مقدمة :

لسنين عديدة خلت اقتصرت دراسات أمراض القلب السريرية على الرجال وكانت هناك عدة أسباب أدت إلى نقص أو عدم دراسة أمراض القلب عند النساء . ومن أهم هذه الأسباب هو الاعتقاد القديم السائد بأن المرأة أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب وأن هذه الأمراض هي أكثر شيوعاً عند الرجل ، إضافة إلى ذلك فإنه على الرغم من عمل الدراسات التي بحثت في تأثير العديد من الأدوية على أمراض القلب ، إلا أن هذه الدراسات لم يتم تطبيقها ودراستها عند النساء خوفاً من تأثير الأدوية على الجنين أو الحمل خصوصاً في سنوات الأخصاب عند المرأة .
ألا أن الدراسات الحديثة أوضحت أن أمراض القلب تشكل السبب الرئيسي للوفاة عند المرأة خصوصاً بعد سن الخمسين ، وأن من أهم أصابات القلب شيوعاً عند المرأة هي أمراض شرايين القلب وأرتخاء أو ضيق الصمام الميترالي ، هذا أضافة إلى تعرض بعض النساء إلى مضاعفات قلبية مختلفة أثناء فترة الحمل .

أمراض الشرايين التاجية للقلب :

أن الدراسات الحديثة أوضحت وجود عوامل خطورة عديدة تلعب دوراً مهماً في الإصابة بأمراض القلب عند الرجال ، والتي تشكل أيضاً نفس الخطورة عند النساء ولكن مع أختلاف درجة أهميتها .

ومن أهم هذه العوامل الآتي :

1- أرتفاع نسبة الدهنيات في الدم :

أن الدهنيات ومنها الكولسترول أذا مازاد أرتفاع نسبتها في الدم فأنها تترسب على الجدران الداخلية للأوعية الدموية مما يؤدي مع مرور الزمن إلى أنسداد هذه الأوعية الدموية بشكل جزئي أو كلي ، علماً بأنه كلما كانت نسبة الدهنيات خصوصاً المشبعة منها في الدم أعلى كلما زادت نسبة الإصابة بأمراض شرايين القلب . وعلى العكس مما يحدث عند الرجال فإن أرتفاع نسبة الكولسترول والبروتينات قليلة الكثافة قد يؤدي إلى ضيق الشرايين عند النساء في سن ماقبل ستين عاماً ، بينما يحدث ذلك في سن متأخرة عند الرجال . وقد أكدت الدراسات الحديثة أن الأدوية المخفضة لنسبة الدهنيات في الدم لها تأثير أكثر على النساء منها على الرجال ، وهذا يؤدي إلى أنخفاض نسبة حدوث تصلب الشرايين التاجية للقلب عند النساء أكثر من الرجال .

2- مرض السكري :

أن أرتفاع نسبة السكر في الدم عند المصابين بداء السكري وعدم السيطرة عليها بالحمية الغذائية أو الدواء قد يؤدي إلى حدوث آفة الشرايين القلبية التاجية عند النساء أكثر منها عند الرجال .

3- التدخين :

أن التدخين يتسبب في أتلاف جدران الأوعية الدموية الداخلية وبالتالي يؤدي إلى زيادة في أرتفاع ضغط الدم . ويعتبر التدخين من أكثر العوامل خطورة عند النساء ليس فقط بسبب أزدياد نسبة الإصابة بأمراض شرايين القلب عندهن ، بل إن التدخين يتسبب في إزالة الحماية التي يعطيها هرمون الأستروجين عند النساء لمنع الإصابة بهذه الأمراض . علماً بأن المرأة المدخنة تكون عرضة للإصابة بأمراض شرايين القلب في سن مبكرة أقل بنسبة عشر سنوات في المتوسط عن المرأة الغير مدخنة .

4- التوتر الشرياني أو أرتفاع ضغط الدم الشرياني :

أن أرتفاع ضغط الدم له خطورة على النساء والرجال بآفة الشرايين التاجية للقلب ، وخاصة أذا ما كان مصحوباً بأرتفاع نسبة الدهنيات في الدم ، وفرط السمنة ، ومرض السكري والتدخين . علماً بأن الأدوية المخفضة لضغط الدم تقلل من حدوث أحتشاء عضلة القلب والوفيات خصوصاً عند كبار السن من النساء .

