقيد. والأمد مدة لها حد مجهول إذا أطلق

شرح الحكمة:
يفتح سيدي أحمد بن عطاء الله العقول لتري ما يحيط بها من أفاق في علاقتها مع الله ويأخذ بيد المريد إلي الحقائق في طريقه إلي الله

فما  أن أوضح علاقتك بالأسباب وأنها يجب ألا تحجبك عن المسبب حتى فتح باب أخر وهو حقيقة الدعاء فقد يظن العبد أنه إذا أخذ بالأسباب الكونية بجوارحه ثم ألح في الدعاء يكون لزاما أن يتحقق له مراده !!

وهنا يصحح سيدي أحمد هذا المفهوم فالدعاء أيضا لابد أن ننظر إليه أنه سبب من الأسباب لا يعمل بذاته ولكنه بإرادة الله الواحد الأحد ، فالدعاء هو طلب ورجاء من الله وليس والعياذ بالله أمر لله أن يفعل ما نريد في الوقت الذي نريد فيبين لنا أن الله سبحانه قـد  وعد بكرمه و فضله أن يستجيب الدعاء فقال عز من قائل : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } غافر60  ولكن يبقي السؤال هل حدد لك كيف يستجيب أم متى يستجيب ؟؟

لا  .. إن الله قد تعبدنا بالدعاء كما تعبدنا بأخذ الأسباب المادية و لكنه عندما يستجيب يكون بما هو أهله و بصفاته فهو يختار لك ما فيه الخير بعلمه و لطفه ورحمته وصفاته سبحانه وفي الوقت الذي فيه الخير لك . نعم هو وعدك با لإجابة ولكنه يعطيك ما تحتاج إليه لا ما تطلبه فقد تطلب ما فيه شقاءك وهو يعطيك ما فيه سعادتك قال سبحانه: {وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً } الإسراء11 

فإذا أحب الله عبدا أعطاه الخير وفي الوقت المناسب، ثم بعد ذلك عوضه يوم القيامة حسنات عوضا عن تأخر الإجابة حتى ورد أن عندها يتمنى الإنسان  لو أن الله لم يستجب له دعاء.

اللهم فإنا نسألك يا عالما بحالنا وأحوالنا يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك ولا أكثر ولا إلي أحد من خلقك .

                 أمين أمين أمين

 

كتبت: الداعية ألفت مهنا                   

     عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: " بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا نرى عليه أثر السفر ولا نعرفه، حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبته ووضع كفيه على فخذه ثم قال : يا محمد أخبرني عن الإسلام، ما الإسلام ؟ قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا . قال: صدقت: قال عمر: فعجبنا له يسأله ويصدقه. فقال: يا محمد أخبرني عن الإيمان ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر كله خيره وشره. قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. فقال: أخبرني عن الساعة متى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. فقال: أخبرني عن أماراتها. قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البناء، قال: ثم انطلق الرجل، قال عمر: فلبثت ثلاثا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم."

ورد هذا الحديث عن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بصيغ متعددة ولكنها تشترك في المعني وقد ثبت صحة الحديث وما يهمنا في هذا المقام هو أن العلماء  العاملين قد بينوا أن هذا الحديث مما يبني عليه الإسلام فهو أولا يوضح أهمية العلم في ديننا وأن هذا الدين لا يصلح إلا بالعلم وقد جاءت آيات الله في كتابه الكريم توضح هذه الحقيقة قال تعالي:

{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} الزمر 9. فالعلم أساس ولذلك قال أهل الله "إن الله لا يتخذ وليا جاهلا .. لو اتخذه لعلمه"

 قال تعالي {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } البقرة282

ثانيا : هذا الحديث يوضح أن الإنسان يرتقي من مقام إلي مقام،  فمن مقام الإسلام إلي مقام الإيمان وصولا إلي مقام الإحسان،

قال سبحانه :  {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ }الصافات164

وان كل مقام من هذه المقامات له أركان فإذا كان المسلم مكلف بالاهتمام بالشعائر الظاهرة التوحيد باللسان والنطق بالشهادة أن لا اله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله وأداء الصلوات المفروضة وإخراج الزكاة وصوم رمضان وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا، وكل هذا من أعمال الجوارح .

فإن المؤمن حريص علي باطنه فهو يؤمن بالله بعقله فإذا تيقن صار هذا الإيمان عقيدة محلها القلب لا تقبل المناقشة فقد عقد عليها في القلب وكذلك الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وقد قال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، التقوى ههنا "وأشار إلى صدره، أي في القلب .

فإذا إستمر الإنسان في مجاهدة نفسه ووفقه الله سبحانه ووصل إلي مقام الإحسان الذي محله السر الذي يجعله دائم الحضور مع الله والذكر له في كل نفس موقنا أنه إن لم يكن يري الله فان الله يراه، وهذه المقامات سوف تكون قاعدة في كل ما نتناوله من معارف في جنة المعارف.

