تمهيد:
شكل ظهور وانتشار الحاسبات الالكترونية، وتطور وسائل الاتصال ومنها (الانترنت) خلال الثلاثين سنة الماضية، بداية لعصر جديد، وهو ما أطلق عليه "عصر الإنفوميديا"(1)وقد يختلف المتخصصون في مختلف مجالات المعرفة في نظرتهم لتقييم المعلومة الالكترونية، ما بين مؤيد ومعارض، لطريقة اكتساب المعرفة الجديدة، فهناك من يرى أن (الإنترنت) يسهل عملية الحصول على المعلومات، وأخر يرى أن الحفاظ على الأصالة والطرق المضمونة أدق وأنجح، إلا أن هناك أسباباً أخرى تدفع أصحاب الرأي الثاني الى التوقف عند ما اعتادوا عليه في حياتهم العملية، و منها ضعف إلمامهم باللغة الإنكليزية، وهي اللغة الأكثر استخداماً لتقنية(الانترنت)، وضعف حركة الترجمة العربية، فضلا عن عدم الاكتراث بالتكنولوجيا الحديثة، فكم من أساتذة الجامعات العراقية يستخدمون الحاسبة الالكترونية و(الإنترنت) في أبحاثهم !؟. ولا شك في أن تكنولوجيا المعلومات يمكنها أن تكون خير وسيلة للباحث في توسيع معلوماته حتى باتت الكثير من الجامعات العالمية تربط بين استخدام الأستاذ الجامعي (للانترنت)، وتطور أدائه الجامعي بصورة عامة، وهذا مايفسر تقدم الجامعات التي تكون أكثر استخداما (للانترنت) في إحصائيات المنظمات الدولية، وبالمقابل هذا لا يعني أن (الانترنت) ليس له مساوئ، لكن هذه المساوئ ليست مبررا منطقيا للعزوف عن هذه الوسيلة العلمية المهمة فرضت مصادر المعلومات الإلكترونية واستخداماتها نفسها في فترة التسعينات من القرن العشرين واستمرت في التقدم باطراد وثبات في كل مجالات الحياة وبشكل يهم الدراسة الحالية في المجالات الأكاديمية والبحثية والثقافية ونتيجة لذلك شرعت العديد من المكتبات في العالم بتسخير هذه المصادر للاستفادة من تقنياتها الحديثة باعتبار أنه من الصعب عليها توفير كل ما يحتاجه المستفيد من معلومات في الموضوعات المختلفة وبالأشكال واللغات المختلفة دون أن تتعامل مع تقنية المعلومات بجميع أشكالها المتاحة ، وقد شهدت العقود الثلاثة الأخيرة تطورات هائلة في تقنيات إنتاج مصادر المعلومات سواء عن طريق قواعد البيانات على الأقراص المدمجة أو عن طريق إتاحتها عبر الشبكات ومن ذلك الإنترنت.
أهداف الدراسة :
يتركز الهدف الأساسي للدراسة الحالية في محاولة لإعطاء صورة واضحة حول مدى استخدام طلبة الدراسات العليا لمصادر المعلومات الإلكترونية وسيتم تحقيق ذلك من خلال الآتي:
- قياس مدى إقبال طلبة الدراسات العليا على الخدمات الإلكترونية .
- التعرف علي واقع استخدام طلبة الدراسات العليا لمصادر المعلومات الإلكترونية المتمثلة في قواعد البيانات على الأقراص المدمجة أو باستخدام شبكات الاتصال بعيدة المدى مثل الإنترنت .
- التعرف علي الدوافع والأسباب التي تدفع طلبة الدراسات العليا لاستخدام مصادر المعلومات الإلكترونية.
- التعرف علي تقييم طلبة الدراسات العليا ومدى الاكتفاء الذي تحققه المصادر لإشباع حاجاتهم العلمية.
- التعرف علي أهم العوائق والصعوبات التي تواجه طلبة الدراسات العليا خلال استخدامهم للمصادر الإلكترونية .
- التوصل إلى نتائج ومقترحات تساهم في تحسين أوضاع خدمات المعلومات الإلكترونية المتاحة.
