سؤال وجواب

edit

خوف اليهود لنشر البروتوكولات و أثر ذلك:

وقع الكتاب في يد نيلوس سنة 1901م، وطبع منه نسخ قليلة لأول مرة بالروسية سنة 1902م فافتضحت نيات اليهود الإجرامية, وجن جنونهم خوفا وفزعا, و عمت المذابح ضدهم في روسيا حتى لقد قتل منهم نحو عشرة آلاف. فقام زعيمهم الكبير تيودور هرتزل أبو الصهيونية في العصر الحديث يلطم و يصرخ لهذه الفضيحة، و أصدر عدة نشرات يعلن فيها انه قد سرقت من (قدس الأقداس) بعض الوثائق السرية التي قصد إخفاؤها على غير أصحابها ولو كانوا من أعاظم اليهود، وهب اليهود في كل مكان يعلنون أن البروتوكولات ليست من عملهم، لكنها مزيفة عليهم، و أستقتل اليهود في الدفاع عن أنفسهم و سمعتهم المهتوكة. وجدوا في إخفاء فضيحتهم أو حصرها في أضيق نطاق, فأقبلوا يشترون نسخ الكتاب من الأسواق بأي ثمن, و لكنهم عجزوا.و استعانوا بذهبهم و نسائهم و تهديداتهم و نفوذ هيئاتهم و زعمائهم في سائر الأقطار الأوربية لا سيما بريطانيا لكي تضغط على روسيا دبلوماسيا، لإيقاف الذابح و مصادرة نسخ الكتاب علنيا, وتم لهم ذلك بعد جهود جبارة. لكن نيلوس أعاد نشر الكتاب مع مقدمة و تعقيب بقلمه سنة 1905م، و نفدت هذه الطبعة بسرعة غريبة بوسائل خفية. و لما طبع سنة 1917م صادرة البلاشفة الشيوعيون الذين استطاعوا في تلك السنة تدمير القيصرية، والقبض على أزمة الحكم في روسيا، وكان معظمهم من اليهود الصرحاء أو المستورين أو من صنائعهم، ثم اختفت البروتوكولات من روسيا حتى الآن. و في سنة 1919م ترجم الكتاب إلى الألمانية, و نشر في برلين. ثم توقف طبعة بعد أن جمعت أكثر نسخة، وكان هذا مظهر من مظاهر نفوذ اليهودية في ألمانيا، قبل انتصارها عليها بعد الحرب العالمية الأولى. و مع محاولات اليهود الجبارة في إخفاء أمر البروتوكولات عن العيون انتشرت تراجمها بلغات مختلفة في فرنسا و إيطاليا و بولونيا و بأمريكا عقب الحرب، ولكن سرعان ما كانت تختفي دائما من المكتبات بأساليب محيرة حيثما سطعت في الظهور. و قد ازدادت هذه المعارك حول البروتوكولات عنفا خلال الحرب العالمية الثانية، عندما حاول اليهود جهدهم لتسخير بريطانيا لاقامة دولتهم إسرائيل و إجلاء العرب من فلسطين، مهدرين بذلك مصالح بريطانيا و سمعتها و هيبتها. و من هذه الوسائل أيضا ما تقرره بروتوكولا تهم و كتبهم المقدسة كالتهديد و الإرهاب و القتل غيلة للتخلص من كل عدو خطر. وعن هذا الطريق الرهيب اختفى أو اغتيل كثير من ذوي الأقلام الحرة الذين لم تنجح الأموال و النساء و المناصب و التهديدات في استمالتهم إلى صف اليهود، أو في وقف حملاتهم عليهم.(و أذكر هنا المفكر المسلم رجاء جارودي الذي حاربه اليهود في فرنسا و لم يحترموا شيخوخته, و الذي توقفت وسائل الإعلام العربية عن تقصي أخباره). و هؤلاء الأحرار كثيرا منهم اختفوا أو اغتيلوا أو ماتوا طبيعيا ولكن في ظروف غريبة و طرق مريبة تستعصي على الفهم. .

----------------------------------------------------

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 135 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

البروتوكول الحادى و العشرون

سأزيد الآن على ما أخبرتكم به فى اجتماعنا الأخير، و أمدكم بشرح مفصل للقروض الداخلية. غير أنى لن أناقش القروض الخارجية بعد الآن، لأنها ملأت خزائننا بالأموال الأمميية، و كذلك لأن حكومتنا العالمية لن يكون لها جيران أجانب تستطيع أن تقترض منهم مالاً.

لقد استغللنا فساد الإداريين و إهمال الحاكمين الأمميين لكى نجنى ضعفى المال الذى قدمناه قرضاً الى حكوماتهم أو نجنى ثلاثة أضعافه، مع أنها لم تكن فى الحقيقة بحاجة إليه قط. فمن ذا الذى يستطيع أن يفعل هذا معنا، كما فعلناه معهم ؟ و لذلك لن أخوض إلا فى مسألة القروض الداخلية فحسب. حين تعلن الحكومة إصدار قرض كهذا تفتح اكتتاباً لسنداتها. و هى تصدرها مخفضة ذات قيم صغيرة جداً، كى يكون فى استطاعة كل إنسان أن يسهم فيها. و المكتتبون الأوائل يسمح لهم أن يشتروها بأقل من قيمتها الاسمية. و فى اليوم التالى يرفع سعرها، كى يظن أن كل إنسان حريص على شرائها.

و فى خلال أيام قليلة تمتلئ خزائن بيت مال الدولة Exchequer بكل المال الذى اكتتب به زيادة على الحد. (فلم الاستمرار فى قبول المال لقرض فوق ما هو مكتتب به زيادة على الحد ؟). إن الاكتتاب بلا ريب يزيد زيادة لها اعتبارها على المال المطلوب، و فى هذا يكمن كل الأثر و السر، فالشعب يثق بالحكومة ثقة أكيدة ((يجب أن يتأمل القارىء لكى يفهم ما تنطوى عليه هذه الخطة الخبيثة التى لا يتفتق عنها إلا عقل قد بلغ قمة العنف و الدهاء و اللؤم فالمعنى أن الأساس فى رفع سعر الأسهم بعد هبوطها هو التلاعب بالمكتتبين و استغفالهم بالربح الحرام، و ليس هو مراعاة قيمة الأسهم الحقيقية، و مثل ذلك ألاعيب اليهود فى المصافق (البورصات) الآن)).

و لكن حينما تنتهى المهزلة تظهر حقيقة الدين الكبير جداً، و تضطر الحكومة، من أجل دفع فائدة هذا الدين، الى الالتجاء الى قرض جديد هو بدوره لا يلغى دين الدولة، بل إنما يضيف إليه دينا آخر. و عندما تنفذ طاقة الحكومة على الاقتراض يتحتم عليها أن تدفع الفائدة عن القروض بفرض ضرائب جديدة، و هذه الضرائب ليست إلا ديوناً مقترضة لتغطية ديون أخرى.

ثم تأتى فترة تحويلات الديون، و لكن هذه التحويلات إنما تقلل قيمة الفائدة فحسب، و لا تلغى الدين و لذلك لا يمكن أن تتم إلا بموافقة أصحاب الديون. و حين تعلن هذه التحويلات يعطى الدائنون الحق فى قبولها أو فى استرداد أموالهم إذا لم يرغبوا فى قبول التحويلات، فإذا طالب كل إنسان برد ماله فستكون الحكومة قد اصطيدت بطعمها الذى أرادت الصيد به، و لن تكون فى مقام يمكنها من إرجاع المال كله.

و رعايا الحكومات الأممية - لحسن الحظ - لا يفهمون كثيراً فى الماليات، و كانوا دائماً يفضلون معاناة هبوط قيمة ضماناتهم و تأميناتهم و إنقاص الفوائد بالمخاطرة فى عملية مالية أخرى لاستثمار المال من جديد، و هكذا طالما منحوا حكوماتهم الفرصة للتخلص من دين ربما ارتفع الى عدة ملايين.

إن الأمميين لن يجرءوا على فعل شىء كهذا، عالمين حق العلم أننا - فى مثل هذا الحال - سنطلب كل أموالنا.

بمثل هذا العمل ستعترف الحكومة اعترافاً صريحاً بإفلاسها الذاتى، مما سيبين للشعب تبييناً واضحاً أن مصالحه الذاتية لا تتمشى بعامة مع مصالح حكومته. و إنى أوجه التفاتكم توجيهاً خاصاً الى هذه الحقيقة، كما أوجه كذلك الى ما يلى: إن كل القروض الداخلية موحدة بما يسمى القروض الوقتية: و هى تدعى الديون ذات الأجل القصير، و هذه الديون تتكون من المال المودع فى بنوك الدولة أو بنوك الادخار.

هذا المال الموضوع تحت تصرف الحكومة لمدة طويلة يستغل فى دفع فوائد القروض العرضية، و تضع الحكومة بدل المال مقداراً مساوياً له من ضماناتها الخاصة فى هذه البنوك، و إن هذه الضمانات من الدولة تغطى كل مقادير النقص فى خزائن الدولة عن الأمميين (غير اليهود).

و حينما يلى ملكنا العرش على العالم أجمع ستختفى كل هذه العمليات المالية الماكرة، و سندمر سوق سندات الديون الحكومية العامة، لأننا لن نسمح بأن تتأجج كرامتنا حسب الصعود و الهبوط فى أرصدتنا التى سيقرر القانون قيمتها بالقيمة الاسمية من غير إمكان تقلب السعر. فالصعود يسبب الهبوط، و نحن قد بدأنا بالصعود لإزالة الثقة بسندات الديون الحكومية العامة للأمميين.

فى مصافق (بورصات) الأوراق المالية Stock Exchanges منظمات حكومية ضخمة سيكون من واجبها فرض ضرائب على المشروعات التجارية بحسب ما تراه الحكومة مناسباً. و إن هذه المؤسسات ستكون فى مقام يمكنها من أن تطرح فى السوق ما قيمته ملايين من الأسهم التجارية، أو أن تشتريها هى ذاتها فى اليوم نفسه. و هكذا ستكون كل المشروعات التجارية معتمدة علينا. و أنتم تستطيعون أن تتصوروا أى قوة هكذا ستصير عند ذلك.

 

البروتوكول الثانى والعشرون

حاولت فى كل ما أخبرتكم به حتى الآن أن أعطيكم صورة صادقة لسر الأحداث الحاضرة، و كذلك سر الأحداث الماضية التى تتدفق فى نهر القدر، و ستظهر نتيجتها فى المستقبل القريب، و قد بينت لكم خططنا السرية التى نعامل بها الأمميين (غير اليهود) و كذلك سياستنا المالية، و ليس لى أن أضيف إلا كلمات قليلة فحسب.

فى أيدينا تتركز أعظم قوة فى الأيام الحاضرة، و أعنى بها الذهب. ففى خلال يومين نستطيع أن نسحب اى مقدار منه من حجرات كنزنا السرية.

أفلا يزال ضرورياً لنا بعد ذلك أن نبرهن على أن حكمنا هو إرادة الله ؟ هل يمكن - و لنا كل هذه الخيرات الضخمة - أن نعجز بعد ذلك عن إثبات أن كل الذهب الذى ظللنا نكدسه خلال قرون كثيرة جداً لن يساعدنا فى غرضنا الصحيح للخير, اى لإعادة النظام تحت حكمنا ؟

إن هذا قد يستلزم مقدراً معيناً من العنف، و لكن هذا النظام سيستقر أخيراً، و سنبرهن على أننا المتفضلون الذين أعادوا السلام المفقود و الحرية الضائعة للعالم المكروب، و سوف نمنح للعالم الفرصة لهذا السلام و هذه الحرية، و لكن فى حالة واحدة ليس غيرها على التأكيد - أى حين يعتصم العالم بقوانيننا اعتصاماً صارماً. و فوق ذلك سنجعل واضحاً لكل انسان أن الحرية لا تقوم على التحلل و الفساد أو على حق الناس فى عمل ما يسرهم عمله، و كذلك مقام الانسان و قوته لا يعطيانه الحق فى نشر المبادىء الهدامة Destructive Principles كحرية العقيدة و المساومة و نحوها من الأفكار. و سنجعل واضحاً أيضاً أن الحرية الفردية لا تؤدى الى أن لكل رجل الحق فى أن يصير ثائراً، أو أن يثير غيره بإلقاء خطب مضحكة على الجماهير القلقة المضطربة. سنعلم العالم أن الحرية الصحيحة لا تقوم الا على عدم الاعتداء على شخص الانسان و ملكه مادام يتمسك صادقاً بكل قوانين الحياة الاجتماعية. و نعلم العالم أن مقام الانسان متوقف على تصوره لحقوق غيره من الناس، و أن شرفه يردعه عن الأفكار المبهرجة فى موضوع ذاته.

إن سلطتنا ستكون جليلة مهيبة لأنها ستكون قديرة، و ستحكم و ترشد، و لكن لا عن طريق اتباع قوى الشعب ((اى لا عن طريق من ينتخبهم الشعب كما يحدث فى الأمم البرلمانية الآن لأن اليهود - كما يفهم من البروتوكولات و كتبهم المقدسة - لا يؤمنون بالنظام النيابى البرلمانى فى الحكم، لكن يحكمون حكماً أوتوقراطياً مطلقاً، على يد ملكهم المقدس)) و ممثليه، أو أى فئة من الخطباء الذين يصيحون بكلمات عادية يسمونها المبادىء العليا، و ليست هى فى الحقيقة شيئاً آخر غير أفكار طوباوية خيالية. إن سلطتنا ستكون المؤسسة للنظام الذى فيه تكمن سعادة الناس. و إن هيبة السلطة ستكسبها غراما صوفياً، كما ستكسبها خضوع الأمم جمعاء. إن السلطة الحقة لا تستسلم لأى حق حتى حق الله. و لن يجرؤ أحد على الاقتراب منها كى يسلبها و لو خيطاً من مقدرتها.

 

البروتوكول الثالث و العشرون

يجب أن يدرب الناس على الحشمة و الحياء كي يعتادوا الطاعة، و لذلك سنقلل مواد الترف. و بهذه الوسائل أيضا سنفرض الأخلاق التي أفسدها التنافس المستمر على ميادين الترف، و سنتبنى " الصناعات القروية Peasant Industries " كي نخرب المصانع الخاصة.

ان الضرورات من أجل هذه الإصلاحات أيضا تكمن في حقيقة أن أصحاب المصانع الخاصة الفخمة كثيرا ما يحرضون عمالهم ضد الحكومة، و ربما عن غير وعى.

و الشعب أثناء اشتغاله فى الصناعات المحلية، لا يفهم حالة " خارج العمل " أو " البطالة " و هذا يحمله على الاعتصام بالنظام القائم، و يغريه بتعضيد الحكومة، و ستكون هذه البطالة قد أنجزت عملها حالما تبلغنا طريقها السلطة.

إن معاقرة الخمر ستكون محرمة كأنها جريمة ضد الإنسانية، و سيعاقب عليها من هذا الوجه: فالرجل و البهيمة سواء تحت الكحول.

إن الأمم لا يخضعون خضوعاً أعمى إلا للسلطة الجبارة المستقلة عنهم استقلالاً مطلقاً، القادرة على أن تريهم أن سيفاً فى يدها يعمل كسلاح دفاع ضد الثورات الاجتماعية. لماذا يريدون بعد ذلك أن يكون لمليكهم روح ملاك ؟ إنهم يجب أن يروا فيه القوة و القدرة متجسدتين.

يجب أن يظهر الملك الذى سيحل الحكومات القائمة التى ظلت تعيش على جمهور قد تمكنا نحن أنفسنا من إفساد أخلاقه خلال نيران الفوضى. و إن هذا الملك يجب أن يبدأ بإطفاء هذه النيران التى تندلع اندلاعا مطرداً من كل الجهات.

و لكى يصل الملك الى هذه النتيجة يجب أن يدمر كل الهيئات التى قد تكون أصل هذه النيران، و لو اقتضاه ذلك الى أن يسفك دمه هو ذاته، و يجب عليه أن يكون جيشا منظماً تنظيماً حسناً، يحارب بحرص و حزم عدوى أى فوضى قد تسمم جسم الحكومة.

إن ملكنا سيكون مختارا من عند الله، و معنياً من أعلى، كى يدمر كل الأفكار التى تغرى بها الغريزة لا العقل، و المبادىء البهيمية لا الإنسانية، إن هذه المبادىء تنتشر الآن انتشاراً ناجحاً فى سرقاتهم و طغيانهم تحت لواء الحق و الحرية.

إن هذه الأفكار قد دمرت كل النظم الإجتماعية مؤدية بذلك الى حكم ملك إسرائيل Kingdom of Israel.

و لكن عملها سيكون قد انتهى حين يبدأ حكم ملكنا. و حينئذ يجب علينا أن نكنسها بعيداً حتى لا يبقى أى قذر فى طريق ملكنا.

و حينئذ سنكون قادرين على أن نصرخ فى الأمم " صلوا لله، واركعوا أمام ذلك (الملك) الذى يحمل آية التقدير الأزلى للعالم، و الذى يقود الله ذاته نجمه، فلن يكون أحد آخر هو نفسه Himself قادراً على أن يجعل الإنسانية حرة من كل خطيئة ((كان اليهود ينتظرون المسيح المخلص الذى يخلصهم من العبودية بعد تشتتهم، و يعيد إليهم ملكهم الدنيوى، فلما ظهر يسوع أو عيسى فى صورة قديس، و حاول تخليصهم روحياً و خلقيا من شرورهم، و لم يظهر فى صورة ملك يعيد إليهم سلطانهم الدنيوى، أنكروه و اضطهدوه، و هم حتى الآن ينتظرون المسيح المخلص فى صورة ملك من نسل داود يخلصهم من الاستعباد و التشتت، و هذا المخلص هو الذى يخلص الإنسانية من الخطيئة كما يقولون هنا و كما تقول كتبهم المقدسة (انظر سفر أشعيا و ما بعده مثلاً)، كما أن هذا المخلص هو الذى يعيد مملكة صهيون فى نظرهم أيضاً و يخضع لهم الأمم جميعاً)).

 

البروتوكول الرابع و العشرون

و الآن سأعالج الأسلوب الذي تقوى به دولة Dynasty الملك داود حتى تستمر الى اليوم الآخر.

إن أسلوبنا لصيانة الدولة سيشتمل على المبادئ ذاتها آلتي سلمت حكماءنا مقاليد العالم، آي توجيه الجنس البشرى كله و تعليمه.

و إن أعضاء كثيرين من نسل داود David يعدون و يربون الملوك و خلفاءهم الذين لن ينتخبوا بحق الوراثة بل بمواهبهم الخاصة. و هؤلاء الخلفاء سيفقهون فيما لنا من مكنونان سياسية سرية، و خطط للحكم، آخذين أشد الحذر من أن يصل إليها آي إنسان آخر.

و ستكون هذه الإجراءات ضرورية، كي يعرف الجميع أن من يستطيعون أن يحكموا إنما هم الذين فقهوا تفقيهاً في أسرار الفن السياسي وحدهم، و هؤلاء الرجال وحدهم سيعلمون كيف يطبقون خططنا تطبيقاً عملياً مستغلين تجاربنا خلال قرون كثيرة. إنهم سيفقهون في النتائج المستخلصة من كل ملاحظات نظامنا السياسي و الاقتصادي، و كل العلوم الاجتماعية. وهم، بإيجاز سيعرفون الروح الحقة للقوانين آلتي وضعتها الطبيعة نفسها لحكم النوع البشرى.

و سيوضع مكان الخلفاء المباشرين للملك غيرهم، إذا حدث ما يدل على انهم مستهترون بالشهوات، أو ضعاف العزيمة خلال تربيتهم، أو في حال إظهارهم آي ميل آخر قد يكون مضراً بسلطتهم، و ربما يردهم عاجزين عن الحكم، و لو كان فى هذا الشىء يعرض كرامة التاج للخطر.

و لن يأتمن شيوخنا Our elders على أزمة الحكم إلا الرجال القادرين على أن يحكموا حكماً حازماً، و لو كان عنيفاً.

و اذا مرض ملكنا أو فقد مقدرته على الحكم فسيكره على تسليم أزمة الحكم الى من أثبتوا بأنفسهم من أسرته أنهم اقدر على الحكم.

و إن خطط الملك العاجلة - و أحق منها خططه للمستقبل لن تكون معروفة حتى لمن سيدعون مستشاريه الأقربين. و لن يعرف خطط المستقبل إلا الحاكم و الثلاثة الذين دربوه.

و سيرى الناس فى شخص الملك الذى سيحكم بإرادة لا تتزحزح، و سيضبط نفسه ضبطه للإنسانية، مثلاً للقدر نفسه و لكل طرقه الإنسانية، و لن يعرف أحد أهداف الملك حين يصدر أوامره، و من أجل ذلك لن يجرؤ أحد على أن يعترض طريقه السرى.

و يجب ضرورة أن يكون للملك رأس قادر على تصريف خططنا، و لذلك لن يعتلى العرش قبل أن يتثبت من قوته العقلية.

و لكى يكون الملك محبوباً و معظماً من كل رعاياه - يجب أن يخاطبهم جهاراً مرات كثيرة. فمثل هذه الإجراءات ستجعل القوتين فى انسجام ؛ أعنى قوة الشعب و قوة الملك اللتين قد فصلنا بينهما فى البلاد الأممية (غير اليهودية) بإبقائنا كلاً منهما فى خوف دائم من الأخرى.

و لقد كان لزاماً علينا أن نبقى كلتا القوتين فى خوف من الأخرى، لأنهما حين انفصلتا وقعتا تحت نفوذنا.

و على ملك إسرائيل أن لا يخضع لسلطان أهوائه الخاصة لاسيما الشهوانية. و عليه أن لا يسمح للغرائز البهيمية أن تتمكن من عقله. إن الشهوانية - أشد من أى هوى آخر - تدمر بلا ريب كل قوى الفكر و التنبؤ بالعواقب، و هى تصرف عقول الرجال نحو أسوأ جانب فى الطبيعة الإنسانية.

إن قطب Column العالم فى شخص الحاكم العالمىWorld ruler الخارج من بذرة إسرائيل - ليطرح كل الأهواء الشخصية من أجل مصلحة شعبه. إن ملكنا يجب أن يكون مثال العزة و الجبروت Erreprochable ((أى لا يمكن تناوله بالنقد و لا المؤاخدة و لا مسه بالأذى بأى حال و خير ترجمة عربية للكلمة الإنجليزية هى: " عزيز " لأن العزة تشمل كل ذلك)).

وقعه ممثلو صهيون من الدرجة الثالثة و الثلاثين ((أرقى درجات الماسونية اليهودية, فالموقعون هنا هم أعظم أكابر الماسونية فى العالم)).

إنتهت البروتوكولات..

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 147 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

البروتوكول السادس عشر

رغبة فى تدمير أى نوع من المشروعات الجمعية - غير مشروعنا - سنبيد العمل الجمعى فى مرحلته التمهيدية ((أى أنهم بدل أن يتركوا الطلبة يتخرجون فى الجامعات حاملين الأفكار التى لا تناسب اليهود، فسيضعون برامج لها يتلقونها فيتخرجون فيها كما يريدون لهم، و هذا ما حدث بالفعل فى روسيا الشيوعة اليهودية. انظر كتاب " آثرت الحرية " المترجم الى العربية)) أى أننا سنغير الجامعات، و نعيد إنشاءها حسب خططنا الخاصة.

و سيكون رؤساء الجامعات و أساتذتها معدين إعداداً خاصاً وسيلته برنامج عمل سرى متقن سيهذبون و يشكلون بحسبه، و لن يستطيعوا الانحراف عنه بغير عقاب. و سيرشحون بعناية بالغة، و يكونون معتمدين كل الاعتماد على الحكومة. و سنحذف من فهرسنا كل تعاليم القانون المدنى مثله فى ذلك مثل أى موضوع سياسى آخر. و لن يختار لتعلم هذه العلوم إلا رجال قليل من بين المدربين، لمواهبهم الممتازة. و لن يسمح للجامعات أن تخرج للعالم فتياناً خضر الشباب ذوى أفكار عن الإصلاحات الدستورية الجديدة، كأنما هذه الإصلاحات مهازل Comedies أو مآس Tragedies، و لن يسمح للجامعات أيضاً أن تخرج فتياناً ذوى اهتمام من أنفسهم بالمسائل السياسية التى لا يستطيع و لو آباؤهم أن يفهموها.

إن المعرفة الخاطئة للسياسة بين أكداس الناس هى منبع الأفكار الطوباوية Utopian ideas، و هى التى تجعلهم رعايا فاسدين. و هذا ما تستطيعون أن تروه بأنفسكم فى النظام التربوى للأمميين (غير اليهود). و علينا أن نقدم كل هذه المبادئ فى نظامهم التربوى، كى نتمكن من تحطيم بنيانهم الاجتماعى بنجاح كما قد فعلنا. و حين نستحوذ على السلطة سنبعد من برامج التربية كل المواد التى يمكن أن تمسخ عقول الشباب، و سنصنع منهم أطفالاً طيعين يحبون حاكمهم، و يتبينون فى شخصه الدعامة الرئيسية للسلام و المصلحة العامة.

و سنتقدم بدراسة مشكلات المستقبل بدلاً من الكلاسيكيات Classics و بدراسة التاريخ القديم الذى يشتمل على مثل سيئة أكثر من اشتماله على مثل حسنة ((أى أن اليهود سيدرسون يومئذ للشباب صفحات التاريخ السود ليعرفوهم أن الشعوب عندما كانت محكومة بالنظم القديمة كانت حياتها سيئة و لا يدرسون لهم الفترات التى كانت الشعوب فيها سعيدة، لكى يقنعونهم بهذه الدراسة الكاذبة الزائفة أن النظام الجديد أفضل من القديم، و هذا ما جرى فى روسيا الشيوعية، و فى كل بلد عقب كل انقلاب سياسى))، و سنطمس فى ذاكرة الإنسان العصور الماضية التى قد تكون شؤماً علينا، و لا نترك إلا الحقائق التى ستظهر أخطاء الحكومات فى ألوان قاتمة فاضحة. و تكون فى مقدمة برنامجنا التربوى الموضوعات التى تعنى بمشكلات الحياة العملية، و التنظيم الاجتماعى، و تصرفات كل إنسان مع غيره، و كذلك الخطب التى تعدى و تسبب الشر و كل ما يشبهها من المسائل الأخرى ذات الطابع الفطرى. هذه البرامج ستكون مرتبة بخاصة للطبقات و الطوائف المختلفة، و سيبقى تعليمها منفصلاً بعضها عن بعض بدقة.

و إنه لأعظم خطورة أن نحرص على هذا النظام ذاته. و سيفرض على كل طبقة أو فئة أن تتعلم منفصلة حسب مركزها و عملها الخاصين. إن العبقرية العارضة Chance قد عرفت دائماً و ستعرف دائماً كيف تنفذ الى طبقة أعلى، و لكن من أجل هذا العرض الاستثنائى تماماً لا يليق أن نخلط بين الطوائف المختلفة، و لا أن نسمح لمثل هؤلاء الرجال بالنفاذ الى المراتب العليا، لا لسبب إلا أنهم يستطيعون أن يحتلوا مراكز من ولدوا ليملئوها ((يريدون بذلك اليهود، لاعتقادهم باحتكار السيادة و العبقرية لهم أصلاً من عند الله، فإذا ظهرت لغيرهم، فهى عارضة أو بالمصادفة لا أصيلة، و يجب عليهم حربها لأنهل خطر عليهم، و أن قوة العبقرية فوق كل قوة)) ؛ و أنتم تعرفون بأنفسكم كيف كان هذا الأمر شؤماً على الأمميين، إذ رضخوا للفكرة ذات الحماقة المطلقة القاضية بعدم التفرقة بين الطبقات الاجتماعية.

و لكى ينال ملكنا مكانة وطيدة فى قلوب رعاياه، يتحتم أثناء حكمه أن تتعلم الأمة، سواء فى المدارس و الأماكن العامة أهمية نشاطه و فائدة مشروعاته.

إننا سنمحو كل أنواع التعليم الخاص. و فى أيام العطلات سيكون للطلاب و آبائهم الحق فى حضور اجتماعات فى كلياتهم كما لو كانت هذه الاجتماعات أحاديث تبدو كأنها خطب حرة فى مسائل معاملات الناس بعضهم بعضاً، و فى القوانين، و فى أخطاء الفهم التى هى على العموم نتيجة تصور زائف خاطئ لمركز الناس الاجتماعى. و أخيراً سيعطون دروساً فى النظريات الفلسفية الجديدة التى لم تنشر بعد على العالم. هذه النظريات سنجعلها عقائد للإيمان، متخذين منها مستنداً Stepping – stone على صدق إيماننا و ديانتنا.

و حينما أنتهى من رحلتكم خلال برنامجنا كله - و بذلك سنكون قد فرغنا من مناقشة كل خططنا فى الحاضر و المستقبل - عندئذ سأتلوا عليكم خطة تلك النظريات الفلسفية الجديدة. و نحن نعرف من تجارب قرون كثيرة أن الرجال يعيشون و يهتدون بأفكار، و أن الشعب إنما يلقن هذه الأفكار عن طريق التربية التى تمد الرجال فى كل العصور بالنتيجة ذاتها، و لكن سنراقب ما قد بقى من ذلك الاستقلال الفكرى الذى نستغله استغلالاً تاماً لغاياتنا الخاصة منذ زمان مضى. و لقد وضعنا من قبل نظام إخضاع عقول الناس بما يسمى نظام التربية البرهانية Demonstrative education ((المراد بالتربية البرهانية أو التعليم بالنظر، تعليم الناس الحقائق عن طريق البراهين النظرية و المناقشات الفكرية، و المضاربات الذهنية لا التعليم عن طريق ملاحظة الأمثلة و إجراء التجارب عليها للوصول الى الحقائق أو القواعد العامة. و التربية فى أكثر مدارسنا برهانية تهتم بإثبات الحقيقة بالبرهان النظرى فقط، و من شأن هذه الطريقة أن تفقد الإنسان ملكة الملاحظة الصادقة، و الاستقلال فى إدراك الحقائق، و فهم الفروق الكبيرة أو الصغيرة بين الأشياء المتشابهة ظاهراً. و هى على العكس من طريقة التربية بالمشاهدة و الملاحظة و دراسة الجزئيات، و هذه الطريقة الأخيرة تعود الإنسان على حسن الملاحظة و الاستقلال الفكرى و التمييز الصحيح بين الأشياء. و التربية البرهانية غالباً استدلالية، و الثانية غالباً استقرائية تجريبية. و لم تتقدم العلوم و تنكشف الحقائق منذ عصر النهضة إلا باتباع الطريقة الاستقرائية التجريبية. و ضرر التربية البرهانية أكثر من نفعها، فهى تمسح العقل و تمد له فى الغرور و العمى و الكسل و التواكل)) - التعليم بالنظر - الذى فرض فيه أن يجعل الأمميين غير قادرين على التفكير باستقلال، و بذلك سينتظرون كالحيوانات الطيعة برهاناً على كل فكرة قبل أن يتمسكوا بها. و إن واحداً من أحسن وكلائنا فى فرنسا و هو بوروى Bouroy: واضع النظام الجديد للتربية البرهانية.

 

البروتوكول السابع عشر

أن احتراف القانون يجعل الناس يشبون باردين قساة عنيدين, و يجردهم كذلك من كل مبادئهم, و يحملهم على أن ينظروا إلى الحياة نظرة غير إنسانية بل قانونية محضة. انهم صاروا معتادين أن يروا الوقائع ظاهرة من وجهة النظر إلى ما يمكن كسبه من الدفاع. لا من وجهة النظر إلى الأثر الذي يمكن أن يكون لمثل هذا الدفاع في السعادة العامة. لا محامي يرفض أبدا الدفاع عن أي قضية, أنه سيحاول الحصول على البراءة بكل الأثمان بالتمسك بالنقط الأحتيالية الصغيرة في التشريع, و بهذه الوسائل سيفسد ذمة المحكمة.

و لذلك سنجد نطاق عمل هذه المهنة، و سنضع المحامين على قدم المساواة مع الموظفين المنفذين, و المحامون مثلهم مثل القضاة لن يكون لهم الحق في أن يقابلوا عملاءهم, و لن يتسلموا منهم مذكراتهم إلا حينما يعينون لهم من قبل المحكمة القانونية، و سيدرسون مذكرات عن عملاءهم بعد أن تكون النيابة قد حققت معهم, مؤسسين دفاعهم عن عملاءهم على نتيجة هذا التحقيق, و سيكون أجرهم محدودا دون اعتبار بما إذا كان الدفاع ناجحا أو لا. انهم سيكونون مقررين بسطاء لمصلحة العدالة, معادلين النائب الذي سيكون مقررا لمصلحة النيابة.

و هكذا سنختصر الإجراءات القانونية اختصارا يستحق الاعتبار, و بهذه الوسائل سنصل إلى دفاع غير متعصب, و لا منقاد للمنافع المادية بل ناشئ عن اقتناع المحامي الشخصي, كما ستفيد هذه الوسائل أيضا في وضع حد لأي رشوة أو فساد يمكن أن يقعا اليوم في المحاكم القانونية في بعض البلاد.

و قد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين من الأمميين في أعين الناس, و بذلك نجحنا في الأضرار برسالتهم التي يمكن أن تكون عقبة في طريقنا. و أن نفوذ رجال الدين على الناس يتضاءل يوما فيوما. اليوم تسود حرية العقيدة في كل مكان, و لن يطول الوقت إلا سنوات قليلة حتى تنهار المسيحية بددا انهيار تاما. و سيبقى ما هو أيسر علينا للتصرف مع الديانات الأخرى*((* أن استطاع اليهود القضاء على المسيحية كان قضاؤهم على الديانات الأخرى أيسر, لأن أتباع المسيحية أكثر عددا و أعظم قوة, وهم لذلك يختصونها بالجانب الأكبر من حربهم, وهم يهدفون إلى تنصيب باباوات الكنائس المسيحية من مسيحيين أصلهم يهود < اليوم بابا الفاتيكان مسيحي من أصل يهودي و هذا يدل على نجاح مخططاتهم حتى الآن.>.))، على أن مناقشة هذه النقطة أمرا سابق جدا لأوانه.

سنقصر رجال الدين و تعاليمهم له على جانب صغير جدا من الحياة, و سيكون تأثيرهم وبيلا سيئا على الناس حتى أن تعاليمهم سيكون لها أثر مناقض للأثر الذي جرت العادة بأن يكون لها.

حينما يحين لنا الوقت كي نحطم البلاط البابوي تحطيما تاما فان يدا مجهولة, مشيرة إلى الفاتيكان ستعطي إشارة الهجوم, و حينما يقذف الناس أثناء هيجانهم بأنفسهم على الفاتيكان سنظهر نحن كحماة لوقف المذابح. و بهذا العمل سننفذ إلى أعماق قلب هذا البلاط, و حينئذ لن يكون لقوة على وجه الأرض أن تخرجنا منه حتى نكون قد دمرنا السلطة البابوية. أن ملك إسرائيل سيصير البابا الحق للعالم, و بطريرك الكنيسة الدولية.

و لن نهاجم الكنائس القائمة الآن حتى تتم إعادة تعليم الشباب عن طريق عقائد مؤقتة جديدة, ثم عن طريق عقيدتنا الخاصة, بل سنحاربها عن طريق النقد الذي كان و سيظل ينشر الخلافات بينها, و بالإجمال ستفضح صحافتنا الحكومات و الهيئات الأممية الدينية و غيرها عن طريق كل أنواع المقالات البذيئة, لنخزيها و نحط من قدرها إلى مدى بعيد لا تستطيعه إلا أمتنا الحكيمة.

أننا سنعرف كل شئ بدون مساعدة البوليس الرسمي. الذي بلغ من إفسادنا إياه على الأمميين أنه لا ينفع الحكومة إلا في أن يحجبها عن رؤية الحقائق الواقعية. و سيستميل برنامجنا فريقا ثالثا من الشعب لمراقبة ما قد ينبغي من إحساس خالص بالواجب و من مبداء الخدمة الحكومية الاختيارية.

و يومئذ لن يعتد التجسس عملا شائنا, بل على العكس من ذلك سينظر إليه كأنه عمل محمود. و من الجهة الأخرى سيعاقب مقدموا البلاغات الكاذبة عقابا صارما, حتى يكف أصحاب البلاغات عن استعمال حصانتهم استعمالا سيئا.

و سيختار وكلائنا من بين الطبقات العليا و الدنيا على السواء, و سيتخذون من بين الإداريين و المحررين و الطابعين و الكتبة و العمال و الخدم, و أمثالهم. و هذه القوة البوليسية لن تكون لها سلطة تنفيذية مستقلة, ولن يكون لها الحق في اتخاذ إجراءات حسب رغبتها الخاصة, و إذن فسينحصر واجب هذا البوليس الذي لا نفوذ له انحصارا تاما في العمل كشهود و في تقديم بلاغات و سيعتمد في فحص بلاغاتهم مضبوطا تهم الفعلية على فرق من مفتشي البوليس المسئولين, و سيجري فحص مضبوطا تهم الفعلية على أيدي الجندرمه و ليس بوليس المدينة. و إذا حدث تقصير في تبليغ أي مخالفة تتعلق بالأمور السياسية فإن الشخص الذي كان عليه تبليغها سيعاقب بتهمة الإخفاء العمد للجريمة, إذا كان ممكنا إثبات أنه مجرم بمثل هذا الإخفاء. و على مثل هذه الطريقة يجب أن يتصرف إخواننا الآن. و هكذا يكون واجب رعايانا في حكومتنا العالمية أن يخدموا حكامهم بإتباع الأسلوب السابق الذكر.

و من الوسائل العظيمة الخطورة لإفساد هيئات الأمميين, أن نسخر وكلاء ذوي مراكز عالية يلوثون غيرهم خلال نشاطهم الهدام بأن يكشفوا و ينموا ميولهم الفاسدة الخاصة, كالميل إلى إساءة استعمال السلطة و الإطلاق في استعمال الرشوة.

 

البروتوكول الثامن عشر

حينما يتاح لنا الوقت كى نتخذ إجراءات بوليسية خاصة بأن نفرض قهراً نظام " أكهرانا - Okhrana " الروسى الحاضر (أشد السموم خطراً على هيبة الدولة) - حينئذ سنثير اضطرابات تهكمية بين الشعب، أو نغريه بإظهار السخط المعطل Protracted و هذا ما يحدث بمساعدة الخطباء البلغاء. إن هؤلاء الخطباء سيجدون كثيراً من الأشياع Sympathizers ((أى من يشاركونهم مشاركة وجدانية فى إحساسهم و نزعاتهم))، و بذلك يعطوننا حجة لتفتيش بيوت الناس، و وضعهم تحت قيود خاصة، مستغلين خدمنا بين بوليس الأمميين. و إذ أن المتآمرين مدفوعون بحبهم هذا الفن: فن التآمر، و حبهم الثرثرة - فلن نمسهم حتى نراهم على أهبة المضى فى العمل. و سنقتصر على أن نقدم من بينهم - من أجل الكلام - عنصراً إخبارياً Reporting element. و يجب أن نذكر أن السلطة تفقد هيبتها فى كل مرة تكتشف فيها مؤامرة شعبية ضدها. فمثل هذا الاكتشاف يوحى الى الأذهان أن تحدس و تؤمن بضعف السلطة، و بما هو أشد خطراً من ذلك ؛ و هو الاعتراف بأخطائها. و يجب أن يعرف أننا دمرنا هيبة الأمميين الحاكمين متوسلين بعدد من الاغتيالات الفردية التى أنجزها وكلاؤنا: و هم خرفان قطيعنا العميان الذين يمكن بسهولة إغرائهم بأى جريمة، مادامت هذه الجريمة ذات طابع سياسى. ((يفرق فى الأمم لاسيما الديمقراطية بين الجريمتين العادية و السياسية إطلاقاً، فيترخص مع الثانية فى العقاب دون الأولى.. و الحق أن التفرقة بينهما من أعوص المشكلات و أدقها أمام رجال القانون فقهاء و قضاة و محامون و غيرهم. و من الواجب التفرقة بين العادية الخالصة، فقد تظهر الجريمة سياسية و ليس لها من السياسة إلا الطابع لا الجوهر، و إن اتخاذها الصورة السياسية يهون على صاحبها ارتكابها، إذ يجعله فى نظر نفسه و نظر الناس بطلاً، بينما هو فى دخيلة نفسه ممسوخ الطبيعة ملتوى العقل، شرير بفطرته، و إن إجرامه كامن يكفى أن يهيجه فيه أن الجريمة سياسية الطابع، و لا بأس بالترخص مع الجريمة السياسية عنصراً و طابعاً يرتكبها إنسان فاضل تكرهه الظروف إكراهاً على ارتكابها و هو فى ذاته أريحى كريم نبيل الدوافع أولاً، و مسوغ الغاية بعد ذلك. و الأمر الذى يجب أن يدرس أولاً هو الدوافع ثم الغاية، لأن الدوافع لا الغايات هى محركات الحياة، و رب جريمة يفلت المجرم فيها من العقاب و هو مجرم بفطرته، لأنه يرتكبها باسم العدل أو باسم المحافظة على الأمن أو نحو ذلك، كما فعل عبيد الله بن زياد و أعوانه مع الحسين، و كما يفعل كثير من أولى الأمر مع المحكومين فى بعض البلاد، منذ قام الحكم بين الناس، و كذلك يفعل كثير من المدرسين أو الآباء مع الصغار، و نحو ذلك)) إننا سنكره الحاكمين على الاعتراف بضعفهم بأن يتخذوا علانية إجراءات بوليسية خاصة، " أكهرانا Okhrana " و بهذا سنزعزع هيبة سلطاتهم الخاصة. و إن ملكنا سيكون محمياً بحرس سرى جداً، إذ لن نسمح لإنسان أن يظن أن تقوم ضد حاكمنا مؤامرة لا يستطيع هو شخصياً أن يدمرها، فيضطر خائفاً الى إخفاء نفسه منها. فإذا سمحنا بقيام هذه الفكرة - كما هى سائدة بين الأمميين - فإننا بهذا سنوقع صك الموت لملكنا: إن لم يكن موته هو نفسه فموت دولته Dynasty ((المراد بالدولة ليس رقعة الأرض المحكومة أو الناس عليها، و إنما سلسلة الحاكمين المنتسبين إليها مثل أمية فى الدولة الأموية، و العباس فى الدولة العباسية، و فاطمة فى الدولة الفاطمية)). و بالملاحظة الدقيقة للمظاهر سيستخدم ملكنا سلطته لمصلحة الأمة فحسب، لا لمصلحته هو و لا لمصلحة دولته. و بالتزامه مثل هذا الأدب سيمجد رعاياه و يفدونه بأنفسهم: إنهم سيقدسون سلطة الملك Sovereign مدركين أن سعادة الأمة منوطة بهذه السلطة " لأنها عماد النظام العام ". إن حراسة الملك جهاراً تساوى الاعتراف بضعف قوته. و إن حاكمنا دائماً وسط شعبه، و سيظهر محفوفاً بجمهور مستطلع من الرجال و النساء يشغلون بالمصادفة - دائماً حسب الظاهر - أقرب الصفوف إليه ((أى هذا الحرس سيكون سرياً لا يحمل شارات تدل عليه فيسير حول الملك فى مسيرته و كأن الملك بلا حرس بين رعيته، فيعتقد الناس الذين يجهلون هذا السر أن الملك بلغ من ثقته بالشعب و من حب الشعب إياه أنه لا يخاف من مسيرته بين رعيته مجرداً من الحراس)) مبعدين بذلك عنه الرعاع، بحجة حفظ النظام من أجل النظام فحسب. و هذا المثل سيعلم الآخرين محاولة ضبط النفس. و إذا وجد صاحب ملتمس بين الناس يحاول أن يسلم الملك ملتمساً، و يندفع خلال الغوغاء، فإن الناس الذين فى الصفوف الأولى سيأخذون ملتمسه، و سيعرضونه على الملك فى حضور صاحب الملتمس لكى يعرف كل إنسان بعد ذلك أن كل الملتمسات تصل الملك، و أنه هو نفسه يصرف كل الأمور. و لكى تبقى هيبة السلطان يجب أن تبلغ منزلتها من الثقة الى حد أن يستطيع الناس أن يقولوا فيما بين أنفسهم: " لو أن الملك يعرفه فحسب " أو " حينما يعرفه الملك " ((المعنى أن الناس سيقولون: لو أن الملك يعرف هذا الضرر المشكو منه لما وافق عليه أو لعاقب عليه إذا كان جرى، و حاول إزالة آثاره الضارة، و حينما يعرف الملك هذا الأمر سيعمل لما فيه الخير و المصلحة من وجهة نظر صاحبه)). إن الصوفية Mysticism التى تحيط بشخص الملك تتلاشى بمجرد أن يرى حرس من البوليس موضوع حوله. فحين يستخدم مثل هذا الحرس فليس على أى مغتال Assassin إلا أن يجرب قدراً معينا من الوقاحة و الطيش كى يتصور نفسه أقوى من الحرس، فيحقق بذلك مقدرته، و ليس عليه بعد ذلك إلا أن يترقب اللحظة التى يستطيع فيها القيام بهجوم على القوة المذكورة. إننا لا ننصح الأمميين (غير اليهود) بهذا المذهب و أنتم تستطيعون أن تروا بأنفسكم النتائج التى أدى إليها اتخاذ الحرس العلنى. أن حكومتنا ستعتقل الناس الذين يمكن أن تتوهم منهم الجرائم السياسية توهماً عن صواب كثير أو قليل. إذ ليس أمراً مرغوباً فيه أن يعطى رجل فرصة الهرب مع قيام مثل هذه الشبهات خوفاً من الخطأ فى الحكم. و نحن فعلاً لن نظهر عطفاً لهؤلاء المجرمين. و قد يكون ممكناً فى حالات معينة أن نعتد بالظروف المخففة Attenuating circumstances عند التصرف فى الجنح Offences الإجرامية العادية، و لكن لا ترخص و لا تساهل مع الجريمة السياسية، أى لا ترخص مع الرجال حين يصيرون منغمسين فى السياسة التى لن يفهمها أحد إلا الملك، و أنه من الحق أنه ليس كل الحاكمين قادرين على فهم السياسة الصحيحة.

 

البروتوكول التاسع عشر

إننا سنحرم على الأفراد أن يصيروا منغمسين فى السياسة، لكننا من جهة أخرى، سنشجع كل نوع لتبليغ الاقتراحات أو عرضها مادامت تعمل على تحسين الحياة الاجتماعية و القومية كى توافق عليها الحكومة، و بهذه الوسيلة إذن سنعرف أخطاء حكومتنا و المثل العليا لرعايانا، و سنجيب على هذه الاقتراحات إما بقبولها، و إما بتقديم حجج قوية - إذا لم تكن مقنعة - للتدليل على تصور قصير النظر للأمور.

إن الثورة Sedition ليست أكثر من نباح كلب على فيل، ففى الحكومة المنظمة تنظيماً حسناً من وجهة النظر الاجتماعية لا من وجهة النظر الى بوليسها، ينبح الكلب على الفيل من غير أن يحقق قدرته. و ليس على الفيل الا أن يظهر قدرته بمثل واحد متقن حتى تكف الكلاب عن النباح، و تشرع فى البصبصة ((بصبص الكلب اذا حرك ذنبه لإظهار خضوعه أو غير ذلك)) بأذنابها عندما ترى الفيل.

و لكى ننزع عن المجرم السياسى تاج شجاعته سنضعه فى مراتب المجرمين الآخرين بحيث يستوى مع اللصوص و القتلة و الأنواع الأخرى من الأشرار المنبوذين المكروهين.

و عندئذ سينظر الرأى العام عقليا الى الجرائم السياسية فى الضوء ذاته الذى ينظر فيه الى الجرائم العادية، و سيصمها وصمة العار و الخزى التى يصم بها الجرائم العادية بلا تفريق.

و قد بذلنا أقصى لصد الأمميين (غير اليهود) عن اختيار هذا المنهج الفريد فى معاملة الجرائم السياسية. و لكى نصل الى هذه الغاية - استخدمنا الصحافة و الخطابة العامة، و كتب التاريخ المدرسية الممحصة بمهارة، و أوحينا إليهم بفكرة أن القاتل السياسى شهيد، لأنه مات من أجل فكرة السعادة السياسية. و إن مثل هذه الإعلان قد ضاعف عدد المتمردين، فانتفخت طبقات وكلائنا بآلاف من الأمميين.

 

البروتوكول العشرون

سأتكلم اليوم فى برنامجنا المالى الذى تركته الى نهاية تقريرى. لأنه أشد المسائل عسراً، و لأنه يكون المقطع النهائى فى خططنا. و قبل أن أناقش هذه النقطة سأذكركم بما أشرت من قبل إليه، و أعنى بذلك أن سياستنا العامة متوقفة على مسألة أرقام.

حين نصل الى السلطة فإن حكومتنا الأوتقراطية - من أجل مصلحتها الذاتية - ستتجنب فرض ضرائب ثقيلة على الجمهور، و ستتذكر دائماً ذلك الدور الذى ينبغى أن تلعبه، و أعنى به دور الحامى الأبوى.

و لكن مادام تنظيم الحكومة سيتطلب كميات كبيرة من المال فمن الضرورى كل الضرورة أن تتهيأ الوسائل اللازمة للحصول عليه، و لذلك يجب أن نحاول بحرص عظيم بحث هذه المسألة، و أن نرى أن عبء الضرائب موزع بالقسط.

و بحيلة وفق القانون - سيكون حاكمنا مالكاً لكل أملاك الدولة " و هذا يوضع موضع التنفيذ بسهولة ". و سيكون قادراً على زيادة مقادير المال التى ربما تكون ضرورية لتنظيم تداول العملة فى البلاد.

و من هنا سيكون فرض ضرائب تصاعدية على الأملاك هو خير الوسائل لمواجهة التكاليف الحكومية، و هكذا تدفع الضرائب دون أن ترهق الناس و دون أن يفلسوا، و أن الكمية التى ستفرض عليها الضريبة ستتوقف على كل ملكية فردية.

و يجب أن يفهم الأغنياء أن واجبهم هو التخلى للحكومة عن جانب من ثروتهم الزائدة، لأن الدعامة المالية الضرورية للحكومة, و سترى هذه الطبقات أن الأغنياء هم حماة السلام و السعادة العامة، لأن الطبقات الفقيرة ستفهم أن الأغنياء ينفقون على وسائل إعدادها للمنافع الاجتماعية.

و لكيلا تبالغ الطبقات الذكية، أى دافعو الضرائب، فى الشكوى من نظام الضرائب الجديد - سنقدم لهم كشوفاً تفصيلية توضح طريق إنفاق أموالهم، و يستثنى منها بالضرورة الجانب الذى ينفق على حاجات الملك الخاصة و مطالب الإدارة.

و لن يكون للملك ملك شخصى، فإن كل شئ فى الدولة سيكون ملكاً له، إذ لو سمح للملك بحيازة ملك خاص فسيظهر كما لو كانت كل أملاك الدولة غير مملوكة له.

و أقارب الملك - إلا وارثه الذى ستتحمل الحكومة نفقاته - سيكون عليهم كلهم أن يعملوا موظفين حكوميين، أو يعملون عملاً آخر لينالوا حق امتلاك الثروة، و لن يؤهلهم امتيازهم بأنهم من الدم الملكى، لأن يعيشوا عالة على نفقة الدولة.

و ستكون هناك ضرائب دمغة تصاعدية على المبيعات و المشتريات، مثلها مثل ضرائب التركات Death duties. و إن أى نوع انتقال للملكية بغير الدمغة المطلوبة سيعد غير قانونى. و سيجبر الملك السابق Former على أن يدفع عمالة بنسبة مئوية Percentage على الضريبة من تاريخ البيع.

و يجب أن نسلم مستندات التحويل " للملكية " أسبوعياً الى مراقبى الضرائب المحليين Local مصحوبة ببلاغ عن الاسم و اللقب Surname لكل من المالكين الجديد و السابق، و العنوان الثابت لكل منهما أيضاً.

إن مثل هذا الإجراء سيكون ضرورياً من أجل المعاملات المالية حين تزيد على مقدار معين، أعنى حين تزيد على مقدار يعادل متوسط النفقات اليومية الضرورية الأولية Prime، و سيكون بيع الأشياء الضرورية مدموغاً Stamped بضريبة دمغة محدودة عادية.

و يكفى أن تحسبوا أنتم كم ضعفاً سيزيده مقدار هذه الضرائب على دخل حكومات الأمميين.

إن الدولة لابد لها من أن تحتفظ فى الاحتياطى بمقدار معين من رأس المال، و إذا زاد الدخل من الضرائب على هذا المبلغ المحدود فسترد الدخول الفائضة الى التداول. و هذه المبالغ الفائضة ستنفق على تنظيم أنواع شتى من الأعمال العامة.

و سيوكل توجيه هذه الأعمال الى هيئة حكومية. و بذلك ستكون مصالح الطبقات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمصالح الحكومة و مصالح ملكهم، و سيرصد كذلك جزء من المال الفائض للمكافآت على الاختراعات و الانتاجات.

و من ألزم الضروريات عدم السماح للعملة Currency بأن توضع دون نشاط فى بنك الدولة إذا جاوزت مبلغاً معيناً ربما يكون القصد منه غرضاً خاصاً. إذا أن العملة وجدت للتداول. و إن أى تكديس للمال ذو أثر حيوى فى أمور الدولة على الدوام، لأن المال يعمل عمل الزيت فى جهاز الدولة، فلو صار الزيت عائقاً إذن لتوقف عمل الجهاز.

و ما وقع من جراء استبدال السندات بجزء كبير من العملة قد خلق الآن تضخماً يشبه ما وصفناه تماماً. و نتائج هذه الواقعة قد صارت واضحة وضوحاً كافياً.

و كذلك سننشئ هيئة للمحاسبة. كى تمكن الملك من أن يلتقى فى أى وقت حساباً كاملاً لخرج Expenditure الحكومة و دخلها. و ستحفظ كل تقريرات الشهر الجارى و المتقدم.

و الشخص الوحيد الذى لن تكون له مصلحة فى سرقة بنك الدولة، سيكون هو مالكه، و أعنى به الملك، و لهذا السبب ستوقف سيطرته كل احتمال للإسراف أو النفقة غير الضرورية. و إن المقابلات التى يميلها أدب السلوك - و هى مضيعة لوقت الملك الثمين - ستكون معدومة، لكى تتاح له فرصة عظمى للنظر فى شئون الدولة. و لن يكون الملك فى حكومتنا محوطاً بالحاشية الذين يرقصون عادة فى خدمة الملك من أجل الأبهة، و لا يهتمون إلا بأمورهم الخاصة مبتعدين جانباً عن العمل لسعادة الدولة ((من المؤسف أن كثيراً من الحكام فى الأمم المتأخرة يحاطون بأمثال هذه الحاشية من الإمعات و الانتهازيين الذين لا تهمهم إلا مصالحهم الذاتية، مثلهم مثل كلاب الصيد التى لا يهمها لمصلحتها إلا إرضاء سادتها، و ليسوا على شئ من قوة الخلق و لا المقدرة السياسية، و لا الإخلاص للمصحة العامة، و لا مصلحة سادتهم الحقيقية المرتبطة بمصلحة شعوبهم)).

إن الأزمات الاقتصادية التى دبرناها بنجاح فى فى البلاد الأمميية (غير اليهودية) - قد أنجزت عن طريق سحب العملة من التداول، فتراكمت ثروات ضخمة، و سحب المال من الحكومة التى اضطرت بدورها الى الاستنجاد بملاك هذه الثروات لإصدار قروض، و لقد وضعت هذه القروض على الحكومات أعباء ثقيلة اضطرتها الى دفع فوائد المال المقترض مكبلة بذلك أيديها.

و إن تركز الإنتاج فى أيدى الرأسمالية قد امتص قوة الناس الإنتاجية حتى جفت، و امتص معها أيضاً ثروة الدولة.

و العملة المتداولة فى الوقت الحاضر لا تستطيع أن تفى بمطالب الطبقات العاملة، إذ ليست كافية للإحاطة بهم و إرضائهم جميعاً.

إن إصدار العملة يجب أن يساير نمو السكان، و يجب أن يعد الأطفال مستهلكى عملة منذ أول يوم يولدون فيه. و إن تنقيح العملة حيناً فحيناً مسألة حيوية للعالم أجمع.

و أظنكم تعرفون أن العملة الذهبية كانت الدمار للدول التى سارت عليها، لأنها لم تستطع أن تفى بمطالب السكان، و لأننا فوق ذلك قد بذلنا أقصى جهدنا لتكديسها و سحبها من التداول.

إن حكومتنا ستكون لها عملة قائمة على قوة العمل فى البلاد، و ستكون من الورق أو حتى من الخشب.

و سنصدر عملة كافية لكل فرد من رعايانا، مضيفين الى هذا المقدار عند ميلاد كل طفل، و منقصين منه عند وفاة كل شخص.

و ستقوم على الحسابات الحكومية حكومات محلية منفصلة و مكاتب إقليمية (ريفية).

و لكيلا تحدث مماطلات فى دفع الأموال المستحقة للحكومة، سيصدر الحاكم نفسه أوامر عن مدة دفع هذه المبالغ، و بهذا ستنتهى المحاباة التى تظهرها أحياناً وزارات المالية نحو دولة معينة ((من المؤسف أن بعض الحكومات تحتمل مماطلة كثير من الرأسماليين الأغنياء فى دفع الضرائب المفروضة عليهم حتى تضيع بمضى المدة، أو تصالحهم على دفع جزء منها و ترك جزء، على حين أنها تتشدد فى معاملة الصغار، و ربما يكون دفع الصغار الضريبة المطلوبة كافياً لتعطيل عملهم أو إفلاسهم و خراب بيوتهم)).

ستحفظ حسابات الدخل و الخرج معاً، لكى يمكن دائماً مقارنة كل منهما بالأخرى.

و الخطط التى سنتخذها لإصلاح المؤسسات المالية للأمميين (غير اليهود) ستقوم بأسلوب لن يمكن أن يلحظوه. فسنشير الى ضرورة الإصلاحات التى تتطلبها الحالة الفوضوية التى بلغتها الماليات الأممية. و سنبين أن السبب الأول لهذه الحالات السيئة للمالية يكمن فى حقيقة أنهم يبدءون السنة المالية بعمل تقدير تقريبى للميزانية الحكومية، و أن مقدارها يزداد سنة فسنة للسبب التالى: و هو أن الميزانية الحكومية السنوية تستمر متأخرة حتى نهاية نصف السنة، و عندئذ تقدم ميزانية منقحة، ينفق مالها بعامة فى ثلاثة أشهر، و بعد ذلك يصوت لميزانية جديدة، و فى نهاية السنة تقرر حسابات بتصفية الميزانية. إن الميزانية لسنة واحدة تقوم على جملة النفقة المتصلة فى السنة السابقة، و على ذلك فهناك عجز فى كل سنة نحو خميسن من مائة من المبلغ الاسمى. فتتضاعف الميزانية السنوية بعد عشر سنوات ثلاثة أضعاف. و بفضل هذا الإجراء الذى اتبعته الحكومات الأممية الغافلة استنفدت أموالهم الاحتياطية عندما حلت مواعيد الديون، و أفرغت بنوك دولتهم ((أى ما يسمى بنك الدولة، لا البنوك الأخرى الموجودة فى الدولة)) و جذبتهم الى حافى الإفلاس.

و سوف تفهمون سريعاً أن مثل هذه السياسة للأمور المالية التى أغرينا الأمميين باتباعها، لا يمكن أن تكون ملائمة لحكومتنا.

إن كل قرض ليبرهن على ضعف الحكومة و خيبتها فى فهم حقوقها التى لها. و كل دين - كأنه سيف دامو كليز Damocles ((كان هذا السيف معلقاً بشعرة فى السقف فوق رأس دامو كليز، و عرضة لأن يسقط عليه فى أى لحظة فيقتله)) - يعلق على رءوس الحاكمين الذين يأتون الى اصحاب البنوك منا، و قبعاتهم فى أيديهم، بدلاً من دفع مبالغ معينة مباشرة عن الأمة بطريقة الضرائب الوقتية.

إن القروض الخارجية مثل العلق الذى لا يمكن فصله من جسم الحكومة حتى يقع من تلقاء نفسه، أو حتى تتدبر الحكومة كى تطرحه عنها هذا العلق، بل هى بدلاً من ذلك، فإنها تزيد عدده، و بعد ذلك كتب على دولتهم أن تموت قصاصاً من نفسها بفقد الدم. فماذا يكون القرض الخارجى إلا أنه علقة ؟ القرض هو إصدار أوراق حكومية توجب التزام دفع فائدة تبلغ نسبة مئوية من المبلغ الكلى للمال المقترض. فإذا كان القرض بفائدة قدرها خمسة من مائة، ففى عشرين سنة ستكون الحكومة قد دفعت بلا ضرورة مبلغاً يعادل القرض لكى تغطى النسبة المئوية. و فى أربعين سنة ستكون قد دفعت ضعفين، و فى ستين سنة ثلاثة أضعاف المقدار، و لكن القرض سيبقى ثابتاً كأنه دين لم يسدد.

ثابت من هذه الإحصائية أن هذه القروض تحت نظام الضرائب الحاضر (1901) تستنفذ آخر المليمات النهائية من دافع الضرائب الفقير، كى تدفع فوائد للرأسماليين الأجانب الذين اقترضت الدولة منهم المال، بدلاً من جمع الكمية الضرورية من الأمة مجردة من الفوائد فى صورة الضرائب.

 

و قد اكتفى الأغنياء - طالما كانت القروض داخلية - بأن ينقلوا المال من أكياس الفقراء الى أكياس الأغنياء، و لكن بعد أن رشونا أناساً لازمين لاستبدال القروض الخارجية بالقروض الداخلية - تدفقت كل ثروة الدول الى خزائننا، و بدأ كل الأمميين (غير اليهود) يدفعون لنا ما لا يقل عن الخراج المطلوب.

و الحكام الأمميون - من جراء إهمالهم، أو بسبب فساد وزرائهم أو جهلهم - قد جروا بلادهم الى الاستدانة من بنوكنا، حتى أنهم لا يستطيعون تأدية هذه الديون. و يجب أن تدركوا ما كان يتحتم علينا أن نعانيه من الآلام لكى تتهيأ الأمور على هذه الصورة.

سنحتاط فى حكومتنا حيطة كبيرة كى لا يحدث تضخم مالى، و على ذلك لن نكون فى حاجة الى قروض للدولة إلا قرضاً واحداً ذا فائدة قدرها واحد من المائة تكون سندات على الخزانة، حتى لا يعرض دفع النسبة المئوية البلاد لأن يمتصها العلق.

و ستعطى الشركات التجارية حق إصدار السندات استثناء. فإن هذه الشركات لن تجد صعوبة فى دفع النسبة المئوية من أرباحها، لأنها تقترض المال للمشروعات التجارية، و لكن الحكومات لا تستطيع أن تجنى فوائد من المال المقترض، لأنها إنما تقترض دائماً لتنفق ما أخذت من القروض ((لتلاحظ براعة هذه الخطة، فالشركات التجارية إنما تقترض للإنشاء و التعمير المربح، فيزداد بذلك رأس مالها بما تربح، و الحكومة تقترض للاستهلاك غالباً فتخسر بالقرض، و لكن ليلاحظ من ناحية أخرى خطأ هذه الفكرة, فإن الحكومات يطلب منها نحو الشعب خدمات أكثر مما يطلب أصحاب الأسهم والأمة من الشركات)).

و ستشترى الحكومة أيضاً أسهماً تجارية، فتصير بهذا دائنة بدل أن تكون مدينة و مسدودة للخراج Tribute كما هى الآن. و إن إجراء كهذا سيضع نهاية للتراخى و الكسل اللذين كانا مقيدين لنا طالما كان الأمميون (غير اليهود) مستقلين، و سيصيران بغيضين فى حكومتنا.

و يكفى للتدليل على فراغ عقول الأمميين المطلقة البهيمية حقاً، أنهم حينما اقترضوا المال منا بفائدة خابوا فى إدراك أن كل مبلغ مقترض هكذا مضافاً إليه فائدة لا مفر من أن يخرج من موارد البلاد. و كان أيسر لهم لو أنهم أخذوا المال من شعبهم مباشرة دون حاجة الى دفع فائدة. و هذا يبرهن على عبقريتنا، و على حقيقة أننا الشعب الذى اختاره الله. إن من الحنكة و الدربة أننا نعرض مسألة القروض على الأمميين فى ضوء يظنون معه أنهم وجدوا فيها الربح أيضاً.

إن تقديراتنا Esimates التى سنعدها عندما يأتى الوقت المناسب، و التى ستكون مستمدة من تجربة قرون، و التى كنا نمحصها عندما كان الأمميون يحكمون - إن تقديراتنا هذه ستكون مختلفة فى وضوحها العجيب عن التقديرات التى صنعها الأمميون، و سترهن للعالم كيف أن خططنا الجديدة ناجحة ناجعة. إن هذه الخطط ستقضى على المساوىء التى صرنا بأمثالها سادة الأمميين، و التى لا يمكن أن نسمح بها فى حكمنا، و سنرتب نظام ميزانيتنا الحكومية حتى لن يكون الملك نفسه و لا أشد الكتبة Clerks خمولاً فى مقام لا يلاحظ فيه اختلاسه لأصغر جزء من المال، و لا استعماله إياه فى غرض آخر غير الغرض الموضوع له فى التقدير الأول (فى الميزانية).

و يستحيل الحكم بنجاح إلا بخطة محكمة إحكاماً تاماً. حتى الفرسان و الأبطال يهلكون إذا هم اتبعوا طريقاً لا يعرفون الى أين يقودهم، أو إذا بدءوا رحلتهم من غير أن يتأهبوا الأهبة المناسبة لها.

إن ملوك الأمميين الذين ساعدناهم، كى نغريهم بالتخلى عن واجباتهم فى الحكومة، بوسائل الوكالات (عن الأمة) Representation و الولائم Entertainments و الأبهة و الملاهى الأخرى - هؤلاء الملوك لم يكونوا إلا حجباً لإخفاء مكايدنا و دسائسنا.

و إن تقريرات المندوبين الذين اعتيد إرسالهم لتمثيل الملك فى واجباته العامة قد صنعت بأيدى وكلائنا، و قد استعملت هذه التقريرات فى كل مناسبة كى تبهج عقول الملوك القصيرة النظر، مصحوبة - كما كانت - بمشروعات عن الاقتصاد فى المستقبل. " كيف ما استطاعوا أن يقتصدوا بضرائب جديدة ؟ " هذا ما استطاعوا أن يسألوا عنه قراء تقريراتنا التى يكتبونها عن المهام التى يقومون بها، و لكنهم لم يسألوا عنه فعلاً.

و أنتم أنفسكم تعرفون الى أى مدى من الاختلال المالى قد بلغوا بإهمالهم الذاتى. فلقد انتهوا الى الإفلاس رغم كل المجهودات الشاقة التى يبذلها رعاياهم التعساء.

 

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 172 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

البروتوكول الثالث عشر

إن الحاجة يومياً الى الخبز ستكره الأمميين Gentiles على الدوام إكراهاً أن يقبضوا ألسنتهم، و يظلوا خدمنا الأذلاء. و إن أولئك الذين قد نستخدمهم فى صحافتنا من الأميين سيناقشون يإيعازات منا حقائق لن يكون من المرغوب فيه أن نشير اليها بخاصة فى جريدتنا Gazette الرسمية. و بينما تتخذ كل أساليب المناقشات و المناظرات هكذا سنمضى القوانين التى سنحتاج اليها، و سنضعها أمام الجمهور على أنها حقائق ناجزة.

و لن يجرؤ أحد على طلب استئناف النظر فيما تقرر إمضاؤه، فضلاً عن طلب استئناف النظر بخاصة فيما يظهر حرصنا على مساعدة التقدم. و حينئذ ستحول الصحافة نظر الحمهور بعيداً بمشكلات جديدة " و أنتم تعرفون بأنفسكم أننا دائماً نعلم الشعب أن يبحث عن عواطف جديدة " ((صحيح أن الجماهير كالطفل، فإذا هو أعنتك بالإلحاح فى طلب يكفى أن تقول له مثلاً: " أنظر الى هذه العصفورة " فتوجه ذهنه الى ما تريد، و ينسى ما كان يلح عليه من فكرة الطلب، مع أنه لا عصفورة هناك، و يبدأ هو فى السؤال عن العصفورة و قد يصف لك شكلها و لونها.. فالمهم هو توجيه انتباه الجماهير بشاغل يرضى تطفلها و تدير عليه ألسنتها بلا قصد و لا تمييز و هذا من أدق الأسرار السياسية)) و سيسرع المغامرون السياسيون الأغبياء الى مناقشة المشكلات الجديدة، و مثلهم الرعاع الذين لا يفهمون فى أيامنا هذه حتى ما يتشدقون به.

و إن المشكلات السياسية لا يعنى بها أن تكون مفهومة عند الناس العاديين، و لا يستطيع إدراكها - كما قلت من قبل - إلا الحكام الذين قد مارسوا تصريف الأمور قروناً كثيرة ((يريدون بذلك اليهود وحدهم، لاعتقادهم أن الله اختصهم بقيادة الناس)). و لكم أن تستخلصوا من كل هذا أننا - حين نلجأ الى الرأى العام - سنعمل على هذا النحو، كى نسهل عمل جهازنا Machinary كما يمكن أن تلاحظوا أننا نطلب الموافقة على شتى المسائل لا بالأفعال بل بالأقوال. و نحن دائماً نؤكد فى كل إجراءاتنا أننا مقودون بالأمل و اليقين لخدمة المصلحة العامة.

و لكى نذهل الناس المضعضعين عن مناقشة المسائل السياسية - نمدهم بمشكلات جديدة، أى بمشكلات الصناعة و التجارة. و لنتركهم يثورون على هذه المسائل كما يشتهون.

إنما توافق الجماهير على التخلى و الكف عما تظنه نشاطاً سياسياً إذا أعطيناها ملاهى جديدة، أى التجارة التى نحاول فنجعلها تعتقد أنها أيضاً مسألة سياسية. و نحن أنفسنا أغرينا الجماهير بالمشاركة فى السياسيات، كى نضمن تأييدها فى معركتنا ضد الحكومات الأمميية. و لكى نبعدها عن أن تكشف بأنفسها أى خط عمل جديد سنلهيها أيضاً بأنواع شتى من الملاهى و الألعاب و مزيجات الفراغ و المجامع العامة و هلم جرا.

و سرعان ما سنبدأ الإعلان فى الصحف داعين الناس الى الدخول فى مباريات شتى فى كل أنواع المشروعات: كالفن و الرياضة و ما اليهما. هذه المتع الجديدة ستلهى ذهن الشعب حتماً عن المسائل التى سنختلف فيها معه، و حالما يفقد الشعب تدريجياً نعمة التفكير المستقل بنفسه سيهتف جميعاً معنا لسبب واحد: هو أننا سنكون أعضاء المجتمع الوحيدين الذين يكونون أهلاً لتقديم خطوط تفكير جديدة.

و هذه الخطوط سنقدمها متوسلين بتسخير آلاتنا وحدها من أمثال الأشخاص الذين لا يستطاع الشك فى تحالفهم معنا، إن دور المثاليين المتحررين سينتهى حالما يعترف بحكومتنا. و سيؤدون لنا خدمة طيبة حتى يحين ذلك الوقت.

و لهذا السبب سنحاول أن نوجه العقل العام نحو كل نوع من النظريات المبهرجة التى يمكن أن تبدو تقدمية أو تحررية.

لقد نجحنا نجاحاً كاملاً بنظرياتنا عن التقدم فى تحويل رءوس الأمميين الفارغة من العقل نحو الاشتراكية. و لا يوجد عقل واحد بين الأمميين يستطيع أن يلاحظ أنه فى كل حالة وراء كلمة " التقدم " يختفى ضلال وزيغ عن الحق، ماعدا الحالات التى تشير فيها هذه الكلمة الى كشوف مادية أو علمية. إذ ليس هناك إلا تعليم حق واحد، و لا مجال فيه من أجل " التقدم ". إن التقدم - كفكرة زائفة - يعمل على تغطية الحق، حتى لا يعرف الحق أحد غيرنا نحن شعب الله المختار الذى اصطفاه ليكون قواماً على الحق.