 وسوف نبدأ إن شاء الله بمعرفة مقامات معرفة لا اله إلا الله  حيث قال سبحانه  {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } محمد19

أسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا و أن ينفعنا بما علمنا.

   آمين آمين آمين

كتبت: الداعية ألفت مهنا

لا شك أن مقام العلم والعلماء في دين الإسلام هو باب من أبواب  الدخول إلي جنة من جنات المعارف المتنوعة الثمار ذات القطوف الدانية التي تتنوع وترتقي مع ترقيات العارف وكما قال العلماء فان شرف العلم يرتبط بشرف المعلومة وكلما شرفت المعلومة كلما كان الوصول إليها أصعب ويحتاج إلي صبر وجهاد، فليس من يطمح للحصول علي شهادة جامعية مثلا مثل من يطمح للحصول علي الدكتوراة او من يجاهد للحصول علي جائزة نوبل، فكلما ارتفعت الدرجة احتاجت إلي مجهود أكبر وهذه بديهية  فكيف بمن يريد أن يتعرف ويتعلم معني – لا اله إلا الله -  إنه شرف يحتاج إلي مجاهدة أناء الليل وأطراف النهار .

لا إله إلا الله  - إنها ليست كلمة ولكنها علم يتوه العقل فيه ولا يقف إلا علي شواطئه بعد طول سهر وعناء، وكلما إزداد علما أدرك مقدار جهله ولذلك قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فيما ورد عنه "غاية الإدراك أن تدرك أنك لا تدرك"

 قال تعالي لحبيبه ورسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم:

{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }محمد19

نعم . فاعلم  انه علم  ومع ان الله قد قال لحبيبه مرات كثيرة "قل" إلا انه

لم يقل له قل لا إله إلا الله  ولكن قال له سبحان من قائل " فاعلم " حتي

يتبين لنا أهمية هذا العلم العظيم المرتبط بهذه الكلمة – كلمة الشهادة

بل لا أكون قد تجاوزت الحقيقة إذا قلت انها ليست مجال رحب للعلم، ولكنها مجال لعلوم متعددة وسوف نتكلم عن بعض هذه العلوم والمعارف بما يفتح الله لنا في هذا المقام وقد نعود ونكمل في مناسبات أخري إن شاء الله تعالي.

أول هذه العلوم هو مفهوم التخلية ثم التحلية:

فالمقطع الأول – لا إله – أي نفي لكل الألهة إجمالا وتفصيلا، أي تخلية القلب من أي معبود أو مقصود أو مشهود من الألهة، وهذا الأمر المعنوي هو ما يناسب الأمر المادي فكل انسان يعلم بداهة أنه إذا أراد أن يملاء وعاءا  بمشروب فإنه ينظف الوعاء قبل إضافة المشروب وكلما كان الوعاء نظيفا كلما مكث الشراب سليما لمدة أطول مما لو كان الوعاء ملوثا، حتي يصل الأمر إلي حد التعقيم للوعاء إذا أردنا ضمان عدم إختلاط المشروب بسواه.

وقلوب العباد أوعية كلما تم تنقيتها من كل ما سوي الله من حب الدنيا والإنشغال بها والشهوات والتطلع إليها  كلما كان بقاء العلم والإستفادة به لمدة أطول، ومن هنا كان قولنا لا إله قبل النطق بالمقطع الثاني وهو إلا الله  - إشارة إلي هذا المعني الجليل.

ثم تأتي التحلية وهي إضافة وإثبات وتحقيق العبودية والقصد والشهود للواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له سبحانه وتعالي. وإذا فهمنا هذا المعني فتحت لنا أبواب الفهم لسنة الحبيب عندما يبدأ يومه في صلاة ركعتي الفجر (السنة القبلية) وكذلك يختم النهار ويفتتح الليل في السنة البعدية لصلاة المغرب بقراءة (سورة الكافرون )

"قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ{2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ{4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{5} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ{6}

 في الركعة الاولي

 و سورة (الاخلاص)

" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4}ً

 في الركعة الثانية  - حيث تنفي سورة الكافرون كل إله وكل معبود وكل مقصود – أي تخلية -  لتثبت سورة الإخلاص صفات الله الواحد الأحد المعبود الفرد الصمد الذي لا إله إلا هو أى التحلية  .