أسئلة الدراسة:
تسعى الدراسة الحالية للإجابة عن عدة تساؤلات بحثية وذلك ضمانًا لتحقيق أهدافها وهي كالآتي :
1. ما مدى إقبال طلبة الدراسات العليا بجامعة حلوان على الخدمات الإلكترونية التي تقدمها المكتبة المركزية بجامعة حلوان؟
2. ما مدى استخدام طلبة الدراسات العليا بجامعة حلوانب لمصادر المعلومات الإلكترونية ؟
3. ما الأسباب التي تدفع طلبة الدراسات العليا بجامعة حلوان لاستخدام مصادر المعلومات الإلكترونية؟
4. ما تقييم طلبة الدراسات العليا بجامعة حلوان للخدمات التي تقدمها مصادر المعلومات الإلكترونية ؟
5. ما أهم العوائق والصعوبات التي تواجه طلبة الدراسات العليا بجامعة حلوان خلال استخدامهم لمصادر المعلومات الإلكترونية ؟
حدود الدراسة ومجالها :
اشتملت الدراسة الحالية على عدة مجالات موضحة كالآتي :
المجال الموضوعي: يهتم هذا المجال بموضوع الاستخدام حيث يركز على نوعية معينة تتمثل في استخدام طلبة الدراسات العليا لمصادر المعلومات الإلكترونية المتاحة عبر قواعد البيانات على الأقراص المدمجة وشبكة الإنترنت .
المجال المكاني: اقتصرت الدراسة الحالية على طلبة الجامعات في التخصصات المرتبطة بالعلوم الاجتماعية التي تتيح برامج الدراسات العليا المقدمة للطلبة .
المجال البشري: تناولت الدراسة الحالية طلبة الدراسات العليا بجميع فئاتها المختلفة (دبلوم، ماجستير ، دكتوراه).
المجال الزمني: تغطي الدراسة الحالية الفترة الممتدة خلال الفصل الدراسي 2011-2010
المجال اللغوي: بحكم طبيعة الموضوع الذي نحن بصدده فعامل اللغة لا يشكل أهمية والطرح يهتم بالموضوع بأي لغة كان .
أهمية الدراسة :
تأتي أهمية الدراسة من أهمية موضوعها حيث تمثل دراسات استخدام مصادر المعلومات الإلكترونية بمختلف أشكالها إحدى الجوانب المهمة في قطاعات المعرفة البشرية، حيث تعددت أشكال وأنماط إتاحة المعلومات في الوطن العربي مما أدى إلى تعقد متطلبات الإنسان العصري نتيجة للثورة المعلوماتية الحديثة. ونتيجة لذلك تنوعت دراسات الاستخدام التي ناقشت ذلك الموضوع من عدة نواحٍ مختلفة من قبل العديد من الباحثين بهــدف الكشـف عــن الاحتيــاجــات الفعليـــة من تلك المصـادر والتعرف إلى المشاكل والصعوبات التي تعترضهم حيال استخدامهم لتلك المصادر ومحاولة الوصول إلى نتائج تسهم بدورها في تحسين أوضاع خدمات المعلومات والإلكترونية على وجه الخصوص للمستفيدين .
وعلى الرغم من تتابع الدراسات والبحوث حول موضوع الاستخدام إلا انه لم يتم التطرق إلى موضوع استخدام مصادر المعلومات الإلكترونية من قبل طلبة الدراسات العليا بجامعة حلوان، ومن هذا المنطلق تنبع أهمية هذه الدراسة حيث تلقي الضوء على طبيعة استخدام مصادر المعلومات الإلكترونية من قبل طلبة الدراسات العليا بجامعة حلوان باعتبارهم من أهم فئات المستفيدين الفعليين من تلك المصادر وذلك نظرًا لتعدد احتياجاتهم المتصلة بإعداد البحوث والرسائل الجامعية خاصة في العلوم الاجتماعية.
مصطلحات الدراسة :
تقيدت الدراسة الحالية بإيضاح أهم التعريفات الإجرائية والتي تشكل جزءًا مهمًا للدراسة وذلك تجنبًا للخلط بين المفاهيم والمعاني بين المصطلحات :
مصادر المعلومات الإلكترونية: هي في الواقع مصادر معلومات مخزنة إلكترونيًا على وسائط مليزرة أو تلك المصادر غير الورقية والمخزنة أيضًا إلكترونيًا حال إنتاجها من قبل مصدريها أو نشرها في ملفات قواعد بيانات متاحة للمستفيدين عن طريق الاتصال المباشرon-line أو عن طريق نظام الأقراص المدمجة أو باستخدام شبكات بعيدة المدى مثل الإنترنت.
