بعض سطور روايتي
لا أحد یحتاجك أكثر مني في ھذا الوقت العصیب ، عندما كان حواري معك فكرت بشيء لكي أسعدك بھ ،فقلت في نفسي لما لا أھدیك قلبي ، لكن الآن عرفت أن قلبي كان و لا زال بیتك الوحید ، فما فائدة بیت غیر آھل بالسكان ، لا تصبح لھ أدنى فائدة بل یصبح ملجأ للأشباح ، فیخیف كل من یقترب إلیھ أو یمر من قربھ ، فترى الناس تبتعد من حولھ و لا تقترب إلیھ و لا تتحدث حتى علیھ ، بل تحاول في الأخیر تھدیمھ ، فأرجوك أن تعودي حتى في أحلامي لكي لا یھدم قلبي. إني الآن بعدما أن انقطع تیار أحلامي حین فراقك ، أنا في حیاة أسمیھا غرفة الإنعاش لأنھا لا تملك إلا شمعة واحدة تؤنسني حتى أن یأتي تیار أحلامي ، فماذا لو انجلت الشمعة قبل قدومك ، لھذا أنا أنجلي مع إنجلاء الشمعة ، فلا تطیلي غیابك
عني أكثر فإني ما عدت أقوى.أمیرتي لیس ھنالك فرق بین الموت و فراقك ، فلقد إزداد شوقي لك ، و إنھ لا یعرف الشوق إلا من یكابده ، إن فراقك یذیب حتى الحدید فكیف بقلب من لحم و لیس من حدید ، برحیلك أغلقت في وجھي كل أبواب أحلامي قلبي و فتح باب قبري.
أحاول في كل لیلة إختراع حلم من أوھامي تختلط فیھ آمالي ، لكن لا أستطیع رغم أني كنت أحیانا أمزج أمنیاتي بأحلام و أسھر معھا كل لیلة ، لكن ھذا یستحیل معك، ھل یا ترى حرمتني من وجھك حتى في أحلامي، لقد صرت أسیرا لدى الأرق ،ھل حرمتني حتى من نعاسي ، و لماذا ھذا كلھ....بسببك صرت أتذلل لدى الزمان لكي یعید لقاؤنا ، لكن لا یوجد شيء أكثر انضباطا من الزمن لھذا مھما تذللت لھ لن أنال مناي ، ما أخشاه أن حبي لك سیفني عمريبسرعة ، لأني بغیابك سوف أصبح منافسا للزمن أحاول تخطیھ و لقاؤك ، أما الزمن فكل یوم سمھ ینتشر في جزء من جسمي ، إلى أن أجد نفسي مشلولا ثم مقتولا ، ساكنا في غرفة مظلمة وحیدا بعد أن سكنت الدنیا وحیدا ، إذن فدنیاي مندونك مثل قبري ، أما إن كنت معي دنیاي و كتب علي القضاء بالممات فھذا لا یشقیني لأني ادخرت زادا كبیرا من عشرتك أجده في وحدتي .
لقد كان الخیار خیاري بان لا أھوى سواك ، حتى لو لم أبح لك ما كنت أود أن
تعرفیھ ، لكن للصبر حدود فالآن أنا أفجر أقوالي في ھذا الكتاب كما تنفجر البراكین فأنا الآن لا أقوى على الكتمان ، أو أنا الآن كالطفل الصغیر الذي إن أخطأ یأخذ كلمن أمامھ في توبیخھ أو ربما ضربھ ، یكتم دموعھ فترة من الزمن فإن كثر علیھالعتاب انفجر بالبكاء حیث أنك لا تستطیع أن تستوقف بكاؤه إلا بحیلة من حیلكإعطائھ قبلة الأم أو ھدیة أو أغنیة . ھذا ھو حالي الآن ألم قلبي لا یكف عن الأنین إلا حین یراك فتعالي و كوني أنت من یسكت القلب الحزین.
یقال أن للحیاة دمعتان ، دمعة اللقاء و دمعة الفراق ، أما دمعة الفراق فأنا أنزلتھا ،
أنا أنتظرك و أنتظر رسو سفینتك على شاطيء قلبي ، فتكون دمعة التلاقي و
تبحري معي في بحر قلبي لكي تكتشفي أسراره التي كان یخبؤھا ، أو التي كان
یستحي أن یخبرك بھا نظرا لما كان من كبریاء مخزن فیھ.
من روايتي اميرتي ........عامر الجزائري