وهنا يحضرني قول أحد العارفين

خلي  ثم  حلي  تكن أهلا للتجلي

ثم صلي علي الغالي تكن أهلا للمعالي

وصلي علي الحبيب تكن منه قريب

                                             أمين أمين أمين 

 

كتبت: الداعية ألفت مهنا

إذا كان المسلم قد حاز المكافأة من رب العالمين وغفر الله له ذنبه ووعده بدخول جنة الزخارف في الآخرة حيث فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت،  فقد قال سبحانه: {أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} آل عمران136

فلا شك أن المؤمن له المزيد قال تعالي: {لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}ق35

قال المفسرون المزيد هو رؤية الله في الجنة والنظر إلي وجهه الكريم، فمن هو المؤمن الذي له هذا الفضل العظيم قال تعالي :

{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} الحجرات14

إذا الإيمان درجة تزيد عن الإسلام لا تتحقق بمجرد الإسلام بالجوارح ولكنه عقيدة راسخة تملأ قلب المؤمن، نعم القلب موضع الحب وموضع النية والتقوى، ذلك القلب الذي ما سمي قلبا إلا لتقلبه، القلب الذي يتحكم في الإنسان فقد تبين أن ما ملك القلب هو الملك  فكم من إنسان يعرف بعقله أشياء تضرره ولكنه لا يمتنع عنها لأنه يحبها فملكته.

فالمسلم يعمل ويطيع ولكن لنفسه وللأجر وغاية ما يصل إليه أن يتقن كيف يؤدي العمل فيكون عابدا لله.

أما المؤمن فقد زاد عليه، فهو يفعل ذلك ويطيع ولكن لله لا يكون مراده الأجر – و إن تحقق بفضل الله – ولكنه رفع همته فأصبح مراده رضا المحبوب، كما قالت رابعة العدوية: "اللهم إن كنت أعبدك خوفا من نارك فأدخلني النار وإن كنت أعبدك طمعا في جنتك فإحرمنى منها فقيل لها: يا رابعة ولكن رسول الله صل الله عليه و سلم سأل الله الجنة وإستعاذ من النار؟؟ قالت: وأنا أسأل الله الجنة وأستعيذ من النار ولكن لأنه أخبرنا أن الجنة مكان لقاءه ودليل رضاه والنار عكسها ثم قالت: يا بني لو لم يخلق جنة ولا نار آلا يستحق أن يعبد!!!! "

 بلى يستحق أن يعبد وإن يحب وأن يكون العمل خالصا له لا يشوبه شريك فقد قال سبحانه عن حقيقة الإيمان: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الأنعام162

 وقال في الحديث القدسي: قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه"

إذا مقام المؤمن هو مقام المحب الذي أخلص العمل لله ولا يري من يستحق أن يوجه له حياته إلا الله فجعل حياته كلها لله إنه الذي قال الله فيهم : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} المائدة54

نعم فالحب هو سر الأمان من الاستبدال والحب هو سر الآمان من العذاب قال تعالي:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}

والحب يجمع الأحباب يوم البعث، يحكى أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم" ما أعددت لها؟" قال: حب الله ورسوله. قال "أنت مع من أحببت."

والحب هو سر الإيمان قال سيدنا النبي: ”والله لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده." وقد وردت أحاديث كثيرة توضح العلاقة بين الإيمان و الحب

إذا .. المسلم يلتزم بالطاعة بجوارحه  فينال الأجر من الله

       المؤمن قلبه تعلق بالله فنال حبه ورضاه

       المسلم يطيع الله خوفا من العقاب وطلبا للثواب أي يعمل لنفسه

       المؤمن يزيد عليه إخلاص الغاية في رضا الله أي يعمل لله

        المسلم يهتم وشغله الشاغل كيف يطيع؟ فيصل إلي مقام العابد

        المؤمن يهتم وشغله لماذا أطيع؟– أي الحكمة – فيصل لمقام العالم

تُري فمن هو المحسن ؟؟ وما شغله وغايته؟

كتبت: الداعية ألفت مهنا

قال العلماء أن معني  لا إله إلا الله أنه لا معبود بحق إلا الله، وهذا فيض من علوم لا إله إلا الله لا يختلف فيه مسلم ولكن هل كل من قالها  حقق مقتضياتها من ترك عبادة كل ما سوى الله؟؟ وحيث أننا قد علمنا أن الله قد جعل لكل منا مقام فيستحيل أن يستوى أصحاب المقامات المختلفة في فهم لا اله إلا الله أو في تحقيقها ولهذا ولكى يعرف كل منا مقامه منها سوف نتدارس معني العبودية أولا.

العبودية صرف غاية الحب مع غاية الطاعة للمعبود، فمن أحب ولم يطع فهو منافق مدع للحب فإن المحب لمن يحب مطيع، ومن أطاع ولم يحب فهو أجير يعمل من أجل الأجر أو خوفا من العقاب وليس عبدا. وحيث إنه من المتفق عليه أن المقامات الرئيسية في ديننا هي الإسلام والإيمان والإحسان، فالمسلم من قال لا إله إلا الله وقام بأعمال الجوارح من أوامر الله إفعل ولا تفعل، ولكنه يفعل ذلك إما رجاء للأجر أو خوفا من العقاب،  بل منهم من يرجو الأجر في الدنيا، ومنهم من يرجو الأجر في الآخرة مصداقا لقوله تعالي :

{ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ  }

وهذا لا يخرج عن دائرة الإسلام ولكنه في أول المقامات ولو حافظ علي ذلك نجا مصدقا لقول سيدنا رسول الله  في الحديث: "أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة، فقال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا. فقال: أخبرني ما فرض الله علي من الصيام، فقال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا. فقال: أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة، فقال: فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام، قال: والذي أكرمك، لا أتطوع شيئا، ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق، أو: دخل الجنة إن صدق."  فقد شهد له سيدنا رسول الله بالفلاح  مع كونه لا يتطوع شيئا.

