سأزيد الآن على ما أخبرتكم به فى اجتماعنا الأخير، و أمدكم بشرح مفصل للقروض الداخلية. غير أنى لن أناقش القروض الخارجية بعد الآن، لأنها ملأت خزائننا بالأموال الأمميية، و كذلك لأن حكومتنا العالمية لن يكون لها جيران أجانب تستطيع أن تقترض منهم مالاً.
لقد استغللنا فساد الإداريين و إهمال الحاكمين الأمميين لكى نجنى ضعفى المال الذى قدمناه قرضاً الى حكوماتهم أو نجنى ثلاثة أضعافه، مع أنها لم تكن فى الحقيقة بحاجة إليه قط. فمن ذا الذى يستطيع أن يفعل هذا معنا، كما فعلناه معهم ؟ و لذلك لن أخوض إلا فى مسألة القروض الداخلية فحسب. حين تعلن الحكومة إصدار قرض كهذا تفتح اكتتاباً لسنداتها. و هى تصدرها مخفضة ذات قيم صغيرة جداً، كى يكون فى استطاعة كل إنسان أن يسهم فيها. و المكتتبون الأوائل يسمح لهم أن يشتروها بأقل من قيمتها الاسمية. و فى اليوم التالى يرفع سعرها، كى يظن أن كل إنسان حريص على شرائها.
و فى خلال أيام قليلة تمتلئ خزائن بيت مال الدولة Exchequer بكل المال الذى اكتتب به زيادة على الحد. (فلم الاستمرار فى قبول المال لقرض فوق ما هو مكتتب به زيادة على الحد ؟). إن الاكتتاب بلا ريب يزيد زيادة لها اعتبارها على المال المطلوب، و فى هذا يكمن كل الأثر و السر، فالشعب يثق بالحكومة ثقة أكيدة ((يجب أن يتأمل القارىء لكى يفهم ما تنطوى عليه هذه الخطة الخبيثة التى لا يتفتق عنها إلا عقل قد بلغ قمة العنف و الدهاء و اللؤم فالمعنى أن الأساس فى رفع سعر الأسهم بعد هبوطها هو التلاعب بالمكتتبين و استغفالهم بالربح الحرام، و ليس هو مراعاة قيمة الأسهم الحقيقية، و مثل ذلك ألاعيب اليهود فى المصافق (البورصات) الآن)).
و لكن حينما تنتهى المهزلة تظهر حقيقة الدين الكبير جداً، و تضطر الحكومة، من أجل دفع فائدة هذا الدين، الى الالتجاء الى قرض جديد هو بدوره لا يلغى دين الدولة، بل إنما يضيف إليه دينا آخر. و عندما تنفذ طاقة الحكومة على الاقتراض يتحتم عليها أن تدفع الفائدة عن القروض بفرض ضرائب جديدة، و هذه الضرائب ليست إلا ديوناً مقترضة لتغطية ديون أخرى.
ثم تأتى فترة تحويلات الديون، و لكن هذه التحويلات إنما تقلل قيمة الفائدة فحسب، و لا تلغى الدين و لذلك لا يمكن أن تتم إلا بموافقة أصحاب الديون. و حين تعلن هذه التحويلات يعطى الدائنون الحق فى قبولها أو فى استرداد أموالهم إذا لم يرغبوا فى قبول التحويلات، فإذا طالب كل إنسان برد ماله فستكون الحكومة قد اصطيدت بطعمها الذى أرادت الصيد به، و لن تكون فى مقام يمكنها من إرجاع المال كله.
و رعايا الحكومات الأممية - لحسن الحظ - لا يفهمون كثيراً فى الماليات، و كانوا دائماً يفضلون معاناة هبوط قيمة ضماناتهم و تأميناتهم و إنقاص الفوائد بالمخاطرة فى عملية مالية أخرى لاستثمار المال من جديد، و هكذا طالما منحوا حكوماتهم الفرصة للتخلص من دين ربما ارتفع الى عدة ملايين.
إن الأمميين لن يجرءوا على فعل شىء كهذا، عالمين حق العلم أننا - فى مثل هذا الحال - سنطلب كل أموالنا.
بمثل هذا العمل ستعترف الحكومة اعترافاً صريحاً بإفلاسها الذاتى، مما سيبين للشعب تبييناً واضحاً أن مصالحه الذاتية لا تتمشى بعامة مع مصالح حكومته. و إنى أوجه التفاتكم توجيهاً خاصاً الى هذه الحقيقة، كما أوجه كذلك الى ما يلى: إن كل القروض الداخلية موحدة بما يسمى القروض الوقتية: و هى تدعى الديون ذات الأجل القصير، و هذه الديون تتكون من المال المودع فى بنوك الدولة أو بنوك الادخار.
هذا المال الموضوع تحت تصرف الحكومة لمدة طويلة يستغل فى دفع فوائد القروض العرضية، و تضع الحكومة بدل المال مقداراً مساوياً له من ضماناتها الخاصة فى هذه البنوك، و إن هذه الضمانات من الدولة تغطى كل مقادير النقص فى خزائن الدولة عن الأمميين (غير اليهود).
و حينما يلى ملكنا العرش على العالم أجمع ستختفى كل هذه العمليات المالية الماكرة، و سندمر سوق سندات الديون الحكومية العامة، لأننا لن نسمح بأن تتأجج كرامتنا حسب الصعود و الهبوط فى أرصدتنا التى سيقرر القانون قيمتها بالقيمة الاسمية من غير إمكان تقلب السعر. فالصعود يسبب الهبوط، و نحن قد بدأنا بالصعود لإزالة الثقة بسندات الديون الحكومية العامة للأمميين.
فى مصافق (بورصات) الأوراق المالية Stock Exchanges منظمات حكومية ضخمة سيكون من واجبها فرض ضرائب على المشروعات التجارية بحسب ما تراه الحكومة مناسباً. و إن هذه المؤسسات ستكون فى مقام يمكنها من أن تطرح فى السوق ما قيمته ملايين من الأسهم التجارية، أو أن تشتريها هى ذاتها فى اليوم نفسه. و هكذا ستكون كل المشروعات التجارية معتمدة علينا. و أنتم تستطيعون أن تتصوروا أى قوة هكذا ستصير عند ذلك.
حاولت فى كل ما أخبرتكم به حتى الآن أن أعطيكم صورة صادقة لسر الأحداث الحاضرة، و كذلك سر الأحداث الماضية التى تتدفق فى نهر القدر، و ستظهر نتيجتها فى المستقبل القريب، و قد بينت لكم خططنا السرية التى نعامل بها الأمميين (غير اليهود) و كذلك سياستنا المالية، و ليس لى أن أضيف إلا كلمات قليلة فحسب.
فى أيدينا تتركز أعظم قوة فى الأيام الحاضرة، و أعنى بها الذهب. ففى خلال يومين نستطيع أن نسحب اى مقدار منه من حجرات كنزنا السرية.
أفلا يزال ضرورياً لنا بعد ذلك أن نبرهن على أن حكمنا هو إرادة الله ؟ هل يمكن - و لنا كل هذه الخيرات الضخمة - أن نعجز بعد ذلك عن إثبات أن كل الذهب الذى ظللنا نكدسه خلال قرون كثيرة جداً لن يساعدنا فى غرضنا الصحيح للخير, اى لإعادة النظام تحت حكمنا ؟
إن هذا قد يستلزم مقدراً معيناً من العنف، و لكن هذا النظام سيستقر أخيراً، و سنبرهن على أننا المتفضلون الذين أعادوا السلام المفقود و الحرية الضائعة للعالم المكروب، و سوف نمنح للعالم الفرصة لهذا السلام و هذه الحرية، و لكن فى حالة واحدة ليس غيرها على التأكيد - أى حين يعتصم العالم بقوانيننا اعتصاماً صارماً. و فوق ذلك سنجعل واضحاً لكل انسان أن الحرية لا تقوم على التحلل و الفساد أو على حق الناس فى عمل ما يسرهم عمله، و كذلك مقام الانسان و قوته لا يعطيانه الحق فى نشر المبادىء الهدامة Destructive Principles كحرية العقيدة و المساومة و نحوها من الأفكار. و سنجعل واضحاً أيضاً أن الحرية الفردية لا تؤدى الى أن لكل رجل الحق فى أن يصير ثائراً، أو أن يثير غيره بإلقاء خطب مضحكة على الجماهير القلقة المضطربة. سنعلم العالم أن الحرية الصحيحة لا تقوم الا على عدم الاعتداء على شخص الانسان و ملكه مادام يتمسك صادقاً بكل قوانين الحياة الاجتماعية. و نعلم العالم أن مقام الانسان متوقف على تصوره لحقوق غيره من الناس، و أن شرفه يردعه عن الأفكار المبهرجة فى موضوع ذاته.
إن سلطتنا ستكون جليلة مهيبة لأنها ستكون قديرة، و ستحكم و ترشد، و لكن لا عن طريق اتباع قوى الشعب ((اى لا عن طريق من ينتخبهم الشعب كما يحدث فى الأمم البرلمانية الآن لأن اليهود - كما يفهم من البروتوكولات و كتبهم المقدسة - لا يؤمنون بالنظام النيابى البرلمانى فى الحكم، لكن يحكمون حكماً أوتوقراطياً مطلقاً، على يد ملكهم المقدس)) و ممثليه، أو أى فئة من الخطباء الذين يصيحون بكلمات عادية يسمونها المبادىء العليا، و ليست هى فى الحقيقة شيئاً آخر غير أفكار طوباوية خيالية. إن سلطتنا ستكون المؤسسة للنظام الذى فيه تكمن سعادة الناس. و إن هيبة السلطة ستكسبها غراما صوفياً، كما ستكسبها خضوع الأمم جمعاء. إن السلطة الحقة لا تستسلم لأى حق حتى حق الله. و لن يجرؤ أحد على الاقتراب منها كى يسلبها و لو خيطاً من مقدرتها.