و حين نستحوذ على السلطة سيناقش خطباؤنا المشكلات الكبرى التى كانت تحير الإنسانية، لكى ينطوى النوع البشرى فى النهاية تحت حكمنا المبارك.

 

و من الذى سيرتاب حينئذ فى أننا نحن الذين كنا نثير هذه المشكلات وفق خطة Scheme سياسية لم يفهمها إنسان طوال قرون كثيرة.

 

البروتوكول الرابع عشر

حينما نمكن لأنفسنا فنكون سادة الأرض - لن نبيح قيام أى دين غبر ديننا، أى الدين المعترف بوحدانية الله الذى ارتبط حظنا باختياره إيانا كما ارتبط به مصير العالم.

و لهذا السبب يجب علينا أن نحطم كل عقائد الإيمان، و إذ تكون النتيجة المؤقتة لهذا هى إثمار ملحدين ((ليلاحظ القارىء أن علماء اليهود يجدون بكل ما فى وسعهم لهدم الأديان عن طريق المذاهب الاجتماعية و السياسية و الفكرية و البيولوجية مثل مذهب دور كايم و الشيوعية و الوجودية و مذهب التطور و السريالية، و أنهم القائمون على دراسة علم الأديان المقارن متوسلين به الى نشر الإلحاد و نسف الإيمان من النفوس، و أن تلاميذهم من المسلمين و المسيحيين فى كل الأقطار، يروجون لآرائهم الهدامة بين الناس جهلاً و كبراً. و لو استقل هؤلاء التلاميذ فى تفكيرهم لكشفوا ما فى آراء أساتذتهم اليهود من زيف و ما وراء نظرياتهم من سوء النية)) فلن يدخل هذا فى موضوعنا، و لكنه سيضرب مثلاً للأجيال القادمة التى ستصغى الى تعاليمنا على دين موسى الذى وكل إلينا - بعقيدته الصارمة - واجب إخضاع كل الأمم تحت أقدامنا.

و إذ نؤدى هذا سنعكف أيضاً على الحقائق الباطنية Mystic truths للتعاليم الموسوية التى تقوم عليها - كما سنقول - كل قوتها التربوية.

ثم سننشر فى كل فرصة ممكنة مقالات نقارن فيها بين حكمنا النافع و ذلك الحكم السابق. و إن حالة اليمن و السلام التى ستسود يومئذ - و لو أنها وليدة اضطراب قرون طويلة - ستفيد أيضاً فى تبيين محاسن حكمنا الجديد. و سنصور الأخطاء التى ارتكبها الأمميون (غير اليهود) فى إدارتهم. بأفضح الألوان. و سنبدأ بإثارة شعور الازدراء نحو منهج الحكم السابق، حتى أن الأمم ستفضل حكومة السلام فى جو العبودية على حقوق الحرية التى طالما مجدوها، فقد عذبتهم بأبلغ قسوة، و استنزفت منهم ينبوع الوجود الإنسانى نفسه، و ما دفعهم إليها على التحقيق إلا جماعة من المغامرين الذين لم يعرفوا ما كانوا يفعلون.

إن تغييرات الحكومة العقيمة التى أغرينا الأمميين بها - متوسلين بذلك الى تقويض صرح دولتهم - ستكون فى ذلك الوقت قد أضجرت الأمم تماماً، الى حد أنها ستفضل مقاساة أى شىء منها خوفاً من أن تعود الى العناء و الخيبة اللذين تمضى الأمم خلالهما فيما لو عاد الحكم السابق.

و سنوجه عناية خاصة الى الأخطاء التاريخية للحكومات الأمميية التى عذبت الإنسانية خلال قرون كثيرة جداً لنقص فى فهمها أى شىء يوافق السعادة الحقة للحياة الإنسانية، و لبحثها عن الخطط المبهرجة للسعادة الاجتماعية، لأن الأمميين لم يلاحظوا أن خططهم، بدلاً من أن تحسن العلاقات بين الإنسان و الإنسان، لم تجعلها إلا أسوأ و أسوأ. و هذه العلاقات هى أساس الوجود الإنسانى نفسه. إن كل قوة مبادئنا و إجراءاتنا ستكون كامنة فى حقيقة إيضاحنا لها، مع أنها مناقضة تماماً للمنهج المنحل الضائع للأحوال الاجتماعية السابقة.

و سيفضح فلاسفتنا كل مساوئ الديانات الأمميية (غير اليهودية) و لكن لن يحكم أحد أبدأ على ديانتنا من وجهة نظرها الحقة، إذ لن يستطاع لأحد أبداً أن يعرفها معرفة شاملة نافذة إلا شعبنا الخاص الذى لن يخاطر بكشف أسرارها.

و قد نشرنا فى كل الدول الكبرى ذوات الزعامة أدباً Literature مريضاً قذراً يغثى النفوس، و سنستمر فترة قصيرة بعد الاعتراف بحكمنا على تشجيع سيطرة مثل هذا الأدب، كى يشير بوضوح الى اختلافه عن التعاليم التى سنصدرها من موقفنا المحمود. و سيقوم علماؤنا الذى ربوا لغرض قيادة الأمميين بإلقاء خطب، و رسم خطط، و تسويد مذكرات، متوسلين بذلك الى أن تؤثر على عقول الرجال و تجذبها نحو تلك المعرفة و تلك الأفكار التى تلائمنا.

 

البروتوكول الخامس عشر

سنعمل كل ما فى وسعنا على منع المؤامرات التى تدبر ضدنا حين نحصل نهائياً على السلطة، متوسلين إليها بعدد من الانقلابات السياسية المفاجئة التى سننظمها بحيث تحدث فى وقت واحد فى جميع الأقطار، و سنقبض على السلطة بسرعة عند إعلان حكومتها رسمياً أنها عاجزة عن حكم الشعوب، و قد تنقضى فترة طويلة من الزمن قبل أن يتحقق هذا، و ربما تمتد هذه الفترة قرناً كاملاً، و لكى نصل الى منع المؤامرات ضدنا حين بلوغنا السلطة سننفذ الإعدام بلا رحمة فى كل من يشهر أسلحة ضد استقرار سلطتنا.

إن تأليف أى جماعة سرية جديدة سيكون عقابه الموت أيضاً، و أما الجماعات السرية التى تقوم فى الوقت الحاضر و نحن نعرفها، و التى تخدم، و قد خدمت، أغراضنا - فإننا سنحلها و ننفى أعضاءها الى جهات نائية من العالم. و بهذا الأسلوب نفسه سنتصرف مع كل واحد من الماسونيين الأحرار الأمميين (غير اليهود) اللذين يعرفون أكثر من الحد المناسب لسلامتنا. و كذلك الماسونيون الذين ربما نعفو عنهم لسبب أو لغيره سنبقيهم فى خوف دائم من النفى، و سنصدر قانوناً يقضى على كل الأعضاء السابقين فى الجمعيات السرية بالنفى من أوروبا حيث سيقوم مركز حكومتنا.

و ستكون قرارات حكومتنا نهائية، و لن يكون لأحد الحق فى المعارضة.

و لكى نرد كل الجماعات الأمميية على أعقابها و نمسخها - هذه الجماعات التى غرسنا بعمق فى نفوسها الاختلافات و مبادئ نزعة المعارضة Protestant للمعارضة - سنتخذ معها إجراءات لا رحمة فيها. مثل هذه الإجراءات ستعرف الأمم أن سلطتنا لا يمكن أن يعتدى عليها، و يجب ألا يعتد بكثرة الضحايا الذين سنضحى بهم للوصول الى النجاح فى المستقبل.

إن الوصول الى النجاح، و لو توسل إليه بالتضحيات المتعددة، هو واجب كل حكومة تتحقق أن شروط وجودها ليست كامنة فى الامتيازات التى تتمتع بها فحسب، بل فى تنفيذ واجباتها كذلك.

و الشرط الأساسى فى استقرارها يكمن فى تقوية هيبة سلطانها، و هذه الهيبة لا يمكن الوصول إليها إلا بقوة عظيمة غير متأرجحة، و هى القوة التى ستبدو أنها مقدسة لا تنتهك لها حرمة، و محاطة بقوة باطنية لتكون مثلاً من قضاء الله و قدره.

هكذا حتى الوقت الحاضر كانت الأوتوقراطية الروسية Russian Autocracy عدونا الوحيد إذا استثنينا الكنيسة البابوية المقدسة Holy See. اذكروا أن إيطاليا عندما كانت تتدفق بالدم لم تمس شعرة واحدة من رأس سلا Silla ((سلا Silla مثال نادر لمن يصل الى السلطان المطلق عن طريق العنف و الدهاء، و كان أول ظهوره أيام الحكومة الجمهورية فى روما، و هو خازن للقائد الرومانى ماريوس سنة 107 ق. م حين أرسله هذا القائد لمفاوضة ملك مغربى فى شمال أفريقيا فنجح فى سفارته. و حين صار ماريوس قنصلاً رومانياً سنة 104 ق. م كان سلا من قواد جيشه، و مازال أمره يعلو تحت رعاية ماريوس حتى اصطدما فى سنة 87 ق. م فزحف سلا بجيشه الى روما، و أكره مجلس الشيوخ على الحكم بنفى ماريوس و بعض أتباعه، ثم أهدر دمه - و كان سلا أول من سن ذلك بين الرومان - و وعد قاتله بمكافأة كبيرة: فهرب ماريوس. و خلال غيبة سلا عن روما فى حرب مع بعض أعدائها انتصر عليهم فيها، عاد ماريوس الى روما،و قبض على أزمة الحكم فيها، و لكن سلا عاد إليها بعد انتصاره سنة 83 ق. م. و انتصر على ماريوس و جيوشه أيضاً، فخضع له الرومان صاغرين، و لقب نفسه " السعيد " و انطلق كالوحش يسفك دماء أعدائه و أعداء أصدقائه لا يميز بين مذنب و برئ، و طغت أعماله الوحشية حتى أنه جمع مرة أعضاء المجلس فى هيكل، و قام فيهم خطيباً و الى جواره مكان عام حشد فيه ثمانية آلاف من ضحاياه و أمر جنوده بذبحهم، فلما بلغت صرخاتهم مسامع أعضاء المجلس تمعرت وجوههم من الفزع، فأمرهم سلا أن لا تشغلهم أصوات هؤلاء الأشقياء عن سماع خطابه !!)) و قد كان هو الرجل الذى جعل دمها يتفجر. و نشأ عن جبروت شخصية سلا أن صار إلهاً فى أعين الشعب، و قد جعلته عودته بلا خوف الى إيطاليا مقدساً لا تنتهك له حرمة فالشعب لن يضر الرجل الذى ينومه مغناطيسياً بشجاعته و قوة عقله.

و الى أن يأتى الوقت الذى نصل فيه الى السلطة، سنحاول أن ننشئ و نضاعف خلايا الماسونيين الأحرار فى جميع أنحاء العالم، و سنجذب إليها كل من يصير أو يكون معروفاً بأنه ذو روح عامة Public – spirit ((أى ذو ميل الى الخدمة العامة، أو اجتماعى لا معتزل و لا منطو على نفسه)) و هذه الخلايا ستكون الأماكن الرئيسية التى سنحصل منها على ما نريد من أخبار، كما أنها ستكون أفضل مراكز للدعاية.

و سوف نركز كل هذه الخلايا تحت قيادة واحدة معروفة لنا وحدنا و ستتألف هذه القيادة من علمائنا، و سيكون لهذه الخلايا أيضاً ممثلوها الخصوصيون، كى نحجب المكان الذى نقيم فيه قيادتنا حقيقية. و سيكون لهذه القيادة وحدها الحق فى تعيين من يتكلم عنها و فى رسم نظام اليوم، و سنضع الحبائل و المصايد فى هذه الخلايا لكل الاشتراكيين و طبقات المجتمع الثورية. و إن معظم الخطط السياسية السرية معروفة لنا، و سنهديها الى تنفيذها حالما تتشكل.

و كل الوكلاء Agents فى البوليس الدولى السرى تقريباً سيكونون أعضاء فى هذه الخلايا.

و لخدمات البوليس أهمية عظيمة لدينا ؛ لأنهم قادرون على أن يلقوا ستاراً على مشروعاتنا Enterprises، و أن يستنبطوا تفسيرات معقولة للضجر و السخط بين الطوائف. و أن يعاقبوا أيضاً أولئك الذين يرفضون الخضوع لنا.

و معظم الناس الذين يدخلون فى الجمعيات السرية مغامرون يرغبون أن يشقوا طريقهم فى الحياة بأى كيفية، و ليسوا ميالين الى الجد و العناء.

و بمثل هؤلاء الناس سيكون يسيراً علينا أن نتابع أغراضنا، و أن نجعلهم يدفعون جهازنا للحركة.

و حينما يعانى العالم كله القلق فلن يدل هذا إلا على أنه قد كان من الضرورى لنا أن نقلقه هكذا، كى نحطم صلابته العظيمة الفائقة. و حينما تبدأ المؤامرات خلاله فإن بدئها يعنى أن واحداً من أشد وكلائنا إخلاصاً يقوم على رأس هذه المؤامرة. و ليس إلا طبيعياً أننا كنا الشعب الوحيد الذى يوجه المشروعات الماسونية. و نحن الشعب الوحيد الذى يعرف كيف يوجهها. و نحن نعرف الهدف الأخير لكل عمل على حين أن الأمميين (غير اليهود) جاهلون بمعظم الأشياء الخاصة بالماسونية، و لا يستطيعون و لو رؤية النتائج العاجلة لما هم فاعلون. و هم بعامة لا يفكرون إلا فى المنافع الوقتية العاجلة، و يكتفون بتحقيق غرضهم, حين يرضى غرورهم, و لا يفطنون الى أن الفكرة الأصلية لم تكن فكرتهم بل كنا نحن أنفسنا الذين أوحينا إليهم بها.

و الأمميون يكثرون من التردد على الخلايا الماسونية عن فضول محض، أو على أمل فى نيل نصيبهم من الأشياء الطبية التى تجرى فيها، و بعضهم يغشاها أيضاً لأنه قادر على الثرثرة بأفكاره الحمقاء أمام المحافل. و الأمميون يبحثون عن عواطف النجاح و تهليلات الاستحسان و نحن نوزعها جزافاً بلا تحفظ، و لهذا نتركهم يظفرون بنجاحهم، لكى نوجه لخدمة مصالحنا كل من تتملكهم مشاعر الغرور، و من يتشربون أفكارنا عن غفلة واثقين بصدق عصمتهم الشخصية، و بأنهم وحدهم أصحاب الآراء، و أنهم غير خاضعين فيما يرون لتأثير الآخرين.

و أنتم لا تتصورون كيف يسهل دفع أمهر الأمميين الى حالة مضحكة من السذاجة و الغفلة Naivite بإثارة غروره و إعجابة بنفسه، و كيف يسهل من ناحية أخرى - أن نثبط شجاعته و عزيمته بأهون خيبة، و لو بالسكوت ببساطة عن تهليل الاستحسان له، و بذلك تدفعه الى حالة خضوع ذليل كذل العبد، إذ تصده عن الأمل فى نجاح جديد، و بمقدار ما يحتقره شعبنا النجاح، و يقصر تطلعه على رؤية خططه متحققة، يحب الأممييون النجاح، و يكون مستعدين للتضحية بكل خططهم من أجله.

إن هذه الظاهرة Feature فى أخلاق الأمميين تجعل عملنا كل ما نشتهى عمله معهم أيسر كثيراً. إن أولئك الذين يظهرون كأنهم النمورة هم كالنغم غباوة، و رءوسهم مملوءة بالفراغ.

سنتركهم يركبون فى أحلامهم على حصان الآمال العقيمة، لتحطيم الفردية الإنسانية بالأفكار الرمزية لمبدأ الجماعية Collectivism ((Collectivism مذهب يقضى أن يمتلك الناس الأشياء شيوعاً، و يعملون فيها معاً دون اختصاص أحد بشئ معين، و قد دعا الى هذا المذهب كثير من المتهوسين المناكيد، منهم " مزدك " الذى ظهر فى فارس قبل الإسلام سنة 487 م و زاد شيوعية النساء على شيوعية الأموال و اعتبر ذلك ديناً، فتبعه كثير من السفهاء حتى كاد يذهب بالدولة، و لكن الملك قباذ كاد يستأصله هو و أتباعه فى مذبحة عامة سنة 523. كما دعا الى هذا المذهب القرامطة أيام الدولة العباسية، و فتنوا كثيراً من الخلق و ارتكبوا كثيراً من الشنع البشعة فى جنوبى العراق و ما والاه حيث قامت دولتهم نحو سنة 890 م. الى أوائل القرن الحادى عشر، كما دعا إليه الشيوعيين فى العصر الحاضر و رأس مذهبهم كارل ماركس اليهودى، و قد تمكن بلاشفتهم اليهود من وضع روسيا تحت هذا النظام، و أكرهوها بالعنف على هذه الفكرة الخاطئة و لا يزالون يتخبطون فى تطبيقها هناك منحدرين من خيبة الى خيبة، مع تمكنهم من الحكم المطلق فيها منذ سنة 1907 و هم يحاربون الرأسمالية الفردية، و لكن الشعب هناك فى يدى الحاكم المطلق الذى يملك المال و الأرواح، فيجمع بين استبداد المال و استبداد الحكم معاً)). إنهم لم يفهموا بعد، و لن يفهموا. إن هذا الحلم الوحشى مناقض لقانون الطبيعة الأساسى Principal الذى هو - منذ بدء التكوين - قد خلق كل كائن مختلفاً عن كل ما عداه، لكى تكون له بعد ذلك فردية مستقلة.

أفليست الحقيقة كوننا قادرين على دفع الأمميين الى مثل هذه الفكرة الخاطئة - تبرهن بوضوح قوى على تصورهم الضيق للحياة الإنسانية إذا ما قورنوا بنا ؟ و هنا يكمن الأمل فى نجاحنا.

ما كان أبعد نظر حكمائنا القدماء حينما أخبرونا أنه للوصول الى غاية عظيمة حقاً يجب ألا نتوقف لحظة أمام الوسائل، و أن لا نعتد بعدد الضحايا الذين تجب التضحية بهم للوصول الى هذه الغاية ! إننا لم نعتد قط بالضحايا من ذرية أولئك البهائم من الأمميين (غير اليهود)، و مع أننا ضحينا كثيراً من شعبنا ذاته - فقد بوأناه الآن مقاماً فى العالم ما كان ليحلم بالوصول إليه من قبل. إن ضحايانا - و هم قليل نسبياً قد صانوا شعبنا من الدمار. كل إنسان لابد أن ينتهى حتماً بالموت، و الأفضل أن نعجل بهذه النهاية الى الناس الذين يعوقون غرضنا، لا الناس الذين يقدمونه.

إنا سنقدم الماسون الأحرار الى الموت بأسلوب لا يستطيع معه أحد - إلا الأخوة - أن يرتاب أدنى ريبة فى الحقيقة، بل الضحايا أنفسهم أيضاً لا يرتابون فيها سلفاً. إنهم جميعاً يموتون - حين يكون ذلك ضرورياً - موتاً طبيعياً فى الظاهر. حتى الأخوة - و هم عارفون كل الحقائق - لن يجرءوا على الاحتجاج عليها.

بمثل هذه الوسائل نستأصل جذور الاحتجاج نفسها ضد أوامرنا فى المجال الذى يهتم به الماسون الأحرار. فنحن نبشر بمذهب التحررية لدى الأمميين (غير اليهود)، و فى الناحية الأخرى نحفظ شعبنا فى خضوع كامل.

و بتأثيرها كانت قوانين الأمميين مطاعة كأقل طاعة ممكنة، و لقد قوضت هيبة قوانينهم بالأفكار التحررية Liberal التى أذعناها فى أوساطهم. و إن أعظم المسائل خطورة، سواء أكانت سياسية أم أخلاقية، إنما تقرر فى دور العدالة بالطريقة التى نشرعها. فالأممى القائم بالعدالة ينظر الى الأمور فى أى ضوء نختاره لعرضها. و هذا ما أنجزناه متوسلين بوكلائنا و بأناس نبدو أن لا صلة لنا بهم كآراء الصحافة و وسائل أخرى، بل إن أعضاء مجلس الشيوخ Senators و غيرهم من أكابر الموظفين يتبعون نصائحنا اتباعاً أعمى.

و عقل الأممى - لكونه ذا طبيعة بهيمية محضة - غير قادر على تحليل أى شئ و ملاحظته، فضلاً عن التكهن بما قد يؤدى إليه امتداد حال من الأحوال إذا وضع فى ضوء معين.

و هذا الاختلاف التام فى العقلية بيننا و بين الأمميين هو الذى يمكن أن يرينا بسهولة آية اختيارنا من عند الله، و أننا ذوو طبيعة ممتازة فوق الطبيعة البشرية Superhuman nature حين تقارن بالعقل الفطرى البهيمى عن الأمميين. إنهم يعاينون الحقائق فحسب، و لكن لا يتنبئون بها، و هم عاجزون عن ابتكار أى شئ، و ربما تستثنى من ذلك الأشياء المادية. و من كل هذا يتضح أن الطبيعة قد قدرتنا تقديراً لقيادة العالم و حكمه. و عندما يأتى الوقت الذى نحكم فيه جهرة ستحين اللحظة التى نبين فيها منفعة حكمنا، و سنقوم كل القوانين. و ستكون كل قوانيننا قصيرة و واضحة و موجزة غير محتاجة الى تفسير، حتى يكون كل إنسان قادراً فهمها باطناً و ظاهراً. و ستكون السمة Feature الرئيسية فيها هى الطاعة اللازمة للسلطة، و إن هذا التوقير للسلطة سيرتفع الى قمة عالية جداً. و حينئذ ستتوقف كل أنواع إساءة استعمال السلطة، لأن كل إنسان سيكون مسئولاً أمام السلطة العليا الوحيدة: أى سلطة الحاكم. و إن سوء استعمال السلطة من جانب الناس ما عدا الحاكم سيكون عقابه بالغ الصرامة الى حد أن الجميع سيفقدون الرغبة فى تجربة سلطتهم لهذا الاعتبار.

و سنراقب بدقة كل خطوة تتخذها هيئتنا الإدارية التى سيعتمد عليها عمل جهاز الدولة، فإنه حين تصير الإدارة بطيئة ستبعث الفوضى فى كل مكان. و لن يبقى بمنجاة من العقاب أى عمل غير قانونى، و لا أى سوء استعمال للسلطة.

ستزول كل أعمال الخفاء و التقصير العمد من جانب الموظفين فى الإدارة بعد أن يروا أوائل أمثلة العقاب.

و ستستلزم عظمة سلطتنا توقيع عقوبات تناسبها، أى أن تلك العقوبات ستكون صارمة Harsh و لو عند أدنى شروع فى الاعتداء على هيبة سلطتنا من أجل مصلحة شخصية للمعتدى أو لغيره. و الرجل الذى يعذب جزاء أخطائه - و لو بصرامة بالغة - إنما هو جندى يموت فى معترك الإدارة من أجل السلطة و المبدأ و القانون، و كلها لا تسمح بأى انحراف عن الصراط العام من أجل مصالح شخصية، و لو وقع أولئك الذين هم مركبة الشعب Public Chariot و قادته. فمثلاً سيعرف قضاتنا أنهم بالشروع فى إظهار تسامحهم يعتدون على قانون العدالة الذى شرع لتوقيع العقوبة على الرجال جزاء جرائمهم التى يقترفونها، و لم يشرع كى يمكن القاضى من إظهار حلمه. هذه الخصلة الفاضلة لا ينبغى أن تظهر إلا فى الحياة الخاصة للإنسان، لا فى مقدرة القاضى الرسمية التى تؤثر فى كل أسس التربية للنوع البشرى.

و لن يخدم أعضاء القانون فى المحاكم بعد سن الخامسة و الخمسين للسببين الآتيين:

أولهما: أن الشيوخ أعظم إصراراً و جموداً فى تمسكهم بالأفكار التى يدركونها سلفاً، و أقل اقتداراً على طاعة النظم الحديثة.

و ثانيهما: أن مثل هذا الإجراء سيمكننا من إحداث تغييرات عدة فى الهيئة Staff الذين سيكونون لذلك خاضعين لأى ضغط من جانبنا. فإن أى إنسان يرغب فى الاحتفاظ بمنصبه سيكون عليه كى يضمنه أن يطيعنا طاعة عمياء. و على العموم سيختار قضاتنا من بين الرجال الذين يفهمون أن واجبهم هو العقاب و تطبيق القوانين، و ليس الاستغراق فى أحلام مذهب التحررية Liberalism الذى قد ينكب النظام التربوى للحكومة، كما يفعل القضاة الأمميون الآن. و إن نظام تغيير الموظفين سيساعدنا أيضاً فى تدمير أى نوع للاتحاد يمكن أن يؤلفوه فيما بين أنفسهم، و لن يعملوا إلا لمصلحة الحكومة التى ستتوقف حظوظهم و مصايرهم عليها. و سيبلغ من تعليم الجيل الناشىء من القضاة أنهم سيمنعون بداهة كل عمل قد يضر بالعلاقات بين رعايانا بعضهم و بعض.

إن قضاة الأمميين فى الوقت الحاضر مترخصون ((أى متساهلون)) مع كل صنوف المجرمين، إذ ليست لديهم الفكرة الصحيحة لواجبهم، و لسبب بسيط أيضاً هو أن الحكام حين يعينون القضاة لا يشددون عليهم فى أن يفهموا فكرة ما عليهم من واجب.

إن حكام الأمميين (غير اليهود) حين يرشحون رعاياهم لمناصب خطيرة لا يتعبون أنفسهم كى يوضحوا لهم خطورة هذه المناصب. و الغرض الذى أنشئت من أجله، فهم يعملون كالحيوانات حين ترسل جرائها الساذجة بغية الافتراس. و هكذا تتساقط حكومات الأمميين بدداً على أيدى القائمين بأمورها. إننا سنتخذ نهجاً أدبياً واحداً أعظم، مستنبطاً من نتائج النظام الذى تعارف عليه الأمميون، و نستخدمه فى إصلاح حكومتنا.

و سنستأصل كل الميول التحررية من كل هيئة خطيرة فى حكومتنا للدعاية التى قد تعتمد عليها تربية من سيكونون رعايانا. و ستكون المناصب الخطيرة مقصورة بلا استثناء على من ربيناهم تربية خاصة للإدارة.

و إذا لوحظ أن إخراجنا موظفينا قبل الأوان فى قائمة المتعاقدين قد يثبت أنه يكبد حكومتنا نفقات باهظة - إذن فجوابى أننا، قبل كل شئ، سنحاول أن نجد مشاغل خاصة لهؤلاء الموظفين لنعوضهم عن مناصبهم فى الخدمة الحكومية. أو جوابى أيضاً أن حكومتنا، على أى حال، ستكون مستحوذة على كل أموال العالم، فلن تأبه من أجل ذلك بالنفقات.

و ستكون أوتقراطيتنا مكينة فى كل أعمالها، و لذلك فإن كل قرار سيتخذه أمرنا العالى سيقابل بالإجلال و الطاعة دون قيد و لا شرط. و سنتنكر لكل نوع من التذمر و السخط، و سنعاقب على كل إشارة تدل على البطر عقاباً بالغاً فى صرامته حتى يتخذه الآخرون لأنفسهم عبرة، و سنلغى حق استئناف الأحكام، و نقصره على مصلحتنا فحسب، و السبب فى هذا الإلغاء هو أننا يجب علينا ألا نسمح أن تنمو بين الجمهور فكرة أن قضاتنا يحتمل أن يخطئوا فيما يحكمون.

وإذا صدر حكم يستلزم إعادة النظر فسنعزل القاضى الذى أصدره فوراً, و نعاقبه جهراً, حتى لا يتكرر مثل هذا الخطأ فيما بعد.

سأكرر ما قلته من قبل، و هو أن أحد مبادئنا الأساسية هو مراقبة الموظفين الإداريين، و هذا على الخصوص لإرضاء الأمة، فإن لها الحق الكامل فى الإصرار على أن يكون للحكومة موظفون إداريون صالحون.

إن حكومتنا ستحمل مظهر الثقة الأبوية Patriarchal فى شخص ملكنا، و ستعتده أمتنا و رعايانا فوق الأب الذى يعنى بسد كل حاجاتهم، و يرعى كل أعمالهم، و يرتب جميع معاملات رعاياه بعضهم مع البعض، و معاملاتهم أيضاً مع الحكومة. و بهذا سينفذ الإحساس بتوقير الملك بعمق بالغ فى الأمة حتى لن تستطيع أن تقوم بغير عنايته و توجيهه. إنهم لا يستطيعون أن يعيشوا فى سلام إلا به، و سيعترفون فى النهاية به على أنه حاكمهم الأوتقراطى المطلق.

و سيكون للجمهور هذا الشعور العميق بتوقيره توقيراً يقارب العبادة، و بخاصة حين يقتنعون بأن موظفيه ينفذون أوامره تنفيذاً أعمى، و أنه وحده المسيطر عليهم. إنهم سيفرحون بأن يرونا ننظم حيواتنا Our Lives كما لو كنا آباء حريصين على تربية أطفالهم على الشعور المرهف الدقيق بالواجب و الطاعة.

و تعتبر سياستنا السرية أن كل الأمم أطفال، و أن حكوماتها كذلك، و يمكنكم أن تروا بأنفسكم أنى أقيم استبدادنا على الحق Right و على الواجب Duty. فإن حق الحكومة فى الإصرار على أن يؤدى الناس واجبهم هو فى ذاته فرض للحاكم الذى هو أبو رعاياه، و حق السلطة منحة له، لأنه سيقود الإنسانية فى الاتجاه الذى شرعته حقوق الطبيعة، أى الاتجاه نحو الطاعة.

إن كل مخلوق فى هذا العالم خاضع لسلطة، إن لم تكن سلطة إنسان فسلطة ظروف، أو سلطة طبيعته الخاصة، فهى - مهما تكن الحال - سلطة شئ أعظم قوة منه، و إذن فلنكن نحن الشىء الأعظم قوة من أجل القضية العامة. و يجب أن نضحى دون تردد بمثل هؤلاء الأفراد الذين يعتدون على النظام القائم جزاء اعتداءاتهم، لأن حل المشكلة التربوية الكبرى هو فى العقوبة المثلى.

و يوم يضع ملك إسرائيل على رأسه المقدس التاج الذى أهدته له كل أوروبا - سيصير البطريرك Patriarch لكل العالم.

إن عدد الضحايا الذين سيضطر ملكنا الى التضحية بهم لن يتجاوز عدد أولئك الذين ضحى بهم الملوك الأمميون فى طلبهم العظمة، و فى منافسة بعضهم بعضاً.

سيكون ملكنا على اتصال وطيد قوى بالناس، و سيلقى خطاباً من فوق المنابر Tribunes. و هذه الخطب جميعها ستذاع فوراً على العالم.

 

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 148 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

البروتوكول العاشر

اليوم سأشرع فى تكرار ما ذكر من قبل، و أرجو منكم جميعاً أن تتذكروا أن الحكومات و الأمم تقنع فى السياسة بالجانب المهرج الزائف من كل شىء، نعم، فكيف يتاح لهم الوقت لكى يختبروا بواطن الأمور فى حين أن نوابهم الممثلين لهم لا يفكرون إلا فى الملذات ؟

من الخطير جداً فى سياستنا أن تتذكروا التفصيل المذكور آنفاً، فإنه سيكون عوناً كبيراً لنا حينما ننافش مثل هذه المسائل: توزيع السلطة، و حرية الكلام، و حرية الصحافة و العقيدة، و حقوق تكوين الهيئات، و المساواة فى نظر القانون، و حرمة الممتلكات و المساكن، و مسألة فرض الضرائب (فكرة سرية فرض الضرائب) و القوة الرجعية للقوانين. كل المسائل المشابهة لذلك ذات طبيعة تجعل من غير المستحسن مناقشتها علناً أمام العامة. فحينما تستلزم الأحوال ذكرها للرعاع يجب أن لا تحصى، و لكن يجب أن تنشر عنها بعض قرارات بغير مضى فى التفصيل. سنعمل قرارات مختصة بمبادىء الحق المستحدث على حسب ما نرى. و أهمية الكتمان تكمن فى حقيقة أن المبدأ الذى لا يذاع علناً يترك لما حرية العمل، مع أن مبدأ كهذا إذا أعلن مرة واحدة يكون كأنه قد تقرر.

إن الأمة لتحفظ لقوة العبقرية السياسية احتراماً خاصاً، و تحتمل كل أعمال يدها العليا، و تحييها هكذا: "يالها من حيلة قذرة، و لكن يا لتنفيذها بمهارة" "ياله من تدليس، و لكن يا لتنفيذه بإتقان و جسارة ! " ((المعنى أن السياسى إذا خدع الجماهير ثم عرفت بخديعته لم تحتقره و لم تضره، بل تقابل خداعه لها بالدهشة، معجبة ببراعته فى أنه خدعها فإذا قيل لها: إنه غشاش، قالت: و لكنه بارع، و إذا قيل: إنه دجال قذر، قالت: و لكنه شجاع.. فهى تغالط نفسها حتى لا تعترف أمام نفسها بخطئها، و هذا السر من أدق أصول السياسة)).

إننا نعتمد على اجتذاب كل الأمم للعمل على تشييد الصرح الجديد الذى وضعنا نحن تصميمه. و لهذا السبب كان من الضرورى لنا أن نحصل على خدمات الوكلاء المغامرين الشجعان الذين سيكون فى استطاعتهم أن يتغلوا على كل العقبات فى طريق تقدمنا.

و حينما ننجز انقلابنا سنقول للناس: " لقد كان كل شىء يجرى فى غاية السوء، و كلكم قد تألمتم، و نحن الآن نمحق سبب آلامكم، و هو ما يقال له: القوميات، و العملات القومية، و أنتم بالتأكيد أحرار فى اتهامنا، و لكن هل يمكن أن يكون حكمكم نزيها إذا نطقتم به قبل أن تكون لكم خبرة بما نستطيع أن نفعل من أجل خيركم ؟ " ((إن الشيوعية اليهودية كانت تنفذ هذه الخطة فى روسيا، و شبيه بهذا ما يحدث عقب انقلاب سياسى فى أمه إذ ينعى أصحابه على سابقيهم أخطاءهم و يكبرونها و يتزيدون عليها و يرسمونها فى أشنع الصور، و هم يحرصون على ذلك أكثر من حرصهم علة بيان محاسن حكمهم الجديد، سواء كانوا خيراً من السابقين أو شراً منهم، و الدهماء كالأنعام لا يميزون الخبيث من الطيب، و لكن العلية فى أعلى الأمم و أدناها هم المسئولون عن ذلك خيره و شره، حتى حين يغلبهم السفهاء)).

حينئذ سيحملوننا على أكتافهم عالياً فى انتصار و أمل و ابتهاج. و إن قوة التصويت التى دربنا عليها الأفراد التافهين من الجنس البشرى بالاجتماعات المنظمة و بالاتفاقات المدبرة من قبل، ستلعب عندئذ دورها الأخير، و هذه القوة التى توسلنا بها, كى " نضع أنفسنا فوق العرش "، ستؤدى لنا ديننا الأخير و هى متلهفة، كى ترى نتيجة قضيتنا قبل أن تصدر حكمها.

و لكى نحصل على أغلبية مطلقة - يجب أن نقنع كل فرد بلزوم التصويت من غير تمييز بين الطبقات. فإن هذه الأغلبية لن يحصل عليها من الطبقات المتعلمة، و لا من مجتمع مقسم الى فئات.

فإذا أوحينا الى عقل كل فرد فكرة أهميته الذاتية فسوف ندمر الحياة الأسرية. ((كان اليهود يحاولون تحطيم نظام الأسرة فى روسيا لأنه أقوى عقبة ضد نظامهم بل و يحاربونه علمياً فى كل مكان كما يظهر من آراء " دور كايم " اليهودى فى علم الاجتماع فى فرنسا)) بين الأمميين، و تفسد أهميتها التربوية، و سنعوق الرجال ذوى العقول الحصيفة عن الوصول الى الصدارة، و إن العامة - تحت إرشادنا - ستبقى على تأخر أمثال هؤلاء الرجال، و لن تسمح لهم أبداً أن يقرروا لهم خططاً ((هذه الخطة تنفذ اليوم بنجاح عظيم، و الجماهير التى لا تحسن تقدير الأمور التى فوق مستواها، لا يعنيها إلا اللغط بما يقال لها دون تمييز، بل كلما انحط الشىء - و لو كان كذباً أو خطأ - كان أقرب الى ذوقها و أرضى لها)).

