تخطيط الموارد البشرية
Human Resources Planning
للموارد البشرية أهداف متعددة خاصة لافرد والمنظمة والمجتمع . فعلى سبيل المثال تشير المتابعة التاريخية لمنظمات الأعمال بأن نجاحها أو فشلها يعزى الى حد كبير الى عدم دقة نشاط التخطيط فيها ، كما تشير الدلائل على أن المنظمات مارست التخطيططويل المدى ، ومن ثم التخطيط الاستراتيجيStrategicPlanning الذي بات أحد أهم ملامح البارزة لمنظمات الأعمال في العقد السبعيني وتطور الى ما يعرف اليوم بالادارة الاستراتيجية Strategic Management ذلك الحقل الذي يركز على وضع الاستراتيجية بكافة مستوياتها ( العامة والأعمال والوظيفة ) ويحدد اسلوب ادارتها وتنفيذها .
فالتخطيط بشكل عام نشاط تمارسه المنظمات على ثلاث مستويات العام والأعمال والوظيفي.فعلى المستوى العام للمنظمة استخدم التخطيط لتحديد الأعمال التي تدخلها المنظمة أو تتجنبها . وركز التخطيط على مستوى الأعمال في تحديد الأهداف والأسلوبالمناسب لتخقيق تلك الأهدف ، أو تحديد الأسلوب الأفضل للتنافس في بيئة أعمالمنظمة. أما على المستوى الوظيفي
)Functional Level) . فقد ظل نشاط التخطيط يعاني مشكلة الاهمال سواء تعلق الأمر بتخطيط النشاط التسويقي أو الانتاجي أو تخطيط
الموارد البشرية وحتى نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من هذا القرن .
وبتغير حجم المنظمات وتنوع نشاطها وتعقد مهامها من جهة ، وزيادة التغييرات البيئية من جهة أخرى فرض على المنظمات أن تولي التخطيط الوظيفي نفس الدرجة من الاهمية التي توليها للتخطيط العام تخطيط الاعمال ، انعكس ذلك بزيادة الاهتمام بنشاط الحاسم في زيادة فاعلية إدارة الموارد البشرية الذي عده البعض حجز الزاوية والنشاط الحاسم فيفي زيادة مساهمتها في أداء وفاعلية المنظمة . فعن طريقة تحدد المنظمة حاجاتها من الموارد البشرية من أحكام السيطرة الأفضل على نشاطاتها الاخرى كالتوظيف والتدريب وصيانة المورد البشري . وعن طريق هذه السيطرة تتمكن المنظمة من تقليل تكاليف نشاطاتها واستخدام مواردها البشرية كمصدر لمزاياها التنافسية .
اعتماداً فقد وصفه بعض الكتاب بالنشاط التخطيطي الاسترتيجي للموارد البشرية .Strategic Human Resources Planning. وذهب هؤلاء الكتاب الى أبعد من ذلك أهم عنصر في إدارة الموارد البشرية الناجحة ، وذلك لكونةعملية تؤمن من خلالها إدارة الموارد البشرية الكم والنوع المطلوبين من الموارد البشرية في المكان والزمان المناسبين .
استناداً فقد أصبحت مسألة الربط بين تخطيط الموارد البشرية والتخطيط الاستراتيجي على المستويين العام والاعمال في المنظمة مسألة ضرورية وملحة لتحقيق الانسجام بين أهداف الموارد البشرية وأهداف استراتيجية الاعمال والعامة للمنظمة ، فعن طريق هذا الربط تتمكن المنظمة من التخلص من مشكليتي الفائض أو العجز في الموارد البشرية .
تأسيساً على ما تقدم ولتوضيح تخطيط الموارد البشرية باعتبارة وظيفة جوهرية في قائمة وظائف إدارة الموارد البشرية فقد ارتأينا تناولة ضمن المحاور الآتية :
مفهوم وأهمية تخطيط الموارد البشرية
The Concepts and Importance of Human Resources Planning
تتعدد وجهات النظر لكتاب إدارة الموارد البشرية في تحديد مفهوم التخطيط فيها . ويفسر السبب في هذا التعدد الى الزاوية التي ينظر منها الكاتب الى هذا النشاط ، أو / و أهمية ضمن انشطة الموارد البشرية في المنظمة .
للاحاطة بهذا التعدد في المفاهيم فقد عرض وجهات نظر بعض الكتاب في هذا المجال ، فيستخدم بعض الكتاب مصطلح تخطيط القوى العاملة Manpower Planning للاشارة الى تخطيط الموارد البشرية ويعرفوة " تنظيم وتوجيه الموارد ومنها الموارد البشرية والمستخدمات الداخلية في العملية الانتاجية بشكل متناسق وفعال وبموجب برمجة متكاملة ومحددة مسبقاً تستهدف الوصول الى افضل النتائج وبأقل الجهود والتكاليف " يلحظ على التعريف بأنة عد القوى العاملة احد عوامل الانتاج ولذلك اعتبر تخطيط الموارد البشرية جزءاً من تخطيط عناصر الانتاج وبهذا قصد التخطيط العام على مستوى المنظمة ، وبنفس المنحى يعرف تخطيط القوى العاملة بكونة " استراتيجية على الموارد البرية للمنظمة واستخدام وعرضها وتطويرها ".
ويستخدم كتاب آخرون مصلح تخطيط الموارد البشرية الى النشاط ويعرفوة بأنة " التنبؤ باحتياجات المنظمة من الافراد وتحديد الخطوات الضرورية لمقابلة هذه الاحتياجات والتي تتكون من تطوير وتنفيذ الخطط والبرامج التي تؤمن الحصول على هؤلاء الافراد بالكم والنوع الملائمين وفي الوقت والمكان المناسبين للايفاء هذه الاحتياجات . ويذهب آخرون الى اعتبار تخطيط الموارد البشرية نشاط داعم لانشطة المنظمة الاخرى ويعرفوه بأنة " النشاط الذي لايستهدف قياس وتغيير الافراد أو الوظائف في المنظمة ، وإنما لتأمين تطوير النشاطات وتنفيذها بأسلوب يتناسب مع التطوارات المتوقعة في الاعمال والاتجاهات البيئية العامة " . ويشير الكاتب الى أن التخطيط الموارد البشرية يعتمد بشكل اساسي على التحليل والفعل التخطيطي ، فيستخدم التحليل لجمع المعلومات عن الظروف المستقبلية والاحداث التي يمكن أن تؤثر على ادارة الموارد البشرية ، بينما تستخدم هذه المعلومات لتزويد المنظمة بالكم والنوع المطلوبين من الموارد البشرية لتحقيق أهدافها المستقبلية ، ويستخدم بعض الكتاب العلاقة بين قرارات إدارة الموارد البشرية وقرارات المنظمة مدخلاً في تحديد مفهوم تخطيط الموارد البشرية فيعرفوة بأنة " العملية التي يتم خلالها تحديد حاجات المنظمة من الموارد البشرية كمياً ونوعياً ، ومقارنة هذه الحاجة مع القوى العاملة الحالية ، وتحدبد عدد ونوع الافراد المراد استقطابهم اعتماداً على استراتيجيات وأهداف المنظمة.
ويستخدم بعض الكتاب مصطلح التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية للاشارة الى العملية التي من خلالها تتمكن ادارة الموارد البشرية من ترجمة خطط المنظمة العامة وأهدافها الى كم ونوع من الموارد البشرية يحق هذه الخطط والاهداف "
يلاحظ مما تقدم بأن التعدد في وجهات النظر بين الكتاب لايصل الى حد التناقض فيما بينهم ، وإنما تتحدد وجهة نظر الكاتب بالمدى الزمني الذي يغطية تخطيط الموارد البشرية ذلك المدى الذي يجعل من مضمون عملية التخطيط أكثر أو أقل شمولاً ، فعندما يتعلق الامر بالمدى البعيد فعلى المنظمة أن تتنبأ بالتغيرات البيئية المحتملة وتأخذها بنظر الاعتبار عند وضع خطة الموارد البشرية ، أي أن التركيز على البيئة الداخلي للمنظمة وبيئة نشاطها الخارجي يمكن أن يلعب دوراً أساسياً في تحديد مضمون عملية تخطيط الموارد البشرية ، فتسارع وتنوع التغيرات البيئية تفرض على المخطط في ادارة الموارد البشرية دوراً جوهرياً في فهم نوع التغير وحجمة بالتالي تحديد الخطة الأفضل لتحقيق حالة التكيف مع هذه التغيرات .
اعتماداً وحسماً الاختلافات في وجهات النظر يمكن تحديد مفهوم تخطيط الموارد البشرية بكونة العملية التي تستخدمها المنظمة لتحديد كم ونوع الموارد البشرية التي تحتاجها الآن وفي المستقبل وفقاً لنوع الاعمال التي تمارسها والاحداث البيئية التي تؤثر على ذلك وبما يحقق الحصول على قوة عمل وكفؤة تسهم بشكل فعال في تحسين أداء المنظمة .
أي أن التخطيط في مجال الموارد البشرية عملية تسم بالآتي :
1- عملية تنبؤ تقوم على تحليل احتياجات المنظمة الحالية والمستقبلية من الموارد البشرية .
2- عملية تنبؤ توقع التغير في الاتجاهات البيئية العامة وبيئة الاعمال وأخذها بنظر الاعتبار في تحديد الطلب على الموارد البشرية .
3- ترتبط عملية التخطيط في مجال الموارد البشرية بالتخطيط على المستوى العام للمنظمة ومستوى أعمالها ، أي أن تشتق استراتيجية الحصول على الموارد البشرية من استراتيجية المنظمة العامة واستراتيجية المنظمة العامة واستراتيجية الاعمال فيها .
4- اعتماد عملية التخطيط للموارد البشرية على المعلومات المتوفرة والتي يمكن توفيرها عن نقاط القوة وضعف المنظمة في مجال الموارد البشرية والفرص والتهديدات البيئية في سوق العمل .
5- تستهدف العملية وجية المنظمة الى الطرق للتعامل مع اهدافها البعيدة والقصيرة المدى ، لهذا تتسم العملية بكونها استراتيجية ومستمرة ، اي أنها تحمل رسالة محددة تتمثل بالحصول على الكم والنوع المطلوبين من الموارد البشرية
وفي الزمان والمكان المناسبين ، كما أنها تتحدد بأهداف تتمثل بالحصول على قوة عمل فاعلة، وتعتمد بدائل التخطيط المتاحة والممكنة أمام المنظمة .
ولكون العملية بهذه السعة والشمولية من السمات فإنها تعتبر نشاط مهم وجوهري للمنظمة وللاسباب الآتية :
1- يخدم نشاط التخطيط صعيد الفرد ومن خلال التخطيط الدقيق يتم تحقيق مبدأ الشخص المناسب سواء تعلق الأمر بالوظيفة ، أو /و المنظمة . وعلى صعيد المنظمة تتحقق المواءمة الداخلية بعدم وجود عجز أو فائض في الموارد البشرية في المنظمات يساهم في تحقيق الاستخدام االأفضل للمواد البشرية Best Utilization of Human Resources
2- تقليل كلف نشاطاتها ادارة الموارد البشرية الأخرى من توظيف وتدريب ومتابعة وصيانة للمورد البشري، حيث أن تخطيط الموارد البشرية يفترض أن يوجة لإجابة الاسئلة الآتية:
1- ما كم الموارد البشرية المطلوبة ؟ What ؟.
2- كيف يمكن الحصول على هذه الموارد ؟ How ؟.
3- متى يجب الحصول على هذه الموارد ؟When؟.
4- أين تستخدم هذه الموارد ؟Where؟.
3- يساعد التخطيط في حسن توزيع واستخدام المنظمة لمواردها البشرية .
الأهمية أعلاة تؤكدها مجموعة من الحقائق التي أصبحت ضرورة ملاحظتها في غاية الأهمية في حقل ادارة الموارد البشرية . وهذه الحقائق هي :
1- تزايد عدد السكان في العالم وما يتبع ذلك من اغراق سوق العمل بموارد بشرية تتفاوت في اعدادها المهاري والمعرفي مما يتطلب استخام التخطيط المعرفي والمهاري لنوعية الموارد البشرية .
2- زيادة عدد المنظمات وكبر أحجامها وتنوع نشاطاتها .
3- انتشار التعليم وتنوعة وما ينتج عن ذلك من اغراق سوق العمل بأعداد كبيرة من الموارد البشرية في تخصصات ومهن مختلفة وبمهارات مختلفة .
4- التقدم التكنولوجي الذي يشهده القطاع الصناعي الذي فرض على المنظمات استخدام الطرق الحديثة في تخطيط وإدارة الموارد البشرية وبما يتلاءم مع هذا التقدم .
5- اعادة هيكلة المنظمات وما يتبعة من تغيرات جوهرية في تشكيلة هرم الموارد البشرية في المنظمة .
6- ميل المنظمات الى العولمة Globalization مما يتطلب انتقاء موارد بشرية قادرة على فهم ثقافة وخصائص المجتمعات التي تعمل فيها .
استناداً فإن تخطيط الموارد البشرية أصبح حقلاً متخصصاً داخل نشاطات إداراة الموارد البشرية أولاً ، وضمن الأنشطة التخطيطية في المنظمة ثانياً ، مما يتطلب التأني والدقة في وضع الخطة الرئيسية .