5- عدم ممارسة التمارين الرياضية :

أن عدم الحرص على ممارسة التمارين الرياضية أو الرياضة بشكل عام يؤدي إلى حدوث آفة الشرايين التاجية للقلب عند النساء والرجال على حد سواء .

6- هرمون الإستروجين :

أن هناك تأثيراً وقائياً لهرمون الإستروجين في منع الإصابة بأمراض شرايين القلب عند النساء ، حيث يقوم المبيضين عند النساء بأفراز هذا الهرمون حتى وصولهن إلى سن اليأس ، ثم يقل أفرازه تدريجياً على مدى سنوات طويلة ، وعندها تبدأ الزيادة في نسبة الإصابة بآفة شرايين القلب التاجية عند النساء إلى أن تصبح متساوية مع الرجال عند سن الخامسة والسبعين عاماً .
وقد أثبتت الدراسات أن المرأة التي تصل إلى سن اليأس مبكراً أو النساء اللآتي يتعرضن لجراحة أستئصال المبيضين تزداد عندهن نسبة حدوث أمراض شرايين القلب .

أهمية هرمون الإستروجين في الوقاية من أمراض الشرايين التاجية عند النساء بعد فترة أنقطاع الدورة الشهرية :

توجد أكثر من 40 دراسة عالمية عملت لدراسة أمكانية الوقاية الأساسية لهرمون الإستروجين من أمراض تصلب الشرايين التاجية فعلى سبيل المثال عملت دراسة في جامعة " هارفارد " بالولايات المتحدة الأمريكية على شريحة من الممرضات أثبتت الدراسة أن المجموعة التي أعطيت هرمون إستروجين تقل عندهن نسبة الإصابة بأمراض الشرايين التاجية وكذلك تقل عندهن نسبة الإصابة بمرض سرطان الثدي .

ماذا عن سرطان الثدي وعلاقته بهرمون الإستروجين ؟

هناك دراسة أثبتت أن هناك أحتمال زيادة بسيطة في نسبة الإصابة بسرطان الثدي عند النساء اللاتي يستعملن هرمون الإستروجين لمدة أكثر من عشر سنوات بينما تمت مراجعة ملفات بعض المرضى الذين يستعملن أدوية لها علاقة بمستقبلات الإستروجين عدم زيادة نسبة الإصابة بسرطان الثدي .

كيفية تشخيص أمراض الشرايين التاجية القلبية عند النساء .

أن الإصابة بأمراض الشرايين التاجية للقلب قد تؤدي على حدوث الوفيات عند النساء خاصة كبار السن منهن كما سبق ذكره ولذا فإن التشخيص المبكر لهذه الآفة يعتبر أمراً حيوياً في منع الإصابة بهذه الأمراض الخطيرة ويتم التشخيص بالأختبارات الآتية :

1- التخطيط الكهربائي للقلب بالمجهود

على الرغم من أن هذا الفحص يعتبر من الفحوص المهمة في التشخيص إلا أنه يحمل نتائج إيجابية خاطئة عند النساء تراوح مابين % 70-40

2- تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية مع المجهود :

يعتبر هذا الفحص من أدق الفحوصات للقلب وخاصة أنه يبين وظيفة وكفاءة القلب الجزئية والكلية أثناء الأنبساط والأنقباض في الأحوال العادية وتحت المجهود . ولقد أثبتت الدراسات التحليلية مؤخراً بأن فحص القلب بالموجات فوق الصوتية تحت تأثير المجهود بنوعيه : الرياضي والدوائي أكثر دقة في تشخيص أمراض الشرايين عند النساء مقارنة بالتخطيط الكهربائي للقلب بالمجهود فقط .

3- تقويم التروية الدموية لعضلة القلب :

أ – يتم ذلك عن طريق التصوير الأحادي الطبقي المحوري بالكمبيوتر (Spect ) بواسطة أستعمال النظائر المشعة مثل الثاليوم 201 ملم والتكنيشيوم 99 ملم .
ب- تقويم التروية الدموية لعضلة القلب بأستعمال الصبغة بمساعدة الموجات فوق الصوتية .

وتتم هذه الطريقة بالحقن الوريدي بصبغة تحتوي على فقاعات هوائية أو غازية تقوم بتحديد التجويف البطيني ودراسة عضلة القلب بالموجات فوق الصوتية ولهذه الطريقة مميزات خاصة قد تفوق التصوير الأحادي الطبقي المحوري بالكمبيوتر مثل رخصة التكلفة ، لاوجود للمواد المشعة ، إمكانية دراسة التصوير في الحال .
ولقد أثبتت الدراسات الحديثة بأن تصوير عضلة القلب بأستعمال الصبغة يعتبر من أفضل الطرق لتشخيص أمراض شرايين القلب عند النساء في المستقبل .
ج- الفحص الإلكتروني الشعاعي بالكمبيوتر Electronic Beam CT ( EBCT )
وتعتبر هذه الطريقة من أسرع الفحوصات التي تجري لمعرفة آفة الشرايين التاجية للقلب ويعتمد هذا الفحص على كمية أيون الكالسيوم في الشريان التاجي للقلب .
د- التصوير الشعاعي لشرايين القلب ( القسطرة القلبية ) :
لقد أوضحت الدراسات أن الشرايين التاجية للقلب أكبر سعة عند الرجال مقارنة بالنساء ألا أن النساء لديهم قابلية أكثر من الرجال لحدوث مضاعفات وعائية وكلوية عند أجراء هذا الفحص وذلك بسبب حدوث إنقباض بالشرايين التاجية عند أجراء هذا الفحص عند النساء خاصة كبار السن منهن وذوي الأجسام النحيلة والآتي لديهن صغر بسعة الشرايين التاجية للقلب .
ولقد أثبتت الدراسة الجراحية لمرضى الشرايين التاجية للقلب بأن النساء اللاتي يعانين من آفة الشريان التاجي الأحادي أو الثنائي يعشن مدة 12 عاماً بحالة جيدة بواسطة العلاج التحفظي أما بالنسبة لتأثير الأسبيرين على منع الأصابة بأمراض شرايين القلب عند النساء فهو غير واضح بينما تأثيرة على الرجال أيجابي ومؤثر في منع حدوث الإصابات . علماً بأن بعض الدراسات أفادت بأن أستعمال الأسبرين عند النساء قد يزيد من خطورة حدوث الأصابة بأمراض شرايين القلب التاجية لديهن .

طرق العلاج :

وتكمن في إعادة التروية الدموية للشرايين التاجية للقلب ويتم ذلك عن طريق :

أ‌- توسيع الشرايين التاجية بواسطة البالون :

عن طريق أدخال قسطرة بداخل الشرايين التاجية للقلب وتوسيع هذه الشرايين بواسطة البالون . وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن معدل نجاح هذه الطريقة لتوسعة الشرايين التاجية متساوية بين الرجال والنساء إلا أن المضاعفات ومعدل الوفيات تكون مرتفعه عند النساء نتيجة ضيق سعة الشرايين التاجية وصغر حجمها وتقدم العمر لدي النساء.

ب- عمليات زراعة الشرايين التاجية :

وهناك نوع من مرضى الشرايين التاجية ممن يصعب توسيع شراينهم بالبالون أو يفضل عمل زراعة للشرايين التاجية خاصة إذا كانت الإصابة لأكثر من شريان . فإن للجراحة دور مهم في إعادة التروية للقلب وذات فائدة على المدى الطويل .

ج- العلاج الدوائي :

في كثير من الحالات يمكن التحكم في علاج المرضى عن طريق العقاقير الدوائية كما أن هناك بعض الحالات التي يصعب ذهابها للتوسيع بالبالون أو عمل الجراحة يجب عليها العلاج عن طريق الأدوية . والذي يعتبر الخيار الوحيد للتحكم في الأعراض

المصدر: دكتورة / منى عبدالله الشبيلي أستشارية أمراض القلب مستشفى الدمام المركزي, جمعية القلب السعودية
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 65/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
21 تصويتات / 1118 مشاهدة
نشرت فى 10 إبريل 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,877,265

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters