دور متخصص المعلومات في إرساء مجتمع المعلومات.

 

اختصاصي المعلومات هو:

- " عالم المعلومات، يهتم أساساً بالجوانب النظرية والعلمية الأساسية لمجال المعلومات ويسهم بما يقوم به من بحوث في تنمية المعرفة في المجال .

- " الموثق، يتعامل من حيث عمليات التنظيم والتحليل كالتصنيف والفهرسة والتكشيف والاستخلاص .

- " ضابط المعلومات، يتعامل مباشرة مع المستفيدين، يتلقى استفسارات المستفيدين ويتولى الرد على هذه الاستفسارات اعتماداً على ما يتوفر له من مراجع.

- " باحث الإنتاج الفكري، يضطلع بمهمة إرشادية، وهي البحث في الإنتاج الفكري المتصل بموضوع معين استجابة لطلبات المستفيدين .

- " محلل الإنتاج الفكري، يستخدم الأساليب غير التقليدية في تحليل محتويات الوثائق بكل أشكالها. وتشمل عملية التحليل هذه كلاً من التكشيف والاستخلاص.

- " المكشف، يقوم بإحدى عمليات التحليل الموضوعي، وهي التكشيف.

- " المستخلص، يقوم بإحدى عمليات التحليل الموضوعي، وهي الاستخلاص .

- " محلل المعلومات، والتحليل الذي يتم ليس تحليلاً ببليوغرافياً ولا تحليلاً للوثائق وإنما تحليل للبيانات والمعطيات والحقائق بهدف الربط والتخليق والخروج بمعلومات وحقائق جديدة.

- " محلل النظم، يرتبط عمله باستخدام الحاسبات الإلكترونية في أي نشاط . وتحليل هذه النظم خطوة أساسية تسبق مهمة وضع البرامج حيث تيسر هذه المهمة .

- " يحتاج محلل النظم في مراكز المعلومات إلى الإحاطة بوظائف هذه المراكز وأساليب العمل فيها.

- " مبرمج الحاسب الإلكتروني، وهو المسؤول عن كتابة البرامج اللازمة لاستخدام الحاسب الإلكتروني في أي نشاط .

- " المترجم العلمي، مهمته الأساسية هي مساعدة المستفيدين على تخطي الحواجز اللغوية ومن ثم فإنه ينبغي أن يكون متمكناً من لغة أخرى على الأقل خلاف اللغة الرسمية .

- " مسؤول الاقتناء، تقع على عاتقه أعباء التعرف على اهتمامات المستفيدين من الخدمات، ثم العمل على وضع سياسة الاقتناء وتحديد سبل تنفيذ هذه السياسة والإشراف على التنفيذ.

 

اختصاصي المعلومات تسمية عريضة تغطي عدداً من فئات العاملين في مراكز المعلومات كالمسؤولين عن إدارة خدمات المعلومات والقائمين على تحليل مصادر المعلومات والمسؤولين عن البحث عن الإنتاج الفكري وكل أنماط استرجاع المعلومات والإفادة من مراصد المعلومات. اختصاصي المعلومات هو المهني الذي أتيحت له فرص الإلمام بأعلى مستويات الممارسة العملية في مجال المعلومات والتمرس بأساليب هذه الممارسة .

 

تشمل فئة المهنيين العديد من التسميات، فمن أمين المكتبة إلى أمين المكتبة المتخصص إلى الموثق إلى الموثق العلمي إلى ضابط المعلومات إلى المكشف إلى المستخلص إلى باحث الإنتاج الفكري إلى اختصاصي المعلومات وهذه التسمية الأخيرة تغطي عدداً من فئات العاملين كما رأينا سابقاً .

 

بناءً على ما اشتملته فئة المهنيين من تسميات، فإن عالم المعلومات ومحلل النظم والمترجم العلمي ومبرمج الحاسب الإلكتروني لا يعدون من فئة المهنيين أي من فئة اختصاصي المعلومات وبما أن هؤلاء يعملون في مراكز المعلومات، فلماذا لا يكونون من عداد فئة المهنيين أي اختصاصيي معلومات ؟

 

يجب أن يعرف اختصاصي المعلومات المجالات التالية :

1- اقتناء مصادر المعلومات الملائمة لأهداف المكتبة أو مركز المعلومات واحتياجات المستفيدين منهما.

2- تنظيم مصادر المعلومات وتحليلها .

3- تقديم خدمات المعلومات للباحثين والمستفيدين.

4- الإدارة.

5- الإحاطة بتكنولوجيا المعلومات.

 

وتكنولوجيا المعلومات هي البحث عن أفضل الوسائل لتسهيل الحصول على المعلومات وتبادلها وجعلها متاحة لطالبيها بسرعة وفاعلية , وقد مرت تكنولوجيا المعلومات بمراحل عدة، فالكتابة كانت أولى وسائلها ثم جاءت الطباعة وتلتها شبكات الاتصال ووسائل التصوير المصغر وينضم الحاسب الإلكتروني إلى هذه الوسائل ليساهم في المزيد من التقدم في عالم المعلومات .

 

وتقوم الحاسبات الإلكترونية بتجهيز المعلومات واختزان كميات ضخمة منها واسترجاعها بسرعة ودقة وفعالية , تستطيع الاتصالات توزيع المعلومات وبثها بسرعة كبيرة لأشخاص مختلفين ومتعددين بصرف النظر عن الأماكن التي يقيمون فيها , ويسمح التصوير المصغر بتصغير الأحجام المتضخمة من المعلومات في مساحة صغيرة جداً .

 

مجتمع المعلومات:

أصبحت صناعة المعلومات صناعة قائمة بذاتها في الدول المتقدمة، وإذا كان المجتمع الزراعي يعتمد على المواد الأولية والطاقة الطبيعية كالريح والمياه والجهد البشري، وإذا كان المجتمع الصناعي يعتمد على الطاقة الكهربائية أو النووية، فإن مجتمع المعلومات يعتمد في تطوره بصفة أساسية على المعلومات وشبكات الاتصال والكمبيوتر.

 

يتميز مجتمع المعلومات بأبعاد هامة هي:

1- التحول من مجتمع إنتاج البضائع إلى مجتمع الخدمات، حيث يقضي الإنسان معظم وقته في التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية وتحليل وتصميم النظم وبرمجة وتجهيز المعلومات.

2- مركزية وتكويد وترميز المعرفة من أجل استحداث الاختراعات التكنولوجية .

3- تخليق نوع جديد مما يمكن تسميته التكنولوجيا الفكرية. إن هذه التكنولوجيا الفكرية هي التي تميز مجتمع المعلومات عن المجتمع الصناعي الذي يتميز بتكنولوجيا الآلات.

 

أهمية المعلومات:

المعلومات والبحث العلمي:

يقوم البحث العلمي على أركان ثلاثة هي :

" الباحث .

" المختبر.

" مركز المعلومات .

 

فالباحث هو الذي يقوم بتجريب الأفكار ودراستها، ولكنه يعتمد في عمله على المختبر الذي تتوفر فيه الأجهزة والوسائل والأدوات والمواد اللازمة لإجراء البحوث، كذلك يعد مركز المعلومات مصدراً لا غنى عنه للباحث في إمداده بأفكار ومعلومات الآخرين حتى لا يكرر جهداً سبق أن تم وحتى يبدأ بالنقطة التي انتهى منها غيره ويكفي القول إنه يندر الآن أن نجد باحثاً مجيداً لا يستفيد من المكتبة أو مركز المعلومات .

 

المعلومات واتخاذ القرارات:

يحتاج الإنسان في كل صغيرة وكبيرة إلى اتخاذ القرارات وتتوقف نوعية القرارات على مدى قدرة الفرد على اتخاذها، كما تتوقف على نوعية المعلومات المتصلة بالمشكلة المطروحة ومدى صلاحية هذه المعلومات .

يحتاج الإنسان للوصول إلى القرارات المقدرة على جمع وتحديد المعلومات المناسبة .

 

المعلومات والاقتصاد :

ترتبط معدلات نمو الاقتصاد ارتباطاً طردياً بكمية المعلومات التي تم الإلمام بها وتطبيق ما جاء فيها.

ويؤكد الكثير من علماء الاقتصاد على أن الوضع السيء لاقتصاديات معظم الدول النامية قد يزداد سوءً إذا استمر إهمال قطاع المعلومات فيها . وتوجد الآن في الشركات الصناعية الكبرى نظم معلومات إدارية متكاملة تهدف إلى تزويد المديرين على كافة المستويات كلها بالمعلومات الحديثة اللازمة للقرارات المهمة .

