الفنون الشعرية العربية المتجددة
بقلم د فالح الكيلاني
من المفيد ان اذكر ان عجلة الزمن لا تتوقف فهي في حركة دؤوب كالليل والنهار والشمس والهواء قد تتقدم الى الامام وهو الغالب وتاتي بكل متطلبات الانسان وما يحتاجه في مسيرته الطويلة وربما قد تعترض طريق تقدمها عوارض تحول دون حركتها للامام فتتقهقر الى الخلف فيحدث ما ليس بالحسبان مثل الحروب والكوارث الطبيعية فيحل التخلف والجهل والحرمان وتنعكس صفحة النهار الى ليل ربما قد يطول . وهذا ما يحدث لكل العلوم والاداب في المجتمعات الانسانية تبعا لحركتها وديمومتها وسياقاتها .
فالفنون الشعرية العربية قد استشرقت وجهتها بنور التطور والتقدم والرقي واخذت زمامها تعلو ولا تستقر في رفعتها وتقدمها فكانت حركات ادبية كثيرة في الشعرالعربي خاصة في العصرالعباسي وحيث جاء الشعراء بما لم يأت به الاقدمون من افكار وصور جمالية وخصوبة راقية فانتشرت انواعا جديدة من الشعر او قل توسعت آفاق الشعر العربي وازدهرت ولما ضاق بها المقام تطورت لتجد لها محطات جديدة تعمل من خلال الابتكار والجدة سبلا حديثة او تجديدية ومن خلال بوتقة المصدر ذاته هو الشعرالعربي فابتكر في الشعرالعربي الموشح في بلاد الاندلس ثم انتشر في المغرب العربي والمشرق ايضا وخلال تتابع الايام وحاجة الانسان العربي لنوع معين من الادب اوجدت انواع اخرى منه مثل الزجل والمواليا والكان كان والدوبيت وغيرها من انواع الادب الشعبي وحسب متطلبات كل عصر ودهر وبلد و حتى وقت تقهقرها وتخلفها نتيجة احتلالها من قبل اقوام اخرى وخراب بلدانها . لذا – وانا اكتب عن الشعرالعباسي وتطوره وحركة التجديد فيه - الا ان اكتب او اشير الى بعض الفنون التي ابتكرت فيما بعد هذا العصر اوذاك ويعتبر امتدادا اليه وهذا من الامورالطبيعية في كل المجتمعات الانسانية .
1- الموشحات الاندلسية :
الموشح منظومة شعرية يتميز بتعدد القوافي وبخروجه على بحور الشعر العربي المعروفة في بعض الاحيان وتنويعها في الموشح الواحد وربما يكون مؤلفا من اربعة عشرا بيتا على الاكثر على وزن ايقاعي غنائي معين غير مقيد وقد يزيد او ينقص عن ذلك .
والموشح هو وزن معين من اوزان الشعر العربي المالوفة في الشعر العربي الا ان اواخره موشحة اما بجمل متوازنة متحدة القوافي يؤتى بها في اخر كل مقطع من مقاطع الموشح العديدة او موشح بقواف ثنائية او ثلاثية اورباعية وهكذا .
ظهر الموشح على حقيقته كفن قائم في بلاد الاندلس لاول مرة أي ان الموشح قصيدة شعرية كانت موجودة في الشعر العربي تطورت وفق تطور الحياة العربية في الاندلس وما املته هذه الحياة من ايجاد نوع من الشعر احتاجته الاذن العربية او النفس العربية هناك ليتفاعل معهما في الغناء والنفس الطروب التواقة الى كل جميل وجديد .
اول من ابتدع الموشح في شكله الجديد في العربية الشاعر الاندلسي - مقدم الفريري – وقيل انه محمد بن حمود القبري وقيل ايضا انه ابن عبد ربه الاندلسي صاحب كتاب ( العقد الفريد) وقيل غيرهم وقد اكثر الشعراء بعد ذلك من نظمه والتغني به وانشاده كثيرا في دواوين وبلاطات الامراء الاندلسيين أي كانه ابتدع من قبل شعراء هذه البلاطات والداخلين في خدمة الامراء والخلفاء .
والموشح على العموم متكون من عدة اجزاء وكمايلي :
المطلع : وهو القفل الاول فيه
الدور :وهو ماياتي بعد المطلع
السمط : وهو كل شطر من اشطر الدور
الغصن :وهو الشطر الواحد من اشطر المطلع
البيت : وهو ما يتكون من الدور والقفل الذي يليه مجتمعين
الخرجة :وهو ما يمثل القفل الاخير من الموشح . وهذه هي الجزء الوحيد الذي لايلتزم بالفصاحة ولا الا عراب بل في الاغلب ياتي عفويا قد دخلت عليه ايضا الكلمات المحلية او العامية .
وتعد الموشحات اكبر حركة تجديدية في الشعر العربي واوزانه التقليدية في تلك البلاد وذلك لحاجة هؤلاء الى الغناء والطرب وباساليب ومعان جديدة واضحة المعاني جلية الصورة سهلة الاسلوب تشنف الاذان وتطرب السامع بالحانها الجميلة وكلماتها الفياضة الداخلة الى القلب مباشرة ومنسجمة مع الموسيقى الشجية .
اما اغراض الموشح فكثيرة فهي مماثلة للقصيدة العربية في اغراضها كالغزل والمدح والهجاء والرثاء وغيرها.:
ومن هذه الموشحات هذا الموشح الذي يتغنى به المغنون لوقت قريب وقيل انه موشح مشرقي نظمه الخليفة العباسي الشاعر ابن المعتز .:
ياحلو يااسمر غنى بك السمر
رقوا ورق الهوى في كل ما صوروا
---------------------
ما الشعر ماسحره ما الخمر ماالسكر
يندى على ثغرك من انفاسك العنبر
--------------------------
والليل يغفو على شعرك او يقمر
انت نعيم الصبا والامل الاخضر
ما لهوانا الذي اورق لايثمر
-------------------------
قد كان من امرنا ماكان هل يذكر
نعصر من ر وحنا اطيب ما يعصر
----------------------------
نوحي الى الليل ما يبهج او يسكر
نبنيه عشا لنا ياحلو يا ا سمر
2- الزجل :-
الزجل في اللغة يعني الصوت جاء من السحب التي كانت ترعد اي جاء من السماء .فالزجل اشبه بالرعد من السحابة وقد تطور من الشعرالعربي في الاندلس ونشأ في الأندلس في أواخر القرن الرابع الهجري وقيل ان ابي بكر بن قزمان اول من كتب فيه وبعضهم يعتبر( ابن عبد ربه ) صاحب كتاب (العقد الفريد) اول من كتب فيه وطوره وجنح نحو التصوف والزهد بسبب المصائب التي أحاطت بالأندلس ، ثم انتقل إلى المشرق ومصر قبل كل البلاد لقربها من المغرب وأول من عني به من المشارفة صفي الدين الحلي في كتابه (العاطل الحالي والمرخص الغالي ) اذ جعله في أول الفنون الشعرية غير المعربة ، وكذلك جاء ذكره في كتاب (بلوغ الأمل في فن الزجل) لتقي الدين ابي بكر بن حجة الحموي الشامي حيث تابع الاهتمام بهذا الفن بعد صفي الدين الحلي .
ويذكر لنا صفي الدين الحلي في كتابه ( العاطل الحالي) رأيه في مكانة هذا الفن فالزجل هو اكثر الفنون المستحدثة اوزانا وارفعها رتبة وارجحها ميزانا و واشرفها نسبة فاوزانه متعددة وقوافيه متجددة.
والزجل عادة يتالف من أربعة اشطر وثلاثة مصاريع الثلاثة الأولى من روي واحد معين والرابع مغاير له .ويشيع الجناس في القوافي الثلاثة الاولى ،وقد ينظم الزجل من الأقفال التي لا يزيد الواحد منها عن بيتين ويكون للصدر روي وللعجز روي ربما تكون قافية واحدة وفن الزجل يصلح للغناء بسبب غلبة التسكين فيه وبعده عن جادة الإعراب في العربية وقد نظم على موسيقى البحور الشعرية الفراهيدية العربية المعروفة.وربما نظم على غيرها والملاحظ ان الزجل يتكون من اربعة اشطر حيث يشيع الجناس في الثلاثة الاولى . وياتي في تشكيله على شكل اقفال ولا يزيد القفل الواحد منها عن بيتين ويكون للصدر روي وللعجز روي او تجمعهما قافية واحدة . ولابي بكر بن عبد الله بن ايبك الدواداري المصري هذا المقطع :
يا مالك الحسن أرفق بالمستهام
العليل حياته قربك
ولكن ما يلتقي له سبيل
خدام حسنك كثير
هم سبحان من صورك
وصفك جميل ووجهك صبيح
ما ازهرك
ياقوت وجوهر بثغر وريحان
عذارك شرك
كافور خدك وعنبر خالك
أهاجوا الغليل بمهجتي
يا معيشق وصوروني ذليل
وانتقل الزجل إلى الشام واستساغه العامة والخاصة ونظموا فيه ومن أشهرهم ( شهاب الدين احمد بن عثمان الامشاطي) و(ابن حجة الحموي )،الذي يذكر( ابن حجة الحموي) في كتابه ( خزانة الأدب) فيقول :
(ان الشيخ شمس الدين بن الصائغ قد استشهد في شرح البردة الذي سماه (الرقم) بغالب أهل عصره فيما عرض من أنواع البديع حتى اورد لهم شيئا من محاسن الزجل) .
ولما وصل الزجل إلى العراق اقبل عليه الشعراء ونظموا فيه أمثال صفي الدين الحلي في كتابه (العاطل الحالي والمرخص الغالي ) ومن ذلك قوله المنشور في ( العاطل الحالي والمرخص الغالي) في مدح الملك الصالح شمس الدين بن غازي بن ارتق صاحب ماردين يقول :
انت يا قبلة الكرام زينة المال والبنين..
الله يعطــــيك
فــــــوق ذا المـــقـــــــــــــــــــــام
ويعيــــــــدك على السنيـــــــــــــن
انت شامة بيــن الأنام الله
يحرس شـــــمائلك
ويؤيـــــــدك بالــدوام تانعيش
في فواضــلك
وتانطوي ذكر الكــرام
تاننشــر فضـــــــــائلك
ونهنيك بـــــــــــــــكل عام
والخلائق تقول آميــــــــــن
3- الكان وكان :-
والكان كان اخترعه العراقيون في بغداد وظهر في القرن الخامس الهجري وشاع بعد ذلك وسمي بالكان وكان لأن العراقيين يحكون حكاياتهم ويبدأن بقولهم كان ماكان في قديم الزمان ... - وقد سمعناها من ابائنا واجدادنا وهم يحكون لنا الحكايات - في العقد الرابع والخامس من القرن الماضي وكانت للدلالة على أنها روايات لا أصل لها ولا سند .
ويذكر الدكتور كامل مصطفى الشبيبي في الحديث عن وجه الشبه بين الكان وكان وفن أخر شاع انذاك ويطلق عليه ( الفلك المحملة بأصناف بحر السلسلة ) اوما يعرف بالسلسلة بان هذا الفن من الشعر الملحون وينظم بأربعة إقفال مختلفة ويكون القفل الأخير منه (الرابع)مردفا بحرف علة وتسمى الأقفال الأربعة بيتا حيث يمكن للشاعر نظم أبيات عدة على قافية القفل الرابع وعليه يكون لهذا النوع من الشعر او الفن وزن واحد هو :
مستفعلن فاعلاتن مستفعلن مستفعلن
مستفعلن فاعلاتن مستفعـلن فـعــــلان
ويعتمد في هذا الفن القول بالحكم والأمثال والمواعظ والزهد ،ومما يذكره الشاعرالعراقي الشاعر صفي الدين الحلي في كتابه (العاطل الحالي والمرخص الغالي ) واتبع طريق النظم فيه ، وظهر مثل العلامة (جمال الدين بن الجوزي) و(الشيخ شمس الدين بن الكوفي) ،فنظموا فيه المواعظ والحكم والأمثال وغيرها .
وانتقل فن الكان كان إلى مصر وسمي (الزكالش) والعراقيون يسمونه (الكان وكان) ،وأما في الشام فلم يكن له اثر بارز. ومما قيل فيه ماجاء في ( كتاب الكشكول ) لبهاء الدين العاملي في مخاطبة الغافلين عن ذكر الله تعالى فيقول :
إلى من غفل وتوانى الركب فاتـــك صحبته
وفي الدجى حدا بيهم الــحادي وحث النوق
حث الــمطايا لعــلك بـمــن تـــقدم تلحـــــــق
من لا يحث المطايـا ما يبصر المعشـــــــوق
فناقتـــك تتضــــــمخ من شــدة السيـــر بالدما
تصـــل إلى مواطنها مضمـــخــه بخـــــــلوق
ياذا مطلب قد بلغت الارب وقد زال التعب
إلف الفت فالناقــــة لها عليك حقــــــــوق
يا بدر ثـم تجلــــــى وتيم الخلـــق منظره
جميع من في العالم الــى لقاك مشـــــوق
فبالنبي محمــــــد وحــق مولانا علي
ما تيــم القلــب الا قوامـــك المشـــوق
ومما قيل فيه من المصريين قيل في مجلس الامير( الصالح بن روبك ) يقول فيه :
النار بين ضلوعي ونا غريق في دموعي
كني فتيلة قنديــــل أموت غريق وحريــق
وقول إبراهيم المعمارفي ذلك : -
شكوت للحب دائــــي وما ألاقي من الهوى
وقلـت :يا نــور عيني قد شفنــي التبريــــح
قال تدعي الحب تكذب مـــارا عليك دلائله
قلت :اكتمه في فـؤادي فقــال: هــذا ريــح
4- المسمط :
المسمطات نظم على وزن بحر الرجز في الغالب . وهي قصائد تتألف من أدوار وكل دور يتكون من أربعة أشطر أو أكثر، تتفق كلها في القافية، ما عدا الشطر الأخير. الذي يستقل بقافية مغايرة، ويتحد في ذات القوت مع الشطور الأخيرة في الأدوار المختلفة. ولذلك يسمى عمود المسمطة أي محوره الذي يرتكز عليه.
ومن السهل أنه يمكن ترتيب هذه المسمطات ترتيباً آخر تخرج به عن المسمطات، إلى وزن عادي يتضمن قواف داخلية، فتصبح وقد اكتسبت لوناً آخر من الوان التجديد لمسناه عند كثير من الشعراء العباسيين:
سلاف دن كشمس دجن
كدمع جفن كخمر عدن
طبيخ شمس كلون ورس
ربيب فرس حليف سجن
يا من لحاني على زماني
اللهو شاني فلا تلمني
5- المواليا :-
ان ناظم هذا اللون من الشعر يسمى ( الموالي ) ، نشا في واسط من اعمال الكوت في العراق واخترعه أصحاب البرامكة بعد نكبتهم لان هارون الرشيد حرم على الشعراء رثاءهم باللغة الفصحى فراح الشعراء يرثونهم بلهجة عامية وتنتهي عبارة رثاء الشعراء بكلمة (يا مواليا) فعرف بهذا الاسم . وهذا اللون هو من جراء تزايدات الشعوبيين الذين عز عليهم مصرع البرامكة والقضاء عليهم ،أو أن سبب التسمية كما يذكر لنا الدكتور صفاء خلوصي في كتابة (علم القافية ) موالاة قوافيه بعضها بعضا .
ويتكون المواليا من أربعة مصاريع متشابهه الأواخر ساكنة الروي وعلى بحر البسيط :
(مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن ) ( مستفعلن فأعلن مستفعلن فعلن)
أي تام البسيط او مجزوء البسيط اوربما جاء من مخلع البسيط فهو من وزن واحد فقط ، وفي كتاب (وفيات الأعيان ) الجزء الاول قال ابن خلكان في كتابه ( وفيات الاعيان ):
( ان البغداديين لا يتقيدون بالاعراب في المواليا ،فهم ينظمونه كيفما اتفق )
ومن المواليا قول احد البغداديين ولم يذكر اسمه :
ظفرت ليلة بليلى ظفرة المجنون
وقلت وافى لحظي طالع ميمون
تبسمت فأضاء اللؤلؤ المكنون
صار الدجى كالضحى فاستيقظ الواشون
ومن المعلوم ان المواليا شاع في نهاية الدولة العباسية ومن الذين نظموا فيه حسام الدين الحاجري الاربلي ومجد الدين النشابي وعز الدين الموصلي وعلي بن ابراهيم بن معتوق الواسطي وصفي الدين الحلي ومن المواليا ماقاله (البدر الزيتوني ) بعد القرن التاسع فقال في مدح الرسول الكريم :
امدح لامة محمد يظهر الإيناس
وحده في المدح واخزي الحاسد الخناس
منهم ورب الفلق في سائر الأجناس
من القدم خير امة أخرجت للناس
وكذلك قوله :
لم تدعي الذوق والوجدان والاحوال
وانت خالي من الاخلاص في الاعمال
ارجع لجســمك فــسم البين لك قتــال
ترمي حجر مايشيلة خمسميت عـتال
ومنه قول (حسام الدين الحاجري الاربلي) مواليا وقد قاله في حبيبته التي رآها في المنام وكأنها قد عادت اليه بعد قطيعة وجفوة يقول :
يامن ملكني وعن طرف الوفا عرج
اطلق رقادي وجفني بالسهر زوج
ومن لحسنك بتاج الحسن قد توج
عيد الوصال فبحر الشوق قد موج
وجاء في وفيات الاعيان لابن خلكان مواليا ينسبها الى (عمر ابن الفارض ) الصوفي المعروف وكان يتميز بان ما كتبه المصريون اصطلاح لا يراعون فيه الاعراب ولا ضبط اللغة ويجوزون اللحن فيه فجاء اكثره ملحونا لانهم لا يؤاخذون على اللحن او الضبط ويتبين ان اغلب الصوفيين كانوا يستخدمونه في مدائحهم واغانيهم او تراتيلهم يقول فيها :
لم تدعي الذوق والوجدان والاحوال
وانت خالي من الاخلاص في الاعمال
ارجع لجســمك فــسم البين لك قتــال
ترمي حجر مايشيلة خمسميت عـتال
اما في الشام فقد رغب الشاميون في المواليا وشاع بينهم ومن الذين نظموا في هذا الفن (عز الدين إبراهيم بن محمد ) المعروف ( ابن السويدي) و(علي بن مقاتل الحموي) و(صلاح الدين ألصفدي ) ومن المواليا لابن السويدي حيث يقول:
البدر والسـعـد :ذا شهبــك وذا نجمــك
والقد واللحظ: ذا رمحـك وذا سهمــك
والبغض والحب :ذا قسـمي وذا قســمك
والمسك والحـسن : ذا خـالك وذا عمــك
وكان للمواليا في مصر والشام تقارب عجيب والسبب في نوعية وطبيعة الحكم حيث ان المصرين قد خضعا للحكم الأيوبي وأدى ذلك إلى التشابه بين موالي أهل الشام وأهل مصر ويسمى عندهم ( الدوبيت ) أي البيتين اما في المغرب العربي فقد شاع بينهم وعرف هذا النوع من النظم عندهم وكانوا يسمونه (العيطة) وهو اقرب ما يكون في تركيبه إلى المواليا القديمة الرباعية وغالبا ما تنتهي هذه المنظومة بكلمة (يا سيدي.. ) .
6- البند :-
فن أدبي نشا في العراق في أواخر القرن الحادي عشر الهجري ثم انتقل إلى منطقة الخليج العربي وشاع فيها مدة ثلاثة قرون كما يذكر الاستاذ (عبد الكريم الدجيلي) في كتابه (البند في الأدب العربي ).
والبند يكتب على شكل نثر فهو يشبه النثر في كتابته وياتي على وزن بحر الهزج ( مفاعيلن مفاعلين مفاعيلن )مكررة وكفها جيد وحسن والكف هو حذف نون مفاعيلن لتصبح مفاعيل ، ويجوز في اول التفعيلة الحزم وهو زيادة في اول التفعيلة ولا يعتد بها في المقطع ويغلب الحذف في اخرها بحيث تكون (مفاعي ) وكذلك الخرم وهو حذف اول متحرك من الوتد المجموع بحيث ( مفاعيلن) تصبح (فاعيلن) وأما الحزم فهو زيادة في أول التفعيلة لا يعتد بها في المقطع ،ويغلب في آخر جزء منه الحذف فتاتي تفعيلته (مفاعي) .
والبند اشبه بالشعر الحر من حيث إقامة الوزن على التفعيلة دون الاشطر ،ولقد اشتهر الكثيرون في نظم البند منهم ( شهاب الدين بن معتوق البغدادي ) و(عبد الرؤوف الحسين الحسني ) و( محمد بن احمد الزيني ) و(عبد الغفار الأخرس )وغيرهم وجاء في كتاب ( ميزان البند ) للاستاذ جميل الملائكة :
ان العراقيين ينشدون البند بطريقتين :
الأولى/ الوقوف اختيارا في مواضع القوافي حيثما يمكن الوقف لأجل الموسيقى وهذا هو الشائع في الانشاد .
الثانية / إعراب أخر الكلمات كما في التلاوة السريعة.
وقد نظم البند في المدح كما قال الشاعر (عبد الغفار الأخرس) يمدح فيه السيد سلمان بن السيد علي القادري الكيلاني متولي الاوقاف القادرية فيقول فيه :
محب ذائب الدمع
رماه البين بالصدع
بكى من حرقة الوجد
على من حفظ العهد
وخشف ناعم الخد
مليح عبل الردف
صبيح لين الوطف
أدار الكأس والطاس
وحاكى الورد والأس
لعمري منه خدا وعذارا
ولقد طالت عليه حسراتي
بعدما كانت قصارا
فهل يرجع ما فات
وهيهات وهيهات
فلو تنظر أشياء نظرناها
بأيام قضيناها
بحيث ابتسم الزهر
وقد بلله القطر.
7- القوما :-
ظهر هذا الفن في بغداد في أواخر الدولة العباسية وقد اخترعه ( أبو بكر محمد بن عبد الغني) الملقب (ابن نقطة) ويذكر الشاعر (صفي الدين الحلي ) فيقول:
( ان القوما ياتي سهلا ومأنوسا )
ان البغداديين قد اخترعوه في شهر رمضان واصله (قوما على السحور ) ويأتي على بحر الرمل أو الزجل حيث نظموا فيه الغزل والعتاب وقد شجعه الخليفة الناصر العباسي وأجزل العطاء للشعراء الذين نظموا فيه وخاصة الشاعر ابن نقطة ومن بعده ابنه .
وياتي نظم هذا الفن المستحدث سهلا ومأنوساعلى شكل أربعة إقفال ثلاثة منها تأتي على روي واحد وقافية واحدة وهي الأول والثاني والرابع وأما القفل الثالث فأطولها وهو مهمل القافية. ومجموع الأقفال الأربعة تسمى بيتا ووزنه (مستفعلن. فعلان .أو فاعلان )،ومن القوما ما نقله لنا ( ابن حجة الحموي )في كتابه ( بلوغ الأمل) في فن الزجل والمنسوب الى (غلى ) الولد الصغير لابن نقطة يقول فيه:
يــا ســـيد الســـــادات
لك بالكـــرم عـــادات
أنا بنـــي ابـــن نقطــه
وأبي تعيش أنت مات
ومن القوما قول صفي الدين الحلي في الملك (المؤيد إسماعيل بن علي بن محمود صاحب) والمنشور في ديوان الشاعر صفي الدين الحلي المسمى (العاطل الحالي والمرخص الغالي)حيث يقول:
لازال سعدك جديد
دايم وجدك ســعيد
ولا برحـــت مهنا
بكل صــوم وعيد
في الدهر أنت فريد
وفي صفاتك وحيد
فالخلق شعر منقح
وأنت بيت القصيد
ويتضح عند قراءة هذا القوما فيها سمات اسلوب الشاعر الحلي واضحة :فغرضه المدح في شهر رمضان .ونعت الملك المؤيد بنعوت العظمة والاجلال. وقد تم وصف الملك بالجود والكرم دعا له بالعمر المديد وبالعيد السعيد .
وهذه الالوان من الفنون الشعبية او بصيغتها المحلية ولدت في العصرالعباسي الاول ومنها في الاخيرمنه واستمرت في ديمومتها عبر فترة الركود ( الفترة المظلمة ) ولسهولتها وقربها من امزجة ونفوس الناس وارتياح انفسهم اليها او قل عامة الشعب لذا رغبها الاهالي وابناء العامة ونظموا فيها واختلطت لغتها الفصحى بالعامية في اغلب انواعها فكانت نتيجة تدهور وانحطاط الاوضاع العامة في عموم البلاد العربية وقسم منها لايزال موجودا كفن من الفنون الشعبية كالزجل في بلاد المغرب العربي وبعضها تحول الى فنون شعبية عامية او قريب منها .
امير البيــــــــــان العربي
دفالح نصيف الحجيةالكيلاني
العرا ق - ديــــالى - بلدروز
*****************************
ماذا إذن لو ...
**************
بقلم :أحمد بو قرّاعة-تونس
-انظري ،عجيبٌ أمرُ ذاك الرّجل،يداه قصيرتان،و يتقنُ الأكلَ باليسْرَى اتقانَهُ باليمنَى.
التفتتْ إليهِ زوجتُهُ و كانت تحاذيهِ في مجلسِ فرْحٍ و مأدُبَةٍ و إلى جوارهِمَا بنْتَاهمَا ،فقالتْ الزوجةُ
-وفيم العجبُ فيمَا كانَ لكَ فيهِ عجَبٌ ؟لعلّ العلّةَ اضطرّتْهُ فعلَّمتْهُ .ولعلَّ النّقْصَانَ دفعهُ فدرَّبَهُ .وكذلك شأنُ العلّةِ و النقصَانِ يَخْلُقَانِ الحاجةَ و الوسيلَةَ في المعتلِّ صحيحِ النَّظَرِ متعلِّقٍ بالإرادةِ موقِنٍ بالفعْلِ
-نعم ،تعلُّقَ يدِكِ بخناقي ما الْتقَطَتْ عَيْنِي لقْطَةً أو نقّطَ لساني على حرفٍ نقطةً .وكذلك شانُ النّسَاء يجمعنَ ملحَ الحدَقَةِ أُجَاجًا يصنعْنَ منهُ توهَّمًا جملةً حذقةً ،كالملوكِ إذا دخلوا قريَةً أفسدوها ،و هنَّ كذلكَ يفْعلْنَ.
-ولم الهربُ ممَّا أنت قد أبصرْتَهُ فحرَّكْتَ بهِ لسانكَ و عجلْتَ بهِ و أثرْتَهُ ؟أَكُلَّمَا مُهِّدَتْ للقوْلِ طريقٌ عوّجَهَا لسان وحفَّرَهَا منطقٌ و كذلكَ اللّسان،كأنّهُ لا يستقيمُ إلّا في الفساد.و ما رأيتٌ في الرَّجُلِ ذاكَ فَسَادَ يدٍ .و إنِّي قد حاولتُ بيسرايَ الطَّويلَة مَا أتقنَ بيسراهُ القصيرة فتباطأتْ وارتعشَ الحساءُ في الملعقةِ لولا أنّي طاطأتُ الرّأسَ ووسّعْتُ الفمَ و عوّجْتُ الشَّفَتَيْنِ .و إنّي على ذلك حتَّى تستقيمَ هذهِ اليسرى و تشتدَّ و تروضَ الطّريق.
حاول الزّوج أن يصعّدَ الحساء إلى فمه فما طاوعتْ ملعقةٌ أصابعهُ و تشابكتْ الوسطى مع السّبابة و نفر الإبهامُ منهما فلم يستطعْ عليهَا ضغطًا أو لهَا ضبطًا ،واجْتَمعتْ على الملْعقةِ كلُّ أصابعهِ و ما توسّطتْ طريقًا حتّى مالتْ و شوّهَتْ فمهُ لبمَا أسالتْ و ثوبَهُ بمَا قطَّرتْ و أفْلَتَتْ فضحكتْ صغيرَتُهُ واستحيَتْ من صنيعِهِ كبيرتُهُ .و ترَكَ الزّوجُ الملعقةَ يلومُ كلَّ شيءٍ و بنفرُ من كلِّ فعلٍ .و رأتْ زوجَتُهُ فسَادَ رأيِهِ في يقينِهِ بالعجزِ و تركِ المحاولةِ فقالتْ لهُ :
--ما أبعدَ النجاح إلّا ترْكُ المُحاولةِ .وإنِّي محاولة ذلك ،وفي ذلك عزْمٌ و حزمٌ و إصرارٌ و إصلاحٌ و كيلُ اللّقْمة وقيسٌ المسافة و تعويدُ هذه اليسرى عليْهِمَا فتَصْلُحُ و تَمْتُنُ و تقْوَى فتَصيرُ كاليمنى أو أشدُّ بأسًا و بطْشًا و أخْذًا ومدًّا،و ما هذه اليمنى سوى عادة خلّفتْ اعتقَادًا ترك مشْيًا في طريقٍ أَلِفَتْهَا الأقدام و زيَّنَتْهَا الألسُنُ فخاطتْ خلايَا تلكَ الأدْمغَةِ بخيوطِ الإذعَانِ و الدَّعة و القناعة و ترك الجهد تظنُّ في ذلكَ كلِّهِ السّليمة العاضَّةِ على الحقِّ ناسيةً أنّ أغلب أسنان البشرِ يُصيبُهَا النَّخرُ و التسوُّسُ
.
-و مالي و هذا الجهد الضّائع ،و قد رأيتُ و رأى الجميع ما أصاب يدِي و فَمِي و ثوْبِي فأضْحكَ الأولَى و ورَّدَ خدَّ الثانية وفكَّ لسانًا كان في فمكِ مدفونًا مقبورًا فصار بما تظُنِّين هوَ الصّوابُ مرْفوعًا .مَا شَكَتْ يمْنَى نَصًبًا و مَا خالفتْ في ذلِكَ طَبيعةً و ما رجَتْ يسرى عوضًا أو بدَلاً أو مسَاعدةً .وهلْ أغلبُ النّاس إلّا باليمنى تطْعَمُ و تأخذُ و تعطِي .مَا يُسْرَاكَ إلّا سندٌ عندَ حاجة أو ضرورة ،وما نحن في حاجةٍ وما اضطرّتنا طبيعة إلى ضرورةٍ.
و غلَتْ المرأةُ ماءً في برمةٍ تحتها سَعير وقودهَا الإصرارو المحاولة .و كادتْ المِلْعقةُ إلى أناملها تطْمَئنُّ ،و كادتْ تعرِفُ الطَّرِيقَ.و رأتْ البنتانِ فيها ذلك و تخيَّلَتَا البلوغَ و تصوّرتَا الإصرارَ بوَعْيٍ يَخْلُصُ إلى نتيجَةٍ ،فصنعَتَا ما صنعتْ و كثُرَ الضَّحِكُ في حياءٍ .و رَاَى الجيرانُ الفعْلَ فظنُّوهُ لعبًا و لهْوًا ،وانتقلَ الأمرُمن طاولةٍ إلى أخرى يفْعَلُ الآكلونَ نفسَ الفعلِ محاولينَ و معاندينَ فرأوا فيما كانوا يخالفونَ لهوَا و لعبًا و جهدًا وعناءً و جدَّةً و فائدَةً و دعوةً لتمكين جسدٍ من قوّتين لم تأمرِ الطّبيعة بتركِ النّصف أو خذلانهِ .و رأتْ الزّوجةُ ذلكَ فزادَ اصرارهَا و كبُرَ فيهَا الفرحُ باليقينِ و تأكّدتْ الفكرةُ فقالتْ لزوجها:
-ما قد يستعصِي على يُسْرَاكَ ،و ربّمَا يمينكَ ،تقوى عليه هذه المتروكةُ اعتقادًا باطلًا في نقصانهَا .ومَا دعوتَ لترْكِ يمنَى ،وهل تعارضت ْقوّة مع أخرى تعاضدها و تكاتفها و تزيدها مناعة .و إن لم يكنْ في الإطعام مشقّةٌ ،و إن لم تكن الطَّريقُ إلى الفمِ طويلةٌ و بعيدةٌ و ما بها من وهادٍ أو جبالٍ أو مطبٍّ أو حفرٍ فهلْ يَمِينُكَ وحْدَهَا قادرةٌ على حمْلِي و أنَا الصَّغيرَةُ الرّشيقةُ إلى البيت و هي بعيدَةٌ وما الأرض إليها مهادًا؟
-أَأحمِلُكِ مرّتينِ ؟هذا القلبُ أنتِ فيه و تكبُرِينَ تجدينَ فيه الماء و الغَناء..و لكن ما أرى هذه اليمنى وحدها قادرةعلى حملِك و لو كنت بعض أرطالٍ...
-ما وددتُ منك و ما طلبْتُ حديثَ قلْبٍ ...فماذا إذًا لو اجتمعتْ عليَّ يداكَ ...ما الطّبيعةُ يمنى و إنّما هي نشاط .و ما أضعف اليسرى سوى ظنِّ الفسادِ فيها رأيًا ضعيفًا دونَ ممارسة النّشاط فيعتَدِلُ الجسمُ و يقوى ..أمَا ترى انَّ النّاس في هذا الفرح قد تحوّلوا من اللّهو إلى ما هو أفضلُ منه إذْ عرفوا فيهِ الجدَّ ..و ما العببُ إن أُخِذَ النّاسُ جميعا إلى الجدِّ و الفائدة باللّهوِ و اللّعبِ؟
وكبُرَ الفرَحُ في القاعة و كاداللّيل يذهبُ كثيرُهُ .واستأنست العائلةُ للمغادرة فالتفتت الزّوجة إلى زوجِها و قالتْ :
-يقيني أنّهُ لو اجتمعتْ عليَّ يداك ....و دعْ عنك لسانكَ فإنّه يضرِبُ في كلّ الجهاتِ...و ضحكتْ...
الحرام والعيب
نظرة في سلوكيات المجتمع
ان هناك قطاعا عريضا من المجتمع يخلط بين الحرام والعيب بل هناك من يضغهما في سلة واحدة
والحقيقة ان بينهما فارقا كبيرا فهما احيانا يلتقيان واحيانا يختلفان
فالحرام هو كل ما حرم الله في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما اجتهد العلماء في تحربمه بالقياس
اما العيب فهو ما وضعه المجتمع من قيود على التصرفات يصبح سالكها منبوذا بحكم تلك التصرفات واذا تظاهر بها يصبح سيء السمعة بين الناس
والحقيقة ان الناس اصبحت تخشى العيب اكثر من الحرام لضعف العقيدة وقلة الثقافة الدينية وتعدد وسائل الاعداء في الهاء المسلمين
الحرام يجعلك تراقب تصرفاتك ذاتيا فلا تقدم عليه حتى ولو كنت وحدك
العيب يجعلك تخشى الناس فاذا امنتهم فجرت
وهذا يفسر لنا اضمحلال الاهلاق في المدينةمقارنة بالقرية او المجتمع القبلي فكلاهما يخشي الناس لكن الاول يامنهم فيفجر اما الاخر فلا بامنهم فيلتزم
المجتمع في تعامله مع الحرام احيانا فرط فالسجائرليست عيبا وانحراف الشاب ليس عيبا
واحبانا افرط فجعل عيبا علي الارملة المعيلة ان تتزوح مع ان ذلك حرام
ومن تغول العيب علي الحرام في كثير من الامثلة التي لا بتسع المجال لحصرهاتجدنا نفعل الاثنين لان ممارس الحرام لو عرفه الناس صار معيبا
لو التزمنا بالبعد عن الحرام لما قرب منا العيب ذلك ان من انزل الحرام والحلال رب عالم بصير باحوال عباده وفي ذلك دواؤهم
الشاعر علي فودة
درسه الأول الذي حفظه:
كان الدرس الأول الذي حفظه الطفل (علي) أنه رغم التشرّد واللجوء أن يفخر بالمخيم الذي ترعرع فيه، فأرضه شهدت إحدى أهم معارك ثورة 1936 الفلسطينية، تلك المعركة المعروفة بمعركة (نور شمس)، ووقعت في 21/ 6/ 1936، وكان موقع (نور شمس) يتيح للمناضلين والثوّار مراقبة ورصد القوافل الصهيونية التي تعبر طريق حيفا –تل أبيب بحراسة القوات البريطانية... وقد قاد المعركة المجاهد البطل عبد الرحيم الحاج محمد، وتمكّن الثّوار من الصمود سبع ساعات في وجه قوات الصهاينة والبريطانيين التي تفوقهم عدداً وعدّة... لذلك كان (علي فودة) في عمّان وبيروت يكثر من أحاديثه عن تلك المعركة وذلك المخيم الذي حمل اسمها..
الشاعر علي فودة من جيل الشعراء محمد لافي وعلي البتيري ومحمد ضمرة ومحمود الشلبي ومؤيد العتيلي، كان اسمه إلى جانب أسمائهم، في المشهد الثقافي الاردني، وكان أقرب إلى شعر محمد لافي... وشاركهم جلساتهم في مقاهي عمّان، وكانوا من زوّاره في غرفته المطلّة على المقبرة بجبل النظيف.. وهي الغرفة التي كانت ثمرة لحياة بائسة ومعاناة طويلة بسبب وفاة أُمّه وزواج أبيه من امرأة اعترف بفضلها عليه، فهي التي (شكَّلتْ) بِاطِّهادِهَا وَدَعِّها (موسيقاه) الشعرية الداخلية (الموجعة والمحزنة).. إِذْ لولا قسوتها ربما لم يكن شاعراً ولا طيراً شادياً بألحان الدّنيا الني تكسّرتْ أغصانها كيلا يُمنِّي نفسه بالشدو عليها..!! ولم يجد من حيلة إلا الدعاء "أشكوكِ يا زوجة الأب.. أشكوك للرَّب"..
هي أيام ...
فأين وجه ضاع منّي ذات يومٍ كان خدّاهُ الدّوالي والنّدى كان الشِّفاه..؟
وأين وجه كان في عينيه فاتحة الصّلاهْ
واحسرتاهْ...
لقد كانت هناك دائماً صرخته، تشتعل وتحتدّ في الأفق الصاهل، وكان يصرُّ على أن يسمعها أولئك الذين جرّعوهُ (كأس العلقم)، وما انفكّوا يسلبونه حقوق العيش في سلام وأمانٍ مثل بقيّة أطفال الدّنيا:
وقصاصات من الشِّعر وجدناها على مقعدك النَّهريِّ تبكيك فأبكتْنا، وسال الدمعُ سالْ..
آهِ يا طفلاً كبير السِّنِّ كم أَحْرَجْتَنَا..!
نحن لم نُقْرِئْكَ يا.. حتّى السلامْ
ما سألنا عنكَ.. عن أوجاعِكَ الأولى..
تُرانا.. هل عمينا أم تعامينا عن الرمل الذي
عفّر أوراقَكَ، أم أنّ الظَّلامْ حجب الكوفيّة الحمراءَ عنا والعباءة؟!
وعندما تساءل أحدهم: ".. وفي مثل هذا الوضع غير الطبيعي هل لا يبقى إلاّ القهر والألم؟!".. فيكون الجواب على لسان الشاعر (عليّ فودة) نفسه صاحب (الوضع غير الطبيعي) فيقول: "أجل.. حينها لا يجري الصّراخ والبكاء"... إلا أن الشّعراء يظلّون يصرخون، ويعزفون سمفونيّة قهرهم وحزنهم.. ومكنونات مرايا نفوسهم المهشّمة...! قال لأحد أصدقائه المقرّبين وهو الشاعر (محمد ضمرة):
"أما تدري يا صديقي أن مشكلتي تكمن في الأم التي فقدتُها صغيراً، وأننّي أتمنّى أن تكون لي أمّ ولو(...)" فخدش قوله عاطفة صديقه، وأشعره بالمرارة... وعن ذلك الموقف قال محمد ضمرة معلقاً: "...فلماذا لا تدع الآخرين ليكونوا لك جزءاً من أُمّك أَمْ من أَمٍّ جديدة، لا شكّ أنّ كلَّ واحدٍ منّا يملك قليلاً من الحنانِ الذي يسدُّ احتياجاتك.. ثمّ وجدتُني أقول له بصوتٍ واضح: تذكّرْ يا عليّ نصيحة الفيلسوف الصّيني الذي قال: إذا لم تكن لك أُمّ فَابْحَثْ عن صديقٍ وفيٍّ لتُسْقِطَ دموعَكَ على أكتافه"...(•)
يوسف حمدان/ (أقحوان على ضفاف النهر ج2).
=====بسمة الصباح=====
-----------محمد سيد الاكوان-------
ولد سيد البشر وجميعنا يعلم تاريخ نشأته ولن ادخل كثيرا في جزئيات شخصيته لان الكون خلق لاجله وبالتالي لن نصل الى وصفه كما وصفه رب العالمين -ولهذا سأتناول بعض من الجوانب العامة في حياته للوصول الى الاثار التي تولدت منذ نزول محمد ص بالاسلام وسأكتفي بالقول بان قيادة الحكم في زمن الاسلام الاول وفي زمن محمد عليه افضل الصلاة كان حكما مدنيا ولم تكن الصبغة الدينية اساسا لبناء حضارة الدولة الا فيما يخص باب العبادات والاركان علما بان رب العالمين كان قد ترك للانسان حرية الايمان من عدمه –فمن شاء منكم فليؤمن ومن شاء فليكفر ولهذا كان النبي مبشرا منذرا مبلغا وليس بمسيطر على احد –وبدأت رحلة البناء الانساني والديني بالكلمة الطيبة وبالشورى وبالتعايش مع اهل الكتاب من مبدأ الحقوق والواجبات القائمة على اعلاء شأن الانسان حتى وصل الاسلام الى اقصى الغرب ويكفي القول بان المستشرق الفرنسي غوستاف لوبون قال : ان الدولة الاسلامية وصلت الى اقصى الارض بتعدد الزوجات وهذه اشارة تدل على مدى عظمة التطبيق الكامل لاسس الدين القائمة على حقوق الفرد—ولوعدنا قليلا الى زمن نبينا خاتم الانبياء لوجدنا صورة محمد وهو يتحرك بين الناس بكبرياء المتواضع –يزور جاره اليهودي وفي مرة اخرى يقف لجنازة اليهودي لكونها نفس ذاهبة الى بارئها ولا انسى محمد وهويصرخ بالفاروق حين اراد التهجم على اليهودي الذي جاء متوعدا نبيناو مطالبا اياه بدينه –صرخ نبينا بالفاروق وطلب منه الصمت لان اليهودي دائن للنبي وكان على الفاروق ان يسارع الى دفع الدين وتهدئة نفس صاحب الحق —هذا هو محمد الذي خلع عباءته ليجلس عليها رهبان اتوا لتحيته في المسجد-- فكيف لا تبنى حضارة والحاكم فرد يرتقي بالانسانية مسلكا ونورا ولو سافرنا الى مجلس حكم الدولة لرأينا الكبير والصغير -الفقير والغني -الصعلوك وصاحب المقام كلهم متساوون في الجدل والرأي-- والشورى بينهم اساس حكمهم وطبعا صاحب العقل الارجح للمسألة الدنيوية يبقى هوالسائد في رأي تلك المسألة - ولنترك مجلس الحكم قليلاولندخل بيت النبي ص- فنجده منزلا متواضعا يسوده سلوكا من الرحمة والشفافية فصاحب الدار هو نبي وانسان وحاكم وزوج يعمل بيده ويأكل طعامه كباقي البشر وفي مواقيت للصحة هي اساسا --فنراه عليه افضل الصلاة يتناول طعام العشاء باكرا بعد صلاة المغرب اما طعام الافطار فيكون بعد عودته من صلاة الفجر ثم يدخل الى قيلولة بسيطة وبعدها يبدأ عمل النهار في تلبية متطلبات منزله ومستلزمات الرعية وغير ذلك من امور واذا اردنا الوقوف على بعض الجوانب العائلية والانسانية وكيفية التعامل مع زوجاته لوجدنا المودة والعدل واللين والرأفة والرحمة في العلاقة كما لوجدناه يبكي ابنه ابراهيم ولوجدناه ايضا امينا اميا حكيما شفيعا لامته –يتسول من رب العباد الرحمة لامته -- يارب امتي ياالله اوصيك بامتي –لبيك يامحمد كيف تخاف عليها وهي بين رحمتي وشفاعتك –يا الله هذا هو رب العالمين وهذا هو محمد سيد الاكوان وها هي الارض تخاطب السماء وتقول : اصمتي لقد ولد محمد على ارضي فالان انا افضل منك –ولد سيد الهدى وولد معه نور ا من الضياء وولدت حضارة اساسها الحكمة والموعظة الحسنة برحمة وحسن في الجدل الفكري ولد خاتم الانبياء ليبني دولة الانسان والدين دولة مدنية فاقت الدنيا بالخير الاقتصادي والاجتماعي والعلمي حتى اتى زماننا والدين لعبة ومصلحة نغني ونحتفي ونفتري ونبيع ونشتري باقوال الله كما نشاء فاين انتم من محمد –فلا يكفي ان تحيا ذكرى ولادته وانتم خلعتم حياته من قلوبكم – فليكن نبينا قدوة حسنة لنا في كل حركة في دنيانا كما قال الله ولتكن صورته منهجا في حياتنا هذا هو الاحتفال الحقيقي لمولده وكل عام والبشر اجمع بخير والصلاة والسلام على خير الانام-----------المحامية رسمية رفيق طه---------
لحظات حاسمة
المباراة النهائية كانت صعبة جداً، الشد العصبي كان واضحا، بقيت النتيجة سلبية، الوقت بدل الضائع شارف على الإنتهاء، في الهجمة الأخيرة كنت أمرر كرة عرضية إلى مهاجمنا الخطر، تعرض للدفع فصفر الحكم وأشار إلى علامة الجزاء، هدير الجمهور في تلك اللحظة كان يصم الأذان ونحن اللاعبين كنا نطير من الفرح، أنا من سينفذ الركلة، الموقف مخيف، ضغط هائل، الأنفاس تحتبس، تعب مشوار البطولة يتوقف على نجاحي في التسجيل، الحارس العملاق كان يرمقني بنظرة تحدي، سيمزقني الجمهور إن فشلت، لن يرحمني الإعلام الرياضي، في تلك اللحظات كنت اتصور فرحة الأطفال والشباب والوطن، الآن أفرحهم أو أحزنهم، قررت التسديد على يسار الحارس الذي كانت نظراته ثاقبة إلى عيوني، تقدمت وسددت الكرة بقوة، هي في الطريق، هو يقفز في نفس إتجاه الكرة، يا الله، الكرة تسبقه وترتطم بباطن القائم وترتد إلى القائم الآخر ثم تتوقف على خط المرمى، هو ينهض للإمساك بها وأنا اسرع لإكمالها، سباق محموم، الفرملة التي عملتها كانت هي الحاسمة ودخلت مع الكره في الشباك، كل الفريق بعد ذلك كان فوقي، الهتاف في المدرجات والبيوت والساحات كان يشق عنان السماء، بعد نصف دقيقة كان الصمت المطبق يخيم على كل مكان، لم يحتسب الحكم الهدف، الوقت أنتهى بعد تنفيذ الركلة مباشرة ولا يسمح بالتسديد ثانية.
أكرم الطيب.
أعلى...أعلى الموجِ المُحنَّطِ ... بين شفتي دجلة
هسهساتٌ خابوريةٌ حاسراتُ الإنتماء للزابينِ...
لاتدغدغُ..
نوايا البوحِ المُتوَحِّدِ..أبداً.
في........... لوعةِ الظَّمأ الفراتي..
............................../ في أيِّ وجهٍ لاتصادفُ شكوى بلا مراكب....!!؟
..فالرُّقُم العذراءُ السابحاتُ في ... محيطِ لوعةِ الجنائن المعلقة
....لا تبتسمُ
لأحرُفِ العجز...؟
...و...
إنتفاضةُ سِراجِ الجَّمرِ المُعاقِرِ سِرّاً
....................................... تامورَ سرائرِ سُرَّ مَن رأى
جامحةُ الصهيلِ في
.............................. صباحاتِ النبوءةِ العرجاءِ الرؤى..
كفى الغدَ هذرٌ ..
فقد أحجمَ الأمس المُتلأليءِ الترادفات..
عن طَرْقِ أسوارِ الشّهقةِ الهُوريةِ المختطَفة
........................................... من مشاحيفِها في وضحِ النهار
فتدثَّرتْ
بحَميمِ الدموعِ البَرْدِيَّةِ على
................................................ نِياطِ ضفافِ حَدَقاتِ القَصَب
و
............................................. ـ صَهٍ ـ ..
كان .. كلُّ شيءٍ
ولا ..................................................................... شيءَ
.... وغاباتُ أوهام..
............... لاتحلِّقُ فيها سوى ................................ الأحلام
................. بريشِ صَريرِ كَمَهِ
................................. الصّراطِ المستقيمِ ..!!
يتساحقُ صخبُ خوائهِ في
................جَفنِ جِبايِشِ العِناقِ الزَّبَدي..
............................................................/ أمحضُ أمان....؟؟؟
ويرتعشُ
بأسرارِ الخَلق الباردِ............................................. الباردِ القُبَل
........................................ ــ ثِبْ إليهم...أو... ــ
نَفْثةُ الدُّجى
..................... في فرجِ المحّاراتِ الراحلةِ صوبَ
........................................................ صقيعِ الدفءِ..المستوطِنِ
............................................................... أحضانَ الوداعِ الأزلي
لا تُسَمّي
إبتساماتِ تُخومِِ الرغبة.. ( اللّحظةُ تفرُّ من مداراتِ الواقعِ الوحيد )
حَسيسُ الخطوةِ
يتبدَّدُ في
................... أنفاسِ الفَوانِسِ المَعشِيَّةِ الذاكرةِ
.................................................... المُندَلقَةِ
..................................................... على أرصفةِ
...................................................... الأسئلةِ الحافيةِ القلب..
...... ثـَـ [ هناك عمر.. أو تراكماتٌ صَدَفِيَّة للأين..] ــمَّةَ بصيصٌ
................................................................... ومساحاتٌ
زمانيةٌ لانهائيةُ الإعتجاف
لتقاطُعِ الإلتفاتاتِ الدائريةِ في مخدعِ الحصادِ المُر
......................................................... لِما هو كائن..
.............................................................. ما كان..
.............................................................. سـ( تحتاجُ تحقيقاً )
.. الابوابُ حجرية
لاترتعشُ
لإستجداءاتِ العَطَب .... لا ( أجل ) غصنَ هوى
...................................................... يتعرّى مِن براعُمِ جُذامِه..
والجداولُ الكَوثريةُ النَّجيع
تشُقُّ
منافذَ الأنفاس..... لكنَّها
....................... ناضبةُ السُّلالة ...... لعلَّها / وأيضاً
.. ــ قال .. / فهتفَ العالمُ وروداً.. ( غيرُ محقَّق ).. ــ
تسألُ
عن معانيَ الغاياتِ المرسومةِ بغريزيةٍ مؤمَّرَةٍ على
........................................................... خَلجاتِ الأغوارِ
........................................................... البيضاءِ الذاكرة
.... لا .. و .................. لعلَّ .......
فالإستظلالُ بريشِ الآمال
إعترافٌ
بهزيمةِ القُدرةِ المتجرِّدة... من كُلِّ وَحي..
.. ــ قالت ../ فأشرقَ الصليبُ اشواكاً ( محقَّقٌ من قِبَلِ اكثرِ من ومَرجع) ــ
فهَلاّ.............تنتمي
الملامحُ المرقَّعَةُ الأُلفة
لأسمالِ الأسماءِ الممنوعةِ من الصّرف.....
لا.. و ...................... لا لعلَّ .....
فالأيضاً
تصطدمُ
بواقعِ القُوَّةِ المَفتولةِ الـ(هُم)
..................................( عتمةٌ تنتظرُ مَن يفكُّ شيفرةَ بَكارتِها )
فأنَّى يكونُ الإعتراضُ المُحرَّم .... !؟؟
فلاشيءَ
يعني وجوداً يستفهمُ عن الرغباتِ البريئةِ الشكوى
والرعشةُ .... حقيقةٌ عمياء....
........................................../ تلك حاضريةُ التَّمنياتِ الأولى
........................................... لا تَنقبِرُ
............................................ في أرمدةِ الهزائمِ
........................................... المُتَجدِّدةِ العَنقاء...
........... و أنا
لم ارتدِ لَعنَتي
بلِ ارتدني..
سـ( تحتا....
سَـيــَـــ( تحـ......
ســــــــــــــيكونُ...... يكو...
..هديرُ طوفانِ الحريقِ في ملكوتِ الهشيم ......... يفتح شبابيكَ صرخةِ الميلاد....
..........................................................................................نُ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش :
ـ الخابور والزابين ( الزاب الاعلى والأسفل ) من روافد نهر دجلة يصبان فيه في المنطقة الشمالية من العراق
ـ الجنائن المعلقة : معروفة في الحضارة البابلية الثانية ( الكلدية )
ـ القصب والبردي من نباتات الأهوار وقد ارتبطا بالميثولوجيا العراقية القديمة منذ فجر التاريخ ( الفترة السومرية )
ـ الرُّقُم : جمع رقيم ، وهي قطعة طينية مستعرضة كان السومريون يكتبون عليها مدوناتهم ثم يفخرونها في النار كل تتماسك وتتصلب فلا تتفت او تتكسر بمرور الزمن
ـ التامور : دم القلب
ـ سرَّ من رأى : مدينة سامراء
ـ المشاحيف : جمع مشحوف ، زورق صغير يستخدمهم سكان الاهوار في تنقلاتهم
ـ الجبايش : جمع كلمة جبيشة التي هي جزيرة صناعية تسبح على صفحة ماء الهور تم التحضير لها بعناية وكونت من طبقات الطمي والقصب والبردي التي تتم تكديسها فوق بعضها حتى تصبح مثلها كمثل جزيرة عائمة يمكن أن تبنى عليها ديار القصب وغيرها
ـ القوسان الأخيران في نهايى النص مبتوران لدلالة مقصودة
اللوحة السوداء
لو شاء رسام بارع لأن يبدع في رسم هذا المجتمع لأستعمل الألوان الداكنة و اللون الأسود في تعبيره و لو أراد رجل دين أن يؤبن ميتا و ينحبه لنحب أوضاعنا و ما أصبحنا عليه اليوم،و ما من عاقل راض عما نحن عليه من فساد و انحلال و سوء للأخلاق.
لقد كنا في زمن غير بعيد نشيد المدارس و الجامعات لتكون منابر للعلم فسميناها حرما لما تظهره و تبديه من عفاف عن انحطاط الفكر و سوقية التفكير وظلام الأفكار و ها اذ بنا اليوم نعلب الفسق و الجاهلية و نصدرها الى خارج هذه البنايات فصارت النخبة منا و المثقفين منحلين فاسدين فما بالك بالذي لم يصل الى هذه المرحلة من التعلم بعد.
حتى العلماء منا و ذوي العقول النيرة أصابهم البكم و السكون يظنون أنهم بعيدون كل البعد عن هذه النار ناسين أو متناسين أن هذه النار لما أضرمت أخذت الأخضر و اليابس منا لم تستثني منا أحدا .
فلتبكي علينا البواكي اذن و لتنوح علينا النائحات الا رحمة من ربك الذي ان قال لشيء كن فيكون،فهذا الفساد الذي يدنسنا لا يطمس و لا يمحى الا بلمسة ربانية لينقلب الوضع الى ضده بعد أن وصل الى حده.
فالذي نراه اليوم لا يبشر بخير فكيف لا و الذي يربي هذا المجتمع و أساس في تربيته غير خلوق على قول الشاعر حافظ ابراهيم:
الأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
فالمرأة هي أساس المجتمع فبيدها صلاحه أو فساده،وللأسف فالملاحظ من لباسهن الكاسي العاري و من طريقة تفكيرهن لدليل قاطع على أن هذا المجتمع سيطول فيما هو فيه و لا من أحد يمكنه كبح سقوطه الى غيابات الجهل.
غربت علينا الشمس منذ زمن و أحاط بنا الدجى من كل جانب فصرنا هائمين في ظلمة نحن صانعوها فغضب علينا الرب لفسادنا على هذه الأرض بعدما أصلحت من قبل،فابشروا بالعمى و بطول الليالي و بحمم كنتم أنتم من أوقد بركانها.
زخات شوق ،،،
غااااااليتي (،،،،،،،،،،) من غيرك حرك سكون وجداني واغيظ احساسيسي السجينه ،،في ذات امسيه شتويه دافئة ،،فاستبحتي الدخول الي قلبي كدخول السكين عندما تقطع البرتقاله ،،وكم انتي اجمل منها ،،اتزكري حبيبتي تفاصيل تلك الليله العمر ،،كل من يحدق في الاخر ويتلاشي فيه بصمت ،،رهيب دون كلام ،،تخاطبت اعيننا ،،قبل الشفاه ،،فشكرا لتلك الليله وشكرا جميلا لك ،،ولثورة عنفوانك الشديد،،تجاه عواطفي ،،ومشاعري وشكرا لعبق انوثتك الجاذب ،،وشكرا لوجهك الطفولي اذوب فيه حتي الثمالة ،،،،اريدك امراة مجنونه تلفظ أنفاسها فتسكر جسدي كله ،،تقتلني في كل الاوقات تاسرني بعينيها الاف المرات ،،تسكن جسدي تسقط كل نساء الارض عن ناظري ،،انتي الانثي المشحونه طفولة المجنونه بداء الحب ،،وفخرا لي ان استلقي في سرير صدرك ،،،لاصاب بفيروس العدوي فاصبح رجل مجنون بانثي مجنونه حتي الثماله انه انا رجل لا يعرف غير الانثي الطفله المجنونه لانك لي او بعضي من كلي لا يفترق شي عندي ،،لكن الايام الخالدة بيننا ستفصح لكي عن مدي حبي وجنوني وتعلقي بك ،رغم انتقاضاتي ورغم مثالبي ولتستقر دفاتري وحقائبي ابديه مرسومه في قاربي وفي وجنتيك تستريح مأربي من السفر ،،حبيييييبتي ،،،فاتحة الحديث وختامه اليك لغة ابحث عنها في فداحة المساءات الرتيبه وانكسارات نسائمه الموبوءه بحياة المعاني ،،امام جنون انوثتك الفاتك بطقوس المجالات المهيبه ،،المنزر باطلاق حمائم الرغبه الحميمه فمن اي نصل امسك بنوارس وقتك. ،ولاي البيارق اعلن حروقي ،،علي اقتيال المطلق في حضرة جلالك ،،وبأي القصائد اعزف لحنا سماويا يضئ الخطي لطلاقة وجهك الملائكي ،،،وبهجة فراشاتك الحميمه اسميك نهارا ونجما ياااااااا صاوية للسري في عماء نزف ضارب على قلوب العاشقين اسميك افقا ارجوانيا مدا بجروحي النافره خارج الازمنه ،،اسميك (،،،،،، ،،،) وهذي الاخيره تقطرا سحرا وتحمل همس الشوق ،،ينئي بعيدا كطيف عجول ،،وتغدو طريقا ارجوانيا عليه ارابط واعبث بالفصول ،،،في هذه الليله بالذات ساقتني زكريات مترعات حالمات سابحات علي قوارب الشوق المعباء بالرضي تمضي علي بحور التسامح والتصالح ،،،لقد قبلتك سيدتي والقلب قد قبل الهوي العزري وبه من التالق ما يفيض ويكثر ،،قبلتك رائعه دون التعمق في مداك ،،وكيف يرفض القلب انيس الذات وكيف يمل القلب قلبك الصبور صبر اشجار التبلدي حين يضربها الجفاف ترمي باوراق العطاء لكنها في دواخلها تعيش على الامل ،،والزاد روحا للبقاء ،،، غاليتي ،،هذي سنين قد مضت ،،وانا قد طويت الماضي الحاضر بكل دوزنات المحب ،،،الي الغد المشرق ،،وباذن من خلق السماوات ودس في الارض الثمر سأكون لكي وحدك رجلا يعيش علي الحب الخلود ومن اجل ان يبقي التواصل ،،رسم مدارنا ،،ولنا لقاء في ظل بيتنا السعيد ،،،حبي ،،هانذا استتيب القلب من هواك فيأبي ان يخرج عن مدارك كانه اختار البقاء الابدي بقرب العطر والالق والاشراق وقد اخترتك عطرا خاااااصا ،،مثلما اخترنا سويا عطرنا ذات مساء (اتزكري ) ،،واصبحتي انتي العطر فهذا المكتوب عطرا منك اليك فهل تقبلين ،،
،،،كريم الشيخ،،
الطائفيه تعني العنصريه ... بقلم : ماجد جاغوب
الاعمى لا يحتاج النور والاطرش لا فرق عنده بين الهدوء او الضجيج او الموسيقى والاخرس لسانه في اجازة ابديه والاموات لا يلزمهم طعام ولا شراب ولا هواء والأمي لا يلزمه الكتاب والدفتر والقلم والغبي لا يكترث بالحقيقه والمجنون يعتقد انه العاقل الوحيد في مجتمع مجانين
ومن كان بلا مبادىء انسانيه اخلاقيه وعقله طبل اجوف واذنيه ممر للتفاهات لنقلها بلسانه وجاهل طائش احمق اداة سهله للانجرار خلف اي فكره وان كان التوجيه والتوجه سلبيا كان البسطاء وقود لاي مشروع وهم في الاساس مجردين من الحقوق الانسانيه ولن يخسروا الكثير فهم غرباء وبلا كرامة في اوطانهم
وينسى بعض العقلاء ان الاعلام تحت سيطرة الاقوياء الاثرياء ويستخدم للتعبئة والشحن بالشكل الذي يخدم مصلحة الاقوياء وليس الضعفاء والانسانية كانت في الاصل تعاني من مرض الحول ولكن بسبب تقدم العمر في هبوط الاخلاق الانسانيه اشتد المرض حتى صارت العيون لا تشاهد شيئا من الحقيقه لانها اقتربت من مؤخرة الرؤوس الفارغه الا من التفاهة والنفوس المريضه بالحقد
وفي عالم الكذب والدجل والنفاق والتدليس وتحريف او قلب الحقائق ان لزم الامر تم تصنيع ثقافة تقبل السم بالدسم والدفاع عن نقاءه وجدواه وليس من الصعب على من تجرع السم بالدسم وبقي هيكل مخلوق بشري ان بتجرع السم بلا دسم وان توافرت الظروف لا مانع من اضافة بعض الدسم ثانية الى السم لتدمير ما تبقى من عقول ونفوس ولبناء ثقافة متواصله للاجيال بين فيلم امريكي ومسلسل تركي وهز الوسط والمطبخ او دجل وفبركة وتخريب كما بعض الفضائيات المنتشره والناعقة بالعربيه ومعها الصحافة المريضه ومواقع التواصل التي تستخدم مواقع تفاصل لاذكاء نار الفتنه
ومن يشعل غابة لكي يتلذذ بالشواء او ينعم بالدفء وهو وسط غابة جافه فمصيره محتوم وهو ان يموت محترقا وليس مشويا لان الحقد هو المسيطر واعمى البصيرة باغلاق كل منافذ العقل للتفكير السليم ولو حاول اي عاقل ان يفصل بين كلاب او حمير متقاتله فانه لوضربها بالعصي او الجنازير او السكاكين لن تشعر لانها خارج الواقع وهمها الوحيد هو الاستمرار في ارض المعركه وان كانت الفتنة محرقة الانسانيه والعنصرية بكل تفرعاتها وتجسيداتها وانعكاساتها وافرازاتها مدمرة للجميع ولكن مع الاسف ان تجد مع الشعور بالصدمه الطبيب والراعي والمحامي حوارهم عنصري الجوهر
بعض سطور روايتي
لا أحد یحتاجك أكثر مني في ھذا الوقت العصیب ، عندما كان حواري معك فكرت بشيء لكي أسعدك بھ ،فقلت في نفسي لما لا أھدیك قلبي ، لكن الآن عرفت أن قلبي كان و لا زال بیتك الوحید ، فما فائدة بیت غیر آھل بالسكان ، لا تصبح لھ أدنى فائدة بل یصبح ملجأ للأشباح ، فیخیف كل من یقترب إلیھ أو یمر من قربھ ، فترى الناس تبتعد من حولھ و لا تقترب إلیھ و لا تتحدث حتى علیھ ، بل تحاول في الأخیر تھدیمھ ، فأرجوك أن تعودي حتى في أحلامي لكي لا یھدم قلبي. إني الآن بعدما أن انقطع تیار أحلامي حین فراقك ، أنا في حیاة أسمیھا غرفة الإنعاش لأنھا لا تملك إلا شمعة واحدة تؤنسني حتى أن یأتي تیار أحلامي ، فماذا لو انجلت الشمعة قبل قدومك ، لھذا أنا أنجلي مع إنجلاء الشمعة ، فلا تطیلي غیابك
عني أكثر فإني ما عدت أقوى.أمیرتي لیس ھنالك فرق بین الموت و فراقك ، فلقد إزداد شوقي لك ، و إنھ لا یعرف الشوق إلا من یكابده ، إن فراقك یذیب حتى الحدید فكیف بقلب من لحم و لیس من حدید ، برحیلك أغلقت في وجھي كل أبواب أحلامي قلبي و فتح باب قبري.
أحاول في كل لیلة إختراع حلم من أوھامي تختلط فیھ آمالي ، لكن لا أستطیع رغم أني كنت أحیانا أمزج أمنیاتي بأحلام و أسھر معھا كل لیلة ، لكن ھذا یستحیل معك، ھل یا ترى حرمتني من وجھك حتى في أحلامي، لقد صرت أسیرا لدى الأرق ،ھل حرمتني حتى من نعاسي ، و لماذا ھذا كلھ....بسببك صرت أتذلل لدى الزمان لكي یعید لقاؤنا ، لكن لا یوجد شيء أكثر انضباطا من الزمن لھذا مھما تذللت لھ لن أنال مناي ، ما أخشاه أن حبي لك سیفني عمريبسرعة ، لأني بغیابك سوف أصبح منافسا للزمن أحاول تخطیھ و لقاؤك ، أما الزمن فكل یوم سمھ ینتشر في جزء من جسمي ، إلى أن أجد نفسي مشلولا ثم مقتولا ، ساكنا في غرفة مظلمة وحیدا بعد أن سكنت الدنیا وحیدا ، إذن فدنیاي مندونك مثل قبري ، أما إن كنت معي دنیاي و كتب علي القضاء بالممات فھذا لا یشقیني لأني ادخرت زادا كبیرا من عشرتك أجده في وحدتي .
لقد كان الخیار خیاري بان لا أھوى سواك ، حتى لو لم أبح لك ما كنت أود أن
تعرفیھ ، لكن للصبر حدود فالآن أنا أفجر أقوالي في ھذا الكتاب كما تنفجر البراكین فأنا الآن لا أقوى على الكتمان ، أو أنا الآن كالطفل الصغیر الذي إن أخطأ یأخذ كلمن أمامھ في توبیخھ أو ربما ضربھ ، یكتم دموعھ فترة من الزمن فإن كثر علیھالعتاب انفجر بالبكاء حیث أنك لا تستطیع أن تستوقف بكاؤه إلا بحیلة من حیلكإعطائھ قبلة الأم أو ھدیة أو أغنیة . ھذا ھو حالي الآن ألم قلبي لا یكف عن الأنین إلا حین یراك فتعالي و كوني أنت من یسكت القلب الحزین.
یقال أن للحیاة دمعتان ، دمعة اللقاء و دمعة الفراق ، أما دمعة الفراق فأنا أنزلتھا ،
أنا أنتظرك و أنتظر رسو سفینتك على شاطيء قلبي ، فتكون دمعة التلاقي و
تبحري معي في بحر قلبي لكي تكتشفي أسراره التي كان یخبؤھا ، أو التي كان
یستحي أن یخبرك بھا نظرا لما كان من كبریاء مخزن فیھ.
من روايتي اميرتي ........عامر الجزائري
لست أنا وحدي
بل كل العرب مثلي كرهنا الوطن !!!
كرهتك أيها الوطن !!
كرهتك ولم اكره فيك أرضك او سمائك ...
كرهتك ولم اكره فيك حاراتك وأزقتك ...
كرهتك ولم أكره شوارعك وأرصفتك ..
ففي كل شبر فيها معي حكاية تخبئها الذكريات ...
كرهتك ولم أكره مدارسك وجامعاتك
ولم اكره حدائقك والملاعب ..
كرهتك أيها الوطن حينما أصبحت
شنطة دبلوماسية بيد رئيس للوزراء
يتاجر بك في المحافل الدولية ...
كرهتك حين أصبحت بدلة فاخرة على جسد وزير يلبسك لحضور إجتماعا يوقع فيه للتنازل عنك لمصلحة شخصية ...
كرهتك حين أصبحت سيارة موديل سنتها
يركبك أصحاب المنافع والسيادة..
كرهتك حينما صرت حذاءا يشتريك المسؤول من أرقى محلات نابولي ..
كرهتك حينما صرت فستانا فاخرا تلبسه
حرم الوزير في عرس إبنها لتباهي بك الحضور ...
كرهتك أيها الوطن المفقود الذي لم نعد نراه إلا في ملابسهم وسياراتهم وانواع سيجارهم ..
وأرصدة حساباتهم ..
وإتفاقيات مصالحهم ..
كرهتك أيها الوطن ...
فأين أنت أيها الوطن الذي أحببت
ألن تعود إلينا ؟؟؟
فمن لعدك أصبحنا بلا وطن ؛؛
أصبحنا عمالا في مصانعهم ..
أصبحنا حراسا في مزارعهم ..
وحمالين لشنطهم ..
وملمعين لأحذيتهم ..
وجوعى ومحتاجين نقف على أبوابهم ؛
ننتظر كرم سيادتهم ...
لكل عذا وأكثر ..
كرهتك أيها الوطن !!!!
#وجدي_البرغوثي
اعلامنا وثقافتنا/ماجد جاغوب/ اعلامنا اشاعات وتفاهات وسفاهات ومواقفنا لا تستند الى اي اساس منطقي في الفهم والتحليل واعتاد العرب على تلقف اي اشاعه تتناغم مع تمنياتهم ولهذا عندما صمت الروس لفترة من الزمن لمنح الحل السلمي واشتراك المعارضه المقبوله التي تدعي انها سلميه في حوار مع الحكومه السوريه اعتقد البعض ان الروس باعوا جلد السوري والمصيبة اننا نحلل كل الامور في العالم على قاعدة بيانات وثقافه مهترئه ونحن هواة الاشاعات التي تتلائم مع جهلنا ولو فكرنا قليلا في اعتراض امريكا وحياد اوروبا على قبول فلسطين دوله عضو مراقب والتصويت على رفع العلم الفلسطيني لادركنا انه ليس هناك اي امل في اي عداله من الجانب الامريكي والاوروبي فلسطينيا وعلى الدوام نحلل شخصية رؤساء الدول ومواقفهم من الشرق الى الغرب عاطفيا ونتداول ما يحلو لنا مع ان الاعلام نصف المعركه وحلف الناتو مسيطر على غالبية وسائل الاعلام العالميه والتي لا تعمل الا لتحقيق مصالحهم على حساب اوطاننا وارواحنا ومع الاشف شاهدت اليوم اغنيه من بعض العرب يرقصوا طربا ويصدحوا بالغناء للخاله ميركل وقد اتضحت الصوره وانجلى الضباب في التفكير الهابط عندما طلبوا من خالتهم ان تزوجهم الجميلات يعني تفكير العرب منحصر ما تحت السره والاوطان تحترق من الارهابيين وما فيش حد بيصحى بيلاقي وطن بيستناه كما قال الراحل غسان كنفاني والمعادله ان الدواعش يهدموا ويحرقوا المساجد والكنائس وعلى الجانب الاخر الصهاينه يستولوا على المسجد الاقصى المبارك والله المستعان
أنتَ اليوم حيث أوصلتك أفكارك وستكون غداً حيث تأخذك أفكارك الحكمة الشهيرة راقبْ أفكاركَ لأنها ستصبح أفعالاً، راقب أفعالكَ لأنها ستصبح عاداتٍ، راقبْ عاداتك لأنها ستصبح طِباعاً، وراقبْ طباعك لأنها ستحدد مصيرك. السؤال الجوهري هنا والذي يطرح نفسه: لماذا يخفقُ كثير من الناس في تحقيق أحلامه أو تجسيد أفكاره؟ إنها معتقداتك التي تنتهجها تجاه نفسك، والحياة، والآخرين، المعتقدات التي تحدُّ من قدراتك، المدمرة بنفس قوة المعتقدات الباعثة على القوة، حياة الإنسان لا تصنعها إلا أفكاره، "أشدّ الأضرار التي يمكن أن تصيب الإنسان هو ظنه السيئ بنفسه فالطريقة التي ترى بها المشكلة هي في حدِّ ذاتها المشكلة. تغيير النفس لا يتم إلا عندما نغير من أسلوب تفكيرنا واستدلالنا، لأن الفكر هو الذي يصنع سلوك الإنسان ويشكّل ثقافته. وما كانت عظمة الأنبياء والمصلحين إلا لعظمة أفكارهم التي أنارت للإنسانية سُبل الهداية. إن الإنسان يمكن أن يغير حياته، إذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية".
فالإحباط والاكتئاب والسعادة ليست بأشياء، بل هي توجهات عقلية ناجمة عن الصور والصوت الداخلي والأفعال التي تسيطر عليها شعورياً أو لا شعورياً.
خرائطك الذهنية يجب أن تكون نقية وصافية، قد تكون تجاربك في الماضي مريرة وفاشلة لأن حياة الإنسان عبارة عن حكاية طويلة تحدث له ليلا ونهارا منها الجيد ومنها السيئ, ولكن في نهاية الأمر لا يوجد فشل، بل خبرات ومن لا يعمل لا يفشل، ومن لا يفشل لا يمكن أن ينجح، فالفشل هو طريق النجاح، "إن الإجابة الوحيدة على الهزيمة هي الانتصار
أسعد الله صباحكم أحبتي ...
أعذروني فسوف أطيل بعض الشئ عليكم
ولكن تحملوني لأن السيل قد وصل الزبى ..
في الآونة الأخيرة ومع تفشي مشكلة إخوتنا اللاجئيين السوريين إلى دول أوروبا
لا تكاد تمضي لحظات إلا ونحن نقرأ منشورا جديدا في صفحات الصحف
والمجلات او على شاشات التلفاز
وحتى في الفيس بوك وتويتر وكلها بنفس الموضوع
(تبجيل الغرب و وطيبته وكرم أخلاقه مع اللاجئين )
حتى صارت المواضيع عبارة عن مدائح بأخلاق الغرب في الحربيين العالميتين الأولى والثانية
وعن إتفاقيات في الحروب تدعو للفخر بأخلاق الغرب
كإتفاقية إنجلترا مع ألمانيا على عدم قصف جامعات أوكسفورد و جامعة كامبريدج من قبل الألمان مقابل تعهد إنجلترا بعدم قصف جامعتي بتبجن وهميولت الألمانيتين
وكيف ان باريس إستسلمت وفتحت أبوابها للألمان دون إطلاق رصاصة حتى لا تخرب المقاومة متاحف وآثار المدينة .
والكثير الكثير من القصص التافهة التي تدعوني للتقئ من فرط سخافتها وقبحها
فكتاب هذه القصص كمن يضع صورة قبيحة جدا ورخيصة جدا في برواز من الذهب الخالص محاولا إضفاء الجمال على الصورة القبيحة
يا سادتي من قتل أكثر من عشرة ملايين شخص في الحروب
من الذين ألقوا القنبلتين النوويتين على مدينتي هيروشيما ونكازاكي ؟؟؟
من قطع رؤوس الثوار الجزائريين والليبيين ؟؟
من إستعبد أجدادنا ونهب خيرات بلادنا ولا زال يشعل فيها الفتن حتى تبقى تحت وطأة الجهل وتبقى خيراتنا تحت تصرفهم ؟؟؟
من الذي وضع القوانين العالمية واتفاقيات جنيف وعندما يتعلق الموضوع بنا يضرب بكل قوانين العالم بعرض الحائط؟؟
من .. ومن ... ومن
تعرفون قصصهم أكثر مني فلا تخفوها ...
وفي يومنا هذا
من يستقبل اللآجئيين السوريين ويوقعهم على تعهدات ستهدم كيان أسرتهم في المستقبل ؟؟؟
جائتني رسائل من مهاجرين أنهم وقعوا على تعهدات بتطبيق قوانين الغرب الإلحادية وعدم إجبار النساء والفتيات على شئ لا يرغبون به
والكثير من هذه القوانينن التي تدعوا الى تفكيك الأسر .
من يدعوا اللآجئيين كل يوم للتنصر ؟؟؟
حدثونا عن زيارات باباوات الكنيسة للآجئيين ودعوتهم للنصرانية
هذا تاريخهم الصحيح...
وهذا حاضرهم الغشاش ..
وهذه حضارتهم المزيفة..
أم نسينا ما فعل الفرنسيين من محاولات لتنصيير الجزائريين ...
للأسف أصبحنا نتغنى بهم ونشاركهم في جلد ذاتنا
نشاركهم في سب وشتم أنفسنا
نسينا ان لنا تاريخ مشرف
نسينا قادتنا العظماء
نسينا سيد الخلق وهو يشارك بحفر الخندق حول المدينة
ويحمل الطين على كتفيه ليشارك في بناء المسجد
نسينا جملته المشهورة لمن عذبوه وحاربوه وطردوه
ولما انتصر عليهم قال لهم إذهبوا فأنتم الطلقاء ولم يعاملهم بقوانين إتفتقية جنيف التي يتغنى بها الغرب وأبواقهم ..
نسينا عمر بن الخطاب الذي حمل الزاد وأشعل النار وأخذ يطبخ بيديه للعائلة الفقيرة ..
نسينا عمرو بن عبد العزيز حينما نثر القمح على سفوح الجبال حتى لا يجوع طير في بلاد المسلمين
نسينا قصصهم وبطولاتهم وما عدنا نقرا عنهم
لا نقرأ إلا ما قال هتلر ذاك الرجل مجنون غامر بحياة الملايين لاجل مرض العظمة الذي كان يلهو بحياة الملايين
نسينا أبو بكر
وعمر
وعثمان
وعلي
وعلي
ومن بعدهم من القادة العظماء
تشبثنا بحكمهم ومقولاتهم ونسينا انهم فاقدون للحكمة
فأعظم مفكر أوروبي غبي
نعم غبي
فرأس الحكمة مخافة الله
وهم لا يعرفون او حتى أنهم عرفوا الله ودينه الحق ولكنهم أنكروه ...
هي حرب على كل شئ جميل وعظيم في أمتنا وتاريخها وحاضرها ومستقبلها ونحن للأسف نشترك بهذه الحرب دون وعي منا وبكل غباء وخبل
يا سادتي من نسي تاريخه وتفاخر بتاريخ الآخرين
كان كمن نسي أباه وتفاخر بقوة جاره الجنسية ...
ومـما زادني شـرفـاً وتـيــهـاً ... وكدت بأخمصي أطأ الـثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي ... وأن صـيَّرت أحمد لي نـبيا
انا لا ادعوا للإنغلاق على الذات
بالعكس يجب الإنفتاح على الأمم وان ننهل من علمهم ولكن دون تحقير لماضينا وتاريخنا وأنفسنا ...
فالمؤمن كيس فطن
والحكمة ضالة المؤمن إن وجدها فهو أحق الناس بها
مجلة رابطة العنقاء للابداع الادبي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع