مقدمة:-
مما لا شك فيه أن ثورة المعلومات والاتصالات التي يشهدها العالم المعاصر كان لها انعكاساتها وتأثيراتها في مؤسسات المعلومات وإداراتها، وطبيعة مقتنياتها، والخدمات التي تقدمها، وخاصة، بعد النقلة الكبيرة التي حصل فيها التزاوج بين تقنيات الحواسيب والاتصال بعيدة المدى، وظهور الشبكات المتطورة، والنشر الإلكتروني بآفاقه ومنافذه الواسعة في ظل عصر مجتمع المعلومات
النمو السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات منذ أوائل التسعينات ، اثر كبير في الحصول على المعلومات على المستوى العالمي ، وكذلك أدت دورا حاسما في إعادة هيكلة الآليات التي الاكاديميه المتخصصة المصادق المعرفة وتوزيعها وإتاحتها للمستهلكين
لقد أحدث النشر الالكتروني تغيرات ضخمة على مختلف الإجراءات الفنية والإدارية في المكتبات بشكل عام سواء على مستوى بناء المجموعات أو الخدمات المقدمة للمستفيدين
المقصود بالنشر الالكتروني:-
التعريف اللغوي:-
يعرف الزمخشري النشر لغة بأنه نشر الثوب ونشر الثياب والكتب والصحف منتشرة ونشر الشئ فانتشره , فانتشروا في الأرض أي تفرقو ونشر الخبر أذاعه وانتشر الخبر بين الناس , وله نشر طيب وهو ما انتشر من رائحته
ويقصد بتكنولوجيا النشر الالكتروني مجموعة الموارد المادية والبشرية التي يسمح للمستفيد الفرد بان تتوافر لديه ملفات تضم النصوص والإطارات والصور والرسوم في مستند واحد يتميز بجودة عالية في مرحلتي الإدخال والإخراج
ورد في المعجم الموسوعي لمصطلحات المكتبات والمعلومات المقصود بالنشر الإلكتروني مرحلة يستطيع فيها كاتب المقال أن يسجل مقاله على إحدى وسائل تجهيز الكلمات ( Word-Processing) ثم يقوم ببثه إلى محرر المجلة الإلكترونية ، الذي يقوم بالتالي بجعله متاحاُ في تلك الصورة الإلكترونية للمشتركين في مجلته ، وهذه المقالة لا تنشر وإنما يمكن عمل صور منها مطبوعة إذا طلب أحد المشتركين ذلك
والنشر الالكتروني كما جاء في معجم مصطلحات المكتبات والمعلومات :-
نشر المعلومات التقليدية الو رقية بواسطة تقنيات جديدة تستخدم الحواسيب وبرامج النشر الالكترونية في طباعة المعلومات وتوزيعها ونشرها
النشأة التاريخية :-
بداية كان مصطلح النشر الالكتروني يشير إلي تكنولوجيا الحاسب الآلي التي تسمح للمستخدم الفرد بان تصبح لديه ملفات تضم النصوص والإطارات والرسوم والصور في مستند واحد يتميز بجودة عالية ثم صار المصطلح يرتبط بمجموعة الموارد المادية والبشرية التي تسمح بتوفير هذه الملفات
ثم تطور مفهوم المصطلح فأصبح يدل على نشر وبث المعلومات بواسطة الوسائل كالأقراص المضغوطة D- ROM والفيديو تكست VIDEOTEXT وقواعد المعلومات
الالكترونية
بدأت ثورة النشر الالكتروني في عام 1984 مع ثلاث شركات قامت بإحداث تغييرات هائلة في صناعة الحاسبات وهذه الشركات هي ابل والدوس وادوب
شركة ابل:-