 

المعلومات والشؤون الاجتماعية والسياسية والعسكرية :

تحتاج المؤسسات العاملة في مجال السياسة والأمن إلى معلومات دقيقة وحديثة عن الدول الصديقة وعن الأعداء . فالمعلومات عن الصديق تكفل القدرة على التعرف إلى أي حد يمكن الاعتماد عليه، أما المعلومات عن العدو فإنها تكفل القدرة على وضع الاستراتيجيات المقابلة للرد على خططه الاستراتيجية . وغدت عملية جمع المعلومات الدقيقة المرحلة السياسة الهامة التي تسبق أي تحرك سياسي.

 

يحتاج الطبيب إلى معلومات جديدة وحديثة تساعده في التأكد من يعالج مرضاه بطريقة أكثر فعالية من الطرق القديمة .

يحتاج المحامي على المعلومات التي تعرفه بآخر القوانين والأحكام المتخذة في الحالات الشبيهة بالقضايا التي يكلف بها.

يحتاج المهندس إلى المعلومات الحديثة حتى لا يضيع وفته وجهده وماله في اختراع أشياء اخترعت من قبل .

يحتاج رجل الأعمال ومديرو المشروعات إلى المعلومات الجديدة حتى يتأكدوا بأن شركاتهم ومشروعاتهم تدار بأسلوب جديد رشيد يساعد في تحقيق الهداف.

يحتاج الفلاح إلى المعلومات التي تساعده في التأكد من أرضه المزروعة حصلت على أعلى محصول.

 

المعلومات والتنمية:

المعلومات أحد الموارد البشرية وربما تكمن أهمية هذا المورد أيضاً في تحكمه في فعالية استغلال كل من الموارد الطبيعية والموارد البشرية ، فدون المعلومات لا نعرف كيف نستفيد من الموارد الزراعية والموارد المعدنية ومصادر الطاقة ...الخ، كما أننا لا نعرف كيف نستفيد من طاقات البشر في تحقيق رفاهية المجتمع، فلا توجيه ولا تعليم ولا تدريب دون معلومات .

 

التكوين المهني لاختصاصي المعلومات :

إن تخصص المكتبات والمعلومات هو التخصص الذي يعني بمصادر "أوعية" المعلومات في كل تخصصات العلم والمعرفة وهو التخصص الذي يعمل على تنمية المعرفة والمهارة التي تمكن دارسيه من حصر هذا الرصيد الكبير من مصادر المعلومات وضبط ما يصدر منه أولاً بأول واختيار الملائم منه للاقتناء في مكتبة أو مركز معلومات وتنظيمه فنياً واسترجاع معلوماته خدمة للباحثين , ونتناول هنا أبرز الاتجاهات المرتبطة بالتكوين المهني لاختصاصي المعلومات .

 

الحاجة إلى اختصاصي المعلومات:

إن الشخص الذي يعمل في المكتبة أو في مركز المعلومات لا بد أن يكون مؤهلاً تأهيلاً خاصاً لتأدية عمل تخصصي لا يقدر عليه أي شخص لم يتأهل له .

وقد مر هذا التأهيل الأكاديمي بعدة مراحل : من التأهيل العالم إلى التأهيل النوعي ومن التأهيل على أداء العمل اليدوي إلى التأهيل على أداء العمل المعتمد على أحدث وسائل وأجهزة التكنولوجيا .

إن اختصاصي المعلومات هو الشخص الذي يتلقى تعليماً أكاديمياً على مستوى عال لأداء العمل في مؤسسات المعلومات على اختلاف أنواعها .

 

التكامل بين دراسات المكتبات والمعلومات والوثائق :

شهدت دراسات المكتبات والمعلومات والوثائق تطورات عدة، فقد تكون في أقسام أو معاهد مستقلة أو في شعب مستقلة تحت لواء أحد الأقسام أو المعاهد .

وقد تكون دراسة المعلومات على هيئة مقررات قليلة ضمن المكتبات أو أن تكون دراسة الوثائق على هيئة مقررات قليلة ضمن دراسات المعلومات أو المكتبات وربما العكس.

