أسعد الله صباحكم أحبتي ...
أعذروني فسوف أطيل بعض الشئ عليكم
ولكن تحملوني لأن السيل قد وصل الزبى ..
في الآونة الأخيرة ومع تفشي مشكلة إخوتنا اللاجئيين السوريين إلى دول أوروبا
لا تكاد تمضي لحظات إلا ونحن نقرأ منشورا جديدا في صفحات الصحف
والمجلات او على شاشات التلفاز
وحتى في الفيس بوك وتويتر وكلها بنفس الموضوع
(تبجيل الغرب و وطيبته وكرم أخلاقه مع اللاجئين )
حتى صارت المواضيع عبارة عن مدائح بأخلاق الغرب في الحربيين العالميتين الأولى والثانية
وعن إتفاقيات في الحروب تدعو للفخر بأخلاق الغرب
كإتفاقية إنجلترا مع ألمانيا على عدم قصف جامعات أوكسفورد و جامعة كامبريدج من قبل الألمان مقابل تعهد إنجلترا بعدم قصف جامعتي بتبجن وهميولت الألمانيتين
وكيف ان باريس إستسلمت وفتحت أبوابها للألمان دون إطلاق رصاصة حتى لا تخرب المقاومة متاحف وآثار المدينة .
والكثير الكثير من القصص التافهة التي تدعوني للتقئ من فرط سخافتها وقبحها
فكتاب هذه القصص كمن يضع صورة قبيحة جدا ورخيصة جدا في برواز من الذهب الخالص محاولا إضفاء الجمال على الصورة القبيحة
يا سادتي من قتل أكثر من عشرة ملايين شخص في الحروب
من الذين ألقوا القنبلتين النوويتين على مدينتي هيروشيما ونكازاكي ؟؟؟
من قطع رؤوس الثوار الجزائريين والليبيين ؟؟
من إستعبد أجدادنا ونهب خيرات بلادنا ولا زال يشعل فيها الفتن حتى تبقى تحت وطأة الجهل وتبقى خيراتنا تحت تصرفهم ؟؟؟
من الذي وضع القوانين العالمية واتفاقيات جنيف وعندما يتعلق الموضوع بنا يضرب بكل قوانين العالم بعرض الحائط؟؟
من .. ومن ... ومن
تعرفون قصصهم أكثر مني فلا تخفوها ...
وفي يومنا هذا
من يستقبل اللآجئيين السوريين ويوقعهم على تعهدات ستهدم كيان أسرتهم في المستقبل ؟؟؟
جائتني رسائل من مهاجرين أنهم وقعوا على تعهدات بتطبيق قوانين الغرب الإلحادية وعدم إجبار النساء والفتيات على شئ لا يرغبون به
والكثير من هذه القوانينن التي تدعوا الى تفكيك الأسر .
من يدعوا اللآجئيين كل يوم للتنصر ؟؟؟
حدثونا عن زيارات باباوات الكنيسة للآجئيين ودعوتهم للنصرانية
هذا تاريخهم الصحيح...
وهذا حاضرهم الغشاش ..
وهذه حضارتهم المزيفة..
أم نسينا ما فعل الفرنسيين من محاولات لتنصيير الجزائريين ...
للأسف أصبحنا نتغنى بهم ونشاركهم في جلد ذاتنا
نشاركهم في سب وشتم أنفسنا
نسينا ان لنا تاريخ مشرف
نسينا قادتنا العظماء
نسينا سيد الخلق وهو يشارك بحفر الخندق حول المدينة
ويحمل الطين على كتفيه ليشارك في بناء المسجد
نسينا جملته المشهورة لمن عذبوه وحاربوه وطردوه
ولما انتصر عليهم قال لهم إذهبوا فأنتم الطلقاء ولم يعاملهم بقوانين إتفتقية جنيف التي يتغنى بها الغرب وأبواقهم ..
نسينا عمر بن الخطاب الذي حمل الزاد وأشعل النار وأخذ يطبخ بيديه للعائلة الفقيرة ..
نسينا عمرو بن عبد العزيز حينما نثر القمح على سفوح الجبال حتى لا يجوع طير في بلاد المسلمين
نسينا قصصهم وبطولاتهم وما عدنا نقرا عنهم
لا نقرأ إلا ما قال هتلر ذاك الرجل مجنون غامر بحياة الملايين لاجل مرض العظمة الذي كان يلهو بحياة الملايين
نسينا أبو بكر
وعمر
وعثمان
وعلي
وعلي
ومن بعدهم من القادة العظماء
تشبثنا بحكمهم ومقولاتهم ونسينا انهم فاقدون للحكمة
فأعظم مفكر أوروبي غبي
نعم غبي
فرأس الحكمة مخافة الله
وهم لا يعرفون او حتى أنهم عرفوا الله ودينه الحق ولكنهم أنكروه ...
هي حرب على كل شئ جميل وعظيم في أمتنا وتاريخها وحاضرها ومستقبلها ونحن للأسف نشترك بهذه الحرب دون وعي منا وبكل غباء وخبل
يا سادتي من نسي تاريخه وتفاخر بتاريخ الآخرين
كان كمن نسي أباه وتفاخر بقوة جاره الجنسية ...
ومـما زادني شـرفـاً وتـيــهـاً ... وكدت بأخمصي أطأ الـثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي ... وأن صـيَّرت أحمد لي نـبيا
انا لا ادعوا للإنغلاق على الذات
بالعكس يجب الإنفتاح على الأمم وان ننهل من علمهم ولكن دون تحقير لماضينا وتاريخنا وأنفسنا ...
فالمؤمن كيس فطن
والحكمة ضالة المؤمن إن وجدها فهو أحق الناس بها