منهج الدراسة وإجراءاتها :
تعتمد الدراسة الحالية على جانبين هما:
الجانب النظري: ويتمثل في قراءة وتحليل وعرض الإنتاج الفكري المنشور من مقالات وبحوث وتقارير باللغتين العربية والأجنبية إضافة إلى الرسائل العلمية ذات العلاقة بطبيعة الموضوع .
الجانب التطبيقي: اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج المسحي باعتباره أكثر المناهج ملاءمة لقياس مدى استخدام مصادر المعلومات الإلكترونية من قبل فئة معينة من المبحوثين والكشف عن الصعوبات التي تعترضهم خلال استخدامهم لتلك المصادر وذلك من خلال الحصول على أكبر قـدر من البيانـات التي تخدم أغراض البحث .
مجتمع الدراسة وعينتها :
شهدت الجامعات العربية تطورًا واضحًا وملموسًا في مجال التعليم العالي وذلك إيمانًا منها بدورها الرائد في دعم جهود إرساء قواعد ثابتة للتعليم العالي والبحث العلمي . وفي ظل ذلك التطور الذي تقوم به
الدراسات السابقة :
تنوعت الدراسات المتعلقة بمصادر المعلومات الإلكترونية بأشكالها المتعددة وذلك نظراً للتطور السريع في مجال هذه الوسائط واتساع الحاجة لاستخدامها من قبل فئات مختلفة من المستخدمين. وحيث إن الدراسة الحالية تتناول استخدام هذه المصادر من قبل طلاب الدراسات العليا لذا فإن استعراض الدراسات السابقة سيشمل المستفيدين من طلاب وأكاديميين في دول مختلفة مع التركيز على عنصري الحداثة في موضوع الاستخدام وعلى الدراسات الأكثر ارتباطاً بالموضوع ، وفي ترتيب زمني يتدرج من الأقدم للأحدث في الموضوع الواحد.
الدراسات العربية :
لقد حظي الإنتاج الفكري العربي المنشور بالعديد من دراسات الاستخدام ذات الصلة بموضوع البحث. ولذلك فقد تم تقسيمها إلى عدة جوانب حيث استعرض الجانب الأول الدراسات التي تمت حول استخدام الإنترنت في الجامعات المصرية بالإضافة إلى جانب آخر استعرض من خلاله بعض من الإنتاج الفكري المنشور حول موضوع سلوكيات المستفيدين من خلال استخدامهم لمصادر المعلومات ، وفيما يتعلق بمجال استخدام الإنترنت في الجامعات العربية، فإننا سنتطرق إلى ثلاث دراسات أجريت في ثلاث دول مختلفة :
- ففي المملكة العربية السعودية أعدّ محمد غندور(11) عام (1999م) دراسة تناول فيها نمط استخدام أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود للإنترنت من خلال تركيزه على قضيتين الأولى بهدف التعرف إلى السلوكيات البحثية لأعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود خلال سعيهم وراء الحصول على المعلومة. بينما تضمنت الأخرى سلوكيات أعضاء هيئة التدريس وردود أفعالهم بالإضافة إلى تحديد مدى حاجة المجتمع الأكاديمي لمصادر معلومات الإنترنت. وقد صمم الباحث استبانة لهذا الغرض تم توزيعها على (167) من أفراد العينة مستخدمًا العينة الحصصية العشوائية. وباستعراض نتائج التحليل عن طريق الجدولة الإحصائية تم التوصل إلى أن استخدام أعضاء هيئة التدريس في مجال العلوم التقنية والطبية للإنترنت يفوق مثيله لأعضاء هيئة التدريس في العلوم الاجتماعية، كما تبين أن خدمة البريد الإلكتروني احتلت المرتبة الأولى من حيث الاستخدام تليها الخدمات البحثية المتقدمة. كما أظهرت النتائج أن من أسباب استخدامهم للإنترنت البحث عن المعلومات ذات الصلة بموضوع الأبحاث إضافة إلى الاطلاع على آخر التطورات في مجال التخصص. كما أورد أن هناك علاقة عكسية بين نمط استخدام الإنترنت والدرجة الوظيفية فكلما علت الدرجة انخفض معدل الاستخدام والعكس صحيح .