إن هذا ليس في صالح تلك الدراسات ذلك لأن تمايزها كلها كقطاع مستقل من قطاعات دراسات المعرفة يستلزم التوحيد خاصة بعد أن تبين أن كل هذه الدراسات تختص بالمعلومات ومصادرها التقليدية وغير التقليدية، وأن العمليات والخدمات المرتبطة بهذه المصادر هي في جوهرها واحدة ، وأن أهداف مؤسسات المعلومات واحدة وهي توفير المعلومات لطالبيها .

ولذلك كانت هناك دعوات للتكامل بين الدراسات الثلاث أبرزها المؤتمرات التي دارت حول التكامل بين ثلاث كبريات الاتحادات على المستوى الدولي وهي الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات والاتحاد الدولي للتوثيق والمعلومات والمجلس الدولي للأرشيف.

 

التأكيد على الموضوعات الحديثة والاحتياجات المحلية:

- الإقلال قدر الإمكان من المقررات التقليدية .

- إضافة مقررات جديدة مثل: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة .

- دمج المقررات المتشابهة.

- تغيير مسميات بعض المقررات .

 

ويبدو من الضروري في الوطن العربي التأكيد على الاحتياجات المحلية أي ما يلائم الوطن العربي بصفة عامة وأوضاع كل دولة من دوله بصفة خاصة.

وهكذا فإن مقرراً عاماً عن الوثائق العربية يكون ملائماً في كل دول الوطن العربي وهذا لا يمنع من مقررات خاصة مثل الوثائق السودانية في السودان والوثائق السورية في سورية . ومن ناحية أخرى فإن هناك حاجة إلى قدر من التجانس والمحتويات للمقررات بين بلدان الوطن العربي لتسهيل انتقال الطلاب وتبادل الأساتذة .

 

انتماء الدراسات :

من الطبيعي أن تنتسب دراسات المعلومات إلى إحدى الجامعات، فلك يعطيها الوضع الأكاديمي الملائم فضلاً عن إتاحة الاعتراف بشهادات الحاصلين عليها على نطاق واسع .

ولا شك أن الوضع المثالي هو أن تكون دراسات المعلومات في كلية مستقلة ضمن الجامعة ويمكن لمثل هذه الكلية ان تضم عدداً من الأقسام مثل: قسم المكتبات، قسم المعلومات، قسم الأرشيف والوثائق.

 

المقومات الأساسية لأقسام دراسات المعلومات :

يقوم قسم دراسات المعلومات على ثلاث دعائم أساسية هي:

 

- هيئة التدريس المؤهلة والمتفرغة :

لا جدال في أنه من الضروري العمل بكل طريقة ممكنة على توفير أعضاء هيئة التدريس المؤهلين والمتفرغين.

 

- الطلاب من نوعيات خاصة :

ليس من مصلحة هذه الدراسات قبول أعداد غفيرة من الطلاب فذلك لن يتيح لهؤلاء الطلاب التدريب الكافي واكتساب الخبرة والمهارة الملائمة , ومن الضروري قبول الطلاب من ذوي الخلفيات العلمية والأدبية وليس من الخلفيات الأدبية فقط , وهناك بعض الشروط الواجب توافرها في دارسي المعلومات منها إتقان اللغات الأجنبية فضلاً عن بعض الصفات الشخصية مثل حب مصادر المعلومات والقراءة.

 

- المعامل والأجهزة والمواد :

" معمل ببليوغرافي يتدرب فيه الطلاب على الفهرسة والتصنيف والتكشيف والاستخلاص فضلاً عن الاطلاع على نماذج من المراجع والمصادر الأساسية وتعلم كيفية استخدامها .

" معمل حاسبات الكترونية يتدرب فيه الطلاب على استخدام الحاسب وكيفية تشغيله وكيفية الاتصال بقواعد وبنوك المعلومات .

" معمل أجهزة مصادر المعلومات غير التقليدية "غير المطبوعة" يتدرب فيه الطلاب على استخدام هذه الأجهزة.

" مكتبة متخصصة تشمل مجموعة قوية ومتكاملة من المواد التي تساند البرامج الدراسية وتخدم البحث.

 

التعليم المستمر:

بدأت أقسام دراسات المعلومات في إعداد برامج تهدف إلى إحاطة العاملين بالتطورات الحديثة فيما يسمى بالتعليم المستمر وهناك عدة أساليب لتحقيق هذا الهدف ، فقد سمح القسم الأكاديمي للعاملين في المكتبات ومراكز المعلومات بحضور المقررات في الموضوعات الحديثة، وقد يقوم القسم بعقد الحلقات الدراسية والبرامج التدريسية لتغطية موضوع من الموضوعات له أهميته للعاملين في مؤسسات المعلومات.

 

مراكز بحوث المعلومات :

يقترح أن يلحق بأقسام دراسات المعلومات مركز لبحوث ودراسات المعلومات لإجراء الدراسات النظرية والميدانية وعمل الاختبارات والتجارب اللازمة تلك التي تؤدي نتائجها إلى ما يعم بالنفع على المجتمع .

 

مواصفة عربية لدراسات المعلومات :

وهذا يستلزم ضرورة وضع مواصفة عربية تسترشد بالمواصفة الدولية في هذا الصدد وبمواصفات الدول المتقدمة في هذا المجال. ويمكن أن يتم هذا على يد الجمعيات والاتحادات المهنية العربية وهيئات المواصفات والمقاييس في الدول العربية.

 

 

ثالثاً - التنمية المهنية لاختصاصي المعلومات :

 

" التدريب قبل الخدمة.

ويبدأ الإعداد لهذه المرحلة، حيث تنتهي مراحل التعليم النظامي، فالفرد لا يمكن عده مؤهلاً تأهيلاً جيداً للوظيفة التي يتقدم إليها بمجرد تخرجه من المؤسسات التعليمية المتنوعة وعلى الرغم من حصول الموظف الجديد على قدر من المعرفة والمعلومات الأساسية للثقافة من تلك المؤسسات التعليمية النظامية فإن ذلك الموظف ما زال يحتاج إلى إعداد تأهيلي بالمعرفة المتخصصة في فرع معين من الفروع لكي يتمكن من تلبية حاجات ومتطلبات الوظيفة الجديدة.

 

" التدريب أثناء الخدمة:

يهدف هذا النوع من التدريب على تأمين الكفاية المهنية والعملية عن الموظف على ضوء التطورات المستجدة لمقتضيات وظيفته ويتم ذلك التدريب إما لتذكر الموظف بالمعلومات التي تلقاها خلال فترة إعداده أو لتعميق معرفته في فرع من الفروع الوظيفية التي يتولاها أو لاطلاعه على ما يستجد في مجال عمله.

 

التعليم المستمر:

يستخدم التعليم المستمر لكي يمكن العاملين بمهنة المعلومات من الإحاطة بالاتجاهات والتقنيات الفنية الحديثة مثل: شبكات المعلومات وقواعد البيانات والمصغرات الفيلمية كما يمكن أن يساعد العاملين في مواكبة الاهتمامات الأخرى المتعلقة بالإدارة والإشراف ومباني المكتبات ومراكز المعلومات والموازنة وخدمات المراجع .

 

وتشتمل أنشطة التعليم المستمر على البرامج وورش العمل وحلقات البحث والمؤتمرات وبرامج الدراسة المنزلية والانتدابات للعمل والأعمال المنشورة , ويقدم التعليم المستمر الفرصة للتبادل بين الأفراد من مختلف المكتبات ومراكز المعلومات للقيام بمسؤوليات وأدوار متباينة وهذا التبادل يحفز الأفراد على الحصول على أفضل سبل التعلم ويساعد على تبادل وجهات النظر نحو تطبيق أفكار حديثة في المكتبات ومراكز المعلومات التي يعملون فيها.

 

التدريب خارج العمل: ينبغي أن يكون هذا التدريب على قدر كبير من التنظيم ويتم بواسطة أفراد مؤهلين جيداً في طرق التدريب وفي الاقتصاد في الموارد، وربما كانت ورش العمل أكثر الطرق المستخدمة شيوعاً في التدريب خارج العمل ومن الأنواع الأخرى المستخدمة، التعليم المبرمج والتعليم بمساعدة الكمبيوتر.

 

التطوير المهني للعاملين:

إن تطوير العاملين هو محاولة منهجية للتوفيق بين اهتمامات ورغبات الأفراد وبين المتطلبات الوشيكة للتنظيم المتوقع أن يعمل به هؤلاء الأفراد ويعرف التطوير المهني بأنه مرتبط باكتساب وتعزيز مهارة ما.

 

يركز تطوير العاملين على الجماعة، كما لو كانت مرتبطة مع نظام المنشأة الشامل.

يدل تطوير العاملين على التغير والنمو في مجموعات العمل في المنشأة وفي المهام اليومية التي تقابلهم وفي العلاقة مع رسالة المنشأة وأهدافها . ويهدف تطوير العاملين إلى مساعدة الأفراد والجماعات على زيادة معارفهم ومهاراتهم فضلاً عن كفاءة الأداء للأعمال التي يقومون بها. يتضح أن هناك حاجة إلى التطوير المهني طالما أن هناك تغييرات في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في المكتبات ومراكز المعلومات أو إضافة إلى إسهامات جديدة في مهنة المعلومات .

 

طرق التدريب:

وفيما يلي عرض لأبرز الطرق التدريبية المستخدمة :

 

" المحاضرة:

تعد طريقة المحاضرة مفيدة للاستخدام بالنسبة للمجموعات الكبيرة إذا كان الغرض الأساسي من التدريب هو نقل المعلومات وعلى سبيل المثال إذا رغبت المكتبة أو مركز المعلومات في إبلاغ العاملين فيهما عن تغييرات جديدة عن خدمات المعلومات فإن المحاضرة تعد أنسب الطرق لشرح هذه التغييرات للمجموعات الكبيرة، وعند استخدام طريقة المحاضرة ينبغي إعطاء فرصة كافية لتلقي الأسئلة والمناقشات , والمحاضرة مفيدة عند تناول إطار المعرفة بشكل عام ولكنها غير صالحة للاستخدام لتعليم المهارات ويفضلها في ذلك العروض وحلقات المناقشة.

 

" المناقشات :

تسمح المناقشات سواء أكانت في حلقات أم جماعات أم فرق للمتدربين بتقديم تعليقات وطرح أسلة وإعطاء أمثلة ، وتتضح ميزات المناقشة في أنه يسمح بمشاركة مباشرة في الموضوع المطروح وهنا يكون المتدربون أكثر قوة وأعلى صوتاً عما كانوا عليه في أسلوب المحاضرة .

وقد يعقد منتدى للمناقشة يتكون من اثنين أو أكثر من الخبراء لكي يتناظروا حول موضوع معين أمام المستمعين وهذه طريقة جيدة تعرض الأفكار المثيرة للجدل على الهواء مباشرة وكشف منطقة المشكلة بعمق كما تعطي هذه الطريقة الفرصة لطرح الأسئلة .

 

" طريقة دراسة الحالة:

تحتاج هذه الطريقة إلى مشاركة محددة من المتدربين لأنهم يصفون مواقف لمشكلة حقيقية في المكتبة أو مركز المعلومات والمشكلات التي تتعلق بالنقاط المتعددة التي تم تغطيتها في الدورة التدريبية وعلى سبيل المثال يقرأ المتدربون الحالة، ويقدمون الحلول البديلة المطروحة والمبينة على ما تعلموه في البرنامج التدريبي .

وتعد طريقة دراسة الحالة من أكثر الطرق فعالية في مجال اتخاذ القرارات وإيجاد الحلول ويتوقف القيام بها على توافر المؤهلات العالية للمدرب . يمكن تعريف طريقة دراسة الحالة بأنها وصف للطريقة التي عالج بها موظف مسألة معينة وكيفية اتخاذه أحد القرارات بشأنها.

 

الأعمال التطبيقية:

تساعد هذه الطريقة على تطوير قدرات المتدربين في اتخاذ القرارات وإيجاد الحلول الملائمة للمشكلات التي تواجههم وعتودهم على أسلوب كتابة المذكرات والملاحظات الإدارية.

 

دراسة المشروعات:

تقوم طريقة المشروعات على تكليف فريق المتدربين دراسة مشروع معين بهدف إيجاد الحلول الملائمة للمسائل التي يمكن أن تثار في ذلك المشروع.

 

طريقة التمارين العملية:

تتميز هذه الطريقة عن طريقة دراسة المشروعات بأنها تقوم على تكليف فريق من المتدربين بدراسة مشروع حقيقي محسوس يجري اختياره من الواقع الإداري .

 

مساق التعليم الذاتي:

يوفر هذا النوع مساعدة المتدرب على الاكتشاف والتعرف على المصادر التي يحتاج إليها لكي يتمكن من الحصول على المعرفة والمهارات المطلوبة.

 

الزيارات الميدانية:

القيام بالزيارات الميدانية لمواقع العمل في المكتبات أو مراكز المعلومات يساعد على تبادل الآراء حول المشكلات المماثلة والتعاون بين المكتبات أو مراكز المعلومات لإيجاد نوات صالحة للتعاون والمشاركة في مصادر المعلومات .

 

ورش العمل:

تتجمع مجموعة من المتدربين ذوي الاهتمامات المتشابهة معاً مع المدربين للعمل في موضوع معين.

 

الطرق المبنية على التكنولوجيا الحديثة:

تجمع هذه الطرق معاً الشرائح والأشرطة والعروض السمعية والبصرية والأفلام وأشرطة الفيديو.

 

أساليب التدريب:

 

- التدريب الخصوصي:

وهو يعتمد اعتماداً وثيقاً على قدرات المدرب الخاصة وعلاقته الوثيقة بالمتدرب في مختلف مواقع العمل من أجل الحصول على خبرات عملية متنوعة حيث يتنقل المتدرب بين الأقسام المختلفة بالمكتبة أو مركز المعلومات لفترات زمنية تبلغ عدة شهور .

 

الممارسة العملية :

تقتضي هذه الطريقة المعايشة الفعلية في العمل وهي تطوف بالمتدرب في مختلف مواقع العمل من أجل الحصول على خبرات عملية متنوعة حيث يتنقل المتدرب بين الأقسام المختلفة في المكتبة أو مركز المعلومات لفترات زمنية تبلغ عدة شهور .

 

القراءة الموجهة:

القراءة مطلوبة بوجه عام وحيوية بالنسبة لاختصاصي المعلومات وعن طريقها يصبحون قادرين على أداء مهمتهم بكفاءة فضلاً عن قدرتهم على التعامل مع مصادر المعلومات المتنوعة , والقراءة طريقة واضحة جداً خاصة في مجالات إرشاد القراء وخدمة المراجع.

 

التعليم المبرمج :

أصبح استخدام التعليم المبرمج مألوفا لدى مجتمع المعلومات لعلاقته بأنشطة مؤسسة المعلومات المتنوعة ومن أمثلة استخدام هذه الطريقة استخدام نص مبرمج عن قواعد الفهرسة وجداول التصنيف .

 

المقرر الدراسي داخل المكتبة أو مركز المعلومات :

تقدم المقررات الدراسية للعاملين في المكتبة أو مركز المعلومات مع الحرص على استخدام المساعدات المرئية في العملية التعليمية وتتميز هذه الطريقة بارتباطها المباشر باحتياجات المكتبة أو مركز المعلومات .

 

برامج الإقامة :

تهدف هذه البرامج على الخروج بالعاملين بعيداً عن موقع العمل مع الحرص على إمدادهم ببعض الخبرات التعليمية وإتاحة فرص الحوار والمناقشة وتبادل الآراء معهم .

أصبح الأخذ بهذه البرامج مألوفاً في أوساط الإدارة العليا بصفة خاصة وقد تكون هذه البرامج أيضاً الأسلوب الوحيد الذي يمكن الأخذ به إذا دعي إلى مثل هذه البرامج العاملون في مكتبات ومراكز معلومات المحافظات .

 

المقررات التدريسية الخارجية :

تعد المقررات الخارجية أكثر الطرق التدريسية استخداما ولها قيمة كبيرة عندما تعجز المكتبة أو مركز المعلومات عن إقامة برامج داخلية بسبب حجم المكتبة أو مركز المعلومات وإمكاناتهما المتاحة , وتتوقف جودة المقرر التدريسي على خبرة المنشأة التي تقدمه وعلى المحتوى المقرر التدريسي إلى جانب المتنوع في الموضوعات والتميز في القائمين على ذلك المقرر التدريبي .

 

العروض التقديمية:

تعتمد هذه الطريقة على الإمداد بالأجهزة و المساعدات المرئية والسمعية لزيادة فعالية الإيضاح وزيادة الاستيعاب .