لقد اعتاد الرعاع أن يصغوا إلينا نحن الذين نعطيهم المال لقاء سمعتهم و طاعتهم. و بهذه الوسائل سنخلق قوة عمياء الى حد أنها لن تستطيع أبداً أن تتخذ أى قرار دون إرشاد وكلائنا الذين نصبناهم لغرض قيادتها.

و سيخضع الرعاع لهذا النظام لأنهم سيعرفون أن هؤلاء القادة مصدر أجورهم و أرباحهم و كل منافعهم الأخرى. إن نظام الحكومة يجب أن يكون عمل رأس واحد، لأنه سيكون من المحال تكتيله إذا كان عملاً مشتركاً بين عقول متعددة، و هذا هو السبب فى أنه لا يسمح لنا إلا بعرفة خطة العمل، بل يجب ألا نناقشها بأى وسيلة، حتى لا نفسد تأثيرها، و لا نعطل وظائف أجزائها المنفصلة، و لا المعنى العملى لكل عنصر فيها، فلو نوقشت مثل هذه الخطط، و غيرت بتوالى الخضوع للتنقيحات - إذن لاختلطت بعد ذلك بنتائج كل إساءات الفهم العقلية التى تنشأ من أن المصوتين لا يسبرون الأغوار العميقة لمعانيها، و لذلك لابد أن تكون خططنا نهائية و ممحصة تمحيصاً منطقياً. و هذا هو السبب فى أننا يجب أن لا نرمى العمل الكبير من قائدنا ليتمزق أجزاء على أيدى الرعاع و لا على أيدى عصبة صغيرة أيضاً.

إن هذه الخطط لن تقلب اليوم الدساتير و الهيئات القائمة، بل ستغير نظريتها الاقتصادية فحسب، و من ثم كل طريق تقدمها الذى لابد له حينئذ أن يتبع الطريق الذى تفرضه خططنا.

فى كل البلاد تقوم هذه الهيئات ذاتها و لكن تحت أسماء مختلفة فحسب: فمجالس نواب الشعب، و الوزارات، و الشيوخ، و مجالس العرش من كل نوع، و مجالس الهيئات التشريعية و الإدارية.

و لا حاجة بى الى أن أوضح لكم التركيب الذى يربط بين هذه الهيئات المختلفة، فهو معروف لكم من قبل معرفة حسنة. و لتلاحظوا فحسب أن كل هيئة من الهيئات السالفة الذكر توافق وظيفة مهمة فى الحكومة. (إنى أستعمل الكلمة " مهمة " لا إشارة الى الهيئات بل إشارة الى وظائفها).

لقد اقتسمت هذه الهيئات فيما بين أنفسها كل وظائف الحكومة التى هى السلطة القضائية و السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية. و قد صارت وظائفها مماثلة لوظائف الأعضاء المتميزة المتنوعة من الجسم الإنسانى.

فإذا آذينا أى جزء فى الجهاز الحكومى فستسقط الدولة مريضة كما يمرض الجسم الإنسانى، ثم يموت. و حينما حقنا نظام الدولة بسم الحرية تغيرت سحنتها السياسية، و صارت الدولة موبوءة بمرض مميت، و هو مرض تحلل الدم Decomposition of the blood و لم يبق لها إلا ختام سكرات الموت.

لقد ولدت الحرية الحكومات الدستورية التى احتلت مكان الأوتقراطية و هى وحدها صورة الحكومة النافعة لأجل الأمميين (غير اليهود). فالدستور كما تعلمون ليس أكثر من مدرسة للفتن و الاختلافات و المشاحنات و الهيجانات الحزبية العقيمة، و هو بإيجاز مدرسة كل شىء يضعف نفوذ الحكومة. و إن الخطابة، كالصحافة، قد مالت الى جعل الملوك كسالى ضعافاً، فردتهم بذلك عقماء زائدين على الحاجة، و لهذا السبب عزلوا فى كثير من البلاد.

و بذلك صار فى الإمكان قيام عصر جمهورى، و عندئذ وضعنا فى مكان الملك ضحكة ((الضحكة الشخص الذى يضحك منه و هو ترجمة Caricature " كاريكاتير " التى تعنى صورة هذلية مضحكة، و الصور الكاريكاتيرية معروفة)) فى شخص رئيس يشبهه قد اخترناه من الدهماء بين مخلوقاتنا و عبيدنا.

و هكذا ثبتنا اللغم الذى وضعناه تحت الأمميين، أو بالأحرى تحت الشعوب الأمميية، و فى المستقبل القريب سنجعل الرئيس شخصاً مسئولاً.

و يومئذ لن نكون حائرين فى أن ننفذ بجسارة خططنا التى سيكون "دميتنا " ((المقصود بالدمية هنا هو رئيس الجمهورية)) مسئولاً عنها، ماذا يعنينا إذا صارت رتب طلاب المناصب الضعيفة، و هبت القلاقل من استحالة وجود رئيس حقيقة ؟ أليس هذه القلاقل هى التى ستطيح نهائياً بالبلاد ؟

و لكى نصل الى هذه النتائج سندبر انتخاب أمثال هؤلاء الرؤساء ممن تكون صحائفهم السابقة مسودة بفضيحة بنامية Panama ((حين نجح " ديلسبس " فى حفر قناة السويس كلف بحفر قناة بنما بين أمريكا الشمالية و أمريكا الجنوبية، فخاب و اتهم بالنصب و التدليس، و قدم للمحاكمة هو و ابنه، كما قدم غيرهما و مات هو أثناء المحاكمة و سجن ابنه و المراد بالفضيحة البنامية فضيحة بتهمة شائنة كهذه الفضيحة، و مرتكب هذه الجريمة خاضع لمن يعرفون أسرارها، فاليهود يحاولون استغلالها فى إكراهه على ما يريدون فيطيعهم خوفاً من الفضيحة. و اليهود يختارون وكلاءهم عادة من هؤلاء كما ذكروا فى آخر البروتوكول 8)) أو صفقة أخرى سرية مريبة. إن رئيساً من هذا النوع سيكون منفذا وافياً لأغراضنا، لأنه سيخشى التشهير، و سيبقى خاضعاً لسلطان الخوف الذى يتملك دائماً الرجل الذى وصل الى السلطة، و الذى يتلهف على أن يستبقى امتيازاته و أمجاده المرتبطة بمركزه الرفيع. إن مجلس ممثلى الشعب سينتخب الرئيس و يحميه و يستره، و لكننا سنحرم هذا المجلس سلطة تقديم القوانين و تعديلها.

هذه السلطة سنعطيها الرئيس المسئول الذى سيكون ألعوبة خالصة فى أيدينا، و فى تلك الحال ستصير سلطة الرئيس هدفاً معرضاً للهجمات المختلفة، و لكننا سنعطيه وسيلة الدفاع، و هى حقه فى أن يستأنف القرارات محتكماً الى الشعب الذى هو فوق ممثلى الأمة ((أى سيكون من حقه حل البرلمان، و الاحتكام الى الأمة لاختيار ممثلين جدد لها، لأنها صاحبة الحق فى اختيار من يمثلونها، و فى أثناء عملية الانتخاب يعتمد اليهود على خداع الجماهير الغافلة التى لا تميز بين حق و باطل، و لا بين أمين و خائن، كى تنتخب صنائعهم، الذين سيؤيدون الرئيس فى أعماله لخدمة اليهود، و لا اعتراض للأمة على أعمالهم لأنهم ممثلوها)) أى أن يتوجه الرئيس الى الناس الذين هم عبيدنا العميان، و هم أغلبية الدهماء.

و الى ذلك سنعطى الرئيس سلطة إعلان الحكم العرفى، و سنوضح هذا الامتياز بأن الحقيقة هى أن الرئيس - لكونه رئيس الجيش - يجب أن يملك هذا الحق لحماية الدستور الجمهورى الجديد، فهذه الحماية واجبة لأنه ممثلها المسئول.

و فى مثل هذه الأحوال سيكون مفتاح الموقف الباطنى فى أيدينا بالضرورة، و ما من أحد غيرنا سيكون مهيمناً على التشريع. و يضاف الى ذلك أننا حين نقدم الدستور الجمهورى الجديد سنحوم المجلس - بحجة سر الدولة - حق السؤال عن القصد من الخطط التى تتخذها الحكومة. و بهذا الدستور الجديد سننقص كذلك عدد ممثلى الأمة الى أقل عدد، منقصين بذلك عدداً مماثلاً من الأهواء السياسية، و الولع بالسياسة ((لكل واحد ممن ممثلى الأمة نزعته و هواه السياسى، و مصالحه الذاتية التى إذا لم يمكنه منها الإدارى هاجمه متستراً بالوطنية و نحوها فى أمور سياسية أخرى لا صلة لها بمصلحته الخاصة و هذا لا يقع إلا فى أمه قاصرة الوعى السياسى، حديثة عهد بالديمقراطية، و المعنى أنه كلما قل ممثلو الأمة قلت النزعات و الأهواء السياسية، و قلت المصالح للمثلين، فسهل على الإدارى مواجهتها و احتمالها لقلتها و هذا خطأ و المعول عليه فى الأمة هو الوعى السياسى)). و إذا صاروا معارضين بالرغم من هذا فإننا سنسمح للممثلين الباقين بالاحتكام الى الأمة، و سيكون حقاً لرئيس الجمهورية أن يعين رئيساً و وكيلاً لمجلس النواب، و مثلها لمجلس الشيوخ، و نستبدل بفترات الانعقاد المستمرة للبرلمانات فترات قصيرة مدى شهور قليلة.

و الى ذلك سيكون لرئيس الجمهورية - بإعتباره رأس السلطة التنفيذية - حق دعوة البرلمان و حله، و سيكون له فى حالة الحل إرجاء الدعوة لبرلمان جديد. و لكن - لكيلا يتحمل الرئيس المسئولية عن نتائج هذه الأعمال المخالفة للقانون مخالفة صارخة، من قبل أن تبلغ خططنا و تستوى - سنغرى الوزراء و كبار الموظفين و الإداريين الآخرين الذين يحيطون بالرئيس، كى يموهوا أوامره، و بذلك نضطرهم الى تحمل المسئولية بدلاً من الرئيس، و سننصح خاصة بأن تضم هذه الوظيفة الى مجلس الشيوخ أو الى مجلس شورى الدولة، أو الى مجلس الوزراء، و أن لا توكل الى الأفراد ((و إذن تكون الحكومة أوتوقراطية ديكتاتورية فى الحقيقة، و ديموقراطية شورية فى ظاهرها، إذ سيكون ممثلو الأمة أستاراً أو آلات تنفذ ما تريده الإدارة الممثلة فى الرئيس و أعوانه، و الحكومة الأوتوقراطية وحدها هى أمل اليهود لسهولة العبث بها و إخضاعها لشهواتهم الشيطانية)) و بإرشادنا سيفسر الرئيس القوانين التى يمكن فهمها بوجوه عدة.

و هو - فوق ذلك - سينقص القوانين فى الأحوال التى فيها هذا النقص أمراً مرغوباً فيه، و سيكون له أيضاً حق اقتراح قوانين وقتية جديدة، بل له كذلك إجراء تعديلات فى العمل الدستورى للحكومة محتجاً لهذا العمل بأنه أمر تقتضيه سعادة البلاد.

مثل هذه الإجراءات ستمكننا من أن نسترد شيئاً فشيئاً أى حقوق أو امتيازات كنا قد اضطررنا من قبل الى منحها حين لم نكن مستحوذين على السلطة أولاً.

و مثل هذه الامتيازات سنقدمها فى دستور البلاد لتغطية النقص التدريجى لكل الحقوق الدستورية، و ذلك حين يحين الوقت لتغيير كل الحكومات القائمة، من أجل أوتقراطيتنا، إن تعرفنا لملكنا الأوتقراطى يمكننا أن نتحقق منه قبل إلغاء الدساتير، أعنى بالضبط أن تعرف حكمنا سيبدأ فى اللحظة ذاتها حين يصرخ الناس الذين مزقتهم الخلافات و تعذبوا تحت إفلاس حكامهم (و هذا ما سيكون مدبراً على أيدينا) فيصرخون هاتفين " اخلعوهم، و أعطونا حاكماً عالمياً واحداً يستطيع أن يوحدنا، و يمحق كل أسباب الخلاف، و هى الحدود و القوميات و الأديان و الديون الدولية و نحوها.. حاكماً يستطيع أن يمنحنا السلام و الراحة اللذين لا يمكن أن يوجدا فى ظل حكومة رؤسائنا و ملوكهم و ممثلينا " ((هذا ما كانت تنفذه الشيوعية اليهودية فى روسيا و تحاول نشره فى العالم مما يدل على أن الشيوعية إنما تنفذ السياسة الصهيونية و أنها ليست إلا جزءاً منها و آلة لها (انظر الترجمة العربية لكتاب " آثرت الحرية ").

و لكنكم تعلمون علماً دقيقاً وافياً أنه، لكى يصرخ الجمهور بمثل هذا الرجاء، لابد أن يستمر فى كل البلاد اضطراب العلاقات القائمة بين الشعوب و الحكومات، فتستمر العداوات و الحروب، و الكراهية، و الموت استشهاداً أيضاً، هذا مع الجوع و الفقر، و مع تفشى الأمراض، و كل ذلك سيمتد الى حد أن لا يرى الأمميون (غير اليهود) أى مخرج لهم من متاعبهم غير أن يلجأوا الى الاحتماء بأموالنا و سلطتنا الكاملة ((أى اذا تركت للأمة فرصة تستريح فيها من المتاعب فإن ضيقها يخف قليلاً، فإذا دعيت للثورة على حالتها لم تلب النداء و صبرت على الضيق، لأن عندها بقية احتمال، ففترات الراحة المتقطعة و لو قصرت تهون على الأمة آلامها فلا تطلب التغيير عن طريق الثورة و الانقلاب بل تحاول إصلاح أحوالها بالحكمة و الصبر)).

و لكننا إذا أعطينا الأمة وقتاً تأخذ فيه نفسها فإن رجوع مثل هذه الفرصة سيكون من العسير.

 

البروتوكول الحادي عشر

إن مجلس الدولة سيفصل و يفسر سلطة الحاكم, و أن هذا المجلس له مقدرته كهيئة تشريعية رسمية سيكون المجمع الذي يصدر أوامر القائمين بالحكم.

و هاهو ذا برنامج الدستور الجديد الذي نعده للعالم. أننا سنشرع القوانين, و نحدد الحقوق الدستورية و ننفذها بهذه الوسائل:

1. أوامر المجلس التشريعي المقترحة من الرئيس.

2. التوسل بأوامر عامة, و أوامر مجلس الشيوخ و مجلس شورى الدولة, و التوسل بقرارات مجلس الوزراء.

3. و التوسل بانقلاب سياسي حينما تسنح اللحظة الملائمة.

هذا و مع تصميمنا تقريبا على خطة عملنا سنناقش من هذه الأجزاء ما قد يكون ضروريا لنا, كي يكمل الثورة في مجموعات دواليب جهاز الدولة حسب الاتجاه الذي وضحته من قبل. و أنا أقصد بهذه الأجزاء حرية الصحافة, و حقوق تشكيل الهيئات, و حري العقيدة, و انتخاب ممثلي الشعب, و حقوقا كثيرة غيرها سوف تختفي من حياة الإنسان اليومية. و إذا هي لم تختف جميعا فسيكون تغييرها أساسيا منذ اليوم التالي لإعلان الدستور الجديد. و سنكون في هذه اللحظة المعينة وحدها آمنين كل الأمان, لكي نعلن كل تغييراتنا. و هناك سبب أخر هو إن التغيرات التي يحسها الشعب في أي وقت قد يثبت أنها خطرة, لأنها إذا قدمت بعنف و صرامة و فرضت قهرا بلا تبصر فقد تسخط الناس, إذ هم سيخافون تغييرات جديدة في اتجاهات مشابهة. و من جهة أخرى إذا كانت التغييرات تمنح الشعب ولو امتيازات أكثر فسيقول الناس فيها: أننا تعرفنا أخطاءنا. و أن ذلك يغض من جلال عصمة السلطة الجديدة. و ربما يقولون أننا قد فزعنا و اكرهنا على الخضوع.

و في تلك الحالة لن يشكرنا العالم. كما أنهم سيعتدون أن من حقهم دائما الخضوع لما يريدون. و إذا أنطبع أي هذه الأثار على عقولهم فسيكون خطرا بالغا على الدستور الجديد.

انه ليلزمنا من اللحظة الأولى لإعلانه بينما الناس لا يزالون يتألمون من آثار التغيير المفاجئ, وهم في حالة فزع و بلبلة أن يعرفوا أننا بلغنا من عظم القوة و الصلابة و الامتلاء بالعنف أفقا لن ننظر فيه إلى مصالحهم نظرة احترام. سنريد منهم أن يفهموا أننا لن نتنكر لآرائهم و رغباتهم فحسب, بل سنكون مستعدين في كل زمان و في كل مكان لأن نخنق بيد جبارة أي عبارة أو إشارة إلى المعارضة.

سنريد من الناس أن يفهموا أننا استحوذنا على كل شئ أردناه, و أننا لن نسمح لهم في أي حال من الأحوال أن يشاركونا في سلطتنا. وعندئذ سيغمضون عيونهم على أي شئ بدافع الخوف, و سينتظرون في صبر تطورات أبعد.

أن الأممين كقطيع من الغنم, وأننا الذئاب. فهل تعلمون ما تفعل الغنم حينما تنفذ الذئاب إلى الحظيرة؟؟ أنها لتغمض عيونها عن كل شئ. وإلى هذا المصير سيدفعون, فسندعهم بأننا سنعيد إليهم حرياتهم بعد التخلص من أعداء العالم,و اضطرار كل الطوائف إلى الخضوع.

أي سبب أغرانا بابتداع سياستنا, و بتلقينالأمميين إياها؟ لقد أوحينا إلى الأمميين هذه السياسة دون أن ندعهم يدركون مغزاها الخفي. وماذا حفزنا على اختيار هذا الطريق للعمل إلا عجزنا و نحن جنس مشتت عن الوصول إلى غرضنا بالطرق المستقيمة, بل بالمراوغة فحسب؟ هذا هو السبب الصحيح, و الأصل في تنظيمنا للماسونية التي لا يفهمها أولئك الخنازير SWINE من الأمميين, ولذلك لا يرتابون في مقصدها. و لقد أوقعناهم في كتلة محافلنا التي لا تبدو شيئا أكثر من ماسونية كي نذر الرماد في عيون رفقائهم*.(في البروتوكولات إشارات كثيرة إلى الصلة بين الماسونية و الصهيونية.)

من رحمة الله أن شعبه المختار مشتت, و هذا التشتت الذي يبدو ضعفنا فينا أمام العالم قد ثبت أنه كل قوتنا التي وصلت بنا إلى عتبة السلطة العالمية.

ليس لدينا أكثر من أن نبني على هذه الأسس, لكي نصل إلى أهدافنا.

 

البروتوكول الثانى عشر

إن كلمة الحرية التى يمكن أن تفسر بوجوه شتى سنحددها هكذا " الحرية هى حق عمل ما يسمح به القانون " تعريف الكلمة هكذا سينفعنا على هذا الوجه: إذ سيترك لنا أن نقول أين تكون الحرية، و أين ينبغى أن لا تكون، و ذلك لسبب بسيط هو أن القانون لن يسمح إلا بما نرغب نحن فيه.

و سنعامل الصحافة على النهج الآتى: ما الدور الذى تلعبه الصحافة فى الوقت الحاضر ؟ إنها تقوم بتهييج العواطف الجياشة فى الناس، و أحياناً بإثارة المجادلات الحزبية الأنانية التى ربما تكون ضرورية لمقصدنا. و ما أكثر ما تكون فارغة ظالمة زائفة، و معظم الناس لا يدركون أغراضها الدقيقة أقل إدراك. إننا سنسرجها و سنقودها بلجم حازمة، و سيكون علينا أيضاً أن نظفر بإدارة شركات النشر الأخرى، فلن ينفعنا أن نهيمن على الصحافة الدورية بينما لا نزال عرضة لهجمات النشرات و الكتب. و سنحول إنتاج النشر الغالى فى الوقت الحاضر مورداً من موارد الثورة يدر الربح لحكومتنا، بتقديم ضريبة دمغة معينة و بإجبار الناشرين على أن يقدموا لنا تأميناً، لكى نؤمن حكومتنا من كل أنواع الحملات من جانب الصحافة. و إذا وقع هجوم فسنفرض عليها الغرامات عن يمين و شمال. إن هذه الإجراءات كالرسوم و التأمينات و الغرامات ستكون مورد دخل كبير للحكومة، و من المؤكد أن الصحف الحزبية لن يردعها دفع الغرامات الثقيلة ((سبب ذلك أن الأحزاب تتحمل عن صحفها ما تدفعه من غرامات فهى لا تبالى بالغرامة، و لكن الصحف غير الحزبية تدفع ما تغرم من مالها فهى لا تجرؤ جرأة الصحف الحزبية على أى هجوم وراءه غرم لها)) و لذلك فإننا عقب هجوم خطير ثان - سنعطلها جميعاً.

و ما من أحد سيكون قادراً دون عقاب على المساس بكرامة عصمتنا السياسية. و سنعتذر عن مصادرة النشرات بالحجة الآتية، سنقول: النشرة التى صودرت تثير الرأى العام على غير قاعدة و لا أساس.

غير أنى سأسألكم توجيه عقولكم الى أنه ستكون بين النشرات الهجومية نشرات نصدرها نحن لهذا الغرض، و لكنها لا تهاجم إلا النقط التى نعتزم تغييرها فى سياستنا. و لن يصل طرف من خبر الى المجتمع من غير أن يمر على إرادتنا. و هذا ما قد وصلنا إليه حتى فى الوقت الحاضر كما هو واقع: فالأخبار تتسلمها وكالات قليلة ((أى الوكالات الإخبارية. و يلاحظ أن معظم هذه الوكالات تخضع لليهود الآن، فمعظم ما كانوا يشتهونه قد تحقق لهم الآن)) تتركز فيها الأخبار من كل أنحاء العالم. و حينما نصل الى السلطة ستنضم هذه الوكالات جميعاً إلينا، و لن تنشر إلا ما نختار نحن التصريح به من الأخبار.

إذا كنا توصلنا فى الأحوال الحاضرة الى الظفر بإدارة المجتمع الأممى (غير اليهودى) الى حد أنه يرى أمور العالم خلال المناظير الملونة التى و ضعناها فوق أعينه: و إذا كان لم يقم حتى الآن عائق يعتاق وصولنا الى أسرار الدولة. كما تسمى لغباء الأمميين، إذن - فماذا سيكون موقفنا حين نعرف رسمياً كحكام للعالم فى شخص امبراطورنا الحاكم العالمى ؟

و لنعد الى مستقبل النشر. كل إنسان يرغب فى أن يصير ناشراً أو كاتباً أو طابعاً سيكون مضطراً الى الحصول على شهادة و رخصة تسحبان منه إذا وقعت منه مخالفة.

و القنوات ((المراد بالقنوات المطبوعات التى يعبر الناس فيها عن آرائهم كالكتب و الرسائل و النشرات و نحوها)) التى يجد فيها التفكير الإنسانى ترجماناً له - ستكون بهذه الوسائل خالصة فى أيدى حكومتنا التى ستتخذها هى نفسها وسيلة تربوية، و بذلك ستمنع الشعب أن ينقاد للزيغ بخيال " التقدم " و التحرر. و من منا لا يعرف ان السعادة الخيالية هى أن " التقدم " أو بالأحرى فكرة التقدم التحررى قد أمدت الناس بأفكار مختلطة للعتق من غير أن تضع أى حد له. إن كل من يسمون متحررين فوضويون، إن لم يكونوا فى عملهم ففى أفكارهم على التأكيد. كل واحد منهم يجرى وراء طيف الحرية ظاناً أنه يستطيع أن يفعل ما يشاء، أى أن كل واحد منهم ساقط فى حالة فوضى فى المعارضة التى يفضلها لمجرد الرغبة فى المعارضة.

و لنناقش الآن أمر النشر: إننا سنفرض عليه ضرائب بالأسلوب نفسه الذى فرضنا به الضرائب على الصحافة الدورية، أى عن طريق فرض دمغات و تأمينات و لكن سنفرض على الكتب التى تقل عن ثلاثمائة صفحة ضريبة مضاعفة فى ثقلها ضعفين. لكى نقلل نشر الدوريات التى تكون أعظم سموم النشر فتكاً.

و هذه الإجراءات ستكره الكتاب أيضاً على أن ينشروا كتباً طويلة، ستقرأ قليلاً بين العامة من أجل طولها، و من أجل أثمانها العالية بنوع خاص. و نحن أنفسنا سننشر كتباً رخيصة الثمن كى نعلم العامة و نوجه عقولهم فى الاتجاهات التى نرغب فيها. إن فرض الضرائب سيؤدى الى الإقلال من كتابة أدب الفراغ الذى لا هدف له. و إن كون المؤلفين مسئولين أمام القانون سيضعهم فى أيدينا، و لن يجد أحد يرغب مهاجمتنا بقلمه ناشراً ينشر له.

قبل طبع أى نوع من الأعمال سيكون على الناشر أو الطابع أن يلتمس من السلطات إذناً بنشر العمل المذكور. و بذلك سنعرف سلفاً كل مؤامرة ضدنا، و سنكون قادرين على سحق رأيها بمعرفة المكيدة سلفاً و نشر البيان عنها.

الأدب و الصحافة هما أعظم قوتين تعليمتين خطيرتين. و لهذا السبب ستشترى حكومتنا العدد الأكبر من الدوريات.

و بهذه الوسيلة سنعطل التأثير السيئ لكل صحيفة مستقلة، و نظفر بسلطان كبير جداً على العقل الإنسانى. و إذا كنا نرخص بنشر عشر صحف مستقلة فسنشرع حتى يكون لنا ثلاثون، و هكذا دواليك.

و يجب الا يرتاب الشعب أقل ريبة فى هذه الإجراءات. و لذلك فإن الصحف الدورية التى ننشرها ستظهر كأنها معارضة لنظراتنا و آرائنا، فتوحى بذلك الثقة فالى القراء، و تعرض منظراً جذاباً لأعدائنا الذين لا يرتابون فينا، و سيقعون لذلك فى شركنا ((أى سيكشفون أنفسهم فيها لليهود، و يمكنون لهم من الاتصال بهم، فيعاملونهم بما يضمن ولاءهم، و يضعهم تحت رحمتهم كما وضحته السطور التالية))، و سيكونون مجردين من القوة.

 

و فى الصف الأول سنضع الصحافة الرسمية. و ستكون دائماً يقظة للدفاع عن مصالحنا، و لذلك سيكون نفوذها على الشعب ضعيفاً نسبياً. و فى الصف الثانى سنضع الصحافة شبه الرسمية Semi - official التى سيكون واجبها استمالة المحايد و فاتر الهمة، و فى الصف الثالث سنضع الصحافة التى تتضمن معارضتنا، و التى ستظهر فى احدى طبعاتها مخاصمة لما، و سيتخذ أعداؤنا الحقيقيون هذه المعارضة معتمداً لهم، و سيتركون لنا أن نكشف أوراقهم بذلك.

ستكون لنا جرائد شتى تؤيد الطوائف المختلفة: من أرستقراطية، و جمهورية، و ثورية، بل فوضوية أيضاً. و سيكون ذلك طالما أن الدساتير قائمة بالضرورة. و ستكون هذه الجرائد مثل الإله الهندى فشنو Vishnu ((فشنو هو اسم إله هندى بمعنى الشامل أو الحافظ أو الحامى، و تمثال فشنو يصور على هيئة انسان له أيد كثيرة، و هذه الأيدى تشير الى عمله و مداه، فالأيدى علامة الحماية و كثرتها علامة شمولها و امتدادها الى كل شىء)). لها مئات الأيدى، و كل يد ستجس نبض الرأى العام المتقلب.

و متى ازداد النبض سرعة فإن هذه الأيدى ستجذب الرأى نحو مقصدنا، لأن المريض المهتاج الأعصاب سهل الانقياد و سهل الوقوع تحت أى نوع من أنواع النفوذ. و حين يمضى الثرثارون فى توهم أنهم يرددون رأى جريدتهم الحزبية فإنهم فى الواقع يرددون رأينا الخاص، أو الرأى الذى نريده. و يظنون أنهم يتبعون جريدة حزبهم على حين أنهم، فى الواقع، يتبعون اللواء الذى سنحركه فوق الحزب، و لكى يستطيع جيشنا الصحافى أن ينفذ روح هذا البرنامج للظهور، بتأييد الطوائف المختلفة - يجب علينا أن ننظم صحافتنا بعناية كبيرة.

و باسم الهيئة المركزية للصحافة Central Commission of Press سننظم اجتماعات أدبية و سيعطى فيها وكلاؤنا - دون أن يفطن اليهم - شارة للضمان Countersign و كلمات السر Passwords. و بمناقشة سياستنا و مناقضتها، و من ناحية سطحية دائماً بالضرورة، و دون مساس فى الواقع بأجزائها المهمة - سيستمر أعضاؤنا فى مجادلات زائفة شكلية مع الجرائد الرسمية، كى تعطينا حجة لتحديد خططنا بدقة أكثر مما نستطيع فى إذاعتنا البرلمانية. و هذه بالضرورة لا يكون لمصلحتنا فحسب، و هذه المعارضة من جانب الصحافة ستخدم أيضاً غرضنا، إذ تجعل الناس يعتقدون أن حرية الكلام لا تزال قائمة كما أنها ستعطى وكلاءنا Agents فرصة تظهر أن معارضينا يأتون باتهامات زائفة ضدنا، على حين أنهم عاجزون عن أن يجدوا أساساً حقيقياً يستندون عليه لنقض سياستنا و هدمها.

هذه الإجراءات التى ستخفى ملاحظتها على انتباه الجمهور - ستكون أنجح الوسائل فى قيادة عقل الجمهور، و فى الإحياء إليه بالثقة و الاطمئنان الى جانب حكومتنا.

 

و بفضل هذه الإجراءات سنكون قادرين على إثارة عقل الشعب و تهدئته فى المسائل السياسية، حينما يكون ضرورياً لنا أن نفعل ذلك، و سنكون قادرين على إقناعهم أو بلبلتهم بطبع أخبار صحيحة أو زائفة ؛ حقائق أو ما يناقضها، حسبما يوافق غرضنا. و إن الأخبار التى سننشرها ستعتمد على الأسلوب الذى يتقبل الشعب به ذلك النوع من الأخبار، و سنحتاط دائماً احتياطاً عظيماً لجس الأرض قبل السير عليها.

إن القيود التى سنفرضها على النشرات الخاصة، كما بينت، إذ لن تكون لديهم وسائل صحفية تحت تصرفهم يستطيعون حقيقة أن يعبروا بها تعبيراً كاملاً عن آرائهم، و لن نكون مضطرين و لو الى عمل تفنيد كامل لقضاياهم.

و المقالات الجوفاء Ballon d'essai التى سنلقى بها فى الصف الثالث من صحافتنا سنفندها عفواً، بالضرورة، تفنيداً شبه رسمى Semi –offically.

يقوم الآن فى الصحافة الفرنسية نهج الفهم الماسونى ((أى تكوين الجماعة سرياً، و التفاهم بين أعضائها بطريقة لا سفهمها غيرهم)) لإعطاء شارات الضمان Countersigns فكل أعضاء الصحافة مرتبطون بأسرار مهنية متبادلة على أسلوب النبوءات القديمة Ancient orcles و لا أحد من الأعضاء سيفشى معرفته بالسر، على حين أن مثل هذا السر غير مأمور بتعميمه. و لن تكون لناشر بمفرده الشجاعة على إفشاء السر الذى عهد به إليه، و السبب هو أنه لا أحد منهم يؤذن له بالدخول فى عالم الأدب مالم يكن يحمل سمات ((السمات، جمع سمة و هى العلامة و المراد هنا: وصمة عار و خزى)) بعض الأعمال المخزية فى حياته الماضية. و ليس عليه أن يظهر إلا أدنى علامات العصيان حتى تكشف فوراً سماته المخزية. و بينما تظل هذه السمات معروفة لعدد قليل تقوم كرامة الصحفى بجذب الرأى العام إليه فى جميع البلاد، و سينقاد له الناس و يعجبون به.

و يجب أن تمتد خططنا بخاصة الى الأقاليم Previnces و ضرورى لنا كذلك أن نستطيع فى أى وقت أن ننزلها الى العاصمة بتقديمها كأنها آراء محايدة للأقاليم.

و طبعاً لن يتغير منبع الفكرة و أوصلها: أعنى أنها ستكون عندنا.

و يلزمنا، قبل فرض السلطة، أن تكون المدن أحياناً تحت نفوذ رأى الأقاليم _ و هذا يعنى أنها ستعرف رأى الأغلبية الذى سنكون قد دبرناه قبل، و من الضرورى لنا أن لا تجد العواصم فى فترة الأزمة النفسية وقتاً لمناقشة حقيقة واقعة، بل تتقبلها ببساطة، لأنها قد أجازتها الأغلبية فى الأقاليم.

و حينما نصل الى عهد المنهج Regeme الجديد - أى خلال مرحلة التحول الى مملكتنا - يجب أن لا نسمح للصحافة بأن تصف الحوادث الإجرامية: إذ سيكون من اللازم أن يعتقد الشعب أن المنهج الجديد مقنع و ناجح الى حد أن الإجرام قد زال.

و حيث تقع الحوادث الإجرامية يجب أن لا تكون معروفة إلا لضحيتها و لمن يتفق له أن يعاينها فحسب ((المعنى هو أن الجريمة لا يراها إلا المصاب بها، و من يشهدها لأنه كان فى مكان الجريمة مصادفة)).

 

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 355 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

البروتوكول السابع

أن ضخامة الجيش, و زيادة القوة البوليسية ضروريتان لإتمام الخطط السابقة الذكر. و أنه ضرورة لنا, كي نبلغ ذلك. أن لا يكون إلى جوانبنا في كل الأقطار شئ بعد إلا طبقة صعاليك ضخمة, و كذلك جيش كثير و بوليس مخلص لأغراضنا.

في كل أوربا, و بمساعدة أوربا يجب أن ننشر في سائر الأقطار الفتنة والمنازعات والعدوات المتبادلة. فان في هذه فائدة مزدوجة: فأما أولا بهذه الوسائل سنتحكم في أقدار كل الأقطار التي تعرف حق المعرفة أن لنا القدوة على خلق الاضطرابات كما نريد, مع قدرتنا على إعادة النظام, و كل البلاد معتادة على أن تنظر إلينا مستغيثة عند إلحاح الضرورة متى لزم الأمر. و أما ثانيا فبالمكايد والدسائس, و سوف نصطاد بكل أحابيلنا و شباكنا التي نصبنها في وزارات جميع الحكومات, و لم نحبكها بسياستنا فحسب, بل بالاتفاقات الصناعية و الخدمات المالية أيضا.

و لكي نصل إلى هذه الغايات يجب علينا أن ننطوي على كثير من الدهاء و الخبث خلال المفوضات و الاتفاقات, و لكننا فيما يسمى ((اللغة الرسمية)) سوف نتظاهر بحركات عكس ذلك, كي نظهر بمظهر الأمين المتحمل للمسئولية. و بهذا ستنظر دائما إلينا حكومات الأمميين التي علمناها أن تقتصر في النظر على جانب الأمور الظاهرة وحدها كأننا متفضلون و منقذون للإنسانية.

و يجب علينا أن نكون مستعدين لمقابلة كل معارضة بإعلان الحرب على جانب ما يجاورنا من بلاد تلك الدولة التي تجرؤ على الوقوف في طريقنا. و لكن إذا غدر هؤلاء الجيران فقرروا الاتحاد ضدنا فالواجب علينا أن نجيب على ذلك بخلق حرب عالمية.

أن النجاح الأكبر في السياسة يقوم على درجة السرية المستخدمة في اتباعها, و أعمال الدبلوماسي لا يجب أن تطابق كلماته. و لكي نعزز خطتنا العالمية الواسعة التي تقترب من نهايتها المشتهاة يجب علينا أن نتسلط على حكومات الأمميين بما يقال له الآراء العامة التي ندبرها نحن في الحقيقة من قبل, متوسلين بأعظم القوى جميعا. وهي الصحافة, و أنها جميعا لفي أيدينا إلا قليلا لا نفوذ له ولا قيمة يعتد بها.

و بإيجاز, من أجل أن نظهر استعبادنا لجميع الحكومات الأممية في أوربا سوف نبين قوتنا لواحدة منها متوسلين بجرائم العنف و ذلك هو ما يقال له حكم الإرهاب و إذا اتفقوا جميعا ضدنا فعندئذ سنجيبهم بالمدافع الأمريكية أو الصينية أو اليابانية.

تنويه * يجب أن يدقق القارئ في هذا البروتوكول فإن كل ما ورد فيه ينطبق بكل حروفه على روسيا الشيوعية, و هو أوضح دليل على ما بين الشيوعية و اليهود من صلات, و على أن الشيوعية ليست إلا فكرة يهودية تسخر روسيا و غيرها للاستيلاء على العالم, فالجيش و القوة البوليسية هما عماد الحكم الإرهابي في روسيا.

 

البروتوكول الثامن

يجب أن نأمن كل الآلات التى قد يوجهها أعداؤنا ضدنا. و سوف نلجأ الى أعظم التعبيرات تعقيداً و إشكالاً فى معظم القانون - لكى نخلص أنفسنا - اذا أكرهنا على إصدار أحكام طائشة أو ظالمة، لأنه سيكون هاماً أن نعبر عن هذه الأحكام بأسلوب محكم، حتى تبدو للعامة أنها من أعلى نمط أخلاقى، و أنها عادلة و طبيعية حقاً. و يجب أن تكون حكومتنا محوطة بكل قوى المدينة التى ستعمل خلالها. إنها ستجذب الى نفسها الناشرين و المحامين و الأطباء و رجال الإدارة و الدبلوماسيين، ثم القوم المنشئين فى مدارسنا التقدمية الخاصة ((لا يخلوا قطر فى العالم من صنائع اليهود بين هذه الطوائف المذكورة و غيرها ينفذون خطط صهيون و يخدمونها عن وعى و عن غير وعى)). هؤلاء القوم سيعرفون أسرار الحياة الاجتماعية، فسيتمكنون من كل اللغات مجموعة فى حروف و كلمات سياسية، و سيفقهون جيداً فى الجانب الباطنى للطبيعة الإنسانية بكل أوتارها هى التى تشكل عقول الأمميين، و صفاتهم الصالحة و الطالحة، و ميولهم و عيوبهم، من عجيب الفئات و الطبقات. و ضرورى أن مستشارى سلطتنا هؤلاء الذين أشير هنا إليهم - لن يختاروا من بين الأمميين (غير اليهود) الذين اعتادوا أن يحتملوا أعباء أعمالهم الإدارية دون أن يتدبروا بعقولهم النتائج التى يجب أن ينجزوها، و دون أن يعرفوا الهدف من وراء هذه النتائج. إن الإداريين من الأمميين يؤشرون على الأوراق من غير أن يقرءوها، و يعملون حباً فى المال أو الرفعة، لا للمصلحة الواجبة.

إننا سنحيط حكومتنا بجيش كامل من الاقتصاديين، و هذا هو السبب فى علم الاقتصاد هو الموضوع الرئيسى الذى يعلمه اليهود. و سنكون محاطين بألوف من رجال البنوك، و أصحاب الصناعات، و أصحاب الملايين - و أمرهم لا ينال أعظم قدراً- إذ الواقع أن كل شىء سوف يقرره المال. و مادام ملء المناصب الحكومية بإخواننا اليهود فى أثناء ذلك غير مأمون بعد - فسوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة الى القوم الذين ساءت صحائفهم و أخلاقهم، كى تقف مخازيهم فاصلاً بين الأمة و بينهم، و كذلك سوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة الى القوم الذين اذا عصوا أوامرنا توقعوا المحاكمة و السجن ((إن اليهود إنما يختارون عملائهم غالباً من هؤلاء، فهم دائماً يحاولون استغلال أحط العناصر من أحط مشاعر النفس الإنسانية، و قد انتشر عملائهم على هذا النحو فى ميادين كثيرة لاسيما الإدارة الحكومية و الصحافة. و فى بلادنا العربية و غيرها كثير من عملائهم ذوى الصحائف السود بين الأدباء و الوزراء و رجال الشركات و نحوهم. و هؤلاء العملاء ذوو ميول و نزعات مختلفة فى الظاهر غالباً، و هم مندسون بين كل الطوائف و الطبقات حتى الخدم فى البيوت، و العاهرات مكشوفات و مستورات، و الفنانين و الفنانات و المطربين و المطربات و الوصيفات فى البيوت الثرية، و زعماء الشعوب و قادة الفكر، بل ان رجال الأديان مسيحيين و مسلمين لا يخلون من عناصر يهودية أو عناصر من عملاء اليهود تعمل لمصلحتهم، أو عناصر من أصول يهودية تنصرت أو أسلمت لتندمج مع المسيحيين و المسلمين دون أن تثير ريبتهم، و خاصة أن من أغراض اليهود القضاء على جميع الأديان، و التوصل لذلك بإتخاذ عملاء لهم من رجال الأديان، أو دس يهود يدخلون فى المسيحية أو الإسلام للكيد و الهدم من الداخل، و هناك طائفة عددها 400 أسلموا فى مصر سنة 1938، 1942، و قد أشاروا فى البروتوكولات الى خطتهم ليصلوا الى جعل بابا الفاتيكان منهم و هذا ليس بغريب على من عرف من تاريخهم فى المسيحية والإسلام عشرات الأمثلة على ذلك)). و الغرض من كل هذا أ،هم سيدافعون عن مصالحنا حتى النفس الأخير الذى تنفث صدورهم به.

 

البروتوكول التاسع

عليكم أن توجهوا التفاتا خاصا في استعمال مبادئنا إلى الأخلاق الخاصة بالأمة التي أنتم بها محاطون, و فيها تعملون. و عليكم ألا تتوقعوا نجاحا خلالها في استعمال مبادئنا بكل مشتملاتها حتى يعاد تعليم الأمة بآرائنا, و لكنكم إذا تصرفتم بسداد في استعمال مبادئنا فستكتشفون أنه قبل مضي عشر سنوات سيتغير أشد الأخلاق تماسكا, و سنضيف كذلك أمة أخرى إلى مراتب تلك الأمم التي خضعت لنا من قبل.

أن الكلمات التحررية لشعارنا الماسوني هي ((الحرية و المساواة و الإخاء)) و سوف لا نبدل كلمات شعارنا, بل نصوغها معبرة عن فكرة, و سوف نقول: ((حق الحرية, و واجب المساواة, و فكرة الإخاء)).

و بها سنمسك الثور من قرنيه, وحينئذ نكون قد دمرنا في حقيقة الأمر كل القوى الحاكمة إلا قوتنا, و إن تكن هذه القوة الحاكمة نظريا ما تزال قائمة. و حين تقف حكومة من الحكومات نفسها موقف المعارضة لنا في الوقت الحاضر فإنما ذلك أمر صوري, متخذ بكامل معرفتنا و رضانا, كما أننا محتاجون إلى انفجاراتهم المعادية للسامية, كي ما نتمكن من حفظ إخواننا الصغار في النظام.

و حقيقة الأمر أننا لا نلقي معارضة, فإن حكومتنا من حيث القوة الفائقة جدا ذات مقام في نظر القانون يتأدى بها إلى حد أننا قد نصفها بهذا التعبير الصارم: الدكتاتورية. و أنني أستطيع في ثقة أن أصرح اليوم بأننا أصحاب التشريع, و أننا المتسلطون في الحكم, و المقررون للعقوبات, و أننا نقضي بإعدام من نشاء و نعفو عمن نشاء, و نحن كما هو الواقع أولو الأمر الأعلون في كل الجيوش. و نحن نحكم بالقوة القاهرة, لأنه لا تزال في أيدينا الفلول التي كانت الحزب القوي من قبل, و هي الآن خاضعة لسلطتنا. أن لنا طموحا لا يحد, و شرها لا يشبع, و نقمة لا ترحم. أننا مصدر إرهاب بعيد المدى. و أننا نسخر في خدمتنا أناسا من جميع المذاهب و الأحزاب: رجال يرغبون في إعادة إنشاء الملكيات, و اشتراكيين, و شيوعيين, و حالمين بكل أنواع الطوبيات*(هي المدينة الفاضلة), و لقد وضعناهم جميعا تحت السرج, و كل منهم على طريقته الخاصة ينسف ما بقى من السلطة, و يحاول أن يحطم كل القوانين القائمة.و بهذا التدبير تتعذب الحكومات, و تصرخ طلبا للراحة, و تستعد من أجل السلام لتقديم أي تضحية, و لكننا لن نمنحهم أي سلام حتى يعترفوا في ضراعة بحكومتنا الدولية العليا.

أننا نخشى تحالف القوة الحاكمة في الأمميين مع قوة الرعاع العمياء, غير أننا قد اتخذنا كل الاحتياطات لنمنع احتمال وقوع هذا الحادث. فقد أقمنا بين القوتين سدا قوامة الرعب الذي تحسه القوتان كل من الأخرى. و هكذا تبقى قوة الشعب سندا إلى جانبا, و سنكون وحدنا قادتها, و سنوجهها لبلوغ أغراضنا.

و لكي لا تتحرر أيدي العميان من قبضتنا فيما بعد يجب أن نظل متصلين بالطوائف اتصالا مستمرا, و هو أن لم يكن شخصيا فهو على أي اتصال من خلال أشد إخواننا إخلاصا, و عندما نصير قوة معروفة سنخاطب العامة شخصيا في المجامع السوقية, و سنثقفها في الأمور السياسية في أي اتجاه يمكن أن يلتئم مع ما يناسبنا.

و كيف نستوثق مما يتعلمه الناس في مدارس الأقاليم؟ من المؤكد أن ما يقوله رسل الحكومة, أو ما يقوله الملك نفسه لا يمكن أن يخيب في الذيوع بين الأمة كلها, لأنه سرعان ما ينتشر بلغط الناس.

و لقد خدعنا الجيل الناشئ من الأمميين, و جعلناه فاسدا متعفنا بما علمناه من مبادئ. و نظريات معروف لدينا زيفها التام, و لكننا نحن أنفسنا الملقنون لها. و لقد حصلنا على نتائج مفيدة خارقة من غير تعديل فعلي للقوانين السارية من قبل, بل بتحريفها في بساطة, و بوضع تفسيرات لها لم يقصد إليها مشرعوها.

و قد صارت هذه النتائج أولا ظاهرة بما تحقق من أن تفسيراتنا قد غطت على المعنى الحقيقي, ثم مسختها تفسيرات غامضة إلى حد أنه استحال على الحكومة أن توضح مثل هذه المجموعة الغامضة من القوانين. و من هنا قام مذهب عدم التمسك بحرفية القانون, بل الحكم بالضمير, و مما يتخلف فيه أن تستطيع الأمم النهوض بأسلحتها ضدنا إذا اكتشفت خططنا قبل الأوان. و تلافيا لهذا نستطيع أن نعتمد على القذف في ميدان العمل بقوة رهيبة سوف تملأ أيضا قلوب أشجع الرجال هولا و رعبا. و عندئذ ستقام في كل المدن الخطوط الحديدية المختصة بالعواصم, و الطرقات الممتدة تحت الأرض. و من هذه الأنفاق الخفية سنفجر و ننسف كل مدن العالم, ومعها أنظمتها و سجلاتها جميعا.

 

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 185 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

البروتوكول الخامس

ما نوع الحكومة الذى يستطيع المرء أن يعالج به مجتمعات تفشت الرشوة والفساد فى كل أنحائها: حيث الغنى لا يتوصل اليه الا بالمفاجآت الماكرة, و وسائل التدليس, و حيث الخلافات متحكمة على الدوام, والفضائل فى حاجة الى أن تعززها العقوبات والقوانين الصارمة, لا المبادئ المطاعة عن رغبة, و حيث المشاعر الوطنية والدينية مستغرقة فى العقائد العلمانية.

ليست صورة الحكومة التى يمكن أن تعطاها هذه المجتمعات بحق الا صورة الاستبداد التى سأصفها لكم.

إننا سننظم حكومة مركزية قوية، لكى نحصل على القوى الاجتماعية لأنفسنا. و سنضبط حياة رعايانا السياسية بقوانين جديدة كما لو كانوا أجزاء كثيرة جداً فى جهاز. و مثل هذه القوانين ستكبح كل حرية، و كل نزعات تحررية يسمح بها الأمميون (غير اليهود)، و بذلك يعظم سلطاننا فيصير استبداداً يبلغ من القوة أن يستطيع فى اى زمان و اى مكان سحق الساخطين المتمردين من غير اليهود.

سيقال أن نوع الاستبداد الذى اقترحه لن يناسب تقدم الحضارة الحالى، غير أنى سأبرهن لكم على أن العكس هو الصحيح. إن الناس حينما كانوا ينظرون الى ملوكهم نظرهم الى ارادة الله كانوا يخضعون فى هدوء لاستبداد ملوكهم. و لكن منذ اليوم الذى أوحينا فيه الى العامة بفكرة حقوقهم الذاتية - أخذوا ينظرون الى الملوك نظرهم الى أبناء الفناء العاديين. و لقد سقطت المسحة المقدسة (أى زالت عنهم مسحة القداسة و أنكر الناس على الملوك الحق الإلهى المطلق فى حكم الشعوب) رءوس الملوك فى نظر الرعاع، و حينما انتزعنا منهم عقيدتهم هذه انتقلت القوة الى الشوارع (أى صارت السلطة للشعوب لا الملوك و صارت الأمم مصدر السلطات) فصارت كالملك المشاع، فاختطفناها. ثم إن من بين مواهبنا الإدارية التى نعدها لأنفسنا موهبة حكم الجماهير والأفراد بالنظريات المؤلفة بدهاء، و بالعبارات الطنانة، و بسنن الحياه و كل أنواع الخديعة الأخرى. كل هذه النظريات التى لا يمكن أن يفهمها الأمميون أبداً مبنية على التحليل والملاحظة ممتزجين بفهم يبلغ من براعته الا يجارينا فيه منافسونا أكثر مما يستطيعون أن يجارونا فى وضع خطط للأعمال السياسية والاغتصاب. و إن الجماعة المعروفة لنا و يمكن أن تنافسنا فى هذه الفنون ربما تكون جماعة اليسوعيين Jesuits، و لكنا نجحنا فى أن نجعلهم هزواً و سخرية فى أعين الرعاع الأغبياء، و هذه مع أنها جماعة ظاهرة بينما نحن أنفسنا باقون فى الخفاء محتفظون بمنظمتنا سراً.

ثم ما الفرق بالنسبة للعالم بين أن يصير سيده هو رأس الكنيسة الكاثوليكية، و أن طاغية من دم صهيون ؟

و لكن لا يمكن أن يكون الأمراء سواء بالنسبة الينا نحن ((الشعب المختار)). قد يتمكن الأمميون فترة من أن يسوسونا و لكنا مع ذلك لسنا فى حاجة الى الخوف من أى خطر مادمنا فى أمان بفضل البذور العميقة لكراهيتهم بعضهم بعضاً، و هى كراهية متأصلة يمكن انتزاعها.

لقد بذرنا الخلاف بين كل واحد و غيره فى جميع أغراض الأمميين الشخصية والقومية، بنشر التعصبات الدينية والقبلية خلال عشرين قرناً. و من هذا كله تتقرر حقيقة: هى أن أى حكومة منفردة ان تجد لها سنداً من جارتها حين تدعوها الى مساعدتها ضدنا، هو نكبة على كيانها الذاتى (هذه محنة من شر المحن التى تقاسيها الشعوب التى عظم فيها نفوذ اليهود، لأن هذا النفوذ غالباً يستعمل ضد مصلحة الشعوب، و اذا أرادت الأمة التخلص منه لم تستطع إلا بتضحية كثير من مصالحها لشدة الترابط بين مصالحها و مصالح اليهود، كما حدث فى المانيا بعد الحرب العالمية الأولى).

نحن أقوياء جداً، فعلى العالم أن يعتمد علينا و ينيب إلينا. و إن الحكومات لا تستطيع أبداً أن تبرم معاهدة و لو صغيرة دون أن نتدخل فيها سراً.

((بحكمى فليحكم الملوك Per me reges regunt إننا نقرأ فى شريعة الأنبياء أننا مختارون من الله لنحكم الأرض، و قد منحنا الله العبقرية، كى نكون قادرين على القيام بهذا العمل. إن كان فى معسكر أعدائنا عبقرى فقد يحاربنا، و لكن القادم الجديد لن يكون كفؤاً لأيد عريقة كأيدينا (أى أن العبقرى الجديد - كما يرون - لن يبلغ فى المقدرة على الحكم مبلغ حكماء صهيون الذين تدربوا على سياسة الجماهير منذ قرون يورث خلالها السابقون منهم اللاحقين أسرار السياسة و يدربونهم على الحكم).

إن القتال بيننا سيكون ذا طبيعة متهورة لم ير العالم لها مثيلاً من قبل. والوقت متأخر بالنسبة الى عباقرتهم. و إن عجلات جهاز الدولة كلها تحركها قوة، و هذه القوة فى أيدينا هى التى تسمى الذهب.

و علم الاقتصاد السياسى الذى محصه علماؤنا الفحاطل قد برهن على أن قوة رأس المال أعظم من مكانة التاج.

و يجب الحصول على احتكار مطلق للصناعة التجارة، ليكون لرأس المال مجال حر، و هذا ما تسعى لاستكماله فعلاً يد خفية فى جميع أنحاء العالم. و مثل هذه الحرية ستمنح التجار قوة سياسية، و هؤلاء التجار سيظلمون الجماهير بانتهاز الفرص.

و تجريد الشعب من السلاح هذه الأيام (إن تجريد الشعوب من السلاح، و خاصة فى الأوقات التى يتهددها فيها خطر خارجى، يخمد فى قلوبها الشجاعة والنخوة، و يغريها باليأس والاستسلام) أعظم أهمية من دفعه الى الحرب، و اهم من ذلك أن نستعمل العواطف المتأججة فى أغراضنا بدلاً من إخمادها، و أن نشجع أفكار الآخرين و نستخدمها فى أغراضنا بدلاً من محوها. إن المشكلة الرئيسية لحكومتنا هى: كيف تضعف عقول الشعب بالانتقاد (إن النقد على غير أساس صحيح يربك العقول و يضللها، و يغريها بالإفراط فى الجدال لمحض الجدل، لا لرغبة فى معرفة الحق، و هو من شر البلايا التى تسلط على الشعوب الجاهلة، فليعرف ذلك المتطرفون فى الدين والوطنية) و كيف تفقدها قوة الإدراك التى تخلق نزعة المعارضة، و كيف تسحر عقول العامة بالكلام الأجوف.

فى كل الأمان كانت الأمم - مثلها مثل الأفراد - تأخذ الكلمات على أنها افعال، كأنما هى قانعة بما تسمع، و قلما تلاحظ ما اذا كان الوعد قابلاً للوفاء فعلاً أم غير قابل له. و لذلك فإننا - رغبة فى التظاهر فحسب - سننظم هيئات يبرهن أعضاؤها بالخطب البليغة على مساعدتهم فى سبيل ((التقدم)) و يثنون عليها (هذه حقيقة جديرة بالالتفات فى السياسة، والزعماء الدجالون يلجأون فى تضليل الشعوب الى الوعود البراقة، و أن الجماهير الجاهلة تميل دائماً الى تصديقها غفلة، أو أملاً كاذباً فى تغيير الحال، أو ثقة خادعة بالزعماء، أو كل ذلك و نحوه).

و سنزيف مظهراً تحررياً لكل الهيئات و كل الاتجاهات، كما أننا سنضفى هذا المظهر على كل خطبائنا. و هؤلاء سيكونون ثرثارين بلا حد، حتى أنهم سنهكون الشعب بخطبهم، و سيجد الشعب خطابة من كل نوع أكثر مما يكفيه و يقنعه.

و لضمان الرأى العام يجب أولاً أن نحيره كل الحيرة بتغييرات من جميع النواحى لكل أساليب الآراء المتناقضة حتى يضيع الأمميون (غير اليهود) فى متاهتهم. و عندئذ سيفهمون أن خير ما يسلكون من طرق هو أن لا يكون لهم رأى فى المسائل السياسية. هذه المسائل ليقصد منها أن يدركها الشعب بل يجب أن تظل من مسائل القادة الموجهين فحسب، و هذا هو السر الأول.

والسر الثانى (هذان السران من أخطر الأسرار السياسية، و عليهما تبنى النتائج الخطيرة المشار الى بعضها فى الفقرة التالية لهما) - و هو ضرورى لحكومتنا الناجحة - أن تتضاعف و تتضخم الأخطاء والعادات والعواطف والقوانين العرفية فى البلاد، حتى لا يستطيع إنسان أن يفكر بوضوح فى ظلامها المطبق، و عندئذ يتعطل فهم الناس بعضهم بعضاً.

هذه السياسة ستساعدنا أيضاً فى بذر الخلافات بين الهيئات، و فى تفكيك كل القوى المجتمعة، وفى تثبيط كل تفوق فردى ربما يعوق أغراضنا بأى أسلوب من الأساليب.

لا شىء أخطر من الامتياز الشخصى ؛ فإنه اذا كانت وراءه عقول فربما يضرنا أكثر مما تضرنا ملايين التاس الذين وضعنا يد كل منهم على رقبة الآخر ليقتله.

يجب أن نوجه تعليم المجتمعات المسيحية (هذا يشمل ايضاً المجتمعات غير المسيحية) فى مثل هذا الطريق: فكلما احتاجوا الى كفء لعمل من الأعمال فى أى حال من الاحوال سقط فى أيديهم و ضلوا فى خيبة بلا أمل.

إن النشاط الناتج عن حرية العمل يستنفد قوته حينما يصطدم بحرية الآخرين، و من هنا تحدث الصدمات الأخلاقية و خيبة الأمل والفشل.

بكل هذه الوسائل سنضغط على المسيحيين (ليست عداوة اليهود مقصورة على المسيحيين بل تشمل كل من عدا اليهود، و هم يختصونهم بالذكر لأن الأمم المسيحية أكثر و أقوى مما عداها، فإذا انتصر اليهود عليهم سهل أن ينتصروا على المسلمين والبوذيين و نحوهم كما أشاروا الى ذلك فى مواضع هنا)، حتى يضطروا الى أن يطلبوا منا أن نحكمهم دولياً. و عندما نصل الى هذا المقام سنستطيع مباشرة أن نستنزف كل قوة الحكم فى جميع أنحاء العالم، و أن نشكل حكومة عالمية عليا.

و سنضع موضع الحكومات القائمة مارداً يسمى إدارة الحكومة العليا Administration of the supergovernmet و ستمتد أيديه كالمخالب الطويلة المدى، و تحت إمرته سيكون له نظام يستحيل معه أن يفشل فى إخضاع كل الأقطار.

 

البروتوكول السادس

سنبدأ سريعا بتنظيم احتكارات عظيمة - هى صهاريج للثروة الضخمة - لتستغرق خلالها دائما الثروات الواسعة للأمميين (غير اليهود) الى حد أنها ستهبط جميعها و تهبط معها الثقة بحكومتها يوم تقع الأزمة السياسية (المقصود أن اليهود سيسحبون أموالهم فى اللحظة الأخيرة).

و على الاقتصاديين الحاضرين بينكم اليوم أن يقدروا أهمية هذه الخطة.

لقد انتهت أرستقراطية الأمميين كقوة سياسية، فلا حاجة لنا بعد ذلك الى أن ننظر اليها من هذا الجانب. لكن الأرستقراطيين من حيث هم ملاك أرض ما يزالوا خطرا علينا ؛ لأن معيشتهم المستقلة مضمونة لهم بمواردهم. و لذلك يجب علينا وجوبا أن نجرد الأرستقراطيين من أراضيهم بكل الأثمان، و أفضل الطرق لبلوغ هذا الغرض هو فرض الأجور والضرائب. ان هذه الطرق ستبقى منافع الأرض فى أحط مستوى ممكن، و سرعان ما سينهار الأرستقراطيين من الأمميين، لأنهم - بما لهم من أذواق موروثة (أى ان الأرستقراطيين بما اعتادوه و نشئوا عليه من حب للترف و غرام للبذخ ل يستطيعون أن يقنعوا بالمال القليل الذى تمدهم به غلات الأرض حين تنحدر فى مستوى خفيض، فيضطرون الى التنارل عن أراضيهم بالبيع أو الرهن) - غير قادرين على القناعة بالقليل.

و فى الوقت نفسه يجب أن نفرض كل سيطرة ممكنة على الصناعة والتجارة و على المضاربة بخاصة فان الدور role الرئيسى لها أن تعمل كمعادل للصناعة.

و بدون المضاربة ستزيد الصناعة رءوس الأموال الخاصة، و ستتجه الى انهاض الزراعة بتحرير الأرض من الديون والرهون العقارية التى تقدمها البنوك الزراعية. و ضرورى أن تستنزف الصناعة من الأرض كل خيراتها و أن تحول المضاربات كل ثروة العالم المستفادة على هذا النحو الى أيدينا.

و بهذه الوسيلة سوف يقذف بجميع الأمميين (غير اليهود) الى مراتب العمال الصعاليك Proletariat، و عندئذ يخر الأمميون أمامنا ساجدين ليظفروا بحق البقاء.

و لكى نخرب صناعة الأمميين، و نساعد المضاربات ؛ سنشجع حب الترف المطلق الذى نشرناه من قبل، و سنزيد الأجور التى لن تساعد العمال، كما أننا فى الوقت نفسه سنرفع أثمان الضروريات الأولية متخذين سؤء المحصولات الزراعية عذرا عن ذلك (رفع أجور العمال يرهق أصحاب الأعمال، وقد يعجزهم عن الاستمرار فى عملهم، و فى الوقت نفسه قد لا يستفيد العمال من رفع الأجور لأن أثمان المواد الضرورية مرتفعة فيضطرون الى انفاق أجورهم مهما ترتفع، على حين يغريهم اليهود بادمان المسكرات و يثيرون فى نفوسهم عوامل الحسد والسخط على حياتهم، و خير ما تحارب به هذه الفكرة خفض أسعار المواد الضرورية ليستطيع العامل أن يعيش بأجره و لو كان منخفضا، و افهامه أن حقه على المجتمع أن يكفل له ما يعيش به لا أن يكون فى غنى فلان و غيره، و ليلاحظ القارىء سباق فئات الموظفين فى الحكومات والشركات فى المطالبة برفع الأجور, و هى حال سيئة تقوم الآن فى بعض بلادنا) كما سننسف بمهارة أيضا أسس الانتاج ببذر بذور الفوضى بين العمال، و بتشجيعهم على ادمان المسكرات. و فى الوقت نفسه سنستعمل كل وسيلة ممكنة لطرد كل ذكاء أممى (غير يهودى) من الأرض. و لكيلا يتحقق الأمميون من الوضع الحق للأمور قبل الأوان ؛ سنستره برغبتنا فى مساعدة الطبقات العاملة على حل المشكلات الاقتصادية الكبرى ز ان الدعاية التى لنظرياتنا الاقتصادية تعاون على ذلك بكل وسيلة ممكنة.

 

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 264 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

البروتوكول الثالث

أستطيع اليوم أن أؤكد لكم أننا على مدى خطوات قليلة من هدفنا, و لم تبقى إلا مسافة قصيرة كي تتم الأفعى الرمزية (شعار الصهيونية) دورتها. و حينما تغلق الدائرة ستكون كل دول أوربا محصورة فيها بأغلال لا تكسر.

أن كل الموازين البنائية القائمة ستنهار سريعا, لأننا على الدوام نفقدها توازنها كي نبلها بسرعة أكبر, و نمحق كفايتها.

لقد ظن الأمميون أن هذه الموازين قد صنعت ولها من القوة ما يكفي, و توقعوا أن تزن الأمور بدقة, و لكن القوامين عليها أي رؤساء الدول كما يقال مرتبكون بخدمهم الذين لا فائدة لهم منهم, مقودون كما هي عادتهم بقوتهم المطلقة على المكيدة والدس بفضل المخاوف السائدة في القصور.

والملك لم تكن له سبل إلى قلوب رعاياه, و لهذا لم يستطع أن يحصن نفسه ضد مدبري المكايد والدسائس الطامحين إلى القوة, و قد فصلنا القوة المراقبة عن قوة الجمهور العمياء, ففقدت القوتان معا أهميتهما, لأنهما حين انفصلتا صارتا كأعمى فقد عصاه. و لكي نغري الطامحين إلى القوة بأن يسيئوا استعمال حقوقهم وضعنا القوى: كل واحدة منها ضد غيرها, بأن في هذه الاتجاه و وضعنا أسلحة في أيدي كل الأحزاب, و جعلنا السلطة هدف كل طموح إلى الرفعة. و قد أقمنا ميادين تستجر فوقها الحروب الحزبية بلا ضوابط و لا التزامات. و سرعان ما ستنطلق الفوضى, و سيظهر الإفلاس في كل مكان.

لقد مسخ الثرثارون الوقحاء المجالس البرلمانية والإدارية مجالس جدلية. والصحفيون الجريئون, و كتاب النشرات الجسورون يهاجمون القوى الإدارية هجوما مستمرا. و سوف يهيئ سوء استعمال السلطة تفتت كل الهيئات لا محالة, وسينهار كل شئ صريعا تحت ضربات الشعب الهائج. إن الناس مستعبدون في عرق جباههم للفقر بأسلوب أفظع من قوانين رق الأرض. فمن هذا الرق يستطيعون أن يحرروا أنفسهم بطريقة أو بأخرى, على حين أنه لا شئ يحررهم من طغيان الفقر المطبق. و لقد حرصنا على أن نقحم حقوقا لهيئات خيالية محضة, فإن كل ما يسمى ((حقوق البشر)) لا وجود له إلا في المثل التي لا يمكن تطبيقها عمليا.

أن الحقوق الشعبية سخرية من الفقير, فإن ضروريات العمل اليومي تقعد به عن الظفر بأي فائدة على شاكلة هذه الحقوق, و كل حظها هو أن تنأى به عن الأجور المحدودة المستمرة, و تجعله يعتمد على الإضرابات والمخدومين والزملاء. و تحت حمايتنا أباد الرعاع الأرستقراطية التي عضدت الناس و حمتهم لأجل منفعتهم.

والآن يقع الشعب بعد أن حطم امتيازات الأرستقراطية تحت نيل الماكرين من المستغلين والأغنياء المحدثين.

أن الأرستقراطية التي تقاسم الطبقات العامة عملها قد أفادها أن هذه الطبقات العاملة طيبة الغذاء, جيدة الصحة, قوية الأجسام, غير أن فائدتنا نحن في ذبول الأمميين و ضعفهم. و أن قوتنا تكمن في أن يبقى العامل قي فقر و مرض دائمين, لأننا بذلك نستبقيه عبدا لأرادتنا, و أن الجوع سيخول رأس المال حقوقا على العامل أكثر مما تستطيع سلطة الحكم الشرعية أن تخول الأرستقراطية من الحقوق.

أن علم الأحوال الاجتماعية الصحيح الذي لا نسلم أسراره للأمميين سيقنع العالم أن الحرف والأشغال يجب أن تحصر في فئات خاصة كي لا تسبب متاعب إنسانية تنشأ عن تعليم لا يساير العمل الذي يدعي الأفراد إلى القيام به. و إذا ما درس الناس هذا العلم فسيخضعون بمحض إرادتهم للقوى الحاكمة و هيئت الحكومة التي رتبتها. و في ظل الأحوال الحاضرة للجمهور والمنهج الذي سمحنا له باتباعه يؤمن الجمهور في جهله إيمانا أعمى بالكلمات المطبوعة و بالأوهام الخاطئة التي أوحينا بها إليه كما يجب, وهو يحمل البغضاء لكل الطبقات التي يظن أنها أعلى منه, لأنه لا يفهم أهمية كل فئة. و أن هذه البغضاء ستصير أشد مضاء حيث تكون الأزمات الاقتصادية مستحكمة. لأنها ستوقف الأسواق والإنتاج, و سنخلق أزمة اقتصادية عالمية بكل الوسائل التي في قبضتنا, و بمساعدة الذهب الذي هو كله بأيدينا.

لقد أقنعنا الأمميين بأن مذهب التحررية سيؤدي بهم إلى مملكة العقل. و سيكون استبدادنا من هذه الطبيعة لأنه سيكون في مقام يقمع كل الثورات و يستأصل بالعنف اللازم كل فكرة تحررية من كل الهيئات.

تذكروا الثورة الفرنسية التي نسميها (الكبرى), أن أسرار تنظيمها التمهيدي معروفة لنا جيدا لأنها من صنع أيدينا.و نحن من ذلك الحين نقود الأمم قدما من خيبة إلى خيبة, حتى أنهم سوف يتبرءون منا, لأجل الملك الطاغية من دم صهيون, و هو المالك الذي نعده لحكم العالم. و نحن الان كقوة دولية فوق المتناول, لأنه لو هجمتنا إحدى الحكومات الأممية لقامت بنصرنا أخريات. أن المسيحيين من الناس في خستهم الفاحشة ليساعدونا على استقلال حينما يخروا راكعين أمام القوة.

أن كلمة الحرية تزج بالمجتمع في نزاع مع كل القوى حتى قوة الله. وذلك هو السبب في أنه يجب علينا حين نستحوذ على السلطة أن نمحق كلمة الحرية من معجم الإنسانية باعتبار أنها رمز القوة الوحشية الذي يمسخ الشعب حيوانات متعطشة للدماء. و لكن يجب أن نركز في عقولنا أن هذه الحيوانات تستغرق في النوم حينما تشبع من الدم, و في تلك اللحظة يكون يسيرا علينا أن نسخرها و أن نستعبدها.

 

البروتوكول الرابع

كل جمهورية تمر خلال مراحل متنوعة: أولاها فترة الأيام الأولى لثورة العميان التي تكتسح و تخرب ذات اليمين وذات الشمال. والثانية هي حكم الغوغاء الذي يؤدي إلى الفوضى, و يسبب الاستبداد. أن هذا الاستبداد من الناحية الرسمية غير شرعي, فهو لذلك غير مسئول. و انه خفي محجوب عن الأنظار ولكنه مع ذلك يترك نفسه محسوسا به. و هو على العموم تصرفه منظمة سرية تعمل خلف بعض الوكلاء, و لذلك سيكون أعظم جبروتا و جسارة. و هذه القوة السرية لن تفكر في تغيير وكلائها الذين تتخذهم ستارا, و هذه التغييرات قد تساعد المنظمة التي ستكون قادرة على تخليص نفسها من خدمها القدماء الذين سيكون من الضروري عندئذ منحهم مكافآت أكبر جزاء لخدمتهم الطويلة.

من ذا و ماذا يستطيع أن يخلع قوة خفية عن عرشها؟ هذا هو بالضبط ما عليه حكومتنا الآن. أن المحفل الماسوني المنتشر في كل أنحاء العالم ليعمل في غفلة كقناع لأغراضنا. و لكن الفائدة التي نحن دائبون على تحقيقها من هذه القوة في خطة عملنا و في مركز قيادتنا ما تزال على الدوام غير معروفة للعالم كثيرا.

يمكن ألا يكون للحرية ضرر. و أن تقوم في الحكومات والبلدان من غير أن تكون ضارة بسعادة الناس, لو أن الحرية كانت مؤسسة على العقيدة وخشية الله, و على الأخوة والإنسانية, نقية من أفكار المساواة التي هي مناقضة مباشرة لقوانين الخلق. والتي فرضت التسليم. أن الناس محكومين بمثل هذه الإيمان سيكونون موضوعين تحت حماية كنائسهم*(المقصود بكنائسهم الهيئات الدينية المختلفة) و سيعيشون في هدوء و اطمئنان و ثقة تحت إرشاد أئمتهم الروحيين, و سيخضعون لمشيئة الله على الأرض. و هذا هو السبب الذي يحتم علينا أن ننتزع فكرة الله ذاتها من عقول المسيحيين, و أن نضع مكانها عمليات حسابية و ضرورات مادية.

ثم لكي نحول عقول المسيحيين عن سياستنا سيكون حتما علينا أن نبقيهم منهمكين في الصناعة والتجارة, و هكذا ستنصرف كل الأمم إلى مصالحها. و لن تفطن في هذا الصراع العالمي إلى عدوها المشترك. ولكن لكي تزلزل الحرية حياة الأمميين الاجتماعية زلزالا, و تدمرها تدميرا يجب علينا أن نضع التجارة على أساس المضاربة.

و ستكون نتيجة هذا أن خيرات الأرض المستخلصة بالاستثمار لن تستقر في أيدي الأمميين بل ستعبر خلال المضاربات إلى خزائننا. أن الصراع من أجل التفوق. والمضاربة في عالم الأعمال ستخلقان مجتمعا أنانيا غليظ القلب منحل الأخلاق. هذا المجتمع سيصير منحلا كل الانحلال و مبغضا أيضا الدين والسياسة. و ستكون شهوة الذهب رائده الوحيد. و سيكافح المجتمع من أجل الذهب متخذا الذات المادية التي يستطيع أن يمده بها الذهب مذهبا أصيلا. و حينئذ ستنضم إلينا الطبقات الوضيعة ضد منافسينا الذين هم الممتازون من الأمميين, دون احتجاج بدافع نبيل, و لا رغبة في الثورات أيضا بل تنفيسا عن كراهيتهم المحضة للطبقات العليا.

 

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 267 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

البروتوكول الثاني

لا يلزم لغرضنا أن لا تحدث أي تغيرات إقليمية عقب الحروب, فبدون التعديلات الإقليمية ستتحول الحروب إلى سباق اقتصادي, و عندئذ تتبين الأمم تفوقنا في المساعدة التي سنقدمها, و أن اطراد الأمور هكذا سيضع الجانبين كليهما تحت رحمة وكلائنا الدوليين ذوي ملايين العيون الذين يملكون وسائل غير محدودة على الإطلاق. و عندئذ ستكتسح حقوقنا الدولية كل قوانين العالم و سنحكم البلاد بالأسلوب ذاته الذي تحكم به الحكومات الفردية رعاياها.

و سنختار من بين لعامة رؤساء إداريين ممن لهم ميول العبيد, و لن يكونوا مدربين على فن الحكم, ولذلك سيكون من اليسير أن يمسخوا قطع شطرنج ضمن لعبتنا قي أيدي مستشارينا العلماء الحكماء الذين دربوا خصيصا على حكم العالم منذ الطفولة الباكرة. و هؤلاء الرجال كما علمتم من قبل قد درسوا علم الحكم من خططنا السياسية, و من تجربة التاريخ, و من ملاحظة الأحداث الجارية. والأمميون (غير اليهود) لا ينتفعون بالملاحظات التاريخية المستمرة بل يتبعون نسقا نظريا من غير تفكير فيما أن تكون نتائجه. و من أجل ذلك لسنا في حاجة إلى أن نقيم للأمميين وزنا.

دعوهم يتمتعوا و يفرحوا بأنفسهم حتى يلاقوا يومهم. أو يعيشوا ذكرياتهم للأحلام الماضية. دعوهم يعتقدوا أن هذه القوانين النظرية التي أوحينا إليهم بها إنما القدر الأسمى من أجلهم. و بتقييد أنظارهم إلى هذا الموضوع, و بمساعدة صحافتنا نزيد ثقتهم العمياء بهذه القوانين زيادة مطردة. أن الطبقات المتعلمة ستختال زهوا أمام نفسها بعلمها, و ستأخذ جزافا في مزاولة المعرفة التي حصلتها من العلم الذي قدمه إليها وكلائنا رغبة في تربية عقولها حسب الاتجاه الذي توخيناه.

لا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء. و لاحظوا هنا أن نجاح دارون و ماركس و نيتشه قد رتبناه من قبل. والأثر غير الأخلاقي لاتجاهات هذه العلوم في الفكر الأميمي سيكون وضحا لنا على التأكيد. و لكي نتجنب ارتكاب الأخطاء في سياستنا و علمنا الإداري, يتحتم علينا أن ندرس و نعي في أذهننا الخط الحالي من الرأي, و هو أخلاق الأمة و ميولها.

و نجاح نظريتنا هو في موافقتها لأمزجة الأمم التي تتصل بها, و هي لا يمكن أن تكون ناجحة إذا كانت ممارستها العلمية غير مؤسسة على تجربة الماضي مقترنة بملاحظات الحاضر.

أن الصحافة التي في أيدي الحكومة القائمة هي القوة العظمة التي بها نحصل على توجيه الناس. فالصحافة تبين المطالب الحيوية للجمهور, و تعلن شكاوي الشاكين, و تولد الضجر أحيانا بين الغوغاء. و أن تحقق حرية الكلام ولد في الصحافة, غير أن الحكومات لم تعرف كيف تستعمل هذه القوة بالطريقة الصحيحة, فسقطت في أيدينا, و من خلال الصحافة أحرزنا نفوذا, و بقينا نحن وراء الستار, و بفضل الصحافة كدسنا الذهب, و لو أن ذلك كلفنا أنهار من الدم: فقد كلفنا التضحية بكثير من جنسنا, و لكن كل تضحية من جانبنا تعادل آلافا من الأممين أمام الله.

 

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 145 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

البروتوكول الأول

سنكون صرحاء، و نناقش دلالة كل تأمل. و نصل إلى شروح وافية بالمقارنة والاستنباط. وعلى هذا المنهج سأعرض فكرة سياستنا و سياسة الجوييم* (الجوييم هم غير اليهود).

يجب أن يلاحظ أن ذوي الطبائع الفاسدة من الناس أكثر عددا من ذوي الطبائع النبيلة. و إذن فخير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب، لا بالمناقشات الأكاديمية. كل إنسان يسعى إلى القوة، وكل واحد يريد أن يصير دكتاتورا، على أن يكون ذلك في استطاعته. وما أندر من لا ينزعون إلى إهدار مصالح غيرهم توصلا إلى أغراضهم الشخصية.

ماذا كبح الوحوش المفترسة التي نسميها الناس عن الافتراس ؛ و ماذا حكمها حتى الآن؟ لقد خضعوا في الطور الأول من الحياة الاجتماعية للقوة الوحشية العمياء, ثم خضعوا للقانون, و ما القانون في الحقيقة إلا هذه القوة ذاتها مقنعة فحسب. و هذا يتأدى بنا إلى تقرير أن قانون الطبيعة هو: الحق يكمن في القوة.

أن الحرية السياسية ليست حرية حقيقية, بل فكرة. و يجب أن يعرف الإنسان كيف يسخر هذه الفكرة عندما تكون ضرورية, فيتخذها طعما ليجتذب العامة إلى صفه, إذا كان قد قرر أن ينتزع سلطة منافس له. و تكون المشكلة يسيرة إذا كان المنافس موبوءا بأفكار الحرية التي تسمى التحررية, و من أجل هذه الفكرة يتخلى عن بعض سلطته. و بهذا يصير انتصار فكرتنا واضحا؛ فان أزمة الحكومة المتروكة خضوعا لقانون الحياة ستقبض عليه يد جديدة. و ما على الحكومة الجديدة إلا أن تحل محل القديمة التي أضعفتها التحررية, لأن قوة الجمهور العمياء لا تستطيع البقاء يوما بلا قائد.

لقد طغت سلطة الذهب على الحكام المتحررين, و لقد مضى الزمن الذي كانت الديانة فيه هي الحاكمة. و أن فكرة الحرية لا يمكن أن تتحقق؛ إذ ما من أحد يستطيع استعمالها استعمالا سديدا. يكفي أن يعطى الشعب الحكم الذاتي فترة و جيزة؛ لكي يصير هذا الشعب رعاعا بلا تمييز, و منذ تلك اللحظة تبدأ المنازعات و تندلع النيران في الدول و يزول أثرها كل الزوال.

و سواء أنهكت الدول الهزاهز الداخلية أم أسلمتها الحروب الأهلية إلى عدو خارجي, فإنها في كلتا الحالتين تعد قد خربت نهائيا كل الخراب, و ستقع قي قبضتنا. و أن الاستبدال المالي كله في أيدينا و سيمد للدولة عودا لا مفر لها من التعلق به, لأنها إذا لم تفعل ذلك ستغرق في اللجة لا محالة.

و من يكن متأثرا ببواعث التحررية فتخالجه الإشارة إلى أن بحوثا من هذا النمط منافية للأخلاق, فسأسأله هذا السؤال: لماذا لا يكون منافيا للأخلاق لدى دولة يهددها عدوان؟ أحدهما خارجي والأخر داخلي أن تستخدم وسائل دفاعية ضد الأول تختلف عن و سائلها الدفاعية ضد الأخر, و أن تضع خطط دفاع سرية, و أن تهاجمه في الليل أو بقوات أعظم ؟

و لماذا يكون منافيا للأخلاق هذه الدولة أن تستخدم هذه الوسائل ضد من يحطم أسس حياتها و سعادتها ؟

هل يستطيع عقل منطقي سليم أن يأمل في حكم الغوغاء حكم ناجحا باستعمال المناقشات والمجادلات, مع أنه يمكن مناقضة مثل هذه المناقشات والمجادلات بمناقشات أخرى, و ربما تكون المناقشات الأخرى مضحكة غير أنها تعرض في صورة تجعلها أكثر إغراء في الأمة لجمهرتها العاجزة عن التفكير العميق, والهائمة وراء عواطفها التافهة و عادتها ونظريتها العاطفية.

أن الجمهور الغرير الغبي و من ارتفعوا من بينه, لينغمسون في خلافات حزبية تعوق كل إمكان للاتفاق ولو على المناقشات الصحيحة, لكن قرار الجمهور قد يتوقف على مجرد فرصة, أو أغلبية ملفقة تجيز لجهلها بالأسرار السياسية حلولا سخيفة, فتبذر بذور الفوضى في الحكومة. أن السياسة لا تتفق مع الأخلاق في شئ. والحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسي بارع, وهو لذلك غير راسخ على عرشه.

لابد لطالب الحكم من الالتجاء إلى المكر والرياء, فإن الشمائل الإنسانية العظيمة من الإخلاص والأمانة تصير رذائل في السياسة, و أنها لتبلغ في زعزعة العرش أعظم مما يبلغه ألد الخصوم. هذه الصفات لابد أن تكون صفات البلاد الأممية (غير اليهودية) و لكننا غير مضطرين إلى أن نقتدي بهم على الدوام.

أن حقنا يكمن في القوة. وكلمة الحق فكرة مجرد قائمة على غير أساس فهي كلمة لا تدل على أكثر من ((أعطني ما أريد لتمكنني من أن أبرهن لك بهذا على أني أقوى منك)). أين بداء الحق و أين ينتهي ؟ أي دولة يساء تنظيم قوتها, و تنتكس فيها هيبة القانون و تصير شخصية الحاكم بتراء عقيما من جراء الاعتداءات التحررية المستمرة فإني أتخذ لنفسي فيها خطأ جديدا للهجوم مستفيدا بحق القوة لتحطيم كيان القواعد والنظم القائمة, والإمساك بالقوانين و إعادة تنظيم الهيئات جميعا. و بذلك أصير ديكتاتورا على أولئك الذين تخلوا بمحض رغبتهم عن قوتهم, و انعموا بها علينا.

و في هذه الأحوال الحاضرة المضطربة لقوى المجتمع ستكون قوتنا أشد من أي قوة أخرى, لأنها ستكون مستورة حتى اللحظة التي تبلغ فيها مبلغا لا تستطيع معه أن تنسفها أي خطة ماكرة. و من خلال الفساد الحالي الذي نلجئ إليه مكرهين ستظهر فائدة حكم حازم يعيد إلى بناء الحياة الطبيعية نظامه الذي حطمته التحررية. أن الغاية تبرر الوسيلة و علينا و نحن نضع خططنا ألا نلتفت إلى ما هو خير و أخلاقي بقدر ما نلتفت إلا ما هو ضروري و مفيد.

و بين أيدينا خطة عليها خط استراتيجي موضح, و ما كنا لننحرف عن هذا الخط إلا كنا ماضين في تحطيم عمل قرون. أن من يريد إنقاذ خطة عمل تناسبه يجب أن يستحضر في ذهنه حقارة الجمهور و تقلبه, و حاجته إلى الاستقرار، و عجزه عن أن يفهم ويقدر ظروف عيشته و سعادته. و عليه أن يفهم أن قوة الجمهور عمياء خالية من العقل المميز, و انه يعير سمعه ذات اليمين و ذات الشمال.

إذا قاد الأعمى أعمى مثله فسيسقطان معا في الهاوية. و أفراد الجمهور الذين امتازوا من بين الهيئات و لو كانوا عباقرة لا يستطيعون أن يقودوا هيئاتهم كزعماء دون أن يحطموا الأمة. ما من أحد يستطيع أن يقرأ الكلمات المركبة من الحروف السياسية إلا من ينشأ تنشئة للملك الأوتقراطي*(الأوتوقراطية نظام الحكم الفرد المستبد المطلق) و أن الشعب المتروك لنفسه, أي للممتازين من الهيئات لتحطمه الخلافات الحزبية التي تنشأ من التهالك على القوة والأمجاد, و تخلق الهزاهز والفتن والاضطراب.

هل في وسع الجمهور أن يميزوا بهدوء و دون ما تحاسد, كي يديروا أمور الدولة التي يجب ألا تقتحم معها الأهواء الشخصية؟

و هل يستطيع أن يكون وقاية ضد عدو أجنبي؟ هذا محال. أن خطة مجزأة أجزاء كثيرة بعدد ما في أفراد الجمهور من عقول لهي خطة ضائعة لا محالة وغير قابلة للتنفيذ.

أن الجمهور بربري, و تصرفاته في كل مناسبة على هذا النحو, فما أن يضمن الرعاع الحرية, حتى يمسخوها لفوضى, والفوضى في ذاتها قمة البربرية.

و حسبكم فانظروا إلى هذه الحيوانات المخمورة التي أفسدها الشراب, و أن كان لينظر لها من وراء الحرية منافع لا حصر لها فهل نسمح لأنفسنا و أبناء جنسنا بمثل ما يفعلون ؟

و من المسيحيين أناس قد أضلتهم الخمر, و أنقلب شبانهم مجانين بالكلاسيكيات والمجون المبكر الذي أغراهم به وكلائنا و معلمونا, و خدمنا, و كتبتنا, و نساؤنا في أماكن لهوهم. يجب أن يكون شعارنا ((كل وسائل العنف والخديعة)).

أن مبادئنا في مثل قوة وسائلنا التي نعدها لتنفيذها, و سوف ننتصر و نستعبد الحكومات جميعا تحت حكومتنا العليا لا بهذه الوسائل فحسب بل بصرامة عقائدنا أيضا, و حسبنا أن يعرف عنا أننا صارمون في كبح كل تمرد.

كذلك كنا قديما أول من صاح في الناس ((الحرية والمساواة والإخاء)), كلمات ما انفكت ترددها ببغاوات جاهلة متجمهرة من كل مكان حول هذه الشعائر, وقد حرمت بترددها العالم من نجاحه, و حرمت الفرد من حريته الشخصية التي كانت من قبل في حمى يحفظها من أن يخنقها السفلة.

أن صيحتنا ((الحرية والمساواة والإخاء)) قد جلبت في صفوفنا فرقا كاملة من زوايا العالم الأربع عن طريق وكلائنا المغفلين و قد حملت هذه الفرق ألويتنا في نشوة, بينما كانت هذه الكلمات تلتهم سعادة المسيحيين و تحطم سلامهم و استقرارهم و وحدتهم ((ملاحظة: إقراء رواية الأخوة كرامازوف لدستويفسكي و ستلمس صحة الكلام المذكور)) مدمرة بذلك أسس الدول وقد جلب هذا العمل النصر لنا كما سنرى بعد و بتعبير أخر مكننا من سحق كيان الأرستقراطية الأممية التي كانت الحماية الوحيدة للبلاد ضدنا.

أن تجرد كلمة الحرية جعلها قادرة على إقناع الرعاع بأن الحكومة ليست شيئا أخر غير مدير ينوب عن المالك الذي هو الأمة. و أن في المستطاع خلعها كقفازين باليين. و أن الثقة بأن ممثلي الأمة يمكن عزلهم قد أسلمت ممثليهم لسلطاننا, و جعلت تعيينهم عمليا في أيدينا.

 

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 177 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

تعقيب: للأستاذ سرجي نيلوس

هذه الوثائق قد انتزعت خلسة من كتاب ضخم فيه محاضر خطب، و قد وجدها صديقى فى مكاتب بمركز قيادة جمعية صهيون القائم الآن فى فرنسا.

إن فرنسا قد أجبرت تركيا على منح امتيازات لجميع المدارس والمؤسسات الدينية لكل الطوائف: مادامت هذه المدارس والمؤسسات خاضعة لحماية الدبلوماسيين فى آسيا الصغرى.

و لا ريب أن هذه الامتيازات لا تتمتع بها المدارس والمؤسسات الكاثوليكية التى طردتها من فرنسا حكومتها السابقة. هذه الحقيقة تثبت بلا ريب أن دبلوماسية المدارس الدريفوسية Dreyfus ((الكابتن دريفوس كان ضابطاً فى الجيش الفرنسى، اتهم فيه بتهمة الخيانة العظمى سنة 1894 و أحدثت قضيته رجة فى أهل أوروبا و أمريكا و روسيا و بخاصة فرنسا, و حاول اليهود بكل ما لديهم من وسائل علنية و سرية إنقاذه، و لكن حكم عليه بالنفى المؤبد من فرنسا، ثم تصدى لنقض الحكم كثيرون، منهم الكاتب الفرنسى المشهور (اميل زولا) إذ نشر فى جريدة (الأورور) فى 13 يناير سنة 1889 خطاباً بعنوان (اني أتهم) و أعقبه بمثله، و عمل اليهود بكل ما لديهم من نفوذ لتبرئة دريفوس، و لكن المحكمة قبلت إعادة النظر فى القضية, و قضت بحبسه عشر سنوات بدل النفى، ثم لم يزل اليهود بكل وسائلهم يعملون على تغيير الحكم، فنجحوا، و فى 12 يوليو سنة 1902 قررت محكمة النقض بطلان الحكم السابق و تبرئة دريفوس و إعادته الى الجيش العامل, فسر اليهود بذلك سروراً بالغاً. رغم ما نالوا من عناء و بذلوا من تضحيات طاهرة و نجسة فى الحصول على ذلك. والمراد بالمدارس الدريفوسية هنا المدارس التى لا تهتم الا بخدمة اليهود. و قد صدرت البروتوكولات قبل تبرئة دريفوس. (انظر كتاب: "يقظة العالم اليهودى" ص 74 - 87) لا تهتم الا بحماية مصالح صهيون. و إنها تعمل على استعمار آسيا الصغرى باليهود الفرنسيين. إن صهيون تعرف دائماً كيف تحرر النفوذ لنفسها عن طريق ما يسميهم التلمود (البهائم العاملة) التى يشير بها الى جميع الأمميين.

و يستفاد من الصهيونية اليهودية السرية أن سليمان والعلماء اليهود من قبل قد فكروا سنة 929 ق. م فى استنباط مكيدة لفتح كل العالم فتحاً سليماً لصهيون.

و كانت هذه المكيدة تنفذ خلال تطورات التاريخ بالتفصيل، وتكمل على أيدى رجال دربوا على هذه المسألة. هؤلاء الرجال العلماء صمموا على فتح العالم بوسائل سلمية مع دهاء الأفعى الرمزية التى كان رأسها يرمز الى المتفقهين فى خطط الإدارة اليهودية, و كان جسم الأفعى يرمز الى الشعب اليهودى- و كانت الإدارة مصونة سراً عن الناس جميعاً حتى الأمة اليهودية نفسها. وحالما نفذت هذه الأفعى فى قلوب الأمم التى اتصلت بها سربت من تحتها, والتهمت كل قوى غير يهودية فى هذه الدول. و قد سبق القول بأن الأفعى لابد أن تكمل عملها معتصمة اعتصاماً صارماً بالخطة الموسوية حتى يغلق الطريق الذى تسعى فيه بعودة رأسها الى صهيون ((هذه نبوئة نيلوس بقيام "اسرائيل" قبل قيامها بنحو نصف قرن)) و حتى تكون الأفعى بهذه الطريقة قد أكملت التفافها حول أوروبا وتطويقها إياها, وتكون لشدة تكبيلها أوروبا قد طوقت العالم أجمع. وهذا ما يتم إنجازه باستعمال كل محاولة لإخضاع البلاد الأخرى بالفتوحات الاقتصادية.

إن عودة رأس الأفعى الى صهيون لا يمكن أن تتم إلا بعد أن تنحط قوى كل ملوك أوروبا ((لقد تم ما أراد اليهود، و تحقق ما تنبأ به نيلوس و هو سقوط الملكيات فى البلاد الأوروبية الملكية عقب الحربين العالميتين كروسيا و أسبانيا و إيطاليا))، أى حينما تكون الأزمات الاقتصادية و دمار تجارة الجملة قد أثرا فى كل مكان. هناك ستمهد السبيل لإفساد الحماسة والنخوة و للانحلال الأخلاقى و خاصة بمساعدة النساء اليهوديات المتنكرات فى صور الفرنسيات والإيطاليات و من إليهن. إن هؤلاء النساء أضمن ناشرات للخلاعة والتهتك فى حياة المتزعمين على رءوس الأمم ((ليلاحظ أن كثيراً من زعماء الأمم والمشهورين فيها كالعلماء والفنانين والأدباء و قادة الجيوش ورؤساء المصالح والشركات لهم زوجات أو خليلات أو مديرات لمنازلهم من اليهوديات، يطلعن على أسرارهم ويوجهن عقولهم وجهودهم لمساعدة اليهود أو العطف عليهم أو كف الأذى عنهم, و هن سلاح يعد أخطر الأسلحة)).

والنساء فى خدمة صهيون يعملن كأحابيل و مصايد لمن يكونون بفضلهن فى حاجة الى المال على الدوام. فيكونون لذلك دائماً على استعداد لأن يبيعوا ضمائرهم بالمال. و هذا المال ليس إلا مقترضاً من اليهود، لأنه سرعان ما يعود من طريق هؤلاء النسوة أنفسهم الى أيدى اليهود الراشين، و لكن بعد أن اشترى عبيداً لهدف صهيون من طريق المعاملات المالية ((كان اليهود يشترون الأراضى من عرب فلسطين بأثمان غالية، ثم يسلطون نساءهم و خمورهم على هؤلاء العرب حتى يبتزوا منهم الأموال التى دفعوها لهم، و على هذا النحو و أمثاله يعملون فى كل البلاد)).

و ضرورى لمثل هذا الإجراء أن لا يرتاب الموظفون العموميون و لا الأفراد الخصوصيون فى الدور الذى تلعيه النسوة اللاتى تسخرهن يهود، و لذلك أنشأ الموجهون لهدف صهيون - كما قد وقع فعلاً - هيئة دينية: قوامها الأتباع المخلصون للشريعة الموسوية و قوانين التلمود، و قد اعتقد العالم كله أن حجاب شريعة موسى هو القانون الحقيقي لحياة اليهود ((يجب أن يلاحظ أن الشريعة الموسوية لا يرعاها اليهود إلا بين بعضهم و بعض، و لهم فى معاملة الأمميين الغرباء عنهم طريقة خاصة، فهم ينظرون إليهم كالحيوانات تماماً و لا يرعون لهم حرمة، و أكثرهم يلتزم شريعة التلمود اليهودية و هى شريعة أشد وحشية و إجراماً من شريعة الغاب))، و لم يفكر أحد أن يمحص أثر قانون الحياة هذا، و لاسيما أن كل العيون كانت موجهة نحو الذهب الذى يمكن أن تقدمه الطائفة، و هو الذى يمنح هذه الطوائف الحرية المطلقة فى مكايدها الاقتصادية والسياسية.

و قد وضح رسم طريق الأفعى الرمزية كما يلى:

كانت مرحلتها الأولى فى أوروبا سنة 429 ق. م فى بلاد اليونان حيث شرعت الأفعى أولاً فى عهد بريكليس Pericles تلتهم قوة تلك البلاد.

و كانت المرحلة الثانية فى روما فى عهد أغسطس Augustus حوالى سنة 69 ق. م.

والثالثة فى مدريد فى عهد تشارلس الخامسCharle IV سنة 1552 م.

والرابعة فى باريس حوالى 1700 فى عهد لويس السادس عشر.

والخامسة فى لندن سنة 1814 و ما تلاها (بعد سقوط نابليون)

والسادسة فى برلين سنة 1871 م بعد الحرب الفرنسية الروسية.

والسابعة فى سان بطرسبرج الذى رسم فوقها رأس الأفعى تحت تاريخ 1881 م.

كل هذه الدول التى اخترقتها الأفعى قد زلزلت أسس بنيانها، وألمانيا مع قوتها الظاهرة - لا تستثنى من هذه القاعدة. وقد أبقى على انجلترا وألمانيا من النواحى الاقتصادية, و لكن ذلك موقوت ليس إلا, الى أن يتم للأفعى قهر روسيا التى قد ركزت عليها جهودها فى الوقت الحاضر ((هذه نبوئة من نبوءات الأستاذ نيلوس بسقوط القيصرية, و قيام الشيوعية اليهودية الماركسية بدلها على الصورة التى رسمتها البروتوكولات. وليس الاختلاف بين الصورتين إلا الاختلاف الذى يجب أن ينتظر فى تنفيذ المؤامرة قبل إتمامها و بعده. ولا يمكن أن تتفق الصورتان التمهيدية والنهائية و إن كانت ملامح التمهيدية واضحة فى النهائية وضوح ملامح الطفل فى الرجل. "والطفل أبو الرجل كما يقول الشاعر الإنجليزى وورد زورث)) والطريق المستقبل للأفعى غير ظاهر على هذه الخريطة, و لكن السهام تشير الى حركتها التالية نحو موسكو و كييف و أودسا.

و نحن نعرف الآن جيداً مقدار أهمية المدن الأخيرة من حيث هى مراكز للجنس اليهودى المحارب. و تظهر القسطنطينية ((إن الأفعى اليهودية فى طريقها الى أورشليم (القدس) قد مرت على القسطنطينية فدمرت الخلافة الإسلامية, ولم يكن مفر لها من تدميرها قبل الوصول الى أورشليم و إقامة دولة اسرائيل والمتتبعون لأحوال تركيا قبل سقوط الخلافة, و بعد قيام مصطفى كمال أتاتورك بالحكم التركى اللادينى وانحياز تركيا الى اسرائيل ضد العرب فى كل المواقف السياسية يلمسون اليد اليهودية فى توجيه سياسة تركيا. وهذه نبوءة من نبوءات الأستاذ نيلوس)) كأنها المرحلة الأخيرة لطريق الأفعى قبل وصولها الى أورشليم (القدس). و لم تيق أمام الأفعى إلا مسافة قصيرة حتى تستطيع إتمام طريقها بضم رأسها الى ذيلها.

و لكى تتمكن الأفعى من الزحف بسهولة فى طريقها, اتخذت صهيون الإجراءات الآتية لغرض قلب المجتمع و تأليب الطبقات العاملة.

نظم الجنس اليهودى أولا الى حد أنه لن ينفذ اليه أحد, و بذلك لا تفشى أسراره. و مفروض أن الله نفسه قد وعد اليهود بأنهم مقدر لهم أزلاً أن يحكمون الأرض كلها فى هيئة مملكة صهيون المتحدة, و قد أخبرهم بأنهم العنصر الوحيد الذى يستحق أن يسمى إنساناً. ولم يقصد من كل من عداهم إلا أن يظلوا (حيوانات عاملة) و عبيداً لليهود, وغرضهم هو إخضاع العالم، و إقامة عرش صهيون على الدنيا ((خير مرجع للقارىء العربى فى ذلك كتاب العهد القديم والتلمود, وأقرب له منهما وأبسط و أسهل فهماً كتيب فى 166 صفحة - للأستاذ بولس حنا مسعد, عنوانه "همجية التعاليم الصهيونية" وهو من أخطر الكتب الصغيرة بخاصة فى الكشف عن همجية الديانات اليهودية)) و قد تعلم اليهود أنهم فوق الناس Supermen و أن يحفظوا أنفسهم فى عزلة عن الأمم الأخرى جميعاً. و قد أوحت هذه النظريات الى اليهود فكرة المجد الذاتى اعنصرهم. بسبب أنهم أبناء الله حقاً.

و قد وطدت الطريقة الاعتزالية لحياة جنس صهيون توطيداً تاماً نظاماً (الكاغال Kaghal) الذى يحتم على كل يهودى مساعدة قريبه، غير معتمد على المساعدة التى يتلقاها من الإدارات المحلية التى تحجب حكومة صهيون عن أعين إدارات الدول الأمميية التى تدافع دائماً بدورها دفاعاً حماسياً عن الحكومة اليهودية الذاتية، ناظرين الى اليهود خطاً كأنهم طائفة دينية محضة، و هذه الأفكار المشار إليها قبل - و هى مقررة بين اليهود - قد أثرت تأثيراً هاماً فى حياتهم المادية. فحينما نقراً هذه الكتب مثل:

(Gopayon ) 14 , page 1 , ( Gaizar, ) page 81 ,

( XXXVI' . Ebamot, ) 98, XXV . Ketubat 36,

( XXXVI- Pandrip ) 746. XXX Kandushin, ) 641.

و هذه كلها مكتوبة لتمجيد الجنس اليهودى - نرى أنها فى الواقع تعامل الأمميين (غير اليهود) كما لو كانوا حيوانات لم تخلق إلا لتخدم اليهود. و هم يعتقدون أن الناس و أملاكهم بل حياتهم ملك لليهود، و أن الله رخص لشعبه المختار أن يسخرهم فيما يفيده كما يشاء.

و تقرر شرائع اليهود أن كل المعاملات السيئة للأمميين تغفر لهم فى رأس سنتهم الجديدة، كما يمنحون فى اليوم ذاته أيضا العفو عن الخطايا التى سيرتكبونها فى العام القادم.

و قد عمل زعماء اليهود كأنهم (وكالة استفزاز) فى الحركات المعادية للسامية Anti-Semitism بسماحهم للأمميين أن يكتشفوا بعض أسرار التلمود، لكى يثير هؤلاء الزعماء بغضاء الشعب اليهودى ضد الأمميين.

و كانت تصريحات عداوة السامية مفيدة لقادة اليهود، لأنها خلقت الضغينة فى قلوب الأمميين نحو الشعب الذى كان يعامل فى الظاهر معاملة سيئة، مع أن تشيعاتهم و أهواءهم كانت مسجلة فى جانب صهيون.

و عداوة السامية Anti-Semitism والتى جرت الاضطهاد على الطبقات الدنيا من اليهود - قد ساعدت قادتهم على ضبط أقاربهم و إمساكهم إياهم فى خضوع. و هذا ما استطاعوا لزاماً أن يفعلوه لأنهم دائماً كانوا يتدخلون فى الوقت المناسب لإنقاذ شعبهم الموالى لهم. و ليلاحظ أن قادة اليهود لم يصابوا بنكبة قط من ناحية الحركات المعادية للسامية، لا فى ممتلكاتهم الشخصية و لا مناصبهم الرسمية فى إدارتهم.

و ليس هذا بعجيب مادام هؤلاء الرءوس أنفسهم قد وضعوا (كلاب الصيد المسيحية السفاكة) ضد اليهود الأذلاء. فمكنتهم كلاب الصيد السفاكة من المحافظة على قطعانهم، و ساعدت بذلك على بقاء تماسك صهيون.

واليهود - فيما يرون أنفسهم - قد وصلوا فعلاً الى حكومة عليا تحكم العالم جميعاً، و هم الآن يطرحون أقنعتهم عنهم بعيداً.

و لا ريب فى أن القوة الفاتحة الغازية الرئيسية لصهيون تكمن دائماً فى ذهبهم، و هم لذلك إنما يعملون ليعطون هذا الذهب قيمة.

و لا يعلل سعر الذهب المرتفع إلا بتداول الذهب خاصة ((من الأسس الاقتصادية المعتمدة نظرية تقوم كل الأشياء بالذهب و هى خاطئة، لأن الذهب ليس إلا مقوماً، و إن مقدرة الدولة الاقتصادية لا تقوم بما عندها من الذهب - و إن كان هذا ما يريد أن يؤكده اليهود - لكن مقدرة كل دولة تقاس بمنتجاتها و خيراتها التى تقدمها للعالم و لو لم تملك من الذهب شيئاً، فالدول التى تعمل على تكديس الذهب لمجرد الذهب دون الاعتماد على منتجاتها الأخرى، دول جاهلة مخطئة تسىء الى منزلتها و حياتها))، و لا يعلل تكدسه فى أيدى صهيون إلا بأن اليهود قادرين على الربح من الأزمات الدولية الاقتصادية، كى يحتكروا الذهب، و هذا ما يبرهن عليه تاريخ أسرة روتشيلدRothschild المنشور فى باريس فى (الليبر بارولLibre Prole) ((فى أواخر القرن التاسع عشر انتشرت فى فرنسا دعوة عداوة السامية والمراد بها أولاً مقاومة اليهود، و كان من أشد الموقدين لنارها فى فرنسا كاتب فرنسى اسمه إدوار بريريمون بكتاب نشره عنوانه "فرنسا اليهودية" بين فيه نظرية خصومة اليهود و فساد الحياة الفرنسية و انحلالها بتأثيرهم، ثم أسس سنة 1892 جريدة للطعن فى اليهود سماها "الليبر بارول" أى الكلام الحر، فقامت حركة لإخراج ضباط اليهود من الجيش الفرنسى و عددهم خمسمائة و كتبت فى ذلك مقالات نارية كان من ضحاياها ضابط يهودى يسمى "أرمان ماير" فقتل. وظن أن مقتله نهاية الحركة غير أن الصحيفة "الليبر بارول" استمرت على تهجمها حتى قبض فى أوائل سنة 1894 على الضابط الكبير دريفوس بتهمة الخيانة العظمى, وكانت الصحيفة أول من أظهر التهمة وقاد الحملة ضده. انظر كتاب "يقظة العالم اليهودى" للأستاذ اليهودى المصرى "إيلى ليفى عسل" بالعربية ص 68 - 73)).

و قد توطدت سيطرة الرأسمالية عن طريق هذه الأزمات تحت لواء مذهب التحررية. كما حميت بنظريات اقتصادية واجتماعية مدروسة دراسة ماهرة, و قد ظفر شيوخ صهيون بنجاح منقطع النظير بإعطائهم هذه النظريات مظهراً علمياً ((هذا مظهر زائف ما يزال يخدع كثيراً من دعاة التمكن من علم الاقتصاد, و قد وقعت مصر سنة 1949 فى خطأ بسبب ذلك)).

و إن قيام نظام التصويت السرى قد أتاح لصهيون فرصة لتقديم قوانين تلائم أغراضها عن طريق الرشوة. و إن الجمهورية هى صورة الحكم الأمميية التى يفضلها اليهود من أعماق قلوبهم، لأنهم يستطيعون مع الجمهورية أن يتمكنوا من شراء أغلبية الأصوات بسهولة عظمى، و لأن النظام الجمهورى يمنح وكلائهم و جيش الفوضويين التابعين لهم حرية غير محدودة. و لهذا السبب يعضد اليهود مذهب التحررية على حين كان الأمميون الحمقى الذين أفسد اليهود عقولهم يجهلون هذه الحقيقة الواضحة من قبل، و هى أنه ليست الحرية مع الجمهورية أكثر منها مع الأوتوقراطية والأمر بالعكس، ففى الجمهورية يقوم الضغط على الأقلية عن طريق الرعاع ((هذه حقيقة من الحقائق السياسية الهامة التى لا يفطن اليها الا الحكماء. ولمعرفة ذلك يجب مقارنة الملكية فى بريطانيا بالجمهورية فى فرنسا لبيان الفرق بين الحكمين, فالفرق بين الحكمين واضح، والفرق ينشأ دائماً لا من شكل الحكومة ملكية أو جمهورية بل من تربية الشعب السياسية, فشكل الحكومة لا قيمة له, لكن القيمة للشعب, و مدى إدراكه و تمسكه بحقوقه و صدق النبى إذ قال: "كما تكونوا يول عليكم"))، و هذا ما يحرص عليه دائماً وكلاء صهيون.

و صهيون حسب إشارة منتفيورى ((منتفيورى زعيم يهودى كان يريد لليهود استعمار فلسطين، و كان عظيم النفوذ فى بريطانيا و صديق العائلة المالكة، و عاش أكثر من قرن. انظر "يقظة العالم اليهودى" ص 135 - 165)) لا تدخر مالاً و لا وسيلة أخرى للوصول الى هذه الغايات. و فى أيامنا هذه تخضع كل الحكومات فى العالم - عن وعى أو عن غير وعى - لأوامر تلك الحكومة العليا العظيمة: حكومة صهيون ((هذا ما تحقق الآن فعلاً، فمعظم الحكومات فى الأمم الكبرى كأمريكا و روسيا و بريطانيا و فرنسا، والمجامع الدولية مثل مجلس الأمن والأمم المتحدة، و محكمة العدل الدولية و من قبلها عصبة الأمم، و وفود الأمم السياسية اليها، واليونسكو تبدو خاضعة لنفوذ اليهود، أو تتكون أكثريتها من أعضاء يهود أو عملائهم. والأحداث الجارية تكشف عن ذلك بوضوح يراه العميان))، لأن كل وثائقها فى حوزة حكومة صهيون، و كل البلاد مدينة لليهود الى حد أنها لا تستطيع إطلاقاً أن تسد ديونها. إن كل الصناعة والتجارة و كذلك الدبلوماسية فى أيدى صهيون. و عن طريق رؤوس أموالها قد استعبدت كل الشعوب الأمميية. و قد وضع اليهود بقوة التربية القائمة على أساس مادى سلاسل ثقيلة على كل الأمميين، و ربطوهم بها الى حكومتهم العليا.

و نهاية الحرية القومية فى المتناول، و لذلك ستسير الحرية الفردية أيضاً الى نهايتها، لأن الحرية الصحيحة لا يمكن أن تقوم حيث قبضة المال تمكن صهيون من حكم الرعاع، والتسلط على الجزء الأعلى قدراً، والأعظم عقلاً فى المجتمع.. (من لهم آذان للسمع فليسمعوا).

قريباً ستكون قد مضت أربع سنوات منذ وقعت فى حوزتى (بروتوكولات حكماء صهيون) و لا يعلم إلا الله وحده كم كانت المحاولات الفاشلة التى بذلتها لإبراز هذه البروتوكولات الى النور، أو حتى لتحذير أصحاب السلطان، و أن اكشف لهم عن أسباب العاصفة التى تتهدد روسيا البليدة التى يبدو من سوء الحظ أنها فقدت تقديرها لما يدور حولها.

والآن فحسب قد نجحت - بينما أخشى أن يكون قد طال تأخرى - فى نشر عملى على أمل أنى قد أكون قادراً على إنذار أولئك الذين لا يزالون ذوى آذان تسمع، و أعين ترى.

لم يبق هناك مجال للشك، فإن حكم اسرائيل المنتصر يقترب من عالمنا الضال بكل ما للشيطان من قوة و إرهاب، فإن الملك المولود من دم صهيون - عدو المسيح - قريب من عرش السلطة العالمية ((كان هذا فى سنة 1902، واليهود الآن أقرب الى العرش، لأن كل الأحداث سارت فى هذا الطريق لمصلحة اليهود، و تقريب ملكهم من عرشه)).

إن الأحداث فى العالم تندفع بسرعة مخيفة: فالمنازعات، والحروب، والإشاعات، الأوبئة، والزلازل - والأشياء التى لم تكن أمس إلا مستحيلة - قد صارت اليوم حقيقة ناجزة. إن الأيام تمضى مندفعة كأنها تساعد الشعب المختار و لا وقت هناك للتوغل بدقة خلال تاريخ الإنسانية من وجهة نظر (أسرار الظلم) المكشوفة، و لا للبرهنة تاريخياً على السلطان الذى أحرزه (حكماء صهيون) كى يجلبوا نكبات على الإنسانية، و لا وقت كذلك للتنبؤ بمستقبل البشرية المحقق المقترب الآن، و لا للكشف عن الفصل الأخير من مأساة العالم.

إن نرو المسيح منفرداً و نور كنيسته العالمية المقدسة هما اللذان يستطيعان أن ينفذا خلال الأغوار الشيطانية، و يكشفا مدى ضلالها ((لم يعد الدين مسيحياً أو إسلامياً كافياً وحده للوقوف أمام طغيان صهيون بل لابد معه من الاستعانة بكل ما فى العقول الحكيمة من وعى، و كل ما فى الأيدى من أسلحة حربية و سلمية للقضاء على هذا الطغيان الذى سيدمر العالم تدميراً لغرض استعباد البشر لليهود، و من هذه الفقرة و أمثالها نلمح بشدة تدين الأستاذ نيلوس، و إيمانه بقدرة الدين على تخليص الناس من هذا الخطر الساحق، و ليت الدين وحده ينفع فى إصلاح ما أفسد اليهود)).

إنى لأشعر فى قلبى بأن الساعة قد دقت لدعوة المجمع المسكونى الثامن Eighth Ecumenical Council فيجتمع فيه رعاة الكنائس و ممثلو المسيحية عامة، ناسين المنازعات التى مزقتهم طوال قرون كثيرة كى يقابلوا مقدم أعداء المسيح ((المجامع المسيحية نوعان: مجامع خاصة عقدها آباء كنيسة معينة و هذه كثيرة. و مجامع عامة عقدها آباء الكنائس من جمبع أقطار المسكونة (الأرض) ولذلك تسمى "مسكونية" و عددها سبعة: أقدمها (مجمع نيقية الأول) سنة 325 م و آخرها (مجمع نيقية الثانى) سنة 787 م. الأستاذ نيلوس يشير الى المجامع المسكونية السبعة التى عقدها آباء الكنيسة المسيحية للاتفاق على تعاليم واحدة اختلفت حولها طوائفهم المسيحية، و يتمنى عقد مجمع ثامن يتفق فيه الآباء على الوقوف متحدين ضد اليهود، و لكن لا أظن ذلك ممكناً، و لا أظنه - إن أمكن - نافعاً وحده، و لابد مع ذلك من وسائل سياسية و اقتصادية و حربية للقضاء على هذه المؤامرة اليهودية الإجرامية)).

 

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 391 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

مقدمـة الكتاب

كيف ظهرت البروتوكولات للعالم:

((كاتب هذه المقدمة هو الأستاذ سرجي نيلوس أول ناشر للبروتوكولات بالروسية، وهذا ما يفهم من مقدمة الطبعة الإنجليزية التى سبقت هنا، وإن لم تذيل القائمة باسمه ولم تصدر منسوبة اليه صراحة)).

لقد تسلمت من صديق ((هو أليكس نيقولا نيفتش كبير جماعة أعيان روسيا الشرقية أيام القيصرية)) شخصى - هو الآن ميت - مخطوطاً يصف بدقة ووضوح عجيبين خطة وتطوراً لمؤامرة عالمية مشئومة، موضوعها الذى تشمله هو جر العالم الحائر الى التفكك والانحلال المحتوم.

هذه الوثيقة وقعت فى حوزتى منذ أربع سنوات (1901)، وهى بالتأكيد القطعى صورة حقة فى النقل من وثائق أصلية، سرقتها سيدة فرنسية، من أحد الأكابر ذوى النفوذ والرياسة السامية، من زعماء الماسونية الحرة ((Freemasonry الماسونية الحرة الشرقية)) وقد تمت السرقة فى نهاية اجتماع سرى بهذا الرئيس فى فرنسا، حيث وكــــر (المؤتمر الماسونى اليهودى) (Jewish masonic conpiracy).

وللذين يريدون أن يروا ويسمعوا، أخاطر ((هكذا يقول الناشر الروسى، وليس فى هذا التعبير مبالغة ولا تجاوز وحسب القارىء أن يتصور مقدار ما تفضح البروتوكولات من أسرار سياسة اليهود، وسعة نفوذهم فى العالم، وعدم إحجامهم عن ارتكاب أى جريمة فردية أو جماعية عن طريق وكلائهم الأشرار الفاسدين)) بنشر هذا المخطوط تحت عنوان (بروتوكولات حكماء صهيون) وبالتفرس المبدئى خلال هذه المذكرات - قد تشعرنا بما نشعر به أمام ما نسميه عادة الحقائق المسلمة (truisms). إنها تظهر فى هيئة الحقائق المألوفة كثيراً أو قليلاً، وإن عبر عنها بحدة وبغضاء لا تصاحبان عادة الحقائق المألوفة، فبين سطورها تتأجج بغضاء دينية وعنصرية عميقة الغور متغطرسة قد خبئت بنجاح أمداً طويلاً, وإنها لتجيش وتفيض، كما هو واقع، من إناء طافح بالغضب والنقمة، مدرك تمام الإدراك أن نصره النهائى قريب.

ونحن لا نستطيع أن نغفل الإشارة الى أن عنوانها لا ينطبق تماماً على محتوياتها، فهى ليست على وجه التحديد مضابط جلسات، بل هى تقرير وضعه شخص ذو نفوذ، وقسمه أقساماً ليست مطردة اطرادا منطقياً على الدوام. وهى تحملنا على الإحساس بأنها جزء من عمل أخطر وأهم، بدايته مفقودة. وإن كان أصل كل هذه الوثائق السالف ذكرها يعبر هنا عن نفسه بوضوح.

ووفق تنبؤات الآباء القديسين لابد أن تكون دائماً أعمال أعداء المسيح محاكاة لحياة المسيح، ولابد أن يكون اهم خائنهم غير أن خائنهم، من وجهة نظر دنيوية، لن يظفر بغاياته طبعاً، واذا فمن المؤكد أن ينتصر (الحاكم العالمى) انتصاراً كاملاً، لكن لفترة وجيزة. وهذه الإشارة الى كلمات و. سولوفيف W. Soloviev لا يقصد بها أن تتخذ برهاناً على سندهم العلمى, فالعلم من وجهة النظر الأخروية لا مكان له, والجانب المهم هو القضاء والقدر. إن سولوفيف يعطينا النسيج والمخطوط المعروض أمامنا سيقوم بالتطريز ((المعنى أن كلمات سولوفيف - التى يحيل اليها نيلوس دون أن يعينها - تمد القارىء بفكرة عامة عن الموضوع، والبروتوكولات تمده بالتفصيلات)).

وقد نكون ملومين حقاً على التشكك فى طبيعة هذه الوثيقة، غير أنه لو أمكن البرهان على هذه المؤامرة العالمية الواسعة بخطابات أو تصريحات من شهود عيان، وأمكن أن يكشف قناع زعمائها وهم ممسكون بخيوطها الدموية - اذن لكشفنا بهذه الواقعة الحقة (أسرار الظلم) ولكن لكى تحقق المؤامرة نفسها يجب أن يبقى سراً حتى يوم تجسدها فى (ابن الفناء) ((يعتقد أكثر المسيحيين أن الأقنوم الثانى - الابن - اتخذ جسداً فى أحشاء مريم بقوة الروح المقدس فصار إنساناً حقيقياً ليتمكن من تخليص العالم من الخطيئة، ومادامت حياة عدو المسيح محاكاة لحياته، فلابد من تجسيد، وكما تجسد المسيح تتجسد المؤامرة اليهودية التى حملتها القرون الطويلة حتى تضعها ممثلة فى إنسان من اليهود، أو مسيح كاذب يحكم العالم فيعيد الملك الى اسرائيل حسب اعتقاد اليهود، والأستاذ نيلوس يسخر هنا حين يقيس تجسد المسيح الكاذب الفانى على تجسد الأقنوم الثانى الخالد فى السيد المسيح عليه السلام)).

إننا لا نستطيع البحث عن براهين مباشرة فى مشكلات الخطط الإجرامية التى أمامنا، ولكن علينا أن نقنع بالبيانات العرضية أو القرائن، وأن مثلها ليملأ عقل كل متأمل مسيحى غيور ((إنما خص الأستاذ نيلوس بكلامه المسيحيين هنا، لأنه مسيحى يخاطب مسيحيين ليستنهضهم وينذرهم، ويحاول أن يقنعهم عن طريق الدين)).

إن المكتوب فى هذا الكتاب ينبغى أن يقنع من لهم آذان للسمع ((هذه كلمة المسيح كما وردت فى الأناجيل, وكان الأستاذ نيلوس يصرخ بها صرخة المسيح لأمته المسيحية - روسيا - كى يثير حماستهم الدينية ضد اليهود كما أشرت فى الفقرة السابقة)) لما فيه من وضوح, ولأنه مقدم إليهم بقصد حثهم على حماية أنفسهم, إذ الوقت متسع لهذه الحماية, حتى على حذر.

إن ضميرنا سيكون راضيا اذا وصلنا بفضل الله الى هذا الغرض الأهم من تحذير العالم الأممى (غير اليهودى) دون إثارة الحقد فى قلبه ضد شعب اسرائيل الأعمى. ونحن نثق بأن الأمميين لن يضمروا مشاعر الكراهية ضد جمهور اسرائيل المؤمن خطأ ببراءة الخطيئة الشيطانية لزعمائه ((يؤمن اليهود بأن الله أباح لهم ولزعمائهم كل شر ضد الأمميين (غير اليهود) من الكتبة والفريسيين الذين برهنوا مرة قبل ذلك على أنهم هم أنفسهم سبب ضلال اسرائيل ((يشير نيلوس الى إنكار اليهود للمسيح عيسى حين جاءهم، ثم اضطهادهم اياه ضالين ظالمين)) واذا نحينا جانباً نقمة الله من الظالمين لم تبق إلا وسيلة واحدة: هى اتحاد المسيحيين جميعاً فى سيدنا يسوع المسيح والفناء الشامل فيه مستغفرين لأنفسنا وللآخرين.

ولكن أهذا ممكن مع حالة العالم الضالة الآن ؟ إنه مستحيل مع سائر العالم، ولكنه ممكن مع حالة روسيا المؤمنة ((هذا - على رأى نيلوس - أيام كانت روسيا محكومة بالقياصرة قبل أن يستولى عليها أبالسة الشيوعية من السهود وعملائهم، وينشروا الإلحاد والفساد فيها)). فالظروف السياسية الحاضرة للدول الأوروبية والغربية والأقطار التابعة لها فى الجهات الأخرى قد تنبأ بها أمير الحواريين.

إن النوع البشرى - فى استرواحه لإكمال حياته الأرضية وبحثه عن مملكة الاكتفاء العام ((أى حكومة دنيوية يحصل فيها كل فرد على ما يكفيه، وهذا حلم بشرى محال)) التى تحقق المثل الأعلى للحياة الإنسانية - قد غير اتجاه مثله بدعوى أن الإيمان المسيحى كاذب قطعاً، وأنه لا يحقق الآمال المعلقة عليه، وإن العالم - الذى حطم معبوداته السابقة وخلق معبودات جديدة على قواعدها - إنما يبنى لهذه الآلهة الجديدة هياكل ؛ كل منها أعظم فخفخة، وأكبر فخامة من الآخر، ثم يعود فيكنسه و يدمره.

إن النوع البشرى قد فقد الفهم الصحيح للسلطة التى منحها الملوك المسحاء ((المسحاء جمع مسيح)) من الله، و هو يقترب من حالات الفوضى و سرعان ما تبلى بلى تاماً ضوابط الموازين الجمهورية والدستورية، و ستنهار هذه الموازين، و ستجر معها فى انهيارها كل الحكومات الى أغوار هاوية الفوضى المتلفة.

إن آخر حصن للعالم، آخر ملجأ من العاصفة المقبلة هو روسيا، فإيمانها لا يزال حياً، و امبراطورها المسيح لا يزال قائماً كحاميعا المؤكد.

إن كل جهود الهدم من جانب أعداء المسيح اليساريين الظاهرين و عماله الفطناء والأغبياء - مركزة على روسيا والأسباب مفهومة والغايات معلومة، فيجب أن تكون معروفة لروسيا المتدينة المؤمنة.

و إن اللحظة التاريخية المقبلة أعظم وعيداً، و إن الأحداث المقتربة - و هى مقنعة بالغيوم المكثفة - أشد هولاً، فيجب أن يضرب الروسيون ذوو القلوب الجريئة الباسلة بشجاعة عظيمة و تصميم جبار، وينبغى أن يعقدوا أيديهم بشجاعة حول لواء كنيستهم المقدس، و حول عرش امبراطورهم. و طالما الروح تحيا، والقلب الجياش يخفق فى الصدر فلا مكان لطيف اليأس القاتل. و لكننا سنعتمد على ولائنا و إيماننا، لنظفر برحمة الله القادر، و لنؤجل ساعة انهيار روسيا (1905). ((من العجيب أن يتنبأ الأستاذ نيلوس فى الفقرات الأربعة الأخيرة هنا، و فى التعقيب بالانقلاب السياسى الشيوعى البلشفى اليهودى قبل حدوثه بنحو اثنى عشر عاماً، و لقد نصح قومه مخلصاً، و أنذرهم بالكارثة قبل حدوثها، و صرخ فيهم صرخة المسيح من كان له أذنان للسمع فليسمع و لكن صرخته لم تسمع، و لم تنجح فى تفادى الكارثة و لا فى تأخيرها عن موعدها، فلقد نجح ذهب اليهود و دسائسهم ضد روسيا، ثم التضحية ببعض جيوشهم السرية هناك فى قتلها و تمكين اليهود من حكمها، و اتخاذها وكراً للدسائس و نشر المبادىء الهدامة فى العالم أجمع، توصلاً إلى إقامة مملكة يهودية يجلس على عرشها ملك من نسل داود و يدين لها العالم كله بالخضوع والولاء، جاء فى كتاب (المؤامرة اليهودية) ما ترجمه المترجم العربى "إن المحفل الأمريكانى الماسونى الذى يدير الماسونية الكونية - و كل أعضائهم من أعاظم زعماء اليهود وحدهم - عقد مؤتمراً قرر فيه خمسة من اليهود أصحاب الملايين خراب روسيا القيصرية بإنفاق مليار دولار, وتضحية مليون يهودى لإثارة الثورة فى روسيا, و هؤلاء الخمسة الذين تبرعوا بالمال هم: إسحاق موتيمر, و شستر, و ليفى، و رون، و شيف، و كان المال مرصوداً للدعاية و إثارة الصحافة العالمية على القيصرية و ذلك على أثر المذابح ضد اليهود حوالى نهاية القرن التاسع عشر". هذا و كان تروتكسى اليهودى كما يعرف ذلك العارفون، من أعظم الممكنين للرفيق لينين من السيطرة على روسيا بعد الانقلاب، ثم طرد ستالين هذا اليهودى و دبر اغتياله)).

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 157 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

لقد شغف كتاب الأناجيل بالنبوءات التوراتية، وعمدوا في تكلف ظاهر إلى تحريف معاني الكثير من النصوص التوراتية، ليجعلوا منها نبوءات عن المسيح، إن محبتهم للمسيح أو للتحريف قد جعلهم يخطئون في فهم كثير من النبوءات التي تحدثت عن المسيا المنتظر.
ومن صور ذلك أنه جاء في المزامير عن النبي القادم «قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك» ، المزمور 110/ 1 ، وهذه النبوءة لا يراد بها المسيح بحال من الأحوال.
وقد أخطأ بطرس حين فسرها بذلك، فقال: « لأن داود لم يصعد إلى السموات، وهو نفسه يقول: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً » أعمال 2/29-37 .
ودليل الخطأ في فهم بطرس، وكذا فهم النصارى أن المسيح أنكر أن يكون هو المسيح الموعود على لسان داود، «فيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً: ماذا تظنون في المسيح، ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود، قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة، ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة» متى 22/41-46 .
فالمسيح سأل اليهود عن المسيح المنتظر الذي بشر به داود وغيره من الأنبياء: «ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟» فأجابوه: «ابن داود» ، فخطأهم وقال: « فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه » .
وفي مرقس: « كيف يقول الكتبة إن المسيح ابن داود؟ لأن داود نفسه قال بالروح القدس: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فداود نفسه يدعوه رباً، فمن أين هو ابنه؟! » مرقس 12/37 .
وهو ما ذكره لوقا أيضاً « وقال لهم: كيف يقولون أن المسيح ابن داود، وداود نفسه يقول في كتاب المزامير: قال الرب لربي: اجلس عن يميني، حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فإذا داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه» ، لوقا 20/40-44 ، ورغم هذا البيان يصر النصارى إلى يومنا هذا أن المسيح عيسى عليه السلام هو من بشر به داود في نبوءته مع قولهم بأنه ابن داود!
ونقل بولس في رسالته إلى العبرانيين بشارة الله لداود بابنه سليمان، لكنه جعلها نبوءة بالمسيح عليه السلام، فيقول: «كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء.. صائراً أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسماً أفضل منهم، لأنه لمن مِن الملائكة قال قط: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك، وأيضاً أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً» عبرانيين 1/5 ،
وقد اقتبس بولس العبارة الواردة في سفر صموئيل الثاني 7/14 ، وجعلها نبوءة عن المسيح، ففيه: «أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً » فقد ظن بولس أن هذه العبارة نبوءة عن المسيح عليه السلام فنقلها في رسالته.
إلا أن هذا الاقتباس غير صحيح، فالنص جاء في سياق الحديث إلى داود، فقد أمر الله النبي ناثان أن يقول لداود: «فهكذا تقول لعبدي داود...متى كملت أيامك واضطجعت مع آبائك أقيم نسلك الذي يخرج من أحشائك، وأثبت مملكته، هو يبني بيتاً لاسمي، وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد، أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً، وإن تعوج أودبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم...كذلك كلم ناثان داود» صموئيل 2 7/8-17 .
فالمتنبئ عنه يخرج من أحشاء داود، وليس من ذريته، وهو يملك على بني إسرائيل بعد اضطجاع داود أي موته، وهو باني بيت الله، وهو متوعد بالعذاب إن مال عن دين الله، وكل هذا قد تحقق في سليمان كما تذكر التوراة.
إن أياً من تلك المواعيد لم يتحقق في المسيح عليه السلام، فهو عندهم إله لا يصح أن يتوعد بالعذاب من الله، لأنه لا يخطئ أصلاً، كما أنه لم يبن لله بيتاً، ولم يملك على بني إسرائيل يوماً واحداً، ولم يثبت كرسي مملكته، لأنه لا مملكة له أصلاً في هذا العالم، كما أخبر هو، فقال: «أجاب يسوع: مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلّم إلى اليهود، ولكن الآن ليست مملكتي من هنا» يوحنا 18/36 .
كما وقد جاء في سفر أخبار الأيام الأول أن اسم صاحب النبوءة يكون سليمان، فقد قال لداود: «هوذا يولد لك ابن يكون صاحب راحة، وأريحه من جميع أعدائه حواليه، لأن اسمه يكون سليمان، فأجعل سلاماً وسكينة في إسرائيل في أيامه، هو يبني بيتاً لاسمي، وهو يكون لي ابناً، وأنا له أباُ، وأثبت كرسي ملكه على إسرائيل إلى الأبد» الأيام 1 22/9 .
ومن تحريف الإنجيليين لنبوءات التوراة أو خطئهم في فهمها ما صنعه متى في قوله عن المسيح وعودته من مصر إبان طفولته: « كان هناك إلى وفاة هيرودس، لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: من مصر دعوتُ ابني » متى 2/14-15 ، فقد زعم أن ذلك يحقق النبوءة التوراتية التي في سفر هوشع 11/1-2 .
لكن النص الذي في هوشع لا علاقة له بالمسيح، فالنص يتحدث عن عودة شعب إسرائيل من مصر مع موسى، والحديث في أصل السياق عن يعقوب، ثم ينتقل للحديث عن أبنائه وعودتهم من مصر ثم عبادتهم للأوثان بعد ذلك وإعراضهم عن دعوات الله لهم، فيقول: « لما كان إسرائيل غلاماً أحببته، ومن مصر دعوت ابني، كلما دعوا ولوا وجوههم، وذبحوا لبعاليم، وقربوا للأصنام» هوشع 11/1-2 .
فالنص لا علاقة له بالمسيح، فعبادة الأصنام التي يتحدث عنها النص حصلت قبل المسيح، ولا تنطبق على معاصري المسيح، لأن اليهود تابوا عن عبادة الأوثان توبة جيدة قبل ميلاد المسيح بخمسمائة وست وثلاثين سنة، بعدما أطلقوا من أسر بابل، ثم لم يحوموا حولها بعد تلك التوبة كما هو مصرح في كتب التواريخ.
واستخدام هذه الصيغة «ابني» في شعب بني إسرائيل معهود في التوارة، فقد جاء فيها: «عندما تذهب لترجع إلى مصر... فتقول لفرعون: هكذا يقول الرب: إسرائيل ابني البكر، قلت لك: أطلق ابني ليعبدني » الخروج 4/21 - 23 .
لقد عانى المسيح طويلاً من سوء فهم التلاميذ لكلامه، وإبان حياته صحح لهم مراراً الكثير من أخطائهم في فهم النبوءات، بل وسائر الكلام. لقد عجزوا عن فهم البسيط من كلامه، فأنى لهم أن يفهموا النبوءات؟
فذات مرة « أوصاهم قائلاً: انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين وخمير هيرودس، ففكروا قائلين بعضهم لبعض: ليس عندنا خبز.
فعلم يسوع، وقال لهم: لماذا تفكرون أن ليس عندكم خبز؟ ألا تشعرون بعد ولا تفهمون؟ أحتى الآن قلوبكم غليظة؟ ألكم أعين ولا تبصرون؟ ولكم آذان ولا تسمعون ولا تذكرون؟» مرقس 8/15-18 ، كيف لا تفهمون أني ما عنيت الخبز الحقيقي بكلامي؟
وفي مرة أخرى كلمهم، فلم يفهموه « فقال كثيرون من تلاميذه إذ سمعوا أن هذا الكلام صعب: من يقدر أن يسمعه» يوحنا 6/60 .
لقد كانوا يسيئون فهم البسيط من كلامه ، ثم يستنكفون عن سؤاله عما أعجم عليهم، من ذلك ما زعمه مرقس حين قال: «كان يعلّم تلاميذه ويقول لهم: إن ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الناس، فيقتلونه، وبعد أن يقتل يقوم في اليوم الثالث، وأما هم فلم يفهموا القول، وخافوا أن يسألوه» مرقس 9/31-32 .
ويمتد سوء الفهم وغلظة الذهن في فهم كلام الناموس حتى إلى أولئك المتعلمين والصفوة من بني إسرائيل، فها هو نيقوديموس يسيء فهم كلام المسيح حين قال له: « الحق الحق أقول لك، إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله. قال له نيقوديموس: كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟.. أجاب يسوع وقال له: أنت معلّم إسرائيل ولست تعلم هذا!» يوحنا 3/3-10 ، فلئن كان هذا حال معلم إسرائيل فماذا عساه يكون حال متى العشار أو يوحنا صياد السمك وبطرس، وهما تلميذان عاميان عديما العلم، كما شهد بذلك سفر أعمال الرسل « فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعاميان تعجبوا » أعمال 4/13 .
وكثير من كلام المسيح وأفعاله لم يفهم التلاميذ إبان حياة المسيح صلته بالنبوءات التوراتية، ثم ظنوا بعد رفعه أنه كان نبوءات عن المسيح «ووجد يسوع جحشاً، فجلس عليه كما هو مكتوب: لا تخافي يا ابنة صهيون، هوذا ملكك يأتي جالساً على جحش أتان، وهذه الأمور لم يفهمها تلاميذه أولاً، ولكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه، وأنهم صنعوا هذه له» يوحنا 12/14-16 .
فقد غلب على كثير من بني إسرائيل لفرط شوقهم إلى المخلص الغالب المظفر، غلب على ظنهم أنه المسيح عيسى عليه السلام، «فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا: هذا بالحقيقة هو النبي، آخرون قالوا: هذا هو المسيح، وآخرون قالوا: ألعل المسيح من الجليل يأتي؟ ألم يقل الكتاب: إنه من نسل داود ومن بيت لحم القرية التي كان داود فيها يأتي المسيح؟» يوحنا 7/38-41 .
فالجموع أيضاً على اختلاف ثقافاتها كانت تحاول البحث عن الخلاص من خلال المسيح عليه السلام «أما أنت يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي، الذي يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل، لذلك يسلّمهم إلي حينما تكون قد ولدت والدة، ثم ترجع بقية إخوته إلى بني إسرائيل، ويقف ويرعى بقدرة الرب بعظمة اسم الرب إلهه ويثبتون، لأنه الآن يتعظم إلى أقاصي الأرض، ويكون هذا سلاماً، إذا دخل أشور في أرضنا، وإذا داس في قصورنا نقيم عليه سبعة رعاة وثمانية من أمراء الناس، فيرعون أرض أشور بالسيف وأرض نمرود في أبوابها، فينقذ من أشور إذا دخل أرضنا وإذا داس تخومنا» ميخا 5/2-6 .
ومن المعلوم أن المسيح لم يحقق هذه النبوءة التي كانوا يريدون، فقد كانوا يبحثون عمن يملك عليهم وينتقم ويخلص شعبه من الأشوريين، ويحل السلام في ربوع اليهود.
يقول بري عن المسيح عليه السلام- فيما نقله عنه أحمد شلبي -: واستطاع بفصاحته أن يجذب له كثيراً من أتباعه ,الذين هم في الأصل يهوداً ينتظرون المسيح ، وهم منحوه هذا اللقب.
لقد منحوه من عندياتهم ما لم يقله، كما سيمر معنا في حينه.

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 128 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

في عام 63 ق م وقعت القدس وفلسطين بيد الرومان الوثنيين ليبدأ من جديد اضطهاد آخر عانى منه بنو إسرائيل، بنو إسرائيل الذين كانوا يترقبون مخلصاً عظيماً يرد إليهم الملك الضائع والسؤدد الذي طال لهفهم إليه.
لقد كانوا يعلمون بما أخبرهم يعقوب وموسى وداود وغيرهم من الأنبياء، يعلمون بمقدم النبي الملك الظافر الذي يقود أتباعه إلى عز الدنيا وسعادة الآخرة، لذا لما بعث المسيح العظيم ورأوا ما أعطاه الله من المعجزات تعلق الكثيرون منهم بشخص المسيح راجين أن يكون هو النبي المظفر العظيم، النبي المخلص، وهذا أمر يراه بجلاء الذي يتتبع أقوال معاصري المسيح من اليهود.
وتنقل لنا الأسفار المقدسة قصص بعض أولئك الذين كانوا يترقبون الملك المظفر المنتظر، من هؤلاء سمعان الذي وصفه لوقا: «كان الرجل في أورشليم اسمه سمعان، وهذا الرجل كان باراً تقياً ينتظر تعزية إسرائيل، والروح القدس كان عليه» لوقا 2/25 ، فسمعان هذا أحد منتظري الخلاص.
ومنهم نثنائيل الذي صارح المسيح بشعوره وظنه « أجاب نثنائيل وقال له: يا معلّم أنت ابن الله؟ أنت ملك إسرائيل؟ أجاب يسوع وقال له: هل آمنت لأني قلت لك.. » يوحنا 1/49-50 .
ولما أشيع أن المسيح صلب حزن بعضهم لتخلف الخلاص المنشود في شخص المسيح، إذ تعرض المسيح بعد القيامة لتلميذين وهو متنكر «فقال لهما: ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين، فأجاب أحدهما - الذي اسمه كليوباس - وقال له: هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام، فقال لهما: وما هي؟ فقالا: المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنساناً نبياً مقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب، كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه، ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل، ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك» لوقا 24/17-21 . لقد كانوا ينتظرون الخلاص على يديه كما كانت قد وعدت النصوص التوراتية بمقدم الملك الظافر الذي يخلص شعبه ويقودهم للنصر على الأمم، إذا بهم يسمعون بقتله وصلبه.
وقال له التلاميذ بعد القيامة: « يا رب هل في هذا الوقت ترد الملك إلى إسرائيل؟ فقال لهم: ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه» أعمال 1/6-7 . أي أن هذا ليس هو وقت الملك المنتظر.
يقول عوض سمعان: « إن المتفحصين لعلاقة الرسل والحواريين بالمسيح يجد أنهم لم ينظروا إليه إلا على أنه إنسان …كانوا ينتظرون المسيّا، لكن المسيا بالنسبة إلى أفكارهم التي توارثوها عن أجدادهم لم يكن سوى رسول ممتاز يأتي من عند الله » .
وقد سبق أن ظن شعب إسرائيل - المتلهف لظهور النبي العظيم المظفر - أن يوحنا المعمدان هو المسيح المنتظر «إذ كان الشعب ينتظر، والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا، لعله المسيح» لوقا 3/15 .
وهذه الجموع المتربصة للخلاص لما رأت المسيح قالوا فيه ما قالوه من قبل عن يوحنا المعمدان «قالوا للمرأة: إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن، لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّص العالم» يوحنا 4/42 .
وأندرواس قال لأخيه سمعان: « قد وجدنا مسيا، الذي تفسيره المسيح» يوحنا 1/41 .
والمراة السامرية لما رأته أعاجيبه « قالت له المرأة: أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح، يأتي، فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء» يوحنا 4/25-30 .
وشاع هذا الخبر في بني إسرائيل حتى خشي رؤساء الكهنة من بطش الرومان إن عرفوا أن المسيح المنتظر العظيم المظفر قد ظهر في شخص عيسى، فسارعوا إلى الإيقاع به، متهمين إياه بإفساد الأمة وادعاء أنه المخلص المنتظر، « فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً، وقالوا: ماذا نصنع فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة، إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به، فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمّتنا؟
فقال لهم واحد منهم، وهو قيافا، كان رئيساً للكهنة في تلك السنة: أنتم لستم تعرفون شيئاً، ولا تفكرون، إنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب، ولا تهلك الأمة كلها » يوحنا 11/47-50 . فقالوا لبيلاطس: « إننا وجدنا هذا يفسد الأمة، ويمنع أن تعطى جزية لقيصر قائلاً: إنه هو مسيح ملك، فسأله بيلاطس قائلاً: أنت ملك اليهود؟ فأجابه وقال: أنت تقول، فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والجموع: إني لا أجد علّة في هذا الإنسان» لوقا 23/2-4 ، فقد ثبت لبيلاطس براءته مما اتهموه، إذ هو لم يدع أنه ملك اليهود المنتظر.

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 137 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed


قول المسيح: «أنا والآب واحد» أهم ما يتعلق فيه أولئك الذين يقولون بألوهية المسيح، وقد فهموا منه وحدة حقيقية جهر بها المسيح أمام اليهود وفهموا منه أنه يعني الألوهية.
ولفهم النص نعود فنقرأ السياق من أوله، فنرى بأن المسيح كان يتمشى في رواق سليمان في عيد التجديد، فأحاط به اليهود وقالوا : «إلى متى تعلق أنفسنا. إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهراً.
أجابهم يسوع: إني قلت لكم ولستم تؤمنون. الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي، ولكنكم لستم تؤمنون، لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم: خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي، أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي، أنا والآب واحد» يوحنا10/24-30).
فالنص من أوله يتحدث عن قضية معنوية مجازية، فخراف المسيح أي تلاميذه يتبعونه، فيعطيهم الحياة الأبدية، أي الجنة، ولن يستطيع أحد أن يخطفها منه - أي يبعدها عن طريقه وهدايته - لأنها هبة الله التي أعطاه إياها، ولا يستطيع أحد أن يسلبها من الله الذي هو أعظم من الكل، فالله والمسيح يريدان لها الخير، فالوحدة وحدة الهدف لا الجوهر، وقد نبه المسيح لهذا حين قال بأن إرادة الله أعظم من إرادته.
لكن اليهود في رواق سليمان كان فهمهم لكلام المسيح سقيماً - أشبه ما يكون بفهم النصارى له -، لذا « تناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه، …لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً»
فعرف المسيح خطأ فهمهم لكلامه، واستغرب منهم كيف فهموا هذا الفهم وهم يهود يعرفون لغة الكتب المقدسة في التعبير المجازي فأجابهم: « أليس مكتوباً في ناموسكم: أنا قلت إنكم آلهة» ومقصده ما جاء في مزامير داود: «أنا قلت إنكم آلهة، وبنو العلي كلكم» المزمور82/6).
أي فكيف تستغربون بعد ذلك مثل هذه الاستعارات، وهي معهودة في كتابكم الذي جعل بني إسرائيل آلهة بالمعنى المجازي للكلمة؟! فالمسيح أولى بهذه الألوهية المجازية من سائر بني إسرائيل « إن قال: آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله.. فالذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم، أتقولون له إنك تجدف لأني قلت: إني ابن الله. إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي..» يوحنا10/37).
وهكذا صحح المسيح لليهود ثم للنصارى الفهم السيء والحرفي لوحدته مع الآب.
وهذا الأسلوب في التعبير عن وحدة الهدف والمشيئة معهود في النصوص خاصة عند يوحنا، فهو يقول على لسان المسيح: «ليكون الجميع واحداً كما أنت أيها الآب في، وأنا فيك، ليكونوا - أي التلاميذ - هم أيضاً واحداً فينا.. ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد... أنا فيهم وأنت في» يوحنا 17/20-23)، فالحلول في المسيح والتلاميذ حلول معنوي فحسب، وإلا لزم تأليه التلاميذ، فكما المسيح والآب واحد، فإن التلاميذ والمسيح والآب أيضاً واحد، أي وحدة الهدف والطريق، لا وحدة الذوات، فإن أحداً لا يقول باتحاد التلاميذ ببعضهم أو باتحاد المسيح فيهم.
وفي موضع آخر ذكر نفس المعنى فقال عن التلاميذ: « أيها الأب القدوس، احفظهم في اسمك الذي أعطيتني ليكونوا واحداً كما نحن» يوحنا 17/11).
ومثله قوله: «تعلمون أني أنا في أبي، وأنتم في، وأنا فيكم» يوحنا 14/20).
ومثله قوله: «إله وآب واحد للكل، الذي على الكل وبالكل، وفي كلكم» أفسس 4/6).
ومثله يقول بولس: «فإنكم أنتم هيكل الله الحي، كما قال الله: إني سأسكن فيهم، وأسير بينهم، وأكون لهم إلهاً، وهم يكونون لي شعباً» كورنثوس -2- 6/16-17)
ومثله قول المسيح لتلاميذه: « أنا الكرمة، وأنتم الأغصان، الذي يثبت في، وأنا فيه، هذا يأتي بثمر كثير» يوحنا 15/5)، أي : يحبني ويطيعني ويؤمن بي فهذا يأتي بثمر كثير.
والمعنى الصحيح لقوله: «لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب في وأنا فيه» يوحنا 10/38) أن الله يكون في المسيح أي بمحبته وقداسته وإرشاده وتسديده، لا بذاته المقدسة التي لا تحل في الهياكل «العلي لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي» أعمال 7/48).
وقد تكرر هذا الأسلوب في التعبير عن وحدة الهدف والمشيئة في نصوص كثيرة منها قول بولس: « أنا غرست، وأبلوس سقى، …الغارس والساقي هما واحد، فإننا نحن عاملان مع الله» كورنثوس-1- 3/6-9)، فوحدة بولس مع أبلوس وحدة الهدف المشترك، لا الجوهر والذات.
ومثله جاء في التوراة في وصف الزوجين «يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته، ويكونان جسداً واحداً» التكوين 2/24)، وغير ذلك من أمثلة وحدة المشيئة والهدف.

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 126 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed


لا يسلم المسلمون بصحة صدور كثير من تلك العبارات الصريحة التي يزعم العهد الجديد أنها صدرت من التلاميذ، فقد كانت محلاً للتحريف المقصود كما وقع في يوحنا 1-5/7-8)، كما قد يقع التحريف بسبب سوء الترجمة وعدم دقتها، فكلمة «الرب» التي ترد كثيراً في التراجم العربية كلقب للمسيح هي في التراجم الأجنبية بمعنى: «السيد» أو «المعلم» ، فالمقابل لها في الترجمة الإنجليزية هو: lord، ومعناها: السيد، وفي الفرنسية : «le mait » ، ومعناها: المعلم، وهكذا في سائر التراجم كالألمانية والإيطالية والأسبانية.
وما أتت به الترجمة العربية ليس بجديد، بل هو متفق مع طبيعة اللغة التي نطق بها المسيح ومعاصروه فكلمة: «رب» عندهم تطلق على المعلم، وتفيد نوعاً من الاحترام والتقدير كما قالت المرأة السامرية للمسيح: «يا رب أرى أنك نبي» يوحنا 4/19)، فليس المقصود من كلامها وصف المسيح بالربوبية.
وفي إنجيل يوحنا أن المسيح كان يخاطبه تلاميذه: يا رب، ومقصودهم: يا معلم، فها هي مريم المجدلية تلتفت إليه وتقول: «ربوني الذي تفسيره: يا معلم…وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب» يوحنا 20/16-17).
وخاطبه اثنان من تلاميذه: «رب الذي تفسيره: يا معلم» يوحنا 1/38).
ولم يخطر ببال أحد من التلاميذ المعنى الاصطلاحي لكلمة الرب حين أطلقوها على المسيح، فقد كانوا يريدون : المعلم والسيد، ولذلك شبهوه بيوحنا المعمدان حين قالوا له: « يا رب علمنا أن نصلي كما علم يوحنا تلاميذه» . لوقا 11/1).
وأما قول توما للمسيح «ربي وإلهي» فهو لم يقع منه في مقام الخطاب للمسيح، بل لما رأى المسيح حياً، وقد كان يظنه ميتاً استغرب ذلك، فقال متعجباً: «ربي وإلهي» يوحنا 20/28)، ومما يؤكد صحة هذا الفهم أن المسيح أخبر في نفس السياق بأنه سيصعد إلى إلهه انظر يوحنا 20/17)، وعليه فالألوهية هنا لو أريد بها المسيح فهي مجازية غير حقيقية.
ولو فهم المسيح أنه أراد ألوهيته لما سكت المسيح عليه السلام، فقد رفض عليه السلام حتى أن يدعى صالحاً، إذ لما ناداه بعض تلاميذه: « أيها المعلم الصالح... فقال له: لماذا تدعوني صالحاً؟ ليس أحد صالحاً إلا واحد، وهو الله » متى 19/17) فكيف يقبل أن يدعى رباً وإلهاً على الحقيقة؟
واستعمال لفظة الرب بمعنى : السيد، شائع في اللغة اليونانية، يقول ستيفن نيل: «إن الكلمة اليونانية الأصلية التي معناها: » رب « يمكن استعمالها كصيغة للتأدب في المخاطبة، فسجان فلبي يخاطب بولس وسيلة بكلمة: » سيدي « أو » رب «، يقول سفر الأعمال: » أخرجهما وقال: يا سيدي ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص. فقالا: آمن بالرب يسوع المسيح، فتخلص أنت وأهل بيتك « أعمال 16/30)… وكانت اللفظة لقباً من ألقاب الكرامة… » .
وبخصوص الاستدلال بالمزمور «قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك» . المزمور 110/ 1)، فهو لا يراد به المسيح بحال من الأحوال، بل المراد هو المسيح المنتظر، الذي وعد به بنو إسرائيل، وهو محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد أخطأ بطرس حين فهم أن النص يراد به المسيح، فقال: «لأن داود لم يصعد إلى السموات. وهو نفسه يقول: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً، فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم» أعمال 2/29-37).
ودليل الخطأ في فهم بطرس، وكذا فهم النصارى، أن المسيح أنكر أن يكون هو المسيح الموعود على لسان داود، «فيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً: ماذا تظنون في المسيح أي الذي تنتظره اليهود)، ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود. قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة» متى 22/41-46).
فالمسيح سأل اليهود عن المسيح المنتظر الذي بشر به داود وغيره من الأنبياء، «ماذا تظنون في المسيح، ابن من هو؟» فأجابوه: «ابن داود» ، فخطأهم وقال: « فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه » ، وفي مرقس: « كيف يقول الكتبة أن المسيح ابن داود؟ لأن داود نفسه قال بالروح القدس: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فداود نفسه يدعوه رباً. فمن أين هو ابنه؟! » مرقس 12/37).
وهو ما ذكره لوقا أيضاً « وقال لهم: كيف يقولون أن المسيح ابن داود. وداود نفسه يقول في كتاب المزامير: قال الرب لربي: اجلس عن يميني، حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ فإذا داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه» . لوقا 20/40-44).
وبخصوص ما جاء في إشعيا من التنبؤ بعمانوئيل، فهي ليست عن المسيح، الذي لم يتسم بهذا الاسم أبداً، ولم ينادَ به إطلاقاً.
والقصة في سفر إشعيا تتحدث عن قصة قد حصلت قبل المسيح بقرون، فقد جعل الله من ميلاد عمانوئيل علامة على زوال الشر عن بني إسرائيل في عهد الملك آحاز، وخراب مملكة راصين يقول إشعيا: « ثم عاد الرب فكلم آحاز قائلاً:.. ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابناً، وتدعو اسمه عمانوئيل. زبداً وعسلاً يأكل، متى عرف أن يرفض الشر ويختار الخير. لأنه قبل أن يعرف الصبي أن يرفض الشر ويختار الخير، تخلى الأرض التي أنت خاش من ملكيها، يجلب الرب عليك وعلى شعبك وعلى بيت أبيك أياماً لم تأتي منذ يوم اعتزال أفرايم عن يهوذا أي ملك أشور. ويكون في ذلك اليوم أن الرب يصفر للذباب الذي في أقصى ترع مصر وللنحل الذي في أرض أشور... لأنه قبل أن يعرف الصبي أن يدعو: يا أبي ويا أمي تحمل ثروة دمشق وغنيمة السامرة قدام ملك أشور» إشعياء 7/10- 8/4)، فالنص يتعلق بأحداث حصلت قبل المسيح بقرون، وذلك إبان الغزو الأشوري لفلسطين.
وهذا النص الذي ذكره لوقا، وكذا النص الذي في إشعيا، قد تم تحريفهما عن الأصل ليصبحا نبوءة عن المسيح وأمه العذراء، وكانت الترجمات القديمة للتوراة مثل ترجمة أيكوئلا وترجمة تهيودوشن، وترجمة سميكس والتي تعود للقرن الثاني الميلادي، قد وضعت بدلاً من العذراء : المرأة الشابة، وهو يشمل المرأة العذراء وغيرها.
ويذكر العلامة أحمد ديدات أن النسخة المنقحة - r.s.v - والصادرة عام 1952م قد استبدلت كلمة العذراء في إشعيا بـ « الصبية » ، ولكن هذا التنقيح لا يسري سوى على الترجمة الإنجليزية.
وبخصوص نبوءة النبي إشعيا « لأنه يولد لنا ولد، ونعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام، لنمو رياسته وللسلام، لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته، ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن إلى الأبد» إشعيا9/6)، فإن أياً من هذه الأسماء لم يتسم به المسيح، فأين سمي عجيباً أو مشيراً أو قديراً أو أباً أو رئيس السلام، فليس في الكتاب المقدس نص يذكر أنه سمي بهذه الأسماء.
فإن قالوا المراد أن هذه صفات هذا الابن الموعود، فهي أيضاً لا تنطبق على المسيح بحال، فهي تتحدث عن نبي غالب منتصر يملك على قومه، ويكون وارثاً لملك داود، وكل هذا ممتنع في حق المسيح، ممتنع بدليل الواقع والنصوص.
فالمسيح لم يملك على قومه يوماً واحداً، بل كان فاراً من بني إسرائيل، خائفاً من بطشهم، كما هرب من قومه حين أرادوه أن يملك عليهم. «وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكاً، انصرف أيضاً إلى الجبل وحده» يوحنا 6/15)، لقد هرب منهم، وذلك لأن مملكته ليست دنيوية زمانية، ليست على كرسي داود، بل هي مملكة روحية في الآخرة «أجاب يسوع: مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلّم إلى اليهود، ولكن الآن ليست مملكتي من هنا» يوحنا 18/36).
كما أن إشعيا يتحدث عن رئيس السلام، وهو لا ينطبق على الذي نسبت إليه الأناجيل أنه قال: « لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض، ما جئت لألقي سلاماً، بل سيفاً، فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه، والابنة ضد أمها، والكنّة ضد حماتها، وأعداء الإنسان أهل بيته » متى 10/34 - 36)، فهل يسمى بعد ذلك رئيس السلام؟
ثم إن إشعيا يتحدث عن قدير، وليس عن بشر محدود لا يقدر أن يصنع من نفسه شيئاً كما قال عن نفسه: « أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً، كما أسمع أدين» يوحنا 5/30)، وفي نص آخر يقول لليهود: «الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمل، لأن مهما عمل ذاك، فهذا يعمله الابن كذلك» يوحنا 5/19).
ثم إن الكتاب المقدس يمنع أن يكون المسيح ملكاً على بني إسرائيل، فقد حرم الله الملك على ذرية يهوياقيم أحد أجداد المسيح، فقد ملك على مملكة يهوذا، فأفسد، فقال الله فيه: «هكذا قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا: لا يكون له جالس على كرسي داود، وتكون جثته مطروحة للحر نهاراً وللبرد ليلاً، وأعاقبه ونسله وعبيده على إثمهم » إرميا 36/30 - 31 ).
والمسيح من ذرية هذا الملك الفاسق كما في سفر الأيام الأول «بنو يوشيا: البكر: يوحانان، الثاني: يهوياقيم، الثالث: صدقيا، الرابع: شلّوم. وابنا يهوياقيم: يكنيا ابنه، وصدقيا ابنه» الأيام 1 - 3/14-15)، فيهوياقيم أحد أجداد المسيح.
وهو اسم أسقطه متى من نسبه للمسيح، بين يوشيا وحفيده يكنيا، فقال: « وآمون ولد يوشيا. ويوشيا ولد يكنيا وإخوته عند سبي بابل » متى 1/10-11).
ولا يخفى على القارئ النبيه سبب إسقاطه اسم هذا الجد من أجداد المسيح من سلسلة نسب المسيح.

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 124 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed


ويستمسك النصارى بالألفاظ التي أطلقت على المسيح لفظ الألوهية والربوبية، ويرونها دالة على ألوهية المسيح، وفي أولها أنه سمي يسوع، وهي كلمة عبرانية معناها: يهوه خلاص.
ومن ذلك ما اعتبروه نبوءة عنه في إشعيا «لأنه يولد لنا ولد، ونعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام، لنمو رياسته وللسلام، لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته، ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن إلى الأبد.» إشعيا9/6).
كذا في قول داود: «قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. يرسل الرب قضيب عزك من صهيون. تسلط في وسط أعدائك. شعبك منتدب في يوم قوتك في زينة مقدسة من رحم الفجر لك طل حداثتك، أقسم الرب ولن يندم: أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق» المزمور 110-1/4)، فسماه داود رباً.
كما يرى النصارى نبوءة أخرى دالة على ألوهية المسيح في قول إشعيا: «لكن يعطيكم السيد نفسه آية، ها العذراء تحبل وتلد ابناً، وتدعو اسمه عمانوئيل» إشعيا 7/14).
ويرون تحققه بالمسيح كما بشر الملاك يوسف النجار خطيب مريم «فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع، لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم. وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً، ويدعون اسمه عمانوئيل، الذي تفسيره الله معنا» متى 1/18-23)، فتسميته الله معنا دليل - عند النصارى - على ألوهيته.
ومثله جاء في العهد الجديد قول بولس : «المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد» رومية9/5) ومثله قول توما للمسيح: «ربي وإلهي » يوحنا 20/28)، كما قال بطرس له: «حاشاك يا رب» متى 16/22)، وقال أيضاً: «هذا هو رب الكل» أعمال 10/36)، وجاء في سفر الرؤيا عن المسيح: « وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب : ملك الملوك ورب الأرباب» الرؤيا 17/14) وغير ذلك من النصوص مما أطلق على المسيح كلمة رب أو إله، فدل ذلك عندهم على ألوهيته وربوبيته.

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 141 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed


يتلخص معتقد المسلمين في المسيح عليه السلام أنه المسيح ابن مريم الصديقة، ولد بمعجزة إلهية من غير تدخل بشري، وقد ابتعثه الله نبياً ورسولاً إلى بني إسرائيل، يدعو إلى توحيد الله، ويبشر بمقدم خاتم النبيين، وأيده بالمعجزات العظيمة، فاستمر في دعوته، حتى أراد اليهود قتله، جرياً على عادتهم في قتل الأنبياء لكن الله أنجاه من مكر اليهود ومؤامرتهم لقتله، ورفعه إلى سماواته، وسيعود عليه السلام قبيل قيام الساعة، داعية إلى الله من جديد، ومطبقاً لشرعه، منكساً للصليب، ورافعاً لأعلام التوحيد.
ويتضح ذلك كله لمن قرأ الآيات التي أنزلها الله بشأنه في القرآن الكريم.
فقد تحدثت الآيات عن عيسى عليه السلام فذكرت أن الله صوره في رحم مريم التي اصطفاها الله وطهرها « إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين » آل عمران: 42 وأكرمها الله بالكرامات ومنها « كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله » آل عمران : 37 وحكى القرآن عن كفالة زكريا لها بعد نذر أمها بأن يكون حملها محرراً لله، وقد أمرها الله عز وجل بعبادته « يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين» آل عمران : 43
وقد حملت مريم بمولودها بعد أن بشرها الله به عن طريق الملائكة، وسماه لها « إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم » آل عمران : 45 ، وذكرت الآيات أنه كلمة منه، وأن الله خلقه من غير أب، وأن ليس في ذلك ما يقتضي ألوهيته، فقد خلق الله آدم أيضاً على غير الصورة المألوفة « إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون» آل عمران : 59.
وتحدثت الآيات عن معجزات هذا المولود المبارك، والتي كان أولها حديثه في المهد حال طفولته، فقد أنطقه الله ليرد فرية اليهود على أمه العذراء « قالوا كيف نكلّم من كان في المهد صبيّاً * قال إنّي عبد اللّه آتاني الكتاب وجعلني نبيّاً * وجعلني مباركاً أين ما كنت ‎وأوصاني بالصّلاة والزّكاة ما دمت حيّاً * وبرّاً بوالدتي ولم يجعلني جبّاراً شقيّاً * والسّلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيّاً» مريم: 28-33 ، «ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين» آل عمران: 46.
ولما بلغ مبلغ الرجال أرسله الله كما أرسل رسلاً قبله «وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم» المائدة : 41، ورسالة عيسى تصديق وتتمة لرسالة موسى الكليم «ومصدقاً لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم » آل عمران : 50 ، لذا آتاه الله العلم بالتوراة «إذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل » المائدة : 110 ، وأنزل الله عليه الإنجيل « وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور » المائدة : 41.
وقد أيده الله بالمعجزات وجعل ميلاده من غير أب أول معجزاته عليه السلام « وجعلنا ابن مريم وأمه آية » المؤمنون : 50 ، وآتاه من الآيات ما ينبغي أن يؤمن له قومه الذين أرسل إليهم «وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني» المائدة : 110 ، ومن آياته أيضاً علمه ببعض الغيوب «وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين » آل عمران : 49.
وكما أيده الله بالبينات أيده بروح القدس جبريل عليه السلام « وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس » البقرة : 87
وكانت رسالته عليه السلام إلى بني إسرائيل خاصة «ورسولاً إلى بني إسرائيل » آل عمران :49 ، فدعاهم «يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة » الصف : 6 .
وقد انقسم بنو إسرائيل حيال دعوته إلى مؤمن به وكافر «فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة » الصف : 14، المؤمنون به هم حواريوه عليه السلام.
و أما غيرهم من اليهود فكادوا عيسى ابن مريم ولم يؤمنوا به، فاستحقوا اللعنة والغضب «لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون » المائدة : 78-79.
وتحدثت الآيات القرآنية أيضاً بوضوح عن نجاة عيسى من الصلب الذي لم تنف الآيات وقوعه، لكنها أكدت على أن المصلوب غيره عليه السلام «وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم » النساء : 157 ، وأكد القرآن قلة علم أهل الكتاب في هذا الموضوع وعدم تيقنهم منه «ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً » النساء : 157.
ويذكر القرآن مصير عيسى عليه السلام «بل رفعه الله إليه » النساء : 158 ، ويذكر القرآن أيضاً نزوله آخر الزمان وإيمان أهل الكتاب به « وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته » النساء : 159).
وأشارت الآيات أيضاً إلى نزوله في آخر الزمان، فذكرت في سياق معجزاته أنه « يكلم الناس في المهد وكهلاً » آل عمران : 46)، وليس في كلام الكهل إعجاز إلا إذا كان صاحبه قد رفع إلى السماء ولما يبلغ بعد سن الكهولة، أي أنه سيعود مرة أخرى، ويكلم الناس حال كهولته.
وذكرت الآيات وفاة عيسى عليه السلام، ورفعه إليه « إني متوفيك ورافعك إلي » آل عمران: 55)، وأشارت الآيات إلى نجاته من الصلب في قوله «ومطهرك من الذين كفروا» آل عمران : 55)، وقوله « ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين » آل عمران : 54).
وحذرت الآيات من الغلو في عيسى عليه السلام «يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه » النساء :171)، فهذه هي حقيقة المسيح، فهو لم يدع ألوهية نفسه قط « أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب * ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم » المائدة : 116-117 )، فعيسى بشر رسول.
وأما مذاهب النصارى فيه فهي افتراء «ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون» مريم : 34)، ومن افترائهم قولهم الذي كفرهم الله به: « وقالت النّصارى المسيح ابن اللّه ذلك قولهم بأفواههم » التوبة : 30)، وذمّت قول آخرين : « لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً» المائدة : 17).

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 143 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

يجب أن تعلمي أن الله تعالى هو الذي يخلق الجنين في بطن أمه ، قال تعالى : ( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ) الزمر/6 ، وهو الذي يصوره كيف يشاء ، قال الله تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران/6 ، وهو الذي يقدر زمن بقائه فيه وخروجه منه ، قال تعالى : ( اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ) الرعد/8 .

قال الشيخ الشنقيطي – بعد ذِكر الأقوال في تفسير الآية - :

" مرجع هذه الأقوال كلها إلى شيء واحد ، وهو أنه تعالى عالم بما تنقصه الأرحام وما تزيده ؛ لأن معنى " تغيض " : تنقص ، و " تزداد " أي : تأخذه زائداً ، فيشمل النقص المذكور : نقص العدد ، ونقص العضو من الجنين ، ونقص جسمه إذا حاضت عليه فتقلص ، ونقص مدة الحمل بأن تسقطه قبل أمد حمله المعتاد ، كما أن الازياد يشمل زيادة العضو ، وزيادة العدد ، وزيادة جسم الجنين إن لم تحض وهي حامل ، وزيادة أمد الحمل عن القدر المعتاد ، والله جل وعلا يعلم ذلك كله ، والآية تشمله كله " انتهى .

" أضواء البيان " ( 3 / 73 ) .

وبه تعلمي أن وجود ما يسمى " التابع " أو " التبيعة " في بطن الأم وأنه يسبب إجهاض أو تشويه الجنين أمرٌ لا صحة له ، وهو من خرافات العامة وأساطيرهم .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

كنت قد تزوجت في الثامن من ذي الحجة 1403هـ والتي تزوجتها ابنة خالتي ، وفي أول يوم من شهر رمضان المبارك 1405هـ رزقني الله بمولود سميته : " موسى " وفي شهر شعبان 1406هـ أسقطت زوجتي جنينا بعد شهره الثالث .

وفي ربيع الأول 1407هـ توفَّى الله ولدي " موسى " ، وكما قلت لكم : إن زوجتي ابنة خالتي ، وبعد وفاة ابني موسى جاءتني خالتي - والتي هي أم زوجتي - وقالت لي : إنها ذهبت إلى رجل عالم بالكتاب ، وقالت : إن هذا الرجل قال لها : إن مع زوجتي تابعة - أو تبيعة - من الجن تقتل أولادها حسداً وحقداً من عندها ، وأن هذا الرجل يمكنه أن يقطع دابر تلك التبيعة أو التابعة من الجن .

فرفضت ذلك ، وفي ثالث يوم من شهر شعبان الماضي 1407هـ رزقني الله بطفلة سميتها " مستورة " ولكن توفاها الله ثاني يوم ولادتها ، فجاءتني خالتي وقالت لي : أما قلت لك : تذهب إلى ذلك الرجل وتنتهي من ذلك الموضوع ، وأصرت أن نذهب إليه وكذلك أصر معها والدي على أن نذهب إلى ذلك الرجل الذي يقوم بإنهاء تلك التابعة أو التبيعة ، فطلبت منهم مهلة عسى الله سبحانه وتعالى أن يلهمني ، والحمد لله الذي هداني إلى أن أقوم بكتابة هذه الرسالة إليكم راجيا من الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم في إفتائنا في هذا الموضوع ، علما بأن هذا الموضوع يسبب لي أرقاً دائماً .

فأجابوا :

" لقد أحسنتَ بامتناعك من الذهاب مع خالتك - أم زوجتك - إلى الرجل الذي يدعي علم الكتاب ؛ لأنه كاهن ، وأحسنت أيضا بسؤالك أهل العلم للتحقق من الصواب ، وعليك أن ترقي نفسك وزوجتك ومن ترزق من الأولاد بالرقية الشرعية ، فتقرأ على كل منهم فاتحة الكتاب والمعوذات الثلاث : " قل هو الله أحد " ، وسورة " الفلق " ، وسورة " الناس " تكرر المعوذات ( ثلاث مرات ) وتنفث عقب كل مرة في كفيك وتمسح بهما الوجه وما أقبل من البدن ، وتدعو بهذا الدعاء : " أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة ومن كل عين لامَّة " ، وننصحك بشراء كتاب " الأذكار النووية " للإمام النووي ، وكتاب " الكلم الطيب " لابن تيمية ، وكتاب " الوابل الصيب " لابن القيم ، فإن فيها كثيراً من الأذكار النافعة والرقى الشرعية " انتهى .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 1 / 619 ، 620 ) .

وسئلوا أيضاً :

بعض الناس الذين لم يأت لهم أولاد يرشدهم بعض الناس إلى شراء تيس مثلا ، ويقول : لون التيس كذا ، كأن يقول : أسود – مثلاً - ، ويقول : اربطه في البيت عندك لمدة كذا ، ويقولون : السبب في عدم وجود أولاد هي جنية يسمونها بـ : التابعة ، فيزعمون أنه عند حالة وجود التيس في البيت يمنعها من دخول البيت وعند ذلك يحصل الحمل ، فما حكم هذا ؟

فأجابوا :

" لا يجوز ذلك وهو نوع من الكهانة ، ولا أساس لصحة ما ذكر ، بل هو كذب وافتراء " انتهى .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 1 / 584 ) .

والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 142 مشاهدة
نشرت فى 7 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

1 ـ لقد كفل الإسلام للإنسان حرية الاعتقاد. وجاء ذلك فى وضوح تام فى القرآن الكريم: (لا إكراه فى الدين ) (1). فلا يجوز إرغام أحد على ترك دينه واعتناق دين آخر. فحرية الإنسان فى اختيار دينه هى أساس الاعتقاد. ومن هنا كان تأكيد القرآن على ذلك تأكيدًا لا يقبل التأويل فى قوله: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) (2).

2 ـ وقد أقر النبى صلى الله عليه وسلم الحرية الدينية فى أول دستور للمدينة حينما اعترف لليهود بأنهم يشكلون مع المسلمين أمة واحدة.

ومن منطلق الحرية الدينية التى يضمنها الإسلام كان إعطاء الخليفة الثانى عمر بن الخطاب للمسيحيين من سكان القدس الأمان " على حياتهم وكنائسهم وصلبانهم ، لا يضار أحد منهم ولا يرغم بسبب دينه ".

3 ـ لقد كفل الإسلام أيضًا حرية المناقشات الدينية على أساس موضوعى بعيد عن المهاترات أو السخرية من الآخرين. وفى ذلك يقول القرآن: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن ) (3). وعلى أساس من هذه المبادئ السمحة ينبغى أن يكون الحوار بين المسلمين وغير المسلمين ، وقد وجه القرآن هذه الدعوة إلى الحوار إلى أهل الكتاب فقال: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله * فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) (4). ومعنى هذا أن الحوار إذا لم يصل إلى نتيجة فلكل دينه الذى يقتنع به. وهذا ما عبرت عنه أيضًا الآية الأخيرة من سورة (الكافرون) التى ختمت بقوله تعالى للمشركين على لسان محمد صلى الله عليه وسلم: (لكم دينكم ولى دين ) (5).

4 ـ الاقتناع هو أساس الاعتقاد: فالعقيدة الحقيقية هى التى تقوم على الإقناع واليقين ، وليس على مجرد التقليد أو الإرغام. وكل فرد حر فى أن يعتقد ما يشاء وأن يتبنى لنفسه من الأفكار ما يريد ، حتى ولو كان ما يعتقده أفكارًا إلحادية. فلا يستطيع أحد أن يمنعه من ذلك طالما أنه يحتفظ بهذه الأفكار لنفسه ولا يؤذى بها أحدًا من الناس. أما إذا حاول نشر هذه الأفكار التى تتناقض مع معتقدات الناس ، وتتعارض مع قيمهم التى يدينون لها بالولاء ، فإنه بذلك يكون قد اعتدى على النظام العام للدولة بإثارة الفتنة والشكوك فى نفوس الناس. وأى إنسان يعتدى على النظام العام للدولة فى أى أمة من الأمم يتعرض للعقاب ، وقد يصل الأمر فى ذلك إلى حد تهمة الخيانة العظمى التى تعاقب عليها معظم الدول بالقتل. فقتل المرتد فى الشريعة الإسلامية ليس لأنه ارتد فقط ولكن لإثارته الفتنة والبلبلة وتعكير النظام العام فى الدولة الإسلامية. أما إذا ارتد بينه وبين نفسه دون أن ينشر ذلك بين الناس ويثير الشكوك فى نفوسهم فلا يستطيع أحد أن يتعرض له بسوء ، فالله وحده هو المطلع على ماتخفى الصدور.

وقد ذهب بعض العلماء المحدثين إلى أن عقاب المرتد ليس فى الدنيا وإنما فى الآخرة ، وأن ما حدث من قتل للمرتدين فى الإسلام بناء على بعض الأحاديث النبوية فإنه لم يكن بسبب الارتداد وحده ، وإنما بسبب محاربة هؤلاء المرتدين للإسلام والمسلمين (6).

------------------

(1) البقرة: 256.

(2) الكهف: 29.

(3) النحل: 125.

(4) آل عمران: 64.

(5) الكافرون: 6.

(6) راجع: الحرية الدينية فى الإسلام للشيخ عبد المتعال الصعيدى ص 3،72، 73، 88 ـ دار الفكر العربى ـ الطبعة الثانية (دون تاريخ

==================

ما موقف الإسلام من الديمقراطية وحقوق الإنسان ؟

الرد على الشبهة:

1 ـ يُعد الإسلام أول من نادى بحقوق الإنسان وشدد على ضرورة حمايتها. وكل دارس للشريعة الإسلامية يعلم أن لها مقاصد تتمثل فى حماية حياة الإنسان ودينه وعقله وماله وأسرته. والتاريخ الإسلامى سجل للخليفة الثانى عمر بن الخطاب مواجهته الحاسمة لانتهاك حقوق الإنسان وقوله فى ذلك: " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا " ؟.

2 ـ تنبنى حقوق الإنسان فى الإسلام على مبدأين أساسيين هما: مبدأ المساواة بين كل بنى الإنسان ، ومبدأ الحرية لكل البشر. ويؤسس الإسلام مبدأ المساواة على قاعدتين راسختين هما: وحدة الأصل البشرى ، وشمول الكرامة الإنسانية لكل البشر. أما وحدة الأصل البشرى فإن الإسلام يعبر عنها بأن الله قد خلق الناس جميعًا من نفس واحدة. فالجميع إخوة فى أسرة إنسانية كبيرة لا مجال فيها لامتيازات طبقية. والاختلافات بين البشر لا تمس جوهر الإنسان الذى هو واحد لدى كل البشر. ومن هنا فهذه الاختلافات ينبغى ـ كما يشير القرآن الكريم ـ أن تكون دافعًا إلى التعارف والتآلف والتعاون بين الناس وليس منطلقًا للنزاع والشقاق: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا * إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) (1).

أما القاعدة الأخرى للمساواة فهى شمول الكرامة الإنسانية لكل البشر. وقد نص القرآن على ذلك فى قوله: (ولقد كرمنا بنى آدم ) (2). فالإنسان بهذا التكريم جعله الله خليفة فى الأرض ، وأسجد له ملائكته ، وجعله سيدًا فى هذا الكون ، وسخر له ما فى السموات وما فى الأرض. فالإنسان بذلك له مكانته ومكانه المفضل بين الخلق جميعًا. وقد منح الله هذه الكرامة لكل الناس بلا استثناء لتكون سياجًا من الحصانة والحماية لكل فرد من أفراد الإنسان ، لا فرق بين غنى وفقير وحاكم ومحكوم. فالجميع أمام الله وأمام القانون وفى الحقوق العامة سواء.

أما المبدأ الثانى الذى ترتكز عليه حقوق الإنسان فهو مبدأ الحرية. فقد جعل الله الإنسان كائنًا مكلفًا ومسئولاً عن عمارة الأرض وبناء الحضارة الإنسانية. وليست هناك مسئولية دون حرية ، حتى فى قضية الإيمان والكفر التى جعلها الله مرتبطة بمشيئة الإنسان (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) (3). وهكذا تشمل الحرية كل الحريات الإنسانية دينية كانت أم سياسية أم فكرية أم مدنية.

3 ـ الحكم فى تعاليم الإسلام لابد أن يقوم على أساس من العدل والشورى. وقد أمر الله الناس فى القرآن بالعدل وألزمهم بتطبيقه (إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) (4). (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) (5). والآيات فى ذلك كثيرة. أما الشورى فهى مبدأ أساسى ملزم. وكان النبى (يستشير أصحابه ويأخذ برأى الأغلبية وإن كان مخالفًا لرأيه. وأظهر مثل على ذلك خروج المسلمين إلى غزوة أُحد. فقد كان الرسول يرى عدم الخروج ، ولكن الأكثرية كانت ترى الخروج. فنزل على رأيهم وخرج ، وكانت الهزيمة للمسلمين. ومع ذلك شدد القرآن على ضرورة الشورى فقال مخاطبًا النبى: (فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر ) (6). ولا يلتفت فى هذا الصدد إلى رأى قلة من الفقهاء الذين يزعمون أن الشورى غير ملزمة. فهذا الزعم مخالف للنصوص الدينية الصريحة.

وقد ترك الإسلام للمسلمين حرية اختيار الشكل الذى تكون عليه الشورى طبقًا للمصلحة العامة. فإذا كانت المصلحة تقتضى أن تكون الشورى بالشكل المعروف الآن فى الدول الحديثة فالإسلام لا يعترض على ذلك. وكل ما فى الأمر هو التطبيق السليم مع المرونة طبقًا لظروف كل عصر وما يستجد من تطورات محلية أو دولية.

ومن ذلك يتضح مدى حرص الإسلام على حقوق الإنسان وصيانتها ، وحرصه على التطبيق السليم لمبدأ الشورى أو الديمقراطية بالمفهوم الحديث.

4 ـ الإسلام أتاح الفرصة لتعددية الآراء ، وأباح الاجتهاد حتى فى القضايا الدينية طالما توافرت فى المجتهد شروط الاجتهاد. وجعل للمجتهد الذى يجتهد ويخطئ أجرًا وللذى يجتهد ويصيب أجران. والدارس لمذاهب الفقه الإسلامى المعروفة يجد بينها خلافًا فى وجهات النظر فى العديد من القضايا. ولم يقل أحد: إن ذلك غير مسموح به. ومن هنا نجد أن الإسلام يتيح الفرصة أمام الرأى الآخر ليعبر عن وجهة نظره دون حرج مادام الجميع يهدفون إلى ما فيه خير المجتمع والحفاظ على أمنه واستقراره.

-----------------------

(1) الحجرات: 13.

(2) الإسراء: 70.

(3) الكهف: 29.

(4) النحل: 90.

(5) النساء: 58.

(6) آل عمران: 159

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 127 مشاهدة
نشرت فى 6 ديسمبر 2011 بواسطة akramalsayed

اكرم السيد بخيت (الطهطاوي)

akramalsayed
ثقافي اجتماعي ديني »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

903,869