يجب أن يدرب الناس على الحشمة و الحياء كي يعتادوا الطاعة، و لذلك سنقلل مواد الترف. و بهذه الوسائل أيضا سنفرض الأخلاق التي أفسدها التنافس المستمر على ميادين الترف، و سنتبنى " الصناعات القروية Peasant Industries " كي نخرب المصانع الخاصة.
ان الضرورات من أجل هذه الإصلاحات أيضا تكمن في حقيقة أن أصحاب المصانع الخاصة الفخمة كثيرا ما يحرضون عمالهم ضد الحكومة، و ربما عن غير وعى.
و الشعب أثناء اشتغاله فى الصناعات المحلية، لا يفهم حالة " خارج العمل " أو " البطالة " و هذا يحمله على الاعتصام بالنظام القائم، و يغريه بتعضيد الحكومة، و ستكون هذه البطالة قد أنجزت عملها حالما تبلغنا طريقها السلطة.
إن معاقرة الخمر ستكون محرمة كأنها جريمة ضد الإنسانية، و سيعاقب عليها من هذا الوجه: فالرجل و البهيمة سواء تحت الكحول.
إن الأمم لا يخضعون خضوعاً أعمى إلا للسلطة الجبارة المستقلة عنهم استقلالاً مطلقاً، القادرة على أن تريهم أن سيفاً فى يدها يعمل كسلاح دفاع ضد الثورات الاجتماعية. لماذا يريدون بعد ذلك أن يكون لمليكهم روح ملاك ؟ إنهم يجب أن يروا فيه القوة و القدرة متجسدتين.
يجب أن يظهر الملك الذى سيحل الحكومات القائمة التى ظلت تعيش على جمهور قد تمكنا نحن أنفسنا من إفساد أخلاقه خلال نيران الفوضى. و إن هذا الملك يجب أن يبدأ بإطفاء هذه النيران التى تندلع اندلاعا مطرداً من كل الجهات.
و لكى يصل الملك الى هذه النتيجة يجب أن يدمر كل الهيئات التى قد تكون أصل هذه النيران، و لو اقتضاه ذلك الى أن يسفك دمه هو ذاته، و يجب عليه أن يكون جيشا منظماً تنظيماً حسناً، يحارب بحرص و حزم عدوى أى فوضى قد تسمم جسم الحكومة.
إن ملكنا سيكون مختارا من عند الله، و معنياً من أعلى، كى يدمر كل الأفكار التى تغرى بها الغريزة لا العقل، و المبادىء البهيمية لا الإنسانية، إن هذه المبادىء تنتشر الآن انتشاراً ناجحاً فى سرقاتهم و طغيانهم تحت لواء الحق و الحرية.
إن هذه الأفكار قد دمرت كل النظم الإجتماعية مؤدية بذلك الى حكم ملك إسرائيل Kingdom of Israel.
و لكن عملها سيكون قد انتهى حين يبدأ حكم ملكنا. و حينئذ يجب علينا أن نكنسها بعيداً حتى لا يبقى أى قذر فى طريق ملكنا.
و حينئذ سنكون قادرين على أن نصرخ فى الأمم " صلوا لله، واركعوا أمام ذلك (الملك) الذى يحمل آية التقدير الأزلى للعالم، و الذى يقود الله ذاته نجمه، فلن يكون أحد آخر هو نفسه Himself قادراً على أن يجعل الإنسانية حرة من كل خطيئة ((كان اليهود ينتظرون المسيح المخلص الذى يخلصهم من العبودية بعد تشتتهم، و يعيد إليهم ملكهم الدنيوى، فلما ظهر يسوع أو عيسى فى صورة قديس، و حاول تخليصهم روحياً و خلقيا من شرورهم، و لم يظهر فى صورة ملك يعيد إليهم سلطانهم الدنيوى، أنكروه و اضطهدوه، و هم حتى الآن ينتظرون المسيح المخلص فى صورة ملك من نسل داود يخلصهم من الاستعباد و التشتت، و هذا المخلص هو الذى يخلص الإنسانية من الخطيئة كما يقولون هنا و كما تقول كتبهم المقدسة (انظر سفر أشعيا و ما بعده مثلاً)، كما أن هذا المخلص هو الذى يعيد مملكة صهيون فى نظرهم أيضاً و يخضع لهم الأمم جميعاً)).