 

المحاكاة:

يشارك في أسلوب المحاكاة عدة فرق ، يصف المدرب في أسلوب المحاكاة طبيعة مؤسسة المعلومات التي تكون موضع المحاكاة وأنواع خدماتها , وبناءً على هذه المعلومات يقوم كل فريق بتعريف مؤسسته الخاصة من ناحية غاياتها وأهدافها وتركيبها التنظيمي ، كما يتخذ كل فريق من المتدربين القرارات المناسبة للمؤسسة التي يتم محاكاتها ، وتعد هذه القرارات من خلال الكمبيوتر الذي يقوم بدوره بطبع تقارير عملية للناتج المبنى على تلك القرارات .

 

أسلوب تمثيل الأدوار :

يهدف هذا الأسلوب إلى إعطاء المتدربين الفرصة لكي يمثلوا أكثر من أن يناقشوا الاستجابات المتنوعة لموضوعات المشكلة , ويعطي هذا الأسلوب المتدربين التجربة ويساعدهم على التعلم بالعمل ، ويرجع نجاح أسلوب الأدوار التمثيلية إلى مدى توافر الصدق والثقة بين المدرب والمتدربين .

 

أنشطة التدريب:

 

الندوات :

يقصد بها تلك الحلقات التي جرى تنظيمها للمتدربين وفيها يلتقي خبير متخصص بمجموعة صغيرة من المتدربين لمناقشة موضوعا ما.

 

المؤتمرات :

تعطي المؤتمرات الفرصة للأفراد لتبادل الآراء في مجالات ذات اهتمام مشترك، وتعد الاجتماعات الدورية لجمعية مهنية خير مثال لتبادل الآراء لما يستجد من اتجاهات حديثة في مؤسسات المعلومات سواء ما يتعلق منها بالطابع المحلي أو الولي .

 

العضوية في الجمعيات المهنية :

أسلوب للإحاطة بكل تقدم تكنولوجي يخدم تأهيل اختصاصي المعلومات ويساعد على تحديث معلوماتهم ويجعلهم قادرين على مسايرة الاتجاهات الحديثة في المعلومات على المستوى الدولي , وتحل الجمعيات المهنية محل الدولة في الإشراف والرقابة على ممارسة المهن المختلفة والتي من بينها مهنة المعلومات .

 

الترخيص بمزاولة المهنة:

الغاية المستهدفة من وراء الترخيص هي حماية المجتمع من الأخطار التي قد تترتب على ممارسة فرد لمهنة ما، دون أن يكون مؤهلاً التأهيل الكامل لممارسة هذه المهنة وفقاً للمتطلبات والمعايير التي تقرها الجمعية المهنية المسؤولة عن مراقبة نشاط هذه المهنة والعاملين فيها .

وتتميز هذه الطريقة بحرصها على تحديث معلومات اختصاصي المعلومات بصفة دورية مع تيسير إحاطته بالمتغيرات السريعة والمتلاحقة في تكنولوجيا ونظم المعلومات ، مما يكون له أبلغ الأثر في فعالية الأداء والارتقاء بالخدمات وتنمية المهارات .

 

دورة العمل:

هنا يؤدي المتدرب سلسلة من الأعمال مستغرقاً فترة من الوقت لكل عمل , وتهدف هذه الطريقة إلى إعطاء المتدرب فكرة شاملة عن مراكز المعلومات والطرق المتعددة التي تتداخل فيها الأعمال في أقستم مركز المعلومات المختلفة .

 

الاستشارة:

ينحصر دور المستشار بمساعدة الفرد على التعرف على المشكلة الحقيقية والسعي لحل هذه المشكلة، أو على الأقل لتقليص تلك المشكلة .

 

الفريق التعليمي:

تقوم هذه الطريقة على تنفيذ اثنين أو أكثر لفصل تدريبي واحد وتتميز هذه الطريقة بأن يكون لدى المدرب التأهيل المناسب في الحقل المتخصص نفسه .

 

الأدلة :

يمكن أن يصبح الدليل مرشداً إلى سياسة المكتبة أو مركز المعلومات كما يستخدم لتفسير القواعد التي تواجه المتدرب . وينبغي الأخذ بنفس الاهتمام المداومة على المحافظة على تحديث المعلومات الموجودة في الدليل .

 

التنمية الوظيفية :

يقوم اختصاصي الأفراد بوضع الأهداف طويلة الأجل للتنمية الوظيفية من أجل الحصول على عمل أفضل في المكتبة أو مركز المعلومات .

 

المصدر: د. برجس عزام .
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 104/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 2666 مشاهدة
نشرت فى 30 ديسمبر 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,783,107

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters