يمثل الفيروس أحد الأشياء الغامضة التي تسبب الحيرة والارتباك. وتتفاوت درجة رد الفعل حسب المستوى التقني ومدى الخبرة للفرد.
والاختلاف يرجع إلى تناقض فكرة وجود الفيروس..فالأطباء يعتبرون الفيروس كائن حي يعيش ويتكاثر في وسط مساعد كالجسم البشري أي أنه وسط بيولوجي وبين الكميبوتر ككيان مادي. وهناك من يستبعد الفكرة تماماً، وهنالك من لا يعطي الموضوع حقه من الاهتمام.
• نبذة تاريخية:
بدأ ظهور أول فيروس سنة 1978م أو قبلها بقليل (بحيث يصعب تحديد البداية بدقة) ولم تأخذ المشكلة شكلها الحالي من الخطورة إلاّ مع انتشار استخدام شبكة الإنترنت ووسائل الاتصالات المعقدة، منها: البريد الإلكتروني.
حيث أمكن ما لم يكن ممكناً من قبل من ناحية مدى انتشار الفيروس ومدى سرعة انتشاره.
• لماذا سمي الفيروس بهذا الاسم؟
تطلق كلمة فيروس على الكائنات الدقيقة التي تنقل الأمراض للإنسان وتنتشر بسرعة مرعبة. وبمجرد دخولها إلى جسم الإنسان تتكاثر وتفرز سمومها حتى تسبب دمار الأجهزة العضوية للجسم ومنها ما هو قاتل يسبب الموت.
والفيروس عندما يدخل إلى الكمبيوتر يعمل نفس التأثيرات ونفس الأفعال، وله نفس قدرة التكاثر وربط نفسه بالبرامج حتى يسبب دمار الكمبيوتر دماراً شاملاً.
وهناك بعض أوجه الشبه بين الفيروس الحيوي والفيروس الإلكتروني منها:
1- يقوم الفيروس العضوي بتغيير خصائص ووظائف بعض خلايا الجسم .. وكذلك الفيروس الإلكتروني يقوم بتغيير خصائص ووظائف البرامج والملفات.
2- يتكاثر الفيروس العضوي ويقوم بإنتاج فيروسات جديدة .. كذلك الفيروس الإلكتروني يقوم بإعادة إنشاء نفسه منتجاً كميات جديدة.
3- الخلية التي تصاب بالفيروس لا تصاب به مره أخرى (سنحتاج هذه المعلومة لاحقا) أي يتكون لديها مناعة .. وكذلك الحال مع الفيروس الإلكتروني حيث أنه يختبر البرامج المطلوب إصابتها فإن كانت أصيبت من قبل لا يرجع إليها بل ينتقل إلى برامج أخرى وملفات جديدة.
4- الجسم المصاب بالفيروس قد يظل مدة بدون ظهور أي أعراض (فتره الحضانة) .. وكذلك البرامج المصابة قد تظل تعمل مدة طويلة بدون ظهور أي أعراض عليها.
5- يقوم الفيروس العضوي بتغيير نفسه حتى يصعب اكتشافه (الإيدز مثلاً) .. وكذلك الفيروس الإلكتروني فإنه يتشبه بالبرامج حتى لا يقوم أي مضاد للفيروسات باكتشافه.
ومن خلال هذه الأسباب يتضح لماذا سمي الفيروس بهذا الاسم رغم أنه في الواقع ليس سوى برنامج من برامج الكمبيوتر. وقد كان التشابه بين الفيروسين سبباً لبعض المواقف الطريفة.. منها أن بعض الناس أصابه الرعب لدرجة أنهم يتناقلون الأقراص وهم يرتدون القفازات وكأنه فيروس حيوي ينتقل في الجو!
• يوجد تعريفان للفيروس هما:
الأول : أن الفيروس عبارة عن كود برمجي (شفرة) الغرض منها إحداث أكبر قدر من الضرر؛ ولتنفيذ ذلك يتم إعطاؤه القدرة على ربط نفسه بالبرامج الأخرى عن طريق التوالد والانتشار بين برامج الحاسب وكذلك مواقع مختلفة من الذاكرة حتى يحقق أهدافه التدميرية.
الثاني : أن الفيروس عبارة عن برنامج تطبيقي يتم تصميمه من قبل أحد المخربين لكي يدمر البرامج والأجهزة.
ويمكننا أن نرجح التعريف الأول لعدة أسباب منها: أن الفيروس لا يستطيع أن يعمل بمفرده دون وسط ناقل.. هل سمعت يوماً عن فيروس وجد منفرداً ؟! وإلاّ كيف يستطيع أن ينتقل من حاسب لأخر لأن أي عاقل لن يقبل أن يرسل له فيروس بصورته المجردة.
• كيف يعمل الفيروس ؟
يحاول كل فيروس تقريباً أن يقوم بنفس الشيء.. وهو الانتقال من برنامج إلى آخر ونسخ الشفرة إلى الذاكرة ومن هناك تحاول الشفرة نسخ نفسها إلى أي برنامج يطلب العمل أو موجود بالفعل قيد العمل، كما تحاول هذه الشفرة أن تغير من محتويات الملفات ومن أسمائها أيضاً دون أن تعلم نظام التشغيل بالتغيير الذي حدث، مما يتسبب في فشل البرامج في العمل. وتعرض أيضا رسائل مزعجة ومن ثم تخفض من أداء النظام أو حتى تدمر النظام كاملاً. وهناك بعض الفيروسات تلتقط عناوين البريد الإلكتروني ثم تؤلف رسائل نيابة عنك وترسلها إلى جميع العناوين الموجودة في مجلد العناوين لديك مرفقة بملفات ملوثة بالفيروس.
• العوامل التي أدت إلى سرعة انتشار الفيروسات:
1- التوافقية ( Compatibility ):
وتعني قدرة البرنامج الواحد على أن يعمل على حاسبات مختلفة وعلى أنواع وإصدارات مختلفة من نظم التشغيل، وهذا العامل رغم تأثيره الإيجابي والهام بالنسبة لتطوير الحاسبات إلاّ أن أثره كان كبيراً في سرعة انتشار الفيروسات.
كما ساعدت أيضاً البرامج المقرصنة في سرعة انتقال الفيروسات.
2- وسائل الاتصالات ( Communications ):
كان لوسائل الاتصالات الحديثة السريعة دور هام في نقل الفيروسات. ومن أهم هذه الوسائل: الشبكات بما فيها شبكة الإنترنت.. وإلاّ لما استطاع فيروس الحب أن يضرب أجهزة في أمريكا وهو مصدره الفلبين.
3- وسائط التخزين:
مثل: الأقراص المرنة Floppy والفلاش دسك والأقراص المضغوطة CD وخاصة إذا كانت صادرة عن جهاز مصاب.
• خصائص الفيروسات:
1- القدرة على التخفي:
للفيروسات قدرة عجيبة على التخفي والخداع عن طريق الارتباط ببرامج أخرى. كما تم أيضاً تزويد الفيروسات بخاصية التمويه والتشبّه. حيث أن الفيروس يرتبط ببرنامج يقوم بأعمال لطيفة أو له قدرة عرض أشياء مثيرة، وعند بداية تشغيله يدخل إلى النظام ويعمل على تخريبه. وللفيروسات عدة وسائل للتخفي منها ارتباطه بالبرامج المحببة إلى المستخدمين.. ومنها ما يدخل النظام على شكل ملفات مخفية بحيث لا تستطيع ملاحظة وجوده عن طريق عرض ملفات البرنامج.
وبعض الفيروسات تقوم بالتخفي في أماكن خاصة مثل ساعة الحاسب وتنتظر وقت التنفيذ.
كما أن بعضها تقوم بإخفاء أي أثر لها حتى أن بعض مضادات الفيروسات لا تستطيع ملاحظة وجودها ثم تقوم بنسخ نفسها إلى البرامج بخفة وسرية (تدري من أين تأكل الكتف) :).
2- الإنتشار:
يتميز الفيروس أيضاً بقدرة هائلة على الإنتشار. وقد سبق وأن قدمت العوامل التي تساعده في ذلك.
3- القدرة التدميرية:
تظهر عندما يجد الفيروس المفجر الذي يبعثه على العمل كأن يكون تاريخ معين ( كفيروس تشرنوبل ).
• أنواع الفيروسات:
1- فيروسات قطاع التشغيل (Boot Sector):
تصيب هذه الفيروسات قطاع التشغيل في القرص الصلب.. وهو الجزء الذي يقرؤه النظام عند كل مرة يتم فيها طلب تشغيل الجهاز.
2- فيروسات الملفات:
تلصق هذه الفيروسات نفسها مع ملفات البرامج التنفيذية مثل: command.com أو win.com .
3- الفيروسات المتعددة الملفات:
تنسخ هذه الفيروسات نفسها في صيغة أولية ثم تتحول إلى صيغ أخرى لتصيب ملفات أخرى.
4- الفيروسات الخفية (الأشباح):
وهذه فيروسات مخادعة.. إذ أنها تختبئ في الذاكرة ثم تتصدى لطلب تشخيص وفحص قطاع التشغيل، ثم ترسل تقرير مزيف إلى السجل بأن القطاع غير مصاب.
5- الفيروسات متعددة القدرة التحوليّة:
وهذه الفيروسات لها القدرة الديناميكية على التحول وتغيير الشفرات عند الإنتقال من ملف إلى آخر، لكي يصعب اكتشافها.
6- فيروس المايكرو:
وهذا النوع من الفيروسات يختبئ في ملفات المايكرو للوورد. وتسمح تعليمات التهيئة المتطورة بأن تُنفّذ تلقائياً ضمن أي صيغة تختارها. كما يسمح "وورد بيسك" بالوصول المباشر لملفات النظام مما يجعل فيروس المايكرو قادراً على محو ملفات النظام أو حتى إعادة تهيئة النظام كاملاً (أو ما يعرف بعملية الفرمته).
• أعراض الإصابة بالفيروس:
تصاحب الأعراض التالية ظهور الفيروس، وتعتبر علامات الإصابة به:
1- نقص شديد في الذاكرة:
ويلاحظ أن للذاكرة ثلاث حالات.. فقبل دخول الفيروس تكون الذاكرة في حالة طبيعية.
ثم بعد أن يبدأ الفيروس في العمل فإنه يلاحظ نقص شديد في الذاكرة.. وذلك لأن الفيروس في هذه الحالة يبدأ في تدمير الذاكرة وكذلك ملفات التبادل (Swap Files) عن طريق إزالة البيانات المخزنة، مما ينتج عن توقف البرنامج العامل في الوقت ذاته لعدم وجود أي بيانات في الذاكرة، وإنما يستبدلها الفيروس بمجموعة من الأصفار في مكان تعليمات التشغيل.
أما الحالة الثالثة.. بعد أن يكرر الفيروس نفسه يحتل الذاكرة.
2- بطء تشغيل النظام بصورة مبالغ فيها.
3- عرض رسائل الخطأ بدون أسباب حقيقية.
4- تغيير في عدد ومكان الملفات وكذلك حجمها بدون أي أسباب منطقية.
5- الخطأ في استعمال لوحة المفاتيح عن طريق إظهار أحرف غريبة أو خاطئة عند النقر على حرف معين.
6- توقف النظام بلا سبب (قلة أدب).
7- استخدام القرص الصلب بطريقة عشوائية.. وتستطيع أن تلاحظ ذلك من إضاءة لمبة القرص الصلب حتى وإن كان لا يعمل.
8- اختلاط أدلة القرص أو رفض النظام العمل منذ البداية.
• استراتيجية الهجوم للفيروس:
أهداف هامة يجب عليه أن ينجزها وهي إمّا أن تكون برنامج أو ملف معين.
وهدف الهجوم يختلف من فيروس إلى آخر وأيضاً حسب نظام التشغيل.
• أماكن الفيروس الاستقرارية :
يبحث الفيروس عن أهداف يضمن وجودها في أي نظام تشغيل، وهي التي لا يستطيع أي نظام أن يعمل بدونها.
وفي نظام ويندوز أو أي إصدار من أي نظام تشغيل آخر يعتمد على DOS فإن الملف المستهدف دائماً من قبل الفيروسات هو COMMAND.COM .
وذلك لأن الملف موجود دائماً في الدليل الرئيسي للفهرس الخاص بالنظام، وحيث أن هذا الملف هو المسؤول عن استقبال أوامر التشغيل التي تدخلها وتقرير تنفيذها إن كانت من أوامر التشغيل الداخلية أو من أوامر التشغيل الأخرى التي تنتهي بالامتدادات COM, EXE, BAT.
وهناك حيلة طريفة يلجأ إليها بعض المبرمجين الأذكياء.. وهي أن يغير اسم هذا الملف لكي يصعب على الفيروس ربط نفسه به.
وهناك أيضا ملفات ( SYS, CONFIG, BAT, AUTOEXEC ) لأن النظام يبحث عن هذه الملفات عند بدء التشغيل، وينفذ ما بها من تعليمات.
وهناك ملفات أخرى تمثل إغراء أكثر جاذبية للفيروس وهي: ( IBMBIO.COM, IBMDOS.COM ) وذلك لأنها ملفات مخفية، فبالرغم من وجودها في الفهرس الرئيسي إلاّ أنه يصعب اكتشاف الفيروس عند عرض دليل الملفات.
ومن أماكن الفيروسات المفضلة مخزن COMS .. وهو مكان في الذاكرة يتم عن طريقه ضبط ساعة النظام.
وهذا المكان في منتهى الخطورة لأنه: أولاً/ توجد به طاقة عن طريق البطاريات التي تستخدم في المحافظة على توقيت النظام حتى بعد أن يتم إغلاق الكمبيوتر.
وثانياً/ لأنها أول مكان يتم تشغيله عند بدء التشغيل. كما أن هذا المكان لا يظهر عند عرض الملفات بالأمر DIR. أيضاً عن طريق هذا المكان يحدد الفيروس توقيت تشغيله متى ما حانت ساعة الصفر.
انتشرت الفيروسات في الآونة الأخيرة بل وأصبحت هواية. لذلك نشر في موقع (LCNN) أخطر الفيروسات التي تصل للمستخدم عن طريق البريد، هذه الفيروسات تقوم بمسح كلي للجهاز أي HarDiskولا تغادره أبداً مهما قمت بعملFormat الجهاز.
لذلك يرجى الانتباه من هذه الرسائل وعدم فتح أي رسائل غريبة إلا بعد التأكد منها ومن ما تحتويه.
نصائح يجب إتباعها
الوقاية خير من العلاج :-
لا يمكن للبرامج المضادة للفيروسات أن توقف كل الفيروسات00 فمثلا., كأن تحتاج برامج معالج الفيروسات إلى التحديث والترقية لاكتشاف فيروسات جديدة, ولا تستطيع برامج مكافحة الفيروسات اكتشاف أو الإحساس بالفيروسات التي لم يتم التعرف عليها من قبل .
ومعنى ذلك أن الخطوة الأولى تتمثل في تشغيل أي برنامج مضاد للفيروسات وتحديثه بصفة مستمرة.
للمحافظة على سلامة جهازك يجب إتباع النقاط التالية:
1-من الضروري تركيب البرامج المضادة للفيروسات على الجهاز (مثل نورتون Norton AntiVirus، وماكافي McAfee)، وتشغيلها طوال فترة استخدام الجهاز. إن هذا يتيح لهذه البرامج البحث عن الفيروسات وتدميرها سواء كان أسبوعياً أو يومياً أو عند التشغيل .
2-من الضروري أيضاً، من تحديث برامج مستكشف الفيروسات بصورة دورية، من خلال الحصول عليها من الشركة المنتجة، أو من مواقع إنترنت المختلفة، كي تضمن حصولك على آخر المعلومات والأعراض الخاصة بالفيروسات الجديدة، وطريقة الوقاية منها.
3-تشغيل برامج مستكشف الفيروسات، وتفحّص أي ملفات أو برامج جديدة تصلك عبر البريد الإلكتروني، والإنترنت، والأقراص المرنة. وعدم السماح بإدخال وتشغيل أي ملفات أو برامج مجهولة المصدر وبدون الفحص مسبقاً.
4-الانتباه إلى عدم تشغيل أو إعادة تشغيل الكمبيوتر بوجود القرص المرن في موقعه، حيث أن بعض هذه الفيروسات تختبئ داخل القرص المرن حتى تجد الفرصة الملائمة للتشغيل عندها.
إن اتباع طرق الوقاية السابقة، واعتمادها كنظام يومي دائم في التعامل مع جهازك، يضمن المحافظة على سلامة كمبيوترك ووقايته من الإصابة بالفيروسات.
نصائح لتجنب المواقع المشبوهة
5- المواقع المشبوهة هي التي يمكن أن تتعرض للإصابة بالفيروسات عند زيارتها وللحماية منها ,يحتاج الأمر منك إلى بعض الالتزام. فلابد أن تغير من عادات استخدامك للإنترنت.
6- لاتنقر على أي مرفق ببريد إلكتروني مجهول أو غير متوقع بالنسبة أبدا.