ومقام أخر يخبرنا عنه سيدنا رسول الله وهو، "أنه قال يوما من الأيام: من قال لا إله إلا الله وجبت له الجنة. فاستأذنه معاذ ليخرج بها إلى الناس فيبشرهم، فأذن له فخرج فرحا مستعجلا، فلقيه عمر فقال: ما شأنك؟ فأخبره، قال له عمر: كما أنت، لا تعجل، ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أنت أفضل الناس رأيا إن الناس إذا سمعوا بها إتكلوا عليها فلم يعملوا. قال: فرده، فرد."

ومع أن مقام لا إله إلا الله هو أول طريق الخلاص من الكفر إلا إنه ليس النهاية، فإذا كان المسلم يعمل من منطلق الخوف من العقاب أو الرجاء في الثواب في الدنيا أو الآخرة فإن هذا مقام الأجير الذي أخبر عنه سيد الخلق في الحديث: "إذا كان ليلة القدر نزل جبريل عليه السلام، في كبكبة من الملائكة يصلون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله، فإذا كان يوم عيدهم _ يعني يوم فطرهم _ باهى بهم ملائكته، قال: يا ملائكتي ما جزاء أجير وفى عمل؟ قالوا: ربنا جزاؤه أن يوفى أجره، قال: ملائكتي عبيدي وإمائي قضوا فريضتي عليهم، ثم خرجوا يعجون إلي بالدعاء، وعزتي وجلالي وكرمي وعلوي وإرتفاع مكاني لأجيبنهم، فيقول: إرجعوا فقد غفرت لكم، وبدلت سيئاتكم حسنات، قال: فيرجعون مغفورا لهم.

اللهم إن كان هذا جزاء مقام المسلم الأجير، فما جزاء  المؤمن المحب؟؟

هذا ما سنحاول أن نتعرف عليه في المقال القادم إن شاء الله.

اللهم ارزقنا أعلي المقامات بجاه لا إله إلا الله وبحق لا إله إلا الله وبحق وجاه من أرسلته بأسرار لا إله إلا الله وعلمته أنوار لا إله إلا الله عليه الصلاة و السلام، آمين أمين آمين. 

قوانين النملة

في قصة عجيبة ومشهد أخاذ ازدان بالعبر وطرز بالفوائد حكى لنا القرآن الكريم قصة النملة مع نبي الله سليمان رضي الله عنه في سورة سميت (بالنمل) وما ذاك إلا لرفعة قدر هذا المخلوق وعظم شأنه يقول تعالى:
{وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ. حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ. فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا} ...الآية.

منظومة من القوانين البديعة و جمعٌ من الغرائب المدهشة وكمٌ من الفوائد العجيبة فاضت بها تلك القصة وإليك عشرة من القوانين الرائعة المستخلصة من تلك القصة:


1 - قانون (المصلحة العامة)
حيث إن النملة عممت خطابها للجميع وأخذت في الاعتبار مصلحة الجماعة ولم يقتصر على من حولها أو عشيرتها الأقربين ولا يستبعد أن يكون ثمة خلافات بينها وبين الآخرين،ومع هذا فلم تخص بالتحذير المقربين منها ولم تشمل بخطابها من حولها من النمل، ولكنها تجاوزت ما هو أكثر من ذلك بنداء عام لجميع النمل (يَا أَيُّهَا النَّمْلُ).


2 - قانون (الثقة بالنفس)
فلم تقلل من شانها ولم تحتقر ذاتها ولم تحدث نفسها أنها أقل من أن تنادي في النمل، بل انبرت للمهمة وقامت بتوجيه الخطاب للجميع ورأت أن عليها واجباً يجب أن تقوم به، فقامت به دون هيبة أو وجل.


3 - قانون (المسؤولية)
ما كان هذا التصرف الرائع لولا وجود درجة عالية من الإحساس بالمسؤولية التي استشعرتها تلك النملة ويظهر أن تلك النملة ليست ذات منصب وربما كانت في أدنى الهرم التنظيمي في مملكة النمل، ومع هذا تصرفت وكأنها المسؤول الأول عن قومها.


4 - (قانون المبادرة)
وتمثل هذا في نهوضها بالأمر والقيام بواجبها دون انتظار الآخرين أو حتى أخذ الإذن, فالوضع غاية في الحرج و لا يحتمل التأخير.