طورت ابل جهاز ماكنتوش وهو الكمبيوتر الشخصي للنشر الالكتروني يصلح للمستفيد الذي يريد معالجة العناصر الغرافيكية في مدخلاته وقد زودت شركة ابل هذا الحاسب بفارة وطابعة ليزر تتيح للمستفيدين تصميم الصفحات وإخراجها وطباعتها بجودة قوائم طباعتها بالطرق التقليدية
شركة ادوب:-
قدمت بوست سكر يبت post script وهي لغة طباعية لوصف الصفحات إخراجيا تفهمها طباعة الليزر لإنتاج أشكال الحروف المختلفة والنصوص والعناصر الغرافيكية
شركة دوس:-
وعلى الرغم من إن دوس كانت تعاني عيب البطء النسبي لكي تلحق بالنشر الالكتروني فان صانعي البرمجيات بدؤوا في إطلاق إصدارات تتوافق مع الكمبيوتر أي بي ام ومتوافقة مع مايكروسوفت وبرنامج ويندوز
وعلى كل حال لم يصبح النشر الالكتروني أمرا سهلا ميسورا على حاسب شخصي أخر تماما مثل ماكنتوش سوى عام 1990 عندما أطلقت شركة مايكروسوفت إصدارها الثالث من برنامجها ويندوز
التحول من النشر التقليدي إلي النشر الالكتروني:-
لاشك أننا نعيش الآن لحظات فارقة بين عصرين من عصور النشر، هما النشر الورقي والنشر الإلكتروني
لم يكن استخدام الوسائل غير المطبوعة حدثا جديدا في تاريخ المكتبات بل كانت هذه الوسائل تستخدم ولا زالت ملحقا بالمواد المطبوعة او بديلا عنها غير ان مدى استخدامها كانت ومازالت متغيرة وهذا يتوقف على :-
1- نوعية الموضوع
2- نوعية الجمهور الذي تنشر له
كما أن تأثيرها على المكتبات ومراكز المعلومات كان متغيرا حسب :-
1- نوعية المكتبة أو مركز المعلومات
2- نوعية المستفيدين منها
كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول النشر الإلكتروني مقارنة بالنشر التقليدي (المطبوع). ولعل السبب في ذلك يرجع إلى التطورات الحديثة والمتسارعة في مجال التقنية وخصوصا ما يتعلق منها
بالحاسب عموما وشبكة الإنترنت خصوصا. وقد قدمت تلك التقنيات آفاقا جديدة في مجال الإعلام والنشر لم تكن معروفة من قبل وأفرزت أساليب غير تقليدية في نقل المعلومات, لعل من أهمها النشر الإلكتروني .
هذه التطورات مجتمعة دعت شركات التقنية إلى دخول هذه السوق وتطوير منتجات تخدم هذا التوجه. ومن هذه المنتجات على سبيل المثال الكتاب الإلكتروني e-book، والنشر من خلال الإنترنت بصيغة HTML، والنشر بصيغ النصوص المصورة (PDF)، والنشر على الأقراص المدمجة CD-ROM وغيرها.
أما ردود الفعل من قبل القراء تجاه هذه التقنيات فكانت متفاوتة. فالبعض بالغ في إمكانياتها ومستقبلها، والبعض الآخر قلل من شأنها وراهن على النشر التقليدي المطبوع. ولعل هذا الأمر مرتبط وبشكل أساسي بتقبل القارئ للقراءة عبر الشاشة بدلا من الورق. لذلك نجد أن غالبية الفئة الأولى (المؤيدين) هم من مستخدمي الحاسب بشكل كبير حيث تألفوا معه وتعودوا على القراءة عبر الشاشة، على حين نجد الفئة الثانية (المعارضين) ممن قل استخدامهم للحاسب أولا يستخدمونه أساسا.
وتري الباحثتان أن النشر الالكتروني المطبوع سوف يظل ابد الدهر كما أن الكتاب المطبوع والمصادر المطبوعة سوف تظل موجودة ولا يمكن الاستغناء عنها
ان الطباعة على الورق هي بالضرورة ثابتة وجامدة ولكن المنشورات الالكترونية يمكن أن تكون ديناميكية مستخدمة الصورة المتحركة والصوت وان الوسائل الجديدة من مصغرات وأوساط الكترونية هي البديل الورقي فيما إذا كان الهدف خزنها لفترات طويلة لكن الأمر ليس بهذه السهولة لانتا نحتاج إلي خبرة كثيرة لكي يمكننا الإثبات بان أيا من هذين الوسطين هو الأحسن للتخزين
أهداف النشر الالكتروني :-
كانت أهداف النشر الالكتروني تنحصر في هدف واحد هو قدرة الشبكات على نقل الملفات النصية لخدمة الأغراض العسكرية.
1.إمكانية إنتاج وتوزيع المواد الإلكترونية بشكل سريع.
2. إمكانية إجراء التعديلات بشكل فوري.
3. لا يوجد حاجة للوسطاء والتوزيع التقليدي.
4. مساهمة عدد من المؤلفين أو الكتاب في إنتاج المادة الإلكترونية بشكل تعاوني.
5. يمكن توزيع المادة الإلكترونية لكل أرجاء الأرض دون الحاجة لأجور التوزيع.
6. يمكن للمستفيد شراء المقالة الواحدة فقط ، بعكس الدوريات التقليدية التي يتم شراء الدورية كاملة.
من أهداف النشر الالكتروني كما ذكرها أبو بكر الهوش:-
1- الاتصال العلمي وتوفير مفهوم تقني جديد له
2- تسريع عمليات البحث العلمي في ظل السباق التقني بين الدول المتقدمة
3- توفي النشر التجاري الأكاديمي وليس النشر بمعناه الشائع فمستخدمو الانترنت في أقصاهم على مستوى العالم لا يزيدون على مائة مليون
4- وضع الإنتاج الفكري الوطني لبعض الدول على شكل أوعية الكترونية وهو ما يعني أن هذا الإنتاج تتم إتاحته في صورة رقمية (مشروع المكتبة الرقمية الأمريكية)
5- تعميق فرص التجارة الالكترونية عبر إنشاء ألاف المواقع العنكبوتية على الانترنت على التوازي مع المطبوعات والإعلانات التي يتم نشرها وبثها بالطرق التقليدية
المكونات الأساسية لنظام النشر الالكتروني:-
كما ذكرها الدكتور محمد فتحي عبد الهادي في كتابه النشر الالكتروني ومصادر المعلومات الالكترونية
يوجد عدد من المكونات الأساسية التي تكون في مجملها نظام النشر الالكتروني وهذه المكونات هي :-
1- أجهزة الكمبيوتر المستخدمة في النشر الالكتروني:-
إن حزم البرامج الشائع استخدامها في أنظمة النشر الالكتروني يتم تحميلها فقط على أجهزة كمبيوتر "ابل" أو أجهزة كمبيوتر"IBM
2- شاشة العرض المرئي the monitor
تعد الشاشة المكون الرئيسي الثاني في نظام النشر الالكتروني ومن الممكن استخدام شاشة ملونة او عادية ولكن الشاشة التي يبلغ مقاسها 14 بوصة أو اقل من ذلك لا تستطيع عرض صفحة كاملة من المتن الذي يمكن قراءته مما يحتم إجراء بعض الأوامر لعرض أجزاء مختلفة من الصفحة كاملة فانه يمكن عرض الصفحة عند تجميع أجزائها المختلفة
3- آلات المسح الضوئي scanner
تباع آلات المسح الضوئي عامة كجزء إضافي على الرغم من ذلك فان بعض الشركات مثل "canon" تعد آلة المسح جزء مكملا للنظام وبإيجاز فانه يتم تغذية الكمبيوتر ما من خلال جهاز المسح الضوئي وفي غضون ثوان تظهر صورة المستند نفسه على نص أو عناصر غرافيكية وفي حالة النصوص فان استخدام المسح لا يجعل هناك حاجة لإعادة كتابة النص على لوحة المفاتيح