- وفي البحرين قام ربحي عليان ومنال القيسي (1998)1 بإعداد دراسة بعنوان استخدام شبكة الإنترنت في المكتبات الجامعية بهدف التعريف بشبكة الإنترنت وبجامعة البحرين ومكتباتها كخلفية نظرية. كما هدفت إلى التعرف على مستخدمي الشبكة ومدى الاستخدام والغرض منه إضافة إلى أدوات البحث المستخدمة ومدى الرضا عن نتائج استخدام الشبكة. وقد قام الباحثان بتطبيق أسلوب دراسة الحالة على تلك المكتبة واستخدما الاستبانة كأداة لجمع البيانات والتي تم توزيعها على عينة مكونة من (524) مستخدمًا. وقد خلصت الدراسة إلى أن غالبية المستخدمين هم من طلاب مرحلة البكالوريوس يليهم أعضاء هيئة التدريس ثم طلاب الدراسات العليــــا . كمـــا أظهـــرت النتـــائـــج أن (95،03%) من المستفيدين يستخدمون الشبكة للبحث عن المعلومات لأغراض كتابة الدراسات والبحوث بالإضافة إلى إرسال الرسائل الإلكترونية إلى جانب استخدامها بشكل كبير لأغراض التعرف إلى الشبكة وكيفية استخدامها .
- أما في اليمن فقد أجرى جاسم جرجيس وعبدالكريم ناشر(13) عام (1998م) دراسة تعد من أولى الدراسات لتقييم عملية استخدام الإنترنت من قبل أعضاء هيئة التدريس في الجامعات اليمنية وبمدينة صنعاء تحديداً وذلك للتعرف إلى واقع استخدام شبكة الإنترنت من قبل أعضاء هيئة التدريس في الجامعات اليمنية والتعرف إلى الصعوبات التي تواجه المستخدمين للشبكة ومجالات الإفادة منها والتعرف إلى وجهات نظر المستفيدين بشبكة الإنترنت. وقد اعتمد الباحث على المنهج المسحي مستعينًا بأدوات لجمع البيانات كالاستبانة التي تم تـــوزيعهـــا علـــى (240) عضـــوًا حيث تم استرجاع (123) استمارة، بالإضافة إلى المقابلات الشخصية. وقد توصل الباحثان إلى قلة استخدام الشبكة من قبل أعضاء هيئة التدريس في تلك الجامعات . كما أظهرت نتائج التحليل اقتصار استخدام أعضاء هيئة التدريس لشبكة الإنترنت على البريد الإلكتروني والتصفح. وإضافة لذلك أبرزت الدراسة أهم المشاكل التي تواجه المستفيدين كاقتصار حق الاستخدام على عدد ضئيل من المسؤولين في الجامعة ومحدودية فهم المستخدمين لإمكانيات الشبكة. كما أشارت إلى أبرز مجالات الإفادة في الحصول على تقديم معلومات أكثر حداثة وتوسع دائرة الاتصال مع زملائهم. ولعل تركيز تلك الدراسات على المستفيدين الفعليين من خدمات الإنترنت والصعوبات التي تواجههم هو ما يجعل من مراجعة تلك الدراسات أمرًا مهمًا للدراسة الحالية .
- وأنجز همشري وبوعزة دراسة للتعرف على واقع استخدام شبكة الإنترنت من قبل اعضاء هيئة التدريس بجامعة السلطان قابوس. وأظهرت نتائج الدراسة أن ما يقارب 37% من إجمالي أعضاء هيئة التدريس بالجامعة يستخدمون شبكة الإنترنت، وأن غالبيتهم من الكليات العلمية. ولقد بينت النتائج أيضًا أن الاتصال والبريد الإلكتروني والتدريس، والبحث، والتصفح وزيارة المواقع للبحث عن المعلومات، تعد من أهم أغراض الأساتذة من استخدام الشبكة. وبرز ياهو، وإنفوسيك، وألتفيستا، وليكوس كأهم محركات البحث المستخدمة. وأوضحت النتائج أن الأصدقاء وزملاء العمل، ومجلات الحاسب والمجلات الأخرى، والصحف من أهم مصادر المعلومات بالنسبة للأساتذة حول الإنترنت. واعتبر أعضاء هيئة التدريس البدء في الاتصال، والازدحام في استخدام الشبكة أهم الصعوبات التي تواجههم لدى استخدام الشبكة. وأشار الأساتذة إلى أنهم يرغبون في تطوير أنفسهم في ثلاثة مجالات رئيسة، وهي استخدام الإنترنت بشكل عام، وفي عملية التعلم والتعليم، وفي البحث عن المعلومات بشكل فاعل (همشري وبوعزة، 1998)2.
- كذلك نشرت لشريف كامل شاهين (2001)3 دراسة لأثر استخدام الإنترنت على الإفادة من المكتبات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وتطبق هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي. واعتمدت في تجميع مادتها على استبيان وزع على عينة قوامها 3020 فردًا، استجاب منهم 2150 فردًا أي بنسبة حوالي 71.19%. وقد تم استبعاد الاستبيانات غير المكتملة غير الصالحة للتحليل بحيث أصبح عدد الصالح منها للتحليل 1500 استمارة، أي حوالي 50.8% من إجمالي حجم مجتمع الدراسة. وانتهت الدراسة إلى ارتفاع مستوى الوعي المعلوماتي (77.84%) في مجتمع الدراسة، كذلك تفاوت التأثير النسبي لمبررات استخدام الإنترنت، وعدم وجود علاقة ذات دلالة بين استخدام الإنترنت ونوع المستفيد. كما تبين أيضًا من هذه الدراسة أن حوالي 60% من الطلاب و 64% من الطالبات يرون أنه من الممكن لشبكة الإنترنت أن تكون بديلاً مناسبًا للمكتبة الجامعية.
- وقام عبدالمجيد صالح بوعز(2001) 4 باجراء دراسة للتعرف على واقع استخدام شبكة الإنترنت من قبل طلبة جامعة السلطان قابوس، ومقاصدهم من ذلك، ومصادر معلوماتهم عنها، والصعوبات والمشكلات التي يواجهونها في هذا المجال واعتمد الباحث المنهج الوصفي لملاءمته لطبيعة هذه الدراسة و تألف مجتمع الدراسة من الطلبة الذين يستخدمون الإنترنت خلال العام الجامعي 98/1999م بالكليات التالية بجامعة السلطان قابوس: كلية التجارة والاقتصاد، وكلية الهندسة، وكلية الطب، وكلية العلوم، ويعزا اختيار هذه الكليات دون غيرها لأن طلبتها يستخدمون الإنترنت أكثر من غيرهم. وقد تم – وفقًا لهذا المعيار – استبعاد الكليات التي يستخدم طلبتها الإنترنت بشكل محدود مثل كلية الآداب وكلية التربية، و لوحظ ارتفاع في معدل استخدام الشبكة في الليل (25%) مقابل انخفاض هذا المعدل في الصباح والمساء. وقد يكون مرد ذلك إلى أن الطالب لا يتواجـد غالبًا بالمنزل سوى في الليل.، وبخصوص أهم محركات البحث التي يستخدمها أفراد الدراسة (جدول رقم 7) للبحث عن المعلومات المتاحة في الإنترنت، جاء محركا إكزايت وألتفستا على التوالي في وسط القائمة، ومحركا لوك سمارت وويب كرولر في ذيل القائمة. ويبدو أن وجود إنفوسيك وياهو وليكوس في المرتبة الأولى من بين محركات البحث التي يستخدمها طلبة جامعة السلطان قابوس
- كذلك نشرت لأماني رفعت عام 20025 دراسة حول مدى إفادة طلاب جامعة القاهرة من خدمات الإنترنت، اعتمادًا على المنهج الوصفي التحليلي. واستخدمت في جمع البيانات استبيانًا وزع على عينة مكونة من 467 طالبًا تمثل الكليات النظرية والكليات العملية وتشكل 1% من إجمالي المجتمع. ومن بين ما انتهت إليه هذه الدراسة انخفاض إقبال الطلبة على الإفادة من الإنترنت، حيث بلغت نسبة المستفيدين (53.1%) من الطلبة، كما أن الطلبة في السنتين الدراسيتين الأخيرتين يقبلون أكثر من غيرهم على الإفادة من الإنترنت
- وفي عام 2002 نشر محمد صالح الخليفي (2002) 6 دراسة عن دور الإنترنت في الاتصال العلمي من جانب الباحثين العرب في مجال المكتبات والمعلومات، حيث اعتمدت هذه الدراسة على تحليل الاستشهادات المرجعية الواردة في سبع دوريات عربية في مجال المكتبات والمعلومات، نشرت في عامي 1990م و 2000م. وهذه الدوريات هي "مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية" و "عالم الكتب" و"المجلة العربية للمعلومات". ومن بين ما انتهت إليه هذه الدراسة من نتائج تزايد نسب الاستشهاد بالمواد التي تنشر في الإنترنت، وإن كانت هذه النسب لا تزال ضئيلة بالمقارنة بنسب الاستشهاد بالمواد التقليدية.
النتائج:
نخلص مما سبق أن دراسات الإفادة من الإنترنت قد تطورت من الدراسات العريضة الشاملة إلى الدراسات الأكثر تحديدًا، سواء بالنسبة لفئات المستفيدين أو بالنسبة لنوعيات الخدمات ومصادر المعلومات. كما يتبين لنا أيضًا من هذه المراجعة الاعتماد الواضح على المنهج الوصفي التحليلي بوجه عام، والاعتماد على الاستبيان في الأساس أو المقابلات في بعض الأحيان. وفضلاً عما أسهمت به هذه الدراسات في تحديد العناصر التي يمكن التركيز عليها في دراستنا هذه، فقد قدمت خبرة منهجية استثمرت في التخطيط لهذه الدراسة. هذا وتدخل دراستنا هذه ضمن الجهود الرامية إلى التحقق من الإفادة من الإنترنت من جانب فئة بعينها من المستفيدين، حيث تتيح الإنترنت فرصة التعامل مع فئات متعددة من مصادر المعلومات، وتتنوع هذه الفئات وفقًا لمنشئها وتوجهاتها، كما تشمل كلا من المصادر الأولية، والمصادر الثانوية، ومصادر الدرجة الثالثة، وفضلاً عن التعامل معها بوصفها مصدرًا للمعلومات ، فإنه يمكن الإفادة من الإنترنت بصفتها قناة للاتصال العلمي الرسمي وغير الرسمي من خلال البريد الإلكتروني، والنشر الإلكتروني، والارتباط بمجموعات الاهتمامات المشتركة، والمشاركة في المنتديات، والمؤتمرات الإلكترونية إلى آخر ذلك مما يرتبط بأنشطة الاتصال العلمي
المراجع:
[1] همشري، عمر، وعبدالمجيد بوعزة. واقع استخدام شبكة الإنترنت من قبل أعضاء هيئة التدريس بجامعة السلطان قابوس (أكتوبر 1998م) (بحث مقبول للنشر بمجلة دراسات العلوم التربوية) [2] شريف كامل شاهين. أثر انتشار استخدام شبكة الإنترنت على استخدام المكتبة الجامعية: دراسة ميدانية لطلاب وطالبات المرحلة الجامعية الأولى (البكالوريوس) بكليات جامعة الملك عبدالعزيز. مجلة المكتبات والمعلومات العربية . س21، ع4، أكتوبر 2001 [3] عبدالمجيد صالح بوعز. واقع استخدام شبكة الإنترنت من قبل طلبة جامعة السلطان قابوس .- مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية ( مج6 ، ع2 ، مارس 2001. [4]- أماني أحمد رفعت. مدى إفادة طلاب الجامعة من خدمات الإنترنت: دراسة ميدانية على طلاب جامعة القاهرة. مجلة عالم المعلومات والمكتبات والنشر، مج3، ع3. يناير 2002م، ص36-56. [5] محمد بن صالح الخليفي. دور الإنترنت في الاتصال العلمي عند الباحثين العرب في علم المكتبات والمعلومات. مجلة عالم المعلومات والمكتبات والنشر، مج3، ع24، يناير 2002م. ص13-35