5 - قانون (الإنجاز)
فإذا كانت المبادرة هي التفاعل والتأهب والإقدام على فكرة أو الاستعداد لأداء مهمة، فإن الإنجاز هو الانتهاء بتلك المهمة إلى دائرة العمل والتنفيذ والتمام وكلاهما (المبادرة والإنجاز) محورا النجاح وهو ما فعلته النملة تماما،فبادرت وأنجزت.


6 - قانون (تقديم الحلول)
على الرغم من أن الأمر قد فاجأها غفلة وباغتها من حيث لا تحتسب فلم تكتفِ بالصياح والنواح بل أضافت إلى التحذير والتنبيه تقديم حل مناسب بذهن حاد ودقيق فهم فالوضع جدا حرج فأشارت بالحل المناسب دون تردد (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ).


7 - قانون (استشراف المستقبل)
حيث التركيز التام والقدرة على تحليل المواقف وقراءة الأحداث والتأمل في العواقب وقد أتى هذا في قولها (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ) فبقاؤكم في أماكنكم وعدم التحرك السريع يعني فناؤكم ،وبالمناسبة فقد حار العلماء في كلمة (يَحْطِمَنَّكُمْ).. فكيف يتحطم ذلك المخلوق الصغير وما يعلم منه أنه خلق من مادة لا تتحطم! حتى جاء أحد العلماء الاستراليين والذي أجرى بحوثاً طويلة على النمل، ليكتشف ما لا يتوقع! فقد وجد أن النمل يحتوي على نسبة كبيرة من مادة الزجاج ، ولذلك ورد اللفظ المناسب في مكانه المناسب.


8 - قانون (اليقظة)
فغفوة أو غفلة صغيرة من أحد أفراد المجتمع قد يترتب عليها هلاك كامل ودمار ماحق لكافة أفراد المجتمع، ولربما انتباهه تحمي المجتمع وتصد عنه شراً عظيماً, ومن ثم فإن من دواعي الإتقان والانضباطية أن يكون كل فرد في قيامه بالدور المنوط به على أعلى درجة من درجات اليقظة والانتباه،فهو إنما يقف على ثغر من الثغور،ولا يجب أن تؤتى الأمة من قبله.


9 - قانون (الاعتذار)
وفي هذا الموقف قدمت النملة درساً مجانياً لهؤلاء الذين يداهمون النوايا ويخترقون القلوب ويتهمون الضمائر وقد امتهنوا سوء الظن والقذف بالغيب وقد أتى هذا المعنى الجميل في قولها: {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}فقد أكملت ما جاء قبله لرفع التوهم وهو ما يسمى عند أهل البلاغة (الاحتراس) وذلك من نسبة الطغيان والظلم لنبي الله سليمان.



10 - قانون (الابتسامه)

ما أروع الابتسامة إذا أتت من القوي للضعيف ومن الكبير للصغير ومن الحاكم للمحكوم في وقت الكرب وساعة الأزمات ولحظات الهول وكذلك كانت ابتسامة نبي الله سليمان للنملة ابتسامة تفيض عطفاً وحناناً وتترجم الإعجاب من جميل التصرف وتخفف من شدة الموقف وتعيد الأمن والسلام والسكينة داخل النفوس

<!-- <!--

مذهبات السيئات 50 خصلة تكفر الذنوب والخطايا 

1- الصلوات الخمس المفروضة:                               

2- صلاة الجمعة: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة.. مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر»، «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يؤت كبيرة، وذلك الدهر كله» [مسلم].

3- الصلاة:  عن ابن مسعود: إن رجلاً أصاب من امرأة قُبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:114] فقال الرجل: يارسول الله ألـــــــي هذا؟! قال: «لجميع أمتي كلهم» [البخاري].

4- الصلاة:  عن ابن مسعود: إن رجلاً أصاب من امرأة قُبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:114] فقال الرجل: يارسول الله ألـــــــي هذا؟! قال: «لجميع أمتي كلهم» [البخاري].

5 - صلاة ركعتين بخشوع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله ما تقدم من ذنبه» [البخاري].

6 - الصـــوم  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة» [البخاري].

7 - صيام رمضان  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [البخاري].

8 - قيام رمــضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [البخاري].

9 - قيام ليلة القــدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [البخاري].

10 - صيام يوم عرفـــة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده» [الترمذي وابن ماجه والحاكم].

11 - صيام عـاشــوراء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» [الترمذي وابن ماجه والحاكم وأبو داود].

 12 - الصـــــدقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر النساء تصدقن، وأكثرن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار» [البخاري ومسلم].

 13 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم .. والأمر والنهي» [البخاري].

 14 - التــأمــين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أمّن الإمام فأمّنوا ، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» [البخاري ومسلم].

15 - قول هذا الذكــر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قال الإمام "سمع الله لمن حمده" فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» [البخاري ومسلم].

 16 - الحـــــج المبرور قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج لله فلم يرفث ولم يفـسق رجع كيوم ولدته أمه» وقال: «الحــج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» [البخاري].