و الآن سأعالج الأسلوب الذي تقوى به دولة Dynasty الملك داود حتى تستمر الى اليوم الآخر.
إن أسلوبنا لصيانة الدولة سيشتمل على المبادئ ذاتها آلتي سلمت حكماءنا مقاليد العالم، آي توجيه الجنس البشرى كله و تعليمه.
و إن أعضاء كثيرين من نسل داود David يعدون و يربون الملوك و خلفاءهم الذين لن ينتخبوا بحق الوراثة بل بمواهبهم الخاصة. و هؤلاء الخلفاء سيفقهون فيما لنا من مكنونان سياسية سرية، و خطط للحكم، آخذين أشد الحذر من أن يصل إليها آي إنسان آخر.
و ستكون هذه الإجراءات ضرورية، كي يعرف الجميع أن من يستطيعون أن يحكموا إنما هم الذين فقهوا تفقيهاً في أسرار الفن السياسي وحدهم، و هؤلاء الرجال وحدهم سيعلمون كيف يطبقون خططنا تطبيقاً عملياً مستغلين تجاربنا خلال قرون كثيرة. إنهم سيفقهون في النتائج المستخلصة من كل ملاحظات نظامنا السياسي و الاقتصادي، و كل العلوم الاجتماعية. وهم، بإيجاز سيعرفون الروح الحقة للقوانين آلتي وضعتها الطبيعة نفسها لحكم النوع البشرى.
و سيوضع مكان الخلفاء المباشرين للملك غيرهم، إذا حدث ما يدل على انهم مستهترون بالشهوات، أو ضعاف العزيمة خلال تربيتهم، أو في حال إظهارهم آي ميل آخر قد يكون مضراً بسلطتهم، و ربما يردهم عاجزين عن الحكم، و لو كان فى هذا الشىء يعرض كرامة التاج للخطر.
و لن يأتمن شيوخنا Our elders على أزمة الحكم إلا الرجال القادرين على أن يحكموا حكماً حازماً، و لو كان عنيفاً.
و اذا مرض ملكنا أو فقد مقدرته على الحكم فسيكره على تسليم أزمة الحكم الى من أثبتوا بأنفسهم من أسرته أنهم اقدر على الحكم.
و إن خطط الملك العاجلة - و أحق منها خططه للمستقبل لن تكون معروفة حتى لمن سيدعون مستشاريه الأقربين. و لن يعرف خطط المستقبل إلا الحاكم و الثلاثة الذين دربوه.
و سيرى الناس فى شخص الملك الذى سيحكم بإرادة لا تتزحزح، و سيضبط نفسه ضبطه للإنسانية، مثلاً للقدر نفسه و لكل طرقه الإنسانية، و لن يعرف أحد أهداف الملك حين يصدر أوامره، و من أجل ذلك لن يجرؤ أحد على أن يعترض طريقه السرى.
و يجب ضرورة أن يكون للملك رأس قادر على تصريف خططنا، و لذلك لن يعتلى العرش قبل أن يتثبت من قوته العقلية.
و لكى يكون الملك محبوباً و معظماً من كل رعاياه - يجب أن يخاطبهم جهاراً مرات كثيرة. فمثل هذه الإجراءات ستجعل القوتين فى انسجام ؛ أعنى قوة الشعب و قوة الملك اللتين قد فصلنا بينهما فى البلاد الأممية (غير اليهودية) بإبقائنا كلاً منهما فى خوف دائم من الأخرى.
و لقد كان لزاماً علينا أن نبقى كلتا القوتين فى خوف من الأخرى، لأنهما حين انفصلتا وقعتا تحت نفوذنا.
و على ملك إسرائيل أن لا يخضع لسلطان أهوائه الخاصة لاسيما الشهوانية. و عليه أن لا يسمح للغرائز البهيمية أن تتمكن من عقله. إن الشهوانية - أشد من أى هوى آخر - تدمر بلا ريب كل قوى الفكر و التنبؤ بالعواقب، و هى تصرف عقول الرجال نحو أسوأ جانب فى الطبيعة الإنسانية.
إن قطب Column العالم فى شخص الحاكم العالمىWorld ruler الخارج من بذرة إسرائيل - ليطرح كل الأهواء الشخصية من أجل مصلحة شعبه. إن ملكنا يجب أن يكون مثال العزة و الجبروت Erreprochable ((أى لا يمكن تناوله بالنقد و لا المؤاخدة و لا مسه بالأذى بأى حال و خير ترجمة عربية للكلمة الإنجليزية هى: " عزيز " لأن العزة تشمل كل ذلك)).
وقعه ممثلو صهيون من الدرجة الثالثة و الثلاثين ((أرقى درجات الماسونية اليهودية, فالموقعون هنا هم أعظم أكابر الماسونية فى العالم)).
إنتهت البروتوكولات..
ساحة النقاش