4- برنامج معالجة الكلمات word processing program
وتكمن ميزة نظم التعرف البصري على الحروف "OCR" في الوفر الهائل في العمالة فبدلا من إعادة جمع المستندات المختلفة التي تتطلب جهدا فانه من الممكن أن ندع جهاز المسح الضوئي يقوم بهذه المهمة بسرعة فائقة
5- لغة وصف الصفحة page description program
عند تفحص أية آلة للنشر الالكتروني فان المصطلح الذي سوف يواجهنا غالبا هو postscript ولاشك أن هذا المصطلح يشير إلي جزء من البرامج التي تكمن في الآلة الطابعة التي تكمن من إنتاج وصف الحروف والأشكال وتستخدم لغة وصف الصفحة كحلقة وصل تقوم بترجمة وتفسير الأشكال بين الكمبيوتر وطابعة الليزر فالكمبيوتر يرسل البيانات إلي الطابعة في شكل نقط ويستخدمها في تكوين الشكل الكلي للصفحة
6- الطابعات printers
نظرا لان الطابعة تستطيع إنتاج مستندات ذات قوة تبيين عالية بنطاق عريض من أشكال الحروف فإنها تستطيع أن تتوافق مع المهام الطباعة المختلفة التي كانت تقوم بها آلات الجمع التصويري ولعل الهبوط المطرد في ثمن طابعات الليزر كان سببا رئيسيا لشيوع النشر الالكتروني في مجالات العمل المختلفة وبالنسبة لمن يستخدمون النشر الالكتروني فان طابعات الليزر التي لا تستخدم نظام postscript يجب تجنبها تماما
مميزات النشر الالكتروني:-
ظاهرة النشر الالكتروني لها من الايجابيات أكثر من السلبيات من حيث أنها حققت تواصلا سهلا وسريعا لقراء العربية مع المنتج الثقافي العربي ولا يستحي أن يتصدر النشر الالكتروني النشر الورقي وسيبقى باقيا لما تصدره دور النشر بدلالة أن ما من قارئ جيد مهما طال صبره يستطيع أن يقرأ رواية على الانترنت بالراحة التي يقرأها في كتاب
ومن المعروف في عالمنا العربي أن لا حدود لكل شئ في مجال الانترنت مثله مثل أمور أخرى
ومن أهم المميزات ما يلي :-
1- الانفتاح على مصادر المعلومات العالمية واتساع مجالات المعرفة وتطور صناعتها وتتيح متابعة التطورات لكل أنواع المعلومات بالكمية والكيفية المطلوبتين عن طريق ما يسمى قوائم الإرسال وجماعات المستفيدين
2- توفر سهولة كبيرة في تحديث المعلومات وإجراء المراجعات أو التعديلات أو الإضافات الكترونية
- تراسل البيانات بين الباحثين ومئات مراكز المعلومات الذي يمكن أن يتم في غضون دقائق أو ساعات بدلا من أيام أو أسابيع للوصول واسترجاع المعلومات المطلوبة وذلك بسبب سرعة إرسال الوثائق المطلوبة إما عن طريق الاتصال المباشر on line أو الأقراص المتراصCD-ROM
4- قلة التكلفة حيث أن بوسع القارئ شراء قرص مدمج يحتوي على مئات المجلدات بسعر يقارب أحيانا سعر مجلد واحد منه مطبوع ومنشور بالطريقة التقليدية
5- التخلص من النمو الورقي
وتعني به كثرة المنشورات الورقية المتمثلة في الكتب والصحف والمجلات والرسائل والنشرات الإعلامية التي تزداد بازدياد تواصل العالم مع بعض
6- تساعد على تطوير البحوث عبر تزويد الفاعليات المختلفة الاقتصادية والثقافية والعلمية والصناعية ....الخ
وذكر الدكتور محمد فتحي عبد الهادي وأبو السعود إبراهيم أن من مميزات النشر الالكتروني أيضا
- توفير المساحة :
أنها وسيلة مثلى لتوفير مزيد من المساحة في المنازل والمكاتب الخاصة والعامة كانت تشغل بالكتب الورقية التقليدية حيث يمكن وضع محتويات مكتبة صغيرة أو متوسطة على قرص مدمج واحد
- السرعة والدقة واثراء البحوث
تقنية النشر الالكتروني توظف قدرات الحاسب في سرعته ودقته وجودة مخرجاته فلو اردت ان تبحث عن كلمة في قاموس او موسوعة ورقية فسوف يستغرق ذلك وقتا وجهدا يزداد بازدياد عدد الكلمات والمواضيع المراد البحث عنها ولكن هذه العملية لا تستغرق الا ثواني معدودة من خلال اجهزة الحاسب ولعل هذا ماشجع الناشرين والمؤلفين والمهتمين بصناعة الكتب على المبادرة بنشر الكتب الموسوعة والمعجمية الكترونيا قبل غيرها
- دمج الصوت والصورة
النشر الالكتروني لا يكتفي بمجرد نشر المادة المكتوبة والصورة فقط بل يضيف الي ذلك إمكانية دمج تلك المواد بصور ولقطات فيديو متحركة واصوات وهو مايعرف بالوسائط المتعددة "الملتيمديا"
- إضافة التعليقات:
وضع التعليقات والملاحظات على المادة المنشورة الكترونيا المعروفة ب bookmark للرجوع إليها عند الحاجة وهي تشبه الملاحظات التي يكتبها القارئ على هوامش الكتاب بقلم الرصاص ولكنها في الشكل الالكتروني لن تشوه منظر الكتاب اذ يمكن حذفها بسهولة كما يمكن التعديل فيها
- التضمين والتنصيص
تقنية النشر الالكتروني تتيح لمستخدميها عند الرغبة تضمين اشتقاق او تنصيص لمادة معينة من الكتاب الالكتروني مباشرة دون ان يضطر لاعادة نقلها او نسخها كما هو الحال مع التعامل مع الكتب الورقية مما يوفر جهد الباحثين
- توفير الورق وحماية البيئة
النشر الالكتروني يجعل من التعديل في المادة المنشورة امرا ميسورا اذ بوسع المؤلف والناشر الإضافة والحذف والتبديل في المادة
وهناك العديد من المميزات التي نحصل عليها من عملية النشر الالكتروني :-
من ناحية عدد القراء والانتشار :
بالطبع فان جمهور القراء الموجودة على شبكة الانترنت اكبر بكثير ومنتشر في جميع أنحاء العالم وليس فقط في البلد أو المنطقة التي تنشر فيها
2- إن النشر الالكتروني يتيح لك الاستفادة من كثير من الامكانات التي يتيحها برامج النشر الالكتروني على الكمبيوتر مما يساعد على إظهار العمل بصورة أفضل
عيوب النشر الالكتروني:-
إذا كانت هذه هي المميزات الخاصة بالنشر الالكتروني فلابد من الاحاطة والتعرف على أهم مساوئ النشر الالكتروني وهي :-
كما ذكرها احمد فضل شبلول في موضوعة قضايا النشر العربي الالكتروني الذي نشر في إحدى المجلات العربية:-
1-يعد النشر الإلكتروني وسيطا باردا قد يَحدُّ من قدرة الفرد على نقل أفكاره وأحاسيسه، وقد يؤدي إلى الانعزالية
2 ـ السرقات الأدبية والعلمية. فوجود هذا الكم الهائل من المعلومات على شبكة الإنترنت يجعل من السهل القيام بعمليات القرصنة والسطو على المواد المنشورة، من خلال إنزال هذه المواد أو نسخها على الهارد ديسك
3 ـ لأن اللغة العربية تعتبر دخيلة على لغات البرمجة، فقد ظهرت بعض المشكلات في المحارف العربية على مستوى الصرف والنحو، الأمر الذي يؤدي إلى انغلاق نصي يؤدي بدوره إلى انعزالية وثائقنا الإلكترونية، وسرعة اندثارها، وضعف فاعلية مواقعنا العربية.
4 ـ نظرا لسرعة التعامل المطلوبة لغويا على صفحات الويب، حيث إن كل ضربة على لوحة المفاتيح لها ثمنها على الشبكة العالمية، فقد أدى هذا إلى اختزال النصوص إلى كلمات مفتاحية، الأمر الذي سيؤثر ـ في المدى البعيد ـ على جماليات اللغة العربية في عموميتها، وأيضا في طريقة شكلها أو رسمها
وذكر الدكتور محمد فتحي عبد الهادي وأبو السعود إبراهيم مجموعة من العيوب أيضا منها:-
1- الكتاب المنشور ورقيا يمكن قراءته في أي مكان وعلى أي وضعية يرتاح لها القارئ أما الكتاب المنشور الكترونيا فلا يمكن الاستفادة منه إلا في مكان يوجد فيه جهاز كمبيوتر
2- النشر الالكتروني رغم سهولة برامجه يقتضي من القارئ معرفة بسيطة بالحاسب الآلي وطريقة تشغيله وهذه لا توجد لكل القراء ولا سيما كبار السن منهم
3- النشر الالكتروني يصادر الحميمة والألفة اللتين اعتاداهما مدمنو القراءة مع الكتب الورقية وهؤلاء يجدون صعوبة كبيرة في التحول عنها الي الكتب المنشورة الكترونيا
الوجوه العديدة للنشر الالكتروني:-
لقد اشتمل مصطلح النشر الالكتروني النظم التي تختزن المعلومات على وعاء اختزان وتشتمل :-
- قواعد المعلومات على الخط المباشر وعائلة خدمات الفيديو تكس والتليتكست
- التكنولوجيات التي تعتمد على الحاسبات الآلية في الصناعة الطباعة التقليدية
- خدمات قواعد البيانات ذات النص الكامل والمكتبات المليزرة والمطبوعات الالكترونية التي تستخدم الأقراص المكتنزة
النشر الالكتروني وأثره على المكتبات والمكتبيين والمستفيدين:-
يجب على أخصائي المكتبات والمعلومات ألا يركزوا على تقنية النشر الالكتروني فقط بل وعلى كيفية تداول هذه التقنية وعملها ولقد أوضحت الدراسات أن مشاكل المستهلكين لا تنبع من الحصول على معلومات قليلة جدا بل والعكس هذا بالإضافة إلي تعدد طرق التعامل معها لذلك يطلب ويطالب المستفيدون المساعدة الفنية المتخصصة من أخصائي المعلومات والذي يجب أن يكون تفكيره منصب على المستقبل وعلى التطورات في مجالات النسخ الالكتروني والاتصالات الالكترونية بقواعد البيانات المخزنة في
الحواسيب
مشاكل النشر الالكتروني في الوطن العربي :-
لا يزال النشر الالكتروني في الوطن العربي في مرحلة النمو والتطور وهناكالكثير من الدوريات التي توقف صدورها نتيجة للظروف المادية الطاغية ولكن
الدوريات التي تؤدي أو لها وظائف هامة فان نشرها مستمر بدعم من جامعات ومعاهد تعليمية عليا وان النشر الأكاديمي في العالم العربي له أهمية كبرى خاصة لمن يعملون في هذا المجال
التطورات الحديثة في مجال النشر الالكتروني:-
أدى التكامل بين الفيديو والنشر الالكتروني إلي أوجه تقدم حديثة في آلات المسح الضوئي وشاشات التقاط صور الفيديو والقيام بتضمين صور داخل أي مستفيد بطريقة أيسر من ذي قبل
وتتيح أجهزة الفيديو الرقمية digital video للمستفيدين القيام بتحرير صور الفيديو ومعالجتها وإضفاء التأثيرات الخاصة عليها
2- نشأة المؤتمرات عن طريق الفيديو video conferencing
من خلال أنظمة النشر الالكتروني ويعمل استخدام هذه التكنولوجيا على تمكين جماعة اكبر من الاشتراك في مشروعات مختلفة
الضبط الببليوجرافي للمعلومات الالكترونية:-
أدى انتشار إشكال المعلومات الالكترونية من قواعد البيانات الالكترونية والدوريات الالكترونية وملفات النصوص الكاملة والملفات الرقمية بالإضافة إلي المنتجات المتعددة الوسائط وبرامج التطبيقات والتطبيقات علي شبكة الانترنت إلي ظهور قضية الضبط الببليوجرافي والتي تتضمن:-
1- الإتاحة الببليوغرافية او المادية لمصادر المعلومات وقد تتنوع مستويات الإتاحة للمعلومات الالكترونية بحيث تتراوح بين مجرد توفير المعلومات حول طبيعة المعلومات الالكترونية المتوافرة وأماكن توافرها
- تقنين الوصف الببليوجرافي
مع ازدياد الطلب على الضبط الببليوجرافي في المصادر الالكترونية يتعين على المفهرسين تطبيق مقتنيات مثل صيغة مارك والالتزام بقواعد الفهرسة الانجلوامريكية المعدلة مما يعين على توحيد صيغة العمل
حقوق التأليف والطبع والإتاحة:-
يواجه أصحاب حق التأليف في البيئة الإلكترونية المتشابكة بعدد من القضايا والمشكلات، والتي يرجع السبب في وجود غالبيتها إلى السهولة التي يمكن من خلالها استنساخ المواد.
ومن المفروض أن يكون لدى جمهور القراء والمستفيدين ألفة ودراية بالمبادئ الكامنة وراء حقوق المؤلف مثل: الملكية، والفترة الزمنية، والقوانين المحددة، والاستثناءات التي يمنحها قانون حق المؤلف ومن المفترض أيضاً أن يكون القراء والمستفيدين على دراية بالتطورات الجارية ذات الصلة بالإنترنت
ولقد أثيرت منذ عدة سنوات قضايا عديدة ومهمة تتعلق بحق متاحية الوصول إلي المعلومات ومصادرها الالكترونية في عصر النشر الالكتروني من اجل إيجاد نوع من التوازن بين حقوق المؤلفين والمبدعين عند استخدام أعمالهم على شبكات المعلومات ومن أهمها شبكة الانترنت من جهة أو بين إعطاء المستفيدين فرصا مناسبة للاستفادة من الوصول إلي هذه الأعمال بطريق قانونية واستخدام معقول من جهة ثانية فالناشرون لهذه المنشورات يهتمون كثيرا بالسيطرة على هذه المنشورات الالكترونية
عرض لأحد المشاريع العربية في النشر الالكتروني وهو مشروع النشر الالكتروني بجامعة أسيوط
أهداف المشروع:-
تتفق أهداف المشروع مع الأهداف المحددة لصندوق تطوير التعليم العالي في مصر وهي :-
1- الجودة
الاستعادة من مشروع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات عن طريق دخول مجال النشر الالكتروني واستحداث التجهيزات المطلوبة لذلك وذلك من خلال
تدعيم التدريس بالتقنية الحديثة كجزء من العملية التعليمية
الترويج للتعليم بالتقنية الحديثة كجزء من العملية التعليمية
رفع كفاءة وتدريب أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم في هذا المجال
إيجاد مركز متميز (وحدة النشر الالكتروني)
2- الارتباط
رفع مستوى الكتاب الجامعي من خلال وسائل الاتصال الحديثة (النشر الالكتروني)
3- الكفاءة:-
توفير خدمات تعليمية أفضل للطلاب باستخدام الأقراص المدمجة والانترنت ومنتديات المناقشة الالكترونية والمحادثة الالكترونية
المسئول عن المشروع مجموعة من أساتذة جامعة أسيوط ومنهم الأستاذ الدكتور ناصر عفيفي مدير المشروع
أنشطة المشروع :-
رفع كفاءة وتدريب أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم على النشر الالكتروني
إنشاء وحدة للنشر الالكتروني في الجامعة
اختيار الطرق المثلى للنشر الالكتروني وبالأخص النصوص العربية والصور والأشكال وغيرها من الأنشطة
إنجازات المشروع:-
رفع كفاءة وتدريب أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم على النشر الالكتروني
إنشاء وحدة النشر الالكتروني بجامعة أسيوط
اختيار الطرق المثلى للنشر الالكتروني وبالخص النصوص العربية والأشكال
مرحلة الإنتاج للنشر الالكتروني
ومن اشهر الناشرين العرب شركة صخر
*خدمات النشر الإلكتروني (إنتاج أقراص مدمجة
صخر حل الناشر الإلكتروني الذي أنتجته لنشر المعلومات مثل صفحات HTML المخزنة في المستندات أو قواعد البيانات على أقراص مدمجة، مما يتيح البحث في هذه المعلومات وعرضها باستخدام أي متصفح إنترنت.
لا تقتصر إمكانيات البرنامج على عملية النشر فحسب، بل تتضمن مزايا إضافية مثل إمكانيات البحث باستخدام محرك البحث من صخر المصاحب لكل نسخة من المنتج.
يقدم الناشر الإلكتروني دعماً كاملاً لفهرسة واسترجاع المعلومات من قواعد البيانات من خلال مشغلات ODBC. وهو تطبيق قائم على الويب مبني على استراتيجية العميل-الخادم التي تتيح للمستخدم إدارة النشر الإلكتروني محلياً وعن بعد في نفس الوقت. وهو يقدم للمستخدمين مجموعة متنوعة من إمكانيات البحث ثنائي اللغة والتي تتيح للمستخدمين سرعة استرجاع المعلومات الموجودة في جداول قواعد البيانات أو المستندات بدقة
المشاريع العالمية:-
شركة ثمبوس
سوقت أول قاعدة بيانات مسموعة على قرص مكتنز محملة بموسيقى مسجلة وبيانات حاسوبية لقد استخدمت الشركة الدقيقتين الأولى والثانية لحفظ البيانات ويتكون الباقي من عشرات الفقرات الموسيقية المسجلة التابعة للشركة
2- مشروع ادونيس
عمل نشرات في علوم الحياة ضمن ذلك المشروع وضعت في هيئة bitmapped على أقراص مكتنزة وتم الاتفاق على إمداد إصداراتهم العلمية من الدوريات الطبية بشكل قابل للقراءة الآلية إلي مركز تجمع لطبع أي مقالة في هذه الدوريات لإعادة توزيعها بين المكتبات ومراكز البحوث
إن مشروع ادونيس للتزويد بالوثائق يقدم كل المقالات المنشورة في 224 دورية طبية بيولوجية على أقراص مكتنزة باستخدام تقنية المعلومات ويعرف بنظام ادونيس الثنائي (نظام المراجع للمقالات+ نظام التزويد بالوثائق)
الخلاصة
تحدثنا في هذا الفصل عن النشر الالكتروني والمقصود به وذكرنا أيضا النشأة التاريخية وكيفية التحول من النشر التقليدي إلي النشر الالكتروني وأهداف النشر الالكتروني والمكونات الرئيسية لهو أيضا مميزات النشر الإلكتروني وعيوبه والوجوه العديدة للنشر الالكتروني وتحدثنا عن النشر الالكتروني وأثره على المكتبات والمكتبيين والمستفيدين ومشاكل النشر الالكتروني في الوطن العربي وعرضنا أهم التطورات الحديثة في مجال النشر الالكتروني والضبط الببليوجرافي للمعلومات الالكترونية وحقوق التأليف والطبع والنشر ونماذج من النشر الالكتروني والمشاريع التي قامت بالنشر الالكتروني عالميا وعربيا فعالميا ذكرنا مشروع ثمبوس والثاني مشروع ادونيس والعربي مشروع النشر الالكتروني بجامعة أسيوط <!-- / message -->
نشرت فى 29 ديسمبر 2010
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,768,968