 17 - المصائـــب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه كما تحات ورق الشجر». وقال: «ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه حتى الشوكة يشاكها» [البخاري].

 18 - الحمـــى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسُـبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد» [مسلم].

 19 - الأعمال الصالحة {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ} [هود: 114].

20 - العمـــــرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما» [البخاري].

 21 - الشــهادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين» [مسلم].

 22 - قول هذا الذكر عند النوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل: "اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ و لا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت" فإن مـِـت، مِت على الفطرة واجعلهن آخر ما تقوله» [البخاري ومسلم].

 23 - ذكر الله والتسبيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كان مثل زبد البحر»وقال: «أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة» [مسلم].

 24 - صلاة الجماعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة، فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد، غفر الله له ذنوبه»[مسلم].

 25 - الوضوء الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره» [مسلم].

26 - إسباغ الوضوء على المكاره.

 27 - كثرة المشي للمسجد.

28 انتظار الصلاة  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم عى ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدجات؟؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط» [مسلم].

 29 - قول هذا الذكر بعد الأذان  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يسمع المؤذن :وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً وبمحمد ٍ رسولاً، وبالإسلام ديناً غفر له ذنبه» [مسلم].

 30 - قول هذا الذكر بعد الصلاة المفروضة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً و ثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون. وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر»

 31 - مسح الركنين اليماني والأسود .

 32 - والطواف بالكعبة.

 33 - كفارة المجلس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من جلس في مجلس، فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك:سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ماكان في مجلسه ذلك» [الترمذي].

 34 - مجالس الذكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن لله ملائكة سياحين في الأرض.... فإذا وجدوا أقواماً يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى بغيتكم، فيجيئون، فيحفون بهم إلى السماء الدنيا، فيقول الله: على أي شئ تركتم عبادي يصنعون؟ فيقولون: تركناهم يحمدونك ويمجدونك ويذكرونك.... فيقول: فاشهدوا أني قد غفرت لهم» [البخاري ومسلم].

 35 - إمـــاطة الأذى عن الطريق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق، فأخره، فشكر الله له فغفر له» [مسلم].

 36 – الآذان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن يغفر له بمد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس».

37 - الخوف من الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية الجبل، يؤذن بالصلاة ويصلي فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا، يؤذن ويقيم الصلاة، يخاف مني، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة» [أبو داود والنسائي والحاكم].

38- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي صلاة واحدة، صلى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات» [النسائي والحاكم].

39 - الصلاة في المسجد الأقصى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثاً: حكما ً يصادف حكمة وملكاً لا ينبغي لأحد من بعده وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال صلى الله عليه وسلم: أما اثنتان قد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة» [النسائي وأحمد وابن ماجه].

 40 - صلاة الليل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ النار الماء، وصلاة الرجل من جوف الليل» [الترمذي وابن ماجه].

 41 - قول هذا الذكر العظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا، استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته» [البخاري ومسلم].

 42 – الاستغفار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم» [مسلم].

 43 – التوبة قال الله سبحانه و تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر:53].

 44 - سقاية العطشى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم امسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا: يارسول الله! وإن لنا في هذه البهائم لأجراً؟؟! فقال صلى الله عليه وسلم: في كــل كــبد رطـبــة أجر» [مسلم].

 45 - قول هذا الذكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير) في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يات أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك» [البخاري ومسلم].

 46 - الصلاة في المساجد الأربعة عن عاصم بن سفيان الثقفي قال: أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم «أنه من صلى في المساجد الأربعة غفر له ذنبه» قال ابن حبان: "المساجد الأربعة: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، والمسجد الأقصى، ومسجد قباء". [احمد والنسائي وابن ماجه].

 47 - الإكثار من قراءة سورة تبارك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى يغفر له : تبارك الذي بيده الملك» [ابو داود وابن ماجه واحمد وابن حبان].

 48 - قول هذا الذكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى: «ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك مع أنه مغفور لك: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين» [الترمذي واحمد والنسائي].

 49 - عمل خصلة تدخل الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربعون خصلة، أعلاهن منيحة عنيز، ما يعمل رجل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا ادخله الله الجنة» [البخاري].

 50 - الساعي على الارملة والمسكين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الساعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله او القائم الليل الصائم النهار» [البخاري ومسلم].

رزقنا الله وإياكم العمل بها آمين  

تأليف: د. صالح بن عبد الله الصياح

 

 

  • Currently 65/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
22 تصويتات / 309 مشاهدة
نشرت فى 29 إبريل 2010 بواسطة math

بسم الله الرحمن الرحيم

صفات الحور العين......



الحور: جمع حوراء وهي التي يكون بياض عينها شديد البياض، وسواده شديد السواد

العين: جمع عيناء ، وهي واسعة العين

وقد قال سبحانه وتعالى مخبرا عما أعده لعباده المتقين( وزوجناهم بحور عين)ا

كما جاء في وصف الحور بأنهن كواعب أتراب، فقال تعالى ( إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا ، وكواعب أترابا)ا

والكاعب: المرأة الجميلة ، والأتراب: المتقاربات في السن، والحور العين من خلق الله في الجنة ، أنشأهن إنشاء ، فجعلهن أبكارا، عربا أترابا(إنا أنشأناهن إنشاء ، فجعلناهن أبكارا ، عربا أترابا ) والعرب المتحببات إلى أزواجهن، وكونهن ابكارا يقتضي أنه لم ينكحهن قبلهم أحد كما قال تعالى

(لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان)
وتحدث القرآن عن جمال نساء الجنة فقال: ( وحور عين ، كأمثال اللؤلؤ المكنون) والمراد بالمكنون : المصان الذي الذي لم يغير صفاء لونه ضوء الشمس ، ولا عبث الأيدي، وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان ( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، كأنهن الياقوت والمرجان )، والياقوت والمرجان حجران كريمان لهما منظر حسن بديع، وقد وصف الحور بأنهن قاصرات الطرف، وهن اللواتي قصرن بصرهن على أزواجهن، فلم تطمح أنظارهن لغير أزواجهن ، وقد شهد الله سبحانه للحور بالحسن والجمال ، وحسبك أن الله شهد بهذا ليكون قد بلغ غاية الحسن والجمال
 
(فيهن خيرات حسان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان، حور مقصورات في الخيام)
ونساء الجنة مطهرات عما يعتري نساء الدنيا من الحيض والنفاس والمخاط وما إلى ذلك، وهذا مقتضى قوله تعالى ( ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون )ا

وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن جمال نساء أهل الجنة ، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه - والحديث عن أول زمرة تدخل الجنة - ( ولكل واحد منهم زوجتان ، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن)

وانظر إلى هذا الجمال الذي يحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم هل تجد له نظيرا مما تعرف؟ ( ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) رواه البخاري

وتحديد عدد زوجات كل شخص في الجنة باثنين يبدو أنه اقل عدد ، وإلا فقد ورد أن الشهيد يزوج باثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ففي سنن الترمذي وسنن ابن ماجه بإسناد صحيح عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوته منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقربائه)ا

ذكر ابن وهب عن محمد بن بن كعب القرظي أنه قال: والله الذي لا إله إلا هو لو أن امرأة من الحور العين أطلعت سوارها من العرش لأطفأ نور سوارها الشمس والقمر فكيف المسورة وأن ما خلق الله شيئا تلبسه إلا عليه ما عليها من ثياب وحلي

وقال أبو هريرة رضي الله عنه إن في الجنـة حـوراء يقال لها العيناء إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيف[عن يمينها ويسارها كذلك] وهي تقول : اين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
وقال ابن عباس : إن في الجنة حوراء يقال لها لُعبة لو بزقت في البحر لعذب ماء البحر كله. مكتوب على نحرها من أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي عز وجل

وقال عطاء السلمي لمالك بن دينار : يا أبا يحيى شوقنا. قال يا عطاء: إن في الجنة حوراء يتباهى بها أهل الجنة من حسنها لولا أن الله كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا عن آخرهم من حسنها. قال : فلم يزل عطاء كمدا من قول مالك اربعين يوما

غناء الحور العين


ورد في معجم الطبراني الأوسط بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط. إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان ، أزواج قوم كرام ، ينظرن بقرة أعيان ، وإن مما يغنين به : نحن الخالدات فلا يمتنه ، نحن الآمنات فلا يخفنه ، نحن المقيمات فلا يظعنه)ا

وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الحور العين لتغنين في الجنة ، يقلن : نحن الحور الحسان ، خبئنا لأزواج كرام)ا

صفة الحور


ذكر ابن القيم في كتابه بستان الواعظين صفة الحور : في نحرها مكتوب أنت حبي وأنا حبك لست أبغي بك بدلا ولا عنك معدلا. كبدها مرآته وكبده مرآتها يرى مخ ساقها من وراء لحمها وحليها كما ترى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء ، وكما يرى السلك الأبيض في جوف الياقوتة الصافية

دلال الحور


روي عن الحسن رضي الله عنه أنه قال : بينما ولي الله في الجنة مع زوجته من الحور العين على سرير من ياقوت أحمر وعليه قبة من نور، إذا قال لها : قد اشتقت إلى مشيتك، قال فتنزل من سرير ياقوت أحمر إلى روضة مرجان أخضر ، وينشئ الله عز وجل لها في تلك الروضة طريقين من نور ، أحدهما نبت الزعفران ، والآخر الكافور ، فتمشي في نبت الزعفران وترجع في نبت الكافور ، وتمشي بسبعين ألف لون من الغنج

غيرة الحور العين على أزواجهن في الدنيا


ورد في مسند أحمد وسنن الترمذي بإسناد صحيح عن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا ، إلا قالت زوجته من الحور العين : لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك إلينا

وفي النهاية نسال الله ان يرزقنا الشهادة في سبيله .....

  • Currently 65/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
21 تصويتات / 414 مشاهدة
نشرت فى 29 سبتمبر 2010 بواسطة math

 

موقع شامل     http://www.star28.com/site/cat-1.html

قصص الانبياء    http://www.prophetstory.com

اسلام اون لاين    http://www.islam-online.net

موقع عمرو خالد    http://www.amrkhaled.net/

موقع جنه الحياه    http://www.lifejanna.com/

http://www.facebook.com/IslamQA1ar?sk=wall

http://www.islamqa.com/ar

http://www.saaid.net/mktarat/alzawaj/195.htm

يوم المسلم         http://www.muslim-day.com

صيد الفؤائد     http://www.saaid.net/

طريق السلف     http://www.alsalafway.com

موقع قران  http://quran.muslim-web.com

الاعجاز العلمى فى القران والسنه http://www.science4islam.com/

 

 

  • Currently 25/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 285 مشاهدة
نشرت فى 31 أغسطس 2011 بواسطة math
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 383 مشاهدة
نشرت فى 19 يناير 2012 بواسطة math

اليك اختي وأخي الكريم مجموعه وافكار التي تعينك على تربية وتقويم سلوك ابنائك وهي!!
1 ارتيادالمساجد بصحبة الابناء ابتداء من السن السابعه .
2التخطيط لشغل فراغ الابناء بما ينفعهم ...
3زرع القناعه في نفوس الاولاد..
4 الحاقهم بحلقات تحفيظ القران مع المراقبه والمتابعه ..
5 الذكر بصوت مسموع امام الاولادوتعويدهم عليه ..
6 التركيز على موضوع الحب فهو خيط التربيه الاصيل ..
7 توطيد العلاقات بالعائلات الطيبه لأيجاد البيئه المناسبه..
8 معرفة اصدقاء الاولاد بطريقه مناسبه وحثهم على الصحبه الطيبه..
9 تنسيق الرحلات المناسبه للأسره والاهتمام بالمكان والبرنامج ..
10 تعليم البنات الخياطه واعمال المنزل والطبخ وغيرها 
11 أن يعود الابناء على الاكل مما هو موجود على المائده
12 غرس الاخلاق الحميده في نفوسهم (الكرم الشجاعه الايثار الى اخره)
13 غرس شيم اكرام الضيف في سن مبكره بتعويدهم على استقبال الضيوف 
14 تعليمهم أداء الصلاه بخشوع وعدم العجله فيها
15 عدم اهمال الاخطاء دون معالجه .
16 ضرورة العداله في المعامله والاعطيات بين الاولاد.
17 تعويدهم على عدم السهر والاستيقاظ مبكرا.
18 التركيز على الولد الاكبرفي تربيته
19 ايجاد المحفزات لأعمال الخير .
20 أذا أمرت الابن بشي فتابع تنفيذه 
21 عدم تلبية رغبات الابناء كلما طلبواشيئا 
22 تنمية الطموحات وتوجيهها 
23 توجيه الطفل بالترغيب اكثر من الترهيب 
24 التكليف بمسؤوليات صغيره والتدرج في ذلك 
25 احضارهم في مجالس الكباربالنسبه للذكور 
26 عدم أظهار شجار الأبوين أمام الاولاد
27 الدعاء للأولاد وعدم الدعاء عليهم وتلميس أوقات الأجابه 
28 ملاحظه الفروق الفرديه بين الأولاد 
29 تعليمهم عادة الشكر للناس عموما وللأب وللأم خصوصا 
30 تنفيذ مكتبة خاصه لهم ويضاف اليها جهاز حاسوب وبعض البرامج النافعه 
31 تعليم البنات حب الحجاب منذ الصغر 
32 الاستفاده من الوقت في السياره 
33 تعويدهم على المشاركه في المسؤوليات المنزليه واعمال الوالدين 
34 تعليمهم التدرج في احترام بعضهم وأن يزداد احترام الاخ لأخيه الاكبر منه 
35 اصطحابهم عند فعل الخير 
36 التربيه على الاعتماد على النفس وقضاء الامور بنفسه 
37 تعليمهم الاهتمام بالمريض والكبير ورعايته 
وفي النهايه لابد لنا ان تكون القاعده الاساسيه في تربية الابناء قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم 

tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 324 مشاهدة
نشرت فى 26 يناير 2012 بواسطة tamer2011-com

مجدى حلمى عبده خطاب

wahaty
الموقع خدمى يهدف الى توسيع دائره المعرفه لدى الكثير من الناس وخاصه الصحيه بالاضافه الى بعض المعارف الاخرى الشيقه .مع اطيب الامنيات بقضاء وقت مفيد داخل الموقع »